جنوب آسيا من بدايات القرن العشرين حتى الآن
ترجمة:
بقلم:
المنهجيات والمنظومات والمصادر
لدراسة النساء والثقافات الإسلامية المداخلات تبعا للموضوع
جنوب آسيا
من بدايات القرن العشرين حتى الآن
مقدمة
المنطقة التي كانت هي شبه الجزيرة الهندية قبل تقسيمها في عام ١٩٤٧م صارت تضم الآن ثلاث دول: الهند وباكستان وبنغلاديش، وتضم ثلاثتها ٣٦٠ مليون نسمة من مسلمي العالم. قسمت شبه القارة الهندية في عام ١٩٤٧ إلى دولتي الهند وباكستان، ثم انقسمت باكستان نفسها في عام ۱۹۷۱م إلى دولتي باكستان وبنغلاديش. تتميز هذه المنطقة بصفة فريدة، إذ يشكل المسلمون أغلبية في بعض نواحيها، بينما يشكلون أقلية في نواحٍ أخرى، وهذا الوضع من عواقب عمليات تاريخية معينة وإعادة رسم خريطة شبه الجزيرة الهندية سياسيًا في عام ١٩٤٧م وعام ۱۹۷۱م. ويعيش المسلمون في جميع نواحي هذه المنطقة وسط كتل سكانية كبيرة من طوائف أخرى من هندوس ومسيحيين وزرادشتيين وبوذيين. ومن ثم، تشترك النساء المسلمات اللاتي يعشن في هذه المنطقة مع نساء الطوائف الأخرى اللاتي يعشن في نفس الدول في نفس خبرات الحياة، رغم وجود فوارق هامة بين هؤلاء الجماعات من النساء. وقد أدت تعددية الثقافات والخبرات التاريخية والتقاليد، بالاشتراك مع عوامل كالطبقة والطائفة، إلى تشكيل هويات النساء المسلمات وغيرهن من نساء الطوائف الأخرى تشكيلاً مركبًا. ولسوء الحظ، اقترن ثراء التعددية بكم كبير من العنف في وقت إنشاء هذه الدول القومية. وما زالت بعض عناصر هذا العنف تؤثر على النساء حتى الآن، مع سعي المجتمعات المحلية إلى تعريف الدولة القومية بطرق معينة. وهكذا كانت الفترة من ۱۹۰۰م إلى ۲۰۰۰م مفعمة بالأحداث في هذه المنطقة، ومهمة في تعريف وإعادة تعريف هويات النساء اللاتي يعشن فيها.
وتنقسم هذه المساهمة إلى جزأين: يتناول الجزء الأول الفترة السابقة على عام ١٩٤٧م، حين استقلت شبه القارة الهندية عن الحكم الاستعماري، أما الثاني فيتناول الدول القومية الثلاث: الهند وباكستان وبنغلاديش في الفترة التي تلت ذلك.
يعترف الكثيرون بأن المصادر المستخدمة للكتابة عن تاريخ النساء محدودة بتحيزات من سجلوها، وهم غالبًا من الذكور، في جميع أنحاء العالم. وكانت دائرة هؤلاء في جنوب آسيا أصغر من غيرها في بقية بقاع العالم، حيث أن الكتابة والتعلم كانا من الامتيازات المقصورة على القلة، ومعظمهم من طلبة العلوم الدينية. لكن ظهور ثقافة المطبوعات منذ حوالي عام ١٨٣٠م غذت مباشرة تشكيل الثقافة العامة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ومن أهم القضايا التي ظهرت في هذا الأفق الجديد، ألا وهو أفق الثقافة العامة، ما صار يعرف باسم “مسألة النساء“، التي تعني عمومًا الحاجة إلى سلسلة من الإصلاحات في “أحوال” النساء، التي اعتبرها أحوال قطاع من الطبقة المتوسطة الناشئة “غير باعثة على الرضا“، وقد كان لحكم الاستعمار الكولونيالي يد في الربط ما بين تحضر أي شعب ومكانة النساء فيه، مما خلق تغيرات في حساسية الرجال نحو هذه القضية وفهمهم لها، علمًا بأن الرجال تصدروا الحركة نحو الإصلاح. ونتج عن هذا توسع سريع في المصادر، مثل الصحف والمجلات وأوراق المنشورات، وغير ذلك من الأجناس الأدبية التي وفرت وسائل لإدارة الجدال حول مسألة المرأة في المجال العام. وفي بدايات القرن العشرين، بدأت النساء أنفسهن في الإسهام في ثقافة المطبوعات، بكتابة اليوميات والمذكرات الشخصية والمقالات التي تناولت أساسًا موضوعات تتعلق بالحاجة إلى إصلاح أحوال النساء، بل أن النساء كتبن رسائل إلى محرري الصحف المختلفة عن موضوعات يثار حولها الجدل، مثل زواج الأرامل لدى الهندوس، وفرض الحجاب على النساء المسلمات والهندوسيات على قدم سواء في مختلف المناطق.
لقد قامت عملية تكون الطبقات بتشكيل القضايا ذات الخصوصية والتي صارت بؤرة اهتمام مسألة المرأة في نهايات القرن التاسع عشر، والتي ظل التعليم أهم وأبرز موضوعاتها التي تناولتها الكتابات طوال بدايات القرن العشرين. وقد تصدر الرجال الدفاع عن تعليم النساء لأنهم سعوا إلى الارتباط بزوجات يصلحن كرفيقات درب لهم وأمهات مستنيرات لأطفالهم، لكن الأمر لم يخل أيضًا من مقاومة شديدة لتعليمهن. ولقد أبعد الحكم الاستعماري طوائف المسلمين من شبه الجزيرة الهندية، وكانت هذه الطوائف أبطأ من غيرها من الطوائف الهندوسية المقيمة في مناطق مثل البنغال في استيعاب فرص العمل التي قدمتها الحكومة الاستعمارية للرجال المتعلمين من صفوة القوم، بسبب فقد المسلمين لقوتهم السياسية ولهويتهم الخاصة. وتسجل أحاديث وكتابات هذه الفترة الحملة التي قادها سيد أحمد خان بحلول سبعينات القرن التاسع عشر من أجل تعليم المسلمين باللغة الإنجليزية، وتشير هذه المصادر إلى فكرة الفصل بين الرجال والنساء. وتشير هذه السجلات أيضًا إلى عدم الحماس للتعليم النساء المسلمات تعليماً حديثًا حيث أنهن لن يصرن موظفات بأجر في الوظائف “الكتابية“، ومن الواضح أن القلق قد ازداد من شغل النساء المحترمات الوظائف في المجال العام الذي تمت إعادة تشكيله كجزء من عملية الدخول في الحداثة الاجتماعية. وتم التقسيم التعليم حسب التشكيل الاجتماعي للجنسين. وقد جمع بانيباتي خطابات السيد سيد أحمد في كتاب بعنوان خطبات السير سيد (S. M. I. Panipali, Khutbaat – e – Sir Syed, Lahore, Majlis – e –Tarraqi – e – Adab, 1973). ثم تلاشى هذا الفصل بين النساء والرجال تدريجيًا فيما بعد، حتى لم يبق له أثر إلا في تقديم مقررات منفصلة للنساء.
واستمر الجدل العنيف حول التعليم الحديث للفتيات المسلمات حتى القرن العشرين. وقد عبرت رواية الكاتب نظير أحمد مرآة العروس (١٨٩٦) عن الموقفين، كما عبر عنهما الكتاب التعليمي الذي الفته ألطاف حسين حالي بعنوان مجالس النساء (١٨٧٤) والذي يجادل من أجل تقديم تعليم حديث للنساء المسلمات، وكذلك في كتاب من تأليف أشرف على ثانوي وعنوانه بهشتي زيور (أي الزينات السماوية، 1905) والذي يفضل وجود مقررات دراسية تقليدية من أجل “تدريس” النساء كيف يكن زوجات تقليديات فاضلات، وهو أمر يتطلب تعليمًا أيضًا. كان كتاب بهشتي زيور دليلاً تذكاريًا نسائيًا، كثيرًا ما يتم إهداؤه إلى العروس عند مغادرتها بين ذويها إلى بيتها الجديد. لكن هذا أيضًا كان شأن الرواية الإصلاحية غودار – كا – لال (أي جوهرة ترتدي الأسمال ١٩٠٧). وافتتحت أول مدارس لتعليم الفتيات في البنغال في ١٨٧٣م، ثم انتشرت مدارس البنات بشكل خاص في عدد من المدن البنغالية بعد عام ١٩٠٠م. وبدأ إصدار مجلات تدعو إلى الإصلاح، مثل مجلة تهذيب النسوان، ومجلة خاتون، ومجلة عصمت اللتي صارت معهدًا فيما بعد. وصدرت جريدة حقوق النسوان للدعوة إلى قضية تعليم وحقوق النساء. وقد صارت هذه المطبوعات وسيلة لنشر كتابات النساء عن طيف واسع من القضايا، غير قضايا الإصلاح، فعلى سبيل المثال أرسلت عطية فيزي من بومباي تقريرًا عن رحلاتها في أوروبا إلى مجلة تهذيب النسوان، فنشرته مسلسلاً. أما ذروة شتى المصادر الداعية إلى تعليم النساء فكانت كراسة بعنوان ستري شيكشا صدرت في كالكتا في عام ۱۹۰۸م. وكل هذه النصوص والجرائد مصادر هامة لكتابة تاريخ النساء، فبعضها تناول التعليم، ونشر البعض الآخر كتابات عن عدد من القضايا مثل الحجاب وحقوق النساء. وحيث أن التعليم كان من بين أهم العناصر التي توسطت بين المجالين الخاص والعام، وبين البيت والعالم في مجتمع متغير، توفر المصادر سجلات عنه أكثر مما توفر عن غيره من مجالات حياة النساء (Minault 2003).
إن عملية تعليم النساء المسلمات ومداها إبان الفترة الاستعمارية تم تسجيلها إجماليًا في عدد من المصادر، ومنها الإحصاءات التعليمية التي جمعتها الحكومة الاستعمارية(Progress of Education I India, Quinquennial Reviews, Decennial Census Records). وقد سجل التعداد لعام ۱۹۰۱ مثلاً أن ٤٠٠ فتاة مسلمة قد تعلمن الإنجليزية في الأجزاء الداخلية من مساكنهن. ومن المصادر الهامة كتب تاريخ المؤسسات، مثل كلية إيدن في دكا، وكلية بيثون في كالكتا، وكلية كينارد في لاهور، كما أن المدارس والكليات ككيانات مؤسسية كثيرًا ما كونت جمعيات – تعرف باللغة المحلية باسم آنجومانز – لتطوير أهدافها التربوية، كما أنشأت بعضها أرشيفات خاصة بها. كما أن المذكرات الشخصية والكتابات التي تناولت رائدات تعليم النساء من المصادر الهامة عن تدخلات النساء في هذه القضية، والصعوبات التي واجهنها، أو الدعم الذي حصلن عليه من الآخرين.
البيغوم رقية سخوات حسين (۱۸۸۰ – ۱۹۳۲م) من أهم رموز النساء اللاتي عملن في مجال تعليم البنات وحقوق النساء وأكثرهن احترامًا، وقد ترملت البيغوم رقية في مقتبل عمرها دون أن تنجب أطفالاً، فاستمدت القوة مما حل بها من نكبات. وقد دفعتها المتاعب التي لاقتها شخصيًا في البيت إلى المشاركة في العمل الاجتماعي بمساهمات هامة، فافتتحت مدرسة للبنات في كالكتا في عام ۱۹۱۱م، ومازالت هذه المدرسة موجودة حتى الآن. وقد كانت البيغوم رقية رائدة من رائدات الحركة القومية والتعليم والإصلاح الاجتماعي. ولها كتابات تناولت نطاقًا عريضًا من الموضوعات، منها النص الهام حلم سلطانة، الذي تعيد فيه النظر في علاقات القوى بين النساء والرجال حيث قلبت نظام تقسيم المجالين الخاص والعام بينهما رأسًا على عقب، إذ تجعل النساء يحتللن المجال العام في حين ينتقل الرجال إلى المجال الخاص، وقد جمعت هذه الكتابات بين دفتي كتاب. وقد صورت حياة النساء المعاصرات في كتاباتها تصويرًا مفعمًا بالحياة، كما صورت ما تلاقيه مثيلاتها من النساء من عقبات واضطهاد في عالم يسيطر عليه الرجال والمجتمع التقليدي.
والمصادر التي ترجع إلى النساء المسلمات في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين تحتوي أيضًا على مادة عن الجدل الذي ثار حول نظام الحجاب، وعن إعادة بناء الأسرة، وما صار يوصف باسم “المرأة الجديدة“. كان الحجاب فكرة تحتشد خلفها أفكار أيديولوجية، وممارسة غزت مجالات التعليم والأسرة والعمل والثقافة، لكنها صارت تعتبر بمثابة وضع قيود على النساء. وعدا الكثير من المقالات التي تناولت هذا الموضوع في المجلات والصحف، أولته النساء أنفسهن انتباهًا شديدًا كموضوع لحملة شننها. وكتاب موتيتشور عبارة عن مجموعة من المقالات التي كتبتها رقية سخوات التي اعتبرت الحجاب شكلاً من أشكال العبودية والتعليمات “الدينية” كما نقلها الرجال، فقد كان الحجاب عادة اجتماعية لا دينية. وقد قلبت رقية سخوات التعليمات رأسًا على عقب في عملها الروائي حلم سلطانة (Rokeya Sakhawat, Sultana’s Dream)، فألبست الرجال الحجاب بينما انطلقت النساء يجبن أنحاء البلد. وبالمثل، كتبت إقبالونسا حسين كتابة نقدية عن الحجاب في كتابها عن تغيير الهند: امرأة مسلمة تتحدث (Iqbalunnissa Hussain, Changing India: A Muslim Woman Speaks 1940). وقد نشر مقال لكاتبة مجهولة الاسم في جريدة محلية تصدر في حيدرآباد (معلم النسوان، ۱۰: 2 [۱۸۹٦]، ۲۷ – ۲۸) طرحت فيه هذا السؤال: لماذا لا يرتدي الرجال الحجاب؟ لكن حاكمة بوبال, التي ظلت ترتدي الحجاب وهي تتولى الحكم، دافعت عن المؤسسة في عدة كتابات مثل الحجاب وضرورته، رغم أنها كانت بطلة متحمسة من بطلات تعليم النساء. كما نشب جدل عنيف حول عادة الحجاب وسط طائفة معينة من طوائف المسلمين (مثل طائفة البُهرة الشيعية في غرب الهند)، وفي الصحف الداعية إلى الإصلاح مثل آجي كادام (خطوة إلى الأمام) وهي جريدة شهرية تصدر في غوجارات، وبومباي ساماتشار التي نشرت حديثًا صحفيًا لامرأة تدعى شيرين مانديوالا تدعو إلى نزع الحجاب. وبعد هذا الحديث الصحفي وردت إلى الجريدة ۲۷ رسالة من أفراد طائفة البُهرة ردًا على موقفها، أرسل معظمها رجال ينقدون النساء اللاتي تخلين عن هذه العادة. وتسجل المصادر أن مانديوالا تعرضت للنبذ الاجتماعي ُواعتبارها خارجة حين رفضت الاعتذار عن حديثها.
أما أفكار إعادة تشكيل الأسرة وعملية خلق ما سمي بفكرة “الأمهات الأخلاقيات” والنساء كراعيات للأسرة فقد أفرخت سلسلة من الكتابات التي تحدد الأيديولوجيات المنزلية الجديدة. فنصوص مثل البيت المسلم، وهدية إلى الزوجين، وساماجهدار بيبي (الزوجة الذكية) قد أعادت تعريف الأسرة المسلمة ودور النساء فيها. وقد تناول كتاب مقصدول مومنين أوو ستري شيكشا دور ربة البيت النموذجية بعد الإصلاح. كما صورت المرأة الجديدة في صورة الأم المدربة في مقالات عديدة كتبها رجال ونساء في صحف مثل ماسيك محمدي وماهيلا وكتيبات مثل براسوتي أوو شيشو مانغال وماير شيكشا.
وقد كانت حماية واستعادة وتقديم حقوق النساء من القضايا الكبرى التي أثيرت في المصادر التي تناولت النساء، باعتبارها أحد جوانب أحوال النساء، ومن هذا دعت سلسلة من الكتابات إلى ضرورة إجراء إصلاحات في المجال القانوني. وأولت النساء اهتمامًا خاصًا إلى تعدد الزوجات وناقشنه في اجتماعات مختلفة. وتشير سجلات اجتماعات المنظمات النسائية وأوراق مؤتمراتهن والتقارير المنشورة عن تلك الاجتماعات في الصحف إلى أن النساء اعتبرن تعدد الزوجات ضد الروح “الحقيقية” للإسلام، مما أدى إلى صدور قرار بهذا الشأن في ۱۹۱۸م في لاهور، كتبت عنه صحيفة تهذيب النسوان تقريرًا. وقد أثار هذا القرار زوبعة صغيرة وهاجمته صحف مثل عصمت، وتشير مصادر هذه الفترة إلى أنه عندما جد الجد، لم يرغب الرجال الإصلاحيون في السماح للنساء بوضع جدول أعمالهن بأنفسهن (عصمت، 20 :۳، مارس ۱۹۱۸). أما قضية حق النساء في التملك فقد أثيرت لأن الشريعة تمنح النساء هذا الحق بينما المعاملات المتعارف عليها في معظم أنحاء جنوب آسيا تقوضه وتحرمهن من حق الملكية، مما أحدث تغييرات كبيرة من خلال إصدار قانون الشريعة في عام ۱۹۳۹م، الذي مكن النساء من الحصول على نصيبهن المفروض، كما حمى حقوق المطلقات. وقد كتبت صحيفة الإسلام التي تصدر في البنغال عن حقوق النساء في التملك في فترة مبكرة ترجع إلى عام ١٩١٥م، حيث عبرت رقية عن تألمها بسبب تقويض هذا الحق في مقال كتبته بعنوان جريها (البيت)، وقد كتبت رقية بعبارة قوية عن التشرد الجوهري للنساء حيث أنهن لا يمتلكن حق التملك في الواقع العملي (نابانور 2: 5 [آشوين ۱۳۳۱]، ٢٤٣). لكن الوضع تغير عندما اعترف القانون رسميًا بحق النساء في التملك وفقًا للشريعة. وقد تم تسجيل النقاشات التي دارت حول حق النساء المسلمات في التملك قبل إصدار قانون الشريعة في مضابط مناقشات المجلس التشريعي لأعوام ۱۹۳۷ – ۱۹3۹م (Legislative Assembly Debates of 1937 – 1939, Simla: Government of India Press 1937, 1939).وإذ منح القانون النساء حقوق التملك في تجاوز للعرف المحلي فإنه أتاح أيضًا هوية عامة للمسلمين بطول الهند وعرضها.
وأهم جوانب التغير القصوى في أحوال النساء المسلمات هو مشاركتهن في النضال ضد الاستعمار في حركة التحرر القومي، وهو تغير تجاوز الإصلاح بكثير. وقد تم توثيق التقارير الصحفية والمذكرات الشخصية والمقالات والأبحاث وسجلات المنظمات النسائية وأوراق مؤتمرات الحقوق السياسية للنساء وإسهامهن في النضال القومي. وتم تأسيس “مؤتمر عموم نساء الهند المسلمات” (آنجومان – إ – خواتين – إ – إسلام) في آليغاره في عام ١٩١٤م، مع نشر تقاريره سنويًا. وتضخمت موضوعات تحریر المرأة والحركة القومية في كتابات النساء، والأهم أنها تزايدت في أفعالهن. وقد سجل التقرير السنوي للجلسة العشرين لمؤتمر عموم نساء الهند (١٩٤٠) تصريح البيغوم حميد علي التي حثت فيه الرجال على “اللعب النظيف” وعلى أن يتخلوا عن معاييرهم المزدوجة: فالحرية تعني ألا يتحفظوا بشأنها حين تطلبها النساء لأنفسهن. أما بي آمان، والدة الأخوة علي المشهورين اللذين كانا من القادة الرئيسيين لحركة الخلافة، فقد ربطت التحرر الوطني بالحرية الدينية، حين خطبت هذه السيدة في جمع مختلط من النساء والرجال، ورفعت البرقع الذي كان يحجب وجهها، وأعلنت أن جميع الرجال الحاضرين أبناؤها فلا حاجة لها إلى ارتداء البرقع، علمًا بأن عائلتها ضمت أفرادًا من مختلف القوميات (Independent, Allahabad, 28 September 1921)، وبي آمَّان هي أول من استخدم التعبير المجازي عن الأمة بوصفها أسرة ممتدة.
لكن مشاركة النساء في النضال الوطني لم يحل قضية حقوق النساء آليا، فقد أثارت كتابات النساء وتقارير خطبهن مسألة ما إذا كانت النساء قد شاركن في النضال من أجل التحرر الوطني أم في النضال من أجل حقوق النساء، أم شاركن في النضال على الجبهتين معًا. وفي وقت الاستقلال عن الحكم الاستعماري، ظل هذا السؤال ينتظر إجابة. وفي حالة النساء المسلمات المشاركات في الحركة الوطنية أثيرت قضية هامة أخرى، هي ما إذا كانت النساء جزءًا من أخوة تتخطى الحدود التي تفصل أتباع الديانات المختلفة عن بعضهم البعض لتجمعهن بأخوات من ديانات أخرى أم أنهن داعيات إلى النزعة الانفصالية ونظرية الأمتين، مثلهن مثل الكثير من الرجال. يمكن التعرف على هذه القضايا في مصادر مثل سجلات اجتماعات المنظمات النسائية والتقارير الصحفية. ونجد أن امرأة مسلمة بارزة اسمها شايستا (سهروردي) إكرام الله، وهي ممن شاركن في الحياة العامة، كتبت مذكراتها الشخصية بعنوان من الحجاب إلى البرلمان (S. S. Ikramullah, From Purdah to Parliament) وتوفر لنا هذه المذكرات بعض الفهم للقضايا السياسية، حيث تقدم مذكرات هذه السيدة رؤية قيمة للعالم الداخلي للأسرة المسلمة، والعلاقة الطبقية بين الخادمات وسيداتهن، وغير ذلك كثير من جوانب الحياة الاجتماعية، موصوفة في قطع أدبية بليغة. وهي تصف أيضًا كيف خاضت امرأة شابة الحياة السياسية، وتزايد الفرقة بين المسلمين والهندوس، مما أدى إلى إنشاء مكتب المسلمين والمطالبة بإنشاء باكستان.
وتلخيصًا لما سبق، تأثرت مصادر الفترة من ۱۹۰۰ – ۱۹٤۷م تأثرًا شديدًا بالاهتمام الكبير ببناء هويات طائفة المسلمين في سياق عمليات بناء الدولة القومية. وتوجد الكثير من المصادر التي ترسم تواريخ النساء المسلمات في مجالات التعليم والتحولات الأسرية والتغيرات القانونية والاجتماعية والإسهام في النضال الوطني. وبمعنى ما، فكل المصادر – الكتابات والنسخ المكتوبة من الخطب والمقالات والكتيبات والكتب والأوراق – كتبت بدافع من الدعوة إلى القضايا، فكل منها قد كتب لحث القيادات على الانتباه إلى وجهة نظر ما في سياق المشروع الأكبر لإصلاح مجتمع المسلمين وثقافتهم. لكن الصورة التي تقدمها المصادر ليست أحادية الجانب، الأمر الذي يرجع إلى المعارضة الدائمة التي لاقتها مواقف الإصلاحيين، بل يمكننا في الحقيقة سماع أصوات نسائية تتجاوز البرامج المعتادة في هذه الفترة. كما وجد الكثير من الكتابات “المنتمية“، خاصة بلغات مثل الأردية والبنغالية، وهي كتابات لم تُملها الاعتبارات الرسمية للحكام الاستعماريين، مما وفر وجهات نظر عديدة. ولا يوجد إلا النذر اليسير من الكتابات عن النساء المسلمات التي صدرت بدعم من الحكومة، خاصة أن الحجاب قد أبعد النساء عن العين الفاحصة، حرفيًا ومجازيًا (أنظري/ انظر Minault 2003 ). وتركز بعض المصادر المتاحة عن النساء المسلمات على “تسجيل” المناسبات والأحداث التي تعتبرها الأمم الناشئة هامة. لكن النسيج العريض للتغيرات التي طرأت على الأسرة في عملية الانتقال تتضح بشكل خاص في المذكرات الشخصية للنساء ويومياتهن ومقالاتهن. وقد بدأ ظهور أرشيفات عائلية مجهولة، مثل أوراق طيابجي وغيرها من اليوميات العائلية، وبدأ الناس يستخدمونها. وتضم هذه الأرشيفات أحيانًا مجموعات ثرية من المذكرات واليوميات التي كتبها رجال ونساء، بل وخطابات تبادلها أفراد الأسرة عبر حقبة زمنية ممتدة. ويوجد كتاب هام يجمع بين الرواية والمذكرات الشخصية هو إشراق الشمس على عمود محطم للمؤلفة عطية حسين، تصور فيه بحساسية شديدة عقود القرن العشرين من العشرينات حتى الأربعينات بعين فتاة من أسرة من ملاك الأراضي جار عليها الزمن. وتوجد رواية أخرى، هي آنغان (الفناء الداخلي) كتبتها خديجة مستور عن أسرة مسلمة، وهي تحكيها من وجهة نظر بطلاتها من النساء، وهي رواية حساسة سياسيًا، رغم أنها ليست رواية سياسية مباشرة، ترسم صورة عالم يمر بتغيرات. وبالمثل، تقدم رواية آغ كا داريا (نهر النار) تأليف قرة العين حيدر رؤية شاملة وقوية لحضارة غنية تتمزق إربا بسبب التقسيم الوشيك لشبه القارة الهندية.
أما الجانب الخاص بالطبقات في هذه المصادر فهو مدهش، إذ تمثل هذه المصادر نشأة الطبقة الوسطى وانحدار طبقة كبار ملاك الأراضي من الصفوة، وهي الطبقات التي حددت الملامح الجنينية للأمة. والحدود التي تقيدنا بها المصادر تعني أننا لا نعرف ما يكفي عن العمل المنزلي للنساء، حتى في الطبقة الوسطى. وأخيرًا لا نعرف شيئًا عن بقية فئات النساء اللاتي شكلن الطبقة العاملة التحتية وكن أكبر كتلة سكانية في هذه المنطقة، وهذه فجوة كبيرة في المعلومات. وتوجد دراسة حديثة أجرتها سونيا أمين، وهي مؤرخة نسوية، تمثل إضافة إلى المصادر عن النساء المسلمات في إقليم البنغال اللاتي يعشن الآن في بنغلاديش، إذ أجرت حوارات مع ٥٠ امرأة: ربات بيوت ومعلمات وكاتبات وأخصائيات تربية وسياسيات وغيرهن، لتدرس طبيعة التغيرات التي ألمت بالأسرة والمجتمع وثقافة النساء المسلمات في إقليم البنغال الواقع في شبه القارة الهندية. لكن حيث أن الحوارات اقتصرت على امرأة الطبقة الوسطى، التي ركزت عليها الدراسة، فما زالت هذه المجموعة “الجديدة” من مواد المصادر، والتي تفتح نافذة على منهج مفيد من مناهج البحث، بحاجة إلى أن يستخدمها الباحثون والباحثات على نطاق أوسع عبر الطبقات المختلفة للتمكن من الكتابة عن فئات أخرى من النساء. ومن هذه الدراسات دراسة أجرتها كافيتا بانجابي، التي أتمت الحوارات الشفهية مع النساء، لكن الدراسة لم تنشر بعد، وهي دراسة عن إسهام نساء الفلاحين والطبقة العاملة في حركة اسمها حركة “تبيهاغا” جرت في البنغال في ١٩٤٥ – ١٩٤٦م لزارعي المحاصيل بالمشاركة.
ولم تستخدم البحوث بعد المصادر المتاحة إلى أقصى حد ممكن بسبب طبيعة اهتماماتها. فمثلاً، ما زالت الوثائق القانونية وسجلات المحاكم في انتظار من يوليها اهتمامًا جادًا، ونادرًا ما يدرسها أحد. لكن آسيا صديقي كتبت مقالاً هامًا، ينبغي أن يكون مثالاً دالاً على القدرات الكامنة لهذا الأرشيف الذي لم يستغل كما ينبغي، ويحمل هذا المقال عنوان “عالم عائشة: أسرة جزار عاشت في بومباي في القرن التاسع عشر“. وبينما يمضي سرد المقال للقضية القانونية نرى بوادر ظهور علاقات ملكية جديدة، تبدو حين تشق المرأة الأمية طريقها عبر متاهات المحكمة، ويعاون المرأة في قضيتها أعضاء مجتمعات محلية حديثة التكوين في المناطق الحضرية ومحامون، حيث تناضل هي لاسترداد كوخ كتبه لها زوجها في وصيته.
ومن المجالات التي يمكن أن تكون مصدرًا ثريًا لكتابة التاريخ الاجتماعي للنساء المسلمات أرشيف الصور الفوتوغرافية، وفيما عدا مجموعات قليلة، ما زال هذا الأرشيف في مرحلة الإعداد. ويوجد ارشيف لصور أسرة بوبال الحاكمة يتاح الاطلاع عليه بمكتبة مكتب الهند بلندن. وتجري الآن سابينا غاديهوك دراسة لاستكشاف تاريخ ستوديو جانانا (زينانا) في حيدرآباد، الذي كان يلتقط صورًا فوتوغرافية للنساء اللاتي يرتدين الحجاب، ويرجح أن هذه الصور كانت تلتقطها مصورات من النساء. ولدى الكثير من الأسر صور فوتوغرافية يرجح أنها ستضيع إذا لم تستخرج فورًا وتحفظ كمصدر لدراسة النساء.
پاکستان، أرض النقاء، اقتطعت من شبه القارة الهندية في عام ١٩٤٩م، وتكونت من جناحين كبيرين: باكستان الغربية وباكستان الشرقية. وحيث أنها كانت دولة قومية جديدة تم تبرير قيامها بأيديولوجيا تستند على مبدأ الوحدة الدينية، فقد وجدت اهتمامًا كبيرًا من النساء المنخرطات في النضال ضد الاستعمار، وهذا أمر لم تذكره الكتابات الرسمية ولا غيرها من المصادر الحكومية بقدر كاف. لكن رواية القلب المقسم للكاتبة ممتاز شاه نواز قوبلت باستحسان شديد، وقد انحدرت الكاتبة من أسرة باكستانية نشطة سياسيًا، فملكت ناصية التعبير عن الفترة التي سبقت إنشاء باكستان والتي انتهت في عام ١٩٤٧م. والسجلات الرسمية للحكومة الاستعمارية توفر لنا السردية الكبرى عن ميلاد “الأمة” من خلال اجتماعات القادة والاتفاقيات التي وقعوها مع بعضهم البعض، ورسم الحدود، لكن النساء لم يظهرن لا هن ولا اهتماماتهن في هذه الأنشطة. وقد حل التحدي الحقيقي في مجال تسجيل الأحداث التاريخية فور الاتفاق على الحدود وبدء حركة الناس عبرها. فصحب هذه الأحداث عنف واسع النطاق على جانبي الحدود، أصاب النساء بطرق خاصة، تشمل اختطافهن بأيدي رجال من مجتمع محلي آخر. وتوفر لنا السجلات الرسمية لحكومتي الهند وباكستان بعض المعلومات الأساسية، توجد في نصوص الخطب التي ألقيت في مجلس الأمة، والتقارير التي نشرت في الصحف، وغير ذلك من كتابات القادة الوطنيين البارزين. ومن الوثائق الرسمية الهامة الاتفاقية المشتركة بين الدولتين القوميتين الجديدتين، الهند وباكستان، للبحث عن النساء اللاتي تعرضن للاختطاف في سياق العنف. وتسجل هذه الوثيقة عمليات استعادة المرأة المختطفة من أيدي مختطفيها وإعادتها إلى ذويها، سواء كانوا أسرة والديها أو أسرة زوجها. لكن الوثائق الرسمية لا تصور تجارب النساء أنفسهن مع عملية التقسيم، بما شملته من عنف وإعادة تأهيل للنساء في حياتهن الجديدة. ويجري الآن سد هذه الفجوة عن طريق مشروع يعد له الآن في باكستان لجمع التواريخ الشفهية، بالسعي إلى الاستماع إلى روايات النساء اللاتي تأثرن بأحداث ١٩٤٧ – ١٩٤٨م، وعن طريق مشروع آخر قام به فريق من الباحثات في الجانب الهندي وأتممنه بالفعل. ومنذ شعرت الباحثات بالحاجة إلى دراسة أحداث معينة كان عليهن أن يخلقن بأنفسهن مصادر مواد الدراسة، مثل تلك الدراسة عن التقسيم وعن مجالات أخرى عديدة من حياة النساء. واستمرت عواقب “التقسيم” في باكستان بين مختلف الجماعات المحلية التي اعتبر بعضها من السكان المحليين والبعض الآخر من الغرباء، خاصة في كراتشي، وأجريت عنها دراسات مثل بحث روبينا سايغول (Rubina Saigol, The Partitions of Self: Mohajir Women’s Sense of Identity and Nationhood)، ودفعت بعض وحدات البحوث المستقلة المرتبطة بالمنظمات غير الحكومية إلى توليد ببيانات وتحليلات لأحوال النساء في ظروف الصراع.
وقد سعت جميع الدول القومية الموجودة في جنوب آسيا إلى تقديم تقارير رسمية عن الأحداث التاريخية، وتلونت هذه التقارير بألوان متباينة ذات درجات ظلال مختلفة حسب مصالح واهتمامات رجال الدولة. وقد ركزت البيانات التي جمعتها المنظمات الحكومية في باكستان – مثلها مثل أمثالها في شتى أنحاء العالم – على موضوعات مثل التعليم ومعدلات الوفيات وحجم الأسرة والعمل، واستمرت في إجراء التعداد العقدي كل عشرة سنوات كما اعتادت عليه الحكومات الاستعمارية. وبغض النظر عن التعداد، فقد توفرت بيانات أساسية أيضًا من البيانات التي أنتجتها الإدارة الحكومية، كما فعلت في مجالي التعليم والصحة، علاوة على الإحصائيات التي جمعتها بغرض خدمة الخطط الخمسية. وقد عينت حكومة باكستان لجنة للاستفهام عن أحوال النساء، ونشرت تقريرها في عام ۱۹۸٥م بعنوان تقرير اللجنة الباكستانية المعنية بأحوال النساء. ورغم ما لهذه الأكوام من البيانات التي تغطي نطاقًا واسعًا من المجالات من نفع، حدثت نقلة ملحوظة في السنوات الحديثة لعدة هيئات أخرى مثل وكالات التنمية التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي والمنظمات غير الحكومية المرتبطة بالتدخل في عمليات إنتاج البيانات بالإضافة إلى توفير تحليلات لأحوال ومكانة النساء في مجالات متنوعة.
لا يمكن أن تعطينا أي من البيانات الإحصائية المذكورة سلفًا تحليلات كيفية عن النساء. فالخبرات الكيفية للنساء تستمد من تقارير المنظمات النسائية غير الحكومية، مثل جمعية نساء عموم باكستان، كما تأتي من الأقوال المتاحة في السير الذاتية للعضوات القياديات لمثل هذه المنظمات وفي مذكراتهن. وقد بدأت التحولات في الوضع القانوني للنساء بمحاولة الدولة القومية لإصلاح القوانين التي تمسهن بإقرارها لأحكام قانون الأسرة للمسلمين في عام ۱۹٦١م. وكما يحدث دائمًا في مثل هذه الأحوال، أدى إقرار هذه الأحكام إلى نشوب جدال على صفحات جراند مثل دون (Dawn) وباكستان تايمز (Pakistan Times) حول مصداقية تعدد الزوجات، حيث أن القانون الجديد سعى إلى تقييده، فعارضت القطاعات المحافظة من مجتمع المسلمين هذا القانون. كما أن التغييرات الجذرية التي حدثت في عام ۱۹۷۹م في شكل “أحكام الحدود” كانت مهمة لحركات المقاومة النسائية ولميلاد منبر الحركة النسائية (Women’s Action Forum)، وهو مجموعة نسائية لها فروع في جميع أنحاء باكستان. وتزودنا سجلات هذه المجموعة بشواهد وثائقية عن الحركة النسائية والحملات التي قادتها حول القانون ولمناهضة العنف ضد النساء، كما أن الحملات والتحركات القانونية التي جرت في العقدين الأخيرين من القرن العشرين لحماية حقوق النساء تشكل أيضًا مجموعة هامة من الوثائق.
وقد جذبت الباحثات النسويات انتباه القراء إلى الأسس الموجودة للمعرفة والحدود التي لا تتخطاها المصادر التقليدية، وبالتالي ركزت هؤلاء الباحثات على الحاجة إلى مناهج بحث جديدة يساعد اتباعها على استخراج البيانات المتعلقة بالنساء. وعدًا الدراسات الأنثروبولوجية، تصدرت المنظمات غير الحكومية النسائية الدراسات الميدانية التي أجريت في باكستان عن تعليم النساء وصحتهن وتنميتهن وعملهن وتوظيفهن وإمكانية حصولهن على الممتلكات والعنف الذي يمارس ضدهن. وتشارك الجماعات النسائية الآن مع الإدارات الحكومية في القيام بالدراسات. كما أن هذه الجماعات تنشئ بنفسها قواعد البيانات التي تحتاجها لدراسة جوانب معينة من عمل النساء وصحتهن وسلوكياتهن الإنجابية وغير ذلك من مجالات البحث، بالإضافة إلى إنشاء وحفظ أرشيفاتهن غير الرسمية. ويتم بأيدي الصحفيين والصحفيات ونشطاء حقوق النساء توثيق أعمال القانون العرفي والأشكال التقليدية للعقاب، خاصة ممارسات مثل “كارو – كاري” وما يطلق عليه تخفيفًا لفظ جرائم “الشرف“. كما أن سجلات المحاكم ومحاضر الحالات المسجلة في مجموعات مثل الإصدار السنوي للقرارات القانونية في باكستان (Pakistan Legal Decisions) الصادرة عن قضاة مختلفين، ومختارات أخرى جمعها أعضاء نقابة المحامين مثل أهم التقارير القانونية (Key La Reports)، وتستخدم كلها لدراسة وضع الحكومة من حيث تقليص حقوق النساء أو التوسع فيها من خلال الآراء القضائية. وأبحاث العنف ضد النساء خصوصًا تقوم على أساس الحجج القانونية والأحكام القضائية في حالات كانت محكا لاختبار النظام القانوني في باكستان. ويوجد كتاب هام عن تشكيل حياة النساء: القوانين والممارسات والاستراتيجيات في باكستان (Shaping Women’s Lives: Laws, Practices and Strategies in Pakistan 1998) يوثق ويفحص الممارسات القانونية في علاقتها بالعمل بقانون الأسرة والعنف الذي يمارس ضد النساء في حياتهن اليومية، علاوة على العمل بنظم قانونية مميزة ومتعارضة، وهو نتاج مشروع البلد للمرأة والقانون الذي كفلته إحدى المنظمات غير الحكومية.
