خدمات الصحة الجنسية والأنجابية واختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب:
رؤى وتجارب النساء والرجال الذين يعيشون بالفيروس
ملخص:
تمثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وصمة اجتماعية في أنحاء العالم، مما يجعل من الصعب على الذين يعيشون بهذا الفيروس الحصول على الاختبارات، أو العلاج، أو الرعاية، أو المشورة، أو حتى التصرف بناءً على التشخيص، أو الحصول على النصح والعلاج، وذلك خوفاً من إساءة الحكم عليهم، وفي كثير من الأحيان يعكس مقدموا الرعاية الصحية ذلك التحامل الموجود في المجتمع. ولذلك فإن وجود مقاربة لحقوق الإنسان تتضمن الحقوق الجنسية والإنجابية على نحو إيجابي، وليس مجرد الرؤية الطبية المحدودة، أمر أساسي لتحقيق الشراكة الحقيقية بين مقدمي الرعاية الصحية وبين المستفيدين من الخدمة. ويدور موضوع هذه الورقة حول تجارب نساء ورجال من حاملي فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب { مصطلح حاملو الفيروس هو ترجمة HIV positive (المترجم)، سنستخدم تعبير “حاملو الفيروس” في هذه الورقة كترجمة مختصرة للنساء أو الرجال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وسنستخدم تعبير “النساء المتعايشات مع الفيرس “كترجمة مختصرة للنساء اللاتي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز (المحررة)}. مع خدمات الصحة الجنسية والإنجابية واختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وهي بمنزلة مرشد ليس فقط بشأن كيفية عمل الأشياء والطريقة التي يجب أن تتم بها، بل كذلك بشأن الطرق التي يجب ألا تتم بها، كما أنها تحدد الخطوط العامة للحقوق الجنسية والإنجابية التي يعتبرها الأشخاص حاملو الفيروس مهمة، وتقدم نماذج لكيفية انتهاك تلك الحقوق. وتقدم الورقة تصورات ودلالات لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وكيف يمكن للخدمات الصحية دعم الأشخاص بعد تشخيص وجود الفيروس. وهي تحلل أهمية السرية، ومواصلة الرعاية، والمعرفة والمعلومات، ودور جماعات الدعم والرعاية القائمة على البيت. كما أنها تناشد خدمات الصحة الجنسية والإنجابية معالجة قضايا الوصمة والتمييز عند تقديم وتنفيذ اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وعند تقديم العلاج والرعاية والدعم والمشورة.
- Sexual Reproductive Health Services and HIV Testing Perspectives and Experiences of Women and Men Living with HIV and AIDS. May2007 29(15). Emma Bell, Promise Mthembu, Sue O’Sullivan, Kevin Moodyd
جميع الحقوق محفوظة لمجلة قضايا الصحة الإنجابية ٢٠٠٧
كلمات مفتاحية:
فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الأيدز، العيش مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، اختبارات نقص المناعة البشرية المكتسب / خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، الحقوق الجنسية والانجابية.
الجماعة الدولية للنساء المتعايشات مع الفيروس، هي الشبكة العالمية الوحيدة للنساء حاملات فيروس المناعة البشرية المكتسب. عندما تشكلت الجماعة في عام ۱۹۹۲. كانت النساء الحاملات للفيروس يعانين قدراً كبيراً من اللامبالاة وعدم المعرفة بأثر عدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب على النساء، مما دفعهن إلى تأسيس شبكة الدعم والدفاع الخاصة بهن. أما الشبكة العالمية للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب فتعمل من أجل تحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز. وتصر الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، والشبكة العالمية للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، على أن النساء والرجال والأطفال حاملي فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الذين يحصلون( أو لا يحصلون) ويعتمدون (أو لا يعتمدون) على خدمات الرعاية هم من يمكنهم تقييم ما إذا كانت العيادة ومقدموا الرعاية الصحية فيها يقدمون ذلك النوع من خدمات اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، والرعاية، والعلاج الذي يحتاجونه بحق. كما أن الأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب هم أفضل من يحكم على ما إذا كانت الخدمات الصحية تحترم صحتهم الجنسية والإنجابية أم لا، وما إذا كانت تعالج قضايا الوصمة والخوف من التمييز على نحو فعال أم لا.
تقدم هذه الورقة تجارب نساء ورجال حاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وهي تعتمد إلى حد ما على شهادات وأبحاث أجريت بواسطة، ومع عضوات الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بالفيروس وهيئة العاملات بها. وكذلك من أبحاث وتقارير أوسع بواسطة أشخاص يعيشون بالفيروس، وعن هؤلاء الأشخاص تتناول الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية والخدمات الصحية. وتمثل وجهات نظر النساء والرجال الحاملين للفيروس وآراؤهم وتجاربهم المقدمة هنا إرشاداً، ليس فقط بخصوص كيفية عمل الأشياء والطريقة الواجب عملها بها، بل كذلك الطريقة التي يجب عدم أداؤها بها. والهدف الأساسي لعمل الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، والشبكة العالمية للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وهو ما توضحه هذه الورقة، هو ضمان تمكن النساء والرجال الحاملين للفيروس من الحصول على الخدمات الجيدة والاستفادة منها، بما في ذلك تحسين تدريب مقدمي الرعاية الصحية وممارستهم وتحسين السياسات والبرامج.
يوصم فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في أنحاء العالم بالعار ويُربط به، مما يجعل من الصعب على الأشخاص الحصول على اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، أو العلاج، أو الرعاية أو المشورة خوفاً من إساءة الحكم عليهم. وبالنسبة للجماعات المهمشة مثل العاملات بالدعارة ومتعاطي المخدرات بالحقن، والمساجين، والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال مثلهم، يعد هذا أمراً أصعب بشكل خاص. وربما يعامل مقدموا الرعاية الرافضون وسيئو التدريب بعض الأشخاص الذين لديهم فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب على أنهم ضحايا. ويعاملون الآخر على أنهم أشخاص خطرون. ولذلك فإن هناك ضرورة لمقاربة تتبنى منظور حقوق الإنسان تدمج الحقوق الجنسية والإنجابية الخاصة بالنساء والرجال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب على نحو إيجابي، بديلاً عن الرؤية الطبية القاصرة، وهي ضرورية لتحقيق الشراكات الحقيقية بين مقدمي الرعاية الصحية والمستفيدين من الخدمة.
لابد كذلك من تحليل أي نقاش للحقوق الجنسية والإنجابية الخاصة للنساء والرجال الحاملين للفيروس من منظوري: النوع الاجتماعي، والشؤون الجنسية. ويأخذ إطار النوع أدوار النساء والرجال في المجتمع بالنسبة لبعضهم بعضاً في اعتباره، ويعالج ميزان القوى بينهم. ويوفر إطار الشؤون الجنسية فهماً للسلوك الجنسي والعلاقات الجنسية، فبالنسبة للرجال على سبيل المثال، يرتبط ذلك بالقوة والعنف والخوف المبالغ فيه من المثلية والأدوار النوعية المتصوّرة. وعلاوة على ذلك، ربما يعاني النساء والرجال حاملو الفيروس من الوصمة والتمييز: ليس بسبب وضعهم الخاص بالفيروس فحسب، بل كذلك بسبب وضعهم داخل مجتمعاتهم، ومن ثم يمكن أن يفاقم التهميش الذي يعاني منه الكثيرون من تأثير الوصمة والتمييز. فعلى سبيل المثال، يواجه متعاطو المخدرات بالحقن تمييزاً، ليس داخل مجتمعاتهم فحسب، بل كذلك من النساء والرجال الآخرين الحاملين للفيروس.(1 – 3)
هناك تناقض بين احتياجات الأشخاص الحاملين للفيروس والواقع الاقتصادي والاجتماعي في كثير من الدول النامية، حيث هناك قصور في الموارد المتاحة لخدمات الرعاية الصحية بصورة عامة بالنسبة للسكان جميعاً. ومن الواضح أن استثمار الأموال في تدريب مقدمي الرعاية الصحية الموجودين بالفعل وزيادة أعدادهم من أجل توفير الرعاية الجيدة للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، سوف يساعد كذلك في تحسين الخدمات لكل من هو بحاجة إلى الرعاية، إن تم ذلك في إطار ميثاق شرف “الرعاية للجميع“. وسواء أكان ذلك مثالياً أم لا: فإن النجاح في معالجة الاحتياجات الجنسية والإنجابية للنساء والرجال الذين يعيشون بالفيروس يستلزم تغييرات عميقة في المواقف والسلوك. كما أنه يتطلب اعترافاً من الحكومات، وواضعي السياسات والنظم الصحية أن مقدمي الرعاية الصحية بشر كذلك. فهم أيضًا بحاجة إلى الدعم لمواجهة تلك القضايا ومنها فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في حياتهم الخاصة.
ليس هناك إعلانات دولية وإقليمية ملزمة بشأن فيروس نقص المناعة البشرية والصحة والحقوق الجنسية والإنجابية للنساء والرجال الحاملين للفيروس. ومع ذلك فقد وضع الناشطون القليل من تلك الإعلانات لتوفير إطار لمطالبهم. فقد وُضع إعلان “ميثاق الحقوق الجنسية والإنجابية للشابات حاملات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب” في عام ٢٠٠٤ كجزء من حوار الشابات الحاملات للفيروس الذي نظمته الجماعة الدولية للنساء حاملات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز في سوازيلاند. ويعلن هذا الميثاق أن النساء الحاملات للفيروس لهن نفس الحقوق التي لغيرهن في الحصول على المعلومات والخدمات الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وتشمل الحقوق الجنسية كما هي موضحة في الميثاق: الحق في قول “لا” للجنس، وممارسة الجنس الأكثر أماناً أو المحمي، وتقرير من يمارسن الجنس معه دون إصدار حكم عليهن، والدخول في علاقة جديدة والتحكم في شؤوننا الجنسية، وتقرير نوع الجنس الذي نمارسه، والحصول على التثقيف والمعلومات بشأن الحقوق الجنسية، والحق في المتعة الجنسية، والقدرة على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الإساءة الجنسية أو التحرش.
وتشمل الحقوق الإنجابية التي يدعو إليها الميثاق، الحق في تقرير الحمل أو عدمه، وموعد الحمل دون إدانة أخلاقية، وتقرير عدد الأطفال وفترات المباعدة بينهم، والإجهاض والتعقيم عند الطلب (دون وجود الحصول على موافقة شخص آخر)، والاحتفاظ بالطفل. والتثقيف بشأن المخاض والولادة والرضاعة الطبيعية، ورعاية ما قبل الولادة الجيدة (مع وجود شريك أو عدمه)، والحصول المتكافئ على رعاية الصحة الإنجابية بغض النظر عن الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، ومعلومات تنظيم الأسرة واتخاذ القرار بشأن نوع وسيلة منع الحمل واستخدامها، والحصول على طرق الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب
والأمراض المنقولة جنسياً مثل مبيدات الميكروبات عندما تصبح متاحة، والولادة الآمنة حيثما ومتى رغبت النساء، والحمل المساعد أو التلقيح الصناعي، وتغذية الطفل بالطريقة التي تريدها النساء، والحصول على المعلومات الدقيقة بشأن خيارات التغذية كي يتمكن من اتخاذ قرار قائم على المعرفة، والوقاية من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب من الأم للطفل.
طرحت النساء اللاتي شاركن في المؤتمر الدولي للإيدز ومنظمة النساء للأمام عام ۲۰۰۲ وثيقة حقوق برشلونة بمشاركة رائدة من تجمع الإيدز النسائي الدولي الجمعية الإيدز الدولية، والجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز. وكانت الوثيقة أول ميثاق يشمل النساء الحاملات للفيروس ضمن تصميمه ومركز اهتمامه، ويتضمن مجموعة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبعض الحقوق الجنسية والإنجابية المعينة. وتربط هذه الوثيقة بين عدم المساواة وتعرض النساء لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وتُلقي الضوء على عناصر الحقوق ذات الارتباط الخاص بالنساء حاملات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، بما في ذلك الحق في الحياة بكرامة ومساواة، وفي السلامة الجسمانية، وفي الصحة والرعاية الصحية، بما في ذلك العلاج، وفي السلامة والأمن والتحرر من الخوف من العنف البدني والجنسي. وفي التحرر من الوصمة والتمييز واللوم والتجاهل للحقوق الإنسانية بغض النظر عن التوجه الجنسي، والحق في الاستقلال الجنسي والمتعة الجنسية، وفي المساواة داخل أسرنا، وفي التعليم والمعلومات، وفي الاستقلال الاقتصادي.
الميثاق الآخر الذي يأخذ في حسبانه القضايا الخاصة بكل من النساء والرجال الذين يعيشون بالفيروس والإيدز على المستوى القومي هو “ميثاق ناميبيا للحقوق الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز” الذي وضعته في عام ۲۰۰۰ وحدة قانون الإيدز بمركز المساعدة القانونية بدعم من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، وويندهوك، ومؤسسة فورد. وهو يدعو إلى تبني إجراءات عامة لحماية الأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، بما في ذلك الأطفال والمراهقون من التمييز في التوظيف، والإسكان، والتعليم، ورعاية الطفولة والحضانة، وتوفير الخدمات الطبية والاجتماعية والرفاهية.
وفيما يتصل بالصحة والحقوق الجنسية والإنجابية ينص الميثاق على أن الأشخاص الذين يعيشون بالفيروس / الإيدز يحق لهم الاستقلال في القرارات المتعلقة بالزواج والصحة الإنجابية، بما في ذلك اتخاذ القرارات بشأن الأمور الخاصة بتنظيم الأسرة، والحق في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. كما يدعو إلى توفير المشورة وما يكفي من المعلومات فيما يتعلق بانتقال فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب للأشخاص الذين يعيشون بالفيروس ويرغبون في ممارسة حقهم في تكوين أسرة. ويدعو إلى توفير الرعاية الصحية الجيدة والمعلومات والتعليم لكل الأطفال والمراهقين، بمن في ذلك الذين يعيشون بالفيروس، عن الوقاية منه ومن الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، والرعاية الصحية وفقاً لمستوى العمر والقدرة، وتمكينهم من التعامل بإيجابية ومسؤولية مع شؤونهم الجنسية.
وأخيراً، فإنه فيما يتعلق بالتعليم يذكر الميثاق أن برامج التثقيف الجنسي الرسمية وغير الرسمية المناسبة من الناحية الثقافية والمعلومات الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز ينبغي أن تكون متاحة لتمكين الأشخاص من اتخاذ القرارات القائمة على العلم بشأن حياتهم وممارساتهم الجنسية، كما ينبغي أن تتوفر المعلومات المناسبة فيما يتعلق بنقل الفيروس من الأم للطفل، والرضاعة الطبيعية، والعلاج، والتغذية، وتغيير أسلوب الحياة، والجنس الآمن.
والتأكيد على ضرورة أن تكون برامج التثقيف الجنسي الرسمية وغير الرسمية والمعلومات الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز مناسبة من الناحية الثقافية؛ يمكن أن يكون تذكرة مفيدة أن الثقافات تختلف في مقاربتها للصحة الجنسية والإنجابية. ومع ذلك فلابد كذلك من تضمين القضايا النوعية، وحقوق الشباب، والحقوق الجنسية لدعم المقاربة القائمة على الحقوق وتجنب تقييد قيم الصحة العامة الخاصة بالتثقيف الجنسي والبرامج المتصلة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب.
وتحدد مبادئ جاكارتا بشأن تطبيق قوانين حقوق الإنسان الدولية بخصوص التوجه الجنسي والهوية النوعية، التي نشرتها مؤخراً اللجنة الدولية للقانونيين والخدمة الدولية لحقوق الإنسان، والخطوط العامة لكيفية تطبيق حقوق الإنسان الدولية فيما يتعلق بالتوجه الجنسي والهوية النوعية. وتشمل المبادئ التسعة والعشرون الحق في المساواة وعدم التمييز، والحق في أعلى مستوى يمكن الوصول إليه من الصحة، والحق في تكوين أسرة. وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان هذه على مسألة التوجه الجنسي مهمة بشكل خاص بالنسبة للنساء والرجال الحاملين للفيروس داخل الجماعات شديدة التهميش مثل الأشخاص المتحولين جنسياً، والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال مثلهم، والمثليين والمثليات وممارسي الدعارة من الذكور. كما أن إجراء عملية تشاورية مماثلة بين الخبراء حول تطبيق حقوق الإنسان على الحقوق الجنسية والإنجابية الخاصة بالنساء والرجال حاملي فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ستكون مفيدة لتحديد التزامات الدول بالنسبة لضمان البيئة الآمنة ومشجعة للأشخاص حاملي الفيروس.(4)
ماذا تفعلين بشأن تحقيق احتياجاتك ورغباتك الجنسية عندما تصابين بعدوى أمراض النساء بشكل مستمر، كما يحدث لي؟ وما يجعل الأمور أكثر سوءاً هو أن تلك العدوى… تجعلني أشعر أنني غير مرغوبة بالمرة. ومع العلاج تكون مرات الإصابة أقل وتصبح الأشياء طبيعية في النهاية. يمكنك الحصول على نشاط جنسي صحي وممتع وغير عنيف، وهو ما نرغب فيه جميعاً. (رولاكي، نيجيريا) (٥)
“لقد دخلت المستشفى، وقيل لي إنهم وضعوا لي لولباً. وبعد أن فحصوا ملفي الطبي وعلموا أنني مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب قالوا فيا خبر! إنها مصابة بالعدوى! لا ينبغي للمصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب أن تستعمله.(٦)
“أرغب بشدة في أن أنجب طفلاً، ولكني أريد أن أكون واثقة من أنه سيكون أو ستكون على ما يرام بكل ما في الكلمة من معنى… أريد أن أتأكد من وجودي مع الطفل ووالد الطفل. وإذا مرضت سيكون الوالد موجوداً ليرعى الطفل. لدى مخاوف كثيرة بشأن إنجاب طفل وفي الوقت الحالي ليس لي شريك ليدعمني في هذا الاختيار. فهذا صعب لأن معظم الرجال لا يريدون أن يكونوا مع امرأة قد تصبح مريضة (فيولا، بوليفيا ) (٥)
للنساء والرجل الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الحق في الاختيارات القائمة على العلم بشأن حياتهم الجنسية وحياتهم الإنجابية ولكن هناك حق متأصل لأي شخص، بمن في ذلك ليس الأشخاص حاملو الفيروس، في الحصول على الحياة الجنسية الممتعة والمشبعة. ومع ذلك فغالباً ما يكون متوقعاً ألا يمارس الأشخاص حاملو الفيروس الجنس. أو أن يمارسوه مع غيرهم من الأشخاص الحاملين للفيروس نفسه فحسب، ويخشى الأشخاص حاملو الفيروس من ممارسة الجنس لأنهم لا يفهمون على نحو تام كيفية منع انتقال الفيروس. ونادراً ما ترد على أذهانهم فكرة المتعة وخاصة بالنسبة للنساء، لأن هناك حواجز ثقافية تحول دون مناقشة الجنس داخل العلاقات أو المجتمعات.
ولكي يدخل الأشخاص حاملو الفيروس في علاقات جنسية مرضية وممتعة، لابد من حدوث تحول في طريقة مقاربة النساء والرجال للجنس. ولابد من معالجة تفاوت القوة داخل سياق ثقافي لتغيير الأعراف المتعلقة بالنوع الاجتماعى والشؤون الجنسية. ولابد من إعطاء النساء المزيد من سلطة اتخاذ القرارات بشأن الممارسات والشركاء والمتعة والإنجاب.(7) وفي الوقت نفسه لابد من إشراك الرجال في المناقشات الخاصة بتغيير الطريقة التي يفهمون بها نشاطهم الجنسي ويعبرون عنه لكي لا تؤدي المشاركة في السلطة إلى عدم تمكينهم. وقد نجحت البرامح في معالجة ما يمر به الرجال من تعرض للنقد حين يحاولون تغيير الطريقة التي يفهمون بها الرجولة ويتحملون مسؤولية أعمالهم.(8، 9)
يتضاعف تأثر النساء والرجال الحاملين للفيروس بتفاوت القوة الخاصة بالشؤون الجنسية، لحساسية وضعهم الناجمة من إصابتهم بالفيروس. بل قد يعبر هذا التفاوت عن نفسه على نحو أكبر عندما يتنافر الشريكان، وخاصةً إذا كانت المرأة، وليس الرجل، هي الحاملة لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب.
للنساء والرجال حاملو الفيروس الحق في تكوين أسر ولكنهم في بعض الأحيان يثبطون أو يمنعون من القيام بذلك. وكون الشخص مصاب بالفيروس لا يعني غياب الرغبة في إنجاب أطفال: ومع ذلك فغالباً ما لا يتاح للنساء وللرجال الوصول إلى المعلومات المناسبة بشأن اختياراتهم الإنجابية، ويمكن الضغط عليهم بواسطة الأسرة والعاملين الصحيين والمجتمعات كي يتخلوا عن فكرة إنجاب أطفال. (۱۰) وينبغي أن تشمل الاختيارات الإنجابية الخاصة بالنساء والرجال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب – ولا تقتصر على – التبني، وتكنولوجيات الحمل المساعد مثل غسيل الحيوانات المنوية، والتلقيح بحيوانات منوية من متبرع، وتقديم المشورة بشأن تقليص مخاطر التلقيح الطبيعي عن طريق مراقبة فترة الخصوبة كل شهر، وكذلك رعاية ما بعد الولادة المناسبة للأم والطفل. وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتقرير ما إذا كان الرجال حاملو الفيروس (الذين يتلقون علاجاً مضاداً للفيروسات القهقرية ولديهم حمل فيروسي منخفض) يمثلون خطورة كبيرة عند بدء الحمل أم لا، وما إذا كانت شريكاتهن يمكن أن يستفدن من إجراءات الوقاية ما قبل وما بعد التعرض أم لا. وما هو أثر ذلك على الخصوبة أو على الطفل. إن كان لذلك أي أثر.
تحدثت مع الكثير من خبراء فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب العالميين الذين قالوا لي جميعاً إنه ينبغي عليّ المخاطرة وممارسة الجنس غير المحمي مع شريكتي خلال فترة ثلاثة أيام عندما تكون في حالة خصوبة. وهم يخبرونني أن احتمال انتقال فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب منخفض لأن لدي حمل فيروسي غير ملحوظ. فهل يمكن أن يعترفوا بذلك في منتدى عام؟ ربما لا. ولكن بعد ثلاثة أشهر من معرفتنا بحمل شريكتي مازالت النتيجة سلبية بالنسبة لاختبارات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الخاصة بها. (رجل حامل لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب أوروبا)
يحدث انتقال الفيروس بشكل أساسي من خلال العلاقات الجنسية. وغالباً ما يعرف الأشخاص أن لديهم الفيروس من خلال الفحوصات التي يجرونها في خدمات الرعاية الجنسية والإنجابية، كما في رعاية ما قبل الولادة أو عيادات العدوى المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي. وتحول الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب كلا من تجربة الأشخاص الخاصة باستخدام هذه الخدمات وتجربتهم الخاصة بأحداث الحياة مثل الحمل وتربية الأطفال، التي تجعلهم يلجأون إلى هذه الخدمات أصلاً (۱۱) وحتى إذا حدث انتقال العدوى من خلال سبيل مختلف غير الجنس، تظل الصحة الجنسية والإنجابية مهمة بالنسبة لكل الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب.
تؤدي الأفكار الثقافية المتعارف عليها حول من ينبغي أو لا ينبغي له ممارسة الجنس أو إنجاب الأطفال إلى خدمات ومعلومات فقيرة وغير مناسبة لكل الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، ولكن بصفة خاصة بالنسبة لهؤلاء الأكثر تهميشاً في المجتمع.(12) وتزيد انتهاكات حقوق النساء والرجال الجنسية والإنجابية من عرضتهم للإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. ويزيد وضعهم كحاملين للفيروس من تعرضهم لانتهاكات الحقوق الجنسية والإنجابية. وتؤثر الانتهاكات تأثيراً مباشراً على حصول النساء والرجال على الخدمات المتصلة بالفيروس وقدرتهم على الاستفادة من المعلومات والخدمات من أجل صحتهم. (۱۱)
“أصيب قليل منا بعدوى الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي. ولكن كان من الصعب الحصول على العلاج. فقد رفض أزواجنا السماح لنا بالذهاب إلى المستشفى لأن مقدمي الخدمات سوف يطلبون منا استدعاء أزواجنا، حيث إنهم ربما يكونون مصابين بالعدوى كذلك. وفي بعض الأحيان يذهب أزواجنا لمعالجة أنفسهم سراً ولكنهم يرفضون تزويدنا بالمال كي نذهب للعلاج” (عضو الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز – تنزانيا).
“أنا ممرضة. كنت أعمل في قطاع الصحة لمدة سبع أو ثماني سنوات تقريباً… عندما اكتشفوا في العمل فصلوني. كان هناك تمييز ضخم. فقد أدار أصدقائي – أو من يُسمون هكذا – ظهورهم لي. (عضو الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز – المكسيك).
إذا لم يكن النساء والرجال حاملو الفيروس مستعدين لاختبار الفيروس، فإن معرفة وضعهم أو إبلاغه للآخرين يمكن أن تكون له نتائج سلبية. وغالباً ما تعتمد النساء على الرجال من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يجعل العنف وسوء المعاملة والهجر توقعاً حقيقياً ومخيفاً. وإذا كان لابد من الحصول على إذن الشركاء أو الأقارب أو الأصهار للحصول على الخدمات، فإن ذلك يؤثر على السرية، وربما تكون سلامة النساء عرضة للخطر. (13 – 18)
عند عمل توصيات بشأن الحقوق الجنسية والإنجابية لابد من أن يؤخذ في الاعتبار التأثير الشديد للوصمة الاجتماعية والتمييز والعزل وعلاقات القوة غير المتكافئة (بين النساء والرجال، وبين الأجيال الكبيرة الصغيرة، وبين الأشخاص الذين ينتمون إلى أصول عرقية وطبقية مختلفة. وبين الرجال والأقليات الجنسية). ونحن نعترف بأهمية التمكين الذاتي بالنسبة للنساء والرجال والأطفال المحرومين في كفاحهم اليومي من أجل البقاء على قيد الحياة والتعامل مع تبعات وضعهم كحاملين للفيروس.
يسمح معرفة الأشخاص لوضعهم بحماية الآخرين وحماية أنفسهم من العدوى وعودة العدوى، والحصول على ما يناسبهم من الرعاية والعلاج والدعم، والتخطيط للمستقبل. ومع ذلك فمن بين العدد المقدر للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في أنحاء العالم في عام 2005، يقدر أن شخصاً واحداً من بين عشرة أشخاص أجري له اختبار وعرف أنه يحمل الفيروس.(19) وللأسف يتم الربط في بلدان كثيرة بين عمل اختبار للفيروس والموت، حيث إن كثيراً من الأشخاص لا يختبرون إلا بعد أن تظهر عليهم الأعراض المرتبطة بالإيدز ويكونون في حالة شديدة من المرض.
قبل ظهور العلاج الفعال للفيروس كانت الفوائد التي تعود على الشخص من معرفة وضعه الخاص بالفيروس هو في المقام الأول منع نقل العدوى إلى الشركاء والأطفال دون أن تعود الفوائد على الشخص المصاب نفسه. وقد تحسنت أساليب اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ويزداد توفير العلاج بسرعة، ولكن الخدمات الجيدة والحصول على العلاج لا يزالان محدودين بالنسبة للأشخاص في الدول فقيرة الموارد. وهناك حاجة إلى تطوير خدمات الاختبار وربطها على نحو وثيق بالعلاج والدعم والرعاية وخدمات الوقاية. ومع ذلك لا ينبغي إكراه أحد على اجراء الاختبارات، ويجب ألا يكون هناك خلط بين عرض امكانية عمل الاختبار والضغط على الشخص لإجرائه. وقد شدد برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة مرض الإيدز مؤخراً على حقوق الأشخاص فيما يتعلق بالاختبار، وذلك استجابة لسياسة منظمة الصحة العالمية الجديدة التي – تجري حالياً إقرار الصياغة النهائية لها – بشأن أدوار مقدمو الرعاية فى الدعوة للاختبارات والمشورة المتعلقة بالفيروس.
يمكن أن تتسبب وصمة فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في حدوث تغيرات عميقة في العلاقات الجنسية وداخل الأسر (1۳) وتظل حاجزاً ضخماً يحول دون إجراء الاختبار. ولا تزال الوصمة والتمييز الذي يمارسه أفراد الأسرة والمجتمع ومقدمو الرعاية الصحية منتشرين ويمكن أن يهددا حياة الأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. فقد واجه النساء والرجال الحاملون للفيروس فقدان لقمة العيش والسخرية والإهانات والتحرش والاستبعاد من الأنشطة الاجتماعية والإجبار على تغيير محال إقامتهم، والتشرد، ورفض دخولهم الأماكن العامة، والتهديدات البدنية، والاعتداء، بل وحتى القتل. ويسهم الفقر وعدم التمكين، وعدم المساواة النوعية والجنسية كذلك في اتخاذ القرارات بشأن اختبار الفيروس، مما يجعله أمراً معقداً بالنسبة للنساء والرجال. بل إنه حتى مجرد إجراء الاختبار يمكن النظر إليه باعتباره عدم ثقة في الشريك أو بيان لعدم إخلاص الشخص، ناهيك عن محاولة العمل وفقاً للمشورة بمجرد معرفة الوضع.
ومع توفر العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية وغيره من أنواع العلاج على نطاق واسع، بدأت فوائد اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب تغطي على العيوب بالنسبة للمزيد والمزيد من الأشخاص، غير أن نوعية العلاج والمشورة والمتابعة، والحصول على إمداد منتظم مدى الحياة تظل هموماً حقيقية. وحتى عندما يتوافر العلاج تكون هناك حواجز ضخمة تحول دون ضمان إمكان استفادة النساء والرجال منه. فعلى سبيل المثال هناك مرضى يضطرون لقطع مسافات طويلة ويغيبون أياماً عن عملهم والتزاماتهم المنزلية. وهؤلاء الذين يصلون إلى العيادة قد يواجهون الطوابير الطويلة، ونفاد الأدوية الحيوية، والأدوية التي انتهت صلاحيتها، ونقص معدات المعامل، وخط العلاج الثاني والثالث، ونقص المشورة والمساعدة فيما يتعلق بالآثار الجانبية، وانتهاكات السرية على سبيل المثال عندما يكون العلاج متوفراً فقط من غرفة واحدة، ويأخذ الأشخاص أدوية أفراد الأسرة الأخرى لأنهم لا يرغبون في الدخول في الإجراءات الطويلة والبيروقراطية للحصول على أدويتهم، والرشوة التي يحصلها العاملون الصحيون، وكونهم تحت رحمة الكثير من الأشخاص الذين يعملون في نظام الرعاية الصحية، من موظفي الاستقبال، والممرضات، والأطباء، والصيادلة (21، 22)
يمكن أن يدمر التشخيص بوجود الفيروس ثقة الشباب بأنفسهم وقدرتهم على معرفة كيفية التفاوض على ضرورات الحياة. فالشباب بدأوا للتو تجربة نشاطهم الجنسي وفهمه؛ وحملات التخويف التي تزعم أن الجنس خطير ويؤدي إلى مرض خطير والموت، يمكن أن يؤدي إلى سلوك مفجع. وفي الحياة الحقيقية، كثيراً ما يُضطر الأشخاص إلى تقييم احتياجاتهم في السياقات المعقدة. بما في ذلك الضغوط ليس فقط من أجل الامتناع عن الجنس، ولكن أيضًا لتقرير ما إذا كان الشخص سيشارك في الجنس غير الآمن وغير المرغوب أم لا، وكذلك التعامل مع الرغبة في الحب، والمتعة الجنسية، والدعم. والتفاهم.( 12، 15) ومقاربات الوقاية التي تبالغ في التأكيد على أهمية الامتناع عن ممارسة الجنس، وتفشل في التعامل مع الشؤون الجنسية من خلال توفير المعلومات والمشورة المناسبة، لا تدعم التنمية الشخصية والاجتماعية والنفسية.
يُنتظر من الرجال أن يكونوا معتمدين على أنفسه ولا يقهرهم شيء. ونتيجة لذلك مازال رجال كثيرون لا يشعرون أنهم عرضة لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ولا يرون أية قيمة في اكتشاف المزيد عن الفيروس أو النشاط الجنسي. وهم يواجهون ضغوطاً في الدفاع عن رجولتهم بالتمسك بقانون السلوك الجنسي الذي يشمل تعدد الشريكات، والبراعة الجنسية، وأحياناً العنف. وقد يغير اكتشاف وجود فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب من خلال الاختبار طريقة مقاربة الرجال لحياتهم باعتبارهم كائنات جنسية، وهو ما قد يتطلب تغييرات في التصور الذاتي والسلوك الجنسيين، والطريقة التي يتعاملون بها جنسياً مع شريكاتهم.(٢)
خلقت جهود القضاء على الوباء فرصة لتحدي الطريقة التي يتعامل بها الرجال مع النساء ومع بعضهم بعضاً. ففي جنوب إفريقيا يمكن رؤية ذلك في جماعات الدعم الجديدة للرجال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب التي تقدم المشورة بشأن الأمور الصحية، واختبار الفيروس والمشورة، والاضطرابات الجنسية، وغير ذلك من خدمات في وسط ذكوري بالكامل، والتي تقدمها مجموعة فيروس الأيدز في جنوب أفريقيا وهي الفرع الذى يقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي التابع لوحدة أبحاث بمستشفي كریس هاني في سويتو(23). وكما هو حال النساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، يعاني الرجال الحاملين للفيروس من نقص الخدمات، والمرض والوفاة نتيجة لعدم الإفصاح والإنكار، وكذلك نتيجة للإفصاح في واقع الأمر.
عندما كنت حاملاً وذهبت للحصول على رعاية ما قبل الولادة طلبوا مني عمل اختبار دم. ولكنهم لم يقولوا لي ما نوع الاختبار. وكان لابد من إجراء اختبار دم لكل امرأة تأتي إلى العيادة. ولم يوضحوا بالمرة ما نوع الاختبار الذي يجرونه. وأدركت أنه اختبار إيدز عندما تسلمت النتيجة“.(6)
” تعمل هيئة سانجرام، ماهاراسترا بالهند مع النساء الريفيات، ذلك أن الناس عندما ويمرضن في المناطق الريفية فالاحتمالات هي أن يذهب الرجال إلى الخدمات الصحية الحكومية، أما النساء فإنهم فلا يأتين. والمشكلة هي أن معظم النساء لا يحصلن على الخدمات. ويحصل الرجال على المعلومات؛ وهم يذهبون كذلك لزيارة الطبيب عندما يكونون مرضى على نحو أسرع مقارنة بالنساء المريضات. وبذلك فإن الأشخاص الذين يجري تحويلهم لإجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب هم في الأساس الرجال في الأسرة. أما النساء فإنه إذا أجري لهن اختبار للفيروس يكون ذلك من خلال عيادات ما قبل الولادة التي تجري اختبارات إجبارية لكل من تأتي في شهور الحمل الثلاثة الأولى. وبذلك فإن عدد النساء التي تجرى لهن اختبارات قليل جداً. والنساء اللائي يذهبن للاختبار يذهبن فقط لأن رجالهم يحملون الفيروس واقترح الطبيب ضرورة إجراء الشريكة للاختبار كذلك. ولم نر سوى عدد قليل جداً من النساء اللائي لم يصب شركاؤهن بالعدوى ويذهبن بالفعل لإجراء الفحوصات” (۱۲)
يمكن لنوعية وشكل اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب أن تفاقم من انتهاكات الحقوق الجنسية والإنجابية للنساء الحاملات للفيروس، على سبيل المثال بالضغط على امرأة كي تجرى الفحوصات مع شريكها، أو كي تفصح لشريكها، حتى وإن كان من المحتمل أن يزيد ذلك من حدة العنف العائلي. وعلاوة على ذلك فإن عدم المساواة في المجتمع وتوفير الخدمة الصحية يتفاعل مع الوصمة والتمييز المحيطان بالفيروس والأيدز، وخاصة بالنسبة للجماعات المهمشة.(۱۱) فعلى سبيل المثال، قد يُجبر المساجين على إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، ولأن الإيدز يوصم بقدر كبير من العار يخضع المساجين الحاملين للفيروس للتمييز وربما العنف، ولذلك يُعزلون عن النزلاء الآخرين. ولابد أن تعالج برامج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الوصمة والتمييز، وكذلك توفير الاستراتيجيات الخاصة بالوقاية، بما في ذلك استخدام الواقي الذكرى والمشورة (٢٤)
طبقاً لما جاء في تقرير “الإيدز والتمييز في آسيا“. فإن مدى انتشار الاختبار القسري وعدد الأشخاص الذين يجرى لهم الاختبار دون مشورة قبل الاختبار أو بعده في أربعة بلدان أجريت فيها الدراسة أمر يبعث على الانزعاج. فمعظم التشخيصات يعطيها الطبيب، ولكن الأطباء المشغولين قد لا يكونون أقدر الأشخاص على توفير المشورة والدعم المناسبين لشخص تلقى للتو خبر أنه يعاني من حالة تهدد حياته وتتسم بقدر كبير من الوصمة الاجتماعية. ويمكن تدريب الأشخاص الحاملين للفيروس وتوظيفهم على نطاق واسع لتقديم مشورة ما بعد الاختبار. ومعظم الأشخاص الذين يُجبرون على إجراء الاختبار يصل بهم الحال إلى المعاناة من التمييز داخل القطاع نفسه الذي أجرى لهم الاختبار. (١٥) هذا الأمر مثير للقلق على نحو خاص إذا ما أخذنا في اعتبارنا حقيقة أن سياسة برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة مرض الإيدز ومنظمة الصحة العالمية منذ عام ۲٠٠٢ بشأن اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب لا توصي فقط بإجراء الفحوصات بمبادرة من المريض والاختبار التشخيصي حينما تكون هناك علامات وأعراض الاعتلالات المرتبطة بالفيروس، بل كذلك بالعرض الروتيني لإجراء الاختبار لكل المصابين بالأمراض التي تُنقل عن طريق الاتصال الجنسي، وكل النساء الحوامل لتقديم علاج لمنع انتقال العدوى من الأم للطفل، وتوفير كل أوضاع الخدمات حيثما ينتشر فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ويتوفر العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، مثل خدمات علاج تعاطي المخدرات بالحقن وخدمات الطوارئ بالمستشفيات، وعنابر الأمراض الباطنة بالمستشفيات.(25)
عندما يتم دعم شخص ما ليقوم بالموافقة – عن بينة – لاجراء الإختبار (خيار الموافقة)، فإن هذا يعطيه المزيد من القدرة على وضعه (26) ومع أن سياسة برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة مرض الإيدز ومنظمة الصحة العالمية قوية بشأن الحاجة إلى الموافقة عن علم، والحق في الرفض، يفسر السياسة على أنها سياسة “خيار الرفض“، أي أنه ما لم يقل الشخص لا بوضوح يمكن إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وتعني شبكات الأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب أنه ما لم يدرك الأشخاص أنه يمكنهم أن يقولوا لا، وتكون لديهم الثقة أو القدرة كي يقوموا بذلك الاختيار، فسوف تقضي هذه الاستراتيجية على سيطرتهم على اتخاذ القرار وإعداد أنفسهم لاختبارات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ونتائجها.
“عندما حملت وأنا في السادسة عشرة لم أكن أعرف شيئاً. لم أكن أعرف أنه يمكنني اختيار عدم إجراء الاختبار. فلا يمكنك أن تختار الرفض“. (عضو الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز. جنوب إفريقيا)
غالباً ما توجد خدمات الاختبار ضمن خدمات الصحة الجنسية والإنجابية. ويسمح هذا في عيادات ما قبل الولادة بالتركيز على منع انتقال العدوى من الأم للطفل ويوفر في عيادات الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي القدرة على معالجة الصلة القوية بين الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي وفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وتمثل عيادات ما قبل الولادة مكاناً مهماً للوصول إلى النساء وصحتهن الجنسية والإنجابية عندما يكون من المحتمل حصولهم على قدر محدود من أنواع العلاج وخدمات الدعم الأخرى. ومع ذلك فإذا كانت عيادات ما قبل الولادة تجبر النساء أو تضغط عليهن كي تجرى لهن الاختبارات، فإنها تعرض للخطر احتمال عودة النساء لتسلم النتائج أو الحصول على خدمات مثل منع انتقال العدوى من الأم للطفل، أو إجراء اختبار لأطفالهن في واقع الأمر.
وهناك نموذجين لعيادات رعاية ما قبل الولادة واختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ومنع انتقال العدوى من الأم للطفل، وهما مشروع نودلا في مقاطعة كابريلت بزامبيا، وعيادة ما قبل الولادة لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في مستشفي كريس هاني باراجواوانات في سويتو بجنوب إفريقيا، اللذان يوفران خدمات الرعاية والمشورة للنساء الحوامل الحاملات لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. والمثال الثالث هو عيادات الشباب التي يديرها صندوق كارا للمشورة والتدريب في زامبيا.(18)
تتمثل أهداف مكون منع انتقال العدوى من الأم للطفل الخاص بالمشروع، الذي يتخذ من سويتو قاعدة له، في تحسين الحصول على خدمات المشورة والاختبار الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وخلق الإمكانية والقبولية الخاصة بالاختبار السريع في الموقع؛ وتنفيذ نظام منع انتقال العدوى من الأم للطفل الخاص بجرعة واحدة عن طريق الفم من النيفرابين تأخذها الأم بنفسها في بداية المخاض وجرعة واحدة تُعطى للطفل خلال ۷۲ من الولادة وتعديل ممارسات القبالة لتقليل احتمال نقل العدوي، مثل تجنب قطع الأغشية، وشق العجان والمص الفموي للطفل حديث الولادة؛ وضمان ممارسات رضاعة أكثر أمناً للطفل بالنسبة للنساء حاملات الفيروس. وركز مشروع نودلا على تغذية الأمهات وكذلك رضاعة الأطفال، وقد أدخل إرشاد واختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ضمن رعاية صحة الأمومة والطفولة باعتبارها خدمة دائمة للنساء الحوامل وشركائهن في خدمات ما قبل الولادة، وما بعد الولادة، وتنظيم الأسرة والخدمات العلاجية بالرجوع إلى أفراد المجتمع المحلي، ويعالج قضية الوصمة المرتبطة بعدم الرضاعة الطبيعية. (۱۸)
توفر مراكز صندوق كارا للإرشاد والتدريب – اثنان منها مستقلان واثنان متصلان بالعيادات – خدمات الشباب الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، واختبار ومشورة فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، بما في ذلك اختبار ما قبل الزواج للشباب المقبلين على الزواج: وبرامج التدريب على مهارات المشورة ورعاية المجتمع ودعمه القائمين على البيت: وبرامج تدريب المهارات المهنية والدعم العلاجي للأشخاص الذين يعيشون بالفيروس، وبرامج التثقيف الموسعة الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز التي تشمل الأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، وبرنامج التدريب السكنية للفتيات اليتيمات والمعرضات للأخطار اللائي يعانين من حرمان اجتماعي اقتصادي شديد، ومأوى للمرضى المزمنين والميئوس من شفائهم والمحرومين اجتماعياً واقتصادي.اً (۱۸)
التركيز على النساء فقط في عيادات ما قبل الولادة يترك النساء غير الحوامل والرجال خارج الصورة، وفي بلدان كثيرة تقدم الخدمات الصحية الحكومية الآن إرشاد واختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب داخل عياداتها ومستشفياتها ومراكزها الصحية. وقد توجد هذه الخدمات في المستشفيات العامة، وعيادات الدرن، وعيادات الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وخدمات تنظيم الأسرة، وخدمات الإجهاض. (18، 27)
خدمات الاختبار للرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، وممارسات الدعارة، ومتعاطي المخدرات بالحقن وغيرهم من الجماعات المعرضة للخطر غالباً ما توجد، وعلى النحو الأفضل، ضمن الخدمات المصممة من أجل هذه الجماعات. وفي الهند، تقدم مؤسسة الحرية دعماً شاملاً لمتعاطي المخدرات بالحقن في بيئة قومية لا وجود فيها تقريباً لخدمات المتابعة بواسطة المستشفيات الحكومية، وتلك التي تقدمها المنظمات غير الحكومية غير كافية حيث تتوقف بعد الاختبار. (۲۸) وتوفر مؤسسة “الاهتمام بالايدز” في هونج كونج خدمات الاختبار والمشورة في مراكز الساونا للرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، واستخدمت الرسائل المرحة لإحداث أثر جيد. وكانت نسبة إجراء الاختبار منخفضة نسبياً بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال في هونج كونج، حيث بلغت ١٥% في عام ٢٠٠٣. ومن بين أسباب ذلك نقص المعلومات عن الفيروس، والخوف والقلق وعدم ملاءمة منشآت الاختبار. وغالباً ما كان الرجال الذين قرروا الذهاب لإجراء الاختبار يتوقعون ردود فعل تمييزية أو سلبية بالإضافة إلى إخفاء هويتهم الجنسية الحقيقية.
