تأثير جائحة الكورونا على صحة الأم في الأحياء الفقيرة في المدن الكينية
الشركاء: أندريا
تاريخ النشر:
2021
بقلم:
١١ يوليو ٢٠٢١
منظر للأحياء الفقيرة في كيبيريا. المصدر: أليس مبرو لمجلة اندريا.
بداية: بينما تكافح كينيا الموجة الثالثة من جائحة الكورونا، تضررت خدمات صحة الأم والطفل من الاضطرابات الناجمة عن الوباء. و لقد تحملت النساء والأطفال في الأحياء الغير رسمية عواقب وخيمة و خسائر فادحة. كانت تلك الليلة من شهر يونيو من العام الماضي هادئة بشكل غير عادي، حيث كانت بيثا أكيني تسير مثقلة الأقدام إلى مرفق صحي قريب. لم تكن هناك موسيقى صاخبة تعزف في الحانات، ولم تسمع أصوات الماتاتو– نوع من مركبات النقل العام –العالية. كان المسار الضيق الذي سلكته من منزلها في منطقة جاتويكيرا في أحياء كيبيرا الفقيرة –على بعد 8 كيلومترات من وسط مدينة نيروبي– مهجورًا. كانت الساعة 3 صباحًا خلال حظر التجول الليلي في كينيا، الذي فرضته الحكومة للحد من انتشار وباء الكورونا من الساعة 7 مساءً وحتى 5 صباحًا. في وقت سابق، استيقظت بيثا، البالغة من العمر 31 عامًا والتي كانت حاملاً في شهرها الثامن في ذلك الوقت، من الألم الشديد الذي يشير إلى بداية المخاض في وقت مبكر. وتتذكر قائلة: “عندما أصبح الألم لا يطاق اتصلت بمولدة تقليدية تعيش في مكان قريب لتأتي وتساعد في الولادة“. لكن القابلة التقليدية كانت مترددة في مساعدة بيثا في الولادة لأنها لم تخضع للفحوصات الروتينية اللازمة أثناء الحمل. كانت بيثا قد ذهبت لزيارة واحدة فقط للطبيب قبل الولادة، وبالتالي لم تخضع لمعظم الفحوصات المطلوبة. كان مخاضها يتقدم بسرعة وبسبب عدم توفر وسائل نقل بديلة خلال ساعات حظر التجول قررت أن تمشي بنفسها إلى عيادة تابيثا الطبية الواقعة على بعدحوالي 3 كيلومترات من منزلها. لحسن الحظ أنها أنجبت طفلة سليمة ولم تعاني من أي مضاعفات. حالات طوارئ الولادة أثناء الجائحة على الرغم من أن النساء الحوامل في الأحياء غير الرسمية واجهن عقبات في الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة قبل انتشار الوباء بفترة طويلة، إلا أن أزمة فيروس كورونا المستجد قد دفعت هذه العقبات إلى مستويات مثيرة للقلق. في حين عانت البلاد بأكملها ومعظم أنحاء العالم من اضطرابات في الخدمات الصحية خلال الجائحة، تأثر السكان الضعفاء الذين يعيشون في الأحياء غير الرسمية بشدة. لقد أدى الوباء إلى تعطيل مراكز رعاية الأمهات والمواليد والأطفال. كانت الأشهر الأولى للوباء هي الأسوأ حيث جعل حظر التجول على مستوى البلاد من الصعب الوصول إلى العيادات ليلاً. “كانت معظم النساء لا يعلمن بما يجب عليهن فعله في حالة تعرضهن للمخاض ليلاً و كان ينتهي بهن الأمر إلى الصبر وانتظار الفجر للذهاب إلى المستشفيات أو الولادة في المنزل” تقول إيفرلين بووا، مؤسسة (AWOCHE)، وهي منظمة مجتمعية للحقوق الصحية مقرها حي كيبيرا. بالإضافة إلى ذلك، تم إغلاق بعض المرافق الصحية العامة والمنخفضة التكلفة. تضيف إيفرلين أن إحدى المرافق العامة التي كانت تستقبل الأمهات الحوامل في كيبيرا تم إغلاقها وتحويلها إلى منشأة للحجر الصحي خلال بداية الوباء ولم يتم فتحها حتى الآن. إن تحويل الموارد التي كانت شحيحة بالفعل قبل انتشار الوباء ترك النساء الحوامل والأمهات الجدد دون رعاية كافية. و يشير جورج أوقولا، مستشار الاستدامة في E4A– وهو برنامج يعزز صحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى– إلى أنه على الرغم من أن بيانات الدولة غير مفصلة لتعكس نتائج الأمومة في الأحياء الرسمية وغير الرسمية فإن معظم المستوصفات في الأحياء الفقيرة تشير إلى ضعف في نتائج صحة الامومة. بشكل عام، يبلغ معدل وفيات الأمهات في كينيا 362 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة وفقًا لمسح الصحة الديموغرافي في كينيا لعام 2014. أظهر مسح أجراه باحثو جون هوبكنز في عام 2020 أن الاضطرابات في النظم الصحية الناجمة عن جائحة كورونا من المرجح أن تؤدي إلى وفاة 1.2 مليون طفل إضافي و 56,700 حالة وفاة بين الأمهات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفقًا لجورج أوقولا “لم تكن المرافق في الأحياء العشوائية مجهزة جيدًا بالسلع الصحية المنقذة للحياة. وهذا يستلزم الإحالة إلى مرافق كبيرة. ولكن نظرًا لعدم وجود نظام إحالة مناسب، فإن معظم النساء اللواتي لا يستطعن تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة أو وسائل النقل الخاصة يختارن الولادات التي يتم إجراؤها من قبل قابلات غير مؤهلات أحياناً، أو حتى الولادة في المنزل، وهذا يهدد الحياة “. مخاوف صحية واجتماعية اقتصادية كان هذا هو الحال بالنسبة لبيثا، خوفها من الإصابة بالفيروس في المستشفى جعلها تتجنب زيارات عيادة ما قبل الولادة (ANC). إلى جانب ذلك ، كانت بيثا التي تبيع السمبوسة – وهي معجنات مقلية – في الشوارع لكسب لقمة العيش خائفة من أنها إذا ثبتت إصابتها بالفيروس، فإنها ستخضع للحجر الصحي. “بصفتي المعيل الرئيسي لأسرتي لم أستطع هضم فكرة الابتعاد عنهم حتى ليوم واحد” ، تقول بيثا، وهي أم لستة اطفال و يعمل زوجها في وظائف وضيعة لكسب لقمة العيش. بسبب الخوف، لم تحضر العديد من النساء مثل بيثا زيارات ANC الأربع التي أوصت بها منظمة الصحة بسبب الخوف، لم تحضر العديد من النساء مثل بيثا زيارات ANC الأربع التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية (WHO) أثناء الحمل. في كينيا، 58٪ فقط من النساء يقمن بالزيارات الأربع أو أكثر أثناء الحمل وفقًا لمسح الصحة الديموغرافي في كينيا لعام 2014 KDHS. من المرجح أن يكون الالتزام بزيارات ANC الأربعة أعلى بين النساء الأكثر ثراءً وتعليمًا. يجب أن تكون زيارات ما قبل الولادة من مقدم رعاية صحية ماهر لرصد الحمل لتقليل مخاطر المرض والوفيات لكل من الأم والطفل أثناء الحمل والولادة. المساعدة في وقت الحاجة تعتبر تكاليف النقل والفقر من الحواجز التي تحول دون الوصول إلى خدمات صحة الأم التي تسهم في ارتفاع معدل وفيات الأمهات أثناء الولادة والمرض في الأحياء غير الرسمية. لكن ابتكار الدكتورة الكينية جميما كاريوكي في بداية الوباء ساعد في سد هذه الفجوة بالنسبة للنساء خاصة في الأحياء الفقيرة. يقدم الحل المسمى Wheels4Life خدمة إسعاف مجانية للأمهات خلال ساعات حظر التجول. يتصل المرضى بالرقم المجاني 1196 ويقوم عامل في مركزخدمة العملاء بإرسال سيارة أجرة مزودة ببطاقة مرور للاستجابة لحالة الطوارئ حتى وقت الحظر. العالمية (WHO) أثناء الحمل. في كينيا، 58٪ فقط من النساء يقمن بالزيارات الأربع أو أكثر أثناء الحمل وفقًا لمسح الصحة الديموغرافي في كينيا لعام 2014 KDHS. من المرجح أن يكون الالتزام بزيارات ANC الأربعة أعلى بين النساء الأكثر ثراءً وتعليمًا. يجب أن تكون زيارات ما قبل الولادة من مقدم رعاية صحية ماهر لرصد الحمل لتقليل مخاطر المرض والوفيات لكل من الأم والطفل أثناء الحمل والولادة. حصلت شيلا أوسومبا من حي دراجاني في كيبيرا على الخدمة بعد أن بدأ مخاضها في منتصف الليل. فاجأتها بداية المخاض هي وزوجها. واتصلت شيلا بسرعة بأخصائية اجتماعية في كيبيرا ودهشت عندما تم إرسال سيارة أجرة في طريقها في غضون بضع دقائق. “الخدمة أنقذت حياتي. لا أعرف ما الذي كان سيحدث إذا لم يستجيبوا” تقول الأم لطفل رضيع عمره 10 أشهر. منذ إطلاق المشروع في أبريل من العام الماضي، تلقى 120,112 مكالمة وربط 9856 أمًا بالأطباء . أرسلت الخدمة 1218 سيارة أجرة وأجرت 855 رحلة إسعاف وفقًا لبيانات الاتحاد الكيني للرعاية الصحية KHF. في كيبيرا على سبيل المثال، ساعدت الخدمة العديد من النساء في الحصول على الرعاية من قبل موظفين مؤهلين أثناء حالات الطوارئ الطبية. صرحت إيفرلين التي ساعدت في تنسيق الخدمة: “خلال الأشهر الأولى بعد الإطلاق كنا نتلقى أكثر من 11 مكالمة من النساء الحوامل كل ليلة“. من خلال الشراكة بين الشركاء في النظام العام والجهات المانحة من الشركات، يتم تقديم الخدمة مجانًا للنساء اللائي يحتجن إليها آثار الموجة الثانية من جائحة كورونا بالنسبة للعديد من النساء في الأحياء الفقيرة، أثرت اضطرابات الكورونا على أكثر من مجرد عافيتهن الفردية، ولكن أيضًا على صحة أطفالهن. بعد أشهر من ولادة طفلة سليمة، فقدت بيثا طفلتها الشهر الماضي بسبب مضاعفات الالتهاب الرئوي. قالت بيثا “كانت الطفلة تعاني من مشاكل في التنفس وعندما ذهبنا إلى المستشفى تم تشخيصها بأنها مصابة بالتهاب رئوي، تم التشخيص يوم الاثنين وتم وضعها على الأكسجين يوم الأربعاء“. بسبب تكلفة الأوكسجين البالغة 300 دولار في الساعة طلبت بيثا إخراج الطفلة لأنها استنفدت كل أموالها، حيث توفيت ابنتها بعد ساعات من خروجها من المستشفى. تعتقد بيثا أنه إذا لم تكن تكلفة الحصول على الرعاية الطبية باهظة كانت ستظل ابنتها على قيد الحياة.. تأثرت أيضاً خدمات تنظيم الأسرة وتحصين الأطفال سلبًا. حيث اكتشفت شيلا مؤخرًا أنها حامل في شهرها الخامس بعد فشل طريقة تنظيم الأسرة التي كانت تستخدمها. تخشى الشابة ،البالغة من العمر 19 عامًا والتي تركت المدرسة العام الماضي بعد أن حملت، من أن إنجاب طفل ثانٍ سيعرقل حلمها في مواصلة تعليمها، فالعيش مع والد طفلها في كيبيرا بدون دخل لم يكن سهلاً عليها. شيلا مترددة في زيارة أي مرفق صحي لرعاية ماقبل الولادة خوفًا من أن يحكم عليها العاملون الصحيون بسبب عدم المباعدة بين فترات حملها. تصدع صوتها بعد وقفة وجيزة من التفكير العميق، ثم واصلت “لقد أصبح الحصول على الطعام والضروريات الأساسية الأخرى كفاح. أنا قلقة بشأن كيفية متابعة حملي الثاني.” وكالة الأمم المتحدة التي تعمل على الصحة الجنسية والإنجابية تهدف إلى إنهاء الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة؛ إنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي وإنهاء جميع وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها بحلول عام 2030. إستنادًا إلى تجارب بيرثا وشيلا وغيرهن من النساء اللواتي واجهن عوائق أمام الرعاية الصحية للأمهات والخدمات المجانية خلال جائحة الكورونا، يمكن للجائحة إبطاء التقدم في الأهداف الثلاثة للنساء التي حددها صندوق الأمم المتحدة للسكان على مستوى العالم بحلول عام 2030 ، حيث تواجه دول مثل كينيا تحديات أثناء محاربة انتشار وتأثيرات COVID-19 على أنظمة اجتماعية واقتصادية متعددة. حقائق سريعة عن رعاية ما قبل الولادة (ANC)- رعاية ما قبل الولادة ضرورية لحماية صحة النساء وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد.
- تتعلم النساء من خلال رعاية ما قبل الولادة السلوكيات الصحية أثناء الحمل من طاقم طبي ماهر ويتلقين الدعم الاجتماعي والعاطفي والنفسي.
- خلال رعاية ما قبل الولادة يمكن للنساء أيضًا تلقي المكملات الغذائية وعلاج ارتفاع ضغط الدم للوقاية من تسمم الحمل وكذلك التحصين ضد الكزاز.
- يمكن أن توفررعاية ما قبل الولادة أيضًا اختبار فيروس نقص المناعة المكتسب والأدوية لمنع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل.
- البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء لديها أدنى معدل لزيارات رعاية ما قبل الولادة بنسبة 13 ٪. بحسب بيانات منظمة اليونيسف.
شارك: