التحرش الجنسي من المعاكسات الكلامية………….. حتى الاغتصاب
صدر عن المركز المصري لحقوق المرأة دراسة تحت عنوان غيوم في سماء مصر“التحرش الجنسي من المعاكسات الكلامية حتى الاغتصاب“”دراسة سسيولوجية“
الدراسة من إعداد رشا محمد حسن باحثة بالمركز المصري لحقوق المرأة وتحت إشراف كل من أ.د/ عليا شكري أستاذ علم الاجتماع الأنثربولوجيا و أ / نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة.
تتكون هذه الدراسة من بابين رئيسيين وكل باب مقسم إلى مجموعة من الفصول، حيث يحتوى الباب الأول على ثلاثة فصول.
الفصل الأول بعنوان الإجراءات المنهجية للدراسة ويحتوى هذا الفصل على أهمية الدراسة وأهدافها والإطار المنهجي للدراسة، والأدوات المستخدمة في الدراسة، وتم استخدام استمارة الاستبيان كأداة بحثية من أدوات جمع البيانات.
كما تناول الفصل الأول أيضًا أساليب التحليل والتفسير حيث اعتمدت الدراسة على كل من الأساليب الكمية والكيفية لتحليل وتفسير الدراسة وذلك بهدف محاولة التعمق واستخدام الدقة اللازمة للوصول إلى نتائج صحيحة.
ومن الجدير بالذكر أن الدراسة الميدانية شملت ثلاث محافظات من محافظات جمهورية مصر العربية وهي القاهرة والجيزة والقليوبية كما شملت الدراسة أيضًا عينة من النساء الأجنبيات المقيمات في مصر من خلال مقابلتهن في عدد من الأماكن التي يجتمعن فيها كالحسين والجامعة الأمريكية وجامعة القاهرة ومراكز تعليم اللغة العربية.
أما الفصل الثاني من الباب الأول والمتعلق بمفاهيم الدراسة فقد تناول مجموعة من المفاهيم مثل مفهوم التحرش الجنسي ومفهوم المتحرش وتصنيفاته ومفهوم الضحية.
والفصل الثالث من نفس الباب تناول موضوع التحرش الجنسي من واقع دراسات سابقة ومن خلال مجموعة من المحاور وهي محور التحرش الجنسي في أماكن العمل والتحرش الجنسي في المؤسسات التعليمية ودراسات اهتمت بمناقشة ونقد وتحليل القوانين المتعلقة بالتحرش الجنسي والمحور الأخير كان محور التحرش الجنسي في الأماكن العامة.
أما الباب الثاني من الدراسة فقد كان مقسمًا إلى ستة فصول.
تناول الفصل الأول التحرش الجنسى من حيث أشكاله ومظاهره من مختلف الأماكن وأكثر الفئات المتعرضة له أي الضحايا ومرتكبيه.
والفصل الثاني من الباب تناول مظاهر التحرش الجنسي بالنساء بشيء من التفصيل كما تناول الفصل الآثار المختلفة للتحرش الجنسي على الضحية، من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية كما ألقي الضوء على أثر التحرش الجنسي على السياحة المصرية.
أما الفصل الثالث من الباب الثاني فقد تناول كيفية تعامل الضحية والمارة ورجال الأمن مع مشكلة التحرش، بداية من تعامل الضحية نفسها مع واقعة التحرش الجنسي ومرورًا بتعامل الناس أنفسهم مع واقعة التحرش الجنسي ومرورًا ب بتعامل الناس أنفسهم مع واقعة التحرش الجنسي حتى تعامل رجال الشرطة مع الواقعة.
وتناول الفصل الرابع الرجال وظاهرة التحرش الجنسي، حيث نسب ارتكاب جمهور البحث من الذكور للتحرش الجنسي وأكثر الأماكن والأوقات التي قاموا فيها بالتحرش ومعدلات تكرارهم للتحرش وأسباب قيامهم به كما تناول الفصل أيضًا الأسباب المختلفة للقيام بجريمة التحرش الجنسي.
الفصل الخامس ألقى الضوء على آراء جمهور البحث حول رد الفعل الأمثل الذي يجب أن تتخذه الضحية عند تعرضها للتحرش الجنسي كما ألقى الضوء على الاتجاهات والآراء التي تقوم بدعم لوم الضحية.
وكان الفصل السادس هو نهاية الدراسة وقد خلص الفصل إلى مجموعة من الأسباب والحلول المتعلقة بالتحرش الجنسي تلي ذلك مجموعة من التوصيات أهمها:-
– ضرورة نشر الوعي بمفهوم التحرش الجنسي، حيث يعتبره البعض أنه اغتصاب أو هتك عرض.
– ضرورة العمل على الدراسات والأبحاث الاجتماعية والنفسية والقانونية والاقتصادية وذلك بهدف التعمق في المشكلة بكل جوانبها.
– ضرورة عمل تدريب لرجال الشرطة في كيفية التعامل مع قضايا التحرش الجنسي.
– ضرورة تكثيف الوجود الأمني وسرعة تحرير المخالفات ومساندة الضحية، فهذه الإجراءات سوف تخفف من حدة عملية التحرش الجنسي، مع ضرورة تبنى إطار عام يؤكد أن المرأة هي الضحية بالأساس وأن فعل التحرش ضدها هو فعل جنائي يمارس ضدها ولا ذنب لها فيه.
– ضرورة تضامن مؤسسات المجتمع المدني من أجل وضع إستراتيجية للحد من هذه الظاهرة.
– استحداث قانون لتحديد مفهوم الفعل وتجريمه وقواعد الإثبات.
– في بلاغات التحرش وطرق الإثبات إذا تكرر البلاغ على مرتكب الواقعة يكون سببًا في إثبات الواقعة على مرتكبها.
– ردع الموظف الذي يمتنع عن تحرير محضر مثلاً أو بأي شكل سلبًا أو إيجابًا مع الجاني ضد المرأة.
أما عن أهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة فكانت كالتالي:-
– هناك إجماع أن كل النساء بمختلف أعمارهن يتعرضن للتحرش الجنسي، وغالبية الذكور أشاروا أن النساء في سن ١٩ – ٢٥ عامًا من الأكثر عرضة.
– أوضحت الدراسة أن ٩١،٥% من المصريات و ٩٦.٣% من الاجنبيات تعرضن للتحرش الجنسي في الشارع، كما أشارت ٥٧.٦% من المصريات و58.9% من الأجنبيات الى أنهن تعرضن للتحرش في المواصلات العامة، تليها الاسواق والمولات60.7%، 21.5% من المصريات والأجنبيات على التوالي، ثم المؤسسة التعليمية سواء المدرسة أو الجامعة ، ثم الشواطئ المطاعم النوادي المقاهي…
– للتحرش الجنسي تداعياته النفسية الخطيرة على ضحية المتحرش والتي تمثلت في الشعور بالغضب الشديد والخوف والألم ثم الاحراج والخجل والاضطراب (حالات الصداع وصعوبة النوم وأحلام سيئة)، والارتباك وعدم القدرة على التصرف، وأخيرًا الاكتئاب.
– أما عن ردود الأفعال فكانت سلبية على كل المستويات سواء من قبل الضحية أو على مستوى الجمهور الشاهد لفعل التحرش. فمثلاً الغالبية العظمى من جمهور الدراسة من النساء لم يفعلن شيئًا ازاء تعرضهن للتحرش ، وعن التبليغ عن المتحرش فخلصت الدراسة الى أن نسبة ضئيلة جدًا 2.4% هي التي طلبن بالفعل مساعدة الشرطة.
– كما أوضحت النتائج أن هناك لوم يقع على الضحية التي يتم التحرش بها أيضًا يتم التماس الأعذار للشباب الذي يقوم بالتحرش.