العنصرية والتمييز على أساس الجنس: الجزء الثالث من مقال آن ماري وچوش ميلر

الشركاء: دار هُنَّ

تاريخ النشر:

2023

آن ماري وچوش ميلر – العنصرية في الولايات المتحدة – الفصل السابع

التقاطعية وغيرها من أشكال الاضطهاد الاجتماعي

الجزء الثالث.. المحتويات

العنصرية والتمييز على أساس الجنس

العواقب الاجتماعية للعنصرية والتمييز الجنسي

الأدوار الاجتماعية والهوية الاجتماعية

العنصرية والانحياز الجنسي المغاير

الانحياز الجنسي المغاير

تفاعل العنصرية والانحياز الجنسي المغاير

  العنصرية والتمييز الجنسي ترتبط العنصرية والتمييز الجنسي ارتباطًا وثيقًا بالبناء الاجتماعي للعرق والجنس، ولهما عواقب خطيرة كقوى اجتماعية مستقلة. تعد العنصرية والتمييز الجنسي من أبسط أشكال التفاوتات الراسخة، ولهما معًا عواقب وخيمة على كيفية تعامل الشخص مع العالم، حيث يتخللون جوانب الحياة الاجتماعيةالعامة والخاصة، في مكان العمل، وفي المنزل. على الرغم من أن كل شخص لديه عرق مركب اجتماعيًا، كما ناقشنا، فإن العديد من ذوي البشرة البيضاء لا يدركون ذلك. لكن الجميع على دراية بالنوع الاجتماعي، وعلى عكس المجموعات العرقية والإثنية، التي لا يمتلك بعضها سوى القليل من الاتصال المباشر مع المجموعات الأخرى، فإن معظم الناس يتفاعلون مع الرجال والنساء يوميًا. (على الرغم من أن التقسيم الثنائي للذكور والإناث أصبح محل نقاش، مع ظهور فئات جنسانية مثل العابرين جنسياً. لتبسيط الأمور، فإننا نركز بشكل أساسي على التصورات الكلاسيكية للنوع الاجتماعي المتمثل في الإناث والذكور.) يتفاعل العديد من الأشخاص مع المجموعات العرقية والإثنية في المدرسة أو العمل، ولكن معظمهم لا يمرون بهذه التفاعلات في المنزل، حيث يعيش الإناث والذكور معًا في معظم المنازل. للطبقة الاجتماعية تأثيرات عميقة على المظهر الجسدي، والصحة، والنظام الغذائي، والوزن، وكيف نلبس، وكيف نبدو. ومع ذلك، عندما نولد، فإن مظهرنا الجسدي لا يكشف عن طبقتنا الاجتماعية. كل من الجنس والعرق (أو على الأقل الخصائص الجسدية التي تغذي البنى الاجتماعية للعرق) هي حقائق مادية منذ الولادة. وبالتالي، فإن التمييز على أساس الجنس والعنصرية هما شكلان من أشكال الاضطهاد الاجتماعي التي تشير إلى لب هويتنا، وهو أجسادنا. بالنسبة لمعظم الناس، يعتبر النوع الاجتماعي هو المحور الأول للهوية الاجتماعية التي يكتسب الشخص وعيا بها، وله تأثيرات اجتماعية فورية تشمل الملبس ورفاق اللعب، بالإضافة إلى الأدوار والتوقعات الاجتماعية. امتلكت كل ثقافة ومجتمع عبر التاريخ معايير وتوقعات تتعلق بالنوع الاجتماعي طوال دورة الحياة. تتطلب العنصرية بناءً اجتماعيًا عرقيا، تمامًا مثلما يعتمد التحيز الجنسي على البناء الاجتماعي للنوع الاجتماعي. على الرغم من أن الفروق العرقية لا تؤدي دائمًا إلى الاضطهاد العرقي والصراع، إلا أن الفئات العرقية دائمًا ما تتعرض للعنصرية. من الناحية النظرية، يمكن أن توجد الفروق بين الجنسين دون تمييز على أساس الجنس، لكن هذا نادر في التجربة الفعلية. تؤدي العنصرية إلى العزل والانقسام، وتقليص التفاعلات الاجتماعية والعلاقات الحميمة. على الرغم من التحيز الجنسي، فإن هناك تفاعلات حميمية بين النساء والرجال دائما، ويسعى معظم الناس إلى هذه العلاقات. على الرغم من الاختلافات، فإن التمييز على أساس الجنس والعنصرية تربطهما علاقة قوية تشمل روابط الدم، وعلم الوراثة، ومعانيها المكونة، حيث إن العرق، مثل النوع الاجتماعي، مبني اجتماعيًا على أنه إرث دموي، وتراث، له معاني وقيم مرتبطة به. المجال المنزلي، بين النساء والرجال، هو المكان الذي يورث فيه العرق وينتقل (كولينز، 1990) هذا المجال. بدوره يتشكل من خلال الترتيبات الاجتماعية للعنصريةحيث يعيش الناس مع الأشخاص الذين يعيشون معهم ويتكاثرون معهم. لذلك، فإن العلاقات بين الإناث والذكور في المجال المنزلي تولد كائنات “عرقية”، لكن العنصرية هي سياق أكبر يؤثر على من يتزاوج مع من. عند النظر في التفاعل بين التحيز الجنسي والعنصرية، سوف نركز على مجالين مهمين: (1) النتائج الاجتماعية والاقتصادية والسياسيةالتكاليف الخارجية والمادية، و (2) الأدوار الاجتماعية والهوية الاجتماعية. درس