المعسكر

المعسكر

نويبع أرض الأحلام. مكان لم يحلم البعض يومًا بالسفر إليه. قرر المنتدى السفر إلى نوييع. اجتمع الأشخاص في ليلة الخميس، وبدأت الرحلة في ليلة قارسة البرودة ومع بزوغ فجر الجمعة وصل الأتوببيس لنري مولد يوم جديد في حياتنا – لنختبر تجارب لم نعشها من قبل.

محمد وآرام، وريكاردا، أشخاص عاديون يمتلكون خبرات خاصة ساعدت فتيات المنتدى على الاتصال بذواتهن وتجاوز حاجز الخوف والتعبير عن ذواتهن بشكل أفضل. وقد كان ذلك الهدف الأساسي من المعسكر.

آرام شاب أردني مفعم بالحيوية جاء ليدرب فتيات المعسكر – بمعاونة شاب مصري اسمه ياسر – على مهارة الدفاع عن النفس، ليس فقط بالمفهوم السائد، وهو إيقاع الطرف الآخر أرضًا، ولكن بإبراز الثقة بالنفس للآخر حتى لا تكون الفتاة فريسة سهلة لأي عابر سبيل. تعلمنا بعض الحركات البسيطة التي قد تفاجئ المعتدي، تعلمنا كيف نمشي، وكيف نفكر حين نمشي، وكيف نتصرف قبل خوض أي عراك، وكيف أن نظرة الثقة في أعيننا يمكن أن تمنع وقوع المضايقة من أساسه. هي مجرد أساسيات إذا امتلكتها أي فتاة تمكنت من التعامل مع مضايقات الشباب الفارغ في الطرقات.

لم يقتصر المعسكر على فكرة الدفاع عن النفس ولكن تضمن أيضًا فكرة الاتصال بالذات التي ساعدنا عليها محمد سلطان مدرس في علوم حقوق الإنسان، دعي إلى المعسكر ليساعدنا كي نغوص داخل أنفسنا لنرى حقيقتنا. لنعرف شخصياتنا الحقيقية.

تضمن المعسكر تدريبًا قدمته ريكاردا مالكة المعسكر ومضيفتنا الألمانية الأصل، قدمت لنا فيه أفكارًا عميقة عن طريق الحركات الراقصة. علمتنا كيف نشعر بأطرافنا وأجزاء جسمنا المختلفة، كيف نرقص مع خيالنا. أرتنا كيف أن باتحادنا مع خيالنا الذي هو أنفسنا، تتولد داخلنا طاقات لم نكن على دراية بها، رأينا في خيالنا ما لم نره في انعكاس المرآة، البعض اكتشف أن الأنثى تكمن في داخله دون الشعور بها. أما بعض الفتيات فاكتشفن في أنفسهن أنهن متحجرات وتنقصهن الليونة، ليس فقط في الحركات الراقصة ذاتها ولكن في أفكارهن أيضًا.

وأخيرًا وليس آخرًا، اجتمعت آراؤنا على أن المعسكر كان ناجحًا جدًا وتمنينا أن تطول المدة حتى يتسنى للجميع التعرف على الشخصية الحقيقية للآخر.