كشف النقاب
انتشرت ظاهرة النقاب في عدة أوساط أهمها الجامعة وهي ظاهرة تستحق أن نقف عندها لنكشف بقدر المستطاع ما تحمله في جعبتها من خبايا ومفاجآت. ولذا حاورت مجلة“فك الجدايل” بعض المنقبات من أجل محاولة فهم هذه الظاهرة المجتمعية.
السن ٢١ سنة – دبلوم تجارة
متي قررت ارتداء النقاب؟
لم أقرر ولكني ارتديته بعد شهرين من زواجي
هل أجبرك أحد على ارتدائه؟
نعم زوجي أصر على ارتدائي النقاب بعد زواجنا
هل اتفقتما على ذلك قبل الزواج؟
لا
هل كنت راضية عن النقاب عند ارتدائه؟
نعم في البداية وافقت وبعدها أصبح يقيدني ويمنع حريتي ويعوقني في تربية ابنتي وإرضاعها. أنا حامل للمرة الثانية واشعر بالاختناق بسببه
هل كنت تعملين قبل الزواج؟
نعم كنت أعمل وزوجي منعني قبل الزواج.
السن ٢٠ سنة، ليسانس حقوق
هل يمكن أن أتحدث معك عن النقاب؟
لا مش هقدر أصل أنا مغصوبة عليه
ليه اتغصبت عليه؟
لما اتجوزت لبسته يوم الصباحية
هل اعترضت أو كان عندك فكرة عن النقاب؟
ماكانش عندي فكرة عن النقاب ولقيت ناس كتير منتقبات فقلت ليه ما أبقاش زيهم
ما أقصى طموحاتك؟
كنت في سنة تانية كلية حقوق عايزه أبقى وكيلة نيابة بعد التخرج لكن دلوقتي معدش ينفع وهاكون ربة بيت
وليه ماعادش ينفع وفين أحلامك؟
عشان صعب أشتغل بالنقاب
لو لم يطلب منك زوجك ارتداء النقاب هل كنت سترتدينه؟
لا
السن ١٩ سنة – ٣ آداب
متى ارتديت النقاب؟
السنة الماضية
ما العوامل التي ساعدتك على ارتدائه؟
الستر والاطمئنان
هل وجدت تشجيعا من أحد؟
نعم .. صديقتي
هل أثر على علاقاتك؟
نعم قلت علاقاتي مع بعض الشباب
ما مدى اقتناعك بالنقاب؟
في البداية كنت مضطربة لكن حاليا مقتنعة وأحاول إقناع الناس
عندك أمل في الالتحاق بعمل؟
نعم بشدة
ما المجال الذي تودين العمل به؟
الترجمة فأنا أود تغيير فكرة المجتمع الغربي عن النقاب
هل ترين أن الرجل أكثر كفاءة من المرأة؟
ليس دائما
ما الكتب التي تفضلين قراءتها؟
الكتب الدراسية فقط وأسمع القرآن وأحفظه
هل ترين أن الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة تؤثر في الدور الاجتماعي لكل منهما؟
أعتقد ذلك ولكن هذا الفرق بدأ يتلاشى
أما عن تجربة آخر المتحدثات – ٣٠ سنة، فقد جاءت مختلفة تماما:
هل ارتديت الحجاب من قبل النقاب؟
ارتديت الحجاب منذ الصف الثالث الإعدادي دون علم أسرتى فقد اعترضوا عندما علموا بذلك ولكنني أصررت ثم ارتديت الخمار بعد ذلك في الثانوية هل صاحب ارتداءك للخمار مظاهر تدين أخرى في حياتك؟
كنت لا أشاهد التليفزيون وأواظب على الصلاة وحفظ القرآن كما كنت أقوم بإلقاء الدروس الدينية وتحفيظ القرآن
إلى من كنت تستمعين من الشيوخ؟
لا أهتم بالأسماء وإن كنت أحب الشيخ وجدى غنيم بالإضافة إلى أني كنت قليلة الاستماع للشرائط الدينية وإنما كنت أحضر الدروس في الجامع
هل كنت أيضا لا تستمعين للأغاني؟
كنت أستمع للأغاني الدينية فقط وكنت عضوا في فرقة أغان إسلامية نغني في الأفراح
ما أسباب ارتدائك للنقاب؟
ارتدينه لسببين: ١) كنت بتكسف إن الناس بتشوف وشي، كنت بلبس جوانتي وبنطلون تحت الجيب، يعني کنت (مستخبية) . كانت لي زميلة منقبة ولم تكن صديقتي بل مجرد زميلة وتقوم بقراءة القرآن في الإذاعة وتتمتع بشخصية قوية وكنت معجبة بها وبشخصيتها
هل معنى ذلك أن هناك أخريات منتقبات أثرن عليك؟
كنت أنا السبب في ارتداء فتاة أخرى للنقاب وهي مازالت ترتديه حتى الآن
وهل تأثرت صداقاتك بعد ارتداء النقاب؟
لم تتأثر لأنني قمت بخلعه بعد يومين فقط
كيف تقبلت أسرتك قرار ارتدائك للنقاب ولماذا قمت بخلعه بهذه السرعة؟
اول يوم لم يعلم والدي فلقد وصلت للمنزل قبله ولم يرني وأنا بالنقاب ولكنه عندما علم غضب جدا فقال لي (اختاري ما بين ارتداء النقاب أو بقاءك بالمنزل)
وكان أهم وآخر سؤال هو: لماذا تركت كل هذا وقمت بخلع الحجاب؟
هذه قصة طويلة، كان عندي إشكاليات في تفاصيل عديدة في الدين وكنت أتساءل عن ذلك فلم أجد أحدا يجاوبني وكانت الإجابة الوحيدة أن هذه الأشياء من المسلمات فلا تسألى بل خذيها كما هي، كما اتهموني بأنى لدي مشكلة في العقيدة، و لم يكن هذا الكلام مقنعا بالنسبة لي، فبدأت أتغير وأصبحت غير قادرة على الصلاة وساءت علاقتي بالدين. ولم أشأ أن تأخذ الناس فكرة عن المحجبات من خلالي لأني أصبحت متناقضة، وعندما قمت بخلع الحجاب قوبل هذا بمعارضة شديدة من أهلي وجيراني وأصدقائي الذين قاطعوني فلقد خلعته بعد سبع سنوات تقريبا.
توقفت الحوارات عند هذا الحد مما أثار الكثير من الأفكار بداخلي وكذلك الأسئلة التي حيرتني. هل ارتداء النقاب الذي يشكل كما بدأنا ظاهرة تستدعي الخوض فيها، أمر إلهي أم أمر زوجي، وحاشا لله من المقارنة. وهل ترتديه المرأة المصرية لإخفاء وجهها أو عوراتها أم عيوبها أو لكي لا تتعرض للانتقاد أم ترتديه عن اقتناع بأنه واجب؟ وغيرها من الأسئلة التي لم أصل فيها إلى إجابات مقنعة بيني وبين نفسي. لذلك، لجأنا إلى أخذ آراء أحد الفقهاء من دار الفتوى فأجاب بعدم وجوب الخمار . فلماذا كل هذا الجدل؟ ولماذا لا نتذكر أن ديننا هو دين الوسط، ولماذا لا نعالج مشاكلنا الداخلية أو الأسرية بدلا من الاستسلام والاختباء وراء نقاب؟
فتوى النقاب
قد أرسلت الى دار الافتاء للحصول على فتوى شرعية عن الحكم الصحيح للنقاب، وهل هو فرض أم سنة أم فضل ام ماذا تحديدا. افادكم الله مثلما تفيدوننا وجزاكم عنا خيرا.
الجواب:
الزي الشرعي المطلوب من المرأة المسلمة هو أي زي لا يصف مفاتن الجسد ولا يشف، ويستر الجسم كله ما عدا الوجه والكفين، ولا مانع كذلك أن تلبس المرأة الملابس الملونة بشرط ألا تكون لافتة للنظر أو تثير الفتنة فإذا تحققت هذه الشروط على أي زي، جاز للمرأة المسلمة أن ترتديه وتخرج به، أما نقاب المرأة وهو غطاء تغطي به وجهها عن الناس، فيرى بعض الفقهاء أنه يجب على المرأة ستر وجهها لحديث عائشة رضى الله عنها، الذي تذكر فيه أنهن كن يسد لن على وجوههن إذا قابلن الرجال. وأكثر أهل العلم على أن هذا القول لا يتوجه به دليل على وجوب ستر وجه المرأة لاحتمال أن يكون ذلك حكماً خاصاً بأمهات المؤمنين، كحرمة نكاحهن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما عليه أكثر الفقهاء أنه لا يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها وذلك أخذا من قوله تعالى: ((وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)) (النور: من الآية ٣1)). قالوا أن الذي يظهر منها الوجه واليدان. وعلى ذلك أكثر أهل التفسير وأيضا فقد أخرج البيهقي بسنده عن ابن عباس أنه قال: ((الوجه والكفين)) وفي رواية أخرى قال: ((الكحل والخاتم)) وأخرج ذلك عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((ما ظهر منها، الوجه والكفان)) وكيف يتصور أن الوجه والكفين من الحرة عورة مع الاتفاق على كشفهما في الصلاة، ووجوب كشفها في الإحرام؟ غير أنه قد يجب للمرأة الفاتنة ستر وجهها إذا تحققت الفتنة من كشفه فقد لا يمتثل البعض في قوله تعالى ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) (النور: ٣٠). وقصارى القول أن النقاب يدخل في دائرة المباح والجائز لكنه ليس فرضاً ولا واجباً ولا سنة في حق المرأة المسلمة فإن اختارت النقاب فهو جائز وإن اكتفت بالحجاب فقد برئت ذمتها والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم!!
بمعنى آخر النقاب ليس فرضا ولا واجبا ولا سنة إنما هو مستحب للفاتنات ذوات الجمال الفتاك، فهل كل المنقبات هكذا؟ اخشى أن النسبة التي ترغب منهن في التخفي وراء ساتر أو الانصياع لأوامر شخص آخر أكبر بكثير.