في استطلاع رأي الشباب حول التحرش
معاكسات زمان محترمة
غير معاكسات الآن المبتذلة
وكل البنات بتتعاكس مفيش فرق
في نظرة على استمارات الاستطلاع الذي أجرته فتيات منتدى الشابات حول موضوع التحرش الجنسي في الشارع وموقف الشباب منه وجدنا مفاجأة، حيث أعلن أكثر من نصف العينة من الذكور ارتكابهم لواقعة التحرش، ابتداء من النظرات وانتهاء باللمس والمفاجأة هنا ليست في اكتشاف أن الشباب الذكور يقومون بالتحرش. لأنه لا يوجد في ذلك أي شيء من المفاجاة – ولكن مكمن المفاجأة كان في إعلان الذكور بفخر وبتباه شديد ودون خجل عن ارتكابهم هذه الفعلة، وكأنها دليل أو إثبات للرجولة وبسؤال الشباب الذكور عن السن التي بدءوا فيها المعاكسة تنوعت الإجابات ولكن متوسط السن كان ١٥ سنة باعتبارها أول سن للمعاكسة في الشارع. أما على البنات الأكثر لفتًا للنظر – من وجهة نظر الشباب الذكور المشاركين في استطلاع الرأي فكانت كالتالي:
-
الفتاة ذات الشعر الجميل والملابس المنكشفة” هي عاوزة كده“
-
الفتاة الرفيعة الخجولة“بحب انكشها“
-
الفتاة ذات الخطوات الثابتة والواثقة“اللي شبه الرجالة عشان أحسسها بأنوثتها وأرفع من روحها المعنوية“
-
البنت اللى عاملة نفسها مش مهتمة بالدنيا وماشية ولا يهمها من حد
-
البنت اللي بتقول من لبسها أنا موزة
-
البنت الشقية – اللى بتقول أنا أهو من طريقة ملابسها
-
الموزززز
ولكم أن تتخيلوا التعبيرات الأخرى التي ذكرت في الاستمارات.
وأقر نصف الشباب أنهم ممكن أن يقوموا بالمعاكسة بمفردهم أما النصف الآخر فقالوا أنهم يعاكسون عندما يكونون في مجموعة حيث يتشجعون أكثر ويتجرؤون على المعاكسة. ومن ناحية أخرى تم سؤال الذكور عن ردود أفعال البنات والأصحاب أو الناس الموجودين ساعة التحرش كان الرد كالتالي:
-
رد فعل الأصحاب – أكثر من النصف أجاب بيعاكسوا معايا.
-
رد فعل اللي بتتعاكس – الغالبية العظمى من البنات لا ترد.
-
رد فعل الناس الموجودين وقت المعاكسة – الأغلبية العظمى – الكل تقريبا لا يتدخل نهائيًا.
وعن السؤال لو تعرف“بنت ولقيتها بتتعاكس في يوم، إيه هيكون رد فعلك؟” جاءت الإجابات لتوضح الحالة العامة من اللامبالاة التي يعيشها أغلب الشباب اليوم، حيث كانت الإجابات متنوعة ولكنها متفقة على عدم التدخل إلا في حالة استغاثة الضحية المتعرضة للمعاكسة، حتى لو كانت فتاة من العائلة.
أما لو كانت الفتاة من البداية مرافقة لأخيها أو أبيها أو ابن عمها مثلاً الوضع مختلف لأنها في حمايته من الأساس ولابد أن يحافظ عليها فبكل تأكيد سوف يعنف الشخص الذي يعاكسها وممكن تصل للموت على حد تعبير أحد الذكور.
أما عن الفرق بين معاكسات زمان ومعاكسات الآن فكانت الإجابات كلها مع أنه يوجد اختلاف حيث إن المعاكسات زمان كانت رقيقة وتتمناها كل فتاة، وكان الشخص الذي يقوم بالمعاكسة“غرضه شريف” ومعجب بالفتاة وممكن أن يتزوجها.
أما المعاكسات الآن فهي مبتذلة حيث ينظرون إلى الفتاة في الشارع على أنها جسد ليس إلا، وتطورت المعاكسات من مجرد معاكسة وكلمات رقيقة إلى كلمات صريحة ومهينة تصل إلى حد اللمس بالأيدي.
كما أن طرق المعاكسة في حد ذاتها تطورت وأصبح هناك عدد من الوسائل الأخرى كالتليفون المحمول حيث البلوتوث ومعاكسات الإنترنت.
وكان من ضمن أسئلة الاستمارة، سؤال“عمرك شفت بنت بتعاكس ولد قبل كده؟“
كانت الإجابات بنعم نسبتها لا تتعدى ربع الاستمارات وكانت ردود الأفعال“ردود أفعال الذكور تجاه المعاكسة هي أن الشباب الذكور شعروا بالاستغراب والنسبة التي استجابت للمعاكسة كانت نسبة قليلة – وأكد باقي الذكور أنهم تجاهلوا المعاكسة تمامًا وكأنها لم تكن.
وعن معاكسة الذكور للذكور – جاءت الإجابات كلها بالنفي ، فعند سؤالهم بتخيل نفسك ماشي في الشارع في أمان الله ولاقيت ولد جه عاكسك ايه هيكون رد فعلك؟ جميع المشاركين في استطلاع الرأي أكدوا التجاهل التام بالإضافة إلى أنهم سوف يعنفون هذا الشاب الذي يقوم بمعاكستهم تعنيفًا شديدا.
لو تعرف بنت ولقيتها بتتعاكس في يوم….
…. ايه هيكون رد فعلك ؟!
وفي المقابل تم سؤال الفتيات عما إذا كن قد تعرض للمعاكسات فى الشارع وجاءت الإجابات كلها بالإيجاب، أما عن الاحساس الذي تشعر به الفتيات اللاتي تعرضن للمعاكسة في الشارع فجاءت الإجابات كالتالي:-
-
بخاف.
-
بحس بالقرف.
-
على حسب نوع المعاكسة لو كويسة ماشي ولو قليلة الأدب بخاف.
-
بكون عاوزة الأرض تنشق وتبلعنى.
-
لا أهتم وكأن مسمعتش ، بمشي على طول.
-
بكون خايفة من وقوع أي ضرر.
أما عن رأي الفتيات المشاركات في استطلاع الرأي عن نوعية الفتيات اللاتي يتعرضن للمعاكسة فكانت كالتالي:
-
اللي لابسة ملابس ملفتة.
-
كل البنات مفيش فرق والنسبة الأكبر كانت للبنات بدون فرق.
وعموما كل الفتيات المشاركات في استطلاع الرأي أكدن على أن هناك فرقًا بين معاكسات زمان والآن، حيث زمان كانت أكثر احترامًا.
كما احتوت الاستمارة على سؤال استنكرته معظم الإناث / الفتيات المشاركات في استطلاع الرأي وهو عمرك عاكستى ولد قبل كده؟ و كانت معظم الإجابات بالنفي وقلة قليلة ذكرن أنهن في حالة إعجابهن بأحد الذكور يقمن بالنظر إليه فقط – وفي خجل دون تعليق أو تحرش كما يفعل الذكور بالطبع.
وفي النهاية أجمع الذكور والإناث المشاركون في استطلاع الرأي على أن التحرش الجنسي ظاهرة عامة جديدة على المجتمع وأن التحرش الجنسي هو فعل عنيف يمارس فى المجتمع ضد المرأة للتفريج عن الطاقات المكبوتة بداخل الشباب.
كما أرجع كل المشاركين والمشاركات فى هذه المعاكسات سلوكهم إلى حالة الفراغ والملل والإحباط التي يمرون بها نتيجة للعوامل الاقتصادية والتى تتمثل أهمها في البطالة.
وختامًا نقول إن المعاكسات ما هى إلا تحرش والتحرش هو فعل عنيف تتعرض له النساء في الشارع وبشكل مستمر – ولا مبرر للعنف ضد النساء، الظروف الاجتماعية والاقتصادية لا تبرر العنف ضد النساء.