المنهجيات والمنظومات والمصادر
لدراسة النساء والثقافات الإسلامية
المداخلات في الأفرع المعرفية
تاريخ العلم
في الحقيقة، ما كان يجب أن توجد هذه المداخلة. فعلى الرغم من رسوخ ميدان تاريخ العلم في التأريخ الغربي منذ القرن الثامن عشر، بل قبل ذلك بفترة طويلة في الدراسات الإسلامية، لا يزال عليه أن يعتبر قضايا المرأة والجندر في العالم الإسلامي جزءًا من نطاقه. ولم تظهر الكلمات “أنثى” أو “جندر” أو “امرأة” في دليل موضوعات أحدث مسح موسوعي للميدان (Rashed 1996)، كما يمكن إحصاء عدد الدراسات العلمية المهمة في هذا الميدان على أصابع اليد الواحدة. ويكاد هذا التجاهل نفسه أن يوجد في ميدان آخر شقيق هو تاريخ الطب، حيث بالكاد ما تظهر النساء في العالم الإسلامي بوصفهن طبيبات أو مريضات. ويكفي دليلاً على ذلك أن محررات موسوعة النساء والثقافات الإسلامية كان عليهن أن يطلبن من أحد من غير المتخصصين في التاريخ الإسلامي كتابة هذا المقال. على أن أسباب هذا التجاهل جديرة بالبحث بإيجاز: أولاً بدراسة التأثيرات التي جعلت تاريخ النساء وقضايا الجندر تؤثر على التاريخ الغربي للعلم، ثم بالنظر في طرق تطور تأريخ العلم والطب في العالم الإسلامي.
لقد بلغت قضايا الجندر في تاريخ العلم والطب الغربيين ذروتها في اللحظة نفسها تحديدًا عندما بلغت النسوية ذروتها في الغرب. ففي عصر النهضة، عندما نوقشت “مسألة المرأة” للمرة الأولى بين المثقفين، تم جمع قوائم النساء الشهيرات، وضم نساء معروفات بإنجازاتهن الطبية أو العلمية. وبالمثل، كانت الحركة النسوية في القرن التاسع عشر في أوروبا وأمريكا الشمالية يصاحبها التحاق النساء بالمدارس الطبية وبالتدريب العلمي. وعندما امتلكت هؤلاء النسوة القدرة المهنية، رغبن في معرفة أمهاتهن الأوائل وتوثيق أعمالهن. كما قادت الموجه الثانية من النسوية في ستينات وسبعينات القرن العشرين إلى تساؤلات مماثلة حول وجود النساء في العلوم والطب، وأصبحت قضايا الجندر تشكل اليوم فروعًا معرفية متمايزة ورفيعة داخل ميادين تاريخ العلم والطب، على أن بؤرة اهتمام هذا التأريخ قد عكست – على نحو ساحق – تركيز الغرب على تاريخ العلم والطب بشكل عام. فعلى حين كانت مناهج المؤرخين المبكرين تتسم بمقاربات عامة على نحو رائع (مع إدماج الأسطوري والتاريخي) لا يوجد من بين خلفائهم في القرن العشرين من سار في ميدان بحثه عن النساء، أو عن طرق أداء الجندر لوظائفه، خارج مبادئ التاريخ الغربي (Harding 1998, Schiebinger 1987 and 1999).
لم يعتمد العالم الإسلامي أبدًا على الغرب في تحديد تعاليمه بوضوح في علم التأريخ، على الرغم من أن زيادة العلاقات التكافلية بين التقاليد البحثية الغربية وغير الغربية قد أثبتت أنها مفيدة للطرفين على التبادل (ويعد نقد الاستشراق ونشأة ميدان دراسات ما بعد الكولونيالية أوضح الأمثلة على ذلك). إن تأريخ العلم والطب في العالم الإسلامي يتمتع بتاريخ طويل تمتد جذوره إلى معاجم السير في العصور الوسطى لكتاب مثل ابن أبي أُصييعة. لكن موسوعات السير لم تضم، في حدود معرفتي، أية إشارة إلى امرأة عالمة أو معالجة. ونظرًا لأن تعاليم التأريخ الحديثة قد أخلصت الولاء على نحو وثيق بتراث “الرجال العظماء في العلم والطب“، وهو تقليد راسخ منذ زمن طويل، فلا يثير الدهشة أن الميدان الحديث لا يزال أمامه أن يعترف إما بالنساء أو بالجندر بوصفهما فئتين مهمتين من فئات التحليل. وهناك العديد من المقالات التي تدور حول تأريخ العلم والطب في العالم الإسلامي، وقد نشرت خلال السنوات الخمس عشرة الماضية تحت عنوان حالة الفن (state of the art)، ووضعت أساس اتجاهات هذا الميدان (أفضلها: Savage – Smith 1988). ولم يطرح أحد أية قضايا تمس النساء أو الجندر باعتبارها من الميادين الناشئة، أو حتى بوصفها أمنيات بأن تشملها البحوث في المستقبل.
هناك أسباب تختلف عن مجرد النزعة التقليدية لتفسير أسباب وجود تلك الفجوة بين العلوم الفرعية حول الجندر والعلم/ الطب (الغربيين) والعلم/ الطب الإسلاميين. وما من شك أن أوضحها هي الأسباب نفسها التي تُبقي على الدراسات الإسلامية معزولة على نطاق واسع عن تاريخ الاتجاه السائد: أي تركيز أغلب تعاليم التأريخ على المركزية الأوروبية، مع زيادة الأمر تعقيدًا نتيجة افتقاد أغلب مؤرخي العلم والطب إلى التدريب اللغوي المتخصص الذي يُعد شرطًا لا على عنه للدراسات الإسلامية. (يتسم افتقاد الحوار هذا، في واقع الأمر، بالمفارقة في ميدان العلم والطب، ذلك أن التراث الإسلامي في العصور الوسطي كانت يبرز دومًا بوضوح في سردية التاريخ الغربي الأساسية، لما حظيت به ترجمة العلم والطب العربي من اعتراف بأنها وضعت أسس (العلم الغربي). هناك سبب آخر لفشل ازدهار قضايا الجندر في تراث التاريخ الإسلامي، وهو ما يمكن أن يتمثل في خصوصية نوع النزعة المحافظة المنهجية التي كانت البحوث حول العلم والطب الإسلاميين تتصف بها. إن التركيز المستمر (والضروري بحزم، من حيث طريقته) على إنتاج طبعات من النصوص العلمية والطبية ما قبل الحديثة قد جاء على حساب السعي نحو إنتاج أنواع أخرى من التحليل التاريخي (Savage- Smith 1988). لقد كان التأريخ الغربي حول النساء والجندر قادرًا على التطور بما يتجاوز المرحلة الأولى من “النساء الجديرات” (سير نساء منفردات)، وهو الأمر الذي يرجع فحسب إلى الآثار الواسعة المترتبة على التاريخ الاجتماعي، وهو مجال لم ينله تطوير كبير في مجال العلم أو الطب الإسلاميين.
لقد كانت ندرة الموارد البسيطة اللازمة لبناء تاريخ للنساء في العلم والطب تمثل – بطبيعة الحال – إحدى العوامل أيضًا. ولا يوجد، في حدود معرفتي، أي نص علمي أو طبي قبل العصر الحديث معروف أن كاتبته امرأة، لكن هناك عددًا محدودًا من النصوص التي تتخذ النساء موضوعًا لبحثها، وبما يتجاوز نصًا أو اثنين من النصوص المترجمة من اليونانية القديمة إلى العربية، لا توجد سوى ثلاثة نصوص طبية من العصر الوسيط تناولت صحة النساء (أو على الأقل خصوبتهن) باعتبارها موضوع اهتمامها الأساسي. في إسبانيا القرن العاشر الإسلامية، كتب عريب ابن سعد كتاب خلق الجنين وتدبير الحبالة والمولودين. كما شهد العصر نفسه تقريبًا كتاب ابن الجزار (٢8٢ – ٣٦٩هـ. / ٨٩٥ – 979م) بعنوان سياسة الصبيان وتدبيرهم، والذي يتناول الجوانب المختلفة للرعاية في مرحلتي ما قبل الولادة وما بعدها ورعاية الأطفال حديثي الولادة، بما في ذلك الرضاعة الطبيعية واختيار مُرضعة. وبالمثل، هناك الرسالة التي تُعزى إلى أبي الحسن سعيد هبة الله (٤3٧ – ٤٩٥هـ. / ۱۰٤٥ – ۱۱۰۱م) بعنوان مقالة في خلق الإنسان، وتتناول تشريح الجهاز التناسلي لدى كل من الذكر والأنثى، فضلاً عن تدابير الحمل والولادة ورعاية الطفل. وقد خضع النص الأول للتحرير والترجمة، وخضع النص الثاني للتحرير، بينما لا يزال النص الثالث غير متاح إلا في المخطوطة الوحيدة الباقية.
وباستثناء هذه الأعمال الثلاثة، يبدو أن علم أمراض النساء لم يتطور أبدًا بوصفه ميدانًا مستقلاً بنصوصه في العالم الإسلامي بالعصور الوسطى. لكن الموسوعات الطبية الكبرى تشتمل على فصول حول الأمراض التي تصيب أعضاء الإنجاب لدى الإناث والمضاعفات التي قد تحدث عند الولادة، وهي موضوعات حقق فيها كتّاب العالم الإسلامي امتيازًا. وقد أجريت دراسات على الأقسام المتعلقة بأمراض النساء والولادة في بعض الموسوعات الطبية الكبرى في العصور الوسطى، مثل دراسات علي ابن عباس المجوسي، والزهراوي، وابن سينا. وقد أفضى وجود العديد من الصور التوضيحية للولادة القيصرية في نهايات العصور الوسطى إلى اعتقاد استمر لفترة طويلة بأن تلك الممارسة كانت شائعة في العالم الإسلامي، على الرغم من أن الاشتقاق من تراث التصوير الأيقوني المستورد من الأوصاف الغربية لميلاد يوليوس قيصر يبدو الآن أكثر ترجيحًا. لقد خضعت النصوص الطبية والقانونية للفحص لمواقفها تجاه الرضاعة الطبيعية، مما قاد إلى نتيجة مثيرة للدهشة تتمثل في إمكانية قيام النساء بإرضاع صبيان بعينهم عن عمد بغية توسيع دائرة الرجال الذين يمكن أن تقيم النساء معهم علاقات اجتماعية غير مفيدة بالأغلال (Giladi 1999). وهناك مجال آخر للبحث يدور حول النظريات المتعلقة بمساهمة الذكور في مقابل مساهمة الإناث في التناسل، وكانت تمثل نقطة خلاف رئيسية بين أنصار أرسطو (الذي ذهب إلى أن النساء لم يسهمن في شيء أكثر من المادة المكونة لدماء الحيض) وأنصار جالينوس (الذي ذهب إلى أن ما نسميه الآن مبيضين كانا في واقع الأمر “خصيتين” مؤنثتين تفرزان سائلاً منويًّا يشبه المني لدى الذكور). وقد ركزت بعض الدراسات تركيزًا ضيقًا على القضايا الفلسفية التي يثيرها هذا النقاش (Weisser 1983)، لكن العمل الذي قام به باسم مسلَّم عام ۱۹۸۳م، ويعتبر بمثابة تغيير ملحوظ في المسار، قد انتقل خارج حدود التاريخ الفكري الضيفة ليمضي إلى تقييم مجمل مشهد المواقف الطبية والقانونية والاجتماعية تجاه الشؤون الجنسية وتنظيم المواليد في العالم الإسلامي.
لقد وضع باسم مسلَّم أساس المسار، لكن قليلين هم من اتبعوه. وبعد نشر عمله بعشرين عامًا، لم يظهر سوى عدد قليل من المقالات التي تتناول جوانب رعاية النساء صحيًا في العالم الإسلامي ما قبل الحديث. (أسفر الاستطلاع الذي أجراه الفهرس الإسلامي (Index Islamicus) على السنوات الخمس السابقة على عام ٢٠٠1م عن قدر من العمل حول الرعاية الصحية للخيول والإبل يماثل قدر العمل حول الرعاية الصحية للنساء). لكن العصر الحديث كان أفضل إلى حد ما، حيث برزت دراستان بوجه خاص لمستواهما المنهجي الرفيع وتأثيرهما على البحث في المستقبل. لقد درست عالمة الأنثروبولوجيا الأمريكية مارسيا إنهورن التطور التاريخي لنظريات التناسل ومساهمة المرأة في الخصوبة (أو عدم الخصوبة)، على أساس أن ذلك يشكل خلفية أساسية لدراستها عن سعي النساء المصريات إلى الحمل (Marcia Inhorn 1994). وقد طرح عمل مارسيا إنهورن، وغيره من أعمال الباحثات والباحثين الآخرين (وأغلبهم من علماء الأنثروبولوجيا، Inhorn and Van Balen 2002) الذين درسوا وصمة العقم التي تعاني منها المرأة، تحديًا قوياً أمام علم التاريخ الغربي الذي وضع مزيدًا من التشديد على قلق المرأة تجاه الحد من خصوبتها (بوسائل تنظيم الأسرة والإجهاض)، مع نتيجة مفادها أن العقم قد ناله قدر كبير من التجاهل في القرارات السياسية الحديثة حول ما يشكل صحة النساء.
تتمثل الدراسة الرئيسية الأخرى حول العصر الحديث في الأطروحة التي استكملتها مؤخرًا هبة أبو جيديري (Hibba Abugideiri 2001)، وتتناول بالمثل مصر، وتقدم تقييمًا لتأثير الطب الغربي كما تم تبنيه في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تحت الاستعمار الإنجليزي. ولم تكتف هبة أبو جيديري بالاستعانة بالمنظرين السياسيين مثل ميشيل فوكو وأنطونيو غرامشي، وإنما استعانت أيضًا بأعمال الناقدات النسويات الغربيات للعلم والطب. إن ما يميز عمل هبة أبو جيديري ليس ببساطة اتساع بحثها وتحليلها فحسب. وإنما أيضًا إصرارها الدائم على التساؤل حول منظورها نفسه والمنظور الذي يطرحه الآخرون بغية تأكيد انطباق تلك الرؤى على الحالة المصرية بالفعل. ومن هذا تعد أطروحة هبة أبو جيديري عملاً رائدًا، ليس ببساطة لكونها دراسة للتاريخ الإسلامي للنساء والطب، وإنما أيضًا لأنها تضم الكثير الذي يمكن أن يتعلم منه المؤرخون والمؤرخات الغربيون للعلم والطب حول كيفية عمل الطب القائم على الجندر في إطار مجالات أوسع من التغير السياسي.
وكما تدرك هبة أبو جيديري عن حق، لا يمكن افتراض أن التأريخ الغربي للنساء والجندر في العلوم والطب قابل للتطبيق عالميًا، سواء من حيث أساليبه أو من حيث فروضه الإبستمولوجية المعرفية. إن العوامل القانونية والاقتصادية والدينية والثقافية التي أتاحت، على سبيل المثال، لبعض النساء في الغرب أن يعشن زيجات رفاقية مع أزواجهن (وبالتالي المشاركة في الجهود العلمية)، أو أتاحت لنساء أخريات أن يطالبن بتصحيح قانوني للممارسات التعليمية أو الوظيفية التمييزية، قد لا ترتبط على الإطلاق بالنساء في المجتمعات الإسلامية. وعلى العكس من ذلك، توجد قضايا مثل الاحتجاب أو بتر الأعضاء التناسلية ليس لها ما يوازيها في التقاليد الغربية، وتتطلب إجراء تحليلات خاصة ذات طبيعة ثقافية. ومع ذلك، فقد أدى التاريخ الغربي حول النساء والجندر إلى تطوير تقنيات قيمة يمكنها مواجهة المشكلات المشتركة، مثل كيفية العثور على النساء “الخفيات” في المصادر المكتوبة في إطار الثقافة العامة الذكورية ومن أجلها.
إن الحقيقة البسيطة التي تتمثل في وجود النساء الكلي في أي مجتمع إسلامي يجب أن تكون نقطة انطلاق واضحة بجلاء. ونظرًا لأن الأطفال يولدون باستمرار وتعاني النساء عادة خلال هذه العملية، يمكن اعتبار عالمية التجربة موقعًا جيدًا للبدء في البحث عن ممارسات النساء الطبية. ففي مناقشة حول كيفية استئصال حصوات المثانة، اعترف الجراح الإسباني الزهراوي في القرن العاشر بالصعوبة التي يواجهها الأطباء الذكور عند إجراء تلك العملية على المريضات: علينا إما أن نجد طبيبة تعلمت الطريقة (وهو أمر نادر)، أو طبيبًا مخصيًا يمكن اعتباره زميلاً (وهو أمر نادر أيضًا)، أو قابلة يمكن إعطاؤها تعليمات حول كيفية أداء هذا الإجراء تحت إرشاد الطبيب (وهو أمر ممكن وإن كان محفوفًا بالمخاطر). وتذكرنا شكوى الزهراوي أيضًا بأن تعليم النساء يعد نقطة انطلاق مهمة لتأريخ الأحداث وفقًا لتسلسلها الزمني فيما يتعلق بانخراطهن في العلوم والطب المُتعلم، ما دام الانخراط في التعليم العلمي مستحيلاً دون اكتساب التعليم الأساسي وغيره من الدراسات التمهيدية.
وقد نجد التأريخ الغربي للنساء في العلم والقلب أكثر انطباقًا على التاريخ الحديث، نظرًا لما أحدثه العلم والطب الأحيائي الغربيين من تأثير فوري في العالم الإسلامي. وفي واقع الأمر، يمكن اعتبار الدراسات التي أجريت على النساء في العلم بالولايات المتحدة في القرن العشرين (Rossiter 1995) نموذجًا مهمًا للدراسات المقارنة التي يجب القيام بها فيما يتعلق بالنساء العالمات في العالم الإسلامي، حيث تقترب النساء بسرعة (كما تطرح الأرقام مؤخرًا) من نفس القدر من التمثيل الذي يتمتع به طلاب العلوم والطب وممارسوه في البلدان الغربية (Hassan 2000, Cohen 2001, Holden 2002).
وبطبيعة الحال، يثور التساؤل المشروع التالي: إلى أي مدى يجب أن يحاول تاريخ النساء والعلم/ الطب في العالم الإسلامي إدماج نفسه في التأريخ الغربي أو غيره (وعلى سبيل المثال، تأريخ العلم/ الطب الصيني)؟. وفي واقع الأمر، تفتح ترجمة النصوص المؤلفة باللغة العربية، أو اللغات الوطنية الأخرى المستخدمة في العالم الإسلامي، إلى اللغات الغربية إمكانيات واسعة أمام إجراء دراسات مقارنة. وعلى سبيل المثال، يتيح نشر الجزء الخاص بالموسوعة الطبية لابن الجزار مؤخرًا، حول أوضاع الأعضاء التناسلية (Ibn al- Jazzar 1997)، إمكانية المقارنة بطب النساء في أوروبا المسيحية بالقرون الوسطى، إذ إن نصه (في الترجمة اللاتينية) قد ظل لمدة ٤٠٠ عام بمثابة الأساس لأهم النصوص الأوروبية حول طب النساء، والتي أُطلق عليها مسمى نصوص “تروتولا” (Green 2001) (Trotula texts). وبالمثل هناك أيضًا إمكانيات للدراسات المقارنة في مجال البحوث المتعلقة بالمجتمعات اليهودية داخل العالم الإسلامي (Barkai 1998). لكن دراسة النساء والجندر/ العلم والطب في العالم الإسلامي تمثل في حد ذاتها ضرورة، ويتطلب الأمر سعي الباحثات والباحثين المدربين تدريبًا كاملاً على المهارات الضرورية إلى القيام بها. وسواء كان العلم والطب تابعين أصلاً من المجتمعات الإسلامية أو مستوردين (أحيانًا بالإكراه) من الغرب، فقد تركا آثارًا كبرى على حياة النساء، وسوف يزداد تأثيرهما حتمًا في المستقبل. ومن المأمول أن هذه المحاولة التمهيدية لتقييم الميدان سرعان ما ستعقبها أعمال أكثر تقدمًا وأرفع مستوى بما تستحقه هذه القضايا.
م. هـ.. الهايلة (تحرير)، سياسة الصبيان وتدبرهم تونس،1968.
Primary Sources
R. Barkai, A history of Jewish gynaecological texts in the Middle Ages, Leiden 1998.
A. Arjona Castro (ed.), El libro de la generación del feto, el tratamiento de las mujeres embarazadas y de los recien nacidos de ‘Arib Ibn Sa’d (Tratado de ostetricia y pediatria hispano arabe del siglo X), Cordoba 1983.
M. H. Green, The “Trotula” A medieval compendium of women’s medicine, Philadelphia 2001.
Ibn al-Jazzir, Ibn al-Jazzar on sexual diseases and their treatment (Arabic text with facing-page English translation). ed, and trans. G. Bos, London 1997.
“Arib Ibn Sa’d, Le Livre de la génération du foetus et le traitement des femmes enceintes et des nouveau- nés, Arabic text ed. and trans. H. Jahier and N. Abdelkader, Algiers 1956.
The midwife of Khumarawaih and her sister, In B, Lewis (ed.), Land of enchanters. Egyptian short stories from the earliest times to the present dary, London 1948, 105- 7.
Secondary Sources
H. E. Abugideiri, Egyptian women and the science question. Gender in the making of colonized medicine, 1893- 1929, Ph.D. diss., George Washington University 2001.
F. Aubaile- Sallenave, Les nourritures de l’accouchée dans le monde arabo-musulman méditerranéen, in Médiévales. Langue, textes, histoire 33 (1997), 103- 24.
P. Cohen, Muslim women In science, in Science Online, 22 February 2001. (A response to F. Hassan’s article, listed below).
A. Giladi, Infants, parents, and wet nurses Medieval Islamic views on breastfeeding and their social implications, Leiden 1999.
S. Harding, Gender and science, in E. Craig (general ed.), Routledge encyclopedia of philosophy, London 1998, iii, 861-8.
F. Hassan, Islamic women in science, In Science 290:5489 (6 October 2000), 55- 6.
C. Holden, Euro-women in science, in Science 295: 5552 (4 January 2002), 41.
M. C. Inhorn, Quest for conception Gender, infertility, and Egyptian medical traditions, Philadelphia 1994.
M. C. Inhorn and F. van Balen (eds.), Infertility around the globe. New thinking on childlessness, gender, and reproductive technologies, Berkeley 2002.
S. M. James and C. C. Robertson (eds.), Genital cutting and transnational sisterhood. Disputing US polemics, Urbana, III. 2002.
B. F. Musallam, Sex and society in Islam Birth control before the nineteenth century, Cambridge 1983.
R. Rashed (ed.), Encyclopedia of the history of Arabic science, 3 vols., London 1996. French translation, Histoires des sciences arabes, 3 vols., Paris 1907.
M. Rossiter, Women scientists in America. Before affirmative action, 1940-1972, Baltimore 1995.
E. Savage- Smith, Gleanings from an Arabist’s workshop. Current trends In the study of medieval Islamic science and medicine, In Isis. An International Review Devoted to the History of Science and its Cultural Influences 79 (1988), 246- 72.
L. Schiebinger, The history and philosophy of women in science. A review essay, in Signs. Journal of Women in Culture And Society 12 (1987), 305- 32.
-, Has feminism changed science? Cambridge, Mass. 1999.
R. L. Verma, Women’s role in Islamic medicine through the ages, In Arab Historian 22 (1982), 21- 48. (Should be used with caution.)
U. Weisser, Zeugung. Vererbung, und pränatale Entwicklung in der Medizin des arabisch-islamischen Mittelalters, Erlangen 1983