الفصل السابق التناقضات والمفارقات: النساء البيض اللواتي يتعرضن للكثير من التمييز الجنسي يمكن أن يكونن عنصريات، كما أن الرجال الملونين الذين يتعرضون للعنصرية كل يوم يمكن أن يكون لديهم مواقف متحيزة ضد المرأة ويتصرفون بطرق تمييزية ضد المرأة. يمكن أن تسبب هذه المفارقات التوترات والانقسامات بين الأفراد والجماعات، وانشقاق الحركات الاجتماعية، وتفكك التحالفات السياسية المحتملة. إن النقاش المستمر حول السبب الذي يجعل البعض ينظر إلى الحركة النسوية على أنها حركة تتشكل من الطبقة الوسطى من البيض في المقام الأول يجسد هذا الانقسام. عملت العديد من النساء ذوات البشرة الملونة بجد أيضًا من أجل حقوق المرأة، لكنهن وجدن أن النساء من ذوات البشرة البيضاء لم ينضممن إليهن في النضال من أجل حقوق المرأة. علاوة على ذلك، غابت المناقشات حول العرق بشكل صارخ في الأيام الأولى للحركة النسوية الحديثة.   العواقب الاجتماعية للعنصرية والتمييز الجنسي لقد شرحنا بالتفصيل العواقب الاجتماعية للعنصرية. تشمل العواقب الاجتماعية الاقتصادية للتمييز على أساس الجنس فجوة الأجور بين الجنسين، ونقص تمثيل النساء في العديد من المهن، والتمثيل المفرط في الوظائف ذات الأجور المنخفضة، والتحرش الجنسي والتسليع الجنسي، والعنف المنزلي. على الرغم من أن الإناث يشكلن أكثر من نصف سكان البلاد، إلا أن مجلس الشيوخ الأمريكي يضم 14 عضوة فقط في مجلس الشيوخ. لم تحتل أي امرأة منصب رئيسة أو نائبة للرئيس. حيث يصبح ترأس امرأة لشركة Fortune 500 استثناء ذو أهمية تذكر. وهكذا، تكسب المرأة أجرا أقل من الرجل وترتفع نسبة الفقراء من النساء. كما أن النساء أكثر عرضة في كثير من الأحيان لتحمل مسؤوليات كبيرة في مجال تربية الأطفال والأعمال المنزلية أكثر من الرجال، بجانب عملهن المأجور. تتشابه العواقب الاجتماعية الاقتصادية للتمييز على أساس الجنس مع تلك الناجمة عن العنصرية في بعض النواحي: الفرص الاقتصادية المحدودة، والصور النمطية المرتبطة بالاختلافات البيولوجية المزعومة، وتقييد الوصول إلى المناصب القيادية المؤثرة. كان على النساء من جميع الأجناس والرجال والنساء الملونين النضال من أجل الحقوق والفرص والمواطنة الكاملة. اعتمدت المؤسسات القمعية، مثل العبودية، على التفاعل بين العنصرية والتمييز على أساس الجنس لخلق أدوار ومواقف طبقية اجتماعية. ونتيجة للتمييز والقمع، عانى الملونون والنساء من تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي (رييد وكومازدياز، 1990). يبدو أن البحث يشير إلى أن كلا من التحيز الجنسي والعنصرية يعملان كقوى مستقلة جمعية. فحقوق المرأة الملونة منقوصة مرتين بفعل العرق والجنس (كوتر، هيرمسن وفينمن، 1999؛ هيزلريج وهاردي، 1995). لكن هناك اختلافات بين التمييز على أساس الجنس والعنصرية. تاريخياً، عانت النساء في الولايات المتحدة من الاضطهاد والمعاملة غير العادلة، لكن لم يتم استهدافهن بالإبادة أو العبودية بسبب جنسهن. اليوم، يفوق عدد النساء مقارنة بالرجال في مرحلة التعليم العالي بينما الأمريكيون من أصل أفريقي والأمريكيون الأصليون والأسبان ممثلون تمثيلا ناقصا. تشكل النساء غالبية السكان بينما لا يزال الأشخاص الملونون يشكلون أقلية. والنساء البيض، على الرغم من تعرضهن للتمييز على أساس الجنس، فقد حققن كمجموعة نجاحًا اقتصاديًا أكبر مقارنة بالرجال والنساء ذوي البشرة الملونة (يو وإلمليش، 2004). ذكرت ويلكينسون (1995) أنه “وقتما يكون العرق جزءًا من الفسيفساء، فإنه يفوق كل التأثيرات المحتملة” (ص 175). وفي رأيها، فإن العنصرية هي السبب الرئيسي للتناقضات في حياة الأفراد والجماعات، حيث تعزز الفصل العنصري بالأخص، وهو الأمر الذي يعتبر أساسا للتمييز الاجتماعي وعدم المساواة. وُثقت الآثار الاقتصادية للعنصرية والتمييز على أساس الجنس بأخذ بيانات من المسح السكاني الحالي، ووجد لو وإلمليش (2004) أن النساء ذوات البشرة السمراء والبورتوريكيات يعانين من صعوبات اقتصادية شديدة بسبب عرقهن وأثنيتهن وكذلك جنسهن. اقترح هؤلاء الباحثون فرضيتين لذلك:
  1. انخفاض المستوى التعليمي لهؤلاء النساء وكذلك رأس المال اجتماعي والاقتصادي مما يصعب حصولهن على وظائف ذات رواتب أعلى.
