فاكر ولا نسيت

التصنيفات: غير مصنف

فاكر ولا نسيت

بداية دعوني أقر أن ذلك العنوان قد استمدته من معلمتي الأستاذة وسام الشريف حيث كتبته لنا خلال الترتيب المعرفي عندما كانت تسترجع معنا ