تقرير” العنف الأسري يشعل فتيل الانتحار”
يشكل الضغط الأسري عبئاً كبيراً يؤثر على نفسية الأشخاص، وعادة ما يقودهم للانتحار في حالة ما لم توجد شبهة جنائية لقتلهم على يد الأسرة بعد تعنيفهم وتعذيبهم لفترات قبل الموت. ويأتي مفهوم العنف الأسري بشكل عام بأنه نمط من السلوكيات المسيئة والقسرية التى تمارس من قبل أحد أفراد الأسرة، ويشمل ذلك الاعتداء الجسدي أوالجنسي أوالنفسي، وكذلك القسر الإقتصادي، الذي يمارسه البالغين أو المراهقين ضد شركائهم المقربيين، كما تزداد أشكال العنف في بعض الأحيان أثناء الحمل مما يعرض صحة المرأة وطفلها للخطر ويستمر حتى بعد ولادة الطفل. أشارت الاحصائيات الأخيرة التى أعلنتها وزارة التضامن الإجتماعي المصرية عبر فيديو بثته الصفحة الرسمية للوزارة، أن المسح الصحي للأسرة المصرية، أكد إلى أن 75% من السيدات يعانين من العنف من سن 15 حتى 45 عاما، ومنها “الجسدي، واللفظي، والجنسي، والمعنوي”، بخلاف أشكال العنف الأخرى، مثل “ختان الإناث” و”زواج الأطفال”، فضلاً على أن بعض الشكاوي والبلاغات التى يتلاقها خط نجدة الطفل تكون لاعتداءات أسرية بداية من الضرب الخفيف وانتهاء بالركل العنيف والحرق الذى يؤثر على نفسية الفتيات ويشجعهن على محاولة الانتحار. تجدر الإشارة إلى أن بعض حالات العنف الأسري تنتهى بالانتحار ولكنها في حقيقة الأمر تجعلنا أمام حالة قتل معنونى يليه قتل مادي، فالضحايا في حالات الانتحار يصلون لدرجة عالية من اليأس وفقدان الأمل، أما في حالات القتل المباشر من قبل أحد أفراد الأسرة فهو جريمة قتل مكتملة الأركان، والفاصل بين حق الضحية المتوفاة وأحد أفراد الأسرة المتهم بالقتل هو دور النيابة العامة في توصيف الواقعة قانونياً وإثبات هل القضية تعتبر “قتل أم إنتحار” بعد تعذيب و ضغوطات مريرة. ومن أبرز حالات الضحايا التى تعرضن للعنف الأسري مؤخراً بصور مختلفة وأدت لنهاية واحدة بالموت كانت لفتيات ونساء في سن الـ 15 حتى الـ 45 سنة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، ففي شهر سبتمبر عام 2021، انتحرت فتاة مصرية داخل أحد المولات بمدينة نصر بإلقاء نفسها من الطابق السادس بسبب تعرضها لأزمة نفسية سيئة خلال الفترة الأخيرة بسبب منعها من الخروج بشكل مستمر مع صديقتها، وأكد والدها أنه مارس عليها ضغوطات أصابتها بالاكتئاب الشديد قبل الانتحار، وعلى صعيد أخر لحالات القتل المباشر، في أكتوبر العام الجاري، قام شخص بقتل أخته وأدعى سقوطها من أعلى منزلهم الكائن بقرية الحبارى التابعة لمركز إدفو شمال أسوان، وبسؤال الطاقم الطبى عن سبب وفاتها، فكان رد الشاب بأن أخته سقطت من الدور الثالث وتوفت فى الحال، حتى يتنصل من المسؤلية ويثبت أنها في حالة وفاة طبيعية، ولا توجد شبهة جنائية أو محاولة تعذيب، ولكن بعد تحقيقات النيابة تم إلقاء القبض عليه ومحاكمته. في ظل حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، والتي تقام هذا العام تحت شعار ” اتحدوا_لإنهاء العنف ضد النساء” الذى أطلقته هيئة الأمم المتحدة، حيث يعد العنف ضد المرأة والفتاة واحدا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستمرارًا وتدميرًا في عالمنا اليوم، عقدت لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ، اجتماعا، يوم 27 نوفمبر الجاري، لمناقشة دراسة حول ظاهرة العنف الأسرى وأسبابه وكيفية مواجهته، حيث لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة دون وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات حول العالم.
شارك: