ماجدة عدلى
مناضلة منذ عهد جمال عبد الناصر… وحتى عهد السادات وإلى لحظتنا
هي دكتورة تخدير” كانت من أعضاء منظمة الشباب في وقت عبد الناصر” انضمت للحزب الناصري” وكانت من أعضاء الحركة الطلابية في فترة السبعينيات” شاركت في دعم القضية الفلسطينية وحركة التحرر الوطني في الجزائر. تخرجت من كلية الطب،” جامعة الأزهر” قضت أغلب فترة الدراسة في المعتقل.
ليه اخترتي انك تكوني ناشطة في الحركة الطلابية ؟
نشأتي ساعدتني على أن تطغى اهتماماتى العامة على اهتماماتي الخاصة ، والتشجيع كان من والدتي في صغرى على المشاركة في الأنشطة المدرسية، الإذاعة، الجماعات الصحية……… ، وكان فيها جزء تعليم الاعتماد على النفس، وتعليم الابداع، ومن الصغر وأنا في هذا الجو العام. بالاضافة الى النكسة في ١٩٦٧ التي سببت ألمًا شديدًا وأيضًا أدت إلى دفعة شديدة وبعدها كان أول لقاء خارج العمل الاجتماعي الصغير إلى عمل أكبر.
ماذا كان دورك ودور الشباب وقتها ؟
الشباب كان يذهب للعمل في الجبهة الداخلية… دفاع مدني، تعليم الناس كيف يعملون الساتر، ودهن زجاج البيوت باللون الأزرق، و أماكن المخابئ الموجودة بالمنطقة ، طريقة النزول للمخبأ ، ماذا يفعلون عند وجود غارة، وكان الشباب متقسمين في مجموعات صغيرة، بيشتغلوا على توعية الناس فى المنطقة وفي سنة ١٩٦٨ قدمت في عضوية منظمة الشباب، وهو تنظيم ناصري وشفعلي نشاطي السابق بالانضمام للتنظيم.
ماذا عن فترة الكلية؟ ولماذا كلية الطب بالتحديد ؟
فترة الكلية: من بداية ۷۱ – ۷۲ كانت فترة نضج الحركة الطلابية وكنت جزءًا من الحركة، وكان لنا نشاط في الجامعة… وكنت في جامعة الأزهر. وكان التصريح بعمل أسرة في الجامعة صعب، كنا بنلتحم مع زملائنا في جامعة عين شمس والقاهرة، وبنتجمع في حفلات الشيخ إمام والمناسبات العامة.
واخترت الطب كمهنة إنسانية خاصة إني تربيت على فكرة خدمة الناس. ولكن حرمتني الكلية من تقديراتي لأني كنت في السجن سنة ١٩٧٧ ، وعملت فورًا في مجال الطب.. بعد قضاء فترة الامتياز في الريف.
وماذا عن الحب؟
الحب كان فعلاً على أسس سياسية، حبيبي كان رفيق في منظمة الشباب.. وتركنا بعض بسبب أسس سياسية.. بسبب عدم تحمله فكرة السجن وبعدها عنه” كفاية” ، وتركته وأنا أحبه.
“اختياراتنا في المشاعر في بدايتها ونهايتها كانت على أساس التوجهات“
أهلك كانوا عارفين إنك ناشطة في الحركة الطلابية؟
أهلي كانوا عارفين إني ناشطة سياسية لكن لم يعلموا إلى أي مدى. ووالدتي لم تكن تعارضني، ولكن كانت تتحفظ، ولكن على وجه العموم الجيل كله كان مستقل.
ما اتعرضتيش للنقد من صاحباتك؟
مش كتير – لأن هناك انتقاء للأصدقاء – كان في ناس خارج الحركة لكن كانوا بيقولوا ياريتنا نكون زيبك… وكان في نقد من العائلة – إن مش لازم نرمى نفسنا للتهلكة….. لكن لما بتكوني مؤمنة باختيار بتبقى عارفة انك هتدفعي ضريبته مظاهرة الانتفاضة ١٤ مارس…. فتحت الجامعة… ونزلوا يحتفلوا بضحايا الانتفاضة في جامعة عين شمس اتمسكت عند التجهيز… خرجت ۳۰ أبريل… اتمسكت ۲۷ مايو…
طلعت بعدها بشهرين“
محامين: أعلام القانون بيدافعوا عنهم، أمثال نجيب الهلالي، عبد الله الزغبي، الأستاذ عصمت سيف الدولة، أ عادل أمين وغيرهم كثير.
بتعملي ايه في السجن؟
تكتب وتقرأ ويعملوا ندوات ، والصبح يلعبوا بيانو وكان في مكتبة ، كانت تسمع قصص النساء المتهمات بجرائم القتل والمخدرات، كيف اتربوا ، وكيف اخدوا السكة، ويفتحوا الزنائزين على بعض ويقعدوا حلقة مناقشة للقضايا السياسية أو كتاب اتفقنا على قرايته.
السجناء السياسيين في المستشفى ، ولبسهم مدني ، الآن يغطوا شعرهم ، ويلبسو زي السجن، الطلبة معاملتهم غير كدة ولهم كلمة ، لم يكن هناك تعذيب لمجموعة ۷۷ ، اللي اتقبض عليهم في مقتل الشيخ الذهبي اتعاملو معاملة شديدة السوء، وكانوا يعطوهم جلابية مفتوحة وهما منقبات ومعاملة سيئة وكنا بندافع عنهم.
طلعت من السجن ۷۸ ، نهاية أبريل، شهرين برا و دخلت تاني
كانت في سنة 4 كلية وقتها… دخلت قسم الصحة العامة والنفسية ، لأن ليس بها جانب عملي كتير ، دخلت سنة ٥ كلية على مرتين، بسبب دخولها وطلوعها من السجن
وماذا عن العمل في مجال الطب؟
في الثمانينيات:
عملت مع حزب التجمع في لجنة المرأة في شبرا الخيمة لفترة، وشعرت بأن الصراعات السياسية تأخذ جزءًا كبيرًا من الوقت، ثم دخلت انتخابات مجلس الشعب ٨٤ على قائمة الحزب على جنوب القليوبية، كانت قائمة نسبية ومقعد للنساء، نزلت في نفس الدائرة مستقلة، وعملت عيادة في نفس المنطقة.
لماذا مركز القديم تحديدًا؟ وما طبيعة عملك به ؟
بدأت العمل بالقديم عام ١٩٩٩ لأنه عمل مهني في الطب بمعناه الواسع.. وعمل له علاقة بالناس ، كانت توليفة مُرضية إلى حد كبير أعمل في المساندة النفسية للنساء وقبلها كنت مهتمة بقضايا التعذيب رجال ونساء ومصريين ولاجئين. لماذا ركزتى على مجال المرأة ؟
حقوق المرأة هي جزء من الحريات، حد يؤمن بالحرية لكل البشر، بما فيها فكرة العمل السياسي، ضد انتقاص حقوق من فئة لصالح فئة أخرى، مينفعش حد يدعى إنه نائب عن النساء، مينفعش رمي الفتات للنساء كصدقة، الحقوق للبشر ككل وهذا تحرير للطرفين وللوطن ككل، لا يمكن تعطيل نص البشر، اذا كنتي مؤمنة بجد بحرية الناس، احنا كمان ناس ياستات مش ناقصين عين ولا أيد.
وهل لاحظتى تجاهلاً لفكرة حقوق النساء ؟
في اليسار كنا مهتمين بقضية النساء بمعنى أضيق من الآن ، كنا بنحل المشاكل كجزء من باقي القضايا ، الخبرة أثبتت إن انتزاع مكسب هنا أو هناك هو مكسب للحركة الشعبية ، مفيش حاجة اسمها هنحل كل القضايا بالضربة القاضية، ممكن نعدها بالأجوان ننتزع مكسب عمالي هنا ومكسب للأطفال هناك ومكسب للنساء هنا.
ازای بیبدأ تعاملك مع حالات العنف التي تأتي المركز؟
هناك حالات ممكن اشوفها في شغلي في التخدير أديها التلفون وأقولها تعالي، حالات نتصل بها عند السماع عنها ، في الجرايد مثلاً، حالات عبر الأصدقاء المنظمات
حالات الصحفيين والإعلام
حالات الزخم عند الإعلان عن الخط الساخن في البرامج التلفزيونية
الإعلام بيلعب دور خطير في التعريف بأن هناك تلك الخدمة
الاستجابة؟ أول مرة اسمع عن حاجة زي كدا. ممكن تسبب قلق للنساء خاصة انها غريبة ؟
بالعكس الستات، لما بيسمعوا إننا ستات وممكن نساعد، بيهتموا، وبتأجل القرار بعد أول لقاء، لو قدرتي تكسبي ثقتها، ترتاح وتثق فيكي، بتلاقي حد غير الناس التانية، خطاب غير الخطاب السائد، بتلاقي حد بيسمعها ومش بيدينها، زي ما هيا بتدين نفسها
بتفهم إنها بني آدمة ومن حقها ما تتهانش، بتحس في حد فاهمها، لو قدرتي تنورليها بعض النقط في قصة الظلام اللي هيا عايشاه ، هتكسبيها وتقدري تساعديها انها تسترد ثقتها بنفسها.
ايه أكثر المشاكل اللي بتقابلك؟
العنف من الأزواج، عنف بدني ونفسي، ويحكوا عرضًا عن العنف الجنسي ، ويتألموا منه ومحرجين، وخايفين يقولوا لا عشان ربنا ، لكن جزء من الشكوى” حتى بيبقى ضاربني ويجبرني” هو أنا إيه جاموسة وهناك شكاوى اغتصاب محارم، ومن غير المحارم، في قضايا أقل من التحرش، الأكثر بيكون اغتصاب.
متى تقررين أن هذا يكفي؟
كل حالة بتفرق في الوقت المخصص لها، الجلسة الأولى تحدد، تكون مفتوحة وتخلي الست تتكلم براحتها، وبعدين تبدأي ترسميلها مسارات تفكر فيها ، والمرة الثانية نناقش قضايا ونبدأ نفصص في قضايا اقتصادية، والجلسة الثانية في اختيارات بعينها ، نبحث عن بدايل، تبدأي توجهي القعدة بجانب مساعدتها على الفضفضة بجانب درجة من التوجيه عشان هيا تبتدي تنظم تفكيرها، ولو عندها أرق فظيع مش بتنام، ممكن نتدخل بحاجة بسيطة تساعد على النوم ، عشان تقدر تختار ، لأنها في مستوى من الارتباك لا تتمكن من الاختيار، نعطيها شيء يساعدها على النوم، فتأخذ قرارها وفي ناس ممكن تكفيها ٣ أو ٤ قعدات ، وفي حالات بتطول.
هل في حالات استوقفتك وصعبة؟
في حالات بتكون صعبة باين اللي بيكون فيها تداخل شديد جوانب اقتصادية واجتماعية شديدة السوء اللي بيصعب معاهد فكرة استقلال اقتصادي أو دعم أسري من جانب الأهل، مع قضايا العنف، بتحلي مؤقتًا والست تمشي ونتدخل مع الزوج وترجع تاني، في حالات أبدية، المجتمع طحنها من كل ناحية أهل وعنف وزوج ولا دخل ولا أكل.
واجهتني حالتين ، ثلاثة صعبين ، لأن كمان شخصية الست كانت صعبة، عنيدة وقاسية على نفسها بزيادة، ومع أهلها، وبتكون شخصية محافظة، إلى جانب الرعب الشديد من المجتمع والاعتمادية الشديدة. الفكرة في التعامل انك تقوي الناس انها تقف لوحدها، مش انها تقعد على حجرك عالاقل فى حالة كانت كدا ، ولو محتاجة علاج نفسي باستشير أساتذة الطب النفسي.