مسرحية يعرضها منتدى الشابات في احتفالية يوم المرأة.
احتفلت مجموعة من منظمات المجتمع المدني بيوم المرأة في 8 مارس 2010، تحت عنوان“اعلامنا يعبر عنا“، بدأت الاحتفالية بوقفة احتجاجية للمطالبة بحق المرأة في تولى منصب قاضية، تلاها عدد من الكلمات تضمنت، التعريف بيوم المرأة للدكتورة هالة كمال، ولماذا إعلام بديل؟ للدكتورة عزة كامل، وكلمة أخيرة للمدونة ايمان هاشم صاحبة مدونة عانس حقود، بعد ذلك تم تكريم المناضلة فاطمة لاشين والتي تطالب بحقها في تولي منصب قاضية منذ زمن.
الجزء الثاني من الاحتفالية ضم ثلاث عروض فنية، عرض بعنوان“بصي” وهو حكي لقصص فتيات وسيدات من مصر، وعرض لفرقة أنا المصري الغنائية، بالإضافة إلى عرض منتدي الشابات لمسرحية“سجل مش مدني” وهي من تأليف وإخراج أربعة من فتيات المنتدى، دينا مغربي – مي صالح وسام كمال – وفاء كمال، وتحت إشراف الأستاذ ياسر علام مدير تحرير مجلة المسرح، شارك في أداء الأدوار تاج الدين محمد – أحمد رفعت – دينا هريدي، وساعد في الإخراج كل من الأمير زكريا – كريم سعد. تناولت المسرحية قضايا ومشكلات المرأة العاملة وخاصة العاملات في المصانع. أخذت المسرحية شكل اجتماع من اجتماعات المنتدى الدورية، والتي أخذت موضوع تحرير العدد القادم من مجلة فك الجدايل، وفي حديث كل فتاة عن الموضوع الذي ستشارك به في المجلة، وأثناء مناقشته مع زميلاتها، يتداعى لدى فتاة أخرى موقف مشابه للموضوع. تتضمنت المسرحية خمسة موضوعات وخمسة مشاهد تداعي، ويبدأ كل مشهد بمقدمة يلقيها الراوي، والذي يعطي الحضور فكرة عن موضوع المشهد التالي له، المشهد الاول متعلق بشهادة الميلاد، ودورها في حياة الانسان، وكيف أن سن الفتاة يتوقف عليه قبولها في العمل، فإذا كانت صغيرة ( على وش جواز) يتم رفضها لأنها ستزوج وتنجب ولها حق الاجازات…. ، اما اذا كانت في سن صغيرة جدا قبل العشرين، أو كبيرة بعد الـ 35 يتم قبولها. المشهد الثاني يتناول شهادة التخرج، ودورها أيضًا في حياة الانسان، حيث نجد الان اصحاب المؤهلات العليا، جالسين بدون عمل وأصحاب المؤهلات المتوسطة يعملون، أيضًا يتناول المشهد الدور النمطي الذي يضع المرأة في دور الزوجة والام وبالتالي لا يوثق فيها كمحامية أو طبيبة أو …. ، المشهد الثالث يتناول مشكلة زواج الفتيات الصغيرات من الأجانب العرب، والرابع يتناول قضية حرمان المرأة من الإرث، في بعض مناطق الأرياف والأقاليم.
أما المشهد الأخير والذي سنعرضه باستفاضة فيتعلق بمشاكل العاملات والعمال في المصانع، والتعسف الذي يتم ضدهم من قبل المشرفين والمديرين.
المشهد الخامس:
كلام الراوي يعنى ايه الحاجات التي خلت القاضي يصدر الحكم؟! مع ان القاضي مش محتاج انه يقنع الناس بحكمه لكن ضروري يقول لروحه على الأقل حكم بكدة ليه؟! بالذات بقی لو کان الحكم اعدام.. باحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي.
سمعت عن طريقة اعدام قديمة كان فيها المحكوم عليه بتدهن رجله الملح، وتيجي المعيز تقعد طول اليوم تلحس في صوابعه فيضحك ويضحك ويضحك لحد ما يموت م الضحك. يا ترى وهو بيضحك غصب عنه كانت ممكن تفلت منه ضحكة بجد! ضحكة بجد! ضحكة بجد! يعني ايه ضحكة بجد؟! ضحكة تسخر من الحاكم والمحكوم، من الظالم المظلوم، من العالم والمعلوم.. بتبردي من نار اللي راح ولا اللي رايح له .. يا.. حيثيات الحكم؟!
بعد ذلك تحدث الباحثة عن التناول الفني لبعض الحقائق التاريخية، وكيف أنه يغير فيها الكثير ربما لتناسب ذوق وميول وتوجهات الجماهير فمثلا في قضيتي ريا وسكينة وأدهم الشرقاوي كيف اصبح أدهم بطل وفي الحقيقية هو قاتل مأجور وفتى مدلل، في حين كانت قضية ريا وسكينة أشترك فيها أربعة رجال كانوا المسؤولين الرئيسيين عن عملية القتل ذاتها إلا ان القضية اشتهرت باسم ريا وسكينة، ويتم قراءة جزءا من وقائع القضية وحكم المحكمة، وترد عليها احدى الفتيات لأنها اول قضية يتم اعدام نساء فيها، وأخرى تتحدث عن ان الفن فعليا يغير الحقائق وطالما الحقيقة معرفتها ليست سهلة فلنترك الفن يقول ما يريد، وهناك من ترد بأن المسلسل الاخير وضح بعض الحقائق ولكنه جاء متأخرا. تتحدث أخرى عن مسألة كون الفتيات المقتولات كن يعملن في أعمال منافية للآداب وكيف أنه لم يتم التعرض لتلك الحقائق لأن المجتمع كان سيرى أنهم يستحقون القتل.. في حين ما كانت معظم الأعمال تحاول إدانة ريا وسكينة .. ليدور الحوار حول عدم الالتفات حول الظرف الاقتصادي الذي كان وراء انتشار ذلك.. وتقارن باللحظة الحالية التي يمكن أن يقتل فيها بشر ليس من أجل الحصول على الذهب بل من أجل الحصول على جثته للتجارة بالأعضاء مثلا .. ليحدث التداعي للباحثة التي تقوم بزيارات ميدانية للعاملات في المصانع برغم من وساوسها الدائمة.
وفاء كمال و تاج الدين
مي صالح – دينا هريدى
الراوي يلقى كلامه قبل المشهد
اﻷستاذ ياسر علام يتوسط فريق العمل أثناء تحية الجمهور
الحوار في المشهد الرابع
العاملة |
يا أهلا وسهلا يا ست البنات… |
الباحثة |
أهلا بيكي ………….. بالنسبة لـ.. |
العاملة |
قبل أن كلام نعمل معاكي الواجب الأول!؟ |
الباحثة |
لا .. مش قصدي… طب خلينا من الشكليات .. بس قصدي بلاش تكليف.. |
العاملة |
واحنا يجينا أعز منكم دانتم اللي عايزين تجيبوا لنا حقوقنا الضايعة؟! |
الباحثة |
أصل … بس … مش عايزين … |
العاملة |
يا ستی مش هاطول الشاي بتاعي ولا الشيخ صاروخ.. الشاي بتاعي اسرع من الكانز… |
(تقف الباحثة تخرج الموبايل وتبدا في تسجيل ملاحظاتها) |
|
الباحثة |
غرفة متواضعة ايه اللي متواضعة بس ده وصف غير علمي – هو في غرفة متواضعة وغرفة متكبرة؟! – غرفة بسيطة – بسيطة واللا مركبة؟! – غرفة… |
(تجلس الباحثة في حيرة) |
|
صوت العاملة من الداخل:”انت هاتتعبي نفسك ليه اكتبي“غرفة حقيرة“ |
|
الباحثة |
انا اسفة.. |
العاملة |
على ايه يا استاذة فكى كدة ؟! |
الباحثة |
طيب بالنسبة لموضوع الفصل التعسفي.. |
العاملة |
التعسفيي – قلت لي التعسفي – انا اصلا مش بت ضعفانة وغلبانة ومنكسرة بس برضك زي غيري مكسورة الجناح.. |
الباحثة |
في البداية عايزة اعرف هل كان في مشاكل مع الانتاج نفسه في المشغل؟! |
العاملة |
بالعكس كان يقول لي تطلعي من ١٥٠ الى ٢٠٠ بكرة في اليوم – بكرة الغزل تاخذلها بالميت 5 دقايق يعني في الساعة عشرة قول ١٢ بكرة يعني في عشر ساعات من غير ما نتنفس تطلع 120 علشان تاخد حوافزك كاملة لازمن توصل للمتين – كفر وعند وقدر وجمودية كنت بعدي ١٥٠ يقول لي كملي.. |
الباحثة |
طبعا مدام وصلتي للمعدل يبقى من حقك تمشي.. |
العاملة |
ااه يا امشی يا اخد اوفر تایم؟! |
الباحثة |
وكنت بتاخدي… |
العاملة |
طبعا لا – قلت له ليك عندي عدد تاخده.. |
الباحثة |
ووافق.. |
العاملة |
عصلج في الأول طبعا – قلت له هاتكل على الله.. |
الباحثة |
موقف ایجابی… |
العاملة |
بلا ايجابي بلا عجابي.. قال لي مفيش مصنع في الاستثمار كله هايشغلك لو مشيتي من عندي – بالك صاحب مصنع هينصرك على صاحب مصنع حتى لو كنت اوبة اللهلوبة ؟! |
الباحثة |
مین؟! |
العاملة |
لا مادقيش معايا ده كلام بقيقي مش كوتيبي… |
الباحثة |
طب كملي.. |
العاملة |
قال خلاص يا نور عيني خلصي شغلك واقعدي استني عربية المشروع توصلك مع زمايلك.. |
الباحثة |
طب هايل يعني خدتى حقك ؟! |
العاملة |
حقي – وانت بالك كان ينفع ان اقعد واحط رجل على رجل والبنات شغاله كانهم بيكملوا الانتاج اللي مش عايزة اقوم بيه؟! |
الباحثة |
يعني لعب على فكرة العلاقة بينك وبين زمايلك ؟! |
العاملة |
طبعا يعني شمعنى انا اقعد والبنات شغالة – لازم فيها انه والغل بقي… |
الباحثة |
يعني خلاكي انت من نفسك تتراجعي عن موقفك؟ |
العاملة |
ما هو انت تقدري تقفي للريس الكبير الكومندة بس مين يقدر يقف للي تحت؟! |
الباحثة |
(بفزع) اللي تحت: مين دول الى تحت؟! |
العاملة |
يعني هايكونوا مين – اخوانا اللي تحت الأرض – ؟! (ما تشربي الشاي يا شابة.. قطيعة ماحدش بيكلها بالساهل..) |