لقد مالت النظريات التي كانت موجودة في مطلع القرن والتي تمثل كتاباتها الأسس لمعظم التفكير الاجتماعي الحديث – بدون استثناء – الاقتراض أن مكان النساء هو البيت وفي الحقيقة، فإن التعاليم الفيكتورية، حيث الانفصال بين فضاء الإناث وقضاء الذكور، كان لها في تقديري دور محوري فيما يتعلق بعلم الاجتماع، لقد أدرك بعض هؤلاء المفكرين أن النساء العصريات قد عانين من الربط بينهن وبين الحياة المنزلية / الخاصة، لكن أيًا منهن لم تتساءل عن مدى شيوع (أو ضرورة) الفصل بين الأسرة والمجتمع) (Rosaldo 1980).
يتطرق هذا العدد من مجلة (طيبة) لموضوع ندر تناوله في سياق الدراسات النسوية العربية وهو موضوع النساء والفضاء الخاص.
فطالما تناولت الأقلام والدارسات موضوعات تتعلق بعمل النساء والأدوار السياسية للنساء والحركات النسوية ودورها في النضال الوطني دون مناقشة موضوعات خاصة بالمجال الخاص للنساء وعلاقته بالمجال العام، ومناقشة ما إذا كان من الممكن فصل المجالين عن بعضهما البعض، ويرى البعض أن هذا قد يرجع إلى حساسية التطرق إلى الحياة الخاصة، حيث تشير بعض النتائج الأولية لبحث تحت النشر أجرته مؤسسة المرأة الجديدة، إلى إحجام الباحثات والباحثين في الجمعيات الأهلية عن مناقشة أي موضوعات تتعلق بالأسرة، دون الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن التركيز على الحصول على حقوق سياسية لا يتوفر لها المناخ المناسب في الحياة الأسرية، سواء بالنسبة للنساء أو بالنسبة للرجال.