حصيلة جرائم الشرف خلال الربع الثالث من 2023.. القتل الوسيلة الأسهل للانتقام!
تاريخ النشر:
أكتوبر 2023
حصيلة جرائم الشرف خلال الربع الثالث من 2023..
القتل الوسيلة الأسهل للانتقام!
من خلال تقرير إحصائي أعدته مبادرة صوت لدعم حقوق المرأة، وجدنا أن القتل ما زال هو الوسيلة الأسهل للتخلص من الشريك/ة عند الشعور بالشك في السلوك، أو الرغبة في إنهاء العلاقة على أثر إقامة علاقة عاطفية جديدة مع طرف آخر، سواء كان من الزوج أو الزوجة، على الرغم من أن هناك ما يُدعى “طلاق”، أو عند شك الزوج في إقامة زوجته علاقة غير شرعية مع آخر، عليه أن ينحي الغضب جانبًا ويتقدم بقضية “زنا” على زوجته، بدلًا من قتلها وضياع حقه القانوني، ليمضي بعدها قدمًا لبدء حياة عاطفية جديدة بعيدًا عن المتاعب.
وقد رصدنا خلال الربع الثالث من عام 2023، 13 حالة قتل على خلفية الشك في السلوك وجرائم الشرف، وانقسمت الضحايا بين 8 ذكور، و5 إناث، في 5 محافظات، وهم: القاهرة، والجيزة، والمنوفية، والإسكندرية، والشرقية.
ويجدر الإشارة إلى أن عملية رصد جرائم الشرف وحالات القتل على خلفية الشك في السلوك جاءت عن طريق أخبار ونشرات منشورة عبر مواقع إلكترونية لصحف مصرية تنوعت بين صحف خاصة و قومية مما يعتد بها كمصدر أساسي للمعلومات والبيانات، ويمكن أن يكون هناك حالات آخرى لجرائم الشرف لم تُنشر عبر وسائل الإعلام، أو غير مُعلن عنها لحين الإنتهاء من التحقيقات.
وتتراوح أعمار المجني عليهم من النساء والرجال، ما بين 25 عامًا، وحتى 65 عامًا، وتم قتلهم بالاعتداء بالضرب والطعن، وباستخدام سلاح ناري، وماء مغلي، وغيرها من الوسائل.
مرفق استعراض إحصائي تفصيلي لحالات القتل على خلفية جرائم الشرف والشك في السلوك في التقرير التالي، ويجدر الإشارة إلى أن منهجية تسمية تصنيفات سبب القتل التي انقسمت إلى علاقة غير شرعية، وعلاقة محرمة، أو بسبب الشك في السلوك، جاءت نقلًا عن الأخبار التي تم نشرها حول الواقعة، كمصدر أساسي للمعلومة، والتي جاءت بعد الحصول على نسخة من تحقيقات الوقائع الفعلية من المباحث.
24 يوليو:
عثر رجال الشرطة بجزيرة أبو نشابة، بمحافظة المنوفية، على جثمان شاب ملقى في منطقة زراعية، وبالفحص تبين مقتل م، إ، خ 25 عامًا، يعمل نجار بإحدى مصانع مدينة السادات، بعدة طعنات، وبتكثيف التحريات واستجواب المحيطين به، تبين تورط 4 متهمين من أقاربه في الواقعة، وبمناقشة المتهمين، أكدوا أن المتهم تربطه علاقة عاطفية مع إحدى قريباته المتزوجات وبعد علم زوجها وأسرتها طلبوا منها استدراجه، وذلك بعد محاولته ابتزازها حتى يقيم معها علاقة غير شرعية.
2 أغسطس:
بالإسكندرية، حي المنتزة، لقيت سيدة بعمر 30 عامًا، مصرعها على يد عشيقها، حيث أثبتت تحقيقات النيابة العامة، أن المتهم كان على علاقة غير شرعية بالمجني عليها والتي تركت منزلها بمساكن الطبجية بدائرة قسم شرطة كرموز، وكانت تقيم صحبته منذ فترة وحدثت بينهما مشادة كلامية بسبب شكه في أنها تقيم علاقات جنسية مع آخرين وكذلك محاولتها سرقة مبلغ مالي ومواد مخدرة خاصة بالمتهم.
وأضافت التحقيقات أن المتهم ارتكب واقعة التعذيب بحق المجني عليها، قبل وفاتها، حيث وجد بها عدة إصابات قطعية بآلة حادة فضلًا عن حلق شعر رأسها، ثم تعدى عليها بالضرب حتى فارقت الحياة.
8 أغسطس:
كذلك بمحافظة الإسكندرية، حي المنتزة، لقيت ربه منزل (هـ.ع 62 عامًا) مصرعها تحت تأثير الضرب المبرح من قبل زوجها بعد أن اكتشفت وجود علاقة عاطفية تربطه بجاراتها المطلقة ورغبته في الزواج منها. وكان قسم المنتزه ثالث قد تلقي بلاغًا من إدارة المنتزه الطبية بوصول المجني عليها مصابة بأثار خنق بالرقبة وكدمات دموية بالذراعين والصدر والأرداف، وأن هناك شبهة جنائية في الوفاه، وتم تحرير محضر والقبض على المتهم.
