المرأة وتعليم الكبار: ورشة عمل

التصنيفات: الحق في التعليم

تاريخ النشر:

2007

المرأة وتعليم الكبار: ورشة عمل

يحتوى هذا الكتاب (103 صفحة) علي خلاصة ورشة العمل التي عقدتها مجموعة المرأة الجديدة ومركز البحوث العربية حول المرأة وتعليم الكبار واستمرت لمدة يومين في شهر سبتمبر عام 1990، ومن أهم الأهداف التي سعت هذه الورشة إلي تحقيقها

1 – مناقشة المناهج المستخدمة في تعليم الكبار وتحديد إيجابياتها وسلبياتها

2 – تحديد خصوصيات الواقع المصرى.

3 – مناقشة إيجاد أنسب المداخل لتعليم الكبار.

4 – خروج المشاركين/ ات بتوصيات خاصة بالقضايا التي تم نقاشها.

جدير بالذكر أنه علي الرغم من مرور سبعة عشر عاماً علي هذه الورشة إلا أن القضية مازالت تحتل نفس الأهمية وربا تزايدت الحاجة الآن إلي إعادة البحث والمحاولة لطرح حلول جديدة وقوية بشأن هذه القضية، كما اعتقد أنه من الأهمية بمكان إعادة مراجعة موقف مجموعة المرأة الجديدة فيها بعد هذه الورشة وكيف تمت الاستفادة منها؟ وإلي أى مدى ساهم ذلك في حل القضية؟، وهل استمرت المؤسسة في العمل على إيجاد حلول للقضية؟ وما الذي توصلت إليه وما هو شكل المتابعة الذي اتخذته كلا من المؤسستين لحل القضية؟

بمتابعة الكتاب الذي بين أيدينا نجد أن الورشة بدأت بكلمة المرأة الجديدة والتي عبرت فيها عن اقتناعها بأن التغيير لا يمكن أن يتم بطريقة فوقية وأنه لابد من أن يسبقة إدراك ووعي الذين يعانون من واقعهم وخاصة المرأة مما يعني أنه لا يمكن أن يقتصر محو الأمية مجرد تعليم القراءة والكتابة بل يتسع إلي تعلم مهارات مختلفة ومتعددة.

تلي ذلك كلمة مركز البحوث العربية التي ألقتها الأستاذة الدكتورة لطيفة الزيات والتي أكدت خلالها أهمية القضية محل المناقشة مشيرة الي توجهات جماعة المرأة الجديدة حيث أنها تستهدف الخدمة الاجتماعية علي أسس التعليم والتعلم لا المعلم فقط، كما ذكرت أنه في الوقت الذي تنصرف فيه اهتمامات مركز البحوث العربية في أغلب الوقت إلي الجانب النظري فانه من المثمر أن يتم التعاون مع جماعة المرأة الجديدة والتي تعمل علي الناحية التطبيقية مما يعني تحقيق نوع من أنواع التكامل المطلوب.

أما الدكتور طلعت عبد الحميد فقد تناول الأسس العامة التي يستند إليها تعليم الكبار والتي منها أسس أخلاقية، اجتماعية وفلسفية حيث اختار أن يركز علي الأسس التي تحتاج إلى مناقشة، كما أكد علي أهمية أن تكون عملية تعليم الكبار بمثابة علم متخصص له دارسين وأبحاث ودراسات ثم تتبع التطور التاريخي لتعليم الكبار وذلك في معرض الإجابة علي تساؤل سبب الحاجة إلي الدراسات المتخصصة، حيث وجد أن الاهتمام بالموضوع قد بدأ في صورة تجارب فردية أو أهلية، مثال ذلك تجربة غاندي، إلى أن تولت جهود دولية ممثلة في مؤتمرات بدأت بمؤتمر الينور سنة 1949 ولكن بتمثيل محدود للغاية للدول النامية، مما يعني غیاب صوت دول العالم الثالث وهكذا إلى أن تم عقد مؤتمر باريس 1985 الذي بدأ فيه العامل مع تعليم الكبار باعتباره المجموع الكلي للعملية التعليمية.

ويرى الدكتور طلعت أن إخفاق بعض الجهود في مجال محو الأمية يرجع إلى التركيز علي الجانب المعرفي، وتجاهل أن تكون عملية لها أيدولوجية تعمل علي تحويل التعليم من أداة للقهر إلى أداة للتحرر.

