النساء في محافظات
جمهورية ميدان التحرير
-
أصبح ميدان التحرير بعد الثورة ٢٥ يناير رمزًا لمصر كلها، فقد شهدت كل محافظات الجمهورية ما شهده ميدان التحرير، وشاركت النساء في هذه المحافظات، كما شاركت فى القاهرة، بل ولعبت دورًا بارزًا في قيادة المظاهرات, وتعرضت للقمع والضرب من قبل رجال الشرطة.. ففي كل بقعة من بقاع مصر هتفت المرأة الشعب” يريد إسقاط النظام“، لقد ضمت ثورة ٢٥ يناير كل طوائف الشعب وشملت كل محافظات مصر, واصبحت بحق تلك المحافظات محافظات لجمهورية ميدان التحرير.
المحلة الكبرى
تعتبر مدينة المحلة الكبرى من أكثر المدن التي شهدت مشاركة كبيرة وضخمة للنساء في الثورة، بداية من يوم ٢٥ يناير, فهي المدينة التي شهدت طوال السنوات الماضية نضالات ضد الفساد والاستبداد، وكان أبرزها إضرابات شركة مصر للغزل والنسيج، والتي شاركت فيها العاملات وقادت الإضرابات. ووصلت مشاركتهن لعشرات الآلاف في ٢٨ يناير أو ما عرف بـ “جمعة الغضب“، ضمت العاملات والموظفات وطالبات الجامعة بالإضافة للعائلات التي ضمت نساء، كما ضمت مختلف التوجهات وضمت نساء مسيحيات ومسلمات, قادت المرأة المظاهرات في المحلة الكبرى وهتفت وردد الهتاف وراءها نساء ورجال من بين هذه السيدات إيمان البواب موظفة بالإدارة التعليمية بالمحلة حيث قادت المظاهرات يوم جمعة الغضب، وهتفت ضد النظام والفساد، كما لعبت هبة صبرى صحفية دورًا مهمًا فى توعية النساء بضرورة المشاركة، وقادت مسيرة ضخمة وتبعتها نساء من جماعة الإخوان وهى ليست محجبة, ومن العاملات بشركة الغزل والنسيج التي قادت الإضراب الكبير فى الشركة عام ٢٠٠٦, شاركت أمل السعيد مشاركة فعالة في أيام الثورة وخاصة في جمعة الغضب.
الإسكندرية
الإسكندرية من أكبر المحافظات التي شاركت فى الثورة، وظهرت المرأة في المظاهرات من أول يوم, وتزايدت أعداد النساء في الأيام التالية، وضمت نساء من النقابات المهنية والجامعة ومختلف الطوائف، وخاصة الطبقة الوسطى، وقمن في ليالي الثورة بالصلاة على الأرصفة وبالمبيت، ووصلت أعداد النساء في جمعة الرحيل لعشرات الآلاف، وتوجهت المظاهرات الرجال والنساء معًا إلى قصر رأس التين، وكان من بين النساء طبيبات وممرضات وموظفات.
لعبت المرأة دورًا مهمًا في توعية الثوار ومدهم بوسائل تقيهم من القنابل المسيلة للدموع، وقامت بعضهن بإسعاف الجرحى وذلك وسط اعتداءات الشرطة فتعرضت الكثيرات للضرب، وأصبن بجروح، جاء ذلك ضمن تقرير لجنة تقصي الحقائق, التي رصدت أيضًا استشهاد أميرة سمير ١٧ سنة بنيران الشرطة فى يوم ٢٨ يناير أو ما عُرف بـ “جمعة الغضب“، ومازالت “لجنة تقصي الحقائق” تواصل حصر أعداد الشهداء .
السويس
شهدت السويس عنفًا مبكرًا من قبل رجال الأمن منذ الساعات الأولى لانطلاق الثورة, وعلى الرغم من ذلك لم تخل الشوارع من النساء، فقد شاركن من يوم ٢٥ يناير بأعداد كبيرة من الطالبات والناشطات والموظفات حتى ربات المنازل وهن في طريقهن للأسواق
” لعبت المرأة دورًا مهمًا في توعية الثوار ومدهم بوسائل تقيهم من القنابل المسيلة للدموع، وقامت بعضهن بإسعاف الجرحى وذلك وسط اعتداءات الشرطة فتعرضت الكثيرات للضرب، وأصبن بجروح، جاء ذلك ضمن تقرير لجنة تقصى الحقائق“
كن ينضممن للمظاهرات، ومن أبرز الأسماء اللاتي شاركن فى السويس جهاد التمساح, وتعتبر أول امرأة نزلت للمظاهرات في السويس يوم ٢٥ يناير وقامت بالهتاف وردد الرجال الهتافات خلفها، وعلى الرغم من إن “جهاد” ليست لها انتماءات سياسية لكنها لعبت دورًا بطوليًا فى الثورة في محافظة السويس.
أسوان
على الرغم من أن أعداد المتظاهرين في أسوان أثناء الثورة كانت أقل من القاهرة ومحافظات الوجه البحرى لكن النساء شاركن بنسبة كبيرة، بل وقدن المظاهرات، تقول آمال محمد شحاتة ٢٧ سنة – محاسبة إنها شاركت في معظم أيام الثورة وأن أعداد النساء كانت كبيرة جدًا تجاوزت في بعض الأيام أعداد الرجال، وأن المرأة في أسوان شاركت بكل فئاتها وقادت المظاهرات رغم العادات والتقاليد.
شمال سيناء
رغم القيود والعادات والتقاليد لكن المرأة السيناوية شاركت فى الثورة وخاصة بعد خطاب التنحى تقول غادة سمير عيد عضوة بجمعية حقوق المرأة السيناوية إنها شاركت رغم الحالة الأمنية الصعبة وأن عدد النساء كان غير قليل، خاصة أن النساء تعرضن لانتهاك كرامتهن من النظام السابق وأجهزة أمنه فيما عرف باتهامات عدد من أبناء سيناء بالقيام بأعمال إرهابية.
أسيوط
المرأة في أسيوط شاركت باعداد محدودة ولكن بعد التنحى قادت النساء مظاهرة طالبن فيها بإسقاط المحافظ والقضاء على الفساد.
بنى سويف
في “بنى سويف” شاركت موظفات وطالبات الجامعة، وتقول منى محمود حمدى إنها شاركت معظم أيام الثورة، وإن المظاهرات شهدت رجالاً ونساءً ولم تشعر أثناء الثورة بأى فروق على أساس النوع.
وفى الدقهلية والشرقية والوادى الجديد ومطروح كانت موجات الثورة تتلاقى وتستدعى ضرورة رصد دقيق وعلمى لأحداثها، والبطولات التي شهدتها .. فمن حقنا ومن واجبنا أن نكتب نحن تاريخ ثورة شعب. . .
