الاستغلال الجنسي للطفلات على “التيك توك”.. متاجرة للربح واغتصاب للبراءة
تاريخ النشر:
سبتمبر 2023
الاستغلال الجنسي للطفلات على “التيك توك”..
متاجرة للربح واغتصاب للبراءة
هناك عدد لا بأس به من الفتيات في سن المراهقة يقعن في فخ الاستغلال الجنسي عبر تطبيق “التيك توك” دون وعى لمخاطره التبعية، حيث يتم اقتياد الطفلات في الفترات الأخيرة من هذه الأنشطة التي تعد أحد أنواع الابتزاز الجنسي، والذي يحدث بشكل كبير عن طريق خاصية البث المباشر على هذا التطبيق، حيث يتم من خلاله استدراج الطفلات لاستعراض أجسادهن والزج بهن للتواصل مع رجال بطرق مختلفة، مقابل هدايا وأموال.
ومن خلال الموضوع التالي، نسلط الضوء على أشكال الاستغلال الجنسي للطفلات في “التيك توك”، كنوع من التوعية المجتمعية بمراقبة واحتواء بناتهم، حتى لا يصبحنا تحت وطأة من يمنحهم هدايا وأموال طائلة في تطبيق “التيك توك”.
وفقًا لتحقيق أجرته مجلة “فوربس” الأمريكية، تختلف أشكال ممارسات الاستغلال الجنسي للطفلات على تطبيق “التيك توك”، والتي من أهمها وأشهرها:
خاصية البث المباشر عبر تطبيق “تيك توك” “TikTok Live”، والتي توفر فرصة للمشاهدين بإرسال تعليقات وطلبات للفتيات القاصرات تحثهم على مماراسات إباحية، مقابل الحصول على هدايا يتم تحويلها فيما بعد إلى أموال.
وقد وصفت المجلة الأمريكية، محتوى “تيك توك” الذي تقدمه الفتيات القاصرات خلال البث المباشر، بـ”المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال” تحت السن، لما يتضمنه من مشاهد وممارسات جنسية، لا يدركونها بشكل كامل، لصغر سنهم وقلة خبراتهم.
ومن خلال البث المباشر على “تيك توك”، تقوم الفتيات بتلبية طلبات المشاهدين، للحصول على المزيد من الهدايا، التي تكون على شكل أزهار أو قلوب أوغيرها من الرموز، بهدف الحصول على المزيد والمزيد من الأموال التي تأتي سريعة، وبدون وعي مقابل ماذا يقدمون من عرض لأجسادهن والدخول في محادثات إباحية مبطنة.
يتم تحويل الأموال مباشرة للفتيات القاصرات خارج التطبيق، من خلال خدمات “كاش آب”، و”فينمو” و”باي بال”، وتقوم الطفلات اللاتي يقدمن المحتوى، بنشر حساباتهن في تلك التطبيقات عبر “تيك توك”.
وتشير المجلة إلى أن بعض الطلبات “الجنسية” التي يطلبها المشاهدين من الفتيات القاصرات، بشكل مباشر، تتمثل في: أن يفتحن أرجلهن، أو طلب التحقق من طلاء الأظافر بغرض النظر إلى أقدامهن عن قرب، أو أن يطلب منهن النظر إلى الخلف إلى شيء ما على الحائط مثلًا، بغرض النظر إلى مؤخراتهن، وغيرها من الطلبات التي تبدو عادية في ظاهرها ولكن “جنسية” في باطنها، وللأسف يتم تنفيذها جميعها من قبل الفتيات لجني المزيد والمزيد من الهدايا.