وانتقل بعد ذلك الي الحديث عن الجانب النفسي في عملية تعليم الكبار وارتباط التعليم بالمدارس والمدارس بالتمييز بين الفصل الكويسوالفصل الوحش مما يعني أن يرتبط معيار النجاح بمدى كون التلميذ مطيعا ومتلقياً فقط طوال الوقت ولأن هذه سمعة المدارس فإن الكبير الذي تسرب ولم يذهب إليها لابد وأن تتكون لديه فكرة سلبية عن التعليم، أما عن الأسس الفلسفية لتعليم الكبار فقد أكد ضرورة أن يقوم علي الحوار وليس التلقين ولذلك فقد رأى أن وظيفة المعلم سواء في تعليم الكبار أو الصغار ليست التعليم وإنما المشاركة في الموقف التعليمي وبالتالي يصبح الطالب والمدرس كلاهما معلم ومتعلم. كما أنهي كلمته بالتأكيد علي ضرورة النظر إلى التعليم من خلال احتياجات المجتمع بحيث يكون مرتبطًا بالإنتاج ويشجع علي التعلم الذاتي.

تلت ذلك رؤية نقدية لمفهوم محو الأمية للأستاذ كمال مغيث والذي أكد ضرورة إعادة النظر في المفهوم الرسمي لمحو الأمية باعتباره المسئول عن الفشل المتلاحق لمحاولات محو الأمية.

ثم انتقل بعد ذلك إلى تحديد موقع مشكلة محو الأمية في الفكر التربوي الذي انتقل عبر التاريخ مرسخًا لفكرة أن المتعلم هو ذلك المتغطرس الأرستقراطي الذي يتحدث كثيرًا ولكنه في الواقع لا يقول شيئا بينما الجاهل هو ذلك المتخلف عدو التقدم، والواقع أن الفكر التربوي لم يحاول مد جسور أو إقامة الروابط بين الشعب والمتعلمين وإنما ساهم في الترويج لتلك الثنائية وفي ضوء هذا الموروث تم تحديد مفهوم الأمية وأثارها ونتائجها ووسائل علاجها، وبالطبع فقد قام المتعلمون بتحديد كل هذا مما أدى إلي تكريس المشكلة أكثر من حلها.

وفي نقد مفهوم محو الأمية أكد علي عدة نقاط منها:

1 – وضع اللغة العربية الفصحي علي طرف النقيض مع اللهجة العامية المصرية

2 – إغفال الأبعاد الطبقية لمشكلة محو الأمية في مصر

3 – المفهوم يرادف بين برامج محو الأمية في عناصرها ومكوناتها وبين ما يقدم للصفوف الأولي من المرحلة الابتدائية.

4 – وضع المشكلة بحيث يكون الهدف النهائي هو تعليم القراءة والكتابة أدى إلي التضحية منذ البداية بفكرة ما هو المكتوب.

5 – تجاهل المرأة تماما في المجتمع وبذلك إنكار الدور الاجتماعي الذي تلعبه.

انتقل بعد ذلك إلي مناقشة أثار مشكلة الأمية في الفكر التربوى والتي منها:

1 – أن الأمية تعوق الأفراد عن المشاركة في مناقشة برامج الأحزاب المختلفة وبهذا تفرغ أمية الأفراد البناء الديمقراطي من جوهره ومضمونه.

2 – أثبتت أبحاث سيد عويس حول ملامح التغيير في المجتمع المصرى عن سيطرة الاتجاهات غير العقلانية على تفكير عدد كبير من الأفراد وبخاصة الريف.

تم تأتي بعد ذلك كلمة الأستاذ صلاح سبيع والذي أشار إلى أن وسائل الإعلام تصور مشاكل مصر وكأنها ترجع إلى الأميين علي الرغم من أن مشكلة محو الأمية قضية ذات طرفين هما الأميون والمتعلمون وبذلك تتحول عملية مكافحة الأمية في النهاية إلى محاولة لتحميل هؤلاء مسئولية التخلف ولكن يبدو أن ذلك ما هو إلا وسيلة من وسائل التسلط وأبرز دليل علي ذلك هو أن أسهل الوسائل للتسلط على المرأة في المجتمع هو إبقاؤها علي جهلها مشيرًا في ذلك إلى فلسفة باولو فيريري والتي تقوم علي أساسًا أن الأمى مشكلته الوحيدة ليست عدم قدرته علي القراءة والكتابة وإنما عدم قدرته علي التعبير عن ذاته مما يحرمه من كونه إنسانًا فعالاً في المجتمع وبذلك تكمن مشكلة عملية محو الأمية في أنها ليست عملية توعية تساعد الإنسان علي تحليل العالم من حوله واكتشاف الوسائل التي من خلالها ممكن أن يستزيد من المعلومات مما أدى الي ضرورة وضع برنامج يساعد علي بلورة هذه الفكرة.

کما قدم اقتراح باولو فيريرى في هذا الصدد بضرورة عمل نوع من أنواع الدراسة في بداية المشروع بحيث نستكشف من خلالها المشكلات الأساسية الموجودة في البيئة ونحاول وضعها في شكل كود بحيث تقدم للدارسين وتعمل علي تفجير المشاكل المتعلقة بهم في هذا الشأن، كما استعان أيضا برفض فيريري لكلمة المعلم إيمانا منه بأن الدارسين لديهم أيضا خبرات يستطيع. هو أن يتعلم منها الكثير.

کما قام بتقويم التجربة الماسكونية منذ بداية عملها عام 1972 حتي 1990 وخلص من ذلك إلي أن التجربة العملية للمجموعة صعبة وتحتاج إلى مجهود كبير وأثبتت جدوى فلسفة فریری.

إن القراءة ليس معناها أن تتعلم شيئا.. بل أن تصبح شيئاهكذا بدأ الأستاذ بشير صقر كلمته بمقولة أونامونو منتقدا بذلك الرؤية التقليدية للمواطن الأمي بأنه محدود الإمكانيات وما ترتب علي ذلك من افتراض علاجات خاطئة للقضية وبمتابعة كل الحالات التي اتبعت التشخيص غير التقليدي لقضية الأمية نجد لأنها شديدة التواضع بالنسبة إلى حجم الجهود المبذولة في الإعداد والتحضير والتنفيذ.

ثم ناقش بعد ذلك احتمالات ذلك التواضع ومنها:

1 – لم يكن هناك فرق بين التشخصين ومن ثم بين العلاجين.

2 – الافتقار إلى القدرة الجيدة على التطبيق.

كما أكد أن محو الأمية إذا اقتصر على جانبه التكنيكي شأنه شأن أيه أداة فهو سلاح ذو حدين ولابد من الارتقاء بجانبيه الوظيفي والثقافي، كما نبه أيضًا إلى أن محاولات التفرد والتمايز بين العاملين تعني بعثرة الجهود والوقت والمال، كما أكد علي أهمية التعامل مع الأمي علي أنه شخص كادح موجود في المجتمع.

وننتقل في الكتاب بعد ذلك إلى مناقشات اليوم الأول والتي اشترك فيها كل الحضور.

أما اليوم الثاني فقد تناول خبرات ميدانية عن تعليم الكبار بدأً بعرض التجربة الشخصية للتوعية الصحية الدكتورة سهام هندى وهي طبيبة عملت في الريف في مجال الطب الوقائي، والتي رأت أن التوعية الصحية هي عملية تعليمية تستهدف تغيير معارف الناس وكذلك تغيير عاداتهم وسلوكهم واتجاهاتهم كما قسمت هذه العملية إلي مرسل العلم ومستقبل المتعلموأشارت إلى بعض الملاحظات بشأن التوجيه أو التوعية الصحية منها على سبيل المثال:

1 – تحديد الأولويات بشكل واضح.

2 – أن تستند هذه الأوليات إلى احتياج فعلي موجود لدى المتلقين مع تغييرها متى اقتضت الحاجة.

3 – ضمان فاعلية الوسائل المستخدمة في التربية الصحية وضمان وصولها للناس بلغتهم التي يفهمونها.

ثم قامت بعرض تجربه شخصية لها من خلال مرحلتين مختلفتين إحداهما تمت في قرية بصعيد مصر رأت أنها كانت محدودة النتائج وذلك لعدة أسباب منها:

1 – قله الخبرة الشخصية.

2 – عدم وجدود تجانس مجتمعي ونظرة المجتمع لها كدخيلة.

3 – العادات والتقاليد الخاصة بالمكان.

4 – الافتقاد إلى التعاون بين الفريق.

والأخرى بأحد الأحياء الشعبية بالقاهرة كانت ما تزال مستمرة حتي وقت انعقاد أخطاء التجربة الأولى الورشة والتي رأت أن فيها جوانب مشرقة ساعد فيها التعلم من ومحاولة تجنب الوقوع فيها بالإضافة إلى التطور التكنولوجي.

قدمت بعد ذلك الدكتورة إلهام عبد الحميد الرؤية الفلسفية لباولو فريري في محو الأمية في مجتمعات العالم الثالث حيث تشير إلى أن أهمية تجارب التربية لباولو فريرى في أنه جعل التعليم أداة للفهم والوعي والتفكير الناقد مستشهدة بوصف فريري للعملية التعليمية في بلدان العالم الثالث علي أنها غالبًا ما تكون وسيلة لتغييب الإنسان عن واقعه من خلال التلقين غير الذي يُنتج عقول آلية غير قادرة علي صنع مستقبلها، مما يعني تربية أجيال مقهورة ومنسحقة، قادرة على فهم ذاتها.

ثم انتقلت بعد ذلك الي شرح تقسيم فريرى التعليم إلى نوعين هما التعليم التلقيني والنوع الآخر هو التعليم القائم علي الحوار، مؤكدة علي أن الحوار الفريرى يحقق نموا في الوعي لدى المتعلمين وإزالة الغموض من خلال خطوات محددة منها:

1 – معرفة البنية الاجتماعية والثقافية الخاصة التي يعيشها المتعلم أو الأمي من أجل اختيار أكثر القضايا والمشكلات التي تهم المتعلم.

2 – اختيار الكلمات الأساسية التي يشيع استخدامها في حياتنا اليومية والتي يمكن أن تساعده علي فهم وإدراك حقائق العالم.

وللاستفادة من تجربة فيريري أو غيرها أكدت الدكتورة إلهام على ضرورة تحديد الهدف الأساسي الذي من أجلة نتبنى قضية تعليم الكبار ودراسة طبيعة هؤلاء المتعلمين دراسة نفسية واجتماعية ثم عمل برنامج واقعي نابع من حياة الدارسين، ثم الربط والمقارنة والتحليل.

تلي ذلك عرض الأستاذ فيكتور فكرى وهو مسئول محو الأمية في جمعية كاريتاس مصر لتجربة حية مع محو الأمية عبر 17 سنة مشيرًا إلى ارتفاع نسبة الأمية بين السيدات والبنات علي الرغم من الدور الكبير المنوط بالمرأة ولذلك فقد تركزت جهودهم خلال 14 سنه علي العمل مع المرأة حيث سعي التدريب إلي التركيز بالأساس علي التفكير والتعبير وعامل المشاركة.

كما أكد علي أهمية وجود مراكز موجهة للمرأة بالأساس وأن تتضمن هذه المراكز عوامل جذب كافية. والأهم من ذلك أن يكون المدرس مؤمناً بالقضية، كما أشار إلي ضرورة التركيز علي المشاكل التي تواجه الدارس حيث أن ذلك يساعد علي تغيير التزامه الدراسي بحيث يصبح التزام منه كشخص يريد المعرفة، وأضاف أن المشروع والذي كان مازال مستمرا حتى عقد الورشة قد نجح في تغيير أفكار الفتيات والسيدات فبعضهن استطاعت أن تؤجل زواجها لحين انتهائها من البرنامج والبعض الآخر وصلن لمستوى التعليم المتوسط بينما البعض الآخر أصبحن صاحبات أعمال متوسطة وبالتالي عضوات منتجات في أسرهن.

تأتي بعد ذلك كلمة الأستاذة سهام وصفي والتي تناولت فيها خبرة جمعية الصعيد المسيحية العملية في مجال محو الأمية والتي ركزت على ثلاثة مداخل للعمل مع المرأة وهم:

المدخل الإنساني وهو أن تدرك الفتاه أهميتها كانسان.

المدخل الاقتصادي والذي يقوم بالأساس علي أن من ينتج يصبح لديه مصدرًا ماليًا يمكنه من الإنفاق ويُعامل كانسان مستقل.

المدخل الصحي بحيث يعد الفتاة لان تكون زوجة تهتم بصحتها وصحة أسرتها وأشارت الأستاذة سهام إلى أن التجربة أثمرت نجاحا جيدا في تكوين شخصية مستقلة للفتيات تقتسم المسئولية وأيضًا مسئولية اتخاذ القرار.

ثم تناولت بعد ذلك الأستاذة عزة كامل تجربتها الشخصية مع حي عين الصيرة الشعبي، وأكدت على أن الواقع أغني بكثير من النوايا الحسنة وأنه من الضروري دراسة واقع المجتمعات كما أكدت أيضا علي ضرورة الاستعانة بخبرات الآخرين لضمان نجاح التجربة واستمرارها.

ننتقل بعد ذلك إلى جلسة المناقشات العامة لليوم الثاني والتي تبادل فيها المشاركون الآراء حول القضية.

ألقت بعدها الدكتورة نادية جمال الدين كلمتها عن المرأة في الريف المصرى وإلى أين ينبغي أن تتجة الجهود التربوية وذلك من خلال دراسة حاله تهدف بالأساس إلى تحديد ملامح وضع المرأة الريفية المصرية في هذه الفترة من تاريخ المجتمع المصرى، من حيث دورها الإنتاجي وكيفيه تحسين ظروفها وتمكينها من مواجهة مشكلاتها.

ثم يتناول البحث بعد ذلك موقع المرأة من العمالة الزراعية في الريف المصرى والذي يوضح أنها تمثل نسبة 70% وينتقل بعد ذلك إلى إلقاء الضوء على الأوضاع التعليمية للمرأة في الريف ثم ماذا تريد المرأة الريفية من التعليم وكانت النتائج كلها تصب في اتجاه تأكيد غياب وعي المرأة الريفية بدورها كمواطنة يمكنها أن تشارك في كافة مجالات الحياة وأن المرأة الأمية مهما كان مستواها العمرى لا تستطيع أن تحدد احتياجاتها الفعلية وتخلص الباحثة إلى أن هناك حاجة إلى تكوين وجهة نظر جديدة حول التعليم من أجل الإنسان نفسه كما أضافت نقطتين هامتين وهما:

أولاً: إذا كانت المرأة الجديدة تسعى إلى أن تكون محركة للسطح الساكن فيجب أن تبذل مجهودا كبيرا وتكون جماعة ضغط ذات صوت عال.

وثانيًا: أن لدينا مشكلة كبرى وهي أننا نفتقر إلى ما يسمي (مواد متابعة) لمتابعة المتحررين حديثا من الأمية.

ثم انتقل الكتاب بعد ذلك إلى تعقيب الدكتورة شهيدة الباز علي البحث السابق والذي أشارت فيه إلي عدة نقاط مهمة فيما أثارته الدكتورة نادية وبخاصة نقطة أن عملية تعليم الكبار هي عملية سياسية بالأساس من حيث أهمية تغيير الواقع والقدرة علي تغييره کما علق الأستاذ بشير على أن التركيز علي الكيف سببه هو التراث شديد السلبية لتجارب محو الأمية.

عقب ذلك تم استكمال نقاش الجلسة الثانية ثم تلى ذلك الجلسة الأخيرة والتي أدارتها الأستاذة نولة درويش حيث انقسم الحضور إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة تتناول واحدة من أهداف الورشة وتقوم بقراءة صياغتها للموضوع وتوصياتها بشأنه وفي النهاية قدمت مجموعة المرأة الجديدة خاتمة الورشة متضمنة عدد من التوصيات كوسائل لاستخدامها في مجال رفع الوعي الصحي، منها توفير كتيبات توضيحية تكون بلغة بسيطة، الإكثار من استخدام الوسائل السمعية وتقرر أن تقوم مجموعة الورشة في مرحلة لاحقة بمسح ميداني على عينة من النساء المستهدفة لتحديد أنسب المداخل للبرنامج، تحديد محتوى البرنامج والوسائل المختلفة التي يمكن استخدمها بالإضافة إلى البدء في عمل نماذج تطبيق والاهتمام بالتقييم والتطوير ومشاركة المهتمين والمتخصصين في الموضوع.

وكنظرة عامة علي ما سبق فإن الأوراق والمناقشات التي تمت في هذه الورشة تنم عن مجهود واهتمام كبيرين بالقضية ولكن للأسف بالتوجه إلى المسئولين في مجموعة المرأة الجديدة نجد أنه لم تتم متابعة للقضية بما يتناسب مع حجم الاهتمام الواضح من الورشة، لذلك فان صدور هذا العدد من مجلة طيبة واهتمامه وتركيزه على التعليم كقضية ربما تكون بمثابة فرصة لإعادة فتح ملف هذه القضية مرة أخرى حيث أنه لا يمكن أن نرتقي بأوضاع النساء بأى حال من الأحوال دون أن نرتقي بهن علميًا وثقافيًا ومجتمعيًا وهذه المجالات المختلفة تنحصر بشكل أو بأخر في محو أمية النساء بحيث يكن قادرات علي تحديد مشكلاتهن والمساهمة أيضًا في حلها.

 

سامية اليماني: باحثة في مجال العلوم السياسية.

اصدارات متعلقة

شهادة 13
شهادة 12
شهادة 11
شهادة 10
شهادة 9
شهادة 8
شهادة 7
شهادة 6
شهادة 5
شهادة 4