كانت من أبرز القضايا التي ناقشها مسلسل “صوت وصورة” قضية التحرش داخل العمل، حيث سلط المسلسل الضوء على أهمية التبليغ عن وقائع التحرش، وعن ضرورة عدم السكوت عن الاعتداءات الجنسية بمختلف أشكالها، والتي من أبرزها التحرش الجنسي، وأوضح أن الصمت يولد الجريمة، عن طريق عدد من المشاهد للنجمة “حنان مطاوع” وهي تناشد أقاربها من الدرجة الأولى (زوجها، ووالدها، وأخواتها) على ضرورة الإبلاغ عن واقعة التحرش التي تعرضت لها من قبل الدكتور الذي جسد شخصيته الفنان “مراد مكرم”، التي كانت تعمل معه في عيادته الخاصة، وعدم السكوت عن هذا حتى لا تتعرض نساء غيرها للتحرش والاعتداء على يد نفس الدكتور، وحتى لا تمر السنين وتتعرض ابنتها لمثل هذه الواقعة.

وهنا جاء أهمية تصديق مصر على اتفاقية C 190، وهي اتفاقية منظمة العمل الدولية، والذي تم اعتمادها في يونيو 2019، بهدف القضاء على العنف والتحرش في عالم العمل، بما في ذلك العنف والتحرش القائم على النوع الاجتماعي، وهي بمثابة أول معاهدة دولية تعترف بالحق الأساسي في عالم خالٍ من العنف والتحرش، ولا سيما القائم على النوع الاجتماعي.

ونجد أن المسلسل طرح أيضًا فكرة أن المجني عليها يجب أن توفر أدلة مُقنعة لاثبات تحرشها من أحد الأشخاص، وهو الأمر الصعب جدًا بل مستحيل أحيانًا، فقد لا يشاهدها أحد فلا تملك شهودًا، وقد تتعرض للتحرش في مكان لا يتوافر فيه كاميرة مراقبة، أو به كاميرة ويتم مسح بياناتها لإخفاء الجريمة، فما الحل وقتها.
كما أبرز المسلسل فكرة إمكانية التلاعب بالأدلة عن طريق استخدام الذكاء الصناعي، فقد يكون التطور التكنولوجي الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة، عنفًا إضافيًا تواجهه المرأة.
الجدير بالذكر، أن مسلسل “صوت وصورة” من بطولة حنان مطاوع، وليد فواز، صدقي صخر، مراد مكرم، عمرو وهبه، ناردين فرج، نجلاء بدر، ومن تأليف محمد سليمان عبد المالك، وإخراج محمد عبد التواب “توبة”، وإنتاج أروما استديوز للمنتج تامر مرتضى، ويتم عرضه على قناة dmc ومنصة watch it.

“ورق التوت”.. قضايا مجتمعية تواجهها المرأة

يعرض حاليًا مسلسل “ورق التوت” على شاشات التلفزيون ليكون من أكثر المسلسلات الدرامية التي تعرض حاليًا مشاهدة، وذلك لأنه ناقش عدد كبير من القضايا المجتمعية التي تواجهها المرأة في المجتمع المصري، وجاء على رأسها قضية التحرش الجنسي، والختان، والتنمر، بالإضافة إلى تحديد النسل، والعنف الأسري، والمشاكل الطبقية، والاضطرابات النفسية، وغيرها من أشكال العنف البين الواقع على المرأة داخل وخارج منزلها، بل وفي بيئة عملها.
يطرح المسلسل هذه القضايا الاجتماعية الحساسة والتي تهم النساء بشكل أكبر، من خلال شخصيات الأبطال، حيث أن كل بطل قصة مختلفة عن الآخر يساهم في تسليط الضوء على قضية معينة، ولكن يظل الرابط المشترك بينهم هو الرغبة في التمثيل.
وتكشف أحداث المسلسل قصة كل شخص ومعاناته من شيء ما سواء من عائلته، أو مشكلة في شخصيته أو غيرها من أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي، كما يسلط الضوء على مشاكل الشباب في المجتمع المصري، إضافة إلى دمخ قصص أخرى اجتماعية ورومانسية خلال الخطوط الدرامية المختلفة بالمسلسل.

وأخيرًا، نأمل أن تكون مثل هذه الأعمال الدرامية سلطت الضوء على جزء بسيط مما تعانيه المرأة في المجتمع المصري، لمحاولة التغيير والاعتراف بحقوق المرأة، وتطبيق المُشرع للعقوبات اللازمة التي تحمي المرأة في كل مكان