  2. هيكل الأسرة، حيث تخلق الأسرة وحيدة العائل وإنجاب العديد من الأطفال مصاعب اقتصادية أكبر.
ما لم يستكشفه هؤلاء المؤلفون هو التأثيرات التفاعلية للعنصرية والتمييز على أساس الجنس. لماذا تتمتع النساء ذوات البشرة الملونة برأس مال اجتماعي أقل من النساء البيض؟ كما ناقشنا سابقًا، لم يحدث هذا مصادفة كما أنه ليس علامة على نقص الحافز، بل هو انعكاس للحواجز المؤسسية الممنهجة واكتناز الموارد. وماذا عن دور التحيز الجنسي؟ هل للنساء نفس القدرة على الحصول على الوظائف والمهن، هل تتساوى معدلات الترقية الوظيفية، هل يتقاضون أجورا متساوية؟ في الحقيقة لا يحدث ذلك. في نهاية المطاف، تُنتقص حقوق جميع الأشخاص الملونين الاجتماعية بسبب العنصرية، وتُنتقص حقوق جميع النساء بسبب التمييز على أساس الجنس، مع وجود أعباء إضافية تضاف على النساء ذوات البشرة الملونة، والمتمثلة في التمييز العنصري والجنسي. (كوتر وآخرون، 1999: هاردي وهازيلريج، 1995).   الأدوار الاجتماعية والهوية الاجتماعية تتشكل الأدوار الاجتماعية من خلال الثقافة والسياقات التاريخية والاجتماعية. تبتعد معاني الأنوثة والذكورة كل البعد عن الثبات وتتغير بمرور الوقت وعبر المجتمعات. تعتبر الأدوار العرقية والأدوار الاجتماعية محل خلاف المجموعات والحركات الاجتماعية، وكذلك الأفراد في تصرفاتهم اليومية المتبادلة، وهي أيضا مترابطة بشكل معقد. إذا أخذنا في الاعتبار العرق والنوع الاجتماعي للأمريكيين من أصل أفريقي، فقد وضعت العبودية في البداية قيودًا شديدة على مجموعة الأدوار الاجتماعية المتاحة، وأثر النوع الاجتماعي على أشكال العمل التي من المتوقع أن يقوم بها العبيد (جونز، 1985). ما يعني أيضًا أن النساء الأميركيات من أصل أفريقي يعملن خارج أسرهن في وظائف لم تكن النساء البيض تعمل فيهاوهو نمط استمر لعقود عديدة بعد الحرب الأهلية، وهو مثال واضح على كيفية مساهمة العنصرية في بناء أدوار اجتماعية متباينة من خلال العرق. ساهمت العنصرية أيضًا في الرؤى العامة للأدوار الاجتماعية النمطية للرجال والنساء من ذوي البشرة السمراء، على الرغم من أن الأمريكيين الأفارقة تحدوا هذه التحريفات وعارضوها. استلزم هذا قدرًا كبيرًا من النضال، حيث تطلب من الأمريكيين الأفارقة خلق وتثمين تعريفاتهم الذاتية على تلك التي تم فرضها عليهم وإحداث احترام واعتماد جماعي على الذات. (كولينز، 1990). لقد أثرت العنصرية على العائلات ذوي البشرة السمراء من نواحٍ عديدة، منها (1) عمل المزيد من النساء الأميركيات من أصل أفريقي خارج المنزل، و(2) محدودية فرص التعليم والعمل للرجال الأمريكيين من أصل أفريقي. يشير فورستنبرج (2001) إلى أنه في منتصف القرن العشرين، كانت معدلات الزواج بين الأشخاص ذوي البشرة السمراء والأشخاص ذوي البشرة البيضاء متقاربة ولكن هذا التقارب قد اختلف. والآن، يصل معدل النساء ذوات البشرة السمراء اللواتي لن يتزوجن في العشرينات من عمرهن إلى 25٪، مقارنة بـ 10٪ من النساء من ذوات البشرة البيضاء. أما بالنسبة للمتزوجين، فإن معدلات الانفصال مرتفعة. أدار بحث فورستنبرغ في بالتيمور، مجموعات بؤرية لتبادل وجهات النظر مع ذوي الدخل المنخفض والشباب الأمريكيين من أصل أفريقي، وهو ما قاده إلى طرح ثلاثة تفسيرات:
  1. ارتفاع معدل البطالة بين الذكور الأمريكيين من أصل أفريقي.