وتقول “ليا بلانكت”، مساعدة عميد كلية هارفارد للقانون في مركز بيركمان كلاين للإنترنت والمجتمع، المتخصص في تتبع قضايا الشباب والإعلام، خلال تصريحاتها لمجلة “فوربس”: “تخيل أنك تدخل محلًا مليئًا بالقاصرات يقفن على منصة مسرح وأمامهن جمهور من البالغين يمنحونهم المال لأداء حركات جنسية وفقًا لأهوائهم”، وأكدت خلال تصريحاتها أن هذا يعد شكل من أشكال الاستغلال الجنسي، ولكن ما رد “تيك توك” على هذا الاستغلال الجنسي للفتيات؟
رد إدارة “تيك توك” على استغلال الفتيات جنسيًا
“تيك توك لديها سياسات مشددة وآليات للمساعدة في حماية أمن وسلامة المراهقين/ت”.. هكذا قالت متحدثة باسم الشركة المؤسسة لتطبيق “تيك توك”، في تصريحات خاصة على مجلة “فوربس”، موضحة أن التطبيق يضع تعلميات بأن المستخدمين يجب أن تفوق أعمارهم 18 عامًا لإرسال الهدايا الرقمية من خلال خاصية البث المباشر، ومن المفترض أن يحظر التطبيق المستخدمين تحت عمر 16 عامًا من استخدام البث المباشر كليًا.
جرائم على خلفية الاستغلال الجنسي للمراهقات على التيك توك
من أشهر الجرائم التي عُرفت على خلفية الاستغلال الجنسي للفتيات المراهقات أو القاصرات على تطبيق “تيك توك”، كانت جريمة الإتجار بالبشر التي وقعت فيها “التيك توكر” الشهيرة حنين حسام، طالبة الجامعة العشرينية التي اكتسبت شهرة واسعة على التطبيق الأشهر بنشرها مقاطع فيديو وهي تغني وترقص، وفي أبريل عام 2020 تم القبض عليها بعد دعوتها لمتابعاتها للانضمام إلى منصة مشاركة فيديو أخرى تدعى “لايكي”، حيث قالت إن بإمكانهن جني المزيد من الأموال من خلال بث مقاطع فيديو مباشرة، كنوع آخر من الاستغلال الجنسي للطفلات.
وفي يوليو 2020، أدانت المحكمة الاقتصادية في القاهرة حنين وفتاة شهيرة آخرى على “تيك توك” تدعى مودة الأدهم، بتهمة “انتهاك قيم ومبادئ الأسرة”، وحكمت المحكمة عليهما بالسجن لمدة عامين وغرامة 300 ألف جنيه مصري.
وفي 2022، تم إعادة المحاكمة، وصدر حكم نهائي بمعاقبة فتاة التيك توك حنين حسام، بالسجن 3 سنوات، وغرامة 200 ألف جنيه، بتهمة الاتجار في البشر، وذلك بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ”فتيات التيك توك”.
توصيات “الأمم المتحدة” لمواجهة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت
أوصت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، عدة توصيات هامة لحماية أطفالنا من خطر الإنترنت والمحتوى الرقمي الجنساني الضار، وكان أهمها:
-
ضرورة أن تتخذ الدول تدابير قوية، لا سيما خلال وضع قوانين، لحماية الأطفال من المحتوى الضار والمضلل.
-
كما ينبغي حماية الأطفال من جميع أشكال العنف التي تمارس في البيئة الرقمية، لا سيما الاتجار بالأطفال والعنف الجنساني والعدوان والهجمات عبر الإنترنت وحرب المعلومات.
-
يجب مراعاة آراء الأطفال وخبراتهم عند صياغة الأنظمة التي تحكم استخدام الشباب للتكنولوجيات الرقمية وعند تصميم التكنولوجيا نفسها.
وعلى صعيد آخر، يشار إلى أن منظمة الونيسف تدعم المنظمة العالمية لحماية الطفل على الإنترنت ومشروع الأبحاث المسمى “وقف الضرر” لجمع الأدلة حول الحقوق الرقمية للأطفال والفرص والمخاطر، من أجل استعراض آثار استخدامهم للتكنولوجيا الرقمية على حياتهم اليومية والعوامل التي تجعلهم أكثر عرضة للأذى.