وعقب ظهور الحركة النسائية في باكستان في بدايات ثمانينات القرن العشرين، بذلت أيضًا بعض المحاولات لتوثيق الحركة النسائية نفسها، لا بمجرد كتابة تاريخها بل بطرق جديدة. ومن المجالات التي استكشفتها الجماعات النسائية مجال المصادر البصرية، كالأفلام القصيرة، مثل فيلم عندما تتم تسمية هذا اليوم الذي تناول جماعات نسائية مثل “منبر الحركة النسائية” وحركة “سيندياني تحريك” وهي حركة نسائية في السند. كما صنعت أيضًا بعض المسرحيات لحشد الرأي العام ضد عقوبات الحدود وصورت على شرائط فيديو. والتوثيق بالوسائط البصرية مجال يؤسس منهجًا جديدًا من مناهج البحث يستخدم لخلق مصادر بديلة لكتابة تاريخ النساء. كما يتم أيضًا توثيق قصص حياة الفنانات المبدعات والمطربات وغيرهن من الفنانات، سواء بوسائل بصرية أو مكتوبة. ومن أهم التدخلات التي حدثت لحفظ وأرشفة المصادر عن الفترة من ۱۹۰۰ – ۲۰۰۲م تتمثل في مركز جنوب آسيا للبحوث والموارد، الذي أقيم في إسلام آباد، والذي يحفظ مواد مثل الصحف النسائية وغيرها من مصادر هذه الفترة، بالإضافة إلى الأوراق والمخطوطات والوثائق المنشورة وغير المنشورة واللوحات المصورة، وغير ذلك من المواد التي أنتجتها الجماعات النسائية لاستخدامها في الحملات. ويلزم إعادة هذا المسعى في كل بلدان جنوب آسيا، حيث أن المواد الثرية التي أنتجتها الجماعات النسائية سرعان ما تتبدد، وهي مصدر غني بالمعلومات عن النساء، ويرجح أن تختفي ما لم يلتفت إلى جمعها وحفظها.
ومن المصادر الأخرى الثرية بتجارب حياة النساء الباكستانيات مجال الكتابة الإبداعية. فقد كتبت النساء بقوة عن حياتهن، وعن الحجاب، وعن العنف المنزلي في قالب القصص القصيرة والروايات، وفوق كل ذلك في قالب الشعر. وتوفر “المشاعرات” النسوية التي تجتمع فيها النساء لقراءة أشعارهن أو الشدو بأشعار الغزل التي يؤلفنها منبرًا للتعبير عن الذات، ولترديد تضامن النساء من أجل المشروع النسوي ونشر وجهات نظرهن. ويتم تصوير هذه الجلسات على شرائط فيديو وستضاف إلى مجموعة المواد البصرية والشفهية المتاحة للنساء. وقد حاولت الحركة النسائية أيضًا الكشف عن التاريخ الضائع للنساء الفقيرات والمهمشات، ومنهن هؤلاء النساء اللاتي كشفت تاريخهن مي باختوار، التي ماتت وهي تقاوم قمع الإقطاع في السند.
هي أول شهيدة من الفلاحات في السند. ولدت في مدينة صغيرة هي مدينة تالهي بمقاطعة أو مركوت لأسرة من طبقة الـ. “لاشاري“. وقد بدأت حركة وسط فلاحي السند في أربعينات القرن العشرين ضد القهر الذي يقع عليهم بأيدي ملاك الأرض. وكانت أسرة مي باختوار من أشد النشطين في هذه الحركة. وكان قد عقد مؤتمر فلاحي في يونيو ١٩٤٩م في جودهو، حضره كل رجال أسرة مي باختوار، ولم يتركوا في الديار إلا مي ورجلاً مسنًا، وحدث ذلك في موسم تقسيم المحاصيل. فاستغل ملاك الأراضي من الرجال مفتولي العضلات غياب الرجال من الفلاحين وحاولوا الاستيلاء على حصة ضخمة من محصول القمح. وقفت لهم مي باختوار وقفة صلبة، ورفضت أن تدعهم يذهبون بالقمح، كما رفضت الخضوع لهم تحت وطأة تهديدهم بقتلها. وانتهى الأمر بقتلها رميًا بالرصاص بناء على أوامر مالك الأرض، وسقطت فوق القمح الذي رفضت التخلي عنه لهم. وجمعت حركة الفلاحين قواها بعد هذا الموقف وأرغمت الحكومة على قبول حصول زارعي القمح على نصف المحصول. إن مقاومة مي باختوار جزء من التاريخ الشفهي لهذه المنطقة.
رغم أن بنغلايش قد صارت دولة قومية مستقلة في ١٩٧١م إلا أن تاريخها يرجع غالبًا إلى عام ١٩٠٥م حين اجتاحت حركة عارمة مقاطعة البنغال الواقعة تحت الحكم الاستعماري، أو إلى عام ١٩٤٧م عند إنشاء باكستان بعد تقسيم شبه القارة الهندية إلى وحدتين مستقلتين من الأراضي: باكستان الشرقية التي تكون الإقليم المتحدث باللغة البنغالية، وباكستان الغربية التي تكون بقية الإقليم. وسرعان ما ظهر بعد ذلك التساؤل عن الهوية المميزة لباكستان الشرقية مع بدء حركة اللغة في عام ١٩٥١، وانتهى الأمر بانفصال بنغلاديش عن باكستان في عام ١٩٧١م بعد نضال عنيف.
وقد أثرت هذه التطورات السياسية تأثيرًا قويًا في تشكيل مصادر تاريخ النساء. ففي الفترة من ١٩٤٧م إلى ١٩٧١م ظل التعليم هو محور اهتمام التدخل الاجتماعي في مجال تنمية النساء في مقاطعة باكستان الشرقية. وفي مجلة بيغوم، وهي مجلة نسائية أسبوعية تصدر في بانغالا، اهتمامات المجتمع المحلي الجديد بالمزج ما بين الهوية الدينية والهوية اللغوية والثقافية، التي كانت هوية فريدة للمنطقة. كما أن هذه الهويات والاهتمامات المتعددة تتجلى أيضًا في الحوارات الصحفية التي أجريت مع الأدبية والشاعرة الهامة بيغوم صوفيا كمال، بالإضافة إلى التقارير التي كتبت عن حياتها وأعمالها. فقد شاركت بيغوم صوفيا كمال في تأسيس مجلة أسبوعية بعنوان سلطانة وكانت عضوة في جمعية “بوربا باكستان محلي ساميتي“، وهي منظمة نسائية بباكستان الشرقية. وتمثل سجلات كل من المجلة والمنظمة مصدرًا للمعلومات عن بنغلاديش في خمسينات وستينات القرن العشرين. ومذكرات صوفيا كمال المعنونة إكتارار دايلي (مذكرات ۱۹۷۱) تقدم تقريرًا يوميًا عن النضال الذي خاضته في عام ١٩٧١م من أجل تحرير شعبها.
وكانت حرب ۱۹۷۱م لحظة فارقة في ميلاد بنغلاديش وظهور الوعي القومي بها، وقد شاركت فيها نساؤها. وتم الاعتراف رسميًا بهذا الوعي القوم عام ١٩٧٧م حين أخذت حكومة بنغلاديش بزمام المبادرة في تشكيل لجنة لكتابة تاريخ بنغلاديش منذ عام ١٩٠٥م، مع التركيز على عام ۱۹۷۱م. وقد صدرت مجموعة الوثائق عن الحرب في 15 مجلدًا بعنوان بنغلاديش سوادهيناتا جوددا دلیلبارت (Bangladesh Swadhinata Juddha Dalilpatra, Ddaka: Bangladesh Government 1982 -5)، وهي مجموعة هامة من المصادر الرسمية تعد أيضًا موردًا للمعلومات عن تاريخ النساء. وقد كتبت المذكرات وغيرها من الكتابات الشخصية عن عام ۱۹۷۱م كعلامة كبرى في حياة الرجال والنساء. ويعطينا كتاب جاهانارا إمام المعنون إكاتارار دينليبي (دكا ١٩٩٤) وكتاب البيغوم مشتري شافي المعنون سوادهيناتا أمار راكتاجهارا دين (أيامي الدموية إيان الاستقلال، دكا ١٩٩٤) تقريرًا عن عام ١٩٧١م كما تدركه النساء اللاتي شهدن أفراد أسرهن وهم يعتقلون ويقتلون، أو اللاتي عانين بأنفسهن من العنف على أيدي جيش الاحتلال.
وفي وقت أحدث، أصدرت جماعة “أين – أو – ساليش كندرو“، وهي جماعة نسائية معنية بالتدخل القانوني، كتابا عن الحكايات الشفهية التي حكتها نساء عاديات غير معروفات ولا ذائعات الصيت ممن عشن خلال حرب التحرير البنغلاديشية في عام ۱۹۷۱م. وهذا المصدر الجديد الذي يضم شهادات لضحايا الاغتصاب وغيره من أشكال العنف يسعى إلى التعويض عن الصمت الذي ضربته التقارير الرسمية للدولة حول هذه الانتهاكات، حيث قد تشير تلك التقارير إلى الاغتصاب، ولكن كمجرد جزء من مظاهر جلب العار على المجتمع المحلي. ولا يهتم كاتبو هذه التقارير بشعور النساء اللاتي يتعرضن لمثل هذه الأحداث. وقد صدر كتاب بعنوان ناریر ۱۹۷۱ جوددهو بروبورتهي كوثهو كاهيني (ما لاقته النساء في ۱۹۷۱: شهادات ما بعد الحرب) تشير مجموعة تحرير الكتاب إلى أن شهادات النساء كما وردت في هذا الكتاب تكشف عن أن عام ١٩٧١م لا يمثل للنساء مجرد حدث واحد مرون به، بل يمثل سلسلة من انتهاكات الكرامة لا تشير إليها الكتابات التاريخية المعتادة أبدًا.
وقد صور فيلم تسجيلي عنوانه موكتير كاثا (قصة التحرير) أحداث عام ١٩٧١م، هو فيلم من إخراج طارق مسعود، يعطي صورة واقعية عن حرب تحرير بنغلاديش. وفيلم إيتيهاسير كانيا (ابنة التاريخ) يقدم أيضًا صورة تسجيلية معالجة بأسلوب شبه روائي لتاريخ عام ۱۹۷۱م، ويتناول حياة أسرة من الطبقة الوسطى ترك العنف الذي مورس إبان حرب التحرير أثرًا عميقًا على حياة أفرادها.
والمصادر المتاحة للنساء عن فترة ما بعد عام ۱۹۷۱م توجد أساسًا في الكثير من كتابات الأنثربولوجيين وأخصائيي التنمية، رجالاً ونساءً، ممن قاموا بعمل ميداني أنشأوا من خلاله بياناتهم الشخصية عن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية السريعة الآتية في الطريق في بنغلاديش. وقد جمعت لجنة تقدم ريف بنغلاديش بيانات عن محو الأمية والتمكين. كما بحثت عدة دراسات ميدانية مكثفة إسهام النساء في العمل في مختلف القطاعات الصناعية، خاصة صناعة الثياب. وبناء على هذه الدراسات، حاولت الباحثات التسويات تحليل أثر العمل على حرية حركة العاملات واختياراتهن وإدراكهن لتغير مكانتهن بعد دخولهن إلى سوق العمل (Kabeer 2000). أما ردود الفعل المعادية لتمكين النساء من حيث المعارضة التي تثيرها القطاعات المحافظة والأصولية فقد كانت بدورها موضوعًا لدراسات ميدانية. كما درست هؤلاء الباحثات حياة العاملين والعاملات بالتنمية الريفية، وهم يشكلون العاملين في أنشطة المنظمات غير الحكومية واسعة النطاق في بنغلاديش. وجميع المصادر المبنية على دراسات ميدانية توفر أفكارًا عن التصورات المتغيرة والمركبة للحجاب. وكما هو الحال دائمًا، تعد السجلات القانونية مصادر هامة لتاريخ النساء، فعداً التقارير المنشورة بمجلات داكا لو ريبورتر (Dhaka La Reporter) وبنغلاديش لو دایجست (Bangladesh Law Digest) تشكل سجلات جماعة “أين – أو – ساليش كندرو” في داكا أرشيفا ما زال في طور التكوين. وقد مكنت هذه المصادر الباحثين والباحثات من فهم حقوق النساء في التملك والطلاق والحفاظ على العلاقة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدستوري في بنغلاديش.
وتوجد دراسة حديثة لبرفين أحمد تبحث جانبًا من الحياة اليومية للنساء في شكل حرفة صنع الكانثا، وهي وسيلة لاستخدام الأقمشة القديمة بخياطتها معًا لصنع أشياء مفيدة في الحياة اليومية مثل ملاءات أسرة الأطفال والأغطية الخفيفة التي تستخدم ليلاً. ومنتجات الكانثا هذه من مظاهر التقاليد الموحدة لأهل البلد على اختلاف عقائدهم، البوذية والإسلامية والقبلية والهندوسية، وهي من الصناعات المميزة لهذه المنطقة، هضمتها النساء، وصارت جمالياتها مفردات يعبرن بها عن أنفسهن. وهذا النوع من الدراسات مثال على محاولة استخدام مصادر جديدة ومناهج بحث بديلة لإنشاء طرق لإنتاج المعلومات.
صاحب تقسيم شبه القارة الهندية في عام ١٩٤٧م أحداث عنف على نطاق واسع بين الطوائف، أثرت على النساء بطرق خاصة. وظلت هذه الواقعة التاريخية غير مسجلة تاريخيًا بشكل كاف لمدة ثلاثة عقود، عدا في الوثائق الرسمية التي أصدرتها حكومة الاستعمار، وحكومتا الهند وباكستان الجديدتان، وفي الروايات التي كتبها روائيون من جانبي الحدود باللغة الأردية. ومع اقتراب بداية الألفية الثالثة، حدث تحول معرفي تصدرته رائدات من الكاتبات النسويات اللاتي خضن مجال دراسات التقسيم. وقد استخدمت هؤلاء الكاتبات المصادر “المعهودة” المتاحة عن هذه الفترة (الوثائق الرسمية ونصوص المعاهدات بين البلدين الجديدين)، مع مصادر لم تكن قد استخدمت حتى ذلك الحين، شملت مذكرات كتبتها النساء اللاتي شاركن في جهود تأهيل النساء المهجرات، وتواريخ شفهية أدلت بها نساء ع شن في فترة ١٩٤٧، جمعتها هؤلاء الكاتبات لتوفير تقارير جديدة تركز على النساء والأطفال، وغير ذلك من الجماعات المهمشة، مثل كتابين صدرًا في عام ۱۹۹۸م، هما: الحدود والفواصل لريتو مينون، والجانب الآخر من الصمت لأورفاشي بوتاليا (Ritu Menon, Borders and Boundaries, 1998 and Urvashi Butalia, The Other Side of Silence, 1998). وكتاب آزادي كي تشهاون ميين (في ظلال الاستقلال) كتاب هام، عبارة عن مذكرات كتبتها آنيس كيدواي عن عامي ١٩٤٧ – ١٩٤٨، وهي امرأة فقدت زوجها في أحداث العنف، فألقت بنفسها في خضم أعمال التأهيل. ومن الكتب الهامة الأخرى كتاب ألفته كاملابن باتيل بعنوان موول سوتا أوخديلا (منتزعة من الجذور)، وهو قضية قانونية هامة تتناول تقييد امرأة عنوة وحقها في حماية الدولة لها، وهي قضية وصلت إلى المحكمة العليا، تعد نموذجًا للجدل القانوني العنيف حول امرأة شابة “اختطفت“، لكنها لم تتحدث بنفسها فعلاً عما أصابها طوال فترة نظر قضيتها.
لقد ظلت أحول النساء في جميع المجتمعات المحلية الهندية في فترة ۱۹٤٧ – ۱۹4۸ غير موثقة نسبيًا وغير مدروسة بما ينبغي لها. إن الهند تنظم إصدار المعلومات فيها بعد خروج الاستعمار بناء على مبدأ العلمانية، وهو ما لا يتسق مع قلة الموجود من البيانات عن النساء المسلمات كفئة متميزة. فمثلاً، تناولت اللجنة المعنية بأحوال النساء (1975) النساء باعتبارهن فئة إجمالية: إذ قيست بياناتهن على أساس الطبقة وليس على أساس الطائفة الاجتماعية أو الدينية. في حين أجرت شهيدة لطيف (Shaheeda Latif 1990) مسحًا خاصًا بنفسها في تسع مدن في سبعينات القرن العشرين لدراسة العلاقة بين وضع طائفة المسلمين في المجتمع ومكانة ودور النساء المسلمات اللاتي يعشن في طائفة من الأقليات. كما أجريت أيضًا عمليات جمع بيانات ميدانية أنثروبولوجية وتحليل للبيانات الخاصة بطوائف نوعية من المسلمين في أماكن مختلفة، تشمل التركيز على النساء، وهي تقدم مصادر عن هذه الفترة. وكتاب باتريشيا جيفري ضفادع في البئر (Patricia Jeffrey, Frogs in a Well, 1979) يوثق حياة النساء المتمسكات بارتداء الحجاب في دلهي ويستكشف العلاقة بين عمل النساء وأسرهن. كما أن دراسة صبيحة حسين (Sabiha Hussain 1998) عن النساء المسلمات في شمال بيهار تتناول مسالة عمل النساء خارج البيت مقابل خلفية القيود العرفية المفروضة على النساء عن طريق عزلهن واستبعادهن. أما كتاب ليلا ديوب (Leela Dube 1996) عن انحدار النسب عن طريق الأم في مجتمع محلي من المسلمين في لاكشوادويب، وهي جزيرة تقع في جنوب غرب الساحل الهندي، فيقدم مصدرًا يتناول التوفيق بين الإسلام وبين العرف المحلي، كما توجد دراسات أخرى تعتبر مصدرًا عن التعليم، وبنى الأسرة، والطقوس بين المسلمين في مناطق معينة. وتشير جميع الكتابات الأنثروبولوجية إلى وجود تنوع عريض في مكانة النساء وخبراتهن وفقًا للمنطقة والطبقة وغير ذلك من العوامل، ومع ذلك لم يعترف بوجود هذا التنوع العريض من قبل أبدا. فمثلاً، تقدم الكثير من الأعمال الروائية والأفلام الشهيرة تقارير عن حياة النساء خلال هذه الفترة، لكن الأعمال الروائية توحي بالتنوع في حياة النساء تلميحًا، أما الأفلام فكلها تسطحه بلا استثناء، فقد نشأ نوع من الأفلام يسمى “الأفلام الاجتماعية” عن المسلمين بسبب تركيز الأفلام على أسر المسلمين في منطقة أوتار براديش في شمال الهند، وتصويرها لها كما لو كان هناك نوع واحد من أسر المسلمين في الهند بأسرها. وتقدم حميدة سعيد وظفار (۱۹۸۸ – ۱۹۲۱م) في سيرتها الذاتية تقريرًا مختلفًا خافت الصوت عن امرأة تنحدر من أسرة ثرية ومحافظة، سافرت إلى إنجلترا للدراسة، وصارت جراحة عيون، وهو كتاب يشمل بعض الصور الفوتوغرافية الجميلة.
أما منطقة وادي كشمير ففيها أغلبية من السكان المسلمين، حيث يوفر تشكيل الهوية في إطار منطقة محددة أساسًا لانطلاقة عظمى في الإصلاح والتغيير، ويفتح باب الفرص أمام النساء، سواء كن من نساء الأغلبية المسلمة أم الأقلية من هندوس كشمير المعروفين باسم البانديت. وهذه التغيرات، لا سيما في مجال التعليم، تحظى بتركيز دراسة جديدة عليها، تجريها فريدة عبد الله خان (Farida Abdulla, Khan, forthcoming)، تستخدم فيها الباحثة البيانات الرسمية، وتاريخ المؤسسات، والحكايات الشفهية التي قصتها النساء اللاتي شاركن في عملية التوسع في التعليم منذ عام ١٩٤٨.
وفي عام ١٩٨٦، نظرت قضية مشهورة من قضايا النفقة وتفسيرها في ضوء الشريعة، مشهورة باسم قضية شاهبانو، أدت إلى مزيد من التركيز على النساء المسلمات في الهند، وخاصة في قانون الأحوال الشخصية للمسلمين (Hasan, forthcoming). وقد أدى القانون وتطبيقه في مجتمع متعدد الثقافات إلى تأليف الكثير من الكتابات التي استمرت في الانشغال بالقيمة المحورية للنساء المسلمات في تشكيل الهوية في علاقتها بهوية المسلمين كطائفة من الأقلية في الهند. وهذا التركيز على مسألة المساواة القانونية بين النساء والرجال في موضوعات الأحوال الشخصية أدى أيضًا إلى “تسييس” قضية المرأة، كما يشير كتاب مبني على دراسة جديدة، وينتظر صدوره قريبًا من تحرير حسن ومينون (Hasan and Menon)، يضع القضية في سياقها مع الإشارة إلى القوى السياسية الأكبر المؤثرة في الهند وفيما بين طوائفها. وفي نفس الوقت، أدى الوعي الذي خلقته قضية شاهبانو إلى توجيه الانتباه إلى محدودية الأبحاث الحالية، وإلى نقص البيانات التي يمكن أن يعتمد عليها دارسو ودارسات أوضاع النساء المسلمات في الهند. وقد أدى ذلك إلى إقامة عدة مشروعات، عبارة عن مزيج من بيانات كمية مصحوبة بإثارة أسئلة جديدة في مجالات التعليم والعمل والزواج والطلاق والنفقة وأنماط الإرث بين النساء المسلمات. وسوف تقطع هذه الدراسة شوطًا في سد الفجوة الحالية في المعلومات عن النساء المسلمات في الهند.
وحيث أن المسائل القانونية تقع في صدارة الجدل العام حول أحوال النساء المسلمات والحاجة إلى الإصلاح، توجد مشروعات مختلفة الأبعاد لدراسة الممارسات العرفية المتنوعة لدى مختلف طوائف المسلمين والنطاق الواسع من الحلول التي تسعى إليها النساء في دائرة المحاكم التي تطبق القانون الرسمي وفي مجالس المجتمعات المحلية. والمشروع المعنون “تنوع حياة النساء المسلمات” يسير قدمًا على خطين، أحدهما مكرس لتوليد بيانات أساسية عن تنويعة من المؤشرات، والآخر يهتم بالتركيز على دراسة التعليم والأوضاع القانونية والثقافة، وفي أحد أجزاء هذه المشروع الذي تقوم به نسرين فضلبهوي وسيلفيا فاتوك، يتم تتبع الزواج والإرث وقضايا التملك ووسائل حل المنازعات التي تنشب في هذه المجالات لدى جماعات التشيناي بجنوب الهند وفي مومباي في غرب الهند.
ومن المصادر الهامة في المجال البصري الأفلام التي تستكشف تعقيدات حياة النساء المسلمات في إطار التحديات الاجتماعية والسياسية التي تواجهها الطوائف (مثلاً، فيلم نسيم لسعيد ميرزا، ١٩٩٤، وفيلم هاري باهاري لشيام بينغال، ۲۰۰۰، وخاصة الجزء الذي يحمل عنوان “قصة غزالة“). وتوجد مسلسلات مثل هینا نالت شهرة عند عرضها تليفزيونيًا، وشاركت في تمثيل النساء المسلمات بصورة نمطية، ومن ثم شاركت في خلق تصور معين عن هوية المرأة المسلمة بوصفها هوية يقررها حتما قانون الأحوال الشخصية للمسلمين، خاصة الطلاق ثلاثا، الذي تختص به منطقة جنوب آسيا. ومن جهة أخرى، فإن التقارير عن النساء المسلمات في الفنون، مثل الموسيقى والمسرح وخاصة السينما، ليست مجرد مصدر معاصر عنهن، لكنه أيضًا مصدر هام لكسر الصورة النمطية التي رسمت لهن. ويوجد فيلم هام يعتبر تدخلاً في مجال الموارد البصرية هو فيلم البحث عن صفية خان الذي يتتبع بعض الشخصيات التاريخية من فترة التجهيز، اللاتي “اختفين” من الذاكرة العامة بعد هجرتهن إلى باكستان. ولتغطية أشكال الاختفاء اليومية للنساء استمرت الحاجة إلى معرفة الأماكن التي يمكن الحصول منها على المعلومات الأولية:
من المصادر الأسرية، ومن المؤسسات، ومن غيرها من الأماكن التي يمكن أن توجد بها مصادر للمعلومات يعلوها التراب. وفي نفس الوقت، توجد حاجة لاستخدام استراتيجيات خلاقة لتكوين مصادر جديدة وتوسيع نطاق مناهج البحث التي بدأت الباحثات النسويات في استخدامها لتعويض فترات الصمت، وأنواع التحيزات، ومحدوديات المصادر المتاحة. وستساعد هذه الاستراتيجيات على تكوين مجموعة من المعلومات عن النساء تحتوي الأبعاد العديدة لحياتهن أيما كان وضعهن الاجتماعي أو الاقتصادي. وفي هذا السياق، توجد أهمية للطرق التي انتهجتها النساء المسلمات ونساء الطوائف الأخرى في جنوب آسيا في سعيهن للتغلب على القيود التي فرضتها عليهن الحدود القومية. وقد فتحت هذه الدراسات مجالاً جديدًا، وهي الدراسات التي تناولت موضوعات مثل العنف ضد النساء، والعمل بقانون الأحوال الشخصية، وإمكانية حصول النساء على الموارد في إطار ظروف جنوب آسيا، مثلما حدث في دراسات التقسيم المذكورة أعلاه. وتوجد قصة قصيرة قوية بعنوان الأرض تلتهب والسماء تحترق بقلم الكاتبة الباكستانية النسوية زهيدة هينا، تتناول قصة شاهبانو، وهي تعبير صريح هام عن النساء المسلمات يتجاوز حدود الدول القومية.
ظلت مصادر البحوث عن النساء طوال فترة ما قبل الاستقلال وحتى ميلاد الحركة النسائية في نهايات سبعينات القرن العشرين في الدول القومية الثلاث: الهند وباكستان وبنغلاديش مصادر من النوع المعتاد، يكتنفها النقص، وتتراوح أساسًا ما بين الصمت عن قضايا النساء وتهميشهن والتهوين من شأنهن. وقد أدت هذه الحركة النسائية إلى قيام دراسات نسوية أكثر وعيًا بذاتها. ولم توجد محاولات واعية لتكوين أرشيف نسوي أو استخدام مناهج بحث نسوية، رغم أن هذه المصادر ظلت تنتج طوال الفترة من ۱۹۰۰ – ۱۹۸۰م. وفي العقدين الأخيرين من الألفية الماضية، وامتدادًا إلى الألفية الجديدة، وجدت محاولة واعية للانتقال إلى استخدام مناهج البحث الجديدة لتعويض محدودية المعلومات الموجودة. وقد أدت هذه المناهج إلى إثارة مجموعة جديدة من التساؤلات التي تحتاج استكشافًا لتعويض محدوديات الدراسات المعتادة، والأرشيف المعتاد الذي اعتمد عليه المؤرخون، ومن هذه التساؤلات نبعت كل الدراسات المذكورة هنا تقريبًا.
Primary Sources
N. Ahmad, Collected works, Lahore 1994.
Shaheen Akhtar and Moushumi Bhowmik (eds.), Janana mehfil, Calcutta 1998.
Beyond belief. Contemporary Urdu feminist poetry, Lahore 1990.
Khwaja Altaf Hussain Hali, Chup ki dad (Homage to the silent) Delhi 1986; first published in Khatun 2:12 (December 1905).
S. S. Ikramullah, From purdah to parliament, Oxford 1997.
A. Kidwai, Azadi ki chaon men (In the shadow of independence), Delhi 1990.
Khatun, journal published from Aligarh, files available at the Aligarh Women’s College, Aligarh.
Mu‘allim un-Niswan, vols. 8–14, 1894–1901, Library of the Idarah-i-Adabiyat-i-Urdu, Hyderabad and the Sajan Lai
collection of newspapers at the Osmania University Library, Hyderabad, India.
An-Nissa, Hyderabad 1925–. Humayun Mirza files available at Urdu research centre, Hyderabad, India.
Kamlaben Patel, Mool Suta Ukhadela (Torn by the roots), English translation, unpublished ms.
Malka Pukhraj, Song sung true. A memoir by Malka Pukhraj, trans. Salim Kidwai, Delhi 2003.
Rokeya rachanabali (Collected works of Rokeya), Dhaka 1980.
Sakhawat Hossain Rokeya, Sultana’s dream, ed. And trans. Roushan Jahan, New York 1988; first published in the Indian Ladies Magazine, Madras 1905.
Sachhe Moti, Lahore 1930.
Hamida Saiduzzafar, Autobiography, ed. Lola Chatterji, Delhi 1996.
Sharif Bibi, Lahore; files available at Urdu Research Centre, Hyderabad.
Smriti o Katha 1971, Ain-o-Saalish Kendra, Dhaka 1999.
Jahanara Shah Nawaz, Father and daughter, Lahore 1971.
Jehan Begam Sultan, An account of my life (Gohar-IIqbal), trans. C. H. Payne, London 1912.
Tahzib un-niswan, Lahore; partial files available at the Library of the Aligarh Muslim University, the Aligarh Women’s
College Library, and the Urdu Research Centre, Hyderabad, India.
Zafar ‘Ali Begum, Mere shab-e roz, Srinagar 1983.
Tyabji family papers
Akhbar-ki Kitab (Mrs. Tambi Mattoo).
Akhde-Surayya minutes, ca. 1888–1976 (Mrs. Camar Sikander Futehally).
Safia Jabir Ali, Memoir, BTFP VI.
Asaf A. A. Fyzee, The autobiography of Tyabjee Bhymeeah. With an introduction and notes, in
Journal of the Asiatic Society (N.S.), 36–37 (April 1964), special supplement.
Khutoot-e-Shibli, Letters of Maulana Shibli Nomani to Atiya and Zorra Fyzee, ca. 1906, ed. Md. Amin Zuberi, foreword by
Abdul Haq, Lahore 1935.
Abbas Tyabji, Autobiography.
Amiruddin Tyabji, Letters written from Le Havre, France, 1870.
Badruddin Tyabji, Akhbar-ki Kitab, 1880–1906, 5 vols., copied by Safia Jabir Ali 1958 (Badruddin Family Papers VI BTFP VI).
Faiz Tyabji collection, diaries, account books, letters, fee books of the Tyabji clan ca. 1890–1930 in Urdu and English
(Camruddin Tyabji).
Unpublished papers in the Nehru Memorial Museum and Library, New Delhi, and in private collections, Bombay.
Secondary sources
Aage Kadam, Gujerati monthly journal.
S. N. Amin, Nari-o-Samaj, in Siraj-ul-Islam (ed.), Bangladesher Itihas, vol. 2, Dhaka 1992.
——, The world of Muslim women in colonial Bengal 1876–1939, Leiden 1996.
ASR film unit, When this day is named (film on the women’s movement in Pakistan) Lahore.
Bombay Samachar, daily newspaper.
U. Butalia, The other side of silence. Voices from the partition of India, New Delhi 1998.
——, Legacies of departure. Decolonisation, nation-making and gender, in Phillipa Levine (ed.), Oxford history of the
British Empire. Companion volume on gender, Oxford University Press (forthcoming).
U. Chakraborty, Muslim women at the crossroad. Quest for identity, in J. Bagchi et al., Education and empowerment.
Women in South Asia, Calcutta 2001, 75–116.
——, Muslim Nari, Uchcha Shiksha (Higher education for women), Bethune College, Itihas Anusandhan, vol. 13.
L. Dube, Who gains from matriliny? Men, women and change on an Indian island, in R. Palriwala and C. Risseew (eds.),
Shifting circles of support. Contextualising gender and kinship in South Asia and Sub-Saharan Africa, Delhi 1996.
J. L. Erdman with Z. Segal, Stages. The art and adventures of Zohra Segal, New Delhi 1997.
N. Fazalbhoy, Muslim women and property, in Z. Hasan and R. Menon (eds.), The diversity of Muslim women, Oxford University Press (forthcoming).
——, Sociology of Muslims in India. A review, in Economic and Political Weekly 32:26 (1997), 1547–51.
A. Flavia, Judgement call. An insight into Muslim women’s right to maintenance, Bombay 2001.
S. Gadihoke, The photographic practices of women in India 1840–2000, in preparation.
G. Geetanjali and S. Kazi, Customary practices among Muslims in Gomia, Bihar, in Women living under Muslim laws, Dossier 18, July 1997, 109–123.
R. Ghadially, The campaign for women’s emancipation in an Ismaili Shia (Daudi Bohra) sect of Indian Muslims: 1929–
1945, in Women living under Muslim laws, Dossier 14/15, September 1996, 64–85.
D. Gilmartin, Kinship, women and politics in 20 th century Punjab, in G. Minault (ed.), The extended family. Women and
political participation in India and Pakistan, New Delhi, 1983, 151–73.
Z. Hasan, article on the Shah Bano affair, in EWIC II, Brill (forthcoming).
—— (ed.), Forging identities. Gender, communities and the state, New Delhi 1994.
Z. Hasan and R. Menon, The diversity of Muslim women in India, Oxford University Press (forthcoming).
S. Hashmi, Uncovering the visible. Women artists of Pakistan, Lahore 2002.
S. Hussain, Attitudes and aspirations of Muslim women towards employment. A case study of Darbhanga, in H. Hashia
(ed.), Muslim women in India since independence. Feminine perspectives, New Delhi 1998.
N. Husain, S. Mumtaz, and R. Saigol (eds.), Engendering the nation-state, vol. 1, Lahore 1997, 242–59 and 199–241 (see in
particular N. Shah, Role of community in honour killings in Sindh, and N. Husain, Narrative appropriations of Saima.
Coercion and consent in Pakistan).
Q. Hyder, Aag ka darya (River of fire), New Delhi 1998.
In search of Safia Khan, video, Mumbai 1999.
A. Jalal, The convenience of subservience. Women and the state of Pakistan, in D. Kandiyoti (ed.), Women, Islam, and the
state, Philadelphia 1991, 77–114.
P. Jeffery, Frogs in a well. Indian women in purdah, London 1979.
H. Jilani, Human rights and democratic development in Pakistan, Lahore 1998.
N. Kabeer, The power to choose. Bangladeshi women and labour market decisions in London and Dhaka, London 2000.
S. Kamal, Mother of pearls and other poems, ed. And intro. S. Kamal, Dhaka 2001.
F. Kazmi, Muslim socials and the female protagonist. Seeing a dominant discourse at work, in Z. Hasan (ed.), Forging
identities. Gender, communities and the state, New Delhi 1994, 226–43.
F. A. Khan, Other Muslims, other histories. Fifty years of women’s education in Kashmir, in Z. Hasan and R. Menon (eds.),
The diversity of Muslim women, Oxford University Press (forthcoming).
M. Khatija, Aangan (The inner courtyard), Lahore 2000.
M. Khawar and F. Shaheed (eds.), Women of Pakistan. Two steps forward, one step back? London 1987.
S. Kidwai, Images of Muslim women. A study on the representation of Muslim women in the media 1985–2001, in Z.
Hasan and R. Menon (eds.), The diversity of Muslim women, Oxford University Press (forthcoming).
G. C. Kozlowski, Muslim women and the control of property in north India, in J. Krishnamurti, Women in colonial India.
Essays on survival, work and the state, New Delhi 1989, 163–81.
S. Latif, Muslim women in India. Political and private realities, New Delhi 1990.
Lutfullah, Autobiography of Lutfullah. An Indian’s perception of the West, New Delhi 1985.
Maleka Begum, Banglar Nari Andolan (Bangladesh women’s movement), Dhaka 1989.
M. Maskiell, Women between cultures. The lives of Kinnaird alumnae in British India, Syracuse, N.Y. 1984.
R. Menon and K. Bhasin, Borders and boundaries, New Brunswick, N.J. 1998.
G. Minault, Sisterhood or separatism. The All India Muslim Ladies’ Conference, in G. Minault, The extended family.
Women and political participation in India and Pakistan, Delhi 1981, 83–108.
——, Shaikh Abdullah, Begam Abdullah and sharif education for girls at Aligarh, in I. Ahmed (ed.), Modernisation and
social change among Muslims in India, New Delhi 1983, 207–36.
——, Secluded scholars. Women’s education and Muslim social reform in colonial India, Delhi 1998.
——, Mid-18th to Early 20th Century: South Asia, in EWIC I, Brill 2003.
Y. Mitha et al., Patterns of female employment in mining and construction industries, Islamabad 1988.
——, Solid foundations, solid contributions. Women in the brick kiln industry, Lahore 1989.
——, Building your dreams. Women in the construction industry, Lahore 1989.
——, Another form of stoning. Women at the quarries, Lahore 1989.
Muslim women speak. Testimonies of women, Women’s Action and Resource Unit, Ahmedabad 2000.
C. M. Naim, How Bibi Ashraf learnt to read and write, Annual of Urdu Studies 6 (1987), 99–115.
V. Nainar, Muslim women’s views on personal laws. The influence of socio-economic factors, Bombay 2000.
J. Nishat, A poem slumbers in my heart, Mumbai 1999.
K. Panjabi, Women in the Tebhaga movement. Oral narratives and perspectives, work in progress.
H. Papanek and G. Minault (eds.), Separate worlds. Studies of purdah in South Asia, Delhi 1982.
A. Perveen, The aesthetics and vocabulary of Nakshi Kantha, Dhaka 1997.
N. Said Khan, Identity, violence and women. A reflection on the partition of India 1947, in N. Said Khan et al., Locating
the self, Lahore 1994, 157–71.
——, Voices within. Dialogues with women on Islam, Lahore 1992.
R. Saigol, The partitions of self. Mohajir women’s sense of identity and nationhood, Islamabad 2002.
M. Shah Nawaz, The heart divided, Lahore 1990.
F. Shaheed et al., Shaping women’s lives. Laws, practices and strategies in Pakistan, Lahore 1998.
A. Siddiqi, Ayesha’s world. A butcher’s family in nineteenth-century Bombay, in Comparative Studies in Society and
History 43:1 (2001), 101–29.
S. Sultan Jahan, A brief account of Muslim female pioneers of education, in J. Bagchi et al., Education and empowerment.
Women in South Asia, Calcutta 2001.
Tyabji Salima, A nineteenth-century family document from Bombay. The Tyabji family Akhbar-ki Kitab, in preparation.
Voice of the voiceless, Muslim women’s forum, New Delhi 2000.
H. Zahida, The earth is ablaze and the heavens are burning, in S. Rehman (ed.), In her own write. Short stories by women
writers in Pakistan, Lahore 1994, 109–33.