  2. نقص عدد الذكور الأمريكيين من أصل أفريقي “المناسبين للزواج”
  3. ثقافة عدم الثقة بين الجنسين”.
من المثير للاهتمام أن نرى كيف تتفاعل هذه التفسيرات الثلاثة. الرجال الأمريكيون من أصل أفريقي في وضع غير مستقر من الناحية الاقتصادية، للأسباب الموضحة في الفصل 4؛ حيث تتآمر كل الحواجز في شبكة العنصرية للحد من فرصهم الاقتصادية. الاستقرار الاقتصادي أساس رئيسي للزواج المستقر، لذلك يرتبط ذلك بنقص عدد الذكور المناسبين للزواج، فضلاً عن نقاط الضعف الأخرى التي تسببها شبكة العنصريةكارتفاع معدلات الاعتقال والسجن وارتفاع معدلات الوفيات. يفترض فورستنبرج (2001) أن هذه الظروف الاجتماعية تفسح المجال لثقافة عدم الثقة بين الجنسين. وصفت النساء اللواتي أجرى فورستنبرج مقابلات معهن الرجال على أنهن غير ناضجين ولا يعتمدون على أنفسهن ولا يعول عليهم، بينما اشتكى الرجال من أن النساء يتوقعن الكثير منهن ولا يحترمنهن. ويخلص إلى أن “حالة عدم اليقين الاقتصادي يجعل الزواج شكلًا اجتماعيًا متوقعًا ومستمرًا وغير مرغوب فيه” (ص 243). يعد نقص الاحترام مفهومًا مهمًا، حيث يمكن اعتبار العنصرية على أنها نقص جماعي في احترام كرامة وقيمة البشر على أساس عرقهم وإثنيتهم (ميلر وفيروجيارو، 1996). يصعب عدم الاحترام من تحقيق شعور إيجابي بالهوية، بما في ذلك الهوية الجنسية. يسلط بورجوا (1995) الضوء على تجار المخدرات البورتوريكيين من الشباب الذين يسعون للحصول على الاحترام الذي لم يكن متوفرا في العمل المكتبي من خلال الانخراط في أعمال غير قانونية ولكنها توفر لهم تحقيق الذات. توقع كوز (1995) أنه نظرًا لأن الرجال الملونين، وخاصة الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي، لا يتلقون سوى القليل من الاحترام في المجتمع بشكل عام، فقد يشعرون، في بعض الأحيان، كما لو أنهم بحاجة إلى السعي وراء الاحترام بطرق يمكن تفسيرها على أنها عنيفة أو مدمرة لأنفسهم أو لشركائهم، لكونهم أقرب الأشخاص إليهم. تزيد هذه الديناميكية من إضعاف العلاقات بين الجنسين وتعد مثالًا على كيفية تفاعل العنصرية والنوع الاجتماعي معا. بالنسبة للأشخاص الملونين، وخاصة الأمريكيين من أصل أفريقي، واللاتينيين، والأمريكيين الأصليين، يصبح النوع الاجتماعي مصدرًا ثانيًا للقوالب النمطية التي يجب مواجهتها بجانب العرق والإثنية. على الرغم من أن القوالب النمطية الجنسانية تُفرض على جميع النساء، إلا أن النساء الملونات يجدن أن هذه الصور السلبية تتعرض لمزيد من التحريف عبر عدسة العنصرية، مما يؤدي إلى تشويه السمعة والغرابة ورؤى فرط أو نقص الجنسانية. تمتلئ الصور المثالية للجسد والوزن واللباس الأنثوي بتحريفات أوروبية المنحى، الأمر الذي يضاعف من تحديات اكتساب صورة إيجابية ومتكاملة للجسم والهوية الجنسانية. يواجه الرجال الملونون أيضًا تحريفات عرقية جنسانية فيما يتعلق بحياتهم الجنسية وإخلاصهم واحتمالية ارتكابهم للعنف، وقد يتبنى الناس تلك الانطباعات، مما يؤدي بالعديد من النساء البيض إلى التعبير عن خوفهن إذا مررن بجانب رجل أمريكي من أصل أفريقي في الشارع ليلاً. وبالتالي، فإن القوالب النمطية الجنسانية لها عواقب نفسية على النساء والرجال الملونين، مما يؤثر على شعورهم بالرفاهية النفسية. يصبح استيعاب المعنى الإيجابي بالعرق والنوع الاجتماعي تحديا، حيث يصطف العالم بمرايا مشوهة ويرويه في خطابات مهينة. في بحثهما، وجد وودي وجرين (2001) أن العامل الأكثر بروزًا في الرفاهية النفسية هو العرق، يليه تفاعله مع النوع الاجتماعي، حيث يكون الرجال الأمريكيون من أصل أفريقي هم الأكثر تضررًا. فهم أكثر احتمالا للتعرض لمضايقات الشرطة أثناء سيرهم في الشارع، كما يواجهون الإسقاطات في العمل وفي أي مكان آخر. وتعرض العديد من قادتهم للاغتيال وسجن أصدقائهم وأقاربهم. ويستفحل افتقار الأمريكيون من أصل أمريكي إلى السيطرة على حياتهم إذا كانت العلاقات الداخلية متوترة ومتضاربة وغير مستقرة.   العنصرية والانحياز الجنسي المغاير قبل وقت قصير من بدء الانتخابات الرئاسية لعام 2004، توصلت المحكمة القضائية العليا في ماساتشوستس إلى قرار أشعل عاصفة نارية في جميع أنحاء البلاد. أصدرت المحكمة رأيًا مفاده أن حرمان المثليين والمثليات من حق الزواج يعد انتهاكًا لقانون الولاية. بعد ذلك بوقت قصير، سجل العديد من الأزواج المثليين/ات للزواج في قاعات المدينة من كامبريدج إلى نورثهامبتون، مصحوبة باحتفالات عامة بالزواج. في مناطق أخرى من البلاد، كان المشهد أقل بهجة. أحدث قرار المحكمة صدمة في العديد من المجتمعات والمنازل، معتقدين أن الزواج حق مخصص حصريًا للأزواج من جنسين مختلفين. على الرغم من أن بعض الطوائف الدينية أيدت القرار، إلا أن البعض اعتقد أن القرار أفسد التعاليم الأساسية لإيمانهم. استغل العديد من السياسيين هذه القضية، ساعين إلى حظر زواج المثليين/ات من خلال تعديل دستوري ووضع مقترحات ضد زواج المثليين/ت في اقتراع الولاية. وهو ما شكل عاملاً في كيفية تصويت بعض الناس في الانتخابات الرئاسية، على الرغم من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان قد أثر على النتيجة. على الرغم من اتخاذ خطوات هائلة في حركة حقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية، بما في ذلك الحق في ألا يُنظر إليهم على أنهم منحرفون عن قاعدة مغايرة الجنس، فإن المثال السابق يجسد التدفق الكبير للانحياز الجنسي المغاير ورهاب المثلية. الانحياز الجنسي المغاير هو شكل قوي من أشكال الاضطهاد الاجتماعي والتفاوتات الراسخة التي تتقاطع مع التمييز الجنسي والعنصرية، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الاضطهاد الاجتماعي. لا يمكن النظر في التوجه الجنسي دون مراعاة النوع الاجتماعي أيضًا، جنبًا إلى جنب مع أدوار الجنسين والتوقعات الموضوعة لكل دور. ومن المهم أيضًا مراعاة سياقات الثقافة والعرق والإثنية. تضم مجتمعات المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والعابرين جنسياً مجموعة متنوعة للغاية من الأشخاصليست مجموعة متجانسة أو متحدة من السكان (هاررو وجريفن، 1997). هذه الطبيعة غير المتجانسة تشبه محاولة وصف المجتمعات الإثنية والعرقية: لا يوجد مجتمع أمريكي من أصل أفريقي أو ذو بشرة سمراءبل توجد مجتمعات كثيرة (هوكس، 2000). ما تشترك فيه هذه المجموعات هو أنهم ليسوا من مغايري الجنس أو “مستقيمين”. حتى داخل أي من هذه الفئات يوجد العديد من الاختلافات، حيث يمكن أن يشير التوجه الجنسي إلى الهوية والجاذبية الجنسية والسلوكيات التي، على الرغم من تداخلها، إلا أنها ليست متشابهة (موراليس، 1990). تصف دياموند (2003، ص 491) التوجه الجنسي كنمط ثابت ودائم من الانجذاب الجنسي وتميزه عن الهوية الجنسية، كـ”مفهوم منظم ثقافيًا للذات”. يصف التوجه الجنسي الانجذاب ولكنه لا يخبرنا بالضرورة عن سلوكيات الشخص ونمط حياته (موراليس، 1996). على سبيل المثال، يمكن للرجل الذي ينجذب إلى رجال آخرين أن يتزوج ويعيش حياته كشخص مغاير جنسيا بسبب الضغوط المجتمعية، أو يمكنه العيش مع شريك ذكر، أو العمل على نمط حياة يتلاءم مع توجهه الجنسي ويحميه من رهاب المثلية. تميز دياموند أيضًا التوجه الجنسي والهوية الجنسية عن الجنسانية بين أشخاص من نفس الجنس، حيث قد يرتبط الشخص جنسيا بشخص من نفس الجنس في ظروف معينة، مثل العيش في سكن جامعي أو قضاء عقوبة في السجن، في حين أنه ليس لدية ميل جنسي أو هوية جنسية مثلية. لأغراض هذه المناقشة، سننظر في أي شخص وأي مجموعات لا ترى نفسها متوافقة مع النموذج السائد للمغايرة الجنسية، وسنشير إليهم على أنهم مثليو الجنس وعابرون (مثليون/ مثليات/ ثنائيو الجنس/عابرون جنسيا) مع إدراك أن هذا المصطلح يتضمن تكتل مجموعة متنوعة للغاية ومتباينة من الناس. سنستخدم أيضًا المصطلحين “مستقيم” (لوصف مغايري الجنس) و”مثلي” (في إشارة إلى المثليين)، حيث إنهما مصطلحات شائعة داخل مجتمعات مثليو الجنس والعابرون جنسيا. يستخدم الباحثون مصطلح “الأقليات الجنسية” لوصف كل من هو ليس مغاير جنسيا (دياموند، 2003)، لذلك سنستخدم هذا المصطلح أيضًا. الانحياز الجنسي المغاير الانحياز الجنسي المغاير هو الافتراض المسبق بأن العلاقات الجنسية المغايرة هي معيارية وأن جميع عوامل الجذب الجنسي الأخرى والهويات الجنسية منحرفة. الانحياز الجنسي المغاير هو أيديولوجيا، وخطاب مهيمن يتجلى على مستويات عديدة. وهو مجموعة من الاتجاهات والأنظمة العقائدية التي تنظم العلاقات بين الأشخاص، ولا سيما المواعدة وتكوين الأسرة، وتتجلى أيضًا في المؤسسات والنظام الاجتماعي للمجتمع. تمتلك العديد من الثقافات الفرعية داخل المجتمع أيضًا أنظمة خاصة بها لتفسير وفهم الجندر والعلاقات الجنسية، والتي تنتقل عبر الأجيال من خلال الأُسر، وتؤثر على شعور الناس تجاه هويتهم الجنسية والكيفية التي يتفاعلون مع الآخرين (موراليس، 1996). على سبيل المثال، في الثقافة اللاتينية والإسبانية، نجد أن حتى اللغة تعكس النوع الاجتماعي، حيث يتم ترتيب علم الكونيات بأكمله بين مذكر ومؤنث. كما هو الحال مع كل شكل من أشكال التفاوتات الراسخة، تهيمن شبكة من الاضطهاد على أولئك الذين يعتبرون أقليات جنسية (انظر الشكل 7.3). يترتب على الانحياز الجنسي المغاير العديد من العواقب الاجتماعية بالنسبة للأشخاص المثليين: عدم القدرة على الزواج في معظم الولايات، والوصم والعنف، ومواجهة قوانين تمييزية، وعدم القدرة على الوصول إلى خطط مزايا الشريك، والتمييز الوظيفي، والاضطرار إلى النضال للحصول على حقوق الأبوة/الأمومة، والحرمان من الحضانة أو التبني في العديد من الولاياتعلى سبيل المثال لا الحصر. يواجه الأشخاص مثليو الجنس والعابرين جنسيًا العداء والتمييز والاستبعاد من عدد كبير من الطوائف الدينية. كما يجد العديد من مثليو الجنس والعابرون صعوبة في النجاح في الحقل السياسي في معظم أنحاء البلاد. يضع الانحياز الجنسي المغاير ورهاب المثلية ضغوطًا على الأشخاص المثليين والعابرين جنسيًا، والتي لا يواجهها الأشخاص مغايرو الجنسي. مما يضطر مثليو الجنس والعابرون إلى اتخاذ قرارات بشأن الإفصاح عن ميولهم الجنسية وأسلوب حياتهم، وتقييم المخاطر وتحقيق التوازن بينها وبين رغبتهم في العيش بانفتاح. يتحدث هيريك (2000) عن “رهاب المثلية المبطن”، والذي ينشأ نتيجة خطاب دائم من التمييز على أساس الجنس المغاير، مما يخلق صراعًا وتوترات داخلية. يمكن أن يشعر الناس بالذنب أو الخجل بشأن هويتهم إذا كانوا “منفتحين” أن يعانوا من نفس المشاعر إذا انغلقوا على أنفسهم. على عكس الطبقة الاجتماعية والعرق والنوع الاجتماعي، والتي تعتبر سمات موروثة في المقام الأول، يعتبر التوجه الجنسي أحيانًا كخيار يتخذه الناس بشأن أسلوب حياتهم (ليم هينج، 2000). على الرغم من أن الناس يتخذون قرارات بشأن تفاصيل أسلوب حياتهم، إلا أن معظم الأشخاص المثليين والعابرين جنسيًا لديهم اعتقاد قوي أن ميولهم الجنسية هي جزء من جوهرهم ووجودهم وذواتهم. مرة أخرى، لا يتعين على الأشخاص مغايري الجنس تبرير أنماط حياتهم وشراكاتهم الجنسية على أنها “اختيارات”. حيث يُفترض أنهم متسقون مع جيناتهم وشخصياتهم. إن النضال ضد القواعد والعقوبات المغايرة جنسيا وتحقيق الذات الاجتماعية والجنسية الحقيقية له تكاليفه النفسية. لقد وثقت العديد من الدراسات معدلات أعلى من الاكتئاب وتعاطي المخدرات والانتحار في مجتمع مثليي الجنس والعابرين جنسيا، وخاصة الشباب الذين يكافحون من أجل هوياتهم في بيئات معادية، مثل المدارس الثانوية، وهو ما يكون غالبًا بدون دعم عائلاتهم. (كونسولشن، راسل، وسو، 2004؛ جيبسون، 2002؛ هاربر، جيرنوال، وزيا، 2004). تفاعل العنصرية والانحياز الجنسي المغاير العنصرية والانحياز الجنسي المغاير هما شكلان مستقلان من أشكال الاضطهاد الاجتماعي وهما تابعان لبعضهما البعض، ما يخلق مدخلا مزدوجًا للإقصاء الاجتماعي، ويصبح “ثلاثيا” بالنسبة للنساء. هناك أيضًا تفاعل ديناميكي بين العرق والتوجه الجنسي. حيث توجد العنصرية داخل مجتمعات مثليي الجنس والعابرين جنسيا، كما يوجد رهاب المثلية في مجتمعات ذوي البشرة الملونة. على الرغم من أن التعرض للاضطهاد الاجتماعي يمكن أن يساعد في توعية الشخص بتأثير الاستهداف، فإن هذا لا ينفي بالضرورة التحيز الداخلي أو السلوكيات التمييزية على صعيد محور آخر للهوية الاجتماعية (موراليس، 1990). تمتلك جميع أشكال التفاوتات الراسخة لها هياكل متشابهة (تيلي، 1998)، ولكنها أيضًا متميزة عن بعضها البعض. على سبيل المثال، بالنسبة لكثير من الناس، يعتبر البناء الاجتماعي للعرق خاصية مرئية واضحة للجميع في حين أن ميولهم الجنسية غالبًا ما تكون مخفية وغير مرئية. يمكن أن يشعر الأشخاص الملونون بالاستياء تجاه النساء ذوات البشرة البيضاء أو المثليات اللواتي يعتقدن أنهن يفهمن تجربة العنصرية بسبب حرمانهن من حقوقهن الاجتماعية (هوكس، 2000). عادةً ما يتعين على الأشخاص الملونين من المثليين والعابرين جنسياً التعامل مع ثلاث مجتمعات على الأقلمجتمعاتهم العرقية والإثنية، ومجتمعات مثليي الجنس والعابرين جنسيا، والمجتمع ككلالذي يميز ذوي البشرة البيضاء والمغايرين جنسيا (موراليس، 1990). الأشخاص المثليون والعابرين جنسيا هم أقلية مرئية وغير مرئية، وغالبًا ما يكتشفون أنه لا يوجد لهم مكانا في أي من هذه المجتمعات، حيث يمكن أن يشعروا بذواتهم الكاملة والمعقدة. غالبًا ما يواجه الأشخاص المثليون والعابرون جنسيا ذوو البشرة الملونة ضغوطا لا يتعرض لها الأشخاص البيض والأشخاص الملونون، والتي قد تكون صراعات على الولاء أو ضغوطا لاختيار مجتمع دون الآخر، حيث إن مجتمعاتهم من المثليين والعابرين جنسيا لا تتداخل في كثير من الأحيان مع مجتمعاتهم العرقية، بل وقد تكون متحفظة تجاه بعضها البعض (هاربر وآخرون، 2004). قد يشعر الأشخاص الملونون بالاغتراب عن أصدقاءهم من المثليين والعابرين جنسيا وحتى عن شركائهم بسبب الامتياز الخفي الممنوح لذوي البشرة البيضاء والتطبيع مع القوالب النمطية العنصرية والأحكام المسبقة. في الوقت نفسه، قد يشعر الشخص الملون المثلي أو العابر جنسيا بالاغتراب عن أسرته ومجتمعه. غالبًا ما يجد الأشخاص الملونون دعمًا من عائلاتهم بسبب عرقهم وإثنيتهم، ولكن هذا لا ينطبق في كثير من الأحيان على ميولهم الجنسية (كونسولاسيون وآخرون، 2004). وهو ما له العديد من الأسباب، بالإضافة إلى تحيز المجتمع للمغايرين جنسيا عموما. نجت بعض المجموعات العرقية والإثنية، مثل الأمريكيين الأصليين والأمريكيين من أصل أفريقي، من محاولات ممنهجة لتدمير عائلاتهم وثقافاتهم، بما في ذلك الاسترقاق والإبادة الجماعية. يمكن النظر إلى المثلية الجنسية على أنها تهديد لبقاء العرق (جرين وبويد فرانكلين، 1996). وتمتلك بعض المجموعات العرقية والإثنية قيمًا تقليدية حول أدوار الجنسين وبالتالي قد ترى أن المثلية الجنسية تشكل تهديدًا لثقافتهم (موراليس، 1990)، مما قد يضع ضغطًا كبيرًا على الشخص إذا ما أراد ألا يخذل أسرته.   يصف مرجي وجرايمز (2000) شعور رجل فيتنامي أمريكي وكأنه خيبة أمل عائلته وهادمًا لها لأنه مثلي الجنس، حيث كان الوريث الذكر الوحيد لعائلته. في مثال آخر، كان رجل أمريكي مكسيكي قلقًا بشأن رد الفعل الناس في بلدته بالمكسيك حيث نشأت عائلته إذا اكتشف سكان البلدة أنه مثلي الجنس. قد يشعر الأشخاص الملونون من المثليين والعابرين جنسيًا أن ميولهم الجنسية تجعلهم “خائنون لثقافتهم” (باركس، هيوز، وماثيوز، 2004).   مثل هذه الصراعات الداخلية، المصحوبة بردود فعل سلبية أو حتى معادية من الأشخاص المقربين، يمكن أن تجعل عملية الإفصاح عن الميول الجنسية مؤلمة ومغرضة، كما يمكن أن تنفر الشخص من الأسرة والثقافة والمجتمع العرقي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى قيام الأشخاص المثليين والعابرين جنسياً من الملونين بالسعي للحصول على الدعم من الأشخاص الذين لا يتشابهون عرقيًا أو ثقافيًا معهم والذين قد يحتمل أيضا أنهم لا يدركون الديناميكيات والضغوط الفريدة التي يتعرضون لها. على سبيل المثال، قد لا يتصرف الشاب اللاتيني بطريقة تبين مثليته الجنسية، لأنه طبقا لعائلته ومجتمعه، يرتبط هذا السلوك بكون الشخص غريبًا وأنثويًا وأدنى منزلة (موراليس، 1996). بينما قد يستحث سلوكه، بدوره، رد فعل سلبي من أصدقاءه المثليين من ذوي البشرة البيضاء الذين يشعرون بخيبة أمل لأنه يتصرف وكأنه مغاير جنسيا (مرجي وجرايمز، 2000). يمكن أن تتسبب التكلفة العاطفية والنفسية للولاءات المختلفة في أن يتصرف المثليون والعابرون جنسيا من ذوي البشرة الملونة وكأنهم مقسمون إلى هويات مجزأة (جيبسون، 2002؛ هاربر وآخرون، 2004). ومع ذلك، هناك حالات شاذة وتيارات متقاطعة. وجدت بلسم وزملاؤها (2004) أن الهنود الأمريكيين الذين امتلكوا “روحان” (أرواح ذكورية وأنثوية في جسد واحد) لديهم أعراض نفسية واحتياجات صحية عقلية أكثر، لكنهم أيضًا مرتبطون بشدة بثقافتهم العرقية التقليدية. يجب أن نضع في اعتبارنا أيضًا أن العديد من المثليين والعابرين جنسيا من ذوي البشرة البيضاء والملونين يتلقون الدعم والتأييد من عائلاتهم. هناك أشخاص من ذوي البشرة البيضاء يدعمون ذوي البشرة الملونة، كما يدعم ذوي البشرة الملونة المثليين والعابرين جنسيا. وعلى الرغم من أن الجماعات يمكن أن تكون مسرحا لممارسة الضغوط، إلا أنها تعمل أيضًا كمصد للاعتداءات الصغيرة ومركزًا للمساعدة والدعم المتبادلين. حيث يكتسب الناس العديد من مهارات البقاء ومصادر القوة والمرونة من اختبارهم للاضطهاد، والتي يمكن أن تكون مفيدة عندما يواجهون أنواعًا أخرى من التمييز. ولا يعاني الأشخاص الذين يواجهون أشكالا متعددة من الاضطهاد بالضرورة من مشاكل عاطفية ونفسية أكثر من الأشخاص الذين لديهم امتيازات اجتماعية أكبر، على الرغم من أنهم بالتأكيد يتعرضون لمستويات مرتفعة من الضغوط. على الرغم من أهمية استكشاف التفاعلات المعقدة للمحاور المختلفة للهوية الاجتماعية وأشكال الاضطهاد المتنوعة، إلا أنه من الحكمة أيضًا عدم الإفراط في التعميم. عند العمل مع الأفراد والجماعات والعائلات، يكون من المثمر السعي إلى فهم المجموعات الفريدة من الهويات والاضطهادات وكيف تتجلى في وجود أشخاص محددين في موقف معين.
شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات