دراسة في “تاريخها الإسلامي” أو كيف وصلنا إلى هذا المأزق؟

تاريخ النشر:

2012

اعداد بواسطة:

دراسة في ’تاريخها الإسلامي‘: أو كيف وصلنا إلى هذا المأزق؟*

إلى ذكرى أمي، يسرا ميداني، التي كانت امرأة مسلمة نشطة ومستقلة وقادرة

إن الكتابة عن ’النساء والإسلام‘ هي كتابة عن مجموعة من قضايا لا تشكل قضية ’منزلة النساء في الإسلام‘ إلا إحداها. وقد اتسمت العلاقة بين الإسلام والنساء خلال الطفرات الأبوية (patriarchal) التي شهدها العالم العربي خلال الـ 1400 سنة الماضية بالاستدامة ولكن بالكثير من الاضطراب أيضًا. ولكي نفهم هذه العلاقة فهمًا تامًا، علينا أولاً أن نفهم الظروف الاجتماعية السياسية التي كانت تؤثر في النساء في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، والتأثير القوى الذي كان للإسلام في حياة هؤلاء النساء وفي المجتمع ككل. كما يجب كذلك أن نفهم ديناميكية ظهور الأبوية في العالم العربي خلال عصر الجاهلية، وصراعات القوى التي تلت ذلك بين العديد من الفيالق الأبوية. وقد اتقدت تلك الصراعات لقرون عديدة، وأدت إلى تدمير نظام الخلافة الأصلي كما أدت إلى تدمير الدولتين الأموية والعباسية. وأدى ذلك في النهاية إلى أفول الحضارة العربية، مما مهد الطريق للاستعمار الأوروبي.

ويذهب البعض إلى أن الإسلام في الأساس هو أحد أشكال الأيديولوجية الأبوية، بينما يذهب آخرون إلى أن الإسلام أكبر من أية أيديولوجية دنيوية، بما فيها الأبوية، ذلك أنه يتجاوز كل الأيديولوجيات بوصفه كلام الله. ويمكننا تمييز مجموعتين في هذا الاتجاه الأخير: هناك من يؤمنون بأن الإسلام كما هو الآن دين عادل ومنصف للمرأة، بينما هناك من يؤمنون بأن الإسلام كما يمارس اليوم دين أبوي تمامًا يختلف عن الإسلام الحقيقي. وتعتنق المجموعة الأخيرة موقفًا يرى أن الإسلام ليس مختلفًا عن الأبوية فحسب، بل إن الأبوية استطاعت، من خلال حركة تاريخية انقضاضية، أن تفترس الإسلام وتستحوذ عليه بعد وفاة النبي محمد.(1) وأود هنا أن أعطى بعض المصداقية لهذا الرأي الأخير، بغض النظر عما إذا كنا نؤمن بأن الإسلام يتعالى على كل الإيديولوجيات. ولن أحاول في هذه المقالة أن أقدم دراسة تفصيلية وعميقة لعلاقة النساء بالإسلام، ولا لعلاقة الأبوية بالإسلام، لأن ذلك يتطلب ببساطة إعادة كتابة التاريخ العربي من منظور نسوي. ولكني أعتزم تقديم بعض البيانات الأولية المتعلقة بهذا المسعى. ومن الأفضل مقاربة هذا الموضوع الثرى والمركب بأن نركز أولاً على العلاقة بين الإسلام والأبوية.

إن لفظة ’جاهلية‘ مشتقة من ’جاهل‘، وعليه فإن عصر الجاهلية هو عصر الجهل الذي كان سائدًا في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. ولا نعرف بوضوح المدة الزمنية التي تغطى ذلك العصر. فهو أحيانًا يرى مرادفًا لكل تاريخ العرب قبل الإسلام، ولكنه في الغالب يشير إلى القرن الذي سبق ظهور الإسلام.(۲)

وفي كلتا الحالتين، من الخطأ الخلوص من هذا التوصيف إلى أن عصر الجاهلية هو عصر الهمجية، كما ذهب البعض. فهناك حقيقة تاريخية مؤكدة ترى أن مناطق معينة من شبه الجزيرة العربية قد نشأت فيها قبل الإسلام حضارات تشبه الحضارات الأخرى التي كانت قائمة في ذلك الوقت، إن لم تكن أرقى منها. ويكفي القول إن مملكة سبأ في الجنوب كانت معروفة بالتقنية والتحضر. وقد كان سد مأرب الشهير من ضمن إنجازاتها التقنية. ولكن من الثابت أيضًا أن مملكة سبأ قد وصلت ذروة حضارتها في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، وأنها كانت قد دمرت تمامًا قبل الإسلام بوقت طويل. ولكن هناك حضارات أقل شأنًا عاشت وازدهرت في المنطقة، كما أن فن الشعر لدى أهل البدو في الشمال كان قد وصل إلى أعلى درجاته في التاريخ العربي، قبل ظهور الإسلام مباشرة. وفي الواقع، نحن نستقي الكثير من معلوماتنا عن تلك الفترة من تاريخ العرب من هذه المصادر الأدبية القديمة.

ولكن العرب قد حكموا على عصر ما قبل الإسلام بالجهل لمجرد أنهم قارنوه بعصر الإسلام. وبصفة عامة، يجب ألا تستاء النساء من ذلك الحكم، لأننا لدينا كمًا مذهلاً من الأدلة التي تشير إلى أن الأبوية الضارية كانت تسود مناطق شمال شبه الجزيرة العربية على الأقل خلال الفترة التي سبقت الإسلام بقليل.

وقد يأتي ذلك مفاجأة للكثيرين ممن سمعوا عن الاتجاهات الأموية (matriarchal) في تلك المنطقة قبل الإسلام، وسمعوا عن الإسلام الأبوي. وعليه، فسوف أقوم أولاً بتقديم عرض لتلك الخصائص الأموية لمن ليسوا على دراية بها، ثم أقدم طرحي وأعضده.

كان أهل الشمال في الجاهلية يبنون أضرحة للإلهات. وقد كان أشهرهن اللات والعزى ومنات. وقد كن يعرفن ببنات الله (محمصاني[Mahmasani] 1965، 38-39). ولكن هذه الإلهات كن هن وآلهة أخرى جزءًا من تسلسل تراتبي (hierarchy) يترأسه إله رئيس واحد. ولم يكنَّ معبودات، لأن العبادة كانت لذلك الإله وحده. وقد كان دورهن يتمثل في إعطاء النصح والتوسط لدى الإله بالنيابة عن أتباعهن. وقد كن ذوات نفوذ كبير في هذا الدور الذي يؤدينه، حتى أن ذكرهن قد ورد في القرآن، كما ذكرهن النبي.

ولكن من الخطأ أن نحمل هذه الحقيقة أكثر مما ينبغي. فلا يدل وجود هؤلاء الإلهات على وجود نوع من أنواع الأموية في شبه الجزيرة في ذلك الوقت، ولكنه قد يشير إلى ثقافة أموية موغلة في القدم تمثل تلك الممارسات الآثار الباقية منها.(3)

وهناك إشارات وآثار أخرى نجدها لدي عرب الشمال في الجاهلية، حيث كانت بعض قبائلهم أمومية النسب (matrilinial) وأمومية المكان (matrilocal)، كما يبدو أنه كان لبعض النساء هناك إرادة مستقلة في الأمور الجنسية وغيرها من الأمور. وقد كن يشاركن في القتال، ويتلون الشعر ويمارسن التجارة. وكانت هناك أخريات معروفات بالحكمة في قبائلهن، ولذلك كانت القبائل تطلب النصح منهن.

