جعلوني أنثى
أتحمل نظراتهم إلىّ في كل مرة أغدو أو أعود فيها إلى المنزل على أننى ارتكبت أكبر جرم في العالم لم أقتل ، لم أكذب ولم أزن، لم أفعل كل ما قال الله عنه أنه كبائر ولا يجب فعلها لم أخدع لم أغش لم أزور ولكن كل جريمتى كانت أنني أنثى نعم كرهت كوني أنثى كرهت كونهم يحاسبوننى على هذا الآدمى الذى انتزع كبريائي وكرامتي، انتزع ثمرة شبابي ونضجى، انتزع جمالى وتركنى محطمة تنهشني عيون أقرب الأقربين لى، اختبأ وراء سلم عمارتي وأنا في طريق عودتى من عملى ليحكم علىّ بالإعدام إلى نهاية العمر لم تثنه صرخاتي ولا دموعي وآهاتي…. خدرنى حتى لا أنطق بكلمة خدرنى لأنه يريد الجسد فقط ويريد قتل الروح وقد كان….. وتركني بعد أن فقدت عزتى وكرامتي تركني لتنهشني عيونهم وآراهم يتمنون لو لم أكن موجودة أراها في عيون أقرب الناس لي نعم كرهت كوني أنثى أبحث في عيونهم علىّ أجد الحنان أنهض من نومي إثر كابوس و وأبحث حولي فلا أجد أمي ولا أجد أبي تركونى وسمعوني عارهم… تركوني وحدي وسط آلامي وخوفي…. من مستقبل غامض من خوف لكل من حولي وإلى كل من حولي من خوف أن يتكرر مثل هذا اليوم أو أن أعيش طوال عمري في ظله ووسط كرهي لكوني أنثى
شارك: