طريق الآلام إلى العريش
طريق الآلام إلى العريش
سيناء ما رجعتش كاملة لينا ومصر اليوم مش في عيد، لم أكن أعرف شيئًا عن معاهدة كامب ديفيد التي أبرمها السادات، حتى يوم ذهابي مع قافلة العريش مع مجموعة من عضوات مؤسسة المرأة الجديدة وعضوات منظمات نسائية أخرى مثل: المركز المصري لحقوق المرأة، مركز قضايا المرأة، جمعية بشائر، جمعية الشهاب. وذلك يوم الأربعاء ٣٠/ 3/ 2005، عندها بدأت تتضح أمامي أشياء كثير: وصلنا في أول أيام الاعتصام الذي قام به أهالي المعتقلين من أبناء وسيدات العريش الذين اعتقل أبناؤهم وبعض المهتمين بالقضية.
سحر أبو شعبان
عقب وقوع أحداث طابا السابع من أكتوبر عام ٢٠٠٤ شهدت سيناء وبالأخص مدينة العريش أكبر حملة اعتقالات وقبض عشوائي واختطاف مواطنين من الشوارع ومن المنازل دون إذن قبض أو أمر اعتقال، وإحتجازهم دون أي سبب قانوني ودون توجيه أي تهمه له، وأيضًا تعذيبهم بجميع أشكال التعذيب الوحشي، وأيضًا هناك إقتحام البيوت بدون إذن أو سبب قانوني ليلاً وترويع أهل البيت من نساء وأطفال، وإهانة كرامة الأهالي من النساء أثناء القبض والتفتيش عن المتفجرات، وحتى السيدات المارات من الشوارع لم ينجين، انتهاك السيدات المنقبات بنزع نقابهن عنفًا في الشوارع للتأكد من شخصيتهن دون أي شبهة، ولم يكتفوا بذلك، بل أخذوا يقتحمون المنازل ليلاً ونهارًا للبحث عن الرجال والمتفجرات وإن لم يجدوا الرجال تعتقل النساء كرهائن لإجبار ذويهم من المطلوبين على تسليم أنفسهم، وأيضًا إهانة السيدات في أماكن الاعتقال، ورغم عدم ضبط قوات الأمن لأي متفجرات كان عدد المعتقلين ثلاثة آلاف تقريبًا كما جاء على لسان أهل مدينة العريش.
وربما لم يكن مقدرًا لي معرفة كل ذلك لولا وجودي بمقر حزب التجمع بالعريش ومقابلة عدد كبير من السيدات من أهل المعتقلين. وبدأنا بكلمة حزب التجمع بالعريش، وأكدت الكلمة أن هذه الحركة الشعبية سوف تستمر واليوم هو أول يوم في الاعتصام وهو مفتوح ثم سيتحول إلى إضراب لحين خروج المعتقلين، إن أهل سيناء هم أولى بأن يدافعوا عن حقوقهم، والإسكندرية والمحافظات الأخرى التي تطالب بالتغيير، ثم جاءت كلمة رضا شكرى عن جمعية الشهاب، جاء فيها إن هذا الاعتقال إهانة ليس لأهل العريش ولكن لأهل مصر بأكملها، أما زينب عبد اللطيف من جمعية بشائر ” فقالت النساء في حلوان تعرضن فترة قصيرة للتهديد وتعذيب أعداد غير قليلة انتهكت فيها إمرأة ولا بد أن نواجه هذا العجز، والمطلوب منا أن نكون شعبًا واحدًا لأننا أمام قضية واحدة، وأنقل لكم تضامن السيدات في الجمعية وكل الذين يرفضون هذا الظلم الواقع عليكم، وفي كلمة هالة شكر الله عن مؤسسة المرأة الجديدة: هذه ليست المرة الأولى أن يعتقل أو يعذب أو تهان كرامة مواطنين: المهم الدفاع عن حريتنا وحقوقنا نحن أيدينا في أيدكم لخروج أزواجكن وأولادكن، ولحين انتهاء مظاهر الظلم، إن كرامتنا لابد أن تصان. ومازال للحديث شجون..
سماح إحدى سيادات العريش المناضلات (عنصر نشط في الحركة) سماح هي التي جاءت إلى القاهرة وبصحبتها مجموعة من سيدات العريش يوم إحتفالية يوم المرأة العالمي لطرح المأساة التي يعاني منها أهل العريش نساءً ورجالاً وأطفالاً، وقدمت لنا دعوة لانضمامنا معهن للدفاع عن حقوقهن وحقوق المعتقلين من ذويهن، وبالفعل لبينا الدعوة، وكانت بحزب التجمع بالعريش، سماح لها أربعة أخوة من المعتقلين، وأيضًا كانت تدافع عن زوجها الذي كان معتقلاً معهم ولكنه خرج ولم يخرج أخواها واستمرت في النضال لخروج أخوتها وباقي أهل العريش.
نماذج من شهادات سيدات العريش:
أم محمد: سيدة عجوز 60 سنة أخذ ابني محمد وهو كهربائي ملهوش في أي حاجة غير عمله، دخلوا علينا البيت الساعة ٢ ليلاً وأخذوا محمد من حضني وحضن امرأته وبنته 5 سنين ولما أخذوا محمد وقعت على الأرض وانشليت فيها، ومن يومها وأنا قاعدة على كرسي عجل.
زوجة صاحب محل سوبر ماركت:
أخذوا زوجي من يوم 7 رمضان. وهو واقف في المحل يبيع، دخل الأمن عليه وسألوه عن أسمه، وواحد قل لمحمد تعال معنا.. محمد قال على فين يا بيه. نصف ساعة وهاترجع على طول. ومن يومها لم يرجع وأولاده بيسأله عن أبيهم كل يوم ولديه أربعة أطفال.
3 – أم اعتقلت هي وابنتها وزجها : دخلوا البيت يوم ٢ رمضان الساعة 11 ليلاً وسألوا عن ابني لم يجدوه بعد التفتيش عن متفجرات وعنه. وبعد كده أخذوني أنا وإبنتي محمد وزوجي لحين رجوع ابني وتسليم نفسه، ما كل هذا حتى النساء لم يسلمن منهم؟