فَرج المرأة. كَلِمَةٌ بَذِيْئَةٌ يَجِبُ الحَذَرُ عِنْدَ اسْتِخْدَامِهَا
I wish every cunt had the courage to bear public witness staceyann chin
تفاصيل حياتنا وقهرنا تظل غير محكية. كثير منها نتعلمه من خلال الصمت, مجرد التفكير في التعبير عنها واستحضارها من خلال الكلمات يعطيها الحضور الذي نحاول إنكاره ودفنه في أثناء محاولاتنا للتركيز على التفاوض مع المساحات والتفاصيل العامة منها والخاصة. بداية من جملة ” أقفلي رجليكي” وتعليمات عن كيفية التعامل مع أعضائنا. تدعوه أمي “تحت” على غسله بسرعة ولا يصح أن أنظر الله لا يوافق على هذا.
يدعى “هناك تحت, وأسماء أخرى” أسماء لا تتبع بصفة ملكية, توحي بالبعد, بانفصال العضو عنك. هكذا تمت تربيتي “تصميمي” لم يتغير الكثير على مدار السنين, البلوغ, اكتشاف النفس، وحتى التحرش الجنسي. مع مرور الوقت والعمر، وازدياد الصمت أصبح المكان أكثر غموضًا ورعبًا تحيطه التحذيرات, النزيف, والخوف من غشاء العذرية, ومشاعر مختلطة من العار والخجل.
هكذا تمت تربيتي، لكن في مرحلة ما، رغم التحذيرات وصمت العالم، تلمس نفسك مدفوعًا برغبة. مع الوقت تتكون ذاكرة جسدية ترسل خريطة كاملة من أطراف أصابعك لذاكرتك ترسم موقع، ملمس، تعرجات, ورائحة متغيرة على مدار الأيام، وحتى الطعم الذي تذوقته بأطراف أصابعك.
لا أذكر السبب الذي أدى لقرار النظر “هناك” أيجب يكون هناك سبب لهذا, أخذت أتسأل وأنا أبدأ الكتابة. لابد أن يكون هناك سببٌ مقنعٌ كفاية لا أذكره، ولا أعتقد أنه مهم، أهميته تتلخص في كونه دافع كاف بعد سنين من الفضول دافع كاف للتبرير لنفسي, وأخذ الخطوة متجاهلة الخوف وصوت أمي الذي يتردد في رأسي، الخوف مما سيظن الناس لو علموا.
ومع دافع مناسب وقدر كبير من الفضول يصبح الفعل أقل ثقلاً، وأنا منفردة بنفسي، مختلسة مرآة يد صغيرة، مع شعور بعدم الراحة ورغبة عميقة في التراجع، وبعدها الانغماس في التكنيك المناسب الذي سيسمح لي بإلقاء نظرة، والزاوية المناسبة للمرآة الوضع المناسب لجسدي مع تجاهل ألم الظهر والرقبة.
عكست المرآة صورة مختلفة عما كان يرتسم في ذهني شيء مجهول يختلف عن التفاصيل التي أحفظها عن ظهر قلب لعضو جسدي ملازم لي ما يقارب العشرين عامًا. ألوان، تفاصيل, وطيات، أقلب المرآة للجهة الأخرى المكبرة ويزداد ثقل التفاصيل. أحاول التعرف عليه مقارنة بالصورة المحفورة في ذهني أو الصور التي يدفعها العالم من خلال البورن أو ربما حتى زهور الأوركيد. لكنه لا يشبه أيًا منهم, هو لي, يشبهني أنا وحدي. تركتني المواجهة في حالة رعب أكبر من التي بدأت بها، لم أجرؤ بعدها على لمس جسدي شهرًا كاملاً خوفًا من هذه الصورة الدخيلة على ذاكرتي الحميمة المألوفة.
لماذا ارتعبت من ملامحي وتفاصيلي الخاصة؟ ربما تاريخ طويل من القهر لا أعلم متى بدء واستمر وصولاً لأمي، تاريخ تتعلم فيه الإناث ثقل وعار أعضائهن قبل البلوغ، في عائلتي كما عائلات وبلدان وحضارات أخرى دمرت ومسحت ملامحهن باستخدام الموس في تاريخنا كما حدث ويحدث لأخريات – لست منهن – لم يستهدف الموس فقط موضع المتعة بل امتد ليزيل كل ما حولها من ملامح وتنتهي العملية بختم وإغلاق الشفاه لتظل مغلقة حتى النهاية تأكيد للصمت عبر أجيال حرمت من ملامحها وقدرتها على الحكي.
ما عكسته المرآة هو الختم، فبرغم نجاتي من الموس واحتفاظي بملامحي لكن ختمت شفاهي بتاريخ من الصمت, العار، والألم, ختمت بتاريخ من فقدت ملامحهن ومن يحملنها كجريمة تخفى عن الأعين وأولها أعيننا، ختمت بحكايات من تربين على الخوف من ملمس وشكل أعضائهن منذ مولدهم وحتى موتهم. من يحملن عضوًا لا نجرؤ على تسميته حتى. المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثى