تصدر فيلم (300 اسبرطي) إيرادات الأفلام في أميركا محققًا مبيعات تذاكر قدرها 31.2 مليون دولار. وتدور قصة الفيلم حول معركة ثرموبولي التي خاضها الملك ليونيدس ملك اسبرطة و300 من جنوده ضد ملك الفرس كسرى وجيشه الضخم. والفيلم مأخوذ من رواية مدينة الخطيئة Sin City للروائي فرانك ميلر.
الفيلم توقعت عند ذهابي للسينما أن أشهد ملحمة بطولية تتجلى فيها قيم النبل والتضحية بالنفس دفاعًا عن الوطن، ولكنني فوجئت بكم من الدماء والوحشية والبربرية لم أشهدها في فيلم واحد من قبل. تميز الإسبرطيون بيتر أعضاء العدو– فطوال الوقت كانت هناك قدم طائرة في اتجاه، ويد في اتجاه آخر ورأس يتدحرج على الأرض. كذلك أطاح الفيلم بكل ما تنص عليه اتفاقيات القانون الدولي الإنساني من أخلاقيات. فبدلاً من احترام الأسرى ورعايتهم طبيًا، كان الإسبرطيون في الفيلم يقتلونهم ويضعون جثثهم جثة فوق الأخرى كحاجز أمام قوات العدو. وبالطبع لم يفت مخرجو الفيلم أن يقدموا العدو، أي الفرس، في ثياب عربية وقد غطوا وجوههم كإرهابي العصر الحديث، وهو الأمر الذي استثار حفيظة إيران والذي يجدر به أن يستثير حفيظتنا أيضًا.
الفيلم مقدم في شكل جرافيكس، وهو شكل مثير للأطفال، وقد وجدت بالفعل الكثير من الأطفال في السينما، بل اتضح أيضًا في نهاية الفيلم أن القصة كانت في شكل مجلة مصورة comic book أي مجلة موجهة للأطفال. ومع ذلك نجدهم يتساءلون عن السبب وراء صراع الحضارات ووراء العنف والتحيز ضد الآخر؟ ويتساءلون عن السبب الذي دفع طفلاً أمريكيًا في الماضي وشابًا أمريكيًا حديثًا على حمل السلاح ليقتلا العشرات من حولهما؟ ويتساءلون: لماذا؟!
