جمر الحكايا (*)
أطالت البنت شعرها ودهنت جسدها بزيت الزيتون الدافئ بعد حمام طويل. تفتحت مسام الجسد بصهد الانتظار. في جلستها أمام النافذة ظهرًا استحضرت الولد الأسمر الطويل وهو يطير في الهواء في قفزة هي ضعف طوله. وكان قد وعدها القمر. وعندما عاد ببعض النجمات بحجم راحة اليد طفا شبح ابتسامة فوق الشفتين. بمجئ نسمة العصر المترددة مالت على أعواد الريحان الخشنة فوق حافة النافدة. استنشقتها وهي تمشط شعرها الأسود على مهل كما كانت تفعل جدتها وهي تغنى للجمال المتيقظ. جعلت من الشعر ضفيرتين. ونثرت عليهما بعض النجمات. عندما غابت الشمس أبعدت عينيها عن مدخل الشارع فواجهتها هديته. ربطة ورود بلدية صفراء. وزهور الدانتيللا بيضاء دقيقة الحجم معلقة في الهواء بلا سيقان. وكان للورد عمر أطول منه. بان القمر ليلتها، وكان هلالاً. لضمت الصغيرة دموعها عقدًا من اللؤلؤ. تساءلت عم تفعل بالحبات الزائدة عن استدارة رقبتها. تصنع منها حكايا ! بدأت البنت. قالت: أيها الحزن.. كم كنت كريها معي.الهوامش
(*) من مجموعة آلهة صغيرة، ميريت للنشر والمعلومات، 2003.