وفي نفس اليوم، بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، أقدمت سيدة على التخلص من زوجها بمعاونة عشيقها، وأدلت بذلك في اعترافاتها أمام النيابة العامة، لتقرر النيابة استخراج الجثة بعد دفنها بـ 43 يومًا، وتشريحها وإعداد تقرير مفصل عن أسباب الوفاة، قبل أن يصدر التقرير النهائي ليؤكد أن الوفاة بسبب “سم”، وكشفت المتهمة بأنها قامت بقتل زوجها عن طريق وضع السُم بكوب العصير، ثم قام عشيقها بخنقه باستخدام “مخدة”.
9 أغسطس:
لقي زوج مصرعه بمركز هيهيا بمحافظة الشرقية، على يد زوجته، لشكه في وجود علاقة غير شرعية بين الزوجة القاتلة ونجل شقيق الزوج المجني عليه. وبدأت الحكاية عندما عاد الزوج مبكرًا من عمله في أحد الأيام، وفوجئ بتواجد نجل شقيقه مع زوجته داخل المسكن، بالاستفسار عن سبب تواجده، بدت عليهما علامات الارتباك، وشك الزوج في سلوك زوجته، وبعد أن غادر نجل شقيق الزوج، قامت الزوجة بمصارحة زوجها بوجود علاقة عاطفية بينهما، وغضب الزوج وعنف زوجته، وأخبرها أنه سيخبر أهلها بما حدث وسيقوم بفضحها، إلا أنها قامت بقتله خنقًا وهو نائم، ثم صرخت تستنجد بالأهالي: “إلحقوني جوزي تعبان.. هاتوا دكتور”، فأسرع الجميع لاستكشاف الأمر، ونقله إلى المستشفى. وبتوقيع الكشف الطبي على المجني عليه تبين أن الوفاة غير طبيعية، وفي التحريات الأولية بينت أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة المجني عليه، وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة، مبررة فعلتها خشية افتضاح أمرها بعدما علم زوجها بوجود علاقة غير شرعية مع نجل شقيق الزوج.
20 أغسطس:
عثر رجال المباحث على جثة شخص مجهول الهوية؛ إثر طلق ناري في الرأس، أمام المحل الشهير بميدان لبنان، وتوصلت المباحث إلى أن الجريمة قضية شرف، وأن الجاني اكتشف وجود علاقة غير شرعية بين زوجته والمجني عليه (40 عامًا) فعقد العزم على التخلص منه وترصد له حتى تهيأت له الفرصة بقتله وأطلق النار على رأسه من الخلف مستخدمًا “طبنجة” ليسقط قتيلًا بمطلع محور 26 يوليو، وتم ضبط المتهم وتحرير محضر بالواقعة.
29 أغسطس:
بمنطقة أوسيم، محافظة الجيزة، قام شاب بقتل أحد أقاربه (عجوز) ظنًا منه بوجود علاقة غير شرعية بينه وبين والدته، بضربه بقالب طوب على الرأس. وقد أثبت تقرير مستشفى أوسيم أن المتوفي كان يعاني من جروح بالوجه والفك والجمجمة، وعدم اتضاح معالم الوجه، وأن الوفاة نجمت عن توقف أجهزة الجسم عن العمل نتيجة نزيف دموي غزير وتهشُّم المخ ، كما توجد جروح رضية بالرأس والوجه ناتجة عن اصطدام جسم صلب، وهي متوافقة مع رواية المتهم بضرب الضحية بقالب طوب، و تم القبض على المتهم وإحالته إلى محكمة الجنايات.
8 سبتمبر:
قام أب بقتل ابنته بمركز أوسيم، بمحافظة الجيزة، عقب أن اكتشف أنها كانت على علاقة غير شرعية مع 4 أشخاص، فأقدم على إنهاء حياتها. وكانت الفتاة المجني عليها اعترفت لوالدها بتعدد علاقتها غير الشرعية مع عدد من الأشخاص، حيث أنها اتهمت أحدهم فاضطر أن يتزوج منها رغمًا عنه، ثم علم والدها أن جنينها يعود إلى شقيقها على حسب اعترافات الفتاة له، وهو ما دفعه لإنهاء حياتها.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على الأب المتهم ونجله وزوج المجني عليها، وعلى الفور تمت إحالتهم إلى جهات التحقيق لسماع أقوالهم في تلك الواقعة.
14 سبتمبر:
بمنطقة النزهة، بالقاهرة، أقدم عاطل على إنهاء حياة زوجته بعد أن تعدى عليها بالضرب وسكب عليها ماء مغليًا، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وذلك بسبب وجود خلافات بينه وبين زوجته، لشكه في سلوكها. وزعم المتهم أمام رجال المباحث أنه علم منذ فترة بوجود علاقة عاطفية بين زوجته وشخص آخر، وأن زوجته طلبت منه أن تترك منزل الزوجية لهذا السبب، حسب ما ذكر. وتم القبض على المتهم وقررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وفي نفس اليوم، بمنطقة المرج بمحافظة القاهرة، قامت زوجة بقتل زوجها (39 عامًا) بسبب علمها بارتباطه بعلاقة عاطفية مع أخرى، قائلة في اعترافاتها: “بيخوني وسايبني من غير أكل”، مضيفة أن زوجها اشترى لعشيقته شقة جديدة، وأوضحت أن يوم الواقعة واجهت زوجها بعلاقته مع أخرى فتعدى عليها بالضرب، فهجمت عليه بـ”كوريك خشبي” فقاومها ثم طعنته عدة مرات بسكين حتى سقط على الأرض وهشمت رأسه بـ”الكوريك”.
حاولت المتهمة الاستعانة بشقيقها لمساعدتها في التخلص من جثة زوجها لكنه رفض، فحركت جثته إلى مدخل العقار حتى اكتشفها أكد الجيران وأبلغ الشرطة، بحسب التحقيقات.
20 سبتمبر:
بمنطقة زاوية عبد القادر، بمحافظة الإسكندرية، قامت زوجة بمساعدة عشيقها بقتل زوجها (45 عامًا) حيث قاما بتهشيم رأسه ووضعه داخل جوال، وإلقاء جثته بوادي القمر بمنطقة الدخيلة. وتم العثور على الجثة داخل جوال وسط القمامة في حالة تعفن، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليهما.
وتبين من التحريات أن مرتكب الحادث زوجته تبلغ من العمر 30 سنة، وعشيقها داخل شقة حيث قام العشيق بالإمساك بالمجني عليه وكتم أنفاسه وقيده بالحبال وإحضار “شومة” وهشم رأسه، ووضع جثته داخل جوال، وقاما بنقل الجثة داخل توك توك، وأخبرا السائق أن الجوال بداخله جلد أغنام وقام بالاتصال بمجهول لأخذ الجلد ولم يحضر فتوجهوا إلى منطقة وادى القمر بالدخيلة، وقاما بإلقائه من أعلى الكوبرى.
25 سبتمبر:
بمنطقة البدرشين، بالجيزة، قام رجل (26 سنة) بقتل حماته بضربها بـ”مطرقة” على رأسها عدة ضربات، بمساعدة زوجته (18 سنة) نجلة المجني عليها، وعلى إثرها توفت السيدة في الحال، وذلك بسبب سوء سلوك حماته وطلبها إقامة علاقة غير شرعية معه، ولتهديدها له ببعض الشيكات، وفقًا لأقوال المتهم في التحقيقات.
بعد أن قام الرجل بقتل حماته بضربها بـ”مطرقة” على رأسها، حاول التخلص من الجثة باستخدام “صاروخ كهربائي” وقام بتقطيع الجثة، واشعل النيران بجسدها داخل حمام الشقة، لكن سرعان ما افتضح أمره وأبلغ الجيران رجال الشرطة بوجود حريق، وتم اكتشاف الجريمة والقبض عليه، ثم تم إحالته إلى المحاكمة الجنائية.
27 سبتمبر:
شهد حي العمرانية، بالجيزة، جريمة قتل بشعة، حيث مزق شخص طليقته (35 عامًا) طعنًا بسكين، أمام المصنع، محل عملها، بسبب الشك في سلوكها.
حسب التحريات انتظر المتهم خروج الضحية من المصنع واعتدى عليها بسكين أمام المارة بسبب شكه في وجود علاقة بينها وبين مالك المصنع، و تمكن رجال الشرطة من ضبط المتهم والأداة المستخدمة في ارتكاب الجريمة وتحرر محضر بالواقعة.
وبعد استعراض سجل الضحايا أعلاه، والذي جاء بغرض تسليط الضوء على تزايد حالات القتل على خلفية جرائم الشرف والشك في السلوك، والذي راح ضحيتها العديد من النساء والرجال، فهذا الأمر سُيجني وراءه المزيد من الحوادث، التي ستنتهي بزيادة الوعي حول سهولة طلب الإنفصال وتنفيذه عند الشعور باستحالة العيش بين الشريكين، بدلًا من الوقوع في العلاقات المحرمة، بالإضافة لزيادة الوعي بالتبليغ عن علاقات “الزنا” بدلًا من استخدام العنف الذي يودي بالقتل، كما أننا بحاجة للاسراع على الموافقة على قانون مناهضة العنف الموحد المقدم للبرلمان المصري، للتصدي لمثل هذه الجرائم، حتى لا يصبح عداد القتلى في تزايد مستمر.