شهادات لنساء في مجال العلوم
مقدمة:
تؤكد إحصائيات العديد من المنظمات الدولية أن نسبة النساء المتخرجات في الكليات العلمية كبيرة جدًا، لكن عددًا قليلاً منهن يتمكن من الاستمرار في دراستهن، بل والمضى بالتقدم نفسه على مستوى العمل في مجالتهن نفسها وحينما نتساءل عن السبب فسنجد أن أكثر المشاكل تتعلق بالأمومة وعدم مراعاة ظروف العمل لمسئوليات المرأة والتي تؤدي أدوارًا متعددة، وهي تعترض تقدم المرأة في العلوم، وتقف حائلاً دون استمرارها، أو نجاحها في تحقيق طموحاتها.
نعرض في هذه الورقة شهادات عالمات، ممن استكملن في مجالهن نفسه ونقف في هذه الشهادات على خبرة هؤلاء النساء في العلوم الطبيعية والتطبيقية وتقييمهن لهذه الخبرة، وكذا أطروحاتهن لما نحتاج إليه للنهوض بوضع النساء في مجال العلوم، وتنطلق الورقة من أهمية توثيق تجارب هؤلاء النساء والتعرف على المشكلات التي اعترضتهن في مجال عملهن؟ وهذه الشهادات تأتى لنساء من ثلاثة أجيال، فكيف كانت ملامح هذه الاجيال؟ وما الذي تشابهن فيه؟ هل هناك اختلافات نوعية بين النساء والرجال في مجال العلوم في مصر؟ وكيف هو وضع النساء فيه الآن والى أين مستقبل العلوم في مصر؟
وفي هذا الاطار يقدم البحث توثيقا لناذج وشهادات نساء من جيل الستينيات إلى السبعينيات إلى جيل الألفية الثالثة نساء اشتركن جميعهن في العلم والهموم التي تجمع بينهن.
وكانت البداية مع جيل الستينيات وما احتواه من أحداث سياسية أثرت وانعكست على شعب عاش فترات انتصار، وهزيمة، شهد نهضة وقيمًا مجتمعية، ظهر فيها الانكسار مع الانتصار، كيف كانت حياتهن مع العلم وكيف تبلورت الهموم؟
في المركز القومي للبحوث كانت شهادة الدكتورة:
مواليد 3 مارس 1944 بكالوريوس علوم – امتياز في الكيمياء– جيد جدًا في الجيولوجيا والماجستير والدكتوراة في نفس التخصص.
بدأت شهادتها بالقول: كانت البداية مع حبي للموسيقى حيث أردت دخول معهد الموسيقى وكان د. يوسف شوقى يلحن وهو في الوقت نفسه أستاذ جيولوجيا، لذا اخترت كلية العلوم، وتخصصت في الجيولوجيا لأنني لم أكن أريد التدريس، ووقتها لم تكن الجيولوجيا بها مدرسات، تخصصت كيمياء جيولوجيا، وقد رفض والدي أن أتخصص جيولوجيا بترول حتى لا أضطر للعمل في الصحراء لأننى بنت ثم رفضت العمل بالجامعة وفضلت العمل بالمركز القومي للبحوث.
وكانت الثورة على أشدها حيث تخرجت عام 1964 وكان من المعروف وقتها ومن الشائع أنه لابد أن أجتاز دورة من منظمة الشباب بالاتحاد الاشتراكي حتى أعمل بالمركز، ولم يكن منصوصا على ذلك لكنه ضروري، وكانت الدورة عن التربية الوطنية والانتماء، وكنا نستعد وقتها للحرب ورشحت لدورة بمعسكر فتيات بحلوان لمدة 10 أيام، ووقتها. أخذنا محاضرات في الاشتراكية، وكانت فتيات من جميع أنحاء مصر وخريجات من كل التخصصات. بعد هذا المعسكر تغيرت قراءاتي فبدأت الاهتمام بالعلوم الاجتماعية الأخرى كالفلسفة والسياسة حيث أيام الدراسة كانت قراءاتي فقط في الفن وبعدها سجلت في نقابة العلميين وعينت بالمركز طالب منحة لمدة 7 شهور بدون راتب ثم تم تعييني كمساعد باحث وحصلت على الماجستير فأصبحت باحثًا مساعدًا في كيمياء المنتجات الطبيعية وحصلت على الدكتوراة من تشيكوسلوفاكيا في نبات الخلة الشيطاني حيث ركزت تجاربي على صناعة الأدوية من هذا الثبات بالتعاون مع زملاء من الزراعيين.
واستمررت في العمل بالشأن العام مع العمل المهني الذي كان فترة الصباح حتى عام 1967 بعدها تزوجت وأنجبت وبعد 1973 رجعت للعمل بالسياسة حيث ذهبت إلى التنظيم النسائي بالاتحاد الاشتراكي ولم يكن وقتها أحزاب، وعملت في مجالات الخدمة العامة مشروعًا لمحو الأمية وسافرت إلى فرنسا في منحة دراسات ما بعد الدكتوراة عام 1976 بكلية الصيدلة بفرنسا ووقت المنحة كان وقتًا مهمًا بالنسبة لى حيث كان على الاختيار أن أقبل المنحة أو أذهب مع زوجي في انتدابه لأحد البلاد، وكنت في موقف لا أحسد عليه ودعوت الله أن يخرجني من هذا الموقف، ولم أتمكن من السفر إلا عندما ألغي انتداب زوجي فاستطعت السفر ومعي أولادي، وكنت مطمئنة أنهم معي ولولا ذلك لما استطعت السفر، ثم رجعت من المنحة عام 1977 ووقتها بدأوا الإعلان عن الحزب الوطني الديمقراطي وذهبت وقمت بملء استمارة العضوية بالحزب وعملت بقسم الدقى، حتى عام 1980 حيث أعلنوا عن مجلس الشورى ووقتها تقدم 58 رجلاً و7 نساء وتبرعت بمبلغ 300 جنيه فقط المنصوص عليها للرسوم وبعدها قرأت اسمى بأنني اخترت عن محافظة الجيزة، وكنت السيدة الوحيدة عن محافظة الجيزة وتقدمت بأوراق الترشيح وكنت أول مرشحة عن الجيزة وشفيقة ناصر عن محافظة القاهرة.
وفي أول دورة للمجلس كنت أصغر عضو، وكان أكبر عضو توفيق الحكيم وطلب منى أن أترأس الجلسة الافتتاحية حتى يتم انتخاب رئيس للمجلس ووقتها انتهزت الفرصة لأناوش توفيق الحكيم وقلت له أنت عدو للمرأة فضحك، وبدأت الأضواء تسلط على من وقتها، لكن وأنا في مجال البحث العلمي لم يكن يعرفني أحد وذهبت للدكتور على لطفى وكان رئيس مجلس الشورى حينذاك وطلبت منه تشكيل لجنة لمناقشة البحث العلمي في مصر ووافق وكنت أول رئيس للجنة البحث العلمي والتنمية في مصر، وعملت بمجلس الشورى 9 سنوات بعدها رشحت مرة أخرى وحينئذ كنت أمين مساعد المرأة بالجيزة في الحزب الوطني وكانت د. فرخندة حسن أمين المرأة بالجيزة وبعدما أصبحت هي أمين المرأة على مستوى الجمهورية وكنت أمينة المرأة بالجيزة واستمررت حتى 2002، عندما دخلت المجلس القومي للمرأة وكنت مقررة فرع الجيزة ثم لجنة التعليم والتدريب والبحث العلمي ثم عضو لجنة المشاركة السياسية، وحاليًا عضو لجنة المنظمات غير الحكومية بالمجلس القومى المرأة.
وبجانب العمل السياسي كنت أحب ممارسة العمل الاجتماعي فانضممت لجمعية هدى شعراوي وجمعية خريجات الجامعة وجمعية الصداقة المصرية الفرنسية وفي أثناء مؤتمر بكين انضممت إلى رابطة المرأة العربية حتى أصبحت الآن السكرتير العام للرابطة.
تستكمل د– نبيلة: حاليًا أستاذ متفرغ أقوم بأبحاثي ولا أقوم بعمل إداري واستطعت طوال هذه السنوات الجمع بين عملي كباحثة وعملي السياسي والاجتماعي.
وبالنسبة لوضع العلوم في مصر بالطبع الأمور فيها صعوبات حيث إن البحث العلمي في مصر وضعه صعب جدًا والميزانية الخاصة بالبحث العلمي تذهب للرواتب مع ضالتها ولا توجد إمكانات لشراء الدوريات والأجهزة.
فنحن لنا زملاء مثلاً وصلوا إلى لقاح لأنفلونزا الطيور لكن هناك في البلد ناس من مصلحتهم استيراد اللقاح من الخارج، لذلك لم يهتم أحد، وممكن نتخيل ملايين الجنيهات التي من الممكن توفيرها – والأمثلة مثيرة على الأبحاث التي نقوم بها ولا نجد من يتابع ففى أواخر السبعينيات زميلة لنا وهي شيرين الشواربي قامت بأبحاث عن تصنيع الشبة ولم تجد من يساعدها، وكان من الممكن بكل هذه الأبحاث توفير مبالغ لمصر كبيرة.
ورأيي أن يفصل بين البحث العلمي ووزير التعليم العالى لأنه عندما يكون هناك وزير للبحث العلمي من العلم نفسه سيهتم به أكثر والوضع ممكن يختلف.
• وبالنسبة للنساء: الوضع أصعب لأن المرأة تحتاج لمن يقدر ظروف عملها البحثى وعملها بالبيت وهذه معادلة تحتاج إلى مجتمع ورجل يقف بجانبها ويساعدها ولا يلقى العبء عليها، لكن ما يحدث أن الرجل لا يحب زوجته في مركز متفوق عليه.
ولو حاولت مقارنة مصر وفرنسا في مجال العلم حيث درست ما بعد المنحة، فالمقارنة صعبة هناك معامل وأجهزة تساعد الباحث على الإنجاز والمناخ يهيء للعمل حيث لا توجد بيروقراطية فاسدة تعطل العلم وهناك يوجد التشجيع المعنوي.
مستقبل العلوم في مصر لا يبشر بخير للأسف لأننا نتراجع ولا يوجد مستقبل لأجيالنا وإذا أردنا تغيير ذلك لابد من المميزات الأدبية للبحث العلمي وتسهيل الإمكانات المادية للبحث.
• بالنسبة للمرأة: هي تتأخر عن زميلها الذي يوازيها في الدرجة العلمية نفسها ليس لنقص في كفاءتها وقدراتها ولكن بمجرد ما تتزوج وتنجب يلقى عليها مسئولية البيت والأولاد في المرتبة الأولى، وأعرف العديد من الزميلات في الحقل العلمي يرفض أزواجهن المنح التي يرشحن لها في خارج مصر، وإذا أراد المجتمع الحل والمساندة للمرأة هنا لابد من تغيير الثقافة الذكورية للمجتمع، ومن المهم أن يقدم الإعلام نماذج مضيئة للنساء العالمات وفي الوقت نفسه يستطعن النجاح في حياتهن الاجتماعية، ولكننا نجد أمثلة مثل فيلم “إستقالة عالمة ذرة” وغيرها تقدم نموذجًا غير سوى.
وإلى قسم الحيوان بكلية العلوم كانت شهادة الدكتورة:
بكالوريوس علوم دفعة 1964 قسم الحيوان– ماجستير 1969 والدكتوراة كانت عام 1976 في تخصص مناعة السرطان من تشيكسلوفاكيا تقول د. رشيقة: البداية كانت مع اهتمامي بمرض السرطان والرغبة في دراسته وكنت أشعر بأنني سأتفوق في ذلك. بعدما رجعت من “براج” بعد أن أنهيت رسالة الدكتوراة، كان عندى حافز أن أنقل شمس الحضارة الى مصر واستمررت في المحاولة حتى عام 2004 حين حين شعرت بأنه لا توجد فائدة فركزت على مجهوداتي الفردية واقتنعت بأنه ليس هناك أمل في التغيير.
من 1976 حتى 2004 حوالى 30 سنة أحاول التغيير، استمتعت بفترة الستينيات وفرحت بانتصار 1973 كنا نشعر بالأمان والسلام الاجتماعي، وكان المجتمع قمة في الانضباط والأخلاق ولم يكن هناك محجبات ولم أشعر بالقهر والاضطهاد أبدًا.
وهنا أقول من خبرتي إن المرأة مسئولة عن ثقتها بنفسها ولن يساعدها أحد وهي التي لابد أن توجد لها مكانًا، وشخصيتها هي التي تفرض ذلك.
نجحت في كل أهدافي التي وضعتها لمصر لكن مصر هي التي فشلت، مثلا: وجدت مشروعًا يتم تنفيذه مع أحد المعاهد الأمريكية وكنت أنا الوحيدة في تخصص المناعة ولم يكن هذا الفرع موجودًا في الكلية حتى عام 1976، وأسست لهذا الفرع وأصبح فرعًا يدرس كعلوم أساسية، كما أصبح هناك فرع خاص في الدراسات العليا وانطلق الفرع إلى كليات العلوم في المحافظات ماعدا جامعة عين شمس.
وما عانيته هو أن مستوى التدريس والمناهج في العلوم بمصر “خارج التاريخ ” وتشبث الأساتذة بالقديم، نحن رجعنا للوراء كثيرًا، والطلبة لا يدرسوا شيئًا يصلح لسوق العمل العالمي والمفروض أن كلية العلوم تفتح كل المجالات في المجتمع، المفروض أن الأبحاث العلمية التي يقوم بها الباحث لغرض الترقية فقط ولا تساوى الورق الذي كتبت عليه والمفروض الأستاذ الجامعي بقوم بتنمية موارد كليته.
في رأيي مشكلة البحث العلمي في مصر مشكلة عامة تخص المرأة والرجل على حد سواء وهي مشكلة سياسات تعليم، فمصر أصبحت شركة رجال أعمال وليست دولة، ولا يوجد اهتمام بالعلم والميزانية الهزيلة تذهب للرواتب، ولا توجد رؤية للعلم أو استراتيجية من صانع قرار مهتم ومؤمن بأهمية البحث العلمي، والمفروض أو ما يحدث أن هذه الميزانية لا توزع بالتساوي على الجامعات والكليات، ولكن تذهب إلى مشروعات البحث العلمي وتسلك لوكالات التمويل حيث يتقدم الباحث بمشروعه البحثى ويضع فيه ما يحتاج إليه والمصانع والشركات تساهم في هذا التمويل، فهدف العلم مساعدة المجتمع على التطور، ومثلا “نهرو ” كان رجلاً يعرف جيدًا قيمة العلم لبلده وأنه مصدر الثروات للمجتمع.
والعالم كله مفتوح لمصر کی تتقدم بمشروعات بحثية ولكن لا أحد يتقدم لأنه لا يوجد شيء ما على مستوى العلم نستطيع تقديمه، ولا أحد يهتم وأستطيع القول أننا في مناعة الزواحف وصلنا لمستوى عال وأصبح هناك مدرسة مصرية في مناعة الزواحف.
مؤشر آخر لتدهورنا العلمي: الدرويات العلمية في مصر أصبحت لغرض الترقي فقط وليست للعلم أو لتطويره، والباحث أصلاً لا يفهم شيئًا فيها كتبه في البحث ولا نستطيع نشرها في الدوريات العالمية لأنه لا قيمة لها على أى مستوى من المستويات.
واذكر مثلاً أنه في تشخيص مرض الدودة الكبدية والذي هو الآن الأهم في مصر، لا أحد يتابع الأبحاث التي تعمل على هذا، وأنا أواصل ذلك بمجهود فردي تمامًا فحياتي أصبحت جهدًا فرديًا حيث لا توجد جماعة علماء في مصر.
السياسات العامة تتدخل لصالح الكبار:« إنتاج اللقاح»
تتابع. د. رشيقة فتقول: تقدمت لرئيس الجامعة قائلة: إننا على بعد خطوات من أنتاج لقاح ضد البلهارسيا وما أشتغل عليه الآن أننا إذا ما قضينا على البهارسيا نهائيًا أوقفنا الانتشار الهائل لفيروس C الذي انتشر في مصر بشكل هائل.
وكان لا بد لى من موافقة رسمية من الدولة وهذا يحدث على مستوى إنتاج اللقاح، لكن مستوى البحوث لا تتدخل السياسة، وطبعًا لم تكن هناك استجابات والسبب معروف حيث تتدخل تجارة الأدوية في حياة الشعوب والمصالح التجارية هي التي تتفوق على قيم أخرى والشركات لديها ميزانيات ضخمة ولا توجد مسئولية إجتماعية.
لو أن لدينا لقاحات ضد كل من: البلهارسيا والملاريا والسل لأصبحت أفريقيا السوداء في خلال 10 سنوات مثل أوروبا لكنها ستظل بهذه الأمراض قارة جاهزة للاحتلال حيث معنى ذلك أننا قضينا على المرض من على وجه الأرض إذا ما وجد اللقاح، وهذا في غير صالح شركات الأدوية وهنا المجال العلمى تتدخل فيه التجارة ورجال الأعمال يسخرون العلماء لصالحهم.
العلماء في مصر ليس لديهم مبرر للعيش خارج مجتمعهم الأولى بخدمته من الدول الأخرى، وأنا لم أفكر أبدا في العمل خارج بلدي رغم كل الصعوبات التي واجهتها ومازلت حتى الآن والباحث يستطيع من خلال علاقاته بالهيئات والجهات البحثية أن يمول بلده بمشروعات ووقتها سيكون هناك جماعة علماء ولا تكون كل الجهود فردية.
أنا أخذت جائزة التفوق وجائزة الجامعة التقديرية وقمت بدراسات ما بعد الدكتوراة أيضًا في أبحاث مناعة البلهارسيا، وأنا مستريحة لأنني أنهيت مهمتي ومشروعي الخاص.
وفى مبنى الجودة والاعتماد كانت شهادة
بكالوريوس زراعة 1964، قسم صناعات غذائية، أول عميدة لكلية الزراعة، الماجستير والدكتوراة في كيمياء وتكنولوجيا اللحوم من مصر وحاليًا عضو مجلس الشورى.
قالت: أنا من جيل عاصر حروب وتغيرات سياسية واجتماعية كثيرة؛ عاصرنا نكسة وحرب استنزاف وانتصار والتغير من اقتصادات السوق الاشتراكية الى السوق الحرة للانفتاح وهذا انعكس على في مجال البحث العلمي، مثلاً لم تكن هناك حدود بين الدول | وبعضها والتكنولوجيا لم تكن بهذا الحجم، مثلا آخر كان لا بد من الذهاب للمكتبة | للبحث في الدوريات ولكن الآن الكمبيوتر جعل البحث أيسر ومتوافر لم يكن لدينا كل أنواع المنتجات الغذائية المصنعة الموجودة الآن وهو مجال البحث والتطوير Research and Development وجود طعوم جديدة للمواد الغذائية، وجودة المنتجات تطورت.
أنا سافرت خارج مصر وتعلمت طرق ومهارات في التفكير العلمي ونحتاج في مصر إلى تمويل أكبر للبحث العلمي فكل المصانع لديها إدارات البحث والتطوير، وهذه مسئولية الدولة والقطاع الخاص والمجتمع ككل.
نحن الآن لا نستطيع أن ننافس في مجال العلم على المستوى الإقليمي والعالمي فأنا بعد عمادة كلية الزراعة عينت رئيس اللجنة القومية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم العالى وانتدبت للعمل في مشروع ممول من البنك الدولى لتطوير وإصلاح التعليم العالى في مصر وعملنا مع 17 جامعة في مصر وعينت عضوًا بمجلس الشورى ودرست بمعهد أمريكي بعد الدكتوراة لمدة عامين.
• بالنسبة لخصوصيتي كامرأة في مجال البحث العلمي: من خلال تجربتي لا يوجد فرق كبير، لكن المرأة لديها وقت وصبر أكبر من الرجل والفرق في الظروف الاجتماعية وثقافة المجتمع ككل وليس في مجال البحث العلمي فقط.
في مرحلة من مراحل الستينيات وحتى السبعينيات كانت أعداد المسجلات للماجستير والدكتوراة كبيرة.
والمناخ الذي يشجع على المجال العلمي: إن الأمم تتقدم بتطوير مفاهيم البحث العلمي والتعليم هو الأساس من الحضانة– نعلم أطفالنا مفهوم البحث العلمي والابتكار– مهم تشجيعهم ونحن ليس لدينا هذه الثقافة، نشجع التفكير المستقل وكيف نصل للمعلومة عن طريق البحث، يكون هناك معامل في المدارس اللابتدائية– معامل حقيقية ومفهوم المناقشة والنقد وتكون هذه المفاهيم جزءًا من حياة الناس، في الجامعة يجب أن تكون هناك مدارس علمية للأساتذة ويرتبط الطالب بالأستاذ ارتباطًا حقيقيًا، والطالب يكون له دور في التعليم.
رأيي الشخصي أن المرأة تستطيع إثبات كفاءتها في مجال البحث العلمي ولا يوجد تمييز ضدها في هذا المجال، وفي أكاديمية البحث العلمي توجد لجنة المرأة التي تؤرخ للمرأة في العلم والتكنولوجيا.
ولكن هناك مشكلة أن بعض النساء يضطررن إلى الاعتذار عن منح دراسية لأن أزواجهن يمنعهن من ذلك، وهناك حالات كثيرة وعليها أن تختار، وطبعًا الأكثرية تختار بيتها وأولادها– فلابد من العدالة والمساواة في هذا المجال
المرأة أقل فسادًا من الرجل وهي في مواقع صنع القرار.
وفى كلية العلوم قسم الحشرات جاءت شهادة
بكالوريوس العلوم امتياز دفعة عام 1964 – الماجستير والدكتوراة من جامعة القاهرة تخصص الحشرات الطبية.
كانت البداية عندما أحببت دخول كلية الطب وكان مجموعي يؤهلني لذلك، لكن والدي رغب في كلية أقل في عدد سنوات الدراسة رغم أن والدي كان «رجل سابق عصره»، فنحن 3 بنات جميعنا تعلمن تعليمًا متميزًا في مجال العلم، فالتحقت بكلية العلوم وكنت أود التخصص في الحفريات أو الأحياء المائية لكن كان صعب على البنت أن تذهب إلى البحر الأحمر حتى تجمع العينات وتستكمل أبحاثها فتخصصت في علم الحشرات، ومنذ تفوقي في السنة الثالثة بدأ تأهيلي للعمل بالكلية ورسمت وقتها في عقلي ماذا أريد، وودت عمل شيء مرتبط بالطب وبعد تعييني بالكلية حصلت على الماجستير والدكتوراة، وفى كلية العلوم الرسائل تحكم من أساتذة من خارج مصر في الماجستير يكون 2 من مصر والأستاذ الثالث من الخارج، وفي الدكتوراة 1 من مصر و2 من الخارج مما يعطى الرسالة القيمة العلمية والعالمية وكلية العلوم جامعة القاهرة متميزة في ذلك، حيث أكون على علم بالتطور الذي يحدث في العلم من خلال الملاحظات التي ترد إلينا، وطبعًا البعض الآن ينادي بتغيير ذلك حتى تدخل الاعتبارات الشخصية في الموضوع.
الآن في مصر الدوريات العلمية ترفض نشر الأبحاث دون المستوى وهي كثيرة، وهنا توجد نقطة مهمة أنه لابد من عدم ربط الرواتب بالأبحاث حتى أتمكن من تطوير العلم في مصر بل أعطى الأستاذ مزايا حتى أشجعه على إنتاج نوعية متطورة من الأبحاث ويكون الأستاذ متفرغًا للأبحاث، وكذلك لابد من أن يذهب الأساتذة من الجيل الأصغر كل سنة لمدة شهر في المعامل والهيئات البحثية خارج مصر حتى يروا كل ما هو جديد والاتجاهات الحديثة في العلم لأن المعايشة تثرى أكثر من مجرد السماع والقراءة.
للأسف لا يوجد هذا المناخ في مصر، بالنسبة لى كل المؤتمرات التي حضرتها خارج مصر كانت بمجهوداتي الشخصية، ولا توجد منح بحثية ولو وجدت قليلة جدًا والمنحة الوحيدة التي رشحت لها بعد الدكتوراة سنة 1980 كان مبلغها هزيل جدًا ومضحك، كان المبلغ 650 دولارًا أنا وأولادي ولابد أن تغطى المأكل والمشرب وكل شيء ورجعت، إلى مصر ولم أكمل المنحة وإدارة البعثات في مصر كانت تعلم أن المبلغ هزيل– للأسف لا يوجد تقدير لقيمة العلماء في مصر.
اشتغلت بعد الدكتوراة كمدرس بالكلية وكنت أول بنت تحصل على الدكتوراة في علم الحشرات بالكلية وأدرجت لأول مرة في مصر فرع الحشرات الطبية، حيث أدرج في لائحة الكلية وأنا قمت بإدراجه ولم يكن موجودًا من قبل، واشتغلت أبحاثي في هذا الاتجاه، وهذا الفرع من العلم فتح مجالات كبيرة.
مثلا استعنا بالحشرات في الطب الشرعي حيث يتم تحديد زمن الوفاة مجهولة الوقت من خلال دورة حياة الحشرة على الجثة المتحللة، وكذلك في الأشخاص الذين يموتون فجأة في أماكنهم ويكونون متعاطين للمخدرات نستطيع من خلال الحشرة معرفة وقت وفاتهم من خلال السائل في الحشرة وكمية المخدر التي كانت في جسمهم وبمتابعة الأبحاث في ذلك، وبمساعدة إحدى النساء العاملات في حقل الطب الشرعي أصبح يستعان في عملهم بخريجي فرع الحشرات الطبية بالكلية، ويعمل بذلك أمام المحاكم وهذا لم يكن حاصلاً قبل ذلك.
العقبات التي تؤخر المرأة في مجال العلوم هي عقبات مجتمعية ومرتبطة بدورها كزوجة وأم حيث تكون الأولوية لبيتها وحياتها الأسرية ولا يساعدها المجتمع بثقافته في ذلك، فكلية العلوم كلية صعبة وتحتاج إلى وقت وجهد حتى أتميز، ولذلك لابد أن أكون مطمئنة على أولادي فلو أن الجامعة أنشأت حضانة للعاملين بها وتكون على مستوى، أستطيع إنجاز عملي دون قلق وما يميز البنت عن الولد في هذا المجال أن لديها القدرة على الصبر أن تتابع التجارب في المعمل، لكن الولد قلوق من الصعوبات(على مستوى الرجل والمرأة) لا يوجد تمويل المشروعات بحثية حيث أحتاج في أبحاثي إلى كيماويات وتحاليل وتجهيزات ومواد بمبالغ لا تتوفر ويتعثر كثير من الأبحاث بسبب المال، فالمشروعات تمول الأبحاث التطبيقية مثل الأبحاث الزراعية أو الإنتاجية لكن ليست للبحث الأكاديمي المعملي، رغم أن العلم لا ينفصل عن المجتمع، فمثلا من خلال المعمل أستطيع إنتاج اللقاح الذي يقضى على المرض مثلاً وهكذا.
وفي عيادتها كانت شهادة
بكالوريوس الطب 1975 وحصلت على الماجستير والدكتوراة من جامعة القاهرة جيل السبعينيات الذي عاصر فترة بداية انهيار قيم المجتمع المصرى وما سمى بسياسة الانفتاح الاقتصادي.
اهتمامي بالشأن العام موجود حيث كنت مع حركة كفاية واستقلال القضاء، وكذلك الآن عضو في جماعة 9 مارس لأساتذة الجامعة التي تطالب باستقلال الجامعة واستقلالها في البحث العلمي واختيار رؤساء الأقسام وبحث القضايا الخاصة بأساتذة الجامعة، منها الرواتب وما سمى الجودة والاعتماد وذلك من خلال مناقشات وندوات.
وتمضى في شهادتها فتقول: بالنسبة للمرأة في مجال الطب والعلوم تتساوى المرأة بالرجل في الهم الذي نعيش فيه:
• هناك العديد من الطلبة الذين يضطرون إلى تغيير البحث الذي يعملون به بسبب تكلفة المواد الكيماوية التي يتطلبها البحث، وطلبة كلية الطب لا نستطيع أن نقول إنهم من مستوى اقتصادى مرتفع، وأنا فوجئت بطالبة يتطلب بحثها مواد كيماوية وقياسات معينة بـ 5000 جنيه ولم تستطع واضطرت إلى تغيير موضوع البحث لتقلل التكاليف، أنا كأستاذة في الكلية ليس لي مكتب خاص بي أو لدى إنترنت وما يوجد غرفة التمريض فقط، فلا يوجد مكان مؤهل لنا ولو أردت أن أدرس للطلبة أحتاج قاعة المرضى كي أدرس فيها.
• ميزانية البحث العلمي متواضعة وتذهب إلى الأقسام الأكاديمية وليست الإكلينيكية (الرمد– الأطفال – الباطنة…….إلخ) وتضيف فتقول تزداد الإصابة بفيروس C في مصر ولا يوجد من يتابع الأبحاث التي يقوم بها الزملاء من كلية العلوم، وكل هذا تكاليف على المجتمع، كذلك في المركز القومي للبحوث في بعض الأقسام هناك نساء يعملن لكن الجهود مشروعات بحثية فردية وبعض الذين ينشرون في دوريات عالمية بجهودهم الفردية. وما يؤكد ذلك أنه لا توجد منح دراسية وإذا وجدت فهي ضئيلة، وهذا عن قسم الباطنة بجامعة القاهرة.
وتضيف د. أميمة: لا توجد خطة للبحث العلمي في مصر ولا توجد أجهزة وإذا وجدت فهى معطلة وهذه مسئولية الدولة ومراكز البحوث والجامعات؛ هنا مدى التقدم في عقلية صانع القرار في البحث العلمي ونحن نعلم جيدًا أن رؤساء الجامعات من داخل النظام ولن يتمردوا عليه في أي حال من الأحوال وليس لهم وجهة نظر مختلفة وكل همهم أن يعيدوا تعيينه، مرة أخرى.
وفي رأيي الذي يعوق المرأة هي فترة إنجابها حتى يلتحق أولادها بالمدرسة، فقد تنقطع عن العمل أو لا تستمر بنفس التقدم لهذه الظروف المجتمعية وفيما عدا ذلك لا يوجد ما يعوقها بشكل نوعي.
بالنسبة للمستقبل لا يوجد مستحيل ومحتاجين همة ونهضة وفي النهاية لا يوجد مجتمع مريض منتج.
-
وجيل آخر يعبر عن مشكلاته وهمومه من بنات كلية الزراعة جامعة القاهرة.
د– سيدة سيد بكالوريوس 1996 وماجستير ودكتوراة من جامعة القاهرة في علم الحشرات وزميلتاها رشا وكريمة، كل منها بكالوريوس وماجستير في الصناعات الغذائية وكان اللقاء معه في مبنى كلية الزراعة ومحور شهادتهن تركزت على الفروقات النوعية بين الرجل والمرأة في مجال علم الزراعة.
قالت د. سيدة: يبدأ المشرف على رسالتي للماجستير أو الدكتوراة بمقولة “انتي امرأة “بالتالي لا أستطيع عمل أشياء معينة سيكلفني بها (مفيش منك فايدة) وكثير من المشرفين يرفضون الإشراف على رسائل وأبحاث للبنات ويعلنونها صراحة بل هناك من تستبعد من بعض البحوث لمجرد كونها امرأة.
تمضى فتضيف: وهذا كان أول تحد لنا وكان لا بد طوال الوقت أن أثبت العكس وأقوم بعمل مضاعف کی استطيع إثبات أننى بنت وأستطيع القيام بكل البحوث التي يمكن أن يقوم بها زميلي كذلك هناك الكثير من حولنا عندما نقوم بعرض شغلنا يستبعدون أننا نقوم بذلك ويستعجبون أننا قمنا بذلك بمفردنا.
كلية الزراعة من الكليات التي ليس لها تسويق مجتمعي وعندما كانت أمي تقول بنتى دخلت كلية الزراعة كانت مكسوفة.
وبالنسبة لرشا: إننى دفعة 2001 دخلت الكلية لأنها قريبة جدا من منزلي ومجموعي كان يؤهلني لدخول كلية التربية لكنني لم أكن أحب التدريس والزراعة كلية عملية ومن الممكن استكمال القسم العلمي فيها والذي كان في بالي.
تضيف د. سيدة: أحببت مواد الكلية خاصة أننى تخصصت في علم الحشرات ورأيت أنني سأتميز في الكلية وفرصتي هنا أكبر وأفضل بالإضافة إلى أن العدد الأقل في الكلية يتيح تفاعلاً أكبر بين الطلبة والأساتذة وأكثر الأقسام العملية هي قسم الإنتاج الحيواني والنباتي والصناعات الغذائية.
تقول كريمة شهادتها: كثير من البنات تستكمل في مجال البحوث والدراسات العليا إذا لم تكن تزوجت بعد، فتقوم بتسجيل الماجستير وأحيانا تصل للدكتوراة حتى تتزوج وبعدها تتفرغ للزواج وهناك حالات كثيرة من زميلاتنا، وهناك القليلات اللاتي يواجهن صعوبات ولكنهن يستكملن رغم ذلك.
ورشا تستكمل: زميلة لنا تركت العمل بعدما أشار لها خطيبها بأنها أصبحت سمراء نتيجة عملها في المزرعة إذ إنها تذهب للمزرعة وتعمل في الشمس معظم النهار وفضلت ترك العمل بعد ذلك وتركته.
وأنا شخصيًا أذهب إلى المزرعة يوميا في الطريق الصحراوى رغم وجود صعوبات في عدم وجود خدمة مميزة للبنات هناك من حيث السكن.
د. سيدة: بالنسبة للمنح هناك صعوبة في أن أقبلها بسبب الظروف الاجتماعية حيث إن لدى طفلين واعترض زوجي لأننى سأتركهما لمدة 6 شهور وأنا لم أستطع قبول فكرة الابتعاد عن طفلي هذه المدة رغم أن هذه المنحة كانت ستضيف لي في مجال عملي كثيرًا ولكن لم تتوافر الظروف التي تجعلني مطمئنة على أولادي، ورغم أن زوجي دكتور بالمركز القومى للبحوث فإنه عندما يتعلق الأمر بالبيت فهو يتصرف بشكل مجرد كرجل، وهذا يجرني للحديث عن ثقافة الرجل الشرقي التي يتساوى فيها أستاذ العلم مع أي رجل آخر فهو يرفض دوري كباحثة مثله في المجال الأول، وفي رأيه دوري الأساسي هو كونی زوجة وأمًا وبعدها تأتي أي اعتبارات أو أدوار أخرى والأولوية طبعًا للدور الزوجي والأمومي.
ورغم أنه كان يعيش بمفرده ويعتمد على نفسه قبل الزواج فإنه بمجرد زواجنا أصبح كل شيء حتى تنظيم مأكله أقوم أنا به وهو يعتبر أن هذه أول الحقوق الممنوحة له.
ورغم أن البيت يدار بمساهمتي المادية معه وأنا مثله لدى أبحاثي وأحتاج إلى وقت للراحة مثله وهذا يعتبر من المعوقات والضغط كثيرًا في هذا المجال، فهناك تجارب تحتاج إلى قراءة يومية وتدوين دوري ولا بد لي من التواجد بالمعمل حتى أستطيع إتمام تجاربي، لكن في الواقع ممكن أن أتعطل بسبب انه على الذهاب للمدرسة كي آخذ أولادي أو للبيت حتى أنجز مهام البيت، والرجل رجل سواء كان رجل علم أم لا والذي يحكمه هو تربيته ونشأته التي يساهم المجتمع في تشكيلها.
تقول كريمة: ما يشجع البنت كي تستكمل في مجال العلوم هو وجود أشخاص يحفزونها ويدعمونها مثل أساتذتها وعندما يحكم على البنت أنها لن تستطيع إجراء بعض البحوث فهذا يصيبها باليأس منذ البداية، وهذا بالفعل يجعلنا طول الوقت نعمل تحت ضغط حتى نثبت العكس بل نتفوق، والبنت لديها الصبر في مجال البحث العلمي أكثر من الرجل لأن لديها القدرة على أن تقوم بالعمل بسرعة ولديها الصبر عند إجراء الأبحاث خاصة التي تتطلب وقتا طويلا عكس الرجل الذي يمل بسرعة وهذا يعطينا ميزة أكبر من الرجل. فالبنات تحقق نتائج أفضل في التجارب المعملية والبيولوجية لدرجة أن أساتذتنا ممكن يكلفوننا بعمل هم شخصيًا قد لا يستطيعون القيام به لكن لا بد من إثبات ونفى تهمة أننى بنت وغير قادرة.
وتبادر «رشا» بالإضافة: ولا يتوقف الأمر عند إتمام العمل بل لابد من الاستمرار في المستوى نفسه من الأداء بأخذ مهمة أكثر صعوبة، حيث إن هذا الاتهام في العلوم أكثر من المجالات الأخرى لأنه يتخيل أن العلم حكر على الرجل فقط، وما يحدث أننا نخرج من نقطة إثبات الذات، إلى أن أحب ما أقوم بعمله ولولا المعوقات لاختلف الوضع. بالنسبة للمرأة من الجيل السابق لنا فهي أفضل من حيث كم الضغوط التي نعاني منها سواء ضغوطًا مادية أو نفسية.
لكن هناك نقطة: ممكن الآن الرجل يقبل بعض الأشياء لأنني أساهم معه في دخل البيت أو لا، يستطيع تهديدها طوال الوقت بأنه سيطلقها وهذا كله فقط لأنني أساهم معه ماديًا في البيت.
وأول عميدة لكلية الزراعة– عندما تولت إدارة الكلية امرأة – الوضع اختلف كثيرًا في الكلية حيث استطاعت وضع قواعد عمل في الكلية لم يضعها أحد من قبلها، وما زلنا نطبقها حتى الآن وذلك بسبب جرأتها في مواجهة المشكلات وهي كعميدة أحسسنا معها بالفرق وممكن نختلف مع القرارات التي تصدرها، لكن كإدارية استطاعت أن تكون الأكفأ، وذلك رجع لتعليمها بالخارج وشخصيتها القوية وكفاءتها، كما أنها كانت تعرف جيدًا ما تقوم به وتثق فيها تفعله، والمرأة لابد أن تكون قوية بشخصيتها حتى تكون رادعًا لأي تصرف يخرج عن القواعد الموضوعة، فالمجتمع لا يهاب المرأة الطيبة ولا يثق في قدرتها أعلى الإدارة وخاصة عند تطبيق العقاب لكن المجتمع يخاف من الرجل بطبيعته ولمجرد أنه رجل فقط.
اختلفت الأجيال وتشابهت الهموم، النساء ترغبن في الإبداع ولديهن القدرة على النبوغ وتلك كانت نماذج من نساء عملن بمجال العلوم ونبغن، ومنهن الآن من تحاول المضي قدمًا رغم الصعاب. قالت كل منهن شهادتها ورصدن العقبات ومعالجة الصعوبات على مستويات مختلفة، بدءًا من الاستراتيجيات على مستوى صانعي القرار، انتهاء بقرارات إدارية بسيطة لإنشاء دور حضانة بالجامعات.