حكايات“مجموعة قالت الراوية“4
مسك الليل
صدق اللي قال إن الستات سبب كل السهاد، ما يقدر على القدرة إلا الله. والله ما كان على البال ولا كان في النية، اصطبحت على صبية ندية مندية، وشها بدر وجسمها عنبر وشعرها فجر وشمس وقمر، شفتها عقلي احتار وقلبي ولع نار . قلت لها:
– ايه اللى جابك هنا يا زينة الستات؟
– قالت: مات.
– مين هو اللي مات؟
– جوزي مات وسابني صبية، ما قدرش على المداوية. اسمي مسك الليل وما اظهرش غير بالليل.
خدتها عندي في الدوار ومنعتها تظهر لا ليل ولا نهار. ما أنا اللي لقيتها تبقى ملكى أنا لوحدي. مسكتها من إيدها وحبستها في بيتها، وكنت أسيبها طول الليل وأرجع لها بالنهار، ترفضني وتنهرني وتقولي:
– أنا بكره النهار وأذوب في الليل.
في يوم من ذات الأيام فاجأتها بالليل ما مصدق حتى الآن ما رأيت. النور اللي مالي البيت، والمسك فايح من كل حيط، دي لازم الجنة موش بيت. الخاينة لازم فيه حد معاها سبب كل هناها. رحت بسرعة جريت وفي إيدي فاس كبير علشان أقطع رقبته. هبيت عليه وقطعت، ويا ريتني ما اتسرعت. أتريني قطعت فرع من فروع مسك الليل. أتريها شجرة ما تظهرش ريحتها إلا في جوف الليل.
4- قالت الراوية، مؤسسة المرأة والذاكرة