التاريخ الشفوي السياسي للمرأة الفلسطينية
إيمانًا من ملتقى المرأة والذاكرة بأهمية دور المرأة وتاريخها الشفوي في تنشيط الذاكرة الإنسانية والتاريخ، وفي إطار اهتمام الملتقى بالأبحاث والدراسات القائمة في هذا المجال على المستوى العالمي، وفي البلاد العربية خاصة، شارك ملتقى المرأة والذاكرة في أعمال الورشة التدريبية الخاصة بـ “التاريخ الشفوي السياسي للمرأة الفلسطينية” والتي جرت في القاهرة في الفترة ٢٣ – ٢٦ إبريل ١٩٩٨.
وقد عقدت الورشة تحت رعاية وزارة التخطيط والتعاون الدولي – إدارة تخطيط وتطوير مشاركة المرأة – التابعة للسلطة الفلسطينية، وقامت د. فيحاء عبد الهادي خبيرة الأمم المتحدة بالتنسيق والإشراف على أعمال الورشة. وألقت كلمة الافتتاح السيدة سميرة أبو غزالة، رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة. تلتها كلمة د. عادل يحيى وهو مؤرخ ومدير المؤسسة الفلسطينية للتبادل الثقافي وكلمة د. هدى الصدة منسقة ملتقى المرأة والذاكرة، ثم كلمة منسقة الورشة د. فيحاء عبد الهادي.
وتركزت كلمات الافتتاح على أهمية نضال المرأة الفلسطينية السياسي وأهمية التاريخ الشفوي بشكل عام والتاريخ الشفوي من خلال عيون النساء بشكل خاص، وخصوصية المرحلة الممتدة بين الثلاثينيات حتى منتصف الستينيات، التي لم تدرس بشكل كاف حين تم تسجيل تاريخ نضال المرأة الفلسطينية، مما استدعى الوقفة التحليلية عند أربع محطات هامة في التاريخ السياسي الفلسطيني ورصد نضال المرأة خلالها، وهى الثلاثينيات والأربعينات والخمسينيات وأوائل الستينيات حتى منتصفها – تاريخ تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وانطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة. وقد تم عقد ورشة التدريب استعدادًا للبدء في تدوين التاريخ الشفوي الفلسطيني لتلك الفترة، وسوف تتم الدراسة من خلال روايات المرأة الشفوية وتجاربها النضالية، مع إتاحة الفرصة لإطلاق صوتها والتعبير عن نفسها وتسجيل خبرتها من جهة، وتوثيق هذه التجربة بهدف إكمال الصورة وإجلاء الحقيقة وإنصاف المرحلة التاريخية المستهدفة من جهة أخرى.
ولقد تنوع برنامج الورشة وموضوعاتها، حيث تحدث د. أحمد مرسي حول المأثورات الشعبية وعلاقتها بالتاريخ الشفوي، كما تناولت د. هدى الصده مفهوم التشكيل الثقافي والاجتماعي للجنس (الجندر) في كتابة التاريخ الشفوي، وقدمت د. فيحاء عبد الهادي قراءات نقدية في الأدبيات التاريخية للمرأة الفلسطينية، ثم قام د. عادل يحيى بعرض تقنيات البحث في التاريخ الشفوي مع تطبيقها من خلال تقسيم الباحثات المشاركات إلى مجموعات عمل تدريبية. وقد تضمنت الورشة أيضا عرضًا لزاوية الذاكرة الشفوية في السينما التسجيلية من خلال فيلم “مرأة جميلة” للمخرجة عرب لطفي، الذي يسجل ذاكرة أربع مناضلات فلسطينيات.
ولقد شارك في أعمال الورشة ستة عشرة باحثة من بلدان عربية مختلفة (لبنان وفلسطين والأردن ومصر)، تم تدريبهن على استخدام تقنيات البحث في التاريخ الشفوي، على أن يبدأ العمل على تجميع مادة المشروع في شهر يونيو وسبستمر لمدة ثلاثة إلى خمسة شهور. وسيتم خلال تلك الفترة التعاون مع المؤسسات العاملة في حقل التاريخ الشفوي ومع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، على أن تتم بعدها دراسة المادة وتحليلها تمهيدًا لإصدارها في كتاب.