أما في الأمور الجنسية، فلم يكن فقط بإمكان النساء اختيار أزواجهن وتطليقهم بإرادتهن في إطار أعراف زواج غير أبوية non-patriarchal))، ولكن كان بوسعهن أيضًا الاقتران بأكثر من رجل واحد في الوقت نفسه (محمصاني 1965، 64-65). ولكننا نتحدث هنا عن عادات كانت تمثل استثناًء لممارسات الزواج الأبوية. ويذهب بعض الباحثين الذين قاموا بدراسة تلك الأشكال إلى أنها أشكال ’غريبة‘، ويقدمون طروحًا (صائبة في رأيي) مفادها أن تلك الأشكال كانت الآثار الباقية من أموية أقدم كانت قد ولت منذ زمن (محمصاني، 64-65).

ومن المقاتلات الشهيرات نجد نسيبة المازنية وأزده بنت الحارث بنت كنده اللتين اشتركتا في القتال مع النبي في مطلع الإسلام، وهند بنت ربيعة التي قاتلت ضده. ومن الشاعرات الشهيرات نجد الخنساء وأم جندب. ولكن أشهر سيدة أعمال كانت خديجة بنت خويلد التي قدمت للنبي أول فرصة عمل، حيث أرسلته في تجارة إلى دمشق ولم يتعد الثانية عشرة (وقد طلبت لاحقًا الزواج منه ووافق). وأخيرًا، من النساء ذوات الحكمة اللاتي نعرفخن كانت سحر بنت لقمان وجمعة بنت حبيس الأيادي).(4) ولو أننا نظرنا إلى هذه الحقائق خارج سياقها لوصلنا إلى نتيجة خاطئة بأن النساء كن يتمتعن بحقوقهن في الجاهلية. ولهذا، سأورد الآن المزيد من المعلومات لكى نستكمل الصورة.

كان عرب الشمال أيام الجاهلية يمارسون عادة وأد البنات. وقد كان ذلك يحدث بدافع من اثنين: الفقر أو الخوف من العار (محمصاني، 54 -56). أما في الحالة الأولى فقد كان بعض العرب مثل سعسعة بن نجية وزيد بن عمرو ابن نفيل يعرضون شراء هؤلاء الطفلات من آبائهن بغرض إنقاذ حياتهن. وقد كان الآباء أحيانًا يتخلصون من أطفالهم الذكور للسبب نفسه، ولكن ذلك كان يحدث بعد أن يتم التخلص من البنات أولاً.

أما في الحالة الثانية، فقد كان العرب يخشون الغارات التي تشنها عليهم قبائل عربية أخرى، حيث كانت تتعرض بناتهم خلالها للأسر. وكانت هؤلاء النساء يعاملن بوصفهن إماًء بعد وقوعهن في الأسر، وتصبح زيجاتهن السابقة باطلة، وكان المنتصرون يعاشرونهن جنسيًا إلى حين تتمكن قبائلهن من تحريرهن. ومن القبائل التي اشتهرت بقتل بناتهن خشية العار قبائل تميم وربيعة وكندة. وكما تذهب الروايات (محمصاني، 54-56)، فقد وقعت ابنة قيس بن عاصم، وهو من أحد قادة قبيلة تميم، في الأسر على أيدي جنود نعمان بن المنذر. وعندما وآتتها الفرصة لاحقًا للاختيار بين زوجها وخاطفها، أختارت الأخير، بالرغم من أن ذلك الاختيار كان يعني أن تتنازل عن منزلتها في قبيلتها وأن تقبل العبودية. وقد شعر أبوها بالخزي من فعلتها تلك حتى أنه قتل كل البنات اللاتي أنجبن له بعدها. ويقال إن حادثة مشابهة وقعت في قبيلة ربيعة، وأدت إلى رد فعل مماثل.

ولكننا نجد أن عادة وأد البنات كانت آخذة في الاختفاء وقت ظهور الإسلام، حيث يُعتقد أن أسرة واحدة من كل إحدى عشرة أسرة كانت تمارس هذه العادة. وهنا، ينبغي علينا أيضًا ألا نرى أن ذلك يمثل أفولاً للأبوية. بل على العكس، إذ بحلول ذلك الوقت كان العديد من الرجال العرب قد اكتشفوا أن بيع بناتهن مقابل الحصول على صداق كبير يدر عليهم ربحًا أكبر من وأدهن في التراب (محمصاني، 54-56). ويكشف ذلك في حد ذاته عن حس اقتصادی براجماتی كان غائبًا عن القبائل في العصور الأقدم، كما يمكن اعتباره مؤشرًا على التحول الاجتماعي الاقتصادي الذي كان يكتسح شبه الجزيرة قبل ظهور الإسلام مباشرة. وهناك مؤشر آخر، ألا وهو أنه بحلول العصر الأموي، أي بعد وفاة النبي بعقود قليلة، حلت النقود محل نظام المقايضة (محمصانی، ۸۳)، وهنا اكتمل التحول من الاقتصاد القائم على قيمة الاستخدام إلى الاقتصاد القائم على قيمة التبادل.

ومن الحقائق الأخرى عن الجاهلية أن الرجل كان يحق له الزواج حتى 100 امرأة، وكانت الزوجات جزءًا من الميراث بعد موت الزوج.(5) هنا، يصبح للابن الاختيار إما أن يتزوجهن (فيما عدا أمه)، أو أن يحبسهن حتى يتنازلن عن أية ممتلكات لهن مقابل الحصول على حريتهن، أو أن يزوجهن لرجل آخر ويحصل على الصداق. (كان الزوج في شبه الجزيرة العربية يدفع الصداق لأسرة الزوجة. وكان ذلك في الغالب عددًا من الإبل أو الجياد).

لم يكن من حق النساء الحصول على الميراث، وكانت ممتلكاتهن الضئيلة تأتي من مقايضة سلع صغيرة مثل الدجاج واللبن والبيض. وبالرغم من ذلك كانت تلك الممتلكات الضئيلة تخضع لسيطرة الزوج.

وأخيرًا، فنتيجة لاكتشاف الرجال العرب قيمة البنات الأحياء كان بعضهم يكرهوهن على البغاء.

إن المعلومات التي أوردناها حتى الآن مهمة، ولكنها أيضًا مزعجة. إذا يبدو أن النساء اللاتي كن يتمتعن بقدر ما من الاستقلال كن يعش جنبًا إلى جنب مع النساء المستعبدات اللاتي لم يكن لديهن أمل في العتق. ماذا نستخلص من تلك الدلائل ؟

 

لو أننا على استعداد لتقبل الافتراض الوجيه القائل بأن الدلائل التي قدمناها فيما سبق تشير إلى آثار متبقية من ثقافة أموية كانت قد انتهت منذ زمن، فسوف يمكننا النظر إلى تاريخ شبه الجزيرة العربية على أنه تاريخ لصراع حيوي بين قوى الأموية والأبوية على مدار مئات السنين. وفي أواخر أيام الجاهلية، حيث كانت الأبوية سائدة، لم تكن قد قضت بعد على بعض جيوب المقاومة ’الأموية‘ وبعض العادات القديمة. ولكن يبدو أن ذلك كان مسألة وقت لا غير. ونتسائل هنا: كيف فقدت النساء مكانتهن في شبه الجزيرة؟ أو كيف استحوذت الأبوية على السلطة؟

لهذا السؤال إجابة شائعة:(6) كانت حياة البدو في الصحراء حياة قاسية، حيث كانوا محاطين بالمخاطر والمشاق. ولم يكن بمقدور النساء الاشتراك في القتال بعد أن ينهكهن الحمل وتربية الأطفال. وبما أن القتال كان أهم واجب على الفرد في المجتمع، فقد نتج عن ذلك تدنى منزلة النساء، مما أدى إلى ظهور الأبوية.

ولكننا مع ذلك لدينا أسباب تجعلنا نعتقد أن الأموية كانت موجودة بالفعل في الماضي القديم. ولو أخذنا بهذا الافتراض، فإن ظهور الأموية كان ليتحقق لو كانت الصحراء أكثر اعتدالاً، أو أن النساء كن أقوى، أو كانت القيم مختلفة. ولأننا نرى بالفعل أن الاحتمالين الأولين لم يكونا متحققين، فيصبح الاحتمال الثالث هو الأرجح. ولكن القول بتغير القيم لا يفسر ظهور الأموية، ولكنه فقط يصف إحدى مراحلها.

وقد نجد في دراسة الحضارات المجاورة دليلاً يقودنا إلى إجابة، حيث كانت العديد من تلك الحضارات حضارات زراعية تعبد إلهات. وكانت طرق التجارة تربط تلك الحضارات بعرب الصحراء. وبمرور الوقت حدثت أشياء كثيرة: أخذت الحضارات المجاورة تحت النفوذ البيزنطي والفارسي في التحول نحو الأبوية. ثم كان أن نقلت طرق التجارة هذه التغيرات إلى عرب الصحراء، حيث كان أسلوب حياتهم الخشن متوائمًا معها. كما أن طرق التجارة كانت في الوقت نفسه تنقل إلى الصحراء بعض مظاهر التكنولوجيا البدائية، وبخاصة تلك المرتبطة بالحرب مثل السهام والسيوف.

وهناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن العرب قد أخذوا هذه الأدوات وطوروها، بينما جعلوها حكرًا على الرجال وفي غير متناول النساء. وهكذا، فبينما كانت النساء مشغولات بالنسج ورعاية القطعان وتربية الماشية، كان الرجال يطورون ويتوسعون في الأسس المادية التي ستحقق استحواذهم فيما بعد، من خلال تطوير تقنيات الحرب والتجارة.(7)

وهنا تجدر ملاحظة أن أمرًا مشابهًا لما يحدث الآن في دول العالم الثالث قد يكون حدث وقتها. فربما فضلت المجتمعات الأبوية التي كانت تمتلك الخبرة التقنية أن تنقل تلك المعرفة إلى الرجال العرب في شمال شبه الجزيرة وأن تتاجر معهم، وليس النساء. ولو صحت هذه الملاحظة لسهل ذلك بشكل كبير بناء قاعدة أبوية في شمال شبه الجزيرة العربية.

وقد بدأتُ في الاشتباه في الدور الذي لعبته التقنية في إرساء قواعد الأبوية في تلك المنطقة أثناء قراءتى لفقرة عن إنجازات المحاربات العربيات. فهن أولاً لا تنقصهن الشجاعة ولا القوة. وتلقى القصة الآتية عن خولة بنت الأزور الكندية الضوء على أمور كثيرة (كحالة [Kah’haleh] ۱۹۷۷، مجلد 1، ٣٧٤٣٨٠). يحكى أن خالد بن الوليد قائد العرب في إحدى المعارك ضد البيزنطيين رأی فارسًا طويلاً مهيبًا متشحًا بالسواد يحارب بشجاعة غير مسبوقة. كان الفارس يخترق صفوف البيزنطيين وسيفه في يده، يتبعه بقية الجنود العرب معتقدين أنه قائدهم خالد. وبعد انتهاء المعركة، اقترب خالد من الفارس طالبًا منه أن يكشف عن هويته. وبعد كثير من الممانعة أقر الفارس قائلا: “إنني يا أمير لم أعرض عنك إلا حياًء منك لأنك أمير جليل. أنا من ذوات الخدور وبنات الستورأنا خولة بنت الأزور وإني كنت مع بنات العرب وقد أتاني الساعي بأن ضرارًا أسير فركبت وفعلت ما فعلت” (الخط الداكن في الجملة الأخيرة أضيف بواسطة كاتبة المقالة).

وتوضح تلك القصة القدرات الكبيرة للمحاربات العربيات عندما تتاح الفرصة أمامهن، كما تشير إلى أن نساء عربيات أخريات قد جئن مع خولة للمشاركة في القتال. وفي الواقع، تعبر الكثير من القصص التي تروى عن النساء العربيات مرات ومرات عن استيائهن جرَّاء إقصائهن عن الحروب، وتوضح أنهن كن يظهرن في ساحة القتال متذرعات بأضعف الحجج. ولم لا، وقد كانت خسارة المعركة تعنى وقوعهن قيد الرق؟

ولكن أكثر الحقائق غرابة عن النساء العربيات هي أنهن قد دأبن مرارًا على مهاجمة أعداد من جنود الأعداء مجتمعات ومستخدمات أوتاد خيامهن. فمثلاً قتلت أسماء بنت يزيد الأنصارية تسعة جنود بيزنطيين بوتد خيمتها، أما أم حكيم بنت حارث المخزومية فقد قتلت سبعة. وحتى خولة بنت الأزور لجأت ذات مرة لوتد الخيمة (كحالة ١٩٧٧، مجلد ۱، 68، ۲۸۱، ۳۸۰). وتوضح لنا ملابسات تلك الحادثة الكثير.

وقعت خولة في الأسر أثناء معركة صبحورا بالقرب من دمشق، حيث وجدت نفسها في الأسر مع نساء عربيات أخريات، فوقفت بينهن وسألت: “أترضين لأنفسكن علوج الروم ويكون أولادكن عبيدًا لأهل الروم فأين شجاعتكن وبراعتكن التي تتحدث بها عنكن أحياء العرب ومحاضر الحضر؟” (الخط الداكن في الجملة الأخيرة أضيف بواسطة كاتبة المقالة). وقد ردت عليها عفراء بنت غفار الحميرية قائلة: “صدقت والله يا بنت الأزورونحن في الشجاعة كما ذكرت، وفي البراعة كما وصفت، غير أن السيف يحسن فعله في مثل هذا الوقت وإنما دهمنا العدو على حين غفلة وما نحن إلا كالغنم بدون سلاح.” وهنا ردت خولة قائلة: “خذوا أعمدة الخيام وأوتاد الأطناب ونحمل بها على هؤلاء اللئام فلعل الله ينصرنا عليهم فنستريح من معرة العرب.” فأخذت كل امرأة وتدًا وشكلن دائرة ممسكات بعضهن البعض بقوة، فحاربن وانتزعن حريتهن (كحالة ١٩٧٧، مجلد ۱، ۳۷۹۳۸۰).

ومن الواضح أن القتال باستخدام أوتاد الخيام يعكس الافتقار إلى الأسلحة، وقد كانت النساء العربيات يحاربن كثيرًا مستخدمات أوتاد الخيام. أما الرجال فكانوا يحاربون بالسيوف. ويعكس ذلك بدوره نوعًا من أنواع احتكار السلطة سيصبح له فيما بعد تأثير قوي في نمط الحياة العربية القبلى. وعلى الرغم من ذلك، فنادرًا ما صادفت في سجلات تاريخ العرب القديم قصصًا تصم النساء بالدونية الجسدية أو العقلية. وأجدني هنا أتفق جزئيًا مع فاطمة المرنيسي التي ترى في كتابها عن النساء المسلمات (Fatima Mernissi, Beyond the Veil, 1975, xvi) أن النسق الإسلامي (وأضيف هنا، والجاهلي) كان مبنيًا على افتراض أن المرأة كائن قوى وخطر، ويجب کبح جماحها.

وفي ضوء هذه الحقائق يصبح القول بأن المرأة العربية فقدت منزلتها السابقة بسبب دونيتها الجسدية (أو العقلية) ادعاء زائفًا ليس له ما يدعمه، إذ يتعارض مع الثقافة العربية والتاريخ العربي.

وقد كان الملمح الرئيس للنظام الأبوى الجديد هو ظهور بنًى جديدة للسلطة في القبائل، وهي بنًى مؤسسة كلية على أبوية النسب.

ففي الأسرة، أصبح الأب هو الحاكم الوحيد والمطلق. أما الزوجات والبنات فقد كن يشار إليهن أيضًا بكلمة ’عبيد‘. (وقد يجعل ذلك اختيار ابنة قيس بن عاصم البقاء مع مختطفها يبدو لنا أقل غرابة). وكان يمكن للأب أن يبيع زوجته وأولاده، أو يقتلهم أو يحبسهم. وقد كان بإمكانه طرد أحد أبنائه من البيت، معرضًا إياه لموت محقق بتركه دون حماية من قبيلته.

كانت القبيلة ككل تُعرف على أساس أبوية النسب، حيث ينتمى كافة الأعمام ونسلهم إلى قبيلة واحدة يكون رأسها هو حاكمها المطلق. وفي حالة الحروب، كانت القبائل تطلب العون من أقاربهم من جهة الأب، وكان نادرًا ما يطلبونه من أقاربهم من جهة الأم، ذلك أنه في حالة الزواج الأباعدى (exogumous marriages) فإن ذلك كان يعنى طلب العون من ’قبيلة أجنبية‘.

ولأن القبيلة كانت تشكل السلطة العليا من الناحية السياسية والاقتصادية والحربية والقانونية، والتي لم تكن للفرد أية أهمية بدونها، فقد أصبحت ’العروة الأبوية‘ أهم رابطة في مجتمع الجاهلية، وتغلغلت في كل جوانبه، وأرست قواعد كل السلطات داخله. وبذلك أصبحت هي لب وجوهر ذلك النسق الأبوي.

لم يدع الكتاب المسلمون فرصة تمر إلا وذكروا النساء العربيات بالطرق المتعددة التي سعي بها الإسلام منذ ظهوره إلى الدفاع عن حقوق النساء وتحسين أوضاعهن. ومن إسهامات الإسلام في هذا الصدد ما يلي:(۸)

(۱) نهى الإسلام الرجال عن طرد النساء من بيوتهن أثناء فترة المحيض، كما نهى الرجال عن رفض الأكل معهن في صحن واحد.

(۲) قصر الإسلام الفترة التي يمتنع فيها الزوج عن العلاقة الجنسية مع زوجته على أربعة أشهر. وقد كان الرجال معتادين ترك زوجاتهن سنينًا دون تطليقهن. وبحسب هذا التشريع الجديد، أصبح من حق الزوجة أن تطلق تلقائيًا بعد مرور أربعة أشهر من الامتناع.

(۳) نهي الإسلام النساء عن عادة جعل فترة الحداد على أزواجهن عامًا كاملاً. وقد كانت النساء ترتدي خلال ذلك العام أسوأ ملابسهن، ويتجنبن العطور، ويعشن حياة بائسة بصفة عامة.

(4) حدد الإسلام عدد الزوجات.

(5) جعل الإسلام للزوجات والأطفال نصيبًا محددًا من الميراث.

(6) حرّم الإسلام عادة توريث النساء مع بقية الممتلكات، كما حرم حبسهن للمقايضة بهن مقابل الممتلكات.

(7) حرم الإسلام على الأبناء الزواج من زوجات آبائهم بعد وفاة الآباء، كما حرم الزواج من أختين في آن واحد.

(8) حرم الإسلام إكراء النساء على البغاء.

(9) جعل الإسلام من وأد البنات جريمة في حق الله.

(10) نهي الإسلام المسلمين عن اتخاذ المسلمات أسيرات في الحرب.

(11) جعل الإسلام قتل النساء جريمة مساوية لقتل الرجال.

(12) جعل الإسلام من التعليم والتعلم واجبًا على الرجال والنساء على حد سواء.

(13) جعل الإسلام الزواج الذي لم توافق عليه المرأة باطلاً.

(14) جعل الإسلام الصداق حقًا للمرأة، وليس لأبيها أو لزوجها فيما بعد.

وقد أتى الإسلام بتغيرات أخرى كثيرة، حتى أنه يحكى أن عمر بن الخطاب قال ذات مرة، والله إنا كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا، حتى أنزل القرآن فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم.” (الأفغاني [Al-Afghani] ١٩٤٥، ٢٤).

أما النبي فقد جاء بمقولات مهمة بشأن النساء. فمثلاً شرح النبي للرجال أهمية مقدمات الجماع: “لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة. وليكن بينهما رسول.” ولقد سأله أصحابه عن ماهية الرسول فأجاب القبلة والكلام” (الغزالي [Al-Ghazali] مجلد ٢، ٤٦).(9)

كما أن النبي جعل من زوجته عائشة حجة دينية عندما قال: “خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء” (السكاكيني [Sakakini]۱۹5۰، ۱۲۸). وقد استمر المسلمون بعد وفاته في عَدِّها الحجة الدينية الأولى، وهكذا لعبت دورًا مهمًا في تطور الإسلام لاحقًا.

ومن أقوال النبي الأخرى: (الأفغاني 1945):

ولقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم.” (55)

ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلا ًأحدًا لفضلت النساء.” (5۸)

من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يأثر ولده عليها، أدخله الله تعالى الجنة.” (59)

وكانت هذه الكلمات ضمن آخر ما نطق به النبي وهو على فراش الموت:

استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عوان.” (ابن يزيد مجلد 1، 594)(10)

يمثل كل ما تقدم حقائق يعرفها جيدًا أي مسلم عالم بدينه. ولكن الإسهام الأعظم الذي قدمه الإسلام للقضاء على الأبوية لا يتمثل في هذه القائمة من الإصلاحات، ولكن في أن الإسلام وضع الرابطة الدينية التي يكون فيها الكل متساويًا – الذكر والأنثى، والأسود والأبيض، والكبير والصغيرمحل ’العروة الأبوية‘ في الجاهلية. وبفعله ذلك ضرب الإسلام النسق الأبوى في مقتل. الأمر الذي أدى إلى إضعاف الولاء القبلي، إذ أصبح الأخ يقاتل أخاه من أجل الدين. وقد ظهرت أشكال جديدة من الولاء مبنية على مبادئ أخلاقية ودينية بدلاً من المبادئ أبوية النسب.

وفي الوقت نفسه شدد النبي على صلة الرحم، وجعل من واجب المسلم احترامها. وعندما سأل رجل النبي ذات مرة من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك” (الأفغاني، 54). وقد كانت المشكلات التي تواجه الدعوة إلى الإسلام في ذلك الوسط العدائي تعنى أنه كان على الإسلام أن يتسلح بقدر لا نهائي من المرونة والقدرة على التكيف. ولهذا، كان على النبي اللجوء إلى العديد من المناورات والحلول الوسطية من أجل تحقيق غايته.

وقد يرى المسلم المخلص ذلك ادعاًء بغيضًا، إذ إن الحقائق الإلهية التي ينص عليها القرآن حقائق أبدية لا تتغير.

ولكنني سوف أسأل هذا المسلم هنا أن يعيد النظر في مفاهيم الناسخ والمنسوخ التي تعنى أن أجزاء من القرآن قد أبطلت أجزاًء سابقة عليها. وقد جاءت مبررات تلك التغييرات بأن الأوامر والنواهي الجديدة لم تعد ملائمة للناس. ونجد القرآن يعلن بوضوح: “فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك” (سورة آل عمران الآية 159).

وبعد أن عزز الإسلام من قوته، وبعد أن مر المجتمع ببعض التطورات، أصبح من الممكن إدخال الأوامر والنواهي اللاحقة التي تنسخ ما قبلها. وبعد وفاة الرسول، استمر العلماء في تعديل الأوامر والنواهي تبعًا لمعايير واضحة. ذلك ما أكسب الإسلام المرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات الاجتماعية والتاريخية. وهكذا، سعى النبي إلى تغيير البنى المحيطة به، التي كان يخبرها تمامًا، ولكن بتأنٍ وحكمة. فقد يسر مثلاً الزواج والطلاق للرجال والنساء مع أنه كان على دراية بحرص العرب على أبوية النسب (انظري تناولي لهذه النقطة لاحقًا).

كما جعل النبي إثبات الزنا من شبه المستحيلات،(11) إذ يتحتم أن يرى أربعة شهود عضو الرجل داخل فرج المرأة! أو أن يعترف الطرف المذنب دون إكراه، ولا ضغط عقلى، وألا يكون تحت تأثير المسكرات. أما لو سحب الشاهد أو الطرف الذي اعترف شهادتَه، فتسقط التهمة، حتى لو وقع ذلك في آخر لحظة.

ولو شهد شاهد على أحد بالزنا زورًا، فيعاقب الشاهد بثمانين جلدة. ويعاقب الزاني المحصن بمائة جلدة، أما الزاني غير المحصن فيعاقب بخمسين. وتنطبق هذه القاعدة على الرجال والنساء على حد سواء.

ويدعى البعض أن عقوبة الزنا هي الرجم حتى الموت. تلك كانت عادة قبلية قديمة ولم يأت ذكرها في القرآن، وإنما في الحديث. وقد نص القرآن بوضوح على مائة جلدة للمحصن ونصفها لغير المحصن.(12)

ومن إسهامات الإسلام الأخرى أنه احتفظ بنظرة الجاهلية إلى المرأة بوصفها كائنًا قادرًا وفعالاً. وهكذا، فبالرغم من رفض بعض النساء للإسلام، فقد انخرطت فيه أغلبية النساء، وكن يناقشن الرسول، ويحاججنه ويملون عليه مطالبهن. وقد كن في ذلك يرسلن إليه بممثلة لهن أو بوفد كامل.

وقد اشتركت النساء كذلك في البيعة، مما يعني أنهن بوصفهن جماعة (لم تعد منقسمة ’بالعروة الأبوية‘) قد أصبحن الآن جزءًا لا يتجزأ من العملية السياسية.

ولأن عائشة قامت بدور قيادي قوى بعد وفاة الرسول، فقد أصبحت صورة المرأة العربية في تلك الفترة هي صورة المرأة النشطة والمستقلة والقادرة.

ولست أبغي القول بأن سجل النبي محمد كان سجلاً نسويًا ثوريًا. ولكنة بالتأكيد قام بمحاولة شجاعة وناجحة في ذلك الوقت لتقويض الأبوية واستعادة بعض حقوق النساء المسلوبة.

وقد توصل النبي إلى حل وسط مع القوى الأبوية ذات النفوذ الكبير في مقابل استعادة تلك الحقوق، فقد وُعدوا بالجنة إن هم اتبعوا تعاليم الإسلام في حياتهم.

ولكن ’العروة الأبوية‘ القبلية كانت أقوى من أن تنفصم بسهولة ودون رجعة، إذ كانت العقلية الأبوية على القدر نفسه من العناد والتشبث. ولهذا، فقد حاول الكثير من العرب الرجوع إلى سيرتهم الأولى بعد وفاة الرسول، وقد سمى أولئك ’المرتدين‘. وسرعان ما استخدم المسلمون القوة العسكرية لسحق ذلك الاتجاه، ومن ثم أعتُبر الموضوع منتهيًا.

وهنا وفي الوقت نفسه تقريبًا بدأ الاستحواذ الأبوي الإسلامي من داخل صفوف الرجال. ولأن النساء كن في المراحل المبكرة لبناء قواعد قوتهن، فلم يكن باستطاعتهن إيقاف ذلك التغيير الذي حدث. وهكذا تسارعت عملية الاستحواذ في وضح النهار.

وعلى سبيل المثال، لم تمر على وفاة النبي إلا فترة قصيرة إلا وكان الخليفة عمر بن الخطاب يتحدث في إحدى خطب الجمعة مقترحًا خفض مقدار الصداق ليصبح مبلغًا رمزيًا. وهنا، قامت امرأة كبيرة من الصفوف الخلفية للمسجد معترضة: “ليس لك هذا يا عمر، ثم تلت الآيات القرآنية التي تعطى النساء الحق في تحديد صدقاتهن بأنفسهن، وفي الاحتفاظ بها ملكية شخصية (بوصفها مصدراً لاستقلالهن الاقتصادي). وهنا، تراجع الخليفة فورًا قائلاً: “أصابت امرأة وأخطأ عمر” (السكاكيني ۱۹5۰، ۱۲۹۱۳۰). (۱۳)

ولكن مع تكثيف المحاولات اللاحقة، فقدت النساء حقوقهن الشخصية. وقد منعن كذلك من أن يكن قاضيات. وهناك بعض الدول العربية التي تُمنع فيها النساء من إدارة الأعمال أو السفر دون موافقة كتابية من الزوج. وقد تسربلت النساء بالسواد من رؤوسهن حتى أخمص أقدامهن وانعزلن عن الرجال. كما منعن من التحدث بأصوات مسموعة، ولذا فقد ابتكرن صيحة مميزة في حفلات الزفاف، التي تنتج بوضع برجمة اليد في الفم أو بتحريك اللسان كل ذلك للتعبير عن الغبطة في بلاد تحجب أصواتهن. وقد حدث كل ذلك باسم الإسلام!

ومن اللافت أن الأبوية الإسلامية بكل القهر الذي تتسم به استمرت في اعتبار النساء كائنات قادرة وخطرة في آن واحد. وهكذا، نجد أن السياسات التي انتهجتها (مثل الحجاب وعزل النساء) قد سعت إلى تقييد قوة النساء وتحديدها لا إلى إنكارها.

ومع نشاة الأيديولوجية الغربية، أصيبت الأبوية العربية بالعدوى التي ترى النساء كائنات أدنى، وامتزجت هذه الفكرة الجديدة بالممارسات الأقدم وتحولت إلى قوة قهرية رهيبة.(14) وقد دفع تلك الكثير من النساء إلى العودة إلى الحركة الأبوية الإسلامية التي وإن كانت تقهرهن، فقد بدت لهن على الأقل أخف إذلالاً لأنها تعدهن كائنات قادرات وعلى قدم المساواة، وتتعامل معهن من ذلك المنطلق.

ولكن عودتهن لم تكن خالية من التفكير النقدي. فبعد أن اكتسبت النساء العربيات القوة من الحركة النسوية العالمية، وبعد أن أصبحت لهن قيمة أكبر بفضل الفرص المتاحة جرَّاء عمليات الترويج والدعاية، نجد الآن أن اليمين واليسار يخطبان ودهن. ولكننا نجد كذلك أن اليمين واليسار على حد سواء ليسا على استعداد لتحمل الثمن الباهظ لدعم النساء. ولكن النساء قد حققن بعض النجاحات باستخدام قدراتهن البسيطة على المساومة، وهو ما يعني داخل الجماعات الإسلامية العودة إلى أيام الإسلام الأولى عندما كان النبي على قيد الحياة.

وسوف أناقش في الجزء التالي ثلاث مشكلات أساسية تواجه المسلمات، شارحة دور الأبوية في خلق تلك المشكلات. كما سأوضح أن تلك المشكلات سوف تختفى لو أننا التزمنا بنص القرآن بدلاً من التفاسير الأبوية المخزية.

لن أضيع وقت القراء في الهجوم على الأفكار المغلوطة الواضحة عن الإسلام. فالمشكلات الأكثر خطورة لا تتضمن الحجاب. وقد ظهرت الكثير من الكتابات بالعربية حول هذا الموضوع، محاولة إبراز الأصول غير الإسلامية لهذه العادة. أما المشكلات الأكثر خطورة فهي في رأيي تتعلق بالموضوعات الآتية:

1- تعدد الزوجات

2- الطلاق

۳سيادة الرجال على النساء

4- الإدلاء بالشهادة

5- الميراث

ولدواعي المساحة، فسوف أكتفي بتناول أول ثلاث مشكلات، ولكني أعترف أنني ما زلت أبحث في موضوع الإدلاء بالشهادة الذي تعادل فيه شهادة امرأتين شهادة رجل واحد (يمكن الرجوع إلى نظيرة زين الدين [Nazirah Zein Ed-Din] لمطالعة المزيد حول هذه القضية).

1 – تعدد الزوجات

بحسب الدين الإسلامي، يحق للرجل أن يكون له أربع زوجات في وقت واحد. وليس للمرأة الامتياز نفسه. ولقد تسبب ذلك في الكثير من التعاسة للنساء، ولذا دعونا نناقش هذه المشكلة.

أولاً، لا يمكن استنتاج أن المسلمين يحق لهم الزواج بأكثر من زوجة من مجرد حقيقة أن النبي كان متزوجًا بأكثر من زوجة في الوقت الأخير من حياته، ذلك أن القرآن يؤكد بوضوح أن النبي وزوجاته ليسوا كالرجال والنساء الآخرين (سورة الأحزاب، الآيات ۳۲، ٥۰). فعلى سبيل المثال، بينما كان النبي يشجع الأرامل والمطلقات على الزواج مرة أخرى، كان محرمًا على زوجاته الزواج بعد وفاته. وقد كن يعتبرن ’أمهات المؤمنين‘، ولا يحل لمؤمن الزواج من أمه. ولكن ينبغي هنا أن نذكر أنه عندما تقدم السن بالنبي، أعطى زوجاته حرية الاختبار في أن يتركنه ويتزوجن من رجل آخر، ربما يكون قادرًا على القيام بواجباته الزوجية (الأفغاني 1945، 79). رقد رفضت جميع زوجاته تركه ما عدا واحدة.

ثانيًا، إن الآية القرآنية التي استخدمت لتبرير تعدد الزوجات هي:

“… فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة…” (سورة النساء الآية 3).

وبالطبع تزوج الكثير من الرجال الزوجات الأربع، معلنين أنهم يعدلون بينهن. ولكن كما هي عادة هؤلاء الرجال، فقد اختاروا أن يتجاهلوا أية أخرى في السورة نفسها، تقول الآية:

ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم…” (سورة النساء، الآية ١٢٩).

وهنا يتضح لنا مقصد الآيات لو نظرنا إليها مجتمعة:

(أ) إذا كنتم تستطيعون تحقيق العدل والمساواة بين النساء، فيمكنكم اتخاذ أربع زوجات.

(ب) إذا لم تستطيعوا تحقيق العدل والمساواة بين النساء، فاتخذوا زوجة واحدة.

(ج) لن تستطيعوا تحقيق العدل والمساواة بين النساء.

تشكل الجمل (ب) و (ج) الشكل المنطقى الآتي:

إذا تحقق (س)، فافعلوا (ص)

وبما أن (س) لن يتحقق

إذن يلزم أن يكون (ص) أي أنه عليكم اتخاذ زوجة واحدة.

ثم إنه بالنظر إلى (ج) فإن الشرط المنصوص عليه في (أ) لن يتحقق أبدًا، ولذلك لن نستطيع أبدا القول: يحق لكم اتخاذ أربع زوجات. ويذهب مفكرون مسلمون آخرون إلى أن لكلمة تعدلواالواردة في الآيتين السابقتين معنيين مختلفين! (محمصانی 1965، 470). (١٥) لذا يجب دمجهما معًا للوصول إلى استنتاج ما. ولكن ليس لدينا دليل قوى على وجود التباس في معنى كلمة ’تعدلوا‘ في هاتين الآيتين، ولذا تقع على عاتق هؤلاء المفكرين مهمة إثبات رأيهم. أما نحن (النساء) فلسنا مقتنعات بما يقولون. يبدو من الأوضح أن قضية تعدد الزوجات برمتها هي نتاج محاولات أبوية لتحريف معاني القرآن لصالح الرجال.

2 – الطلاق

إن الطلاق حدث جلل في الإسلام. ولكن تبعًا للعرف يمكن للرجل أن يطلق المرأة متى يشاء، في حين لا تملك المرأة القدرة على تطليق زوجها مهما كانت تعِسة معه.

وحقيقة الأمر أن عقد الزواج في الإسلام هو عقد مبرم بين أشخاص، ويمكن لأي من الطرفين إضافة الشروط التي يريدها. ومن ضمن هذه الشروط أنه لو اتخذ الزوج زوجة ثانية تطلق الزوجة الأولى تلقائيًا، أو أن للمرأة الحق في تطليق زوجها متى تشاء، أو أن الزوج يطلق تلقائيًا لو أتي بفعل ما منصوص عليه في العقد، مثل أن يشرب المسكرات أو أن يعود إلى البيت متأخرًا.

وبالفعل نجد أن مثل هذه الشروط قد توضع في العقود حتى يومنا هذا. وتتمسك نساء كثيرات بحقهن في إيقاع الطلاق ويضعن ذلك في العقد. وقد سمعت عن امرأة حددت أن يفسخ زواجها في اللحظة التي يعصى زوجها أمرًا لها. وقد أرعب ذلك الزوج حتى أنه استجاب لكل ما يخطر لها على بال.

وبالطبع، فإن نساء الطبقة العليا اللاتي يمتلكن القدرة على المساومة هن اللاتي يطلبن تلك العقود المعدلة. ومع تغير الوضع الاقتصادي في العالم العربي، سيكون للمزيد من النساء بدائل حقيقية أخرى للزواج، وسوف يصبح هذا الشكل من العقود المعدلة هو القاعدة لا الاستثناء (وقد حدث ذلك بالفعل في تونس). وهكذا، نجد مرة أخرى أن الشكل الجائر لعقد الزواج الموجود في العالم العربي الآن قد أعد بصورته الموحدة وروج له من قبل الأبوية لخدمة مصالحها.

۳سيادة الرجال على النساء

ويأتي الأخذ بهذه الفكرة من الآية الآتية:

الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم” (سورة النساء الآية 34).

من الصعب فهم كلمة قوامون، حيث يراها البعض تعني ’حماة‘ و’عائلون‘. (١٦) ولكن ذلك الفهم ليس دقيقًا تمامًا، حيث إن الفكرة الأساسية هنا هي فكرة الإرشاد والرعاية.

وقد فسر رجال كثيرون الآية السابقة على أنها تضع الرجال في موضع إدارة شئون النساء لأن الله خلقهم متفوقين على النساء (في القوة والعقل)، ولأنهم يعولون النساء (ينفقون أموالهم عليهن). ولكننا نجد هذا التفسير وهو التفسير المتفق عليهأولاً بلا برهان، وثانيًا لا يستقيم مع مبادئ الإسلام .

دعوني أولاً أوضح أن ذلك تفسير بلا برهان. كبداية، لا تنص الآية في أي موضع على تفوق الرجال الجسدي أو العقلي. ثانيًا، إذا كان الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعض الرجال على بعض النساء، وأيضًا بما أنفق الرجال من أموالهم، إذن فمن الواضح أن الرجال بوصفهم فئة ليسوا قوامين على النساء بوصفهن فئة.

وتحدد الآية شروط القوامة بشرطين: (1) أن يكون الرجل شخصًا وهبه الله أكثر مما وهب المرأة فيما يتعلق بالموضوع المعنىِّ، و(٢) أن يكون عائلها. وإذا لم يتحقق أحد هذين الشرطين فلن يكون الرجل قوامًا على المرأة. أما إذا تحقق الشرطان فإن ذلك يؤهله فقط لأن يرعاها ويقدم لها الإرشاد المعنوى، فالمرأة المسلمة لا تفقد حقها في تقرير مصيرها، بما في ذلك إبرام أي نوع من أنواع العقود التعاملية دون أخذ الإذن من زوجها، إلا في ظروف قصوى (مثل الجنون). ولكن الرجال قد استخدموا الآية ليمارسوا السلطة المطلقة على النساء، كما استخدموها للادعاء بأن الرجال موكلون من الله، وأنهم متفوقون بطبيعة خلقهم. وتجدر بنا هنا ملاحظة أن الآية لا تؤكد حتى أن بعض الرجال متفوقون بطبيعة خلقهم على بعض النساء، ولكنها تقول فقط إنه قد يكون لبعض الرجال أكثر ما لبعض النساء في أمور معينة.

على سبيل المثال، قد يكون على الزوجة أن تتخذ قرارًا تجاريًا، فتجد أن معرفتها بالسوق أقل من معرفة الكثيرين (لأنها لم تنخرط في تلك المجال بما فيه الكفاية). وإذا كانت معرفة الزوج أكبر من معرفتها (في هذا المجال)، فعند ذلك (فقط) يكون قوامًا عليها في هذا الأمر بعينه، أي أن يرشدها ويحافظ على مصالحها مع التسليم التام بأن القرار الأخير لها وحدها. (تجدر ملاحظة أن هذا التفسير يستتبع أنه ما من حق لأحد في نصح امرأة تعول نفسها). ولأن الإسلام يؤكد الديموقراطية ويأمر المسلمين بالتشاور بينهم في اتخاذ القرارات، فإن هذه النتيجة تأتي متماشية تمامًا مع روح الإسلام.

سوف أوضح الآن أن التفسير التقليدي لا يستقيم مع مبادئ أخرى في الإسلام. ترد الآية الآتية في موضع آخر في القرآن:

والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض” (سورة التوبة الآية 71).

وتعني كلمة أولياء ’حماة‘ و’مسئولون‘ و’مرشدون‘. وهي مماثلة لكلمة قوامون“. كيف للنساء أن يكن أولياء للرجال إذا كان الرجال متفوقين عليهن في القوة الجسدية والعقلية معًا؟ كيف تكون النساء مسئولات عن الرجال الذين يملكون السلطة المطلقة على حياتهن؟ من الواضح أن الآية تضع الرجال والنساء على قدم المساواة. أما التفسير التقليدي فيجعل الرجل في مرتبة أعلى من المرأة.

وسوف أختم هذا الجزء من التحليل باقتباسين وتعليق. أما الاقتباس الأول فمن كلام النبي:

الناس سواسية كأسنان المشطلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لرجل على امرأة إلا بالتقوى.” (الخط الداكن في الجملة الأخيرة أضيف بواسطة كاتبة المقالة) (عبد الرءوف Abdul- Rauf ۱۹۷۷، ۲۱).

أما الاقتباس الثاني فمن نظيرة زين الدين الكاتبة النسوية العربية التي عاشت في مطلع القرن العشرين (أنظري مقالتها في هذا الشأن):

ما هذا القانون الجائر الذي تتغلغل روح الاستبداد والظلم المخالف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ إنه لمن الوضع الغالب، وضعه الرجل الذي غلب المرأة بقوة جسمه، متلاعبًا بكتاب الله مفتخرًا بظلمه واستبداده وإن أضرّا به. وضعه مستقلاً لم يشركها في وضع حرف فيه فجاء على هواه مخالفًا لإرادة الله. (الخط الداكن في الفترة السابقة أضيف بواسطة كاتبة المقالة) (نظيرة زين الدين ۱۹۲۸، ١٤٠).

وها هو ذا التعليق: قد يتعذر حل مشكلات أخرى بالطريقة نفسها التي تَعاملنا بها مع المشكلات التي طرحناها في هذه المقالة. وفي تلك الأحوال، يستحسن أن نضع في حسباننا أن العلماء قد قبلوا العديد من المعايير الأساسية المستخدمة في تغيير القوانين، وأعتقد أن أهم مقياس من هذه المعايير هو الذي يأخذ بأنه: “لا يمكن إنكار أن التشريعات تتغير بتغير الزمان والمكان” (محمصانی 1965، 478). وقد شهد الماضي تطبيق هذه القاعدة بشكل متكرر، ومن الواجب استخدامها مرة أخرى لتحقيق ما فيه الخير.

لقد حاولت أن أوضح بعض أوجه سوء الفهم التي تحيط بموضوع النساء والإسلام، وذلك بعرض بعض الحقائق التاريخية والطروح الدينية. وقد كان من الأسهل الانصراف عن الأمر برمته على أساس أن الدين أداة أبوية. ولكن ذلك يعني (أ) الاستسلام الكامل للأبوية، و(ب) تجاهل مشاعر المسلمات النسويات اللاتي يرين المشكلات التي أثرتها فيما سبق مشكلات جد حقيقية، و(ت) تجاهل واجب المرأة في أن تفهم تاريخها فهمًا صحيحًا بعد أن سلموه لها مصوغًا من منظور المستعمر الغربي. إنه أيضًا واجبي أن أتناول تلك القضايا من منظوري المحلي وأقدم ذلك للقراء الذين يتعذر عليهم الحصول على المصادر الأصلية.

عزيزة الحبري (Azizah al-Hibri): أستاذة للفلسفة والقانون، وباحثة تتركز كتاباتها حول الإسلام والديمقراطية، وحقوق النساء المسلمات، وحقوق الإنسان في الإسلام. وتتضمن دراساتها الأخيرة اهتمامًا بالمنظور الإسلامي لقضايا العنف المنزلي، وعن أدوار النساء في المجتمع عبر العصور. وهي من مؤسسات كرامة: قانونيات مسلمات من أجل حقوق الإنسان“.

*Azizah al-Hibri, “A Study of Islamic Herstory: or How did we ever get into this mess?” in Women’s Studies International Forum 5 (1982): 207-219.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يعتنق الكثير من المسلمين المحافظين، ولكن ليس جميعهم، فكرة أن التراث الإسلامي بصورته الحالية عادل ومنصف للنساء. انظر/ى على سبيل المثال كتاب محمد عبد الرءوف ((Muhammad Abdul-Rauf, The Islamic View of Women and the Family, Speller: New York, 1977 ). لمطالعة رأى يأخذ بأن الإسلام كما يمارس الآن يعد أبويًا، انظر/ي نظيرة زين الدين، السفور والحجاب والذي أورد جزءًا منه في هذه المقالة.

(2) لعرض هذا الموضوع والتحليلات التاريخية التي سوف ترد لاحقًا، اعتمدت أساسًا النسخة المطولة من تاريخ العرب المجلد رقم ۱ تألیف بي هتى (P. Hitti) وترجمة إي جرجی (E. Jirji ) وتحرير جای جبور J.Jabbour))، الذي نشرته دار الكشاف ببيروت، ۱۹4۹.

(3) يرجح المحمصاني أيضًا ذلك الاحتمال، صفحات 47 و64.

(4) استلهمت العرض التالي للنساء الشهيرات من أعمال وداد سكاكيني، وهي امرأة سورية ألفت كتاب إنصاف المرأة (دمشق: دار ثبات للنشر، ۱۹5۰)، وكتاب أعلام النساء لعمر رضا كحالة (بيروت: معهد الرسالة، ۱۹۷۷). ولأعمال السكاكيني أهمية خاصة لأنها مكتوبة من وجهة نظر نقدية، وتدعو إلى عودة نساء العرب إلى أسلوب حياتهن الأصلي النشط.

(5) المصدر هنا وفي الأمثلة التالية هو في الأساس سعيد الأفغاني، الإسلام والمرأة (دمشق: الترقي للنشر، ١٩٤٥) الجزء الأول، الفصل الثاني، صفحات ۲۱۲۹.

(6) هناك إشارة ضمنية إلى هذا الطرح في محمصاني، 46. وقد سمعت الكثير من العرب المعاصرين يعبرون عن الرأى نفسه.

(7) لمطالعة المزيد عن دور التقنية في نمو الأبوية، وعن أصول الاثنين، انظر/ي مقالتی: (“Capitalism is an Advanced Stage of Patriarchy: But socialism is not Feminism,” in Women and Revolution, ed.,Lydia Sargent, Boston: South End Press, 1981.

(8) أخذت هذه القائمة أساسًا من كحالة، المرأة، المجلد رقم 6، بيروت: معهد الرسالة (۱۹۷۷)، صفحات ۷۸.

(9) أبو حامد الغزالي إحياء علوم الدين الطبعة الحديثة، المجلد الثاني (القاهرة: دار الحلبي للنشر، ١٩٥٨)، ص.46. يعد هذا العمل واحدًا من الكتب الإسلامية المرجعية، ويمثل حتى يومنا هذا مصدرًا للبيانات وللمعلومات.

(۱۰) محمد ابن يزيد (المعروف كذلك باسم ابن ماجة)- السنن، الطبعة الحديثة، المجلد الثاني (القاهرة: دار الحلبي للنشر، ١٩٥٣)، ص.594. يعد هذا العمل هو الآخر من الكتب الإسلامية المرجعية.

(11) انظري على سبيل المثال عرض عبد الله العلايلي في أين الخطأ؟ (بيروت: دار العلم للملايين، ۱۹۷۸)، ص ۸3-84.

(12) لمطالعة المزيد حول هذا الموضوع، انظری العلایلی، ۸6-۸۸.

(۱3) تجدر الإشارة هنا إلى أن حجة الخليفة وراء ذلك الاقتراح كانت أن النساء لسن للبيع في الإسلام.

(14) لمطالعة المزيد حول هذا الموضوع، انظري مقالتی “The Status of Women Among the Lebanese and Palestinian Left in Lebanon”، لم تنشر بعد، ومقالي “Capitalism is an Advanced Stage of Patriarchy”.

(15) يعرض المحمصاني هذا الرأى ولكنه لا يؤيده.

(16) انظري على سبيل المثال ترجمة يوسف على: (Yusuf Ali, trans, The Holy Quran, Washington, D.C.: The Islamic Centre, 1978)، وهي إحدى أفضل الترجمات. وقد اعتمدت عليها كثيرًا في هذا العمل ولكنني قمت أحيانًا بإدخال بعض التعديلات.

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات