عن الماركسية
الماركسية هي نظرية اجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراته لصالح أفراد المجتمع بالتساوي بحيث لا يمتاز فرد عن آخر. والأب الروحى للنظرية الماركسية هو کارل ماركس ومن أهم من توغل في الكتابات والتطبيق فيها فردريك انجلز وفلاديمير لينين.
ومن أهم الكتابات فى الماركسية كتاب“رأس المال” لكارل ماركس، والذى تناول فيه الماركسية من زاوية اقتصادية وتنبأ فيه بانهيار النظام الرأسمالي، وكتاب“أصل العائلة” لفردريك انجلز والذي تناول فيه تطور العلاقات الأسرية وانتقالها عبر التغيرات الاقتصادية من النظام المطريركي، أي النظام الذي كان للمرأة فيه اليد العليا، إلى النظام البطريركي.
والفرق بين البشر والحيوانات لدى الماركسيين أن البشر ينتجون سيل معيشتهم أما لدى الليبراليين فالفرق بينهم هو العقل الذي كان سبيل التطور والتغيير. كما يرى الماركسيون أن الوجود الاجتماعي للإنسان هو الذي يشكل وعيه، لا العكس. فالسيدة التي تطبخ وتربي وتنظف تفعل ذلك أولا ثم يتشكل وعيها بأن ذلك هو أفضل عمل لها.
يرى الماركسيون أنه في ظل النظام الرأسمالي تكون هناك دائما علاقات قوي. فيقوم الرأسماليون باحتكار وسائل الإنتاج وتشغيل العمالة بأجور زهيدة بينما يبيعون المنتج بأسعار باهظة، ويسمى الفارق بين أجر العامل وتكلفة الإنتاج وبين سعر البيع بـ“القيمة الفائضة” وهي بالطبع تعود فقط إلى أصحاب رأس المال.
الماركسية مقابل الليبرالية
الماركسية حركة ضد الليبرالية حيث ترى الليبرالية أن كل إنسان حر وأن الحكومة ليس لها أن تتدخل في أمور الأشخاص، وهو الأمر الذي يترتب عليه تحكم بعض الأفراد في رأس المال وموت الآخرين جوعا، بينما ترى الماركسية وجوب توزيع الأموال والأرباح بالعدل على كافة أفراد الشعب. ومن أجل هذا فقد أدركت الليبرالية ضياع بعض الفئات في ظل النظام الرأسمالي فاتجهت نحو إنشاء ما يسمى“دولة الرفاهية” وهى تضمن للفرد حدا أدنى من المعيشة كما اتجهت المجتمعات الليبرالية إلى استخدام مبادئ حقوق الإنسان وإنشاء المؤسسات التي تعنى بها تخفيفًا للعبء الواقع على الطبقات المقهورة في ظل الدولة الرأسمالية ولكن الماركسيون رأوا أن هذا مجرد مسكن لضمان استمرارية النظام الرأسمالي، ونادوا بالثورة للقضاء على تلك النظم الرأسمالية. وقد تنبأ ماركس في کتابه“رأس المال” بانهيار الرأسمالية لأنه يرى أن أي مجتمع إقطاعي ورأسمالي يحمل في طياته بذور انهياره.
والسؤال لماذا لا يرفض العامل أو الفلاح هذا النظام؟ ولماذا يرضى بالقليل؟ ذلك لأنه لا بديل فهذا هو النظام السائد ولن يجد غيره والأهم أن المجتمعات تسعى لإثبات أن العلاقة بينه وبين أصحاب رأس المال هي علاقة تبادلية ولكنها فى الحقيقة علاقة انتهازية واستغلالية. فالعاملات بالجنس من وجهة نظر الليبراليين فتاة تريد بيع جسدها مقابل مبلغ من المال وهي حرة في ذلك ما دام أحد لم يجيرها عليه، ولكنها في نظر الماركسيين فتاة مضطرة ومحيرة لفعل ذلك لأنها لو وجدت ما تبيعه لتكسب منه قوتها ما اضطرت إلى بيع جسدها.
أصل العائلة
يرى انجلز أن الأصل في الأشياء هو التعددية في الأزواج والزوجات وأن الظهور الأول للأسرة الأحادية كان مع ظهور الملكية الخاصة التي صاحبت اكتشاف الزراعة وبداية تملك الأرض والمساكن على جانبي الأنهار ومنابع المياه حيث إنه قبل اكتشاف الزراعة لم يكن هناك ملكية خاصة، لأن طعام الإنسان كان يقتصر على الأسماك والصيد والثمار وهي لمن يحصل عليها، فلا مالك لسمك النهر وثمار الأشجار، ولكن الوضع تغير مع اكتشاف الزراعة والحاجة إلى القوى العاملة لزيادة إنتاج الأرض. فكان على الرجل أن يقيد من حرية المرأة الجنسية ليثبت نسب الأطفال إليه، وبالتالي أحقيته فيهم لاستخدامهم في فلاحة الأرض. فقبل ذلك كانت الأسرة في الفترة المشاعية، وكان الأطفال ينسبون إلى الأم، حيث لم يكن هناك أب حقيقي معروف. ولهذا، إلى جانب معجزة الطمث والولادة التي كانت تحير الرجال، كان المجتمع مجتمعا أموميا وهو ما يسمى اصطلاحا بالمجتمع المطريركي ومعظم الآلهة القديمة كانت مؤنثة، ومن أشهر الإلهات المؤنثة الشرقية الإلهة عشتار .