تركيا من مطلع القرن العشرين إلى الحاضر

التصنيفات: غير مصنف

المنهجيات والمنظومات والمصادر

لدراسة النساء والثقافات الإسلامية المداخلات تبعا للموضوع

تركيا

من مطلع القرن العشرين إلى الحاضر

يمكن تقسيم المؤلفات التي تناولت النساء في تركيا في القرن العشرين زمانيا إلى ثلاث فئات متسعة: أولاً، مؤلفات أيديولوجية كتبها دعاة النظام الجمهوري الجديد، وثانيًا مؤلفات كتبها علماء الاجتماع الذين يتبعون النموذج الحداثي في أعمالهم (١٩٤٠ – ١٩٨٠م)، وثالثًا مؤلفات كتبها طالبات وطلاب العلوم الاجتماعية والتاريخ المتأثرون بالحركات النسوية أو الدراسات النسوية.

 

شرعت الجمهورية التركية التي تأسست في عام ۱۹۲۳م في مشروع للتحديث الاجتماعي، وكان هدفه الأول إنشاء دولة قومية علمانية. وتشكلت لبنات أساس مشروع الحداثة من إصلاحات مثل إلغاء العمل بالشريعة، والأخذ بقانون مدني علماني يساوي بين النساء والرجال في حقوق الزواج والطلاق والإرث، ويمنح النساء حق الاقتراع. وقد ارتبط الاهتمام بالنساء ودراسة أحوالهن ارتباطًا عضويًا بتلك الإصلاحات، وبذلت في هذا السياق جهود قصدية لإحياء الماضي التركي السابق على الإسلام واستخدامه لتبرير المشروع الجديد. وقد استلهمت الرؤى القومية للصفوة السياسية الجديدة كتابات ضياء غوكالب، المنظر الأيديولوجي الرئيسي للقومية التركية، التي كتبها قبل إنشاء الجمهورية، وأسهب فيها في تناول الطابع النسوي لتركيا قبل دخول الإسلام إليها. وقد حدد غو كالب حدود المساواة بين الذكر والأنثى في تركيا قبل دخول الإسلام إليها في كتابه الملهم مبادئ النزعة التركية” (١٩٦٨)، وهي دراسة كانت ذات أهمية لتبرير الإصلاحات الجديدة، وقد قامت على إعادة قراءة كتابات أنثروبولوجية وأساطير وحكايات خرافية معينة.

وقد أمر قادة الإصلاح بإعادة كتابة التاريخ التركي في غضون هذه الفترة التي اتسمت فيها الدولة بنزعة نسوية واستخدمت الإصلاحات التي طالت مكانة النساء كأداة لمشروع الدولة القومية العلمانية المتفرنجة. وكانت عفت عنان ابنة أتاتورك بالتبني التي أشرف أتاتورك بنفسه على تعليمها في سويسرا من بين من طولبوا بإجراء أبحاث عن التاريخ التركي. وكان من نواتج هذا النضال الأيديولوجي لإعادة كتابة التاريخ التركي وتبرير الإصلاحات الجمهورية الكتاب الذي ألفته عفت عنان بعنوان تاريخ بويونكا تورك كادينينين حق في غوريفليري (حقوق ومسئوليات المرأة التركية عبر التاريخ، ١٩٧٥)، والذي نشرت هيئة اليونسكو نسخة مختصرة منه، وهو عرض للمرأة التركية” (بصيغة المفرد) من عصر ما قبل الإسلام حتى العهد الجمهوري، ويهدف أساسًا إلى تقديم إطراء خال من النقد للإصلاحات وللدور الذي لعبه أتاتورك بمفرده في منح النساء حقوقهن. وقد صيغ هذا الكتاب في شكل كتاب مدرسي، لكنه يخلو من أي مراجع رسمية، وقد ورد به بدلاً منها إشارات نصية إلى مصادر تتراوح ما بين مواد مأخوذة من خطابات شخصية إلى وثائق حكومية. وقد كرر الباحثون الآخرون الذين أتوا بعد عفت عنان هذه الصيغة الطموحة التي تتبع تسلسلاً زمنيًا، وأضافوا إليها مزيدًا من المصادر الرسمية شملت خطبًا ومجلات وجرائد يومية وبعض كتب التاريخ. وأكثر ما قدمته هذه البحوث تغطية عاجلة سطحية للمواد التي تناولها المسح (Taskiran 1973, Caporal 1982, Dogramaci 1984).

المنظومة الحداثية

أتت الجمهورية بإصلاحات جذرية وضعت الدولة القومية على طريق الحداثة الغربية، وقد دفعت هذه الإصلاحات علماء الاجتماع إلى دراسة التحولات الاجتماعية التي كانت تأخذ مجراها. وقد نزل علماء الاجتماع إلى ساحة البحث الميداني في أربعينات وخمسينات القرن العشرين، وشرعوا في المعاينة لجمع دلائل عن الحياة في القرى ليسجلوا ما كان عليه الحال قبل التغيرات التي ستحدث (Berkes 1942, Boran 1945). ورغم أن هذه الدراسات لم تعط أولوية للمعلومات التي تخص النساء، كما تنقصها الرؤية النظرية، إلا أن بحثها للحياة الأسرية وأنماط الزواج وتقسيم العمل في القرى القليلة التي درستها قدم بيانات عيانية أولية عن النساء في تركيا. وبحلول ستينات القرن العشرين، جرت مسوح شملت الأمة بأسرها، وقدمت بيانات عن مسائل خصوبة النساء وتنظيم الأسرة وبنية الأسرة في المجتمع (Ozbay 1990، Timur 1972).

ومع تطور العلوم الاجتماعية، استخدم مفهوم أدوار الجنسين كأداة تحليلية لدراسة المسائل المتعلقة بمكانة النساء وهويتهن الشخصية (Kagitcibasi 1982) في سياق التغير الاجتماعي (Kandiyoti 1977). وقد درست عبدان أونات الهجرة، فلفتت الأنظار إلى تأثيرها في أدوار النساء (Abadan- Unat 1977). أما دراسات كيراي التي تناولت التغيرات الهيكلية في العلاقات الاجتماعية، فقد أشارت إلى الدور الهام الذي لعبته النساء داخل الأسرة من موقعهن كأمهات/ زوجات. فقد جعلت الأمهات والزوجات التغير الاجتماعي ممكنًا على المستوى الكبير بعملهن كآليات تلطف الجو وتحتوي الاحتكاكات بين الأولاد الذين يجلبون التغير والآباء الذين يقاومونه (Kiray 1981)، وتتضمن الدراسة مفاهيم هامة عن تأثير قوة النساء في المجال الخاص، وكيف يمكن تحويل هذه القوة إلى التأثير في المجال العام. والدراسات المصنفة تحت فئة منظومة التحديثتهدف إلى استكشاف ديناميكيات التغير الاجتماعي، وتركز على الدور الذي لعبته النساء في هذه العملية.

 

اكتسبت الدراسات التي تتناول النساء منظورًا جديدًا مع ارتفاع الموجة الثانية للنسوية. وقد قامت نيرمين عبدان أونات بتحرير النسخة المكتوبة باللغة التركية، وبعدها النسخة المكتوبة بالإنجليزية، من الدراسة الرائدة التي ركزت بالكامل على قضايا النساء (Nermin Abadan- Unat 1981)، وقد استطاعت جمع مجموعة من المقالات الفذة، بعضها مأخوذ من دراسات سابقة عن التغير الاجتماعي، وبعضها امتداد لدراسات تركز على مجالات أوسع، مثل الدين والتطور السياسي في تركيا. وشمل الكتاب مقالات عن خصوبة النساء وصحتهن وإسهامهن في المجالات الاقتصادية والسياسية والتغيرات التي طرأت على الأدوار الاجتماعية للرجال والنساء، وعلاقة النساء بالدين. وقد اعتمدت بعض المقالات على ملاحظات قائمة على المعاينة، وجمعت بعضها الآخر بين إحصائيات أجريت على مستوى كبير وتفسيرات جديدة فذة لها. وقد شارك في إجراء هذه الدراسات مجموعة من علماء الاجتماع الذين ثبتت جدارتهم بما قدموه من دراسات كبرى عن التحولات الاجتماعية، مما أضفى الاحترام على البحوث التي تتناول النساء بالبحث والدراسة.

