المرأة في دراما رمضان 2023 ما بين تكريس ما هو سلبي، أو العجز عن إيصال رسالة صحيحة فيما هو إيجابي

تاريخ النشر:

2023

 مقدمة

على الرغم من أن المرأة وقضاياها كانت موجودة بكثرة في الدراما الرمضانية لعام 2023، نسبة إلي كون المسلسلات كانت قليلة  هذا العام  ، لكن تلك المسلسلات  لم تنجح كثيرًا في إيصال الرسائل المطلوبة للمجتمع بل أن بعض أعمال الدراما  قد فعلت العكس، فقد حاول تكريس مسألة تعدد الزوجات والدعاية لها .

في رمضان لعام 2023 كان هناك عدد من المسلسلات البطولة فيها للمرأة، أوكان إسم المسلسل على إسم أمرأة، أو يشير إلي قضية هامة بالنسبة لها.

منها “عملة نادرة”، “ستهم”، “جميلة”، ” حضرة العمدة”، “تحت الوصاية”،  “علاقة مشروعة”، “الهرشة السابعة”….

كما أن هناك مسلسلات أخرى تناولت قضايا هامة بالنسبة للمرأة، مثل مسلسل ” جعفر العمدة”.

جمعت المسلسلات ما بين المشاكل المجتمعية، وقضايا المرأة وهذا في العموم توجه إيجابي كون المرأة نصف المجتمع، وبالتالي كل القضايا المجتمعية هى جزء منها، وتخصها وتؤثر عليها.

إلا أن هناك عدد من المسلسلات وقعت في فخ لعبة الأشرار والأخيار، وحاولت الوصول للنهاية السعيدة، وبإنتصار الخير على الشر، حدث ذلك في ظل صراع دام في القليل منها على مدار 15 حلقة، وبقية المسلسلات على مدار 30 حلقة.

كما وقع العديد منها في خطيئة شيطنة المخالفين، وتصويرهم على كونهم وكل ما يفعلون هو شر مطلق وذلك خلاف للواقع والذي نري فيه دائمًا داخل كل إٍنسان جوانب شريرة وأخرى خيره، جوانب يظهر فيها الكره، و آخري الحب تجاه من يحبون.

وصلت الشيطنة لوصم من يعلن رأى معارض بالإرهابي، طبقاً لما جاء بشكل مباشر على لسان بطل إحدي المسلسلات كون المعارضة بالكلام يعتبر إرهاب، في مسايرة لما تعلنه الدولة بأجهزتها والتي تسيطر على كل شئ حتي إنتاج تلك المسلسلات.

إهتمت المسلسلات أكثر بتبني وجهة نظر المجلس القومي للمرأة والجمعيات النسائية في أولوية القضايا بالنسبة للنساء ،  فرفعت أكلشيهات، وأظهرت قضايا من المفيد أن تظهر وتناقش مجتمعيًا ، مثل العنف ضد المرأة والختان، وتولي المرأة مناصب قيادية، والميراث والوصاية  إلا أنها أغفلت قضايا حياتية هامة مثل ما تعانيه النساء من فقر وعدم القدرة على العمل اللائق، مما يجعلها تضطر أن تعمل أعمال شاقة، لساعات طويلة، بعائد قليل يؤمن لها ولأسرتها إمكانية العيش يوم بيوم، دون الإطمئنان على توفر طعام الغد، كما تحرمها الأعمال تلك من حقها في التأمين الصحي والإجتماعي وضمان إستمرار العمل ، وهو نفس ما يعانيه الرجال خاصة في الطبقات الفقيرة، إلا أن تأثير تلك الظروف الإقتصادية والإجتماعية تكون وطأته أكثر على النساء.

 كما أن عدم بناء سيناريو متماسك في عدد من تلك المسلسلات، تظهر فيه تلك القضايا بشكل طبيعي كجزء من حياة أشخاصه، جعل تلك المسلسلات تقع في الكثير من التناقضات.

على الرغم من نجاح بعض المسلسلات في توصيل رسالتها، إلا أنها قد وُجهت لطبقات معينة، فقد عالج مسلسل “الهرشة السابعة” مسألة العلاقات بين النساء والرجال في إطار مؤسسة الأسرة بشكل واقعي، وسلس، ومتماسك، إلا أنه ظل محصور في مشاكل الطبقة الوسطى.

وقع مسلسل ” عملة نادرة”، في نفس الفكرة، وإن كان أقل تماسكًا وحرفية فحكى حكاية بلدة بها عائلتان بينهما صراع ، وغيب البشر العاديين الذين يعيشون في تلك البلدة، اللهم ألا مشهد هنا أو هناك على مدار أكثر من 25 حلقةلبعض الجالسين على المقهى خارج البلدة يتناقلون أخبار الصراع المحتدم بين العائلتين، وكأنهم يتحدثون عن واقع ليسوا جزء منه–  ضمن الـ 30 حلقة.

لدينا مسلسلان كان أحدهما الأعلى مشاهدة، والآخر شهد مشاهدة عالية أيضًا، الأول هو ” جعفر العمدة”، والذي يكرس لمسألة تعدد الزوجات، والآخر “تحت الوصاية” والذي تحدث عن مسألة حرمان الأم من الوصاية على أبنائها عندما يتوفى زوجها، أظهر مسلسل تحت الوصاية  معاناة النساء بشكل مؤلم، أعتقد أن إحساس الألم الذي وصل للمشاهدين قد أثر على نسبة المشاهدة، حيث أنه يوجد في الواقع الكثير من الآلام التي قد لا يتحملها المشاهدين .

هناك أيضا ملاحظات سلبية علي ما جاء فى تتر مسلسل رمضان كريم في الدقيقة 2:26، وهو التتر الذي يغنى فيه حكيم، هناك أصوات من المسلسل تتخلل التتر ضمنها ” يا واد يا ابن المفلتة”، كيف سمح القائمين على المسلسل بتلك السقطة، والتي تكون فيها الشتائم خاصة بالأم، وكأنها الحيطة الواطية.

ناهينا عن ما نضع فيه أبنائنا من تناقض ما بين ما نربيهم عليه كون تلك الشتائم عيب ولا يصح أن يتلفظوا بها، بل ويعاقبون في المدارس وربما البيوت لو حدث ووقعوا في محظور نطقها، وبين أن يسمعوها في تتر مسلسل يعرض على شاشات التلفزيون بشكل عادي!!.

وقد كشف التقرير النهائي الذي أطلقه المجلس القومي للمرأة الذي رصد صورة المرأة في الأعمال المقدمة خلال شهر رمضان 2023 عن تزايد الصورة الإيجابية للمرأة المصرية المقدمة في الأعمال الرمضانية بنسبة 58 % عن عام 2016.

وأكد التقرير تزايد نسب الصور الإيجابية للمرأة عن الصور السلبية في الثلاث أعوام الأخيرة للدراما الرمضانية عام ( 2021-2022-2023 ) ، وأكد علي الإلتزام بالكود الأخلاقي لمعالجة قضايا المرأة في وسائل الإعلام.

فيما يلي سوف نعرض لأربعة مسلسلات، بعضها نتعرض لرؤيته العامة، والأخري سوف نعيش مع أحداثه ببعض التفصيل.

  • مسلسل جعفر العمدة

مسلسل ” جعفر العمدة”، وهو الذي يحمل إسم رجل، ولكن تأثيره السلبي على المرأة وقضاياها كان كبير، خصوصًا وأنه الأكثر مشاهدة على مستوى العالم العربي.

هذا العمل الدرامي  ترك كل معاناة النساء في المناطق الشعبية والعشوائية، والتي تناضل من أجل الحياة لها ولعائلتها، خصوصًا مع كونها في الكثير من الأحيان هى من تتحمل ( أو تتحمل في المقام الأول) الإنفاق على أسرتها في هذه الأماكن، حتي أننا بتنا نري نساء حصلن على شهادات متوسطة أو عليا، ومع ذلك – في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة وفي ظل شح فرص العمل المنتظم، والذي من المفترض أن تعليمهن يؤهلهن لهتضطر تلك النساء للقبول بأعمال الخدمة المنزلية، أو غفارة العمارات لكي تنفقن على أسرهن.

ترك القائمين على مسلسل جعفر العمدة كل تلك القضايا، وذهبوا ليزيدونا من التعدى على حقوق المرأة قصة جديدة ، معتمدين فيها على نفس خلطة الحاج متولي، بين العصامية والقدرة على بناء الذات من الصفر، والوقوف أمام الأشرار الذين يريدون تدمير جعفر والقضاء عليه وعلى سلساله ، أضاف إليها بالطبع كونه قادر على أن يتزوج أربعة نساء بدلاً من أن يكتفي بواحدة، كون كل منهن تعطيه شئ ليس في الآخري.

 خلال الثلاثين حلقة نجد عدة مشاهد، تتحدث فيها نسائه عن معاناتهن من مشاركة آخريات لهن في زوجها، وما تشعر به من آلام مضنية ، كل ذلك وجعفر لا يهتم سوي بمتعته الشخصية حتي النهاية، ففي النهاية يري أن زوجته المتبقية وأم إبنه الذي ظل يبحث عنه طوال المسلسل كافية  ” بتلق في قلبه”، معبرا عن ذلك بمعني  يقلل منها كأن إمراة واحدة  غير كافية .

يأتي الإقبال الكبير على مشاهدة المسلسل في ظل واقع يزداد قتامة، وتبعد كثيرًا أحلام إمكانية الصعود الطبقي سواء عن طريق التعليم أو العمل أو غيره، فإن مسلسل جعفر العمدة لعب على ذلك الحبل، هاهو رجل مثلكم من منطقة شعبية، وإستطاع أن يصبح ثري، وقوي وقادر على رد الضربات التي توجه له.

لم يقل لنا المسلسل ماذا فعل محمد رمضان ” أو جعفر العمدة” لكي يصل لهذا الثراء، خصوصًا وأننا على مدار الـ 30 حلقة لم نره يعمل.

فقد جعل الإحساس بالظلم وقلة الحيلة في إمكانية الرد عليه، المنتشر في المجتمع، في مسلسل جعفر العمدة  التعويض عن ذلك ، فهو الرجل القوي والقادر على رد الصاغ صاعين لأعدائه، لذا كثر مشاهدوه، حتي لو كانوا يوجهون له إنتقادات.

قامت فكرته بالأساس على تكريس فكرة دونية للمرأة، والعمل على جلب التعاطف مع فكرة تعدد الزوجات، والتي تضر بالمرأة وبحقوقها ، كما تضر بالمجتمع بصفة عامة .

فبالإحصائيات نسبة الرجال أكثر من نسبة النساء، مما يعني أن لكل رجل امرأة واحدة على الأكثر، فعندما يتزوج رجل واحد بأكثر من إمرأة فمعني ذلك أنه يعتدي على حق رجل آخر في الزواج.

إلا أنه قادر على الزواج من واحدة وإثنتين وثلاثة وأربعة، في الوقت الذي لا يقدر غيره على تكاليف الزواج، ولا قدرة الإنفاق على زوجة أو أولاد.

  • مسلسل “تحت الوصاية”

على الرغم من أن مسلسل ” تحت الوصاية” كان الأقصر ( 15 حلقة فقط)، إلا أنه كان الأفضل من حيث الحبكة الدرامية والأحداث الواقعية، وإرتباط الاحداث بعضها ببعض.

فوق هذا وذاك فقد عالج قضية هامة تعاني منها الكثير من النساء، وأبنائهم/بناتهم وهى قضية الوصاية على أبنائها بعد وفاة زوجها.

إن كان هناك ما يعيب المسلسل وجعل البعض لا يستطيع متابعته بإستمرار هو التوتر والكآبة التي يتركها في كل حلقة من حلقاته على المتابعين من قسوة واقع حنان، والذي يعكس الواقع المعاش  ولعل ذلك يحسب للمسلسل وليس ضده، حيث أن تأثيره وصل لهذا الشكل.

المسلسل بطولة منى زكى والتى تقوم بدور حنان، والتى توفى زوجها عادل، فأصبح والد الزوج هو الوصي على أبنائها وأموالهم وممتلكاتهم.

لم يكن أبو زوجها شريرًا، إلا أنه يدافع من وجه نظره في الحفاظ على أموال أحفاده حتي يكبروا فيجدوها، حرم أحفاده من حقوقهم كذلك ضعفه مع إبنه الآخر عم الأولاد ” صالح “المدلل، والذي قرر أن يكون رئيس المركب التي تركها أخوه، رغم عدم إمتلاكه لمهارات تمكنه من أن يديرها بكفاءة.

بدأ حماها يتحكم فى كل شئ، فلا يدفع ثمن الدرس لإبنها، ولا إشتراك النادي الذي يلعب فيه الكورة التى يعشقها، حتى إيجار الشقة لم يدفعه حتى تضطر حنان للإقامة معه ومع وزوجته وإبنه فى  سكن وواحد ، كل ذلك بحجة توفير أموال الأولاد.

يأخذ إبنها معه للعمل فى الورشة، حتى أنه كان يتغيب عن المدرسة للذهاب للورشة، كما حدثت له إصابة كبيرة في عينه بسبب دخول رايش اللحام فى عينه.

كان لابد من إجراء عملية جراحية عاجلة لإبنها حتي لا يفقد عينيه، سعت لموافقة المجلس الحسبي على بيع المركب، ووجدت مشتري قَبل بالشراء بالسعر الذي يراه المقيمون في المجلس مناسب، إلا أن حماها بعد ذلك رفض البيع فاضطرت لبيع ذهبها وذهب إختها حتي تتمكن من علاج عين إبنها.

حاولت العمل كبائعة في محل ملابس في أكثر من مكان إلا أنها لم تحصل من تلك الأشغال على ما يسد حاجتها.

إستولى صالح أخو زوجها على مركب الصيد الخاصة بزوجها، وأصبح لا يعطيها من دخل المركب  إلا القليل، كلما طلبت منه أن يجعل عليها رئيس ممن لديهم خبرة، حتي تدر عليهم ما يكفيهم، يرفض قائلاً ” مركب أخويا ما حدش هيبقي ريس عليها غيري”.

كل تلك الظروف جعلتها تتأخذ قرار بمحاولة الحصول على حقها، وإن كان ما ستفعله سوف يضعها تحت طائلة مخالفة القانون.

إستطاعت أن تهرب بإبنها وإبنتها من الإسكندرية إلى دمياط، وإستطاع بعض من كانوا يعملون مع زوجها أن يأتوا لها بالمركب إلي دمياط، إلا أنهم أخبروها أنها إن لم تغير ملامح المركب فسوف تسجن، كونها سوف تتهم بسرقتها.

لتبدأ رحلة من الشقاء والأسى المتواصل، فهى لا تستطيع أن تنقل إبنها من مدرسته إلى مدرسة أخرى كونها ليست الوصي عليه ، لذا فكرت فى أن تخفي هويتها وهوية إبنائها بإستخدام إسم سيدة أخرى متوفيه لديها أبناء في سن أبنائها لكن ذلك يحتاج للكثير من الأموال.

ربما كانت تلك سقطة في المسلسل، حيث لا نعرف كيف كان إخفاء هويتها، وإنتحال شخصية أخرى سيحل مشكلتها؟

كما لا نعرف كيف تستطيع التحرك بالمركب، و الإبحار بها، والرسو بها على الشاطئ بدون أوراق؟

حاولت البحث عن بحارة، ولكن لم يرغب أحد فى العمل مع رئيسة للمركب امرأة، ضحكوا عليها فى المقاهى التى ذهبت فيها للبحث عن بحارة إلا أن أحد البحارة قال لها أنه سيأتى لها بإثنين آخرين، كان أحدهما ميكانيكى ممتاز ولكنه يتعاطى الحبوب المخدرة.

أخذت معهم عم ربيع، رئيس بحرية سابق، أصبح لا يجد من يقوم بتشغيله لكبر سنه، ولكن حياته فى البحر فقبل أن يطلع لرحلات الصيد لكي يطبخ للبحارة، رغم أنه يطبخ بشكل سئ لا لشئ سوي أن يبقي في البحر.

تنشأ بينه وبين حنان ثقة، تجعلها تكشف له حقيقة أمرها، يحاول معها حل ما يقابلها من مشكلات.

فى أول طلعة لها تصطاد الجمبرى، ولكنها لا تستطيع أن تبيعه لتجار الجملة الذين يبخثون  ثمنه، وعندما رفضت وحاولت أن تبيعه في السوق بنفسها قابلت كثيرا من المشاكل كونها إمرأة  .

فى الطلعة الثانية يقوم تاجر الجملة بشراء الثلج من الثلاثة مصانع حتى لا تجد ثلج سمكها فيفسد كله. يرفض البحرية الطلوع معها فى رحلة ثالثة كونها لم تعطهم أجر الطلعة السابقة.

يذهب بها عم ربيع لمن يقرضون بفوائد عالية جدًا، بفوائد تصل لـ 100% خلال شهر، ولكنها تقبل حتى لا تتوقف تمامًا ، تذهب وتشارك إحدى النساء التي توفى زوجها وترك لها مطعم، في تشغيل المطعم. بحيث تساهم صاحبة المطعم بالمكان، على أن يكون السمك وباقي المصاريف تتحملها هي .

تعتمد حنان على جذب رواد للمطعم كونهم يأتون فيجدوا السمك ما زال حيًا، فتكون تلك ميزة لذلك المطعم، حيث تضع السمك أثناء الصيد فى براميل بها ماء وتوصل له الأكسجين حتى يتنفس، فيبقي حيًا حتى العودة.

فى السرحة التالية يحاول أحد البحارة الإعتداء عليها مستغلاً إنشغال زملائه فى الرقص والغناء وصوت الكاسيت العالى ، حاولت الهروب منه ولكنها لم تستطع فطعنته بسكين تحتفظ به فى حقيبة يدها، ثم يساومها البحار على نصف عائد المركب لكي لا يبلغ البوليس أنها حاولت قتله.

يأتى أحد موردى السمك للمطاعم الكبيرة للسؤال عمن يورد لهم السمك، ويطلب من حنان كميات كبيرة أكثر مما تستطيعه مركبها بمفردها، وأنه لا يود التعامل مع أكثر من واحد لتوريد إحتياجاته.

تمر على البحارة لكى تشترى منهم ولكنهم يرفضون، كون ذلك سيغضب تجار الجملة، وأنهم لا يضمنون إستمرارها فى أن تأخذ سمكهم، مشيرين إلى بحار لديه مركبان أوقفهما بعد أن تآمر التجار عليه ولم يشتروا السمك منه.

فتذهب إلي صاحب المركبان المتوقفان وتتفق معه على أن يخرج للصيد وتشترى منه ما يصطاد، فيسألها: ما ضمانته أن تأخذ السمك بعد أن يكلف السرحة، فتقول له أنها ستتكفل بتكلفة السرحة، وتذهب تقترض أموالاً أكثر،عندما يخرج من الماء يحاول التجار شراء السمك بأي ثمن ولكنه يرفض ويذهب ليسلمه لها.

عقبة أخرى تواجهها حنان لم تستطع إدخال إبنها المدرسة، وكانت تتركه مع أخته الرضيعة وحدهما وعليه العناية بها، لكنه تعب من الحمل الثقيل، فأخذ أخته ونزل ليلعب الكرة فى الشارع، وأجلس أخته على جانب الطريق، وعندما عادت ولم تجدهم كادت أن تفقد عقلها ثم  بدأت رحلة البحث حتى وجدتهم، فقامت بنهر إبنها وضربه وقطعت الكرة.

فكلم إبنها ياسين عمه وقال له أنه سوف يعود إليهم، إلا أنها وبمساعدة صاحب المنزل الذى يسكنون فيه، وزوج أختها إستطاعوا الوصول لياسين وإعادته.

قال لها ياسين عندما عاد، بأنها وعدته بأن كل شئ سيكون أفضل من حالهم فى الأسكندرية، ولكن حالهم أصبح أسوأ، فوافقته على ذلك مضيفة رجائها أن الله ربما يدخر لهم الأفضل.

إستطاع أخو زوجها صالح الوصول لمكانها، وإتفق مع تجار الجملة، أملاً في الإستيلاء على المركب. إنتظروا عودتها وقاموا بتشويه سمعتها ، حيث بقائها وحدها مع الرجال في البحر لأيام وقام تجار الجملة بحرق المركب.

إنتهى المطاف بالقبض عليها ومحاكمتها، وتركت إبنها وإبنتها في رعاية أختها أفاق صالح مؤخرًا وإنصاع للعمل كبحار لدى الآخرين حتي يستطيع العيش هو وأمه بعد أن توفي أبوه، وترك خطيبته كونه لم يعد يستطيع الوفاء بمتطلبات الزواج.

  • مسلسل: حضرة العمدة

صفية أستاذة علم نفس في الجامعة الأمريكية، يتوفى زوجها، و الذى تزوجته رغم رفض أسرتها – فيما عدا الأبوذاك كونه أجنبي.

يقرر إبن عمها جلال، المستشار القانونى للعديد من الشركات الكبيرةوالذي يبدو أنه من المقربين من السلطةأن تصبح صفية عمدة البلدة ( تل شبورة) وذلك لكى يحقق ما تقول به السلطة السياسية بتشجيعها لتمكين المرأة، كما أنه أراد أن يرسل رسالة للعائلات المنافسة فى القرية بأن عائلته هى من بيدها الحل والربط في شؤون البلدة، فبإمكانهم إقرار من سيكون العمدة، حتى لو كان سيدة، على عكس إعتقادات أهل القرية.

فى المسلسل صورة الجدة، المرأة القوية، والتى تمارس سطوتها على الأحفاد، فهى تسمع وتتفاعل، وتعمل على فرض ما تقتنع بأنه من مصلحة الأسرة وسطوتها على القرية وأهلها.

تقرر صفية القبول بالمنصب، وذلك حتى تغير من أجواء التروما التي كانت تعيش فيها بسبب وفاة زوجها، كما نصحتها طبيبتها.

تبدأ التحديات قبل أن تصل صفية للقرية، فعلى مدخل القرية تصادفها جثة، ثم فى يومها التالى تجد نفسها أمام جريمة ختان، لتبدأ مبكرًا صداماتها مع أهل القرية بعاداتهم، وفكرهم الذي يجد فى الختان صون وعفاف لبناتهن.

وعندما تحاول إثبات الجريمة، تشهد أم الطفلة بأنها ذهبت للطبيبة ( التي تقوم بإجراء الختان) لكون إبنتها كانت تعانى من السعال، وأنها لم تذهب للختان، كما يرفض الغفيرين اللذين ذهبا فى صحبتها الشهادة بالشروع في عملية ختان.

لذا لم تستطع إثبات الجريمة، ولكنها بما فعلت أوصلت رسالة مفادها بأنها لن تسمح بذلك، خاصة وأنه مخالف للقانون، وهى كونها العمدة فعليها تنفيذ القانون.

فى الحلقة الرابعة تشهد صفية جريمة إعتداء زوج على زوجته، حيث تزوج الاثنان وهما أطفال، وأنجبا أطفالاً، وضمانًا لحق الزوجة والأطفال وحتى يلتزم الزوج بعقد قرانه عليها وإثبات نسب أطفالها حين تصل هى وهو للسن القانونية المسموح بها فى الزواج، يتم كتابة إيصال أمانة على الزوج ( الطفل) وأهله بمبلغ كبير من المال.

نظرًا لما تعرضت له الزوجة من عنف على مدار سنوات زواجها، ترفض العودة لزوجها، فيرد الزوج بأنه لن يتزوجها أو ينسب الأطفال إليه، تحكم صفية بأن يتم عقد القران أولاً، على أن تنفذ رغبة الزوجة بالطلاق بعده مباشرة.

 تحضر صفية فرح العروس والعريس فيه أطفال، وعندما تسأل يردون عليها بأنهما قد بلغا السن القانونية، وتجبر أيضًا على السكوت.

تذهب صفية لتشاهد ماتش كرة قدم بين فريق القرية التي هى عمدتها وفرقة قرية مجاورة، ينقلب الماتش لخناقة بسببهاكون أحد أفراد الفريق الآخر حاول أن يرمى أفيه عن العمدة المزة، وينشغل الجميع بتأمين خروجها من المكان.

يوجد بالقرية ثلاثة عائلات كبيرة تمسك بزمام الإقتصاد بالقرية، عائلة العارف والتي منها صفية، والتي تعتمد في تنمية ثروتها وبالتالي سطوتها في القرية على تجارة الآثار التي يمارسها جلال، بجوار الطرق التقليدية من الزراعة والمحلات والقائم عليها أخويه ، وعائلة الدهايشة، وكبيرها ضرغام دهيشة ( أحمد بدير)، ويقوم إقتصادها على تجارة المخدرات، مع تصدير تربية وتجارة الماشية في الواجهة ، و عائلة شلباية ( وفاء عامر) والتي تعمل على جمع وتوظيف الأموال، وتقوم ضمن عملها على غسيل أموال العائلتين الآخريين.

يموت أحد أبناء القرية غرقًا فى البحر ضمن من غرقوا فى مركب للهجرة غير الشرعية شارك فى ترتيبها أخو شلباية فتذهب لتحاول ان تعطى أبو القتيل بعض الأموال، ولكنه يرفضها، فتدخل لتعزى أم المتوفى وأخته فتجد أمامها العمدة صفية.

تضع صفية كاميرات فى مداخل القرية وأمام البيوت وفي الشوارع لمراقبة وتصوير تجار المخدرات (التي يعمل بها معظم أبناء الدهايشة  وعندما يعترض رؤساء الأسر لجلال الفارس على تركيب الكاميرات  يقول لهم ” الكاميرات اللي بيركبها إبنكم (صلاح دهيشه)، والصورة اللى مش عاوزينها هندلتها”.

تبدأ خيوط العلاقات القديمة بين عدد من أبناء تل شبورة، والذى أصبح بعضهم ذوى سطوة ونفوذ مثل المستشار الصاعد جلال، فهو يذهب لصديق قديم فنان تشكيلى، كان يعمل مدير متحف سرقت إحدى اللوحات منه  فسجن بسببها، وخرج لكى يجمع حوله أبناء وبنات القرية الصغاررغم التقاليدلكي يمارسون أنشطة، ويتعلمون عدة فنون، يتدخل جلال بنفوذه حتي لا يثور أهل القرية ضد صديقه الفنان.

طرح المسلسل العديد من القضايا، ضمنها:

  • مناقشات حول الميراث للنساء، مفادها رغبة النساء في معرفة ما لهم وما عليهم، وكذلك تمني لو تستطيع إدارة ما تملك بنفسها، فيكون الرد “ما عندناش ستات تاخد حاجة”، مضيف أنهن يصلهن ريع ورثهن.

  • مناقشات حول مسألة ولاية النساء، ففي الوقت الذي يقوم جمال برسم صورة كبيرة للعمدة صفية على حائط بالقرية، يعترض الشيخ إمام المسجد ( السلفي) أثناء خطبة الجمعة في المسجد على كون العمدة امرأة.

  • أوضاع المدارس، وما بها من بيروقراطية تؤدى إلي وجود بيئة غير صحية ولا نظيفة، حتى وإن وجدت إمكانيات لتغيير هذا الوضع من جهة، ومحاولات التحكم خصوصًا في البنات الصغيرات من جهة أخرى.

  • قضايا الختان والزواج المبكر.

 تذهب صفية للمدرسة، لتكتشف بأن ابن عمها حافظ ناظر المدرسة، قام بفك المراوح من الفصول بحجة أنها عهدة، وأغلق لنفسه حمام نظيف، وترك حمامات الأولاد والمدرسين غير صالحة للإستخدام ،  فتتبرع صفيه بشراء مراوح للمدرسة، وعمل ديسكات ليجلس عليها الأولاد، وتشدد على ضرورة وجود حمامات نظيفة، ووجبة للأولاد ، كما تقوم بإستدعاء جمال وتلاميذه، وتشارك معهم فى طلاء حوائط المدرسة وتزيينها بالرسوم تري صفية مري الطفلة المسيحية محجبة فتسألها عن سبب كونها محجبة، و من ألبسها الطرحة؟، فترد مري بأن الناظر قد هددها بأن يتشاجر مع أبيها إذا لم تلبس الحجاب.

  • التعرض لظاهرة تعدى الرجال على النساء اللاتي يرفضن خطبتهم،

  • حيث إقتحم سامر إبن كبير عائلة الدهايشة منزل فلاح فقير أثناء وجود شاب ووالده أتيا لخطبة إبنته سلمى وأدعى أن سلمي قد  وعدته بالزواج، على الرغم من أنها لم تعده بشئ، بل كانت تخاف منه، حتي أنها ذهبت تشتكى لأخته أكثر من مرة من مطاردته لها، وأنها لا ترغب فيه  فكان تعليق أحمد بدير ” إبن الكبير ما يترفضشي”. أدي ما فعله إبن ضرغام لفضيحة للفتاة وأهلها، وعدم إتمام خطبتها.

ثم بعد ذلك يذبح سامر سلمي فى حضور الناس، فتقوم عائلته بإخفاء معالم الجريمة، حيث مسح الكاميرات التي صورت الحادثة منذ بدايتها حتى النهاية، وشراء الشهود بتسديد ديونهم لدى البنك الزراعي إلا أن كابر إبنة ضرغام المفضلة لديه، ذهبت للمحكمة للشهادة ضد أخيها، لتبرأ سلمى بعد أن قامت الأسرة – مستخدمة شيخ الجامع–  لتشويه سمعتها حيث وقف شيخ الجامع ليقول بأنها من أغرت سامر، وأن تبرج البنات هو ما يتسبب في إثارة الأولاد ، كما قامت عائلة القاتل بنشر الصور الخاصة لسلمي التى كانت على تليفونها الخاص، ضمنها صور كانت ترقص فيها وسط البنات فى فرح إحدى قريباتها، لإيهام أهل القرية أنها مخطئة.

تذهب فتاة للعمدة ومعها الحبوب السامة، والتى كانت تنوي أن تشربها لتموت قبل أن يحدث لها ما حدث لسلمى، كون أحد الشباب يطاردها، فتجلب بذلك العار لأهلها تقنعها العمدة بالعدول عن تلك الفكرة، وتذهب لتعيدها لبيتها.

حاول المسلسل طرح كل القضايا، ففشل السيناريو في هضم كل ذلك بشكل جيد، فوقع المسلسل في الخطأ فرغم أهمية القضايا التي طرحها المسلسل، إلا أنه لم ينجح في نسجها في دراما بحيث تكون جزء من تلك الدراما بشكل طبيعي.

ففي محاولة فاشلة للحديث عن المشاكل التي يسببها الختان  للمرأة، والتي لا تظهر نتائجها سوى بعد الزواج  كان المشهد بين أخت العمدة ( الممثلة دينا) وزوجها،  فهم من المشهد وكأنه هو الذى لديه مشكلة وليس هى، ولكنها هى عندما ذهبت لبيت أهلها باكية  قالت لأختها أنها تعانى من الختان بشكل يومى.

وفي محاولة من القائمين عل العمل  تبدو وكأنها تحاول أن تظهر الناشطين في النقابات كونهم إنتهازيين، حيث نشاطهم فيها مغرض ، حيث يظهر صديق آخر لجلال، يعمل محامى يخوض الإنتخابات الفرعية لنقابة المحامين أمامه فيخسر، فيذهب إليه جلال ليسأله عن أسباب خوضه الإنتخابات أمامه، رغم كونه لم يكن يهتم بها من قبل ، فيقول له أنه يحتاج منه 100 ألف جنيه لأن  أمه مريضة ولا يستطيع علاجها.

كما يكرس المسلسل للإقرار بالظلم وحتي بالسجن، وكأن وجود البشر وراء جدران السجون أفضل من وجودهم بالخارج أحرار ولا نعرف ماذا يتبقي من مفهوم الوطن الذي يجعل الشخص يتمسك بالتواجد به وهو يظلم ويعذب، وتضيع سنوات عمره هباء كما أن المسلسل يعتبر كل من يخالف الرأي السائد ولو بالكلام يمارس الإرهاب!!

يظهر كل ذلك في محاولة شيطنة الإخوان، ( الطبيبة نعمات بمظهرها، وزوجها الصيدلى نجيدة). ففي حوار مع أبو أحد الشباب الذين سافروا لتركيا هربًا من السجن فى حوار مع نجيدة (أحد قيادات الإخوان فى القرية) يتهمه بأنه أضاع ولده، فيرد عليه الطبيب “وضع إبنك أفضل من وضع إبنى حذيفة، اللي بيضيع شبابه وراء القضبان”، فيرد الأب بأن إبنه فى تركيا يعانى بلا عمل، وأنه من الأفضل له أن يسجن فى بلده بدلاً من أن يكون غريبًا.

كما يأتي لمجلس عزاء بالقرية لطفى لبيب وهو مقعد على كرسي متحرك ينادونه بـ ( أبو الشهيد)، فيقوم بطرد د. نجيده من مجلس العزاء، كون إخوانه هم من قتلوا إبنه فخير الحاضرين في العزاء بين وجوده أو وجود نجيده قائلاًيا أنا يا هو؟، فلا يرد أحد، فينسحب نجيدة من مجلس العزاء.

وفي موقف ثالث يذهب نجيدة للمستشار جلال، حتى يتوسط له من أجل إبنه حذيفة المعتقل فيقول له جلال بأنه إرهابى، وهو لا يمكن أن يتدخل من أجل إرهابي. فيدور بينهما حديث.

يقوله له  نجيده “أنت شايفني إرهابي”

الإرهاب ممكن يبقى بالكلام، أو السكوت مش بس بالسلاح؟

النهاية السعيدة، بداية إنهيار الامبراطوريات الثلاث

كان سجن سامر بسبب قتله لسلمي، ثم تعرض معلمة فى المدرسة للإختطاف ومحاولة الإعتداء عليها من قبل بعض الشباب تحت تأثير المخدر كان ذلك  بداية إنهيار الامبراطوريات.

فقد أدى حادث الإختطاف إلى ذهاب أهالى القرية لمخزن مخدرات الدهايشة وحرقوه،  وإستدعت  العمدة صفية الشرطة، فيتم القبض على ضرغام وأبناءه، إلا أنه ينكر معرفته بتلك المخدرات، ويلصق التهمة بأحد أبنائه والذى يعد أضعفهم.

يبدأ عالم ضرغام فى الإنهيار بعد أن يحكم على إبنه بالاعدام، فيقع ضرغام مريضًا، وينتهز البخايته (من قتل إبنهم في أول يوم أتت فيه صفية للبلدة على يد دياب) تلك الظروف ويقتلون دياب إبنه الأكبر ويمثلون بجثته.

الفكرة العجيبة التى يتم الكشف عنها والتى ينتفي عنها أي منطق، هى أن العشرون إبنًا لضرغام ليس منهم أبناء له سوي كابر وسامر، وأن بقية الأبناء هم أبناء من علاقات غير شرعية ، تأتى أمهاتهم وهن حوامل للإختباء لدي ضرغام حتى تلدن، وإذا ولدت ولدًا يكتبه ضرغام بإسمه، وتذهب أمه لحال سبيلها، أما إذا كانت بنتًا فتأخذ إبنتها وتذهب لحال سبيلها.

كما ينهار عالم شلباية، فتنتهى بأن تحرق، بعد أن تكون قد دفنت زوجها فى المقابر حيًا بعد أن تعرف بأنه متزوج ولديه طفل، لم تستطيع سداد الأموال التي وضعت لديها لأصحابها، لا نعرف كيف، وأين ذهبت الأموال التى جمعتها من الأهالى، ولماذا على الأقل لم تعطي جزء منهم أموالهم كما فعلت في بداية الحلقات حتى تطمئنهم. خصوصًا  أنها قد أخذت الأموال ولم تهرب من القرية  بل بقيت في منزلها.

الأمر المنافي للمنطق أيضًا وبناء الشخصيات، هو أن يعترف جلال لصفية بتجارته في الآثار، بل ويعطيها فلاشة عليها كل البيانات التى تدينه.

ربما قال قائل أنه تاب عما فعل ويريد أن يكفر عما إرتكب من جرائم، ولكنه لم يتب، بل حاول أن يهرب بأسرته للخارج، بالتأكيد بعد أن قام بتهريب أمواله.

فلماذا فعل المؤلف ذلك، سوي لتلفيق نهاية ينتشر فيها الخير في النهاية وينهزم الشر؟ وهو عكس ما يحدث ونراه يوميًا.

صحيح مهم أن نحض الناس على ألا يستسلموا لما يحدث من فساد وتحلل للمجتمع، ولكن السيناريو مفكك وغير مقنع.

فظهر وكأنه يملى علينا أكلشيهات، وخاصة ما يرفعه المجلس القومي للمرأة، بدون أن يكلف نفسه لبناء سيناريو متماسك ومقنع، يتمتع بالحبكة الدرامية اللازمة .

  • مسلسل عملة نادرة

نادرة ( نيلى كريم) أرملة المفترض أنها شابة، كانت قد أنجبت طفل رضيع قبل مقتل زوجها بلال مباشرة.

كان الأب عبد الجبار ( كبير العائلة) قد كتب لابنه المتوفى 50 فدان، دون بقية أخوته وبعد وفاة بلال  طلب عبد الجبار من نادرة أن تعيدهم إليه، كونه صاحب الأرض أصلاً إلا أنها رفضت، وقالت بأن زوجها قد باعها تلك الأرض قبل وفاته، وأنها لن تتنازل عنها وعن حقوق إبنها يوسف لأحد.

تظهر مسألة معاداة المرأة للمرأة في صورة أم الزوج التى ترى بأنه لا يجب أن تمتلك امرأة إبنها أرض، أو أن يكون لديها قرارات، وتستغرب في البداية أن زوجها عبد الجبار لم يتخذ ضد نادرة أى إجراء لتأديبها، حتى أنها كانت تحرضه على تأديبها أو حتى قتلها.

يفكر عبد الجبار أن يزوج نادرة لإبنه الأخر  الذي لم ينجب من زوجته، حتى يبقى حفيده بينهم، وحتى لا تأخذ نادرة الأرض وتخرج من البيت لكن علاء يرفض كونه يحب زوجته ، ولا يستطيع إيذاء مشاعرها. يأتى ذلك الموقف مناقضًا لما ألمح إليه المسلسل بكونه يذهب لخيمة إحدى الغوازي، رغم تدينه الشديد، وحبه لزوجته كما قال.

فيعرض مسعود  إبن عبد الجبار الأكبر أن يتزوج هو من نادرة، تعلن نادرة موافقتها على تلك الزيجة فى البداية، مما يعرضها نادرة للقتل، حيث حاولت زوجة مسعود بمعرفة حماتها تسميمها، ولكن نادرة تكتشف المحاولة  تفضح تلك المحاولة  أمام العائلة، كما تعلن رفضها  الزواج من مسعود، فيثور ويغضب بشدة لرفضها له، وينتوى الإنتقام منها.

العائلة الأخرى الند لعائلة عبد الجبار في القرية هى عائلة حسن أبو عصاية، حيث العائلتان تتصارعان على إسترضاء البيه الكبير ( المجهول كما أفلام الأبيض والأسود في فيلم الرجل الثاني) إحدي العائلتين تتاجر في المخدرات، والأخرى تتاجر في السلاح، ويتصارعان على تجارة الآثار وبينهما تسيطر العائلتان على كل الأنشطة الإقتصادية في القرية.

نشأت قصة حب بين عصام أبو عصاية ( مدرس)، والطبيبة أنس عبد الجبار،أبناء أقطاب القرية المتصارعان. يتقدم حسن أبو عصاية ليخطب أنس لأبنه عصام، إلا أن أخوها يُقتل عشية الخطبة، وتدور الإتهامات حول عائلة حسن أبو عصاية كونه منافسًا لعبد الجبار.

تتعرض نادرة للتهديد بذبح إبنها أن لم تمضي على تنازل عن الـ 50 فدان، فتهرب بإبنها للجبل، يقابلها أثناء الهرب عبيدة أحد شباب القرية ( اليسارى إبن الكلاف ) الذي يساعدها حتى تصل للجبل، تقيم لدى أحد المشايخ المعتزلين بالجبل ( الشيخ منزلاوى)، حتى يقوم أخو حسن أبو عصاية ( كبير العائلة المواجهة لعائلة عبد الجبار) باختطافها مستخدمًا شداد أحد مطاريد الجبل.

 لم يتورع عبد الجبار عن التهديد بحرق البلدة إذا لم تظهر نادرة وحفيده، ويشرع فى الحرق فعلاً، حتى تظهر نادرة  وتقول بأن أحدًا لم يخطفها وأنها كانت تعيش معززة مكرمة فى بيت أبو عصاية.

يكتب عبيدة مقال فى جريدة يتحدث فيها عن صراعات كبار العائلات بالبلدة ممن يتاجرون في السلاح والمخدرات، والذى يأخذ فى طريقه أهالى القرية الفقراء، فتثور كلا العائلتين، وتعتبران أنه قام بفضحهم. إلا أن عبد الجبار يقوم بإختطاف عبيدة وحبسه لديه ومنع عنه الطعام والشراب، معلنًا له أنه سيبقى محتجزًا لديه حتى يموت.

تقع أنس في ضغوط نفسية بسبب أهلها، وما يفعلون وتسأل نفسها، كيف وهى الطبيبة التي تبدو طيبة تخفف وجع المرضى، تعيش في وسط الحرام فتقرر أن تفك أسر عبيدة، فتقدم شاى للحارس  به منوم وتقوم بتهريب عبيدة.

 تكتشف أنس أن من تحبه لا يفرق كثيرًا عن أهلها وأهله، حينما يتحدث عن جرأة إبن الكلاف الذي فضحهم بمقاله، وأنه لابد أن يعاقب على فعلته.

يصل لعبد الجبار صورة لابنته مع عصام أبو عصاية إبن غريمه، لا نعرف لمصلحة من تم هذا الفعل، ومن الذي قام به؟فيتحدث مع أمها أن تقترب من إبنتها وتكون سرها وفى الوقت نفسه يوسط الشيخ المنزلاوي ما بينه وبين حسن أبو عصاية، ويأخذ تعهد بأن ينسى عصام موضوع أنس ولا يحاول الإتصال بها، كما طلب من إبنته ألا تتصل به أو تقابله.

فتتحدث الأم القوية التي تأخذ موقف الرجال دائمًا، وتقف ضد كل محاولة فيها مصلحة للنساء من تملك، أو يكون لها رأي فيظهر منها جانب كونها كانت حالمة قبل أن تتزوج عبد الجباروكانت تتمنى أن تكون طبيبة، ولكن أخيها أجبرها على الزواج من عبد الجبار، تعترف لإبنتها عن أحاسيسها المتناقضة حينما تراها تلبس بالطو الطبيبة بين غيرتها كونها حققت ما لم تستطع تحقيقه وفرحتها بذلك.

يتضح في الحلقة العاشرة أن نادرة كانت إبنة فلاح فقير، أهانه عبد الجبار وإعتدى عليه أمام أعين إبنته وإبنه وأمهما وهما طفلان، فمات علي أثر ذلك،  وأنها أحبت بلال إبن عبد الجبار لطيبته، ولكنها لم تنسي ثأر أبيها.

تبحث نادرة وراء مقتل زوجها، حيث تقوم بتصوير السيارة وما بها من ثقوب من آثار الرصاص، وترسله لطبيب شرعى كانت تعمل معه وتطلب منه أن يقول لها ما نوع السلاح الذي إستخدم في القتل.

ثم تدخل الشقة التي يقيم فيها مسعود مع إمرأته وإبنته، في البيت الكبير، لترى السلاح الذي يستخدمه وتكتشف أنه نفس نوع السلاح الذي قتل به بلال.

في نفس الوقت يرسل مسعود  من يراقب دميانة ( مرسال نادرة) ليعرف بمقابلة نادرة برجل ( أخيها)،  فيفضحها فى العائلة، فترد له الفضيحة بأن تذكر بأنه هو من قتل آخاه.

حاولت نادرة الهروب مرة أخرى بمساعدة أخيها ودميانة، إلا أن مسعود كان يراقبها، فأعيدت نادرة إلي بيت عبد الجبار وقتلوا أخيها ولم يخبروها بمقتله، حيث وضعوا لها شرط أن ترى أخيها وتطمئن عليه مقابل أن تذهب للتنازل فى الشهر العقارى عن الـ 50 فدان.

وعند الذهاب للشهر العقارى، ينقذها شداد–  من المطاريد في الجبل، والذي سبق وخطفها في المرة الأولي عندما كانت لدي الشيخ المنزلاوي و أوصلها لمنزل أبو عصاية كان شداد قد أرسل لها خطاباً قبل ذلك ليقول لها أنه كان  يلعب معها ويحبها منذ كانا طفلين من نفس القريةفيخطفها وإبنها، قبل أن توقع على التنازل عن الأرض ثم تعيش معهم فى الجبل، وتعرف بأن أخيها قد قتل.

تأتى الإنتخابات التى يترشح فيها حسن أبو عصاية أمام عبد الجبار، وكانت المرة الأولى التى يترشح فيها أحد من خارج عائلة عبد الجبار تقرر نادرة بأن عبد الجبار إذا نجح فى الإنتخابات فسوف يزداد جبروته مما يعني نهايتها.

فتقرر أن تنزل ومعها مطاريد الجبل ( الذين أجبروا من شداد على ذلكلتدعو الناس لإنتخاب حسن أبو عصاية، وهو ما يفعله المسيحيين ممثلين فى دميانة، حيث كانت تمر على منازل المسيحيين لتحضهم على إنتخاب حسن أبو عصاية، خوفًا من أن ينجح الشيخ السلفي المترشح.

كل ذلك وكان عبد الجبار سينجح لولا تدخل المطاريد ومنعوا أهالى النجوع التابعة لعبد الجبار من الوصول للجان الإنتخابات.

تتزوج نادرة من شداد وتقيم معه فى الجبل حتى يقتل، فيطردها رجاله، لتذهب فتعيش مع إبنها في بيت أبيها فيبعث عبد الجبار بمن يخطف إبنها، و لولا أنها كانت خارج الدار وقتها لقتلها مسعود.

كان أحد المشايخ أخبروا كل من عبد الجبار وحسن أبو عصاية بأن توجد آثار تحت منزل دميانة ففكر أولاد أبو عصاية أن يتزوج أحدهم دميانة التي ترملت (رغم إختلاف الديانة). ويقول مسعود لأبيه أنه سيتزوج دميانة حيث أن بينهما علاقة من قبل.

تعرف دميانة أن أسفل منزلها آثار فتفاجئهم جميعًا و تتزوج من عزت، والذي سبق أن رفضته إنتقامًا منهم، يعترف مسعود لأبيه بأنه قد رأها وهى تساعد نادرة على الهرب، بالتعاون مع أخيها  فيذهب إليها عبد الجبار ويجبرها على التوقيع على بيع المنزل مقابل 5 مليون جنيه، وتوقع فعلاً على العقد ولكنها لم تتسلم أى نقود.

في سبيل رد الضربة لعبد الجبار يذهب حسن أبو عصاية لنادرة ويقول لها أنها فى حمايته، ويأخذها معه لمنزله، ثم يذكر أنه تزوجها عندما تم لومه على مكوثها في بيته، وهى الغريبة عنه.

تتفق نادرة مع إسراء على أن تضع لمسعود العمل وحبوب الهلوسة فى طعامه، فيؤدي ذلك لفقدانه إتزانه، ويتخيل أن بلال أخيه يقف أمامه يعاتبه على قتله، وتسوء حالته، حتى يضطروا لمنعه من الخروج، ويعترف لأمه بأنه من قتل أخيه.

تظل معارك الكر والفر ما بين نادرة وعبد الجبار من جهة، و أبو عصاية وعبد الجبار من ناحية أخرى.

حتى ذلك الحين لأكثر من عشرين حلقة ظهر الأمر كأن هذه القرية ليس بها سوي أعداد قليلة، الأصل هما العائلتان لم يظهر لهذه القرية إلا عدد من أهاليها يجلسون على المقهي، أما للعب، أو لنقل الأخبار فيما بينهم وكأن كل ما يحصل لا يخصهم حتى لو مسهم، لأنهم لا يستطيعون تحمل جبروت أو إجرام أيا من العائلتين.

تلجأ نادرة فى النهاية لتجميع عدد من أهل القرية بينهم عبيدة  ليقوموا بعمل محل لبيع مستلزمات الزراعة، لكي يبيعوها للفلاحين بسعر التكلفة، ولكن عبد الجبار يحرقها لهم، ويقوم بتحطيم المكان.

وترد نادرة بأن تبلغ البيه الكبير ( الرجل  الخفي) الذي لم نرى له وجهًا طوال المسلسل، اللهم كلام عنه فقط، بأن عبد الجبار يكذب عليه حيث أنه لم يجد أي آثار تحت بيت نادرة، ولكنه كان قد أبلغه أنهم ما زالوا يحفرون فيغضب البيه ويخبره  أنه لن يتعامل معه بعد ذلك.

هنا كانت نهايات عبد الجبار وشيكة، فقد إبنيه، أحدهما قتل أخيه ثم جن،  والابن الثالث  يقرر أن يترك كل شئ ويهيم على وجهه بعد خداع صديقة زوجته وتصويرها في أوضاع مخلة لإبتذاذها  .

فقد عبد الجبار الحصانة بفقدانه كرسي البرلمان، وفقد السند في البيه، وها هم عامة الناس بتحريض من نادرة يتجرأون عليه.

ليقرر عبد الجبار أن يقتل نادرة، فيأخذها معه على إعتبار أنها ستذهب للشهر العقاري للتنازل عن الأرض حتي تستطيع رؤية إبنها، ألا أنها لم تأمن جانبه فأخذت معها مسدس لتقتله به.

نفس المشكلة محاولة مناقشة الكثير من القضايا، ولكن السيناريو المهلهل لم يستطع القيام بربط الأحداث ببعضها البعض.

كما أن هناك من ما طرح من الأحداث غير واقعي، حيث حادثة إسراء، لماذا تقدم صديقتها في بلدة مثل تلك على خديعتها تلك الخديعة، وكأنها كانت تخطط منذ البداية لكي تبتذها!

كما أن عدم رؤية السيناريو لأهل البلد  وإعتبارهم وكأنهم غير موجودين والتركيز على الكبار المتصارعين سقطة كبيرة.

 

  • توصيات

  • الامتناع عن تصوير مسألة تعدد الزوجات بشكل يجلب التعاطف معها.

  • عند كتابة السيناريوهات، لابد من النظر للمجتمع الواقعي، بمشاكله الحقيقية.

  • عدم تحميل المسلسلات بالكثير من القضايا دفعة واحدة، مما يجعل المسلسل وكأنه خطبة طويلة.

  • التوقف عن شيطنة المخالفين في الرأى.

  • التوقف عن إظهار الناشطين بشكل عام، والنقابيين والسياسيين منهم علي أنهم أفاقين والصورة السيئة للمعارضة .

شارك:

اصدارات متعلقة

خدمات الصحة الجنسية فيما بعد سن الإنجاب ضرورة لتمكين النساء
ختان الإناث في مصر... جريمة تعذيب ضد الإنسانية
حقوق النساء من اجل العدالة والتنمية
الإيدز خطر صامت يهدد حياة النساء في ظل جائحة كورونا
إشكاليات التقاضى فى جريمة التحرش الجنسي
أسئلة وأجوبة بشأن الوقاية من كوفيد 19 ومكافحتها للعاملين /ات في مجال الرعاية الصحية
الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات