سرطان عنق الرحم في جنوب أفريقيا: من العلامات والأعراض إلى العلاج

الملخص:

في عام ٢٠٠٥ ٢٠٠٦ كانت ١٠٠% من عيادات الرعاية الصحية الأولية بجنوب أفريقيا بها مهنييون صحييون مدربين على القيام بمسحة عنق الرحم؛ ومع ذلك كان معدل الفحص 1.3% في حين كانت واحدة من كل ٢٦ امرأة تصاب بسرطان عنق الرحم. والكثير من النساء اللواتي يدخلن للعلاج بأقسام الأورام بالمستشفيات يجئن بحالة متأخرة من المرض حيث تصبح المسكنات هى الخيار الوحيد المتبقى لهن. والغرض من هذه الدراسة الكيفية عبر مقابلات معمقة شبه مقننة مع ١٥ امرأه في مرحلة متقدمة من سرطان عنق الرحم هو فهم الطريق الذي سلكنه منذ ظهور العلامات والأعراض الأولى وحتى تلقى العلاج. من أبرز النتائج الإيجابية التي كشفت عنها الدراسة، مدى استعداد النساء تشخيص حالتهن. سعت النساء للعلاج غالبًا أكثر من مرة، ولم يكن وحدهن المسئولات عن الحضور إلى المستشفى في مرحلة متأخرة. تراوح عدد الشهور بين أول زيارة لأحد المهنيين في الرعاية الصحية وحتى التشخيص بين 11.8 شهر في المناطق الحضرية و28.4 شهر في المناطق الريفية، بمتوسط 17.3 شهر ووجد أن الأمر يستغرق من ثلاثة إلى سبعة شهور بين تشخيص الحالة وإحالتها للعلاج. وقد أدى غياب المعرفة والوعى بين المهنيين فى الرعاية الصحية الى تدنى تشككهم في وجود السرطان والتشخيص الخاطئ. لهذا يجب إعطاء الأولوية لخطة قومية للقضاء على سرطان عنق الرحم تتضمن التثقيف الصحى وإعادة تدريب المهنيين الصحيين.

Cervical cancer: the route from signs and symptoms to treatment in South Africa. Louise van Schalkwyk, Johanna Elizabeth Maree, Susanna Catharina Dreyer Wright, Reproductive Health Matters: 2008;16(32):9-17

سرطان عنق الرحم هو أكثر الأورام الخبيثة شيوعاً بين النساء في الدول النامية، وأكثر السرطانات إرتباطاً بالإيدز عند النساء.(1) استنتج كل من كرونجي وبايير(2) أن واحدة من بين ٢٦ إمرأة بجنوب أفريقيا ستصاب بسرطان عنق الرحم سريع الانتشار في فترة من حياتهن. وعلى الرقم من أنه يمكن تشخيص سرطان عنق الرحم في مراحل سنية مبكرة فى سن الخامسة عشرة، إلا أن معظم الحالات يتم تشخيصها بين النساء في المراحل العمرية ٣٠ ٣٩ أو ٦٠ ٦٩ عامًا.(3)

وبرغم أن سرطان عنق الرحم هو أكثر السرطانات شيوعاً؛ فإنه أيضاً أكثر السرطانات التي يمكن الوقاية منها وذلك من خلال المسوحات وعلاج إصابات ما قبل التسرطن(4)؛ حيث يمكن اكتشاف الخلل النسيجي في الرحم قبل تحوله إلى خلايا سرطانية، ويمكن فعلياً القضاء عليه في جنوب أفريقيا لو أمكن توفير الفحص الجماعي والعلاج بكفاءة.(5) بدأ برنامج الفحص الجماعي في جنوب أفريقيا عام ٢٠٠١ ، وهو يوفر للمرأة ثلاث مسحات لعنق الرحم مجاناً على مدار عمرها؛ تبدأ فى سن الثلاثين ثم مرة كل عشر سنوات.(7,8) يتوقع من البرنامج أن يقلل حالات سرطان عنق الرحم لنصفها لو وصلت نسبة تغطيته إلى ٧٥%. (8)

تلعب الثقافة دوراً في كيفية تعريف المرض، وفي كيفية صياغة المفاهيم حوله وكيفية الحصول على المشورة الطبية. فمازالت بعض الثقافات الأفريقية تعتقد أن السرطان هو مرض الرجل الأبيض“.(9) وبعض النساء السود يعتبرن سرطان عنق الرحم مرض سرياً، حيث تحرم عليهن ثقافتهن ذكر أي شيء متعلق بأعضائهن التناسلية(10). لقد أكد كل من وود وجوكس وأبراهامز(11) أن كثيراً من النساء السود مازلن يرين سرطان عنق الرحم أو كما يسمونه سرطان الرحمهو محطة النهاية، فهن يستخدمن عبارات مثل أنه قاتلللتعبير عن قسوة المرض ولم نسمع بأحد نجا منهوالنساء يمتن حتى لو استشرن الأطباء“. السرطان مرتبط لديهن عادة بالألم الشديد والمعاناة. وبدون وجود الألم يفقدن الشعور بحقيقة ما يمرن به. تقر مارتنز(12) بأن غياب الشعور بالألم كعلامة مرضية مبكرة وكعارض لسرطان عنق الرحم كان شيءًا محيرًا بالنسبة للنساء اللاتي التقت بهن. فسرطان عنق الرحم يحدث عادة بدون أعراض لذا يجعل النساء يشعرن بأنهن معافيات حتى لو كن مصابات بمرض يهدد الحياة(13)

في دراسة أجرتها كل من مارى ورايت،(13) في منطقة غارانكاو، وهي منطقة شبه حضرية أغلب سكانها من السود. ٤٥% فقط من النساء اللائى تمت معهن المقابلات كان لديهن قدر من المعرفة بشأن سرطان عنق الرحم. وسمعت ٥٠% فقط عن مسحة عنق الرحم. هناك أيضاً عوامل خارجية وأسباب شخصية تؤثر في مسألة المسح الجماعي لعنق الرحم؛ منها الفقر وانخفاض مستوى التعليم وبعد المسافة من العيادات ونقص وسائل النقل والإتصالات والعزلة الاجتماعية.(9) وقد تتوانى بعض النساء عن الفحص الجماعي نظراً لأسباب شخصية كالخوف من التعرى أثناء الفحص، وارتباط سرطان عنق الرحم بالانحلال الجنسي. وجنس الطبيب، وعمر عامل الرعاية الصحية.(11) (14)

يوجد في قسم علاج الأورام بالإشعاع بالمستشفى الأكاديمي بغوتنج، حيث تجرى دراستنا، عدد كبير من الحالات المتأخرة من سرطان عنق الرحم بين النساء الخاضعات للعلاج. وتأتى المريضات إليه من المستشفيات التابعة له، وأيضاً تحيل أجنحة المستشفى الأخرى مريضاتها إليه لتلقى العلاج الإشعاعي في العيادات الخارجية. وهذا البحث الذي تم عام ٢٠٠٧ يهدف إلى الوصول لفهم المسارات التي اتبعتها النساء المريضات بسرطان عنق الرحم المتأخر، بدايةً من الشعور بالعلامات والأعراض الأولى وحتى تلقيهن العلاج الإشعاعي. ففهم ذلك سيساعد المهنيين في الرعاية الصحية على وضع إستراتيجيات مبنية على الأدلة، للتقليل من معدلات تأخر بدء علاج النساء المصابات بسرطان عنق الرحم في مراحله المتأخرة.

بسبب عدم توفر أدبيات حديثة حول مشكلة البحث اعتمدت الدراسة على استراتيجية إستكشافية. وهي دراسة كيفية تقوم على إدراك أن كل مشاركة لها واقعها الذاتي الخاص، وأن كل تجربة فردية متفردة بذاتها.(15) وقد أقرت لجنة الأخلاقيات بكل من جامعة تشوانا للتكنولوجيا والمستشفى الأكاديمى مشروع الدراسة. وتمت مراعاة المبادئ الأخلاقية كعدم ذكر الأسماء والحفاظ على الخصوصية.

تكونت عينة الدراسة من نساء ممن تم تشخيصهن بسرطان عنق الرحم المتأخر (المرحلة الثانية ب، وأسوأ). وكانت معايير إدراج كل مشاركة بالدراسة: أن يكون قد تم تشخيصها بسرطان عنق الرحم المتأخر، تتلقى العلاج الإشعاعي بالمستشفى، مهتمة وراغبة في المشاركة بالدراسة. وتمت المقابلات مع النساء اللائي قبلن بالمشاركة من فبراير وحتى أبريل ٢٠٠٧. وطريقة أخذ العينات اعتمدت على الوفاء بالهدف والملاءمة. (15)

حفاظًا على السرية؛ تم تخصيص حجرة بالقسم، ولم يكن يحضر المقابلة سوى الباحثة والمترجمة فقط. تم تسجيل المقابلات مع ١٥ مشاركة باستخدام جهاز تسجيل، بالإضافة إلى ملاحظات الباحثات. وقد خصصت ساعتين لكل لقاء لإعطاء النساء الوقت الكافى للتعبير عن خبرتهن المعاشة. وتم تدوين المقابلات بيوم المقابلة نفسه. وتحقق التشبع المعلوماتى بعد اللقاءات الإثنى عشر الأولى.

جدول 1: الخصائص العامة للمشاركات (العدد = ١٥)

المؤشر

الخصائص

العدد

العمر

20 – 30 سنة

31 – 40 سنة

41 – 50 سنة

51 – 60 سنة

61 – 70 سنة

أكبر من 71 سنة

1

3

6

2

2

1

مستوى التعليم

بلا تعليم نظامي

المرحلة 1 – 7

المرحلة 8 -10

المرحلة 11 – 12

تعليم عالي

5

4

4

1

1

السكن

مبنى بالطوب

سكن غير رسمي

7

8

المسافة لأقرب عيادة رعاية أولية

0 – 5 كم

6 – 10 كم

11 – 50 كم

أكبر من 50 كم

10

3

1

1

وسائل النقل لأقرب عيادة رعاية أولية

تاكسي

سيراً على الأقدام

حافلة

توصيلة

8

5

1

1

اعتمد جمع المعلومات على الحكي الذاتي عن طريق المقابلات شبة المقننة. تضمنت كل مقابلة قسمين: الأول للمعلومات الديموجرافية، والثاني للمعلومات عن سرطان عنق الرحم مثل: مدة العلامات والأعراض، والأحاسيس التي انتابت المشاركات، والمرة الأولى التي أفصحن فيها عن معاناتهن. والمعلومات التي حصلن عليها من عمال الرعاية الصحية أو من مصادر الدعم الأخرى، والسعي في طلب الرعاية الصحية بما في ذلك المعالجون التقليديون وأساليب رعاية الذات، ودور هياكل الدعم، والرضاء عن المسار المتبع أو عدمه. ونشأت علاقة ثقة بين المشاركات والباحثات والمترجمات، حيث كانت الأخيرات يقمن أيضًا بتمريض المشاركات في المستشفى. لم تسأل النساء المشاركات فى الدراسة عن حالة فيروس نقص المناعة لديهن برغم أن سرطان عنق الرحم أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب. وتم تحليل المعطيات والمحتوى باستخدام الترميز المفتوح(16) ومقاربة تش(17) ويوضح الجدول رقم 1 السمات العامة للمشاركات اللاتي ستعرض حكاياتهن الخمس عشرة (باستخدام اسماء غير حقيقية). في نتائج البحث.

نتائج البحث

الشعور بالعلامات المرضية والأعراض والتشخيص

الجسد شيء مقدس وجوهري بالنسبة لوجود الإنسان ويعطى معنى للعالم من حولنا. وتشويش هذه العلاقة بين الجسد والعالم يربك وجود الشخص (18). كان هذا حقيقيًا بالنسبة للنساء اللائى التقينا بهن؛ لقد أدركن بالغريزة أن لديهن خللاً ما، لكنهن افتقرن إلى المعرفة والوعى بما كان يلزم فعله لمنع إصابات ما قبل التسرطن من التطور إلى سرطان عنق الرحم المتأخر.

اشتكت معظم المشاركات من النزيف والإفرازات المهبلية الكريهة الرائحة؛ وكلاهما من العلامات والأعراض المبكرة لسرطان عنق الرحم (20، 19, 12 , 5) ثلاث مشاركات وصفن النزيف كالتالي:

تدفقت الدماء الكثير والكثير من الدماء لأيام كثيرة، وكانت كريهة الرائحةاليزابيث ٤٢ عامًا).

كنت أنزف كثيراً، أكثر من الحيض الطبيعي، كان النزف ينتهي ليعود مرة أخرى وغالباً دم متجلط وكان مؤلماً .. كان مؤلماً (إستر ٣٥ عامًا).

الدم الذي تدفق كان كثيراً جداً، لدرجة أننى لم أستطع الذهاب لأي مكان، كل ما فعلته هو أن مكثت بالمنزل .. لقد خشيت أن تتدفق الدماء وأنا بين الناس، وكانت رائحته غريبة” (نومسا ٣٩ عامًا).

استجابات النساء الإنفعالية تجاه العلامات والأعراض المرضية التي شعرن بها غالباً ما كانت سلبية كالقلق والإحراج والحزن والعزلة.

شعرت بالحرج الشديد. حدث ذلك ذات يوم بينما كنت ذاهبة للعملقفزت من التاكسي، كنت أرتدى فوطة صحية. لقد بللت نفسي، كان على العودة للمنزل لتبديل ملابسي؛ وكانت الرائحة سيئة للغاية” (جريس ٦٦ عامًا).

كان الناس في التاكسي يبتعدون إلى الجهة الأخرى بسبب رائحة الإفرازات” (نوسما ٣٩ عامًا).

لا أريد أن أتحدث عن هذا ثانية، تعبت من هذه الفوضى ومن فكرة أن على أن أتحمل ذلك لفترة طويلة. أن تشعرى على الدوام بأنك قذرة، ولست على ما يرام، غير مرتاحة، ولا يمكنك فعل شيء حيال ذلك” (جودى ٧١ عاماً).

لم يكن الإحساس بالعزلة نابعاً فقط من الذات؛ فإثنتان من النساء قلن أن المجتمع الذي يعشن فيه كان يتجنبهما.

لم يزرني أحد. لقد ظنوا أن المرض ينتقل بالعدوى” (فيوليت ٤١ عامًا).

بعض النساء شعرن باليأس والحزن:

بكيت سائلة نفسى لماذا أنا؟ لماذا أصاب في الوقت نفسه بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب وبالسرطان” (نوسما ٣٩ عامًا ).

ثلاث نساء عبرن عن مشاعر راحة بعد أن تم تشخيصهن:

عندها شعرت بسلام مع كل شيء لأننى علمت أن ما يأكلنى من الداخل هو السرطان ويمكن علاجه ( إستر 35 عاماً).

الإخصائيون الصحيون، وخاصة الممرضات، بحاجة لإدراك تنوع المشاعر التي على النساء التغلب عليها، والتي أحياناً ما تكون متناقضة. فالمريضات قد يشعرن بالارتياح عقب تشخيصهن، حتى بالتشخيص بمرض يهدد الحياة، لأنه يثبت صدق إحساسهن بالمرض ومبرراتهن

جدول ۲: علامات وأعراض سرطان عنق الرحم

الوقت الذي مر قبل تلقى العلاج ومرحلة المرض عند التشخيص (العدد= ١٥)

العلامات والأعراض المرضية وقت الإستشارة الطبية الأولى

نزيف ما بعد انقطاع الطمث

نزيف بعد الجماع

نزيف أثناء الحيض

إفرازات مهبلية كريهة

ألم بأسفل البطن

فقدان الوزن

صعوبة في التبول

إرهاق

6

3

7

10

9

5

1

12

الفاصل الزمني بين الأعراض والعلامات الأولى وحتى تلقي العلاج

1 – 6 شهور

7 – 12 شهراً

13 – 18 شهرًا

19 – 24 شهراً

25 – 30 شهرًا

31 – 36 شهرًا

أكثر من 36 شهرًا

0

3

7

0

2

1

2

مرحل المرض عند التشخيص

أ 2

أ 3

ب 3

أ 4

8

0

5

2

لتلمس العلاج، ويؤكد شكوكهن بأنهن لسن على ما يرام.(21)

عدد الأشهر منذ أول فرصة للتشخيص حتى التشخيص الصحيح والعلاج

يوضح الجدول رقم ۲، العلامات والأعراض المرضية التي شعرت بها النساء، والفترة الزمنية التي مرت قبل تلقيهن العلاج الصحيح، ومرحلة المرض عند التشخيص. كان متوسط عدد الأشهر منذ أول فرصة للتشخيص (الاتصال بأخصائي الرعاية الصحية بسبب ظهور العلامات والأعراض المرضية لسرطان عنق الرحم) وحتى التشخيص الفعلي هو ۱۷.۳ شهرًا، وتراوح بين ٢٨.٤ شهرًا بالنسبة لساكنات الريف و ۱۱.۸ شهرًا لساكنات الحضر. بالإضافة إلى ذلك، انتظرت النساء اللائى يعشن بمقاطعة جوتنج ۲.۸ شهرًا بين تشخيصهن وإحالتهن للمستشفى لتلقي العلاج. بينما انتظرت النساء اللواتي جءن من مستشفيات خارج جاوتنج ٦.٥ شهرًا حتى تمت إحالتهن.

لم تؤد اتصالات النساء الأولى بنظام الرعاية الصحية إلى تشخيص صحيح أو علاج سواء كان هذا الاتصال مع إخصائية تمريض مسجلة أو طبيب أو معالج تقليدي. وقد تراوحت الأسباب بين طبيعة المراحل الأولى لسرطان عنق الرحم والتي تتسم بعدم ظهور أعراض، وعدم تشكك الإخصائيين الطبيين أو تبصرهم أثناء الاستشارات الطبية، وحقيقة أن بعض النساء لا يصرحن بأعراضهن الرئيسية أثناء الاستشارة الطبية.

لجأت النساء إلى مراكز الرعاية الصحية مرة بعد مرة، وفعلن أقصى ما يمكن مع نظام الرعاية الصحية قبل أن يتم تشخيصهن في آخر الأمر لذا اعتبر استعدادهن للعلاج إحدى النتائج الإيجابية لهذه الدراسة. وكل النساء عدا واحدة، في رحلة سعيهن لطلب العلاج إستشرن أولاً شخصًا داخل نظام الرعاية الصحية. أي أن الأولوية لديهن كانت لنظام الرعاية الصحية الرسمي، وليس للمعالجين التقليديين.

ولسوء الحظ. لم يقض استعدادهن للتشخيص إلى تشخيص سليم قبل مضى وقت طويل. فلم يحسن المهنيون الصحيون التعامل مع معظم المشاركات؛ سواء في أول استشارة طبية أو ما بعدها؛ رغم أن النساء يعانين بالفعل من العلامات والأعراض الأولى لسرطان عنق الرحم (الجدول ۲)

لم يستمع إلى أحد أول مرة ذهبت إلى العيادة، وأعطوني أقراصاً لتسكين الألم. استمررت في الذهاب للعيادة كل شهر أشكو من النزف المهبلى والإفرازات المهبلية، من يونيو وحتى فبراير من العام الذي تلاه. بعدها قررت الذهاب لقسم الطوارئ بأقرب مستشفى” (زانديل ٤٣ عامًا).

شكوت في العيادة من نزيف شديد ونزيف أثناء الحيض وأعطوني دواء لتسكين الألم” (فيوليت ٤١ عامًا).

شكوت في العيادة من أنني أنزف بعد ممارسة الجنس وأنزف كثيراً. وأعطوني دواء مسكناً للألم” (سارة ٣٧ عامًا ).

لقد شكوت لأطباء خصوصيين من آلام أسفل الظهر ونزيف حيض غير منتظم به دم متجلط كل شهر لمدة عام. فقط أعطوني دواء مسكن للألم” (إليزابيث ٤٢ عامًا).

دفعت المشاعر السلبية، خاصة الإحراج والخجل، كثيراً من النساء لعدم التصريح بطبيعة مشكلاتهن، والاكتفاء بالحديث عن مشاكل عامة كالإرهاق والصداع وألم أسفل الظهر وهي أعراض غير محددة ولا تؤدى إلى التشخيص الصحيح، ما لم يكن هناك مستوى عالٍ من الشك والتبصر حول إمكانية حدوث سرطان عنق الرحم.

كل شهر كنت أذهب للعيادة لمعالجة ضغط الدم. وكنت خجلي جدًا من إخبار الممرضات عن النزيف المهبلى والإفرازات المهبلية كريهة الرائحة اللذين أعانى منهما؛ شكوت فقط من الصداع والإرهاق” (نومفولا ٤٩ عامًا).

كان لجوء النساء للمعالجين التقليديين يتم فقط بناء على إذا ما نصحهن بذلك من حولهن. وانقسمت المجموعة في تعبيرهن عن ثقتهن بالمعالجين التقليديين؛ فمعظم النساء استشرن المعالج التقليدي بعد أن خذلهن نظام الرعاية الرسمي.

كانت جلاديسالتي تبلغ من العمر ٤٨ عام من منطقة ريفية بمقاطعة مومبالانجا؛ شعرت بالأعراض الأولى لسرطان عنق الرحم في نوفمبر ٢٠٠٤. عندما كانت تعانى من من نزيف مهبلی غیر منتظم وإفرازات كريهة الرائحة ونزيف بعد الجماع. وفي سبتمبر ٢٠٠٦ تم تشخيصها بالمرحلة الرابعة أمن سرطان عنق الرحم في أقرب مستشفى حولها. في البداية كانت قد أخبرت ابنتها عن الأعراض التي كانت تشعر بها وذهبت لأقرب عيادة رعاية صحية أولية في يناير ٢٠٠٥ حيث تمت معالجتها من عدوى منقولة جنسياً. وعندما أصبحت الأعراض أشد قسوة شجعتها والدتها على استشارة معالج تقليدي؛ الذي أخبرها بأنها تعاني من خراج؛ وهو الذي يسبب الإفرازات والنزيف. وفى البداية تحسنت العلامات والأعراض بعد تناولها الدواء الذي أعطاها إياه المعالج التقليدي ولكن حالتها ساءت بعد ستة أشهر، فذهبت ثانية للمعالج التقليدي الذي قال بأنها لم تكن تأخذ الدواء بشكل جيد. وقررت جلاديسبعد ذلك العودة لعيادة الرعاية الصحية الأولية حيث عالجوها مجددًا من عدوى منقولة جنسيًا. بعدها إشترت علاجات عشبية لتعزيز جهازها المناعي.

وذهبت للمرة الثالثة لعيادة الرعاية الصحية الأولية في يناير ۲۰۰٦ وأرادت أخصائية التمريض المسجلة عمل مسحة للرحم لكن النزيف المهبلى لدى جلاديس كان شديداً للغاية وتم تأجيل عمل المسحة. وعندما تم عملها بعد أسبوعين كانت النتيجة أنها غير واضحةوتمت إحالة جلاديس لأقرب مستشفى. لكنها بدأت تصدق والدتها التي قالت إنها ملعونة لقد إعتقدت أنا أيضاً أن المرض كان بسبب الشياطين، إذا كانت الأجهزة لا يمكنها رؤية مابی؛ ریما تكون أمي على حق في قولها إني ملعونة؛ ولم تذهب للمستشفى لستة أشهر أخرى لقد قالوا إنني يجب أن أذهب لأقرب مستشفى لكنني انتظرت لستة أشهر؛ لقد كنت كسولةوعندما ذهبت لأقرب مستشفى في يوليو ٢٠٠٦ كانت العلامات والأعراض قد أصبحت أكثر مما تحتمل. وبالمستشفى تم أخذ عينة وتحليلها، وتم تشخيصها بمرض سرطان عنق الرحم في سبتمبر ٢٠٠٦، وأحيلت إلى المستشفى الجامعى حيث تكررت كل الإجراءات وأدخلت قسم العلاج الإشعاعي في يناير ۲۰۰۷.

حتى بعد التشخيص كان الخوف من المستشفى سبباً لإستشارة المعالج التقليدي.

بعد أن تم تشخيص حالتي بالسرطان كنت خائفة من الذهاب للمستشفى لأن الجميع كانوا يقولون لن تعودى ثانية لذا ذهبت للمعالج التقليدي” (مارثا ٤٧ عامًا).

دور شبكات الدعم المجتمعي:

أول من تخبره المرأة بأعراضها يكون شخصًا تجمعها به علاقة ثقة. في المقام الأول يأتي أفراد الأسرة كالأمهات والبنات، وفى المقام الثانى يأتى الإبن الأكبر أو الحبيب أو الطبيب أو رب العمل أو صديقة أو جارة. وتلعب الإستجابة التي يبديها ذلك الشخص دوراً رئيسياً في إختيار الطريق الذي ستسلكه بعد ذلك. إحدى عشرة من إجمالي ١٥ امرأة تم تشجيعهن على استشارة ممارس رعاية صحية. وواحدة فقط قالت إنه أنها ذهبت لمعالج تقليدى بناء على نصيحة رئيس جماعتها الثقافية.

الدعم الذى يتم تلقيه من الأزواج أو الشركاء وأفراد الأسرة المقربين يمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا.

كان متفهماً للغاية وقال حيث يوجد دم فهناك شيء ما خطأجلاديس ٤٨ عامًا).

اتهمني بأن لدى أصدقاء آخرين غيره” (فيوليت ٤١ عامًا).

بعدما أخبرته بالتشخيص. قال أنني نقلت له العدوى بالسرطان” (بيوتي 30 عامًا).

رفض ابنی اصطحابي للمستشفى لأنه بعيد للغاية وأخذني للمعالج التقليدي” (جراس ٦٦ عامًا).

أيضاً تنوع دعم الكنيسة والجماعة، فست حالات من المشاركات قالوا إن جماعتهن لم تدعمهن بينما شعرت واحدة بأن الكنيسة لم تدعمها. في بعض الأحيان مثلت التجربة الروحية في ذلك الوقت دعمًا بالنسبة للبعض، بينما شعر البعض الآخر بالإهمال.

شجعوني على الذهاب للعيادة” (كاترين 18 عامًا).

قالت جارتي أنني يجب أن أذهب للمستشفى فوراً لأنني سأنجو لو كان السرطان صغيراً، لكنه لو كبير فسأموت” (روز ٥٤ عاماً).

كل أعضاء الكنيسة جاءوا لرؤيتي بمنزلي، امتلأ المنزل بالناس، وغنوا وصلوا” (زانديل ٤٣ عامًا).

أصدقائي قالوا بأنني يجب ألا أقلق بشأن النزف المهبلي. إن جسدى يطهر نفسه” (نومفيولا ٤٩ عامًا ).

لم أتمكن من الذهاب للكنيسة حوالي العام لأنه ليس مسموحاً للنساء دخول الكنيسة في فترة حيضهن” (فيوليت ٤١ عاما)”.

أعلم أن الرب يحبني” ( نوسما ٣٩ عامًا).

لم يعد الرب يحبني ثانية. أنا وحيدة في هذا العالم” ( روز 54 عامًا)

ذكرت النساء أماكن العمل أيضًا كجزء من مصادر الدعم؛ فيمكن الحصول على الدعم من رب العمل أو الزملاء، ولكن النساء العاملات لحسابهن الخاص لم يحصلن على الدعم نفسه الذي حصلت عليه النساء اللائى يعملن بدوام كامل.

ربة عملي هي أول من أخبرته عن النزيف وأخذتني فوراً إلى الطبيب ودفعت ثمن الإستشارة” (كوين ٦٩ ).

عدم الرضا عن المسار المتبع

عبرت إحدى عشرة مشاركة عن عدم رضائهن عن تجربتهن المؤدية للعلاج. لقد ذكرن قلة معلوماتهن عن المرض، وفرص التشخيص الضائعة، ونظام الإحالة الضعيف بنظام الرعاية الصحية في جنوب أفريقيا.

أنا غير راضية عن الطريقة التي عالجوني بها في العيادة. كان بإمكانهم عمل مسحة عنق الرحم منذ ذلك اليوم الذي كنت به هناك” (سارة ٣٧ عامًا).

ربما أكون قد أضعت وقتي، ولكنني عندما ذهبت للأطباء كان بإمكانهم إرسالي للعيادة حيث تستطيع أخصائيات التمريض عمل مسحة عنق الرحم” (ايستر ٣٥ عامًا)

لو أعلم أن هذا المرض غير مؤلم كنت أخبرت ربة عملى مبكراً ” (كوين ٦٩ عامًا)

لقد أرسلوني من مستشفى لأخرى ولم يساعدني أحد” (جودى ۷۱ عامًا)

مشاعر الرضا ينتج عنها شعور بالسلام أثناء الحياة اليومية المليئة بالصراعات(22) ومن ثم، فإن غياب المعرفة حول سرطان عنق الرحم، وسوء التعامل من قبل نظام الرعاية الصحية سلبا النساء الشعور بالسلام، وأضافا عبئًا جديدًا لمعاناتهن اليومية.

تؤيد الدراسة النتائج السابقة وهي قلة وعى في جنوب أفريقيا بمرض سرطان عنق الرحم (23،24) حتى المشاركتين اللتين كانتا تعرفان عن سرطان عنق الرحم لم تربطا الأعراض التى كانتا تعانيان منها بتلك المعلومات. عدم الربط بين الأعراض التي تعاني منها النساء وبين السرطان وجدت حتى بين نساء على دراية بالأعراض في هولندا.(24) وجد الباحثون أيضاً عام ٢٠٠٢ في دار السلام(25) أن النساء لديهن نسبة ضئيلة من المعرفة بشأن الأعراض الرئيسية لسرطان عنق الرحم. وأكثر من ٧٠% كن أميات أو لم يكملن التعليم الابتدائي، أكثر من ٩٠% من المريضات جئن في مراحل متأخرة من سرطان عنق الرحم. وقد وجد سيث وآخرون(26) أن قضاء أكثر من ثمان سنوات في التعليم؛ كان هو العامل الوحيد المرتبط إيجابيًا بالمعرفة الصحيحة عن السرطانات الشائعة بين سكان الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية بالهند. تسعة من المشاركات بدراستنا قضين أقل من ثمان سنوات بالتعليم. ولكن حتى من تلقين تعليمًا أعلى كن في حالات متأخرة من سرطان عنق الرحم عندما ذهبن للمستشفيات.

النساء اللائي إلتقينا بهن كن يرغين فعلاً في معرف ما بهن ولكن مستوى تعليم غالبيتهن كان منخفضاً. وعلينا أن نطرح التساؤلات حول ما إذا كن قد تلقين أي تثقيف صحى من المهنيين الصحيين الذين فحصوهن على الإطلاق؟ أو ما إذا كان التثقيف الصحي فوق مستوى تعليمهن. ولابد من الأخذ في الاعتبار تدنى مستوى القراءة والكتابة بجنوب أفريقيا وهو الأمر الذي أكدت علية وزارة الصحة (27). إن وجدت أن ثمانية ملايين من السكان لن يستفيدوا من منشورات التوعية الصحية المكتوبة نظراً لتعليمهم المحدود.

وعندما نتأمل مسألة المعرفة الصحية يصبح الوضع أكثر قتامة؛ فوفقاً لسكادر(28) ينخفض مستوي قراءة وفهم المعلومات الصحية عند الشخص بحوالي خمس سنوات تعليمية عن آخر صف دراسى استكمله في دراسته. فالأشخاص ذو المعرفة الصحية المحدودة، تتدني معرفتهم بالوقاية من السرطان وفهمهم للمصطلحات المتعلقة به، ويذهبون للمستشفى في حالات أكثر تأخرًا مقارنة بالأشخاص ذوى المعرفة الصحية الأفضل.(29) والطريقة الوحيدة للتعامل مع هذه المشكلة هي تكييف مستوى نظرات التوعية للوقاية من سرطان عنق الرحم والكشف المبكر عنه لتتماشى مع مستوى المعرفة الصحية للنساء؛ وتقييم تأثير هذه النشرات على سلوكهن.(30)

لم ينتج عن اتصالات النساء الأولى بنظام الرعاية الصحية تشخيص صحيح أو علاج؛ سواء كان هذا الإتصال مع إخصائية تمريض مسجلة أو طبيب أو معالج تقليدي. وتتباين الأسباب لهذا بين طبيعة المراحل الأولى لسرطان عنق الرحم التي لا تظهر فيها الأعراض. وعدم تشكك المهنيين الطبيين وعدم تبصرهم أثناء الاستشارات الطبية، وحقيقة أن بعض النساء لا يصرحن بأعراضهن الرئيسية أثناء الإستشارة الطبية.

العمر، والجنس، والشكوى من نزيف مهبلي غير عادى وإفرازات مهبلية كريهة الرائحة التي عانت منها معظم المشاركات، كان لابد وأن تدفع مقدمي الرعاية الصحية للشك في وجود سرطان عنق الرحم، والتحقق من خلال فحص عنق الرحم. ولكن الحقيقة هي أن سرطان عنق الرحم ليس واحداً من أهم الأولويات العشر لدى وزارة الصحة الوطنية في جنوب أفريقيا.(27) وترى منظمة الصحة العالمية (30) أن احتياجات النساء الصحية، خاصة غير المرتبطة بالأمومة أو تنظيم الأسرة، ليس لها أولوية. وبرغم ارتفاع معدل الوفيات والإصابات فأن سرطان عنق الرحم لم يلق الاهتمام الكافى به في كثير من البلدان بما فيها جنوب أفريقيا. إعطاء أولوية للمرض يساعد على ارتفاع مستوى الاشتباه بالإصابة به، ولكن بدون ذلك ستتزايد مخاطر التشخيص والتعامل غير الصحيحين. حقيقة أن في الفترة من ٢٠٠٥ ٢٠٠٦، أصبح في كل عيادات الرعاية الصحية الأولية (۱۰۰%) مهنييون صحيون مدربون (100%) على إجراء مسحة عنق الرحم، بينما ما زال معدل الفحص حتى الآن فقط ۱.۳%(31) هو بحد ذاته دليل على أن سرطان عنق الرحم لا يمثل أولوية للنظام الصحي .

التصورات والمعتقدات الثقافية

المعتقدات الثقافية القائلة بأن النزف المهبلي غير الطبيعي سببه السحر، وأن الجسد يطهر نفسه، وأنه مرض معدٍ، مازالت موجودة. ومن ثم، يجب أيضاً أن يتم تثقيف قادة المجتمع والمعالجين التقليديين عن سرطان عنق الرحم بحيث يمكنهم إعطاء معلومات صحيحة لمجتمعهم. وأن يلعبوا دورًا في إحالة المرضى المصابين بالسرطان وهو أمر ممكن أن يساعد في زيادة مستوى الانتباه والتعرف على المرض، وهو الدور الذى غالباً ما يتم تجاهله.(32) فثقافة الترابط في المجتمع والتي يعد المعالجون التقليديون جزءاً منه لها أهمية خاصة في الثقافات الأفريقية. (33)

نظام الرعاية الصحية

لقد ألقت هذه الدراسة الضوء على دور نظام الرعاية الصحية على عدة مستويات؛ وتحديدًا دور المهنيين في الرعاية الصحية، ونظام الإحالة، وسياسات الرعاية الصحية. وإذا كانت مهمة وزارة الصحة هي توفير رعاية صحية جيدة، ويسهل الحصول عليها؛ فكيف يمكن تبرير أن يصل متوسط التأخير أكثر من ۱۷ شهراً منذ بداية العلامات والأعراض المرضية وحتى التشخيص الصحيح، والتأخير في الإحالة بين التشخيص والعلاج من ثلاثة إلى سبعة شهور؟ تبدو نتائجنا سلبيةً بالمقارنة مع نتائج دراسة أجريت عام ۱۹۹۹ فى بنين، حيث تراوح متوسط التأخير بين ظهور الأعراض والعلاج من ستة إلى سبعة أشهر، أي أقل من نصف وقت التأخير الذى كشفت عنه دراستنا (34)، وإن كان أيضًا وقت طويل جداً.

تقدم هذه الدراسة دليللاً على أنه لا يمكن تحميل النساء وحدهن مسئولية التأخر فى مجيئهن للعلاج من سرطان عنق الرحم. فهناك عاملان مساعدان آخران هما عدم شك المهنيين فى الرعاية الصحية، وعدم إعطاء وزارة الصحة أولوية لسرطان عنق الرحم. ولابد أن يرتفع مدى الاشتباه بسرطان عنق الرحم بجنوب أفريقيا نظراً لحجم الإصابات والوفيات بسبب سرطان عنق الرحم. ويجب أن تتم إعادة تدريب المهنيين في الرعاية الصحية بجنوب أفريقيا ليتمكنوا من تمييز علامات وأعراض سرطان عنق الرحم. ومن الضروري أيضًا أن تقوم وزارة الصحة بتقييم دورها في ضمان وتعزيز الصحة والوقاية من سرطان عنق الرحم. كما ينبغى تنفيذ إسترتيجيات لزيادة الوعي بسرطان عنق لرحم محلياً ووطنياً، لأنه لو لم ترفع مستويات المعرفة والوعى سيستمر مسلسل الموت غير المبرر للنساء حتى قبل بلوغهن ٤٠ عامًا.

1. Maiman M, Fruchter F, Clark M, et al. Cervical cancer as a defining illness. Obstetrics and Gynecology

1997; 89(1):76–79

2. Cronje H, Beyer E. Screening for cervical cancer in an African setting. International Journal of

Gynecology and Obstetrics 2007;98(2):1–4.

3. Wright J, Gibb R, Geevarghese S, et al. Cervical carcinoma in the elderly – an analysis of patterns of

care and outcome. Cancer 2005;103(1):85–90.

4. Fonn S, Bloch B, Mabina M, et al. Prevalence of pre-cancerous lesions and cervical cancer in South

Africa – a multicentre study. South Africa Medical Journal 2002;92(2):148–56.

5. Jaftha T. Gynaecological malignancies. In: Pervan V, Cohen L, Jaftha T. Oncology for Health-Care

Professionals. Cape Town: Juta, 1995. P.475–89.

6. Cronje H, Parham G, Cooreman B, et al. A comparison of four screening methods for cervical neoplasia

in a developing country. American Journal of Obstetrics and Gynecology 2003; 188(2):395–400.

7. Moodley J, Kawonga K, Bradley J, et al. Challenges in implementing a cervical screening program in

South Africa. Cancer Detection and Prevention 2006; 30(4): 361–68.

8. Mqogi N, Kellett P, Madhoo J,et al. Incidence of histologically diagnosed cancer in South Africa,1996–

1997. Johannesburg: National Cancer Registry, 2003.

9. Peterson W, Trapp M, Vierkant R, et al. Outcomes of training nurses to conduct breast and cervical

cancer screening of native American women. Holistic Nursing Practice 2002 : 16(2):58–59.

10. Mc Farland D. Cervical cancer and screening in Botswana: knowledge and perceptions. International

Nursing Review 2003; 50(3):167–75.

11. Wood K, Jewkes R, Abrahams N. Cleaning the womb: constructions of cervical screening and womb

cancer among rural black women in South Africa. Social Science & Medicine 1997; 45(2):283–94.

12. Martinez R. “What’s wrong with me?” Cervical cancer in Venezuela – living in the borderlands of health,

disease, and illness. Social Science & Medicine 2005; 61(4):797–808.

13. Maree J, Wright S. Sexual and menstrual practices: risks for cervix cancer. Health SA Gesondheid

2007; 12(3):55–65.

14. Abrahams N, Wood K, Jewkes R. Barriers to cervical screening: women and health workers’

perceptions. Curationis 1997; 20(1):50–52.

15. Burns N, Grove S. The practice of nursing research: conduct, critique, and utilisation. 5th ed. St. Louis:

Elsevier, 2005.

16. De Vos A, Van Zyl C. The grounded theory methodology. In: De Vos A, editor. Research at Grassroots:

A Primer for the Caring Professions. Pretoria: Van Schaik, 1998. P.265–76.

17. Creswell L. Research Design: Qualitative, Quantitave and Mixed Method. Thousand Oakes: Sage,2008.

18. Thomas S. Through the lens of Merleau-Ponty: advancing the phenomenological approach to nursing

research. Nursing Philosophy 2005; 6(1):63–76.

19. Otto S. Gynaecologic cancers.In: Otto S, editor. Oncology Nursing. London: Mosby, 2001. p248–84.

20. World Health Organization. Comprehensive Cervical Cancer Control: A Guide to Essential Practice.

Geneva: WHO, 2006.

21. Walker J, Payne S, Smith P, et al. Psychology for Nurses and the Caring Professions. 2nded. New York:

Open University Press, 2002.

22. Parse R. The lived experience of contentment: a study using the Parse research method. Nursing

Science Quarterly 2001; 14(4): 330–38.

23. Lartey M, Joubert G, Cronje H. Knowledge, attitudes and practices of rural women in South Africa

regarding the Pap smear. International Journal of Gynecology and Obstetrics 2003; 83:315–16.

24. De Nooijer J, Lechner L, De Vries H. Early detection of cancer: knowledge and behavior among Dutch

adults. Cancer Detection and Prevention 2002; 26(5): 362–69.

25. Cancer of the cervix: knowledge and attitides of female patients admitted at Muhimbili National Hospital,

Dar es Salaam, 2002. Accessed 26 February 2008. At: <www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/12625687?ordin

alpos=5&itool=EntrezSystem2>.

26. Seth T, Kotwal A, Thakur R, et al. Common cancers in India: knowledge, attitudes and behaviours of

urban slum dwellers in New Delhi. Public Health 2005; 119(2):87–96.

27. Department of Health. Strategic plan 2005/06–2007/08. Pretoria: Government Publisher, 2007.

28. Scudder L. Words and wellbeing: how literacy affects patient health. Journal for Nurse Practitioners

2006; 2(1):28-35

29. Rogers E, Wallace L, Weiss B. Misperception of Medical understanding in low-literacy patients:

implications for cancer prevention. Cancer Control 2006, 13(3):225-

30. Paul C, Tzelepis F, Walsh R, et al. Has the investment in public cancer education delivered observable

changes in knowledge over the past 10 years? Cancer 2003; 97(12):2931–39

31. Health Department. Annual Report 2006. Pretoria: Goverment Publisher, 2006.

32. Vorobiof D, Sitas F, Vorobiof G. Breast cancer incidence in South Africa. Journal of Clinical Oncology

2001; 19(Suppl 18): 125S–7S

33. Ross E, Deverall A. Psychosocial Approaches to Health, Illness and Disability – A Reader for Health

Care Professionals. Paarl: Van Schaik, 2004.

34. Gharoro EP, Abedi HO, Okpere EE. Carcinoma of the cervix: aspects of clinical presentation and management in Benin City. Gynecologic Oncology1999; 96(1):112–18

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات