التمكين السياسي للمرأة المصرية كخطوة أساسية لتمكينها من مكافحة الفساد

التصنيفات: غير مصنف

اعداد بواسطة:

التمكين السياسي للمرأة المصرية كخطوة أساسية لتمكينها من مكافحة الفساد

تقديم

السيدات والسادة / أهلاً بكم ومرحبًا في هذا الملتقى العلمي الذي شرفتموه بالحضور نتبادل فيه الرأي والفكر من أجل مستقبل مشرق للبلاد، مستقبل تسمو فيه الحريات وسيادة القانون والشفافية التي طالما غابت عن وطن لفترات طويلة فكانت الأحق أن تكون من الأولى بالرعاية في دستور مصر الثورة .

لقد شهدت مصر في الفترة السابقة انتشارًا سريعًا ، وتفشيًا عارمًا لظاهرة الفساد في كافة قطاعات الدولة العام منها والخاص على نحو دفع بعض رموز النظام السابق الى الاعتراف بتفشي الظاهرة والعجز عن مواجهتها، حتى إن المواطن المصري كاد أن يسلم بأن الفساد بات ثقافة شعب، على المواطن أن يقر بها، ويتعايش معها. وبعد أن قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير واسترد الشعب المصري إرادته ، كان الفساد هو العدو الأول الذي اجمعت الأمة على حتمية التخلص منه بعد أن نال من ثروات البلاد وأضاع فرص نهضتها وأهدر طاقة شبابها. إن الأصرار على تعويض ما فاتنا والعمل الوطني المخلص الدؤوب المجرد من أية أهواء أو مآرب شخصية والاستفادة من تجارب الماضي هي لا شك علامات الطريق الجديد طريق الرشد والرشاد.

لقد أثبتت تجارب الشعوب والأمم أنه لا نهضة دون مشاركة كل أطياف المجتمع من رجال ونساء ودون استغلال لكل الطاقات والملكات دون تمييز أو تهميش لجنس أو نوع، وأنه لا سبيل لإشراك المرأة في مكافحة الفساد.

وإيجاد دور فاعل لها في هذا المجال دون تمكينها سياسيًا كخطوة أولية وهذا لن يتأتى إلا بالتمكين السياسي أما بدستور أو بتشريع في بلد بادئ على طريق الديمقراطية يصعب فيه التمكين السياسي الطوعي أو الاختياري.

أن التمكين السياسي للمرأة من شأنه وضع المرأة في المواقع المعنية بتتبع الفساد وتأصيل أسبابة ومحاربته أو منع حدوثه وهذا لن يتأتي إلا بتمكين المرأة من المواقع الإدارية القيادية في الدولة وشغل المناصب السياسية وحضورها في العمل الحزبي.

نبذة عن تاريخ المشاركة السياسية للمرأة المصرية في العصر الحديث

كانت ثورة ۱۹۱۹ بمثابة نقطة التحول في المسار السياسي للمرأة في مصر في العصر الحديث. عندما ضمت الثورة كل طوائف الشعب المصري رجاله ونساءه وبدت المشاركة السياسية للمرأة على نحو لم تشهده البلاد منذ أمد بعيد وسقطت الشهيدتان حميدة خليل وشفيقة محمد أثناء مؤازرتهما الزعيم سعد زغلول

وفي عام ١٩٢٠ تشكلت لجنة الوفد المركزية للسيدات نسبة لحزب الوفد بزعامة سعد زغلول وانتخبت السيدة هدى شعراوي رئيسًا لها ليستمر الكفاح السياسي حتى حرب فلسطين عام ١٩٤٨. وبعد دستور ١٩٣٣ سعت المرأة المصرية للدفاع عن قضاياها فتأسس حزب اتحاد النساء المصريات الذي أصدر جريدة بعنوان المصرية في عام ١٩٣٥ باللغتين العربية والإنجليزية.

وأسست فاطمة راشد سنة ( ١٩42م ) الحزب النسائي الوطني. والذي كان على رأس مطالبة قبول النساء في كافة وظائف الدولة, كما شكلت درية شفيق حزب بنت النيل سنة (١٩٤٩م) والذي دعمته السفارة الإنجليزية، وتأسس الاتحاد النسائي العربي سنة ( ١٩٣٤م ). وقد تكللت هذة الجهود بنجاح ظاهر تمثل في ترسيخ مفهوم مشاركة المرأة في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية حين ظفرت بالحق في الانتخاب والترشح في دستور عام ١٩٥٦ ودخلت البرلمان وصارت وزيرة الشئون الاجتماعية في عام ١٩٦٣ ومارست الحياة الحزبية وشاركت في النقابات العمالية والمهنية والمنظمات غير الحكومية، وتقلدت. الوظائف العليا في كافة ميادين الحياة وفي الفترة من عام ١٩٨١ شهدت الحياة السياسية للمرأة تغيرات جذرية وجهود ملموسة بهدف النهوض بالمرأة وتمكينها إدراكًا من الدولة بأهمية دور المرأة ومكانتها في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فتم إنشاء مؤسسات خاصة لتحقيق هذا الهدف كما تم العمل على مواجهة على كافة مظاهر التمييز ضدها بالإضافة إلى تحقيق إصلاح تشريعي فيما يخص الأوضاع الخاصة بها، فضلاً عن اتخاذ إجراءات أخرى بهدف تغيير القيم والمفاهيم المجتمعية المؤثرة سلبًا على المرأة تفعيل دورها على المستويين الدولي والاقليمي إلا أن الظهور السياسي للمرأة المصرية بعد ثورة ٢٥ يناير شهد انحدارًا ملحوظًا مما دفع العديد من المدافعين عن حقوق المرأة إلى الدعوة إلى اللجوء إلى نظام الكوتا ( الحصة ).

الذي كان سبق تطبيقه في مصر عام ١٩٧٩ وألغى بحكم من المحكمة الدستورية العليا لعدم دستوريته. فهل عجزت المرأة المصرية عن أن تثبت كفاءتها على الساحة السياسية على نحو جعل اللجوء لنظام الكوتة هو طريق النجاة الوحيد الذي عساه أن يعيد المرأة الى مكانتها المأمولة ، وإذا سلمنا بنظام الكوتة فهل سيكون الخيار الوحيد الدائم الذي بدونه لن تتمكن المرأة من اقتحام الحياة السياسية بنفسها وبإصرارها وبإرادتها الشخصية .

لا شك أن التراجع المستمر في وضع المرأة على خريطة الحياة السياسية يجعل نظام الكوتا يفرض نفسة على الأقل – كحل مبدئي لانقاذ الوضع الراهن ، ولكن هذا لا يعني نهاية النضال المجتمعي والنسائي لوضع المرأة في المكانة التي تليق بها باعتبارها نصف المجتمع ، والتطلع الى يوم ترشح فية المرأة المصرية نفسها في أية انتخابات وهى على ثقة من أن جنسها لا قيمة لة في عملية اختيارها وأن برنامجها الانتخابي المقنع الصادق فقط هو الذي سيكتب شهادة نجاحها في أية انتخابات ، فالكوتة لا يجب أن تكون السند الذي ترتكن إليه المرأة في حياتها السياسية وإنما يجب أن تتعامل معة كآلية تساعدها على الوصول الى الساحة السياسية الى جانب الرجل لتثبت أنها لا تقل عنة كفاءة أو مهارة أو نشاطًا أن مشاركتنا في هذا الملتقى ستكون من خلال ورقة تتناول بعض المحاور التي قد يكون في استيعابها وتطبيقها أهمية لتمكين المرأة سياسيًا وتشريعيًا كخطوة أولية لتمكينها من مكافحة الفساد وآداء دورها في هذا المجال باعتبارها شريك في المجتمع والمحاور التي سنتناولها في هذا الملتقى هي مفهوم التمكين وأسباب ضعف المشاركة السياسية للمرأة وتاريخ التمكين الدستوري والتشريعي للمرأة في مصر الحديثة والحجية العينية للقضاء الدستوري وموقف مصر من التشريعات الدولية والتحديات التشريعية المستقبلية ثم التوصيات الختامية.

