المجتمعات الإسلامية في الصين من منتصف القرن الثامن عشر إلى بدايات القرن العشرين
ترجمة:
بقلم:
المنهجيات والمنظومات والمصادر
لدراسة النساء والثقافات الإسلامية المداخلات تبعا للموضوع
المجتمعات الإسلامية في الصين
من منتصف القرن الثامن عشر إلى بدايات القرن العشرين
إن قلة المصادر والفاصل الزمني الكبير والتعتيم الذي تم من خلال الكتابة التاريخية الرسمية القائمة على الترتيب الزماني للأحداث هي كلها عوامل تزيد من صعوبة البحث في مسائل الهوية والتعريف. وعليه فإن الحد الأدنى لما نحتاجه من أجل فهم أو الاقتراب من فهم التصورات المتناقضة ظاهريًا، والتي تميز النساء الصينيات المسلمات، هو تحليل مستند إلى الجندر (علاقات القوى بين الجنسين) ومدعوم بتحليل للعلاقات بين الدولة والأقليات وتحليل الانتماء العرقي وتاريخ اندماج الإسلام في المجتمعات المحلية، وعوامل أخرى.
نموذج الفضيلة الصينية الأنثوية المسلمة: زيانشو قيانشنغ
تقع الفترة محل الدراسة فيما يطلق عليه المؤرخ باي شووبي، مؤرخ الصينيين المسلمين (Hui)، اسم “عصر المحنة” بالنسبة للإسلام في الصين (من القرن الرابع إلى عام ۱۹۱۱م)، وذلك بعد قرون تمتع فيها الإسلام بالقبول النسبي والحكم الذاتي. ومع ذلك فإن الفترة التي شهدت أزمة في العقيدة وهددت بفقدان الهوية، هي ذاتها التي أفرزت مشروعات إسلامية ضخمة تناولت ترجمة الكتب المقدسة ومبادئ “جينغتانغ جياويو” التي تمثل نظامًا من التعليم الشعبي الديني الذي وضع بذرة أول حركة ثقافية شعبية في تاريخ الإسلام في الصين. وقد انضم جميع المسلمين إلى تلك الحركة التي قادها باحثون مسلمون يعرفون باسم “جينغشي“. وبالإضافة إلى تعاليم الكتب المقدسة وتعاليم الشريعة الإسلامية، تم بناء المدارس الخيرية وإجراء الإصلاحات اللازمة لتدريس الإسلام بالصينية، وهو التوجه الذي كان أكثر ملاءمة لمستوى المعرفة الدينية للمؤمنين بالإسلام وأيضًا للظروف الاجتماعية السائدة في ذلك الوقت. وقد وقف الجهل الشائع بأمور الدين والفقر المادي للبشر عقبة في وجه التعليم في المنازل، ومن ثم فقد قام الباحثون الإسلاميون (جينغشي) بصياغة تفسيرات هامة للتعاليم الإسلامية وعملوا على توفيرها لجموع المسلمين. وأصبح تعليم الذكور والإناث في وسط الصين (مقاطعات هينان وشانزي وهيبيي وشاندونغ) هو محور اهتمام المشروعات الثقافية والتربوية. وقد احتلت النساء موقعًا مركزيًا في الاستراتيجيات الهادفة إلى إحياء هوية جماعية تستند إلى الإيمان المدعوم بالمعرفة والحياة المجتمعية المتمركزة حول المسجد.
وفي الوقت الذي واجه فيه المسلمون في الصين عدوانية متزايدة من المجتمع المضيف تم تقنين أكثر الأعراف الإسلامية تأثيرًا في تنظيم حياة النساء، فكان هناك ميثاق الأخلاق النسائي الذي تمثل في أربع فضائل (الصلاح والفضيلة والتهذيب والتقوى) وكذلك ميثاق الأسرة الأخلاقي. ونجد في دراسة (Jaschoke and Shui 2000) أن المعايير الأكثر رسوخًا وتدينًا وأخلاقية والمحددة لماهية المرأة المسلمة المثالية قد صيغت بالأساس بواسطة ثلاثة باحثين كبارهم وانغ دابيو (١٥٨٤ –١٦٧٠م)، وما زهو (١٦٤٠ – ١٧١٠م)، وليو زهي (١٦٥٥ – ١٧٤٥م)، حيث فسروا التعاليم الإسلامية في ضوء المفاهيم الكونفوشية المتوفرة، وقاموا بالتنظير لوضع النساء في النظام الاجتماعي المناسب، وصاغوا المعايير الأخلاقية والسلوكية التي يجب على النساء المسلمات إتباعها. وبذلك تبلورت رؤية هي هجين من الكونفوشية والإسلام سمحت باندفاع حذر لمشاركة النساء في المجال الديني، كما سمحت بحدوث تجديد تدريجي توج في النهاية بتأسيس أماكن للتعليم الديني خاصة بالنساء، ومدارس دينية خاصة بالنساء، وأماكن عبادة للصلاة الجماعية النسائية، أي مساجد النساء.
يلخص وانغ داييو أهم المساهمات فيما سوف يصبح نموذجًا مستقرًا لصفات المرأة الصينية المسلمة، فيضع الأساس الديني والاجتماعي الذي سوف يبنى عليه الباحثون الآخرون من بعده. وفي عام ١٦٤٣م صدر كتاب التعاليم الإسلامية مطبوعًا وكان يتضمن معلومات مفيدة عن الدين الإسلامي والحياة المسلمة. وقد اقتبس وانع بعضا من التقاليد الداوية والكونفوشية، فأكد على العلاقة الزوجية كركن أساسي في عالم يعتمد على التكامل، حيث النساء منغلقات داخل دائرة الواجبات الأسرية. في نفس الوقت كان جميع المسلمين مطالبين باكتساب المعرفة ضمانًا للإيمان الصحيح، والمعرفة الصحيحة بالطقوس، والسلوك الإسلامي الصحيح في بيئة غير إسلامية، والخلود في الحياة الآخرة. كذلك أدمج المفكر ما زهو في رائعته البوصلة الإسلامية المبادئ الإسلامية في إطار ثقافة العلاقات الاجتماعية الكونفوشية. فقد نظر ما زهو إلى الطبيعة النبيلة والروحانية للرجال التي أطلق عليها اسم “يانغ” والتي اعتبرها بالطبيعة أسمى من الطبيعة الدنيوية قليلة الشأن النساء التي أطلق عليها اسم “ين“. وقد أضافت نظريته هذه بعدا مقدسا للكون الكونفوشي (الذي ينقسم إلى قوتين إحداهما مؤنثة والأخرى مذكرة)، فدعمت الاعتقاد الثقافي السائد بتفوق الرجال على النساء وذلك من خلال مفاهيم جوهرية وجنسية خاصة بالروحانية (الممنوحة من الرب) في مقابل الدنيوية، والطهارة في مواجهة النجاسة، والعقلانية في مواجهة اللاعقلانية. ومع ذلك قام ما زهو أيضًا بالإشادة بمواهب النساء الشهيرات في التاريخ الإسلامي وشجع النساء المؤمنات على أن يتشجعن وأن يتعلم من أجل تحسين طبيعتهن الأساسية وأن يتجنبن اللعنة الأبدية، وهو المصير الذي ينتظر الكثيرات من النساء الجاهلات. وإذ أكد ما زهو على أنه “على الرجال والنساء مواصلة التعلم إلى نهاية حياتهم” فإنه يمكن أن نستنتج من ذلك أنه بدأ العملية التي أدت إلى الدعوة إلى تعليم النساء.
ورغم أن ليو زهي أقر في كتاباته الأخيرة (عن “تاريخ الحياة الورعة للرسول“) بإمكانية وجود نساء فضليات وذوات مواهب متميزة لهن إسهاماتهن في صياغة روح وتطور الإسلام، إلا أن تعريفه للعلاقة المحورية بالنسبة للنساء كان هو علاقة الزوجة المطيعة لزوجها، وهي العلاقة التي صورها في كتابه عن الطقوس الإسلامية وظلت تشغل موقعًا مركزيًا في تفكيره. لقد كانت تلك الفكرة المتمثلة في “الكيان المطيع” عبارة عن إعادة صياغة إسلامية للتعاليم الكونفوشية بأنه على النساء أن يخضعن للأب والزوج، وللابن عند الترمل. لكن الافتراضات التي استندت إليها تلك الفكرة بشأن طبيعة النساء كمعتمدات على الزوج في الحياة الروحانية والمادية كانت قريبة من النظرية الكونفوشية لسلوك النساء المثالي، والذي تضمن السلوك الفاضل والحديث المهذب والتصرف اللائق والانشغال الصالح بالمجال النسائي في الحيز المنزلي. لكن ليو زهي اختلف مع تفضيل الكونفوشية للأطفال الذكور، فقد أكد على أن الجنس الأنثوي للطفلة هو أمر مقرر من عند الله ولذلك فقد طالب الأهل بمعاملة أطفالهم بشكل متساو بغض النظر عن جنسهم. كذلك أكد على أهمية التعليم العام للذكور والإناث من أجل كفالة الصحة الروحانية للمجتمع المسلم ككل. من هنا يمكن أن نستخلص أنه رغم تعريف النساء المسلمات بأنهن غير ملائمات للمشاركة في الحيز الاجتماعي، إلا أنهن قد خولن موقعًا هامًا في الحياة الدينية الجماعية، مما سوف يكون له شأن كبير:
في الحياة العملية لم يترك للنساء أي مساحة تقريبًا ليطورن أنفسهن فيما يتجاوز الفضاء المنزلي. ومع ذلك فقد كانوا يشجعون على التطور في الحياة الدينية. فقد اعتبرت التربية الدينية لكل من النساء والرجال متساوية في الأهمية وكان هناك اعتراف وتقدير للإنجازات الفردية للنساء. وبذلك تبلورت صورة مثالية للمرأة المسلمة أصبح لها تأثير على تشكيل التعليم الديني في وسط الصين ومن ثم أضافت إلى حياة النساء صفات جعلتهن متميزات بشكل خاص عن النساء المسلمات في أي مكان آخر في الصين (Jaschok and – Shui 2000, 55- 56)
إن الأبحاث الخاصة بالصينيين المسلمين (هوي) تؤسس لأول عصر من ثلاثة عصور في تاريخ تعليم النساء، وذلك في فترة امتازت بالأزمات الخارجية واليقظة الإسلامية الداخلية. لقد بدأت “فترة جينغتانغ التعليمية الدينية” في أواخر القرن السادس عشر واستمرت حتى القرن الثامن عشر، (ثم أعقبتها الفترة الثانية، “الفترة التعليمية الجديدة” ۱۹۱۲ – ١٩٤۹م، و“الفترة التعليمية الحديثة“، من ما بعد عام ١٩٤٩م وحتى اليوم). لقد أنتجت فترة جينغتانغ الأولى ترجمات عظيمة من العربية والفارسية وأسست لوسيط لغوي ديني متميز، وهي لغة “جينغتانغيو” (أي لغة التواصل الصينية الإسلامية التاريخية التي تدمج عناصر مكتوبة باللغة الصينية من كل من العربية والفارسية والتركية، وهي لغة ما زالت مستخدمة حتى اليوم ليس فقط في التعليم الديني ولكن أيضًا في الحياة الاجتماعية) كما تركت رصيدًا من الأبحاث الإسلامية المحلية الأصلية وخلقت تعليمًا دينيًا يرتكز إلى المسجد، الأمر الذي تم تطويره بواسطة معلم القرن السادس عشر “هو دنغزهو” (١٥٢٢ – ١٥٦٧م). لقد بدأت تلك المبادرات في وسط الصين، في مقاطعة شانزي، واتجهت شرقًا إلى شاندونغ وجيانغسو وأنهوي، كما برز إقليم هينان كمركز للنشاط والتعليم الإسلامي. ومن هنا يمكن أن نؤكد أن التعليم الديني للنساء كان في البداية موضوع خلاف ثم تمت مأسسته في أقاليم وسط الصين. إن ذلك يفسر أيضًا لماذا كان اكتشاف أقدم أماكن التعليم الديني للنساء في هينان. (إلى اليوم يبقى الإقليم نفسه هو محل أكبر عدد من المساجد النسائية المتطورة في الصين).
إن كل تلك الخطابات الفكرية والدينية والتعليمية وضعت النساء الصينيات المسلمات في مواقع دنيوية ودينية مؤنثة بشكل واضح بحيث أصبحن يمثلن حجر أساس في صياغة مذهب إسلامي محلي تتقاطع معه وتدعمه في النهاية مفاهيم وتعاليم ثقافية كونفوشية لنظام اجتماعي مثالي. وكما سبق أن ذكرنا، في حين لم تترك للنساء في الحياة الدنيوية أية مساحة تقريبًا للعمل فيما يتجاوز نمط الحياة الذي يتمحور حول الإنجاب والحياة الأسرية، وهو المصير الذي اشتركن فيه مع النساء غير المسلمات من حولهن، إلا أنهن كن محل تشجيع على تطوير أنفسهن في حياتهن الدينية. كان التعليم الديني للنساء على نفس القدر من الأهمية مثل التعليم الديني للرجال، حتى لو كان الأول يضم نصوصًا تعليمية وتربوية مختلفة، وحتى لو كان يتم في مساجد نسائية سوف تبقى راكدة حتى القرن العشرين، وذلك على عكس التعليم الذي حصل عليه الرجال المسلمون.
القليل جدًا من الوثائق التاريخية هي التي تهتم بوضع مدارس النساء أو تطوير مساجد النساء أو حياة النساء المسلمات.
لكن المحاولات الحذرة الأولى للبناء على النصوص المتوفرة حاليًا تشير إلى أن تأسيس فصول التعليم الإسلامي للفتيات في منتصف القرن السابع عشر كان يتم بشكل غير رسمي وعشوائي. إننا نعرف أن نشأة مدارس النساء في أواخر القرن الثامن عشر بدأت في المنازل الخاصة وكانت ذات طابع مؤقت، وأن المدرسين بها كانوا من الرجال ممن يطلق عليهم “أهونغ” (وهي مرتبة تقترب من مرتبة الإمام وإن كانت غير مطابقة لها تمامًا). فكان هؤلاء يدرسون من وراء الستائر وذلك التزامًا بالقواعد الكونفوشية وكذلك الإسلامية الخاصة بالفصل بين الجنسين. أما أول مدرسة دائمة ومسجلة للنساء، والتي أصبحت فيما بعد تقوم بدور المسجد أيضًا، فكانت في كايفنغ في مقاطعة هينان، وذلك في عام ۱۸۷۸م. وفي ذلك المسجد، “مسجد وانغجيا هوتونغ للنساء“، يمكن أن نجد لوحين كتبا في وقت ما بين عام 1875 وعام ۱۹۰۸ م، ويعرض أحدهما تاريخ المسجد وتسلسل إمامة النساء به والثاني عبارة عن تسجيل تذكاري لأفعال الخير التي قامت بها النساء المسلمات اللاتي أنفقن على المسجد ودعمنه ماليًا.
مع تقلص التدخل المباشر للرجال في التعليم الديني للنساء، بدأ التعليم يتم تدريجيًا بواسطة زوجات الأئمة واللاتي كان يطلق عليهن اسم “شينيانغ” أو “شيمو“. وفي خلال القرن التاسع عشر، وبسبب زيادة أعداد النساء المتدينات المتعلمات والمهنيات، أصبح يطلق عليهن اسم الأئمة النساء أو “نيو أهونغ“. كذلك انخرطت النساء في تأسيس المدارس وفي المساهمة في ترجمة أو رواية النصوص التعليمية. كما تبرعن لمدارس النساء وأوصين بتخصيص جزء من أموالهن للدعم المالي لمساجد النساء، فعلى سبيل المثال وفي عام ۱۸۷۸م تركت زهاو تايتاي ما تملكه من أموال لصالح “مسجد وانغجيا هوتونغ للنساء” في كايفنغ.
كاد وضع ووظيفة المرأة الإمامة، المميزة بوجه خاص للمجتمع الإسلامي في الصين، أن يتشابه أحيانًا مع تلك الخاصة بالرجل الإمام، وإن لم تتساو الوظيفتان تمامًا. وفي واقع الأمر فإن المؤهلات والحدود التي ارتبطت بالسلطات الدينية للمرأة الإمامة مقارنة بالرجل الإمام سوف تبقى دائمًا محل خلاف وجدل حتى في القرن الواحد والعشرين، حيث اعتمد صيت وتأثير كل زعيمة دينية على شخصيتها ومستوى معرفتها وكذلك على التقاليد الإسلامية المحلية والثقافة المحيطة. وبشكل عام تراوحت واجبات المرأة الإمامة بشكل كبير بين المسؤولية عن تنظيم الطقوس والاحتفالات الدينية والتعليم والإرشاد بشأن الأمور الدينية وتطبيقها في الحياة اليومية، والتدريس للطالبات اللاتي يدرسن الإسلام، وتقديم النصح والمشاركة في الواجبات الإدارية العامة والقيام بأدوار في الوظائف التمثيلية. ومن المثير للاهتمام أن هناك بعض الأدلة من بدايات القرن السابع عشر التي تشير إلى أن نساء على درجة عالية من الموهبة والمعرفة الواسعة قد انخرطن ضمن دائرة النخبة الصغيرة من علماء الإسلام.
ومن منظور مقارن، أي إذا وضعنا في الاعتبار فرص تطوير الذات المتاحة اليوم لنساء “هان” الصينيات من غير المسلمات واللاتي لا ينتمين إلى شرائح النخبة الاجتماعية، يمكننا القول أن النساء المسلمات والمدارس الإسلامية المدافعة عن تعليم النساء كانت في كثير من الجوانب متقدمة على عصرها، حيث كان التعليم متوفرًا للنساء العاديات في المدينة والريف على حين كانت صفوة نساء “هان” الصينيات هن فقط المتمتعات بفرصة التعليم. وكانت مدارس القرآن النسائية، وتزايد دور المساجد النسائية، تقدم التعليم الديني في الوقت الذي كان فيه جهل الأنثى ما زال يعتبر فضيلة وعرفًا اجتماعيًا.
ومن خلال تجارب النساء في وجود أماكن خاصة بهن للتعليم والعبادة، توفرت الفرصة لإتاحة مساحة منفصلة (محددة ومشتقة من الديانتين الإسلامية والكونفوشية) معبقة بروح من تحقيق الذات وتقرير المصير والفاعلية. وفي دراسة (Jaschok and Shui 2000) يرد أن هذه الخبرة في احتلال النساء للمدارس والمساجد أدت بمرور الوقت إلى خلط المفاهيم الإسلامية التقليدية عن الطهارة بمعان جديدة طرحت التساؤلات بل وأضعفت أحيانًا أصولها الأبوية (وبلغة أواخر القرن العشرين وضع مطلب النساء بالمساواة في الروحانية والمكانة جنبًا إلى جنب مع النماذج التقليدية للأمومة والزوجة المثالية). لقد حولت النساء المساجد المخصصة لهن إلى موقع للتعبير الجماعي عن النفس وذلك من خلال أدوارهن كمعلمات وداعيات ومرشدات في الطقوس وناصحات، ومن خلال إثبات قدرتهن على إدارة شؤون حياتهن. كذلك قدمت المدارس والمساجد للنساء بدائل عن الحياة الأسرية، وفي مجتمع كان الزواج فيه شرطًا لتأكيد الأنوثة استطاعت النساء اكتساب وضع شرعي يكفل لهن المعيشة ويضمن لهن الأمان. والأرامل من غير الراغبات في الزواج، أو غير الراضيات عن الحياة وسط أسر أبنائهن، أو الباحثات عن حياة كريمة أو التفرغ للعبادة الدينية، استطعن الاستفادة من الأعمال المتوفرة كداعيات أو مدرسات أو إداريات أو طباخات أو حارسات، وهي كلها فرص لم تكن متوفرة لمن عاصرنهن من جيرانهن غير المسلمات.
شهدت بدايات القرن العشرين ظهور حركة ثقافية ثانية بواسطة الباحثين الصينيين الإسلاميين استهدفت تحديث الإسلام من خلال تحديث التعليم، وقد تم الالتفات خاصة إلى مدى تأثير مساجد النساء على حياة النساء، وفي الفترة الجمهورية (1912 – 1949م) تناولت المناقشات والدراسات المتخصصة العلاقة ما بين مساجد النساء وبين وضعهن في المجتمع. وحين وقعت الحرب ضد اليابان (١٩٣٧ – ١٩٤٥م) والحرب الأهلية الأخيرة بين القوات الشيوعية والقوات الحكومية لكل من الشيوعيين والوطنيين الصينيين، دفعت تلك الحروب مسلمي هينان إلى البحث عن الأمان في مكان آخر، فأخذوا معهم التراث والتقليد الخاص بمساجد النساء إلى كل مكان استقروا به في الصين، وأصبح وجود مسجد للنساء معيارًا لوضع النساء المسلمات، كما أصبح عددها المتزايد ظاهرة ذات دلالة كاشفة عن قوة تأثير مسلمي وسط الصين، وذلك حتى الخمسينات من القرن العشرين.
وتلخيصًا لما سبق، نجد أن الضروريات التاريخية الخاصة التي دفعت بمجتمع المسلمين الصينيين إلى اللجوء إلى مسائل مبتكرة للحفاظ على العقيدة وبعث الحيوية فيها في بيئة عدوانية، مكنت النساء وخاصة في وسط الصين من لعب دور محوري سهل من خروجهن من الدوائر المحدودة للنشاط المنزلي إلى مواقع نشاط التعليم الديني والاجتماعي. وقد اتسعت وظائف بعض تلك المواقع بمرور الوقت وأصبح لها تأثير على المجتمع كله (خاصة في مجتمعات وسط الصين المسلمة)، بينما انكمش البعض الآخر مثلما حدث في جنوب غرب الصين، على حين اختفى عدد غير قليل منها دون أن ينتعش مرة أخرى أبدًا مثلما كان الحال في جنوب وشمال الصين. وقد ارتبط ذلك بأشكال مختلفة من التطور اعتمدت على التفاعلات المحلية بين الثقافة والبنية الاجتماعية والتقاليد الدينية والعلاقات بين الجنسين. وبحلول أواخر القرن العشرين أخذت تتبلور أكثر المؤسسات إبداعًا، وذلك في شكل ظهور مساجد نسائية مسجلة قانونيًا ومستقلة اقتصاديًا في وسط الصين، فتبدأ بذلك في توفير فرص غير مسبوقة لتطوير وتغيير البني الدينية الموحدة ولإدماج طموحات النساء فيها.
البحث ودراسة النساء الصينيات المسلمات وثقافتهن الدينية
لقد أدى الوضع الصعب للإسلام في عصر أسرة قينغ، وتهميش النساء في المجتمع، ومأسسة الدين، إلى ندرة مصادر تاريخ النساء المدون، وقد جعل ذلك من الأهمية الحفاظ على ما تم إنقاذه من المادة والثقافة الشفهية باعتبارها مصادر هامة للمعرفة والتأويل. فالكتب المقدسة والزخارف والألواح والمباني والملابس وكذلك الذاكرة الحية واللغة، خاصة لغة الأجيال الأكبر سنًا من المسلمين، كلها تفتح سيلا غنية لمنظومة من المنهجيات، بداية من إثنوغرافيا المجتمعات الدينية وشبكاتها، إلى العمل في مجال التاريخ الشفهي، ودراسة الذاكرة المادية. وهناك حاجة لمزيد من البحث في الكتب المقدسة التقليدية المستخدمة في مدارس القرآن النسائية ومساجد النساء، وكذلك البحث في فن العمارة والتصميمات الداخلية، وفي الصلوات والأغاني والأساطير التي يحكيها وتتناقلها أجيال النساء حول النشأة والانتماء من منطلق الجنسين.
تتكون المواد التعليمية التقليدية المستخدمة في مساجد النساء بشكل أساسي من التعاليم الإسلامية التي تحمل الإرشادات الأساسية للنساء في نصوص باللغة الفارسية، وهي بمثابة قرآن أو كتاب النساء. لكن الأماكن الجغرافية المختلفة كانت لها تقاليد مختلفة في نقل الفهم والمعرفة الدينية، وذلك من خلال رواية الحكايات وأداء الأناشيد الإسلامية كما كان الحال في هينان، أو من خلال الشعر الغنائي الموجود في جينان ومقاطعة شاندونغ والذي كان مشابها للأوبرا المحلية. ويجب القيام بمزيد من البحث المدقق في النصوص الدينية التي نسختها مدرسات مسلمات، وفي المواد التربوية مثل “زياويرجين زهو” وهي اللغة الصينية الإسلامية الأخرى المكتوبة، حيث كتبت الصينية بالحروف العربية والفارسية، وقدمت تفسيرًا لكل جملة وردت في كتاب النساء. إن زوال تلك الأجيال القديمة يهددنا بفقدان تام وأبدي لتلك المعرفة، ونجد أن بعض مساجد النساء تملك مصادر لا تقدر بثمن تحمل المواد التعليمية باللغتين العربية أو الفارسية وكانت تستخدم في تعليم النساء من الأئمة “أهونغ“. لكن تلك المصادر نادرة جدًا. وباستثناء حفنة من الألواح والنقوش التي نملكها فإننا لن نحصل على المعلومات الهامة سوى من خلال النقل الشفهي لها.
الأمر الجدير باهتمام الباحثين والباحثات هو مجموعة من الأوراق تتجاور الثلاثين، تم تجميعها في كتاب زهونغوو هويزو جياويوشي لونجي (مقالات نقدية عن تاريخ التعليم الإسلامي في الصين) وتم تحقيقه وتحريره بواسطة “لجنة شاندونغ للشؤون العرقية” كما تم نشره بواسطة جامعة شاندونغ في عام ۱۹۹۱م. وتستند بعض تلك المقالات إلى العمل الميداني الفعلي وتتناول موضوعات تخص التعليم في مساجد النساء والمدرسات الإسلاميات ومدارس النساء وتطور مساجد النساء.
بناء النموذج الإسلامي المثالي للأنوثة وتعليم النساء وحياة النساء
إن كتاب تسلسل التعليم الإسلامي من تأليف “زهاو كان” يتناول تاريخ التربية الإسلامية الصينية، وتم جمع الكتاب وتحقيقه وتحريره بقلم شي قيلينغ. ولقد تم الانتهاء من الكتاب ما بين عام ١٦٦٢ وعام ١٧٢٢م، وهو يتكون من أربع نسخ مدونة يدويًا. وفي عام ۱۹۸۷م قام كل من يانغ يونغتشانغ وما جيزو بمراجعة الكتاب وإضافة الهوامش إليه مما جعله في متناول يد الجمهور المعاصر. وقد تم نشره بواسطة “دار نشر كينغهاي” في عام ۱۹۸۹. ويمثل هذا الكتاب مصدرًا هامًا للمعرفة بشأن تلك الحقبة، حيث يكشف تعقيدات المجتمع الإسلامي والتعليم بالمساجد في الصين أثناء الفترة الأخيرة من حكم أسرة مينغ وبدايات حكم أسرة قينغ. كما يقدم سردا للأصول والتعاليم التربوية لمعلمين إسلاميين مرموقين، كما يصف أتباعهم وأعمالهم.
إن كتاب زي لاي زونغ بو (أسلافنا العرب)، المعروف أيضًا باسم تيانفانغ زيانزيان شيلوي (سجلات الكنوز العربية القديمة)، كتاب ألفه ما قيرونغ، وهو عمل يستند إلى الأساطير وقصص الحيوانات. تحكي واحدة من تلك الأساطير أن ثلاثة آلاف جندي مسلم تزوجوا من نساء صينيات محليات وحولوهن إلى الإسلام ليصبحن بذلك أول المتحولين إلى الإسلام في تاريخ الصين. (ونجد كثيرًا من معتقدات وأساطير المسلمين الصينيين “هوي” التي تحكي عن تأنيث تاريخهم القديم في الصين في كتاب عن أساطير وفولكلور الهوي بقلم لي ولو كارت: Li and Luckert, Mythology and Folklore of the Hui). أما النسخة الأولى من ذاك الكتاب، والتي يعتقد أنها صدرت مطبوعة، ظهرت في عام ١٨٧٦م.
رغم قلة البحث في سير وتراجم العالمات المسلمات المرموقات من تلك الفترة، إلا أن عددًا قليلاً من المطبوعات باللغة الصينية تناول هذا الموضوع خلال التسعينات من القرن العشرين (Jaschok and Shui 2000, 61).