وليس المهم فقط التوصل إلى طرق مبتكرة لجعل المزيد من الأشخاص يجرون الاختبار، وهو ما يمكن أن يترك الأشخاص عرضة للتمييز والإساءة، بل المهم ضمان أن يمكنهم الاستمرار بعد ذلك في تحسين صحتهم وحمايتها. ويمكن أن توفر خدمات الاختبار للأزواج فرصاً لمعالجة الطريقة التي يجري بها الاتصال ببعضهما جنسياً. والتعامل مع تشخيصهما، سواء أكان إيجابياً أم سلبياً.(29) وبالنسبة للأشخاص الذين يثبت الاختبار أنهم غير حاملين الفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، ينبغي أن يُنظر إليهم على أنهم جزء من استراتيجية مستمرة للوقاية. والدعم مهم جداً بالنسبة لمن بينهم علاقات دون أن يكون كلاهما مصاب بالفيروس كي يمكنهم استخدام استراتيجيات الوقاية من أجل الجنس الآمن الذي يتماشى مع الاحتياجات المتغيرة لعلاقاتهم، بما في ذلك الاستخدام الدائم للواقي وتخطيط الحمل الآمن.(30)
“قررت إجراء فحص طبي عام في أحد المستشفيات الحكومية. وبعد إجراء اختبار الدم. طلبت مني الممرضة دخول إحدى الغرف، وقالت لي إنني سأموت بالتأكيد. وسألتني إن كنت أعرف مقدار انتشار الفيروس سنوياً، وقالت إن نحو ٦٠% ماتوا بالفعل بسبب الإيدز. خفت خوفاً شديداً…. ٦٠% تزيد على النصف، ولذلك فمن المحتمل أن أموت خلال السنوات القليلة المقبلة…. وكان شعوري سيئاً جداً”. (٦)
الأشخاص حاملو الفيروس الذين شاركوا في دراسة شبكة آسيا والمحيط الهادي للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز عن التمييز في آسيا، الذين سبق الإشارة إليهم وكانوا مستعدين إلى حد كبير لإجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، كان احتمال أن يحسوا بالتمييز اللاحق من العاملين الصحة، والأسر، وأصحاب العمل، والجيران، وأصحاب العقارات أقل من هؤلاء الذين شعروا أنهم مكرهون على أن يجرى لهم الاختبار. (15)
ينبغي على الذين يقدمون إرشاد فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، سواء أكانت نتيجة الاختبار إيجابية أم سلبية، أن يتلقوا تدريباً مخصصاً، حتى وإن كانوا عاملين صحيين متمرسين. فقد يكون مقدموا المشورة من عاملي الرعاية الصحية أو ممرضات أو عاملين اجتماعيين أو أشخاص غير متخصصين. أو عاملين ومتطوعين في منظمة غير حكومية أو منظمة مجتمعية محلية، أو مجرد أفراد في المجتمع المحلى. بمن في ذلك الأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الأيدز ويتأثرون به. والتدريب في مجال النوع والشؤون الجنسية، وفهم الأعراف النوعية وتلك المرتبطة بالشؤون الجنسية المحددة في مجتمعهم. أمران مهمان كذلك. وفي بلدان كثيرة يقدم الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والإيدز وتأثروا بها المشورة الخاصة بالفيروس: وقد يفصحون أو لا يفصحون عن وضعهم الخاص أثناء جلسة المشورة، غير أنهم قد يستفيدون من تجربتهم الشخصية في الدعم الذي يقدمونه. وفي الأوضاع التي يكون فيها مستوى الوصمة مرتفعاً، بما في ذلك بين الاختصاصيين الصحيين، قد يُفضل الأشخاص المصابون المرشدين الأقران من حاملي الفيروس، لأن احتمالية أن تكون لهم مواقف إدانة اخلاقية أقل، والمرجح أكثر أن يتفهموا عواقب انتهاك السرية. ويمكن كذلك للأشخاص الحاملين للفيروس أن يقوموا بدور مهم في تشجيع الآخرين على الحصول على خدمات إرشاد فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والاختبار والمتابعة وتثقيفهم بشأن المعيشة الصحية والإيجابية مع الفيروس. (۲۷)
عندما يعيش شخصان فى علاقة جيدة، فمن الأفضل لهما عادة أن يتلقيا نتائج الفحوصات معًا. ليعرفا كل أبعاد الموضوع في الوقت نفسه، ويساعد بعضهما على مواجهة النتائج، سواء أكانت متطابقة أم مختلفة، ويدعم كل منهم الآخر أثناء جلسات المشورة. ويمكن تشجيعهما على أن يخططا معاً لمستقبل علاقتهما، مثل اتخاذ القرارات الجنسية، وزيادة استخدام الواقي، وممارسة الجنس الآمن، وتقليل احتمالات العدوى إذا كان أحدهما مصاب والآخر لا، مع وضع خطط فيما يتعلق بالأطفال ومشاركة مشاعر الضيق أو الغضب أو اللوم بدعم ممن يقدم لهما المشورة.(27) ومع ذلك ينبغي أن يتاح لكل الأشخاص الحصول على الفحوصات والمشورة فيما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب كل في حد ذاته، سواء أكانوا منخرطين في علاقات أم لا، ويجب أن يظل إفصاح الشريك أمراً طوعياً مع الدعم والمشورة المناسبين.(7، 32 ) وتقدم مراكز معلومات الإيدز في أوغندا المشورة لكل فرد على حدة. إلا إذا كان الشخص المعني يوافق على حضور شريكه أو أحد أفراد الأسرة. (٣٣)
عندما تكون نتائج الفحوص إيجابية، أي تؤكد وجود فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، يكون لدى الناس عديد من الاحتياجات المختلفة. فالمال والأدوية لهما أهميتهما بالطبع، غير أنهما ليسا كل شيء. والمشورة المستمرة ودعم وخدمات ما بعد الاختبار لا تقدم للأشخاص شديدي المرض فحسب، فالأشخاص حاملي الفيروس قد تكون حالتهم الجسمانية جيدة، غير أن كثيرين جداً يعانون من الاكتئاب، حيث تصل نسبتهم إلى ٤٤% طبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. ويمكن تقديم دعم وخدمات ما بعد الاختبار بواسطة أنواع مختلفة من المجموعات، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، والجماعات الدينية، وجماعات الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة والخدمات الصحية، وأصحاب العمل. ومع ذلك فمن المهم أن تكون هناك أنظمة تحويل فعالة لضمان استمرارية الرعاية والدعم.(27)
تقوم قصص النجاح الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في البرازيل وتايلاند إلى حد ما على الإقرار الصريح ومناقشة السلوك والممارسات الجنسية التي تتضمن مخاطرة شديدة، والانفتاح بشأن التوجه الجنسي والسياسات الخاصة بجعل الجنس أكثر أماناً، كما في الجنس التجاري. وهذه المناقشات عادة ما تبدأ بالمشاركة النشطة لأشخاص حاملين للفيروس، وبالتزام على أعلى المستويات السياسية بتوفير المناخ الملائم. فالأشخاص حاملو الفيروس يظلون كائنات جنسية حتى بعد تشخيص الفيروس، ويمكن أن تتغير مشاعرهم واحتياجاتهم المتصلة بالعلاقات الجنسية بمرور الوقت. وربما يعاني الأشخاص الذين يعيشون بالفيروس من الاضطرابات الجنسية بسبب الآثار الجانبية للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية والاكتئاب على سبيل المثال. ويجب إلقاء الضوء بشكل أكبر على تلك الاحتياجات في خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والالتزام بالعلاج. (٢٤)
“في الوقت الذي تم فيه تشخيص حالتي كنت على علاقة جيدة بشخص آخر، ومع أننا كنا نمارس باستمرار الجنس باستخدام وسيلة للوقاية، إلا أننى لم أعد أستطيع ممارسة الجنس معه. فقد شعرت أنني قذرة ومثيرة للاشمئزاز، ولا قيمة لي ولست جذابة جنسياً” ( عضو الجماعة الدولية للنساء اللاتي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز. زيمبابوي).
لابد أن يساعد العاملون الصحيون، دون ضغط، النساء والرجال على الحديث عن الجنس، والصحة الجنسية والحمل والأبوة والأمومة، ولابد أن يشعروا هم أنفسهم بالراحة عند مناقشة هذه القضايا. ولابد أن يدركوا أن النساء والرجال قد يرغبون في المشورة حول كيف يمكن للشخص حامل الفيروس الاستمتاع بالجنس، أو حول كيف يكتسبون المهارات والثقة ليمكنهم أن يقولوا لا للمشاركة الجنسية، أو تغيير نوع الجنس الذي يمارسونه.
في أجزاء من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفرت أندية ما بعد الاختبار – سواء لمن كانت نتائجهم أيجابية أو سلبية – طريقة فعالة للمشاركة في القضايا والهموم مع الأقران، كما أوضحت تجربة منظمة دعم الإيدز في أوغندا. ويمكن تقديم مدى واسع من الدعم المتنوع، على سبيل المثال تقدم المجموعات التي تدعمها هيئة كير في كمبوديا المساعدة شبه القانونية. وتدرب “إيدز أكسس” في تايلاند مجموعات من الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والأيدز في المستشفيات للمساعدة في ضمان الوصول للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية والالتزام به من خلال المشورة من ند لند، وكذلك لتشجيع مفهوم “الوقاية الإيجابية“.(28) ويتصدى “مشروع ليفربول للمشورة والاختبار الطوعي” في كينيا للتعامل مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب من خلال الخدمات التي يقدمها للناجيات من العنف القائم على النوع. ويتعرض تدريب مقدمي المشورة إلى عدم المساواة النوعية في العلاقات وكيفية مناقشة خبرة النساء بعدم توازن القوى في العلاقات الجنسية لتزويد من يأتين من أجل الاختبار باستراتيجيات للتفاوض على الجنس الآمن وكذلك الرعاية الإكلينيكية للصحة الجنسية وفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. (٣٥)
للأشخاص الحاملين للفيروس باستمرار دور كبير يقومون به في منع أي عدوى جديدة. ومع ذلك فغالباً ما لا تعالج استراتيجيات الوقاية الاحتياجات الوقائية المحددة للأشخاص الحاملين للفيروس، ولا تعترف بجهودهم الضخمة لتحاشي نقل العدوى للآخرين وينبغي أن تستهدف استراتيجيات الوقاية الإيجابية دعم الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب من أجل حماية صحتهم الجنسية، والحصول على علاج للأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وتحاشي تكرار العدوى، والحفاظ على الصحة والتغذية. وكذلك تجنب نقل الفيروس للآخرين. (٣٦)
ومن منظور علم الأوبئة والصحة العامة، فإن أحد المجموعات المهمة التي يمكنها التعامل مع الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الأمراض المنقولة جنسياً هم الأشخاص الحاملون بالفعل للفيروس. وهذا هو الحال تحديداً في الأماكن التي يقل فيها انتشار الفيروس، حيث يتم احتواء الوباء في مجموعات معينة من السكان والوقاية الإيجابية مهمة كذلك لأن الأشخاص الذين يعيشون بالفيروس لهم الحق في أن يحيوا جيداً، وهو ما يتضمن أن تكون لهم حياة جنسية صحية. ومن المهم كذلك تشجيع الأشخاص الذين ثبت بالاختبار خلوهم من الفيروس أو لم يجر لهم الاختبار على فهم أنهم مسؤولون مسؤولية مساوية النسبة لحماية أنفسهم وغيرهم من فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والأمراض المنقولة جنسياً.
يحتاج اشخاص كثيرون إلى الدعم الاجتماعي النفسي للتغلب على تشخيصهم والتعامل مع تغييرات الحياة الناشئة عنه. ومن منظور حقوق الإنسان، فإن الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الحق في معرفة وضع الفيروس لديهم ولهم كذلك الحق في ألا يجرى لهم الاختبار. وممارسة الجنس الآمن مع كل الشركاء واستعمال إبر نظيفة باستمرار. استراتيجيتان أساسيتان من استراتيجيات الوقاية. ومع ذلك فإن أشخاصاً كثيرين حاملين للفيروس لا يمكنهم الحصول على الواقي أو الإبر النظيفة. وينبغي أن يكون الهدف في الوقاية الإيجابية هو الحصول بنسبة ١٠٠ بالمائة على الواقي الذكري والأنثوي والمزلجات وعدم مشاركة الإبر بالمرة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والإيدز.(37) والقضية الأساسية بالنسبة للنساء والرجال الحاملين للفيروس هي كيفية التفاوض بنجاح وأمان على استخدام الواقي مع الشريك. وهناك كذلك دور للمناقشات حول المتعة وأشكال التعبير الجنسي البديلة بخلاف الإيلاج. بما في ذلك الاستمناء المتبادل، واحتكاك الأعضاء التناسلية دون خلع الملابس، والجنس الفموي، والتدليك المثيرة للشهوة الجنسية، وتبادل الأفكار والرغبات الجنسية.
الوقاية بالنسبة للأشخاص الأساسيين، كالرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، أو المتحولين جنسيًا. أو ممارسي الدعارة، أو متعاطي المخدرات بالحقن، ينبغي أن تستخدم الرسائل التي تعتمد على قوة الأشخاص وليس اللوم أو إدانة السلوك الجنسي. أو الدعارة، أو تعاطي المخدرات. وفي الإكوادور دعم التحالف الدولي لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز” بناء القدرات بالنسبة للخدمات المقدمة للأشخاص الحاملين للفيروس في ثلاث مدن بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في منظمات الدعارة، وعيادات الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، والمنظمات القائمة على المجتمع المحلى للأشخاص الذين يعيشون بفيروس المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، والمثليين، والمثليات، ومنظمات المتشبهين بالجنس الآخر، ومراكز الشورة والاختبار والحكم المحلي. وبعد ذلك دعمت تلك المنظمات تعبئة المجتمع، وتوزيع الواقي والمزلجات، وتحسين نوعية الخدمات، والمعلومات والتعليم، والتأثير على السياسات لتقوية قدرة الأشخاص على الحصول على الجنس الآمن.(37)
الحاجة إلى حملات المشورة والدعم والصحة العامة المستمرة توضحها اتجاهات الرجال المثليين الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في أوروبا وأمريكا الشمالية. فبعد النجاح في الحد من انتقال الفيروس في الفترة من ۱۹۸۰ إلى التسعينيات في مجتمعات المثليين، من خلال التدخلات التي يقودها الرجال المثليون، والكثير منهم حاملون لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، كان إدخال العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في عام ١٩٩٦ الحد الفاصل بالنسبة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وها هو معدل الإصابة بالفيروس والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي يرتفع من جديد بين الرجال المثليين، وخاصة في المراكز الحضرية الكبرى. وتتضمن أسباب ذلك “إجهاد الوقاية” والتصور الخاطئ بأن تناول مضادات الفيروسات القهقرية أقل إزعاجاً من استعمال الواقي. ولابد كذلك من وجود مقاربات جديدة ومبتكرة للوصول إلى الرجال المثليين الصغار والكبار برسائل للوقاية. (38، 39)
“إذا بدأت في استخدام الحليب البودرة فسيعلم الجميع أنك حاملة لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وإذا طلبت استخدام الواقي لمنع التعرض المتكرر. فسوف يضربك أو يذهب ليمارس الجنس في مكان آخر على أي حال، ومن المرجح أن يعود بعدوى أخرى وهكذا تستمرين في الحصول على جنس غير محمي، والرضاعة الطبيعية، رغم علمك أنك تفعلين تماماً ما قالوا لك الا تفعلينه..”.(عضو الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، جنوب إفريقيا ).
“في سوازيلاند ليست هناك خدمات صحة جنسية وإنجابية ملتزمة لمعالجة الاحتياجات الخاصة بالنساء حاملات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. والخدمة الوحيدة المتاحة هي لمنع انتقال العدوى من الأم للطفل. وسرطان عنق الرحم شائع جداً بين النساء حاملات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، ومع ذلك ليس هناك جهد يبذل في سوازيلاند لتشجيعنا على الذهاب العمل مسحة عنق الرحم. ويعني الانتشار المرتفع على نحو غير معقول للفيروس في بلدي أن هذه الخدمة تستحق التقدير الكبير. فقد كانت ستيسر التشخيص المبكر والتدخل الفوري، والإنقاذ المحتمل لحياة الكثير من النساء (سیبیل، سوازيلاند). (5)
“فيما يتعلق بالصحة الإنجابية للنساء حاملات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في أوكرانيا، لدي ثلاث أمنيات: توفر الأدوية لمنع انتقال العدوى من الأم للطفل، والتوفير العام لاختبارات الحمل الفيروسي للنساء الحوامل حاملات الفيروس، والتوفير العام للولادة القيصيرية للنساء حاملات الفيروس اللائي يخترن الولادة بهذه الطريقة. كما أود كذلك رؤية منظمات تنظيم الأسرة تدير برامج للقابلات وأطباء التوليد وكذلك وضع وتوزيع المواد الإعلامية، وحشد التأييد لمعايير المعاملة الجديدة” (ثانيًا، أوكرانيا).
“ينبغي أن تدعم عيادات تنظيم الأسرة في نيجيريا الواقي الأنثوي، حيث إنه يعطي النساء القدرة على مزيد من السيطرة على حياتهن الجنسية. وينبغي أن تبدأ الحديث عن النشاط الجنسي وتنظيم الأسرة بالنسبة للنساء حاملات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب“. رولاكي، نيجيريا ). (٥)
إذا قدمت المشورة والاختبار إلى جانب خدمات الدرن، وتنظيم الأسرة، ودعم التغذية، ووقاية ما بعد التعرض، ومنع الحمل الطارئ، والأمراض المنقولة عن الاتصال الجنسي، وصحة الأمومة والطفولة، يمكن أن يزيد ذلك عدد الأشخاص الذين يسعون لإجراء الاختبار بتقليل الوصمة.(40) ويمكن أن تكون الصلات والتحويلات بين مواقع الاختبار القائمة بذاتها والخدمات الأخرى بمنزلة حزمة رعاية شاملة أخرى، بينما توفر التثقيف بشأن العيش بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والتحديد المبكر له وإدارته وغير ذلك من المشاكل الصحية.
ولأن من يتعاطون المخدرات بالحقن لهم احتياجات معرضة للخطر من الناحية الاجتماعية تتصل بوضعهم القانوني والصحي والوظيفي، فإن الخدمات بحاجة إلى مقاربة مفصلة. ويشمل ذلك المشورة بشأن استراتيجيات تقليل الضرر (على سبيل المثال، المشورة بشأن العلاج بالاستبدال)، ورسائل عن الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك الوقاية الإيجابية، وإدارة الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، واحتمال الإصابة بفيروس الكبد “ب” أو “ج” وغيره من الفيروسات المحمولة بواسطة الدم.( 3، 41)
عندما يكون انتشار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب مرتفعاً (أكثر من ۱۰%) في المجتمعات المحلية تزداد صعوبة تقديم الخدمات المنفردة للأشخاص الحاملين للفيروس. وبدلاً من ذلك يجب أن تكون كل المنشآت الصحية متوافقة مع احتياجات الأشخاص الحاملين للفيروس، مثل المراقبة الإضافية لأنواع السرطان التناسلية الشرجية والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي،بما في ذلك التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري حيثما أمكن ذلك. والمشورة المخصصة، ودعم التخصيب والحمل والولادة والأمومة ومنع الحمل.(12) وربما تكون المراكز الأكاديمية والمتخصصة في وضع يسمح لها بخلق الخبرة اللازمة. وهي التي يمكن بعد ذلك إدماجها في برامج التدريب للعاملين في خط المواجهة، بحيث يمكن للأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الحصول على الرعاية حيثما يقيمون أو يعملون، بدلاً من اضطرارهم للانتقال إلى المراكز المتخصصة. ولكن خدمات فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب المتخصصة التي تجمع بين الخدمات والمساعدات التي يتجاوز الحد المعتاد وترتبط بخدمات الصحة الجنسية والإنجابية العامة. وغيرها من الخدمات (والعكس صحيح) يمكن أن تضمن وصولاً أفضل ونوعية أعلى ومتابعة محسنة، ولابد من تفصيل بعض الخدمات على وجه الخصوص للجماعات المعرضة للخطر أو الموصومة أو التي يصعب الوصول إليها.
“حدث أن إحدى عاملات مركز الرعاية الصحية، وهي ممرضة، قالت في مكان ما من الحي الذي أقيم فيه… فنعم نعم، هذه الفتاة (تقصدني أنا) لديها بالفعل فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب“. (6)
“في حالتي، ما وُصم هو ذهابي كل أسبوع لإحضار الحليب. وهو يُحضر من غرفة معينة وإذا ذهبت إلى تلك الغرفة فإنهم يعرفون أنك حاملة لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب“.(عضو الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز. جنوب إفريقيا).
يرغب النساء والرجال حاملو الفيروس في التحكم في مسألة يفصحون لهم بوضعهم الخاص بالفيروس ومتى، مع أن هذا ليس ممكنًا باستمرار. فعلى سبيل المثال. في كثير من البلدان التي ينتشر فيها الفيروس، يُفترض أن النساء اللائي يلجأن إلى الرضاعة الصناعية حاملات للفيروس.(42) وقد يلاحظ أحد أن شخصاً ما لديه دواء في الثلاجة أو يتناوله في أوقات معينة كل يوم، أو أنه يذهب إلى المستشفي على نحو منتظم، أو ينتمي إلى إحدى جماعات الدعم. كما أن نقص الوزن بسبب الإيدز أو إعادة توزيع الوزن كأثر جانبي لبعض الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية علامات دالة كذلك. والاضطرار إلى طلب الإذن أو الوقت أو المال من الأقارب للحصول على الخدمات قد يجبر على الاعتراف بالسبب وراء ذلك. ويحدث كثيراً جداً أن يثرثر مشرفوا الرعاية الصحية والعاملون المساعدون، أو يقولون أو يفعلون شيئاً يخبر الآخرين، عمداً أو بدون قصد.
قد يكون عدم الإفصاح عن وضع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب مخالفاً للقانون أو ضد السياسة في بعض الظروف، وقد يكون الإفصاح أو إجراء اختبار الفيروس شرطاً من شروط الكثير من الوظائف، والتجارب البحثية وتأشيرات الدخول، وعمل وثائق التأمين. وفي كثير من برامج العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يعد الإفصاح عن الوضع للأسرة شرطاً للحصول على العلاج. وهناك حالات يدفع فيها النساء والرجال مالاً للأغراب قد يأتوا لهم بالأدوية، كي يتحاشوا الإفصاح عن وضعهم لأفراد الأسرة (۳۲) أو حينما يُضغط عليهم لتسليم العلاج لأفراد أسرة أخرى، قد يرغبون في تحاشي اكتشاف أفراد المجتمع المحلي والمشرفين الصحيين لوضعهم عند حصولهم على الخدمات، أو مشاركة هؤلاء في العلاج.
يمكن العثور على نموذج لكيفية حماية السرية في فري ستيت بجنوب إفريقيا، حيث توفر الخدمة الصحية بإحدى شركات التعدين العلاج الوقائي، والتعرف المبكر على الأمراض المتصلة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وعلاجها، المشورة والدعم للمرضى الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. فلديها اسم عيادة لا يرتبط ارتباطاً صريحاً بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وتوجد العيادة في قسم العيادات الخارجية نفسه حيث توجد العيادات التخصصية الأخرى، وتحتفظ بسجلات العيادة في مكان آمن منفصلة عن باقي ملفات المستشفي وتخزن المعلومات في قاعدة بيانات تحميها كلمة سر.(43)
يمكن أن يساعد إشراك النساء والرجال والشباب الحاملين للفيروس في تصميم الخدمات وتوصيلها في حل الكثير من المشكلات المحيطة بالسرية. ويمكن أن تضع المراكز الصحية وتفرض ميثاقاً للسلوك يشمل حق المريض في السرية، ويمكن أن يساعد الأقران وغيرهم من المرشدين الأشخاص الحاملين للفيروس على إيجاد طرق لمنع انتهاكات السرية والتعامل بشكل جيد مع الإفصاح عندما يحدث. كما ينبغي أن يكون بالإمكان التقدم بشكوى عند انتهاك مقدمي الرعاية للسرية.
يمكن أن يؤدي عدم استمرار الرعاية إلى ضياع فرص توفير الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، بما في ذلك إدارة الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي وغيرها من عدوى القناة التناسلية وتقديم المشورة بشأن أثر الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية على الحياة الجنسية والإنجابية. كما قد تضيع فرص مراجعة وتوفير الدعم والرعاية للعدوى الانتهازية، أو الدرن، أو العقم، أو القصور الجنسي، أو إجراء الاختبارات، مثل اختبار الفيروس الحليمي البشري ومسحات عنق الرحم. وفي الهند وكينيا قال المرضى حاملو الفيروس إنهم في كثير من الأحيان لا يتم تحويلهم بل يضطرون إلى البحث عن أنماط مختلفة من الرعاية ومقدميها بأنفسهم. (۱۲)
إدماج التثقيف والمشورة فيما يتعلق بالأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي / فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، في خدمات تنظيم الأسرة، وخدمات صحة الأمومة والطفولة، أمر يزداد شيوعاً ونجاحاً في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. ومع ذلك فإن الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية تقدم بصورة عامة في المناطق التي يزداد فيها انتشار الفيروس من خلال رعاية ما قبل الولادة والوضع لمنع انتقال العدوى من الأم للطفل (44) ومنذ فترة قريبة مع التقديم العام واسع الانتشار للأدوية المضادة للفيروسات القهقرية من خلال مراكز فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب المتخصصة. ولا يزال تشخيص وعلاج الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، ودعم الناجين من العنف القائم على النوع، والدعم النفسي والغذائي ضعيف إلى حد كبير في أماكن الرعاية الصحية الإنجابية في بلدان جنوب إفريقيا. (٤٥)
ويمكن كذلك أن تؤدي الأنظمة غير الفعالة خارج الخدمة الصحية إلى تعطيل تقديم الخدمات بصورة كبيرة. وفي جنوب إفريقيا على سبيل المثال، تهدف الحكومة إلى تقديم حزمة شاملة من الرعاية للناجين من الاعتداءات الجنسية، بما في ذلك المشورة واختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والحمل والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، ووقاية ما بعد التعرض المضادة للفيروسات القهقرية. ومع ذلك فقد خلق تعطيل الحصول على وقاية ما بعد التعرض التي يتسبب فيه النظام القضائي العام ونقص التدريب بالنسبة لمقدمي الخدمات عقبات كبيرة.(46)
يمكن أن يقضي عدم استمرار رعاية الأمهات الحاملات لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب على أثر برامج منع انتقال العدوى من الأم للطفل، ذلك أن الأطفال الذين يولدون خالين من الفيروس بفضل العلاج يصابون بالعدوى في وقت لاحق، وخاصةً إذا كانت الأم تتأرجح بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية أثناء الشهور الأولى للطفل. ومن بين مراكز منع انتقال العدوى من الأم للطفل في جنوب إفريقيا نجد أن الموقع الموجود في أفقر منطقه به ضعف معدل الانتقال الرأسي في الموقع الأفضل موارد بعد تسعة أشهر. (47) كما أن النساء الأكثر فقراً أكثر احتمالاً لأن يعلقن بين الوصمة والرضاعة الطبيعية، ونفاد الحليب البودرة في المراكز الصحية والمشورة غير المناسبة وغير الدقيقة من المشرفين الصحيين كما أظهرت دراسة أجريت في ريف تنزانيا.(48)
كثيراً ما تُنصح النساء الحاملات لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب اللائي يتعاطين المخدرات عن طريق الحقن (هيروين وغيره من الأفيونيات) بالإقلاع عن تعاطي المخدرات أثناء الحمل بدون أي نوع من الدعم. وبدلاً من ذلك، فإن ما يحتجنه هو الحصول على العلاج البديل بالميثادون أثناء الحمل والوقاية من نقل العدوى من الأم للطفل والهيروين قصير الفاعلية، ولذلك يرتبط تعاطيه بدرجات متكررة من الانسحاب. ويمكن أن يسبب هذا تقلص العضلات في أجزاء مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى عدد من الأعراض منها الإسهال والتشنجات العضلية. ويمكن أن يؤدي استعماله أثناء الحمل إلى الإجهاض والولادة المبكرة ويمكن أن يوقف نمو الجنين. بينما لا يحدث الميثادون هذه الآثار، ولذلك فمن المهم أثناء الحمل أن يوصف الميثادون كبديل للنساء اللائي يتعاطين الهيروين. ومع أن العلاج بالاستبدال موجود على قائمة الأدوية الأساسية الخاصة بمنظمة الصحة العالمية، فإن بلداناً كثيرة تتردد في تنفيذ هذه النصيحة. ولابد من العمل لضمان أن برامج منع انتقال العدوى من الأم للطفل في البلدان التي يعد فيها تعاطي المخدرات بالحقن مصدرًا مهماً من مصادر عدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في النساء تقدم مخدرات بديلة لمن يعتمدون على المخدرات. (٤٩) ولابد أن يتصل الجانب الآخر من استمرارية الرعاية بعلاج الأسرة كلها المتأثرة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وليس المرأة أو الرجل وحدهم. ويحاول عدد متزايد من البرامج معالجة المشكلة بتوفير – ليس فقط منع انتقال العدوى من الأم للطفل – بل كذلك العلاج المستمر للأمهات، وشركائهم إذا استدعى الأمر، لتشجيع الدعم العائلي المشترك.(50) ويساعد هذا على خلق البيئة التوصيلية التي يركز فيها على الهموم الصحية الجنسية والإنجابية، بما في ذلك هموم الأزواج الذين يحمل أحدهما فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب.
تعد مبادرة منظمة الصحة لمنع انتقال العدوى من الأم للطفل نموذجاً ممتازاً في هذا الصدد. وتنطوي هذه المبادرة التي تشكلت في عام ۲۰۰۱ على إدماج خدمات الصحة الإنجابية في برامج رعاية وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والنساء الحاملات للفيروس وأطفالهن وشركائهن الحاملين للفيروس، مع التأكيد على المتابعة طويلة المدى وتقديم الرعاية الشاملة غير طيف من الأمراض المتصل بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وبينما قد لا تستطيع برامج رعاية وعلاج الفيروس في الأماكن التي تفتقر إلى الموارد إدماج كل خدمات الصحة الإنجابية في نموذج تقديم خدمة واحد، فهناك حاجة واضحة إلى أن تشمل خدمات صحة إنجابية أساسية، مثل منع الحمل، والواقي، والإجهاض. وقد تشكلت المبادرة بواسطة اعتراف متزايد أن برامج المنع المبكر لانتقال العدوى من الأم للطفل توفر في كثير من الأحيان الحد الأدنى من الرعاية، أو لا تقدم هذه الرعاية بالمرة للأمهات الحاملات لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، مما يضيع فرص سانحة لتحسين صحة النساء وإطالة أعمارهن مما يكرر عيوباً مشابهة كانت موجودة في برامج صحة الأمومة والطفولة فيما مضى. وفي نوفمبر ٢٠٠٤ وضعت برامج مبادرة منع انتقال العدوى من الأم للطفل في ثمانية بلدان إفريقية وفي تایلاند. (51)
التفاعل بين الخدمات الصحية ودعم الأنداد شكل آخر من استمرارية الرعاية، وهو ما تقدره العيادات الممتدة ويعد برنامج “من أم إلى أم” برنامج تثقيف وإرشاد مبتكر يقوم على المجتمع للنساء الحوامل الحاملات لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والأمهات حديثاً في جنوب إفريقيا. ويقوم البرنامج بتدريب وتشغيل الأمهات الحديثات اللائي استفدن أنفسهن من الخدمات ليصبحن “أمهات مرشدات” يشكلن فريقاً من مقدمات الرعاية والمثقفات الأساسيات المتابعات للمنشآت. قد أصبحت الأمهات المرشدات نصراً أساسياً من عناصر رعاية منع انتقال العدوى من الأم للطفل؛ فهن يركزن الرعاية الطبية على احتياجات الأم الفسيولوجية والنفسية والعاطفية والاجتماعية والروحية. وتشمل خدمات إم تو إم جماعات الدعم المنتظمة، والمشورة الفردية الرسمية وغير الرسمية والمساعدة في قضايا الإفصاح والوصمة وجلسات التثقيف الشامل بشأن فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، ومنع انتقال العدوى من الأم للطفل، والصحة الشخصية وصحة الطفل حديث الولادة. والتجمعات اليومية من أجل مآدب التغذية والتثقيف الغذائي. وهي تدير الآن ٦٥ موقعاً في خمسة مقاطعات في جنوب إفريقيا، مع وجود خطط للتوسع بحيث يكون عدد المواقع ثلاثة أضعاف ما هو عليه الآن، وأقامت شراكات استراتيجية مع منظمات في إثيوبيا وبوتسوانا التنفيد نموذج قومي في هذين البلدين. كما تخطط لبدء خدمات في سبعة بلدان أخرى في جنوب إفريقيا. (52)
“مع الأطباء من الصعب أن أقول إنه جسمي. وأنا أعرف ما أشعر به وما هو صحيح لي” (عضو الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، جنوب إفريقيا).
“في المستشفيات، إذا لم تكن تعرف شيئاً. فإنك تضيع، لأنهم ليس لديهم العدد الكافي من العاملين. وأنا أتأكد من معرفتي لما عندي وما أنا بحاجة إليه على سبيل المثال، هذه الحبة للأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي“.(عضو الجماعة الدولية للنساء اللائي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز. جنوب إفريقيا).
معرفة النساء والرجال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب بمشاكلهم وحقوقهم الصحية تجعلهم في موقف أقوى بكثير بالنسبة للحصول على الرعاية الصحية. ومع ذلك فإن الكثير من النساء والرجال، الحاملين للفيروس وغير الحاملين، غالباً ما يفتقرون إلى معرفة فيروس نقص المناعة الطبيعية والإيدز والصحية الجنسية والإنجابية، والعلاقة بينها. وفي كينيا وزامبيا، نُقل عن النساء الحوامل رفضهن
جدول رقم 1. انتهاكات الحقوق اﻹنجابية
% |
الفليبين |
تايلاند |
الهند |
إندونسيا |
اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الإجباري خلال الحمل أو بسبب مرض الطفل |
18 |
15 |
5 |
15 |
أُجبرن على الإجهاض أو التعقيم بسبب وضع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب |
10 |
17 |
صفر |
5 |
نُصحن بعدم إنجاب أطفال منذ تشخيص فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب |
23 |
62 |
43 |
60 |
تناول أو إعادة الأدوية التي أُعطيت لهن من أجل العلاج لاعتقادهن الخاطئ أن الأدوية سوف تضر الجنين. (٥٣)
ويمكن لجماعات الدعم ومنظمات المجتمع المدني القيام بدور مهم في تقديم المعلومات الشاملة وغير المتحيزة التي يسهل الحصول عليها وتتصل بالموضوع باللغات المحلية ولهؤلاء الذين لا يمكنهم القراءة. وبعد إعلان منظمة الصحة العالمية مبادرتها “٣×٥“، عقدت القمة الدولية للاستعداد لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في كيب تاون في عام ۲۰۰۳ شارك فيها ٦٧ بلداً، وأقيم التحالف الدولي لاستعدادات العلاج، وهو تجمع عالمي يضم الأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وناشطى العلاج. ويقول تقرير القمة:
“لابد أن تنبع معرفة العلاج من العلم الجيد… ولابد أن يتعلم المدافعون ويفهموا علم فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب كي يكونوا فاعلين ويضعوا سياسة سليمة. ومعرفة العلاج بالنسبة لمقدمي الرعاية والأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب لابد منها إذا كنا نتوقع أن يكون العلاج فعالاً. فالمعلومات مهمة مثل الدواء. وبدون التثقيف العلاجي الجيد لا يمكننا أن ندير الآثار الجانبية بشكل فعال أو نتوقع التزاماً جيداً بالعلاج. وكما أن معرفة العلاج ضرورية كذلك بالنسبة للحكومة والجمهور. فمعرفة أن العلاج الفعال موجود سوف يساعد على التخفيف من الخوف والوصمة المرتبطة بالإيدز ويشجع الناس على معرفة الحقائق عن فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والاستفادة من المشورة والاختبار والرعاية. ولابد من استهداف برامج التثقيف العلاجي وتعديلها كي تلبي احتياجات المجتمع الثقافية والتثقيفية” (54).
تدرس جماعات ومنظمات كثيرة للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتس المعرفة العلاجية، ويمكن كذلك أن يشمل هذا العمل الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، وبناء المهارات وتدريب المثابرة والتواصل.
“معظم النساء الحاملات لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في نيبال أرامل أو هجرتهن أسرهن. ويعني هذا أن لديهن الكثير مما يشغلهن بالإضافة إلى صحتهن الجنسية والإنجابية. فبقائهن أحياء وفي أمان هو همهن الأساسي. وبالنسبة لي، فقد تزوجت بعد عامين من تشخيص حالتي من رجل حامل للفيروس، وأنا سعيدة لأن زوجي يدعمني ويتعاون معي أننا قادرين على مناقشة قضايا الصحة الجنسبة والإنجابية. ولكن ما يحزن هو أنه ليست هناك اختيارات متاحة لنا“.(آشا، نیبال)(٥)
“ذهبت إلى المستشفي للعلاج من مرض آخر. ولكن عندما علم الطبيب أني حامل لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب من ملف التأريخ الطبي، رفض علاجي. (15)
“عند أُدخل مايك المستشفي، أراد الأطباء سحب دم منه في يجروا له اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وكان هو يعرف بالفعل أنه حامل للفيروس، ولذلك رفض ولكن العاملين في المستشفي نجحوا في الحصول على عينة من دمه بعد أن قالوا له إنهم سوف يقيسون له ضغط دمه فقط. وشعر مايك وزوجته أنا بمهانة عندما علم المستشفي كله بأمر وضع الخاص بالفيروس“. (15)
“قال الطبيب لماذا تريدين الاحتفاظ بهذا (الرحم) اقطعيه وتخلصي منه!”(6)
المواقف التي تنطوي على أحكام والخوف من الفيروس أمران منتشران في الخدمة الصحية وفي المجتمعات المحلية. وفي الدراسة النوعية التي سبقت الإشارة إليها وتتعلق بالتمييز ضد الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في أربعة بلدان آسيوية، أجريت مقابلات مع ٧٦٤ رجلاً وامرأة حاملين للفيروس. وذكر80% منهم أنهم مروا بشكل ما من أشكال التمييز، من بينهم 54% قالوا إن ذلك حدث داخل القطاع الصحي، حيث كان يبدأ في العادة في الحظة الاختبار و31% في المجتمع المحلي، و18% داخل الأسرة و18% في مكان العمل، حيث شمل ذلك انتهاك حقوق الصحة الإنجابية التي يتضمنها الجدول رقم 1 وفي إندونيسيا، كان احتمال تعرض النساء للتمييز ضعف احتمال الرجال. وفي الجهاز الصحي، رُفض علاج أو رعاية ١٥% من المستجيبين، وعانى ١٧% من التأخير في تقديم الخدمة، وحُث بعض المستجيبين (۹%) أو نُصحوا بالحصول على خدمات الرعاية الصحية، في الغالب بواسطة مشرفي الرعاية، بينما قال ٩% إنهم أُجبروا على دفع رسوم إضافية بسبب وضعهم الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وقد حُرم 19% من الرجال و 7% من النساء من الحصول على العلاج الطبي لمجموعة أخرى من المشاكل الصحية خلال الاثني عشر شهراً السابقة. وعاني من أُكرهوا على إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب لقدر أكبر التمييز. (15)
وبالمثل، ذكرت النساء الحاملات للفيروس في نامبيا في عام ٢٠٠٥ أنه قيل لهن إنهن لن يحصلن على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية ما لم يقبلن أخذ حقن منع الحمل (22). وفي ورشة عمل في ليسوتو، ذكرت النساء الحاملات للفيروس أنه قيل لهن أنه يجب عليهن استعمال وسيلة طويلة المدى لمنع الحمل كي يشاركن في “تجربة” الثلاث سنوات الخاصة بالعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (55)
يجعل سوء المعاملة والتمييز أي شخص يشعر بعدم الراحة، ولكن هؤلاء المهمشين أو المستبعدين بالفعل من مجتمع التيار العام، الذين هم أكثر عرضة للخطر في الغالب، فيحصلون على أقل قدر من الاهتمام، مثل أطفال الشوارع والأطفال الذكور الذين يعملون في الدعارة. والتمييز من جانب مقدمي الرعاية يصعب تحمله بشكل خاص.(56) وقد يخاف العاملون في الدعارة من أن يكشف الحصول على الخدمات وضعهن لزملائهم أو زبائنهم. وحتى داخل جماعات الدعم الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والمنظمات غير الحكومية، قد يتم التعبير عن التمييز إذا وُجد أن امرأة تعمل في الدعارة. (6)
كثيراً ما يتم تجاهل الحقوق الصحية الجنسية والإنجابية للرجال حاملي فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الذين يمارسون الجنس مع الرجال عند مناقشة الحقوق الجنسية والإنجابية، وخاصةً عندما يدعى خطأ من ناحية أن المثلية غير موجودة في البلاد بينما تجرم في الوقت ذاته. وبالإضافة إلى ذلك فإن كون الكثير من الرجال الحاملين للفيروس الذين يمارسون الجنس مع رجال آباء كذلك، فقد يعانون من العقم أو الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، أو القصور الجنسي، أو سرطان الجهاز التناسلي، غير أن ذلك غير مرئي فيما يتعلق بالاستجابات الصحية.
ويضم الرجال الذين يعانون من خطر خاص لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب: الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ومتعاطي المخدرات بالحقن ( 80% منهم رجال)، والمهاجرين واللاجئين، والسجناء، وممارسي الدعارة من الذكور، وأفراد القوات المسلحة، وأطفال الشوارع. وتجري تنشئة الرجال بصورة عامة على أن يكونوا معتمدين على أنفسهم، ومسيطرين جنسياً، ولهم شريكات متعددات، ولا حد لعلمهم فيما يتعلق بالجنس.(1) والرجال والصبيان الذين لا يخضعون لتلك المعايير يوصمون بالعار في مجتمعات كثيرة، وقد تنتج عن ذلك المعاملة التمييزية التي تتراوح بين الهيمنة الجنسية والعنف.
في السنغال تتميز حياة الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع رجال بالعنف والرفض.(57) وفي إفريقيا، هناك ما يزيد على ۱۰ ملايين من أطفال الشوارع، معظمهم صبيان والكثير منهم معرضون لخطر الدعارة والاستغلال الجنسي. ويتحول كثير من الشبان إلى الدعارة لتسديد ثمن المخدرات. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت في الأرجنتين والبرازيل وكندا أنه ما يقل عن ثلث متعاطي المخدرات من الجنسين قايضوا المخدرات بالجنس مرة واحدة على الأقل: كما لجأ بعض منهم إلى الجريمة لدفع ثمن إدمان المخدرات. وإذا انتهى بهم الحال في السجن فإنهم يواجهون خطر التقاط فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب هناك. فحقن المخدرات والجنس بين الرجال، بما في ذلك الاغتصاب أمر شائع في السجون، وهو ما يعرض النزلاء من كل الأعمار لخطر الإصابة بالفيروس، كما أن للكحول كذلك أثر كبير على الوباء. فاستهلاكه بكميات كبيرة، وهو أمر شائع بين الشبان ويشكل متزايد بين النساء في معظم أنحاء العالم، يؤدي إلى كثير من الأنشطة ذات احتمال الإصابة المرتفع.
ويكون الجنود معزولين عن النساء فترات طويلة، وهو ما قد يؤدي إلى إقامة علاقات مع رجال آخرين. ودفع مال مقابل الجنس، ووجود شركاء جنسيين كُثُر. وقد يشارك الجنود في بيئاتهم مفرطة الذكورة والعنيفة في أعمال اغتصاب أثناء الحرب، ويتعاطون المخدرات، وغالباً ما تكون معدلات الفيروس / الإيدز بينهم أعلى مما بين الرجال من عامة السكان.
الرجال والصبيان أساسيون في مسار وباء فيروس نقص المناعة البشرية، ومع ذلك يظلون هامشيين في الاستجابة للفيروس.(58) وأظهرت البرامج أن إشراك الرجال يمكن أن يؤدي إلى تغير إيجابي مستدام في السلوك الجنسي وتقليل العنف ضد النساء.(59) وينبغي تطبيق مبادئ مشابهة على تغيير سلوكيات الوصم والتمييز تجاه النساء والرجال الحاملين للفيروس.
يمكن أن يحدث التمييز بين الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية كذلك. فقد تفشل جماعات الدعم الخاصة بالفيروس، شأنها في ذلك شأن الجماعات والمنظمات المجتمعية الأخرى، في التعامل بشكل صحيح مع أنماط التمييز العمرية والنوعية وغيرها بين صفوفها. (٦) ويصدق هذا على جماعات الجنس الواحد والجماعات المختلطة. فعلى سبيل المثال يمكن أن يجد ممارسوا الدعارة، أو متعاطوا المخدرات بالحقن، أو الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال صعوبة كبيرة في الحصول على الدعم بسب المواقف المتسمة بالأحكام تجاههم من جانب الأشخاص الآخرين الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وقد عُرف عن الصندوق التعاوني للاستعداد لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب مدى المناقشة المفتوحة والصريحة للهموم المشتركة، والتجارب المتناقضة، والصراعات المحتملة في اجتماعاته الإقليمية. ومع ذلك فقد أشار تقرير اجتماعه الخاص بكومنولث الدول المستقلة ودول البلطيق في مارس ٢٠٠٣ إلى التوترات القائمة بين متعاطي المخدرات السابقين والحاليين والرجال المثليين، وأن ملاحظات التمييز ضد متعاطي المخدرات النشطين داخل منظمات الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الذين يعيشون بالإيدز في المنطقة تجري معالجتها للمرة الأولى فحسب. (41)
“استغلني شريكي السابق جنسياً وفي النهاية نقل إلى عدوى ذلك الفيروس الرهيب عمداً.(فوزيفين، كينيا / هولندا). (5)
في عدد من البلدان يمكن اتهام الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب قضائياً بتعمد نقل الفيروس للشريك الجنسي أو تعريضه له. وفي أوروبا، على سبيل المثال، سنّ ١٣ بلداً أو عدل تشريعاً للتعامل بشكل خاص مع نقل فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وغيره من أنواع العدوى المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وفي ١٦ بلداً، وبموجب هذه القوانين وغيرها من القوانين السارية، اعتبر النقل الفعلي للفيروس فقط قابلاً للعقوبة، بينما في ١٦ بلداً آخر أُعتبر تعريض شخص آخر لخطر النقل قابلاً للعقاب كذلك. (60) وفي ٢١ بلداً حُقق مع شخص واحد على الأقل وفي أنحاء أوروبا كان هناك ١٣٠ إدانة على أقل تقدير. والنمسا والسويد وسويسرا مسؤولة عن أكثر من ٦٠% من الإدانات كلها. وقد حققت كل منها مع أكثر من ٣٠ شخصاً.(٦١)
ومن الواضح أن جل الإدانات التي تم الإبلاغ عنها ينطبق على النقل المزعوم للفيروس أثناء ممارسة الجنس برضا الطرفين. ومع ذلك فقد كانت هناك كذلك حالات أدين فيها الأشخاص حاملو الفيروس لنقلهم الفيروس على الرغم من عدم معرفتهم لوضعهم في ذلك الحين. وقررت المحكمة العليا بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية أن تاريخ “السلوك الجنسي الخطر” كاف للإشارة إلى استحقاق العقاب، وبالتالي قضايا التجريم المعقدة الأخرى. (62)
آثار تجريم نقل فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب أسئلة كثيرة. هل تردع هذه القوانين بالفعل السلوك الذي يؤدي إلى نقل الفيروس أو يهدد به، أي هل تحقق أهداف الوقاية المشروعة؟ هل يمكن للتثقيف الصحي المكثف أن يكون أكثر فاعلية في تحقيق أهداف الوقاية مقارنة بالقانون الجنائي؟ وهل كان هناك في يوم من الأيام ما يبرر وجود تشريع خاص بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في هذا المجال؟(60) وإذا كانت هناك امرأة حاملة لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وعاجزة عن التفاوض بشأن الجنس الآمن. ثم نقلت العدوى لشريكها، هل ينبغى إلقاء اللوم عليها وتجريمها؟
وهناك كذلك أسئلة أخلاقية : إذا أكتُسبت العدوى أثناء الممارسة الطوعية للجنس برضا الطرفين. هل تصبح حالة شخص حامل لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب يضر آخر أم حالة شخص لا يحمل الفيروس يضر نفسه؟ قد تختلف الإجابة بالنسبة للشركاء في العلاقات طويلة الأجل في مقال الأشخاص الذين لا يعرفون بعضهم جيداً، أما إذا كان وضع الفيروس معروفاً أو تم الإفصاح عنه أم لا.(63) فالسؤال الأخلاقي هو ما إذا كانت المسؤولية عن الجنس الآمن مسؤولية مشتركة أم لا. وعلى الرغم من الإجابات المختلفة الممكنة عن هذا السؤال فقد وضعت القوانين والسياسات بواسطة عدد من البلدان لتجريم من ينقلون عدوى الفيروس لغيرهم، وحظر الزواج من شخص حامل للفيروس، ومنع التريوج للواقي لغير المتزوجين. (64)
“في البداية دخلنا مجال الدعوة والمناصرة ووجوهنا مغطاة لأنه كان من الخطورة إلى حد كبير أن ندع أي شخص يرانا… ومع ذلك فقد بدأنا الإفصاح في النهاية وأعلنا عن أسمائنا“. (65)
“بدأ برنامج الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال… استجابةً للمطالبة بتكوين جماعة دعم حول قضايا التوجه الجنسي والصحة الجنسية وهكذا تكونت جماعة الدعم واستمرت لمدة ٦ أشهر في عام ٢٠٠٤. كبشير لبرنامج الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال. والتقى من مجموعهم ١٤ شخصاً يمارسون الجنس مع الرجال (معظمهم من الذكور ممارسي الجنس التجاري) مرتين في الشهر مع الميسرين المتمرسين (المثليين بشكل علني). وشملت الموضوعات التي غطتها جماعة الدعم الهوية، والتسمية، وفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والصحة الجنسية، والتفاوض على استعمال الواقي، والحصول على الخدمات، والتعرض للخطر، والإفصاح“. (66)
جماعات الدعم موجودة منذ بداية الوباء، وقد بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية. وأدت الحاجة إلى تقرير المصير التي بدأت بمبادئ دنفر إلى تكوين الشبكات الدولية للنساء والرجال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وفي النهاية سياسة المشاركة الأكبر للأشخاص الذين يعيشون بالفيروس.(28) وعندما ينضم الأشخاص الحاملون للفيروس إلى إحدى جماعات الدعم يصبحون جزءاً من واقع أكبر، وهو الواقع الذي يمنح مسؤولية دعم الأنداد. ويبني كذلك القوة الجماعية ويقلل العزلة وتزيد جماعات الدعم على كونها مجرد كيانات تابعة للرعاية الصحية الأكثر رسمية على أي مستوى وتقوم بدور مهم بالنسبة للأشخاص الحاملين للفيروس. ويمكنها أن تقوم بدور دفاعي وتؤثر في السياسة الحكومية بشأن فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والإيدز.
تساعد جماعات الدعم والمفاوضات النساء والرجال على قبول كونهم حاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والتعامل معه، والتعامل مع القرارات من دون الإفصاح. والتفكير بشأن سلوكهم الجنسي، وبحث قضايا الرعاية والعلاج، وإبراز تجاربهم، وإدراك أنهم ليسوا وحدهم، والمشاركة في استراتيجيات البقاء. وكذلك توفير الدعم العاطفي الحيوي.(67) وهناك في كثير من الأحيان قدر أقل من الوصمة المرتبطة بالفيروس في المجتمعات المحلية التي بها خدمات إرشاد جيدة وجماعات دعم للمساعدة الذاتية.(68) وينبغي أن ترتبط منشآت الاختبار والعلاج بجماعات الدعم أو تشجع الجماعات الجديدة على التكوين بحيث يمكن للأشخاص الذين تثبت الاختبارات أنهم حاملون للفيروس الانضمام والحصول على الدعم منذ البداية.
تغيرت جماعات الدعم مع تغير الوباء. ففي أمريكا الشمالية وأوروبا، على سبيل المثال، كانت جماعات الدعم حبل النجاة بالنسبة لمئات من الرجال المثليين الذين كانوا يُحتضرون، وموصومين، وبمفردهم في بداية الوباء. لم يكن هناك وجود للخدمات الكافية، وهكذا أصبحت جماعات الدعم عبارة عن مقدمي خدمات الإيدز ومنظمات للدفاع. ومع ظهور العلاج كيفت جماعات الدعم نفسها مع الاحتياجات الجديدة. واليوم في أوروبا أصبحت المنظمات التي بدأت كجماعات دعم منظمات خدمات كاملة لجماعات شتى مثل الرجال المثليين، والنساء، والمهاجرين والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات. وفي هولندا أدى عدم الاهتمام مؤخراً باحتياجاتها إلى خلق جماعة منشقة من الرجال المثليين اسمها “حامل للفيروس وأفخر بذلك” تسعى لضمان مشاركة عبء الوقاية بالتساوي بين الرجال حاملي فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والذين لا يحملونه، وتوفر فضاءً آمناً للرجال المثليين الحاملين للفيروس ليتحدثوا فيه عن النشاط الجنسي، والعلاقات التي يكون أحد طرفيها حاملاً للفيروس، وخيارات الوقاية (69) وأنشأت النساء حاملات الفيروس كذلك جماعات للنساء فقط لمناقشة الهموم المشتركة غالباً ما لا تغطيها الجماعات المختلطة.
وبالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في حالة من الفقر على وجه الخصوص، قد تكون جماعات الدعم حبل نجاة، فالفقر يمنع الملايين من الأشخاص حاملي الفيروس من معرفة خدمات الرعاية والعلاج أو القدرة على الحصول عليها أو الاستفادة منها. وفي ورشة عمل بعنوان “النساء والأطفال والأسر: الاستعداد للعلاج والدفاع عُقدت في أوغندا في نوفمبر من عام ٢٠٠٥ آثار الناشطون من أنحاء البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى هموم مشاركة النساء أدويتهن مع أفراد الأسرة الآخرين قسراً في بعض الأحيان، وأحياناً أخرى بسبب الذنب، ويعرضن أنفسهن للخطر. وتتفاقم هذه المشكلة عندما يستخدم الرجال شريكاتهم لينبن عنهم لتحاشي أن يُجرى لهم الاختبار. وقد اضطر الكثير من الرجال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب إلى بيع الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية كي يطعموا أسرهم. “اضطرت امرأة في الرابعة والأربعين من عمرها في الريف التنزاني كانت تتلقى علاجاً مضاداً للفيروسات الفهقرية إلى بيع العلاج كي تحصل على المال الذي ترعى به أحفادها الذين يعيشون معها في بيتها الصغير. وقد مات أبناؤها الثلاثة عشر جميعاً بسبب أمراض تتصل بالإيدز. وبعض أحفادها أطفال شوارع وخاصة الصبيان، وتمارس بعض الفتيات الدعارة، ولذلك فهم يختفون شهوراً ثم يعودون. ومن بين أحفادها الأربعة عشر تهتم بثلاثة تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وهي تظن أن ثمانية من بين الأطفال قد يكونون حاملين للفيروس لأنهم ليسوا في صحة جيدة. وكانت تستطيع توفير وجبة واحدة فقط في اليوم بعد الظهر، وكانت تتكون من الثريد بالملح، حيث إن ذلك هو ما تقدر عليه. وبعد أن ظلت تستخدم العلاج لمدة شهرين بدأت بيع الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لحاملي الفيروس ولا يرغبون في الحصول على الأدوية من العيادة خوفاً من الوصمة. وعندما انضمت إلى جماعة من الأشخاص الحاملين للفيروس منذ عام تقريباً، أشاروا عليها أن تتوقف عن بيع أدويتها المضادة للفيروسات الفهقرية والعودة للعلاج. وتمدها الجماعة أحياناً بالطعام وغيره من الاحتياجات المهمة“. (٧٠)
لا يمكن التقليل من شأن هذا الدور المهم. وهناك نماذج عديدة من جماعات وشبكات الدعم الخاصة بالمساعدة الذاتية للنساء التي أنشئت على المستويات المحلية والقومية والدولية: ومثال ذلك “نادي ماما” الذي يجتمع في تاسو بأوغندا ويقدم دعم الذات للأمهات الشابات الحاملات لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. (71) وهناك نماذج أقل بكثير من تلك الشبكات يديرها الرجال أو تُدار من أجلهم، ويضع هذا عبئاً أكبر للرعاية والدعم على النساء داخل الأسرة وفي المجتمع. (۱۲)
بالإضافة إلى جماعات دعم الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، لابد من مزيد من العمل لتقليل وتخفيف العبء الواقع على الأفراد الذين يعيشون بالفيروس. وهناك الكثير من الطرق العملية والنفسية التي يمكن بها للمجتمع الأوسع دعم الأشخاص الحاملين للفيروس وخاصةً عندما يصارعون من أجل البقاء، ويواجهون المرض والموت داخل بيوتهم. الرعاية القائمة على البيت في إفريقيا، على سبيل المثال، تعاني بشدة من قلة الموارد وغالباً ما تزود في ظروف شديدة الفقر بالأجداد أو الأحفاد أو النساء وهم أنفسهم قد يكونون حاملين للفيروس. وكان مركز الاهتمام الأصلي لمعظم برامج الرعاية القائمة على البيت هو رعاية الأشخاص المرضى ومن يقدمون الرعاية للأسر. إلا أنه مع استمرار وباء الإيدز في النمو، تطور ذلك إلى تلبية احتياجات إضافية خاصة بالأشخاص والأسر المتأثرين. فعلى سبيل المثال تقدم بعض البرامج قروضاً صغيرة وغير ذلك من المساعدات للأسر كي تنشئ أنشطة مولدة للدخل والتدريب المهني والمراكز المجتمعية لمرضى الإيدز (۷۲).
مع إدخال العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لابد كذلك أن تركز رعاية البيت والمجتمع على الرعاية المزمنة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب.(73) وما إن يوضع الشخص الحامل للفيروس على العلاج غالباً ما تنقل مسؤولية الرعاية اليومية إليهم أو إلى أسرتهم. وعادةً ما تكون النساء وغالباً ما يكون الأطفال إذا كان الأشخاص البالغون مرضى. ويُهتم في البيت بالالتزام بتناول الأدوية، والوقاية من نقل الفيروس، والعلاج من أية آثار جانية للأدوية. وتخلق برامج رعاية البيت والمجتمع التي تموّل وتنفّذ بشكل جيد وتدعم الأشخاص الحاملين للفيروس كي يديروا رعايتهم، بدعم من المجتمع والجهاز الصحي، بيئةً للتمكين والاكتفاء الذاتي.
واليوم تجمع المؤسسات الخيرية، مثل أوكسفام في المملكة المتحدة، أموالاً لصناديق الرعاية المنزلية التي تحتوي على كل الأساسيات اللازمة للدعم الطبي في البيت، والأدوية الأساسية مثل الأسبرين والباراسيتامول، والأدوية المضادة للملاريا، وأدوية علاج الالتهابات، والأربطة، ولوسيون الكالامينا، والواقي، والمقصات. وكما تساعد المؤسسات الخيرية الجماعات في توزيع الطعام لتلبية الاحتياجات الغذائية لمن يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب والإيدز، وكذلك الأشياء الأساسية كأدوات المطبخ، والبطاطين، وغيرها من اللوازم المنزلية التي تُباع لشراء الطعام. كما توفر الرعاية العملية والتدريب على تقديم الرعاية للمرضى بشكل مزمن أو اليتامى. وتشمل رعاية اليتامى الربط بأحد أفراد العائلة أو أم بديلة لتقديم الرعاية لليتامي بعد وفاة الوالدين، ودعم الأسر المعيشية التي يرأسها أطفال، وإحلال والدين بالتبني، وتقديم الضروريات الأساسية مثل المصروفات المدرسية والطعام وإيجار المنزل والملابس.( 72، 74 , 75)
وعلاوة على ذلك، يمكن أن تخلق الأنشطة الإبداعية التي ليس فيها تفضُّل القائمة على المجتمع بيئةً يستطيع فيها الأشخاص أن يكونوا أكثر صراحةً بشأن وضعهم، ويكون شعورهم أفضل فيما يتعلق بالاختبار أول مرة. وأبرز نموذج للبرنامج الذي يشمل المجتمع كله، وقد وُضع في أوغندا، هو “المعبر الحجري” الذي يتحدى عدم المساواة النوعي بين الأجيال، ووصم الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، ويشجع مناقشة الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية. وتمر المجتمعات المحلية التي استفادت من البرنامج بتغير تحولي في المواقف والعمل. فعلى سبيل المثال، بدأ الشباب زيارة الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ومن يرعونهم في المجتمع ومساعدتهم، وهم يدركون أن الفيروس لا يأتي للآخرين فقط: بل إنه قد يأتي لهم كذلك. (76)
للنساء والرجال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الحق في الحياة الجنسية والإنجابية الصحية. وتساعد الخدمات الصحية التي توفر الدعم والخدمات غير القسرية ولا تقوم على إصدار الأحكام للنساء والرجال الحاملين للفيروس، تساعد هؤلاء الأشخاص على اتخاذ قرارات قائمة على المعرفة بشأن الجنس والإنجاب. ومع الالتزام السياسي والمجتمعي بحقوق النساء والرجال الحاملين لفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وكذلك إشراك الأشخاص الحاملين للفيروس في وضع السياسات والبرامج، يمكن أن يحدث تغير تحولي بحق.
(أ) مسؤولة الاتصالات والأبحاث، الجماعة الدولية للنساء اللاتي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، لندن، المملكة المتحدة، بريد الكتروني [email protected]
(ب) مسؤولة الدفاع الدولي: الحقوق الجنسية والإنجابية، الجماعة الدولية للنساء اللاتي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، دربان، جنوب إفريقيا.
(ج) محررة، “آي سي دابليو نيوز“، الجماعة الدولية للنساء اللاتي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز، لندن، المملكة المتحدة (أ، ب، ج بالنيابة عن الجماعة الدولية للنساء اللاتي يعشن بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز)
(د) المنسق العام وكبير المسؤولين التنفيذيين، الشبكة الدولية للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز. أمستردام هولندا، بريد الكتروني [email protected]
بالنيابة عن الشبكة العالمية للأشخاص الذين يعيشون بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الإيدز
1-Rao Gupta G WhelanD, Allendorf K. Integrating Gender into HIV/AIDS Programmes: Aoeview Paper. Genevar World Health Organization, 2003.
2-Greig A. HIV Prevention with men: toward gender equality and social justice. The Role of
Men and Boys in Achieving Gender Equity. Report of f Expert Group Meeting, Brasilia. 21-
24 October r 2003. At: <www.un. org/womenwatch/dawlegm/ men-boys2003/EP7-Greig pdf>
3-GNP+, ICW. Position Statement: lnjecting Drug Users and Access to HIV Treatment. October
2005.At: ww.gnpplus.net/cmsdownloads/ files/IDUEN, pdf>.
4-The Yogyakarta Principles: Principles on the application of international human rights law
in relation to sexual onentation and gender identity. March 2007. At: <www.yogyakartaprincipes
org/docs/File/Yogyakarta_ Principles_EN. pdf>
5-International Planned Parenthood Federation 1CWN Dreams and Desires: SeXual and
Reproductive Health Experiences of HIV Positive Women. London; IPPF, ICW, November
2004.
6-Paxton S, with Welbourn A, Kouslaya P, et al. “Oh! This one is infected!'” Wormen, HIV and
human rights in the Asia/Pacific region. Paper prepared for the UN Office of the High
Commissioner for Human Rights, 2004.
7-Rao Gupta G. Gender, sexuality and HIVIAIDS: the what, the why and the how. Plenary
address, XIllth International AlIDS Conference, Durban. 12 July 2000. At: <ww.icrw.org/
docs/Durban HIVAIDS_ speech700. pdf>
8-UN Division for the Advancement of Women, Department of Economic and Social Affairs.
The Role of Men and Boys in Achieving Gender Equity. Final Report of Expert Group Meeting.
Brasilia 21-24 October 2003. At: <www.un.org/womenwatch/dawlegm/men-boys2003/
reports/Finalreport pdf>.
9-Verma RK, Pulerwitz J, Mahendra V, et al. Challenging and changing gender attitudes among
young men in Mumbai, India, Reproductive Health Matters 2006,14(28) 135.43
10-Boonstra H. Meeting the sexual and reproductive health needs of people living with HIV. In
Brief Guttmacher Institute, UNAIDS, 2006. At <www.guttnacher org/pubs/B HIN
EngenderHealth, ICW. Sexual and Reproductive Health for HIV. -Positive Women and
11-Adolescent Girls: A Manual for Trainers and Programme Managers, New York Enaend
Health, ICW, 2006. At: <www.engenderhealth. org/aids/pdfs/te ch-library/hiviARU
for_HIV_Positive VWomen. pd>. Accessed 15 January 2007
12-Sivester L, Raven J, Price J, et al. Analysis of the gender dimension in the scale_tin nt
antiretroviral therapy and the extent to which free treatnent at point of delivery ensue
equitable access for women. Liverpool: Gender and Health Group, Liverpool School of
Tropical Medicine, Liverpool Associates in Tropical Health, Nairobi Liverp0ol VCT Care 2
Treatment, Lilongwe: Reach Trust, March 2005.
At: <www.liv. ac.uk/lstm/research/documents/report_gender_ equity_art scale up. pdf
Accessed 15 September 2006
13-Meursing KJ. A world of silence: living with HIV in Matabeleland, Zimbabwe. PhD dissertation
University of Amsterdam/Royal Tropical Institute, Amsterdam, 1997
14-Maman S, Mbwambo J, Hogan NM, et al. Women’s barriers to HIV-1 testing and disclosure
challenges for HIV-1 voluntary counselling and testing. AlDS Care 2001,13(5):595-603.
15-Asia Pacific Network of People Living with HIVIAIDS. AlDS Discrimination in Asia, 2004. At
www.gnpplus. net/cmsdown loads/ files/AIDS-asia. pdf>. Accessed 15 January 2007.
16-International Community of Women Living with HIVIAIDS. Visibility, voices and visions: a
call for action from HIV positive women to policy-makers. London7 ICW, 2004. At
Www.icW.org/publications>. Accessed 15 January 2007.
17-van der Straten A, King R, Grinstead O, et al. Sexual coercion, physical violence and HIV
infection among women in steady relationships in Kigali, Rwanda. AIDS and Behavior
1998;2(1 ):61-73.
18-Oberzaucher N, Baggaley R. HIV voluntary counselling and testing: a gateway to prevention
and care. Available at: UNAIDS Case Study, June 2002. At: <http://data.unaids.org/
Publications// RC-pub02/ jc729-vct-gateway-cs_ en.pdf? preview=true>. Accessed 15 January
2007.
19-World Health Organization, UNAIDS. Aids Epidemic Update: December 2005. Geneva;
WHO, UNAIDS, 2005.
20-Provider-initiated Testing and Counselling in Health Facilities. Issue Paper 1. UNAIDS
Reference Group on HIV and Human Rights. 7th meeting, 12-14 February 2007. At:
<http://data.unaids.org/pub/ BaseDocument/2007/ 070216 HHR 1 PITC.pdf>. Accessed
16 April 2007.
21-Tjaronda Wezi. Women suffer a host of health issues. New Era. 31 October 2006.
22-Gatsi Mallet J. Mapping of experiences of access to care, treatment and support: Namibia.
Windhoek, ICW Namibia, 2006. At: <www.icw.org/files/Namibia % 20ACTS%20mapping doc>.
Accessed 15 January 2007.
23-South Africa: HIV-positive men come to terms with their status. IRIN Plus News, HIV/AIDS
New Service for Africa. 7 June 2005. At: <www.plusnews.org/ pnprint.asp ?ReportlD=4895
Accessed 15 January 2007.
24-Haggerty M. Incarcerated populations and HIV., ACRIA Update 2000;9(3). At:
<www.acria.orgtreatment/ treatment_edu _summerupdate 2000 incarcerated. htm
25-UNAIDSWHO Policy Statement on HIV Testing. June 2004. At: <http://data. unaids.org/unadocs/hivtestingpolicy_en pdf>. Accessed 16 April 2007
26-Jqrgens R. “Routinizing” HIV testing in low- and middleincome countries. Background pape.
New York; Public Health Program, Open Society institute, 2006. At <wwW.soros org
initiatives/health/articles publications/publications/ routinizing 20061213
27-International HIVIAIDS Aliance. Let’s Talk about HIV Counselling and Testing Facltators
Guide. 14 December 2006, At: cwww.aidsalliance, org/araphics/secretarlat
publications/VCT Manual. pdf>, ACcessed 15 January 2007
28-International HIVIAIDS Aliance Asia and Eastern Europe Team Voluntary Counseling and
Testing Emerging Approaches from Asia and Eastern Europe. At: <http//
Synkronweb.aidsalliance. ora/araphics/secretariat/ publications/cim0404
Asia VCT_ report pdf>. ACcessed 15 January 2007
29-MamanS, Medley A. Gender Dimensions of HIV Status Disclosure to Sexual Partners Rates,
BarrierS and Outcomes: A Review Paper, Geneva, Department of Gender and Womens
Health, World Health Organization, 2004. At <www. who.int/gender/documents/en/
genderdimensions.pdf>, Accessed 16 April 2007
30-Allen S, Meinzen-Derr J, Kautzman M, et al. Sexual behavior of HIV discordant coupies after
HIV counselling and testing. AIDS 2003;17(5)733-40.
31-Sadik N. Male sexual health in Asia and the Pacific. International Consultation on isks and
responsibilities, New Delhi, 23 September 2006. At: <http: //data. unaids. org/pub/
Speech/2006/20060923- sp-nafissadik_en.pdf>
32-Opening up the HIV/AIDS epidemic: guidance on encouraging beneficial disclosure, ethical
partner counselling and appropriate use of HIV case-reporting. UNAIDS, 2000 At
<http://data. unaids. org/Publications/IRC-pub05/ JC488-OpenUp_en.pdf>
33-Kaleeba N, Ray S. We Miss You All: Noerine Kaleeba: AIDS in the Family, 2nd ed. Harare,
SafAIDS, 2002.
34-Bouhnik A-D, Pre au M, Schiltz M-A, et al. VESPA Study Group. Sexual dysfunction in HIV-
inte cted patients in France: results of a large representative sample of outpatients attending
French hospitals (ANRS-EN12- VESPA), International AlDS Conference, Toronto. 13-18
August 2006.
35-Liverpool VCT, Care & Treatment. Quality Assurance Resource Pack for Voluntary Counseling
and Testing Service Providers. Nairobi7 Liverpool VCT, 2003. At: <www.
Iiverpoolvct. org/Counselling/ QA/QA_pack.pdf, Accessed December 2005.
36-Bunnell R, Mermin J, De Cock KM. HIV prevention for a threatened continent: implementing
positive prevention in Africa. JAMA 2006,296(7); 855-58.
37-Hourcade Bellocq J. Prevention strategies for people living with HlVIAIDS (positive prevention):
some basics, comments and the experience in Ecuador. Final Report. Condoms: An
International Workshop. London, 21-23 June 2006.
38-Body Positive. A History of the People With AIDS Self- Empowerment Movement December
1997. At <www.thebody. com/bp/dec97/ hist. html>.
39-Dukers NHTM, et al. HIV incidence and HV testing behavior in men who have sex with men
using three incidence sOurces, Netherlands, 1984-2005. AlDS 2007:21:491-99
40-Peck R, Fítzgerald DW, Liautaud B, et al. The feasibility, demand, and effect of integrating
primary care services with HIV voluntary counseling and testing: evaluation of a 15-year
experience in Haiti, 1985-2000. Journal of AIDS 2003;33(4):470-75
41-SmithME. Crain CE, Bouroncle A, et al. Annual Repot of the Evaluation of the Collaborative
Fund for HIV Treatment Preparedness, prepared for WHO. LTG Associates Inc. July 2006.
At: <www.hivcollaborative fund.org/fileadmin/HIVCDocs/LTG_EvaluationReport
Final_071906Ted. pdf>. Accessed 15 January 2007.
42-Nyblade L, Field-Nguer ML. Women, communities, and the prevention of mother-to-child
transmission of HIV; issues and findings from community research irn Botswana and Zambia
Washington DC; International Centre for Research on Women, 2001. At
<w.icrw. ora/docs/mtct 2001 researchreport.paP, AcceSsed 15 January 002
43-Charalambous S, Grant AD, Day JH, et al. Feasibility and |acceptability of a specialist clinical
service for HIV-infected mineworkers in South Africa AlDs Care 2004; 16(1)47.sn
44-Mayhew S. Parliamentary Hearings Linking Sexual & Reproductive Health and HVI AIDS
Services, Written evidence submitted to All-Party Parliamentary Group on Population, Development and Reproductive Health. London, 2004.
45-Zungu-Dirwayi N, Shisana O, UdjoE, et al. An Audit of HIV/ AIDS Policies in Botswana,
Lesotho, Mozambique, South Africa, Swaziland and Zimbabwe. Cape Town, Human seia,
Research Council Publishers, 2004. At: <www.hsrcpublishers co
freedownload. asp?id=1926>, Accessed 15 January 2007
46-Kim JC, Martin LJ, Denny L. Rape and HIV post-exposure prophylaxis: addressing the dot
epidemics in South Africa. Reproductive Health Matters 2003,11(22) 101-12.
47-Cullinan K. PMTCT gains reversed by unsupportive environment, Health-e News, g.June
2005
48-de Paoli MM, Manongi R, Klepp Kl. Counsellors’ perspectives on antenatal HIV testing and
infant feeding dilemmas facing women with HIV in northern Tanzania. Reproductive Health
Matters 2002, 10(20): 144-56.
49-HepburnM. Opiate use, pregnancy and reproductive health (Abstract]. Paper presented at
National Drug Treatment Conference. Glasgow, 9-10 March 2006. At: <www.
exchangesupplies. org/ conferences/2006_NDTC/ speakers/mary_ hepburn 2. htm>. Accessed
15 January 2007.
50-Voices from Zambian communities: experiences of HIV/AIDS-related treatment in urban and
rural settings. Brighton; International HIVI AIDS Alliance, 2004. At: <http:/
synkronweb. aidsalliance. org/graphics/secretariat/ publications/cim1004_Voices_
from Zambian communities. pdf>. ACcessed 15 January 2007.
51-Myer L, Rabkin M, Abrams EJ, et al, for the Columbia University MTCT-Plus Initiative. Focus
on women: linking HIV care and treatment with reproductive health services in the MTCT-
Plus Initiative. Reproductive Health Matters 2005;13(25):136-46.
52-Mothers2Moth ers. Helping Mothers Save Babies. At: <www.m2m.org/about. html>. Accessed
15 January 2007.
53-Attawell K, Mundy J. Provisions of ART in resource limited settings: a review of experience
up to August 2003. London; DFID Health Systems Resource Centre, November 2003. At
<www.who. int3by5/ publications/documentslen/ ARTpaper_DFID_ WHO.pdf,. Accessed 15
January 2007.
54-International HIV Treatment Preparedness Summit. Final Report. Cape Town, 13-16 March
2003. At: <www.hivcollaborativefund. org/fileadmin/HIVCDocs/ FinalReportCapetownlAS_
062306.doc>, Accessed 15 January 2007.
55-international Community of Women Living with HIVIAIDS, Monitoring the political commitment
of governments in response to the needs of women living with HIV: policy report ICW/SIPAA
Workshop: Lesotho. 6-11 February 2005. Workshop Reports: Final report for Lesotho. At
<www.icW.org/ publications>, Accessed 15 January 2007.
56-Engenderhealth, UNFPA, Sexual and Reproductive Health Needs of Women and Adolescentide living with HIV: Research Report on Qualitative Findings from Brazil, Ethiopia and the
raine. New York; Engenderhealth, UNFPA, 2006. At <www.engenderhealth. org/
aids/pdfs/tech-library/articles_ studies/FinalResearch ReportonSRHofHIVPositive Wormen pd
57-NiangCl, DiagneM,Niang Y, et al Meeting the sexual health needs of men who have sex with
men in Senegal. Population Couhcll, September 2002. At <www.popcouncil org/pdfs/
horizons/msmsenegal. paf>, Accessed 15 January 2007.
58-scalway T. Young men and HIV culture, poverty and sexual risk. Parnos Report No 41
L ondon; Pan0s Institute, November 2001. At
reports/YoungmenandHIV culture.doc>. Accessed 15 January 2007
<www.panos.org.uk/DoCs/
59-Working with men, responding to AIDS: Gender, sexuality and HIV -A case study colection
International HIVIAIDS Alllance, 2003. At <www.aidsalliance. org/graphics/
secretariat/publications/wwm 1103 working with men. pdf>
60-Global Network of People Living with HIV/AIDS, Terrence Higgins Trust Criminalisation of
HIV transmission in Europe. At: <ww.gnpplus.net/ criminalisation/intro.shtrmi>. Accessed
15 January 2007.
61-Bernard EJ. Prosecutions for HIV exposure and transmission on the rise throughout Europe.
Aidsmap News (UK). 18 July 2005.
62-Symanski Z. HIV ruling is limited, say advocates. Bay Area Reporter. 13 July 2006. At
<www.aegis.org/news/bar/ 2006/BRO60704.html>.
63-Schuklenk U. AlDS: bioethics and public policy. New Review of Bioethics 2003,1(1) 127-44)
64-Berer M. Sexuality, rights and social justice. Reproductive Health Matters 2004,12(23)6-11.
65-ICW. The House of Our Dreams: building a positive future. Proceedings of the ICW Voices
and Choices Workshop, Bobo Dioulasso, 1-7 August 2003.
66-Liverpool VCT Care & Treatment. You’l Never Walk Alone. Services for Vulnerable Groups
MSM Nairobi, 2006. At: <www. liverpoolvct. org/msm.htm>. Accessed 15 January 2007.
67-O’Sullivan S. Uniting across boundaries: HIV positive women in global perspective. Agenda
2000:44.
68-Feldman R, Manchester J, Maposhere C. Positive Women: Voices and Choices. Zimbabwe
Report, Harare: SafAIDS for ICW, 2002. At: <www. icw. org/icw/files/ VoicesChoices. pdf>
Accessed 15 January 2007.
69-Poz and Proud: homomannen met HIV. HIV Vereniging Nederland. At: <www.hivnet
org/HVN/secties/pozandproud/ index. html>
70-Selling ARVs to feed grandchildren. ICW News 2006,33.
71-HIV-pos itive women talk it over in “Mama’s Club”. Women’s E-News. 23 July 2006. At
<www.womensenews.org/ article.cfm/dyn/aid/2835/ context/archive>, Accessed 15 January
2007.
72-His N, Musau S, Chanfreau C. HIV/ AIDS Home-Based Care Costing Guidelines. Bethesda
MD; Partners for Health Reform Plus, Abt Associates, August 2005.
73-General Principles of Good Chronic Care: Integrated Management of Adut liness. WHO
2004. At: <www.who. int/ 3by5/publications/documents/en/ generalprinciples082004. pdf>
74-Oxfam Home-based care project. At: <wwW.oxfam.org. uk/what_we_do/issues/hivaids/
caregivers.htm>, Accessed 15 January 2007.
75-Plan UK, At: <http:l/qifts4life. org/ product. php?xProd =488XSec= 12>, Accessed 15 January
2007.
76-Welbourn A Gender sex and HIV: how to address 1ssues that no one wants to hear about
Paper presented at the symposium Tant qu’on a la bante Geneva, January 1999