وبحلول ثمانينات القرن العشرين، ظهرت في تركيا حركات نسائية موازية للتطورات التي حدثت في الغرب، لفتت انتباه الرأي العام إلى أهمية المشكلات التي تعاني منها النساء. وقد ازدهرت عن حق الدراسات التي أجريت عن النساء التركيات باستخدام أطر ومفاهيم جديدة، مثل النظام الأبوي والجندر. وقد ركزت هذه الدراسات مباشرة على النساء، وأعطت أولوية لخبرات النساء بوصفها تستحق الدراسة. وقد ألقى الجيل الجديد من علماء الاجتماع الأتراك، رجالاً ونساءً، نظرة فاحصة من بعيد على الإصلاحات الجمهورية التي وسعت من فرص النساء في البلد، فقد استخدموا مفاهيم وأدوات بحث مما أدخلته الأبحاث النسوية في الغرب، وقام بتقييم فعالية هذه الأدوات في السياق التركي بدقة، واستخدموها لإلقاء الضوء على المشهد التركي.

ومن بين علماء الاجتماع الجدد الذين ركزوا تمامًا على دراسات النساء شيرين تيكيلي، التي حققت سبقا بكتابها عن النساء والحياة السياسية الاجتماعية (۱۹۸۲)، حيث ذهبت شيرين تبكيلي إلى أن المبادرات الإصلاحية لمؤسسي الجمهورية لها قيمة رمزية، وأنها كانت مهمة لرسم صورة ديموقراطية لتلك النخبة. وغطت تيكلي موضوع بحثها تغطية واسعة، شملت المداخل الماركسية لقضية النساء، ونشأة وتطور نضال النساء من أجل الحصول على حقوقهن، وأنماط مساهمة النساء في التصويت في البلدان الرأسمالية والاشتراكية، كما شمل الكتاب قسمًا عن السياسات التركية. إلا أن الإطار الماركسي للكتاب قد حمل التغطية الموسعة للدراسة فوق طاقتها، وشنت تركيزها على السباق المحلي.

وكان لاهتمام شيرين تيكيلي بالنساء في السياسة آثاره، فقد درست النساء في المؤسسات الرسمية للسلطة بمزيد من التدقيق، مستخدمة إطارًا نظريًا تخلت فيه عن المدخل الماركسي، وأعطت الأولوية بدلاً منه لدلالة عمل الحكومة في إطار أبوي متعدد الطبقات (Y. Arat 1989). وهكذا بدأ استخدام مفهوم النظام الأبوي لشرح ورطة النساء. وقد حللت الباحثة أهمية الدور الذي لعبته الإصلاحات الكمالية (نسبة إلى كمال أتاتورك) في توسيع الفرص المتاحة للنساء، مع التركيز على الأدوار التي لعبتها هذه الإصلاحات في إرساء لب أيديولوجية الجمهورية، وهو العلمانية والقومية، لا مجرد رسم صورة ديموقراطية لها (Y. Arat 1989, 28 – 33 Kandiyoti 1987, 1988). وعلاوة على الدراسات التي تناولت النساء السياسيات، أجريت دراسات أخرى بمناهج تعتمد على المعاينة والاستبيانات، تناولت السلوك الانتخابي للنساء، وتصورات النساء فيما يتعلق بالسياسة (Gunes- Ayata 1995, Kora 1991)، والتعصب ضد النساء في السياسة (Sancar- Usur 1998). كما أن عالمات وعلماء الاجتماع الذين اهتموا بدراسة الفترة المتأخرة من الإمبراطورية العثمانية وتحولها إلى الجمهورية قد بحثوا أيضًا الأهمية الوجودية للإصلاحات الكمالية في حياة النساء، فدرسوا في سياق الأبحاث التي أجروها عن هذه الفترة المجلات والدوريات النسائية والمذكرات القليلة التي بقيت من هذه الفترة (Kiziltan 1990, Frierson 1995). وقد نشرت مكتبة ومركز معلومات المرأة في إسطنبول مرجعين بيبليوغرافيين مهمين عن الدوريات النسائية، يغطي أحدهما الفترة ۱۸6۹ ۱۹۲۷م، والآخر الفترة ١٩٢٨ ١٩٩٦م (Toska et al. 1992, Davaz- Mardin 1998). وكان من الصعب تحديد أماكن وجود مصادر المخطوطات العثمانية المكتوبة باللغة العربية وتقديرها بسبب عقد العزم على محاولة بتر الصلات الثقافية مع الماضي العثماني. وقد تحدى هذا البحث الكلام المنمق عن أن النساء في تركيا لسن مضطرات للنضال من أجل الحصول على حقوقهن التي منحها لهن مؤسسو الكمالية. وحتى حينما كان النشاط النسوي في بداية القرن العشرين يحظى بالاعتراف، ظل يوصف بأنه مجرد نشاط من أجل الرفاهية الاجتماعية، أو بأنه دعم قومي لحرب الاستقلال. ولم تقتصر الأبحاث الجديدة على إلقاء الضوء على رغبة النساء في إنشاء حزب سياسي (Toprak 1988)، لكنها أوضحت أيضًا أنهن شاركن بنشاط كبير في العمل السياسي (Cakir 1994, Baykan 1994)، وأنهن سعين بشغف لنيل حقوقهن السياسية (Zihnioglu 2001). وقد لفت البحث الاجتماعي النظر إلى الناشطات النسويات في هذه الفترة، وما كان بينهن وبين النخبة السياسية من توتر. وقد تجلت صعوبات إجراء أبحاث عن النساء في نهايات فترة الإمبراطورية العثمانية وبدايات الجمهورية، إذ اكتشف الباحثون والباحثات النسويون والنسويات أن بعض الرجال استخدموا في هذا العهد أسماء نسائية لتوقيع كتاباتهم ولإصدار مجلات نسائية (Zihnioglu 2001).

وبالإضافة إلى اهتمام النساء الباحثات في العلوم الاجتماعية بالنضال من أجل حقوق النساء والإصلاحات، سعين إلى تأسيس صورة عن كيفية تعريف النساء لأنفسهن تحت الظروف المتغيرة للمشروع الكمالي للحداثة الاجتماعية. فأجريت بحوث تتبعت كيف شقت النساء لأنفسهن طريقًا في الكمالية، باعتبارها شيئًا معارضًا لهويتهن النسوية، ولما تقوم به ديناميكيات توازن علاقات القوى بين النساء والرجال في عملية التحديث أثناء الفترة المبكرة من العهد الجمهوري (Durakbasa 1988, 2000, Z. Arat 1994)، كما بحثت مسائل القومية وكيف استندت على العلاقات الاجتماعية بين النوعين وكيف شكلت القومية الأدوار الاجتماعية للجنسين في المجتمع (Altinay 2000, Serifsoy 2000).

ولدراسة هذه الفترة بتعمق، شرعت مجموعة من النساء في مشروع استطلاعي عن التاريخ الشفهي، في إطار مكتبة ومركز معلومات المرأة في إسطنبول، واستخدمت هؤلاء النساء تقنيات التاريخ الشفهي للاستفهام عن خبرات النساء بعمليات العلمنة والتحول الاجتماعي أثناء سنوات تكوين الجمهورية (llyasoglu 1996). وخرج المشروع بحوارات عن التاريخ الشفهي توجد بحوزة مكتبة المرأة، وهي متاحة الآن لمن يطلب استخدامها بغرض البحث العلمي، وهذه البيانات لا زالت تنتظر من يدرسها من الباحثات والباحثين وتقديمها إلى عامة الجماهير.

لقد ركز الباحثون والباحثات في العلوم الاجتماعية على النساء مما جعلهم يتجاوزون في تحليلهم لمشروع الحداثة الاجتماعية حدود سنوات تكوين الجمهورية إلى الفترة المعاصرة، فقد درسوا النسويات العلمانيات المعاصرات (Tekeli 1986, 1998, Sirman 1989, Y. Arat 1997, 2000)، كما درسوا النساء الإسلاميات. فدرس هؤلاء الباحثون والباحثات ظهور النساء الإسلاميات في الحياة العامة المعاصرة من زوايا مختلفة، مستخدمين في ذلك الحوارات المعمقة في أغلب الأحوال. وقد استكشفت هذه الدراسات مغزى ظهور هؤلاء النساء الإسلاميات من منظور نسوي (Y. Arat 1995)، وفي سياق المشروع الكمالي العلماني (Gole 1996)، ومن حيث نشوء وتطور الهوية الإسلامية (Ilyasoglu 1998, Ozdalga 1998, Berktay 2001)، وكناشطات حزبيات (Y. Arat 1999)، وفي سياق أساليب الحياة والتجمعات البديلة (Saktanber 2001). وقد كان بحث نيلوفر غول (Nilufer Gole 1996) بحثًا رائدًا في تركيزه على المقارنة بين النساء العلمانيات والإسلاميات من أجل الوصول إلى فهم للطبيعة المتغيرة لعملية التحديث في البلد.

وتوجد أبحاث أخرى من النوع الذي يركز على النساء والجندر وسعت من حدود التخصصات المعينة التي أجريت في إطارها هذه الأبحاث. فقد طرحت الباحثات والباحثون الأنثروبولوجيون على بساط البحث شبكات العلاقات التي تنسجها النساء في حياتهن اليومية والاستراتيجيات التي يتخذنها فيها، وذلك للكشف عن كيفية تحسينهن لأوضاعهن وزيادة قوتهن تجاه غيرهن من النساء والرجال في سياقات أبوية تاريخية (Siman 1995, Yalçın Heckmann 1955, White 1994). أما المتخصصون والمتخصصات في علم الاقتصاد فقد بحثوا الحياة الاجتماعية الاقتصادية فيما يتجاوز الإحصائيات التي تمثل المجتمع على المستوى الكبير، بدراساتهم التي تراوحت ما بين تناول النساء العاملات في القطاع الصناعي (Ecevit 1995) إلى ناسجات السجاد في الريف التركي (Berik 1995)، وتتبع أثر الانتقال من إحلال التصنيع محل الاستيراد إلى النمو الذي يوجهه التصدير في سياق الاقتصاد العالمي الذي يسعى نحو العولمة على النساء العاملات في القطاع الصناعي (Cagatay and Berik 1990)، كما تمت دراسة المديرات في قطاع الأعمال (Kabasakal 1998). أما الدراسات الاجتماعية فقد ألفت الضوء على مشكلات تعليم النساء أو قهر النساء في شرق الأناضول (Erturk 1995, Ilkkaracan 1998). كما تمت دراسة الموضوعات المحرمة (التابوهات) مثل العنف المنزلي (Yüksel 1995) وقانون الشرف القائم على العذرية (Cindoglu 1997, Parla 2000)، لإلقاء الضوء على آثارها على النساء وللكشف عن الديناميكيات المركبة للنظام الأبوي في السياق المحلي.

 

لقد تطورت الدراسات التي أجريت عن النساء بغرض إضفاء الشرعية على الجمهورية الجديدة على مر الزمن، وصارت وسيلة هامة لفهم التحول الاجتماعي. فمن خلال دراسة النساء، أصبح من الممكن استكشاف ديناميكيات العلاقة بين النساء والرجال من منظور الجندر، وهي الديناميكيات التي حفزت هذا التحول، وتأثرت به ونقدته. ويبقى الكثير في انتظار من يتولى عمله.

وما زال الأمر بحاجة إلى المزيد من الدراسات الكمية والكيفية المقارنة عن النساء من مختلف الطبقات والأقاليم والخلفيات العرقية والانتماءات الدينية، سواء في تركيا أو في غيرها من بلدان العالم الإسلامي. إن الدراسات التي أجريت في تركيا تركز أساسًا على النساء المسلمات، فمعلوماتنا مثلاً عن النساء التركيات الكرديات أو غير المسلمات محدودة بعدد قليل من الدراسات الرائدة (Yalçin- Heckmann 1995, Bilal et al. 2001). ومن جهة أخرى، فبالرغم من أن النساء الإسلاميات وهن نساء ناقدات للنموذج العلماني للجمهورية، إن لم يكن خارجه كن موضوعًا للكثير من المشروعات البحثية، فقد أصدرن هن أنفسهن عددًا من الدراسات غير الجدالية التي تتجاوز الدفاع الإيماني عن الأيديولوجية الإسلامية وتصوير المؤسسة العلمانية بشكل فيه انتقاص منها (Aktas 2000, Ramazanoglu 2000). وعلى غير ما هو عليه الحال في البلدان الإسلامية الأخرى، لم تتم دراسة المصادر والمراجع الإسلامية في تركيا دراسة نقدية من منظور المرأة، فنظام التعليم العلماني لا يوفر الأدوات اللازمة للقيام بهذه المهمة (مثل تعليم اللغة العربية)، ولا هو يشجع المغامرة بالقيام بها. والاستثناء الوحيد من هذا الاتجاه هي دراسة هدايت شفكتلي توكسال عن العناصر الأبوية في الأحاديث المنسوبة إلى النبي (Tuksal 2000).

وما زال الأدب والتصوير الفوتوغرافي والأفلام والفنون التي صنعتها النساء أو صنعت عن النساء بحاجة إلى تقييم نقدي. ويمكن استثمار الأعمال الرائدة عن النساء الكاتبات والروائيات في تركيا (Cindoglu 1986, Paker 1991, Parla 2000)، أو النساء في السينما (Cindoglu 1991). وقد أصدرت مكتبة ومركز معلومات المرأة في تقويماتها السنوية نماذج من أعمال المصورات التشكيليات (۱۹۹۱)، والمصورات الفوتوغرافيات (۱۹۹۲)، والنساء في السينما (۱۹۹۳)، وفنانات السيراميك (١٩٩٤)، والنحاتات (۱۹۹۹). وما زالت هناك حاجة إلى تقييم الفنانات تقييما نقديًا. ويمكن للدراسات التي تجرى عن النساء في تركيا أن تستفيد من هذا التنوع، وينبغي أن تستمر في استكشاف طبيعة الديموقراطية والانتماء الديني والانتماء العرقي والقومية في البلد بالتركيز على ديناميكيات توازنات القوى الاجتماعية بين الرجال والنساء. وقد أشارت الدراسات الحالية التي تناولت هذا الموضوع إلى المفتاح الذي سيفتح الباب أمام قوى هامة تشكل خلفيات المشكلات المجتمعية، وهذا المفتاح بحاجة إلى من يستخدمه.

N. Abadan Unat, Dıc göç akımının Türk kadınının özgürleşme ve sözde özgürleşme sürecine etkisi, Amme idaresi dergisi 10:1 (1977), 107–32.

—— (ed.), Women in Turkish society, Leiden 1981.

F. Acar, Turkish women in academia. Roles and careers, in METU Studies in Development 10 (1983), 409–46.

A. Afetinan, Tarih boyunca Türk kadınının hakları ve görevleri, Istanbul 1964.

C. Aktaş, Kamusal alanda İslamcı kadın ve erkeklerin ilişkilerinde değişim üzerine. Bacıdan bayana, in Birikim 137 (2000), 36– 47.

A. Altınay, Ordu-millet kadınlar. Dünyanın ilk kadın savaş pilotu Sabiha Gökçen, in A. Altınay (ed.), Vatan, millet, kadınlar, Istanbul 2000.

Y. Arat, The patriarchal paradox. Women politicians in Turkey, Rutherford, N.J. 1989.

——, Feminism and Islam. Considerations on the journal Kadın ve aile, in C. Tekeli (ed.), Women in modern Turkish society, London 1995, 66–78.

——, The project of modernity and women in Turkey, in S. Bozdoğan and R. Kasaba (eds.), Rethinking modernity and national

identity in Turkey, Seattle 1997, 95–112.

——, Political Islam in Turkey and women’s organizations, Istanbul 1999.

——, From emancipation to liberation. The changing role of women in Turkey’s public realm, in Journal of International Affairs 54:1 (fall 2000), 107–26.

Z. Arat, Turkish women and the republican reconstruction of tradition, in M. Göçek and S. Balaghi (eds.), Reconstructing gender

in the Middle East, New York 1994, 57–78.

A. Baykan, The woman. An adventure in feminist historiography, in Gender and History 6:1 (April 1994), 101–16.

G. Berik, Towards an understanding of gender hierarchy in Turkey. A comparative analysis of carpet-weaving villages, in C.

Tekeli (ed.) Women in modern Turkish society, London 1995, 112–28.

N. Berkes, Bazı Ankara köyleri üzerine bir araştırma, Ankara 1942.

F. Berktay, Grenzen der Identitatspolitik und Islamistische Frauenidentitat, in Barbara Pusch (ed.), Die Neue Muslimsche Frau.

Standpukte und Analysen, Istanbul 2001, 67–87.

M. Bilal, L. Ekmekçioğlu, and B. Mumcu, Hayganuş Mark’ın (1885–1966) hayatı, düşünceleri ve etkinlikleri. Feminizm. Bir

adalet fermanı, in Toplumsal Tarih, 15:87 (March 2001), 48–56.

B. Boran, Toplumsal yapı araştırmaları. İki köy çeşidinin mukayeseli tetkiki, Ankara 1945.

N. Çağatay and G. Berik, Transition to export-led growth in Turkey. Is there feminization of employment?, in Review of Radical

Political Economics 22:1 (1991), 115–34.

S. Çakır, Osmanlı kadın hareketi, Istanbul 1994.

B. Caporal, La femme turque à travers le Kemalisme et le post-Kemalisme 1919–1970, Lille 1982.

D. Cindoğlu, Women’s writing and women’s fiction in 1970–85 period of Turkey, M.A. thesis, Boğaziçi University 1986.

——, Reviewing women. Images of patriarchy and power in modern Turkish cinema, Ph.D. diss., State University of New York at Buffalo 1991.

——, Virginity tests and artificial virginity in modern Turkish medicine, in Women’s Studies International Forum 20 (1997), 253–61.

A. Davaz-Mardin, Hanımlar Alemi’nden Roza’ya, Istanbul 1998.

E. Doğramacı, The status of women in Turkey, Ankara 1984.

A. Durakbaşa, Kemalism as identity politics in Turkey, in Z. Arat (ed.), Deconstructing images of “the Turkish woman,” New York 1998, 139–55.

——, Halide Edip, Istanbul 2000.

Y. Ecevit, The status and changing forms of women’s labour in the urban economy, in Ş. Tekeli (ed.), Women in modern Turkish

society, London 1995, 81–8.

Y. Ertürk, Rural woman and modernization in South-Eastern Anatolia, in Ş. Tekeli (ed.), Women in modern Turkish society, London 1995, 141–52.

E. Frierson, Unimagined communities. Women and education in the late-Ottoman Empire, in Critical Matrix 2 (1995), 55–90.

Z. Gökalp, Türkçülüğün esasları, Istanbul 1968.

N. Göle, The forbidden modern. Civilization and veiling, Ann Arbor 1996.

A. Güneş-Ayata, Women’s participation in politics in Turkey, in Ş. Tekeli (ed.), Women in modern Turkish society, London 1995, 235–49.

P. İlkkaracan, Doğu Anadolu’da kadın ve aile, in A. B. Hacımirzaoğlu (ed.), 75 yılda kadınlar ve erkekler, Istanbul 1998, 173–92.

A. İlyasoğlu, Religion and women during the course of modernization in Turkey, in Oral History 24:2 (1996), 241–61.

——, Islamist women in Turkey, in Z. Arat (ed.), Deconstructing images of “the Turkish woman,” New York 1998, 241–61.

H. Kabasakal, A profile of top women managers in Turkey, in Z. Arat (ed.), Deconstructing images of “the Turkish woman,” New York 1998, 225–39.

Ç. Kağıtçıbacı (ed.), Sex roles, family, and community in Turkey, Bloomington, Ind. 1982.

D. Kandiyoti, Sex roles, family and social change. A comparative appraisal of Turkey’s women” in Signs 3:1 (1977), 57–73.

——, Emancipated but unliberated? Reflections on the Turkish case, in Feminist Studies 13:2 (1987), 317–38.

——, Women and the Turkish state. Political actors or symbolic pawns?, in N. Yuval-Davis and F. Anthias (eds.), Women, nation,

state, Houndmills, Basingstoke, Hampshire 1988, 126–49.

M. Kıray, Women of small town, in N. Abadan Unat (ed.), Women in Turkish society, Leiden 1981, 259–74.

M. Kızıltan, Öncü bir kadın yazar. Fatma Aliye Hanım, in Journal of Turkish Studies 14 (1990), 283–322.

M. Koray, Günümüzdeki yaklaşımlar ışığında kadın ve siyaset, Istanbul 1991.

F. Özbay, Development of studies on women in Turkey, in F. Özbay (ed.), Women, family and social change in Turkey, Bangkok 1990.

S. Paker, Unmuffled voices in the shade and beyond. Women’s writing in Turkish, in Helena Forsås-Scott (ed.), Textual

liberation. European feminist writing in the twentieth century, London 1991, 270–300.

A. Parla, The honor of the state. Virginity examinations in Turkey, in Feminist Studies 7:1 (spring 2001), 1–24.

J. Parla, The burden and Bildung. The nightmare of history in Turkish women’s writing, paper delivered at Boğaziçi University,

Symposium on the Centennial of Women in Turkey, 12–14 April 2000.

Y. Ramazanoğlu, Osmanlı’dan cumhuriyet’e kadının tarihi dönüşümü, Istanbul 2000.

A. Saktanber, Living Islam. Women, religion and the politicization of culture in Turkey, London 2002.

Sancar-Üşür, Siyasal alanda cinsiyetçilik ve kadınların söylemsel kuşatılmışlığı, in O. Çitçi (ed.), 20. Yüzyılın sonunda kadınlar ve gelecek, Ankara 1998, 531–42.

——, Feminism in Turkey. A short history, in New Perspectives on Turkey 3:1 (fall 1989), 1–34.

S. Şerifsoy, Aile ve Kemalist modernizasyon projesi, 1928–1950, in A. Altınay (ed.), Vatan, millet, kadınlar, Istanbul 2000, 155– 88.

N. Sirman, Friend or foe? Forging alliances with other women in a village of western Turkey, in Ş. Tekeli (ed.), Women in modern

Turkish society, London 1995, 199–218.

T. Taşkıran, Cumhuriyetin 50. Yılında Türk kadın hakları, Ankara 1973.

S. Tekeli, Kadınlar ve siyasal toplumsal hayat, Istanbul 1982, 179–99.

——, Emergence of the new feminist movement in Turkey, in D. Dahlerup (ed.), The new women’s movement, London 1986, 179–99.

——, Birinci ve ikinci dalga feminist hareketlerin karşılactırmalı incelemesi üzerine bir deneme, in A. B. Hacımirzaoğlu (ed.), 75

yılda kadınlar ve erkekler, Istanbul 1998, 337–46.

S. Timur, Türkiye’de aile yapısı, Ankara 1972.

Z. Toprak, Cumhuriyet halk fırkasından önce kurulan parti. Kadınlar halk fırkası, in Tarih ve toplum, March 1988, 30–1.

Z. Toska et al. (eds.), Kadın dergileri bibliyografyası (1869–1927), Istanbul 1992.

H. Ş. Tuksal, Kadın bakış açısına sahip olmalıyız, in Birikim 137 (September 2000), 48–59.

L. Yalçın-Heckmann, Gender roles and female strategies among the nomadic and semi-nomadic Kurdish tribes of Turkey, in Ş.

Tekeli (ed.), Women in modern Turkish society, London 1995, 219–31.

C. Yüksel, A comparison of violent and non-violent families, in Ş. Tekeli (ed.), Women in modern Turkish society, London 1995, 275–87.

J. B. White, Money makes us relatives. Women’s labor in urban Turkey, Austin, Tex. 1994.

Y. Zihnioğlu, Nezihe Muhittin. Bir Osmanlı-Türk kadın hakları savunucusu, M.A. thesis, Boğaziçi University 2001.

شارك:

اصدارات متعلقة

اغتصاب وقتل طفلة رضيعة سودانية في مصر
نحو وعي نسوي : أربع سنوات من التنظيم والتعليم السياسي النسوي
شهادة 13
شهادة 12
شهادة 11
شهادة 10
شهادة 9
شهادة 8
شهادة 7
شهادة 6