وفي بداية القرن العشرين اعتبرت الكنائس المسيحية نشاط المساجد النسائية علامة هامة في النشاط الإسلامي، وقد ذكر ذلك في كتاب زونغهوا غوي زهو (الاحتلال المسيحي للصين)، تحرير زونغهوا زوزينغ ويبانهوي دياوتشا تيويهوي. كذلك شهد النصف الأول من القرن العشرين قيام أبحاث بأقلام مسلمة في دراسة مساجد النساء ودعمن تطوير تعليم النساء ومساجد النساء ونشرن نصوصًا صينية ترشد النساء إلى كيفية العبادة. كما نجد أن زهانغ هونغتاو المعلمة الإسلامية في مساجد النساء في مقاطعة زهوولو في هيبي قامت بتجميع وإضافة الهوامش إلى كتاب عن قواعد وارشادات العبادة للنساء المؤمنات والذي صدر عن دار نشر “نيوجي قينغزهن شوباوشي” في بكين وذلك في أبريل عام ١٩٢٦م.
في بداية الخمسينات وتحت تأثير مبادئ المساواة بين الجنسين وتحرير النساء التي نادت بها العقيدة الماوية، نشرت المثقفات المسلمات كتبا لتيسير الأمر على النساء، فعلى سبيل المثال نجد أن كتاب القرآن السماوي ووضع وحقوق النساء بقلم يوسوفو وآخرين يضم موضوعات ذات الصلة بقضايا النساء في الإسلام في الصين. وقد نشر الكتاب عام ١٩٥٠م بواسطة دار نشر “بايوفانغ فينغزهن داسي” في شنغهاي.
إن كتاب سيبيان ياوداو (العقائد الأربعة الكبرى) هو عبارة عن تلخيص للتعاليم الإسلامية تمت ترجمته بواسطة زهانغ زهونغ (١٥٨٤ – ١٦٧٠م). وقد كتبت مقدمته في عام ١٦٥٣م لكننا غير متأكدين من التاريخ الأصلي لطباعته، فالنسخة المتوفرة هي نسخة مطبوعة ظهرت في تشنغدو بمقاطعة سيتشوان في عام ۱۸۷۲م، ثم أعيد طبعه مرة أخرى عام ۱۹۳۳ بواسطة ما فوزيانغ. وقد تم بعد ذلك إدماج تلك الطبعة في سلسلة الكلاسيكيات الصينية المسلمة التي أعدت للتوزيع الداخلي والتي تضمنت كلا من النص الأصلي وترجمته إلى اللغة الصينية المعاصرة.
إن كتاب ملخص التعاليم الإسلامية هو كتاب آخر عن طقوس ومراسم المعتقد الإسلامي الصيني، كتب وتم تحريره بواسطة ما بوليانغ حوالي عام ١٦٧٨م وظهرت النسخة المطبوعة منه في عام ١٦٨١ م.كما توجد نسخ أخرى منه مطبوعة ظهرت فيما بين عام ١٧٩٦ وعام ۱۸۲۰م. وتقول مقدمة نسخة عام ۱۸٦٧م أن الكتاب يستهدف “كل مسلم ومسلمة من أجل فهم الأمور فوراً” وأن “حتى الأغبياء، سواء كانوا نساء أو رجالاً، لن يحتاجوا إلى تفسير عند سماعهم لمحتوياته“.
أما كتاب أو مو داي (وهي الترجمة الحرفية الصينية للكلمة العربية “عمود“، ويعرف أيضًا باسم “قينغزن يوزهو” أي أعمدة الإسلام) هو عبارة عن ترجمة للطقوس والمراسم الإسلامية من اللغة العربية. وتمت الترجمة إلى اللغة الصينية بقلم دينغ يونهوي، وهي امرأة مسلمة من مقاطعة شاندونغ، وتم نشره في عام ١٩٣٦ م بواسطة “بيبينغ قينغزهن شوباوشي” مصحوبًا بثلاث مقدمات بقلم وانغ جينغزهاي وآخرين. ونجد اليوم عددًا من الترجمات الصينية المختلفة لهذا الكتاب والذي يمثل حتى اليوم جزءًا هامًا من مناهج التدريس في مدارس القرآن النسائية.
المصادر الأولية والمذكرات الرسمية والدراسات البحثية حول وضع الإسلام في الصين في عصر أسرة قينغ
تضم الوثائق الرسمية مثل التعليمات والمراسيم الإمبراطورية وتقارير الموظفين الرسميين المحليين مصادر هامة وهي: السجلات الحقيقية لأسرة قينغ، وملخص روايات الإمبراطورية عن لانزهو، وملخص روايات الإمبراطورية بشأن الاستراتيجيات المستخدمة لقمع ثوار هوي في ينان، ووصف مختصر للشؤون العسكرية في زينينغ. وقد قام الباحثون المعاصرون بتجميع تلك المادة في مراجع ضخمة وهي: مراجع لأهم التعليقات على تاريخ الدين الإسلامي في الصين، وثورات شعب هوي، وقد قام باي شويي بتحرير كل منهما، ويتضمن الأخير سردا للحياة الإسلامية، ومذكرات خاصة لبعض من مثقفي “هان“، وأوراقًا رسمية، وسجلات شبه رسمية، ومواد أخرى مختلفة. إنه مصدر قيم غني بالمعلومات حيث يضم الكثير من الملاحظات النادرة من مصادرها الأولى.
كذلك هناك الجرائد التي تحمل هي الأخرى معلومات عن تاريخ الصينيين المسلمين أي شعب “هوي” والدين الإسلامي، مثل جريدة زون هوا، وجريدة ولاية لانزهو في حكم داوغوانغ، وجريدة شارع نيو في بكين، وغيرها من الجرائد المحلية الأخرى.
أما المذكرات الخاصة المثقفي قينغ، فيمكن الحصول عليها من المصادر التالية: رحلة عشرات الآلاف من الأميال بقلم قي يونشي، وكتاب قمع ثوار هوي بقلم يانغ يوزيو، وكتاب ملاحظات موجزة عن بعثات إلى الغرب بفلم زنغ يويو، وأبطال عسكريون مقدسون بقلم ويي يوان، وجريدة حدود هوي التي كان يحررها كل من يونغ غوي وغو شيهنغ.
أما الأبحاث المعاصرة في هذا الشأن فتضم: المخطوطات المتبقية من تاريخ الدين الإسلامي في الصين وملحوظات على تاريخ الدين الإسلامي في الصين بقلم باي شويي، وتاريخ ديانة هوي في الصين بقلم تشين هانز هانغ، وتاريخ الإسلام في الصين الذي اشترك في تأليفه كل من لي زينغهوا وقين هويبين وفنغ جينيوان وشا قيوزهن، وكتاب مناقشات حول تاريخ أصل هوي العرقي بقلم يانغ هوايز هونغ، وكتاب الإسلام والثقافة الصينية من تحرير كل من يانغ هوايز هونغ ويو زهنغوي، ومقالات مختارة حول الإسلام الصيني في عصر أسرة قينغ، تحرير برنامج العلوم الفلسفية والاجتماعية في نينغزيا.
(للمزيد من النصوص باللغة الصينية، أنظري/ أنظر أيضًا الجزء الخاص بالمصادر أعلاه).
General Chinese-language references (for other relevant Chinese-language texts, see also discussion In Sources above). Li X. H. and Feng J. Y. (eds.), Selected reference materials on the history of Islamic belief In China, 1911-1949, 2 vols., Yinchuan 1985.
Liu Z., Chronicle of a saintly prophet’s life, 1724, repr. Beijing 1984.
-, Islamic rites, 1709, repr. Tianjin 1988.
Ma Z., The Muslim Compass, 1828, repr. Yinchuan 1988.
Shui J. J., On the genesis and development of women’s schools and mosques, In Huizu Yanjiu 1 (1996), 51- 9.
Shui J, J. and M. Jaschok, The history of women’s mosques in China, Beijing 2002 (rev. ed. Of Jaschok and Shui 2002).
Wang, D. Y., The Islamic doctrine. Allah’s words The Prophet’s instructions, 1643, repr. Yinchuan 1988.
Western- language references
E. Allès, Musulmans de Chine. Une anthropologie des Hui du Henan, Paris 2000.
D. Gladney, Muslim Chinese. Ethnic nationalism in the People’s Republic, Cambridge, Mass. 1991.
-, Islam, in Journal of Asian Studies 54:2 (1995), 371- 7.
R. Israeli, Muslims In China. A study in cultural confrontation, London 1980.
M. Jaschok and Shui J. J., The history of women’s mosques in Chinese islam. A mosque of their own, Richmond, UK. 2000.
D. Ko, Pursuing talent and virtue. Education and women’s culture In seventeenth- and eighteenth-century China, in Late Imperial China 13 : 1 (1992), 9 – 39.
D. D. Leslie, Islam in traditional China. A short history to 1800, Canberra 1986.
S. J. Li and K. W. Luckert (eds.), Mythology and Folklore of the Hui, Albany, N.Y. 1994.
S. Mann, Learned women in the eighteenth century, in C. K. Gilmartin et al. (eds.), Engendering China. Women, culture and the state, Cambridge, Mass. 1994, 27 -46.
S. Mann, Myths of Asian womanhood, in Journal of Asian Studies 59:4 (2001), 835- 62.
D. L. Overmyer. Chinese religions. The state of the field, In Journal of Asian Studies 54 :2 (1995), 314 -46.
Shui J. J., In search of sacred women’s organizations, in P. C. Hsiung, M. Jaschok, and C. Milwertz (eds.), Chinese women organizing. Cadres, feminists, Muslims, queers, Oxford 2001, 101 – 18