أولاً: مفهوم التمكين

التمكين في اللغة [ م ك ن ] ( مصدر مكن ). . سعى إلى تمكينه من النجاح : جَعَلَة مُتَمَكنا من النجاح المعجم: الغني

( فالتمكين إعطاء ما يصح الفعل، مع رفع المنع، لأن الفعل كما يحتاج إلى القدرة فقد يحتاج إلى آلة ، وإلى دلالة، وإلى سبب. ويحتاج إلى إرتفاع المنع، فالتمكين عبارة عن جميع ذلك. والتمكين بالمفهوم الشامل العام يعني الإقدار، ورفع الموانع، وإيجاد الدوافع والمقدمات والآليات والأسباب وكل ماهو ضروري مما لا يصح معه إلا الفعل، ولا يحصل الفعل إلا معه.

والتمكين بمفهومة العام يعبر عن عملية تتكفل بتحويل الأشخاص الغير مالكين للقوة مدركين وواعين لأوضاعهم وقادرين على تنظيم أنفسهم للوصول إلى حقوقهم وآداء دورهم وتبوء مكانتهم.

وللتمكين مستويات ثلاث هي :

1- المستوى الفردي لتطوير الإحساس بالذات وتعزيز الثقة والقدرة الشخصية والقدرة على التواصل والتحاور والتأثير على طبيعة العلاقات والقرارات وعمل الأفراد مع الآخرين لتحقيق التأثير المطلوب بدرجة أكبر من التأثير في حالة العمل الفردي.

2- المستوى الجمعي لتطوير القدرة على التنظيم والعمل الجمعي والإحساس بالقوة والمنعة والقدرة الأكبر على التأثير.

3- المستوى البيني لتطوير المناخ السياسي والاجتماعي والقواعد الاجتماعية والحوار العام لتدعيم التمكين في المستويين المتقدمين..( الإمام الشيرازي )

فتمكين المرأة إذن ليس معناة كما يفهمه البعض تمييز المرأة عن الرجل وجعلها في وضع أقوي منة أو تغليبها علية وإنما هو مساعدة المرأة باعتبارها الطرف المستضعف المهمش لممارسة ذات المهام التي يمارسها الرجل وإعطائها حقوقها في مباشرة الحياة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. وبمعنى آخر التمكين هو وسيلة لتعويض المرأة لا لتمييزها عن الرجل أو هو التمييز الإيجابي لمنح حقوق لا السلبي لسلب الحقوق أو الحرمان منها.

والتمكين إما اجباري وإما طوعي ، فأما الاجباري فمصدرة النص الدستوري أو النص التشريعي ( القانوني ، وأما الطوعي أو الاختياري هو التطبيق الحزبي أو المؤسسي لنظام الكوتة من داخل الحزب أو المؤسسة نفسها.

ثانيًا : الأسباب الرئيسية لضعف المشاركة السياسية للمرأة

يرجع ضعف المشاركة النسائية في الحياة السياسية لعوامل متعددة تعود معظمها الى موروثات ثقافية سلبية نحصر أهمها فيما يلي:

1- انحياز معظم شرائح المجتمع بما فيها النساء ومؤسسات الدولة المختلفة بصورة أكبر للرجل

2- عدم تحمس الرجل لاشتغال المرأة بالسياسة ، سيما اذا كانت المرأة ستتمتع بشهرة شعبية تسبب للزوج حرجًا غير مبرر.

3- تردي الظروف الاقتصادية والتي من شأنها عرقلة المرأة عن القيام بدورها السياسي المنشود.

4- ضآلة فرص النساء في الفوز بالانتخابات في المجتمعات الذكورية التي تنكر على المرأة قدرتها وكفاءتها. بسبب التنشئة الاجتماعية التي تفضل الذكور علي الإناث

5- عدم قبول الرجل. خاصة في المجتمعات الريفية. تمثيل المرأة له في ظل قيم وعادات وتقاليد تعلي من مفهوم الرجولة علي مفهوم الكفاءة.

6-عدم إدراك المرأة نفسها لأهمية تفعيل مشاركتها السياسية. وانكار المجتمع أهمية هذه المشاركة وضرورة مساندتها.

7-عدم كفاية ونجاعة دور وسائل الإعلام وأدوات التنشئة السياسية (الأسرة، المدرسة، الجامعة، الأحزاب ) في نشر الوعي بأهمية المشاركة السياسية للمرأة .

لكل هذه الأسباب وغيرها كان من الصعب على بلد في مرحلة إنتقاليه صوب الديمقراطية أن تعتمد على الكوتة الطوعية أو الاختيارية قبل أن تتغير كل هذه الموروثات الثقافية التمييزية .

ثالثًا: تاريخ التمكين الدستوري والتشريعي للمرأة في مصر

تصاعدت الدعوة للمساواة بين الرجل والمرأة بعد أول برلمان لمصر بعد إعلان ۲۸ فبراير ۱۹۲۲ ، حيث لم تتضمن نصوص دستور ۱۹۲۳ ما يشير إلى حقوق المرأة السياسية فقد نصت المادة 3 من كل من دستوري ۱۹۲۳، ۱۹۳۰ على أن المصريون لدى القانون سواء.. وهم متساوون في التمتع بالحقوق السياسية والمدنية وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الأصل أو اللغة أو الدين فقوانين الانتخاب الصادرة في ظل هذين الدستورين قصرت الحقوق السياسية على الرجال دون النساء لأنها لم تشر إلى عدم التمييز بسبب الجنس أما دستور ١٩٥٦ فقد أرخ لدخول المرأة في البرلمان الذي ساوى بين الرجل والمرأة في الانتخاب والترشيح للمجالس النيابية، فقد نصت المادة 3١ على أن المصريون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والواجبات لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وبفضل هذه المادة حصلت المرأة على حقوقها السياسية حيث نصت المادة الأولى فى القانون رقم ١٣ لسنة ١٩٥٦ على أنه على كل مصري وكل مصرية بلغ ثماني عشر سنة ميلادية أن يباشر بنفسه الحقوق السياسية الآتية :

1- إبداء الرأي في الاستفتاء الذي يجرى لرئاسة الجمهورية

2- انتخاب أعضاء مجلس الأمة

وشهدت مصر بعد صدور دستور ١٩٥٦م عدة تحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية أثرت على التمثيل النيابي للمرأة وأدائها داخل البرلمان.

ثم جاء دستور ۱۹۷۱ فنص على مساواة المرأة في الحقوق السياسية بدون تمييز، إلا أن قيد المرأة في جداول الانتخابات كان اختيارياً حتى صدور القرار بقانون رقم ٤١ لسنة ١٩٧٩ الذي أزال هذه التفرقة وجعل القيد في جداول الانتخابات إجبارياً بالنسبة للرجل والمرأة .

وبذلك تكون مصر اتخذت الإجراءات القانونية للمساواة بين الرجل والمرأة في المشاركة السياسية قبل انضمامها لاتفاقية المرأة عام ١٩٨٦ التي تنص المادة ٧ منها على: التزام الدول أطراف الاتفاقية باتخاذ كافة التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في الحياة السياسية والعامة لضمان حصول المرأة على المساواة في الحقوق السياسية، وذلك سواء بالتصويت في جميع الانتخابات أو الترشيح للانتخاب والمشاركة في صياغة سياسة الحكومة وتنفيذها وتولى الوظائف العامة أو المشاركة في جميع المنظمات والجمعيات غير الحكومية. ثم صدر القانون رقم ٢١ لسنة ١٩٧٩ في شأن مجلس الشعب حيث نص علي تخصيص ثلاثين مقعدًا للمرأة في المجلس على الأقل وعقب صدوره قفز عدد العضوات إلى ٣٥ سيدة في مجلس ١٩٧٩ بنسبة ٩% تقريبًا من جملة عدد الأعضاء.

ولم تهنأ المرأة المصرية بانتصارها هذا كثيرًا ، حتى قضت المحكمة الدستورية العليا فى عام ١٩٨٦ بإلغاء القانون رقم ٢١ لسنة ١٩٧٩ لعدم دستوريته ، وقضت بإلغاء تخصيص مقاعد للمرأة. إلا أن الجهود المبذولة لتمكين المرأة لم تتوقف ولم ييأس المنادون بكوتا المرأة حتى أقر مجلس الشعب المصري في ١٤ حزيران / يونيو ٢٠٠٩، تعديلاً قانونياً يخصص للمرأة ١٤ مقعدًا برلمانيًا عُرف بقانون الكوتا النسائية، إذ كان عدد السيدات في مجلس الشعب . ٢٠٠٥٢٠١٠ لا يتجاوز الـ 9عضوات منهن : منتخبات و5 معينات ) أي ما نسبته ٢% من إجمالي الأعضاء البالغ عددهم ٤٥٤ عضواً، ولهذا السبب تم استحداث ۲۲ دائرة انتخابية تتنافس فيها النساء فقط.

رابعا : الحجية العينية للأحكام الدستورية

بصدور حكم المحكمة الدستورية القاضي بالغاء كوتا المرأة في عام١٩٨٦ ، احتج بعض المناهضين لكوتا المرأة بحجية حكم المحكمة الدستورية العليا القاضي بالغاء القانون رقم ٢١ لسنة ١٩٧٩ مستندين إلى أن المحكمة الدستورية أرست مبدأ عدم أحقية المرأة في حصة معينة من المقاعد في مجلس الشعب ومن ثم لا يجوز طرح هذا المبدأ مرة أخرى بعد أن قالت فيه المحكمة الدستورية قولها إعمالا لمبدأ حجية الأحكام القضائية. والواقع أن هذه الحجة تفتقد الى الصواب للأسباب الآتية :

1- أن حجية الأحكام الدستورية تختلف عن حجية باقي الأحكام القضائية ، لأن حجية القضاء الدستوري هي حجية عينية تصيب مواد القوانين واللوائح ولا تنصب على أشخاص وموضوع وأسباب الدعوى كما هو الحال في الأحكام القضائية في الفروع الأخري غير الدستورية .

2- إن حجية الأحكام الدستورية مقيدة بالدستور الذي صدر في حياته ذلك الحكم الدستوري . فإذا ما تغير الدستور فلا حجية للمبدأ الذي أرساه القضاء الدستوري في ظل الدستور السابق أو الملغي وليس هناك ما يمنع من تضمين الدستور الجديد للمبدأ الذي قضت المحكمة الدستورية بإلغائه في ظل القانون الدستور السابق أو تضمين قانون جديد أو لائحة جديدة في ظل الدستور الجديد ذات النص المقضي بعدم دستوريته في ظل القانون السابق أو الملغي.

3- أنه وحتى في ظل الدستور الواحد فإن حكم المحكمة الدستورية تقتصر حجيته على نصوص المواد المطعون عليها بعدم دستوريتها ولا يمتد الى غيرها من النصوص التي لم يطعن عليها وإن تشابهت أو حتى تطابقت معها. ومن ثم فلا مانع من إعادة النص على كوتا المرأة في الدستور الجديد أو في قوانين أو لوائح في ظل دستور جديد.

خامسًا موقف مصر من التشريعات الدولية :

صدقت مصر علي المعاهدات والاتفاقيات الدولية لتعزيز مساهمة المرأة في الحياة العامة والسياسية . فقد وافقت علي الاتفاقية الدولية لمناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) التي وقعت عليها مصر عام ١٩٨٠ وصدقت عليها ۱۹۸۱، والتي تنص المادة 4) منها على أنة لا يعتبر اتخاذ الدول تدابير خاصة مؤقتة تستهدف التأجيل بالمساواة الفعلية بين الرجل والمرأة تمييزًا بالمعنى الذي تأخذ بة الاتفاقيات، بينما غالبية الاتفاقيات الدولية تؤكد على ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز بينهما لأي سبب كان كما وقعت أيضًا على الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق السياسية للمرأة .

سادسًا: التحديات التشريعية المستقبلية وقراءة في مشروع الدستور المعدل

بعد ثورتي ٢٥ يناير ٢٠١١ و ٣٠ يونيو ٢٠١٣ تراجع التقدم التشريعي والدستوري من أجل التمكين السياسي للمرأة، فلم يهتم الدستور المؤقت بالدور السياسي للمرأة ولم يهتم دستور ٢٠١٣ المعطل بهذا الدور ، حتى لجنة الخمسين المعنية بتعديل دستور ٢٠١٢ المعطل رفضت تحديد نسبة المرأة في المجالس النيابية بحجة أن كوتا المرأة هو أمر غير دستوري واكتفت بنص المادة 11 والتي جرى نصها على أن تلتزم الدولة بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الواردة في هذا الدستور، وتعمل الدولة على اتخاذ التدابير الكفيلة بالتمثيل النسبي والمتوازن للمرأة في المجالس النيابية والمحلية وينظم القانون ذلك.

وعلى الرغم من رفض الكوتا الدستورية للمرأة فإننا لا نرى أن من شأن ذلك إضعاف التمكين السياسي للمرأة لأن التمكين الإجباري المتمثل في الكوتا التشريعية مازال مطروحًا ومتاحًا بل وملزمًا للمشرع لدى أعداد أو تعديل قوانين الانتخابات أو مباشرة الحقوق السياسية بنص المادة ١١ من الدستور. فالدستور وإن كان قد خلا من نص صريح على الكوتا إلا أنه فرض على المشرع مساواة المرأة بالرجل في جميع الحقوق السياسية وألزمه عند سن القوانين مراعاة التمثيل النسبي والمتوازن وإلا كان النص القانوني عرضة للطعن عليه بعدم الدستورية والإلغاء أن لم يلتزم التمثيل والالغاء اذن فالتحديات القادمة بعد فوات فرصة الكوتا الدستورية باتت تتمثل في الكوتا التشريعية بالاضافة الى الكوتا الطوعية التي تلجأ إليها الاحزاب أو مؤسسات الدولة من داخلها

سابعًا: توصيات تمكين المرأة لمكافحة الفساد

١إجراء تعديلات تشريعية لقوانين الانتخابات ومباشرة الحقوق السياسية تسمح بالتمكين السياسي للمرأة سواء كناخبة أو مرشحة وبالتوازن مع الرجل تطبيقًا لنص المادة 11 من الدستور الجديد.

2- سن تشريعات وقوانين محكمة لمكافحة الفساد الإداري ، ووضع تدابير ومعايير ملزمة نزيهة وشفافة تضمن اختيار الأكفأ وتمنع أي محاولة لتخطي المرأة من المواقع القيادية بسبب جنسها.

3- اتخاذ تدابير تضمن مشاركة المرأة في مكافحة الفساد وخاصة قضايا الفساد التي تعنيها بشكل مباشر مثل التهميش السياسي أو الإداري .

سابعًا: توصيات تمكين المرأة لمكافحة الفساد

1- إجراء تعديلات تشريعية لقوانين الانتخابات ومباشرة الحقوق السياسية تسمح بالتمكين السياسي للمرأة سواء كناخبة أو مرشحة وبالتوازن مع الرجل تطبيقًا لنص المادة 11 من الدستور الجديد.

2- سن تشريعات وقوانين محكمة لمكافحة الفساد الإداري . ووضع تدابير ومعايير ملزمة نزيهة وشفافة تضمن اختيار الأكفأ وتمنع أي محاولة لتخطي المرأة من المواقع القيادية بسبب جنسها.

3- اتخاذ تدابير تضمن مشاركة المرأة في مكافحة الفساد وخاصة قضايا الفساد التي تعنيها بشكل مباشر مثل التهميش السياسي أو الإداري .

4- توعية الأوساط النسوية القروية وتعريفهم بمفهوم الفساد ومردوده السلبي عليهم وطرق وكيفية مكافحته.

5- تفعيل دور الإعلام والمجتمع المدني في تغيير الموروثات الثقافية السيئة بشأن المرأة وقدرتها ودورها المجتمعي.

٦زيادة دعم المرأة في الأطر القيادية لأحزابها

7- عقد دورات تدريبية للقيادات النسوية بشأن طرق الفساد وكيفية مكافحته.

8- تطوير ودعم المؤسسات والجمعيات المختصة بتمكين المرأة سياسيًا.

9- التأكيد على وجوب عمل المرأة في مؤسسات وأجهزة مكافحة الفساد الحكومية سواء الرقابية أو القضائية.

١٠وضع آليات دينية تعتمد على الخطاب الديني المعتدل الوسطي بالتأكيد على حقيقة دور المرأة في المجتمع.

  • اعداد المستشار أيمن الشافعي – وزارة العدل

شارك:

اصدارات متعلقة

النسوية الإلغائية في فلسطين
نصائح من اجل بيئة عمل آمنة للنساء
نصائح للنساء لضمان السلامة خلال الحمل والولادة والوقاية من كوفيد19
الإجهاض القسري في نيجيريا وسؤال العدالة الانجابية
اغتصاب وقتل طفلة رضيعة سودانية في مصر
نحو وعي نسوي : أربع سنوات من التنظيم والتعليم السياسي النسوي
شهادة 13
شهادة 12
شهادة 11
شهادة 10