“تاكسي” خالد الخميسي لكل المصريين

التصنيفات: أرشيف صحفي

تاكسيخالد الخميسي

لكل المصريين…

في ظل الأزمة المرورية والزحام اللذين نعاني منهما، ومع قلة عدد الحافلات العامة أو ربما زيادة عدد السكان، أصبحالتاكسييلعب دورا كبيرا في حياة العديد منا، سواء غير المالكين لسيارات أو المالكين لها وغير قادرين على إيجاد مكان لصفها، وخالد الخميسي هوواحد من الناسالذين يقضون ثلاثة أرباع يومهم فيالتاكسياتأو سيارات الأجرة.

تاكسىهو اسم الكتاب الذي ينقل خالد الخميسى إلينا من خلاله آراء سائقي التاكسي للوضع الاقتصادي والسياسي في مصر. فعلى عكس الكثير من الكتب التي تتحدث عن الشعب المصرى وتحاول مناقشة مشكلاته من وجهة نظر معينة أو عن طريق طرحها بشكل علمى باستشارة خبراء ومثقفين، يأخذ الكتاب حكاياته مباشرة من أفواه المتضررين من أبناء الشعب ومن عقول وقلوب الأشخاص الأكثر احتكاكا بمختلف فئات المجتمع، وهم سائقي التاكسي.

يقدم الكتاب تحليلا نقديا للكثير من القضايا، كما يعكس الكثير من الحالات التي تتكرر في مجتمعنا من أمثلة قصة ابنة الكاتب، ذات الأربعة عشر ربيعا، التى استقلت التاكسى لأول مرة في حياتها وبادرها السائق عندما صعدوا أحد الكبارى بسؤال جنسى خادش لحيائها. فقد ذهلت الفتاة ولم تعرف ماذا تفعل أو تقول إلى أن نزلت من التاكسي. لم تصدمني هذه القصة كثيرا في ظل انعدام الاحترام والأخلاق الذي نشهده في وقتنا هذا. فقد تدهورت الأخلاق إلى حد أصبحت فيه حالات التحرش الجنسى بالبنات، لفظا أو فعلا، واقعا يوميا، وإن شعرت بالمرارة على المستوى الشخصى وتجدد لدى الإحساس بعدم الأمان بالرغم من وجودى ببلدى وبين أهلى.

ومن القصص التي أعجبتنى أيضا قصة السائق الذى يقسم يومه إلى ثلاث ورديات. فهو على الرغم من معاناته في الحياة – يقسم يومه إلى العمل كسائق للتاكسى، ثم قضاء وقت في المنزل مع أسرته، ثم تخصيص وقت لنفسه وممارسة هواية الصيد في مياه النيل. يحكي الكاتب أيضا أنه علق اثناء مرور التاكسي أمام الجامعة على تدهور مبانيها ومنظرها القبيح ليفاجأ بسائق التاكسي قائلا إننا غالبا ما ننظر إلى ما هو قبيح ونغض نظرنا عن كل ما هو جميل وإن كان قليلا. كم نحن بحاجة إلى وقت لأنفسنا وما أمس حاجتنا إلى رؤية ما هو جميل في ظل الكم الهائل من المناظر السيئة حولنا. ولكن ترى هل يكون ذلك إيجابيا أم يكون من قبيل الهروب من الواقع أو المسكناتعلى رأي ماركس“.

هاتان مجرد قصتين من مئات القصص التي يقدمها خالد الخميسي في كتابهتاكسىفقد ساعد اختلافات نوعية سائقي التاكسى، من ذوى التعليم البسيط إلى خريجي الجامعات وحتى الموظفين الراغبين في تحسين مستواهم المعيشي، على الخروج بقصص متنوعة تعكس مشكلات قطاع عريض من المجتمع المصرى. فما يؤرق الشاب ذا التعليم البسيط يختلف عما يؤرق الشاب ذا التعليم العالى ويختلف أيضا عما يؤرق الموظف رب الأسرة الذى يعاونه عمله الإضافي كسائق تاكسى على تحسين مستوى معيشته وإرضاء زوجته وأولاده وتوفير احتياجات ومصاريف الدروس الخصوصية. وإن المرء ليشعر عند قراءته للكتاب وكأنما قد أخذ في جولة سريعة للواقع المصري، فيبتسم أحيانا ويشعر بالأسى أحيانا أخرى.

شارك:

اصدارات متعلقة

عيد الأم ما بين الاحتفاء بقيمة الأمومة و ترسيخ الدور النمطي للنساء
خدمات الصحة الجنسية فيما بعد سن الإنجاب ضرورة لتمكين النساء
ختان الإناث في مصر... جريمة تعذيب ضد الإنسانية
حقوق النساء من اجل العدالة والتنمية
الإيدز خطر صامت يهدد حياة النساء في ظل جائحة كورونا
إشكاليات التقاضى فى جريمة التحرش الجنسي
أسئلة وأجوبة بشأن الوقاية من كوفيد 19 ومكافحتها للعاملين /ات في مجال الرعاية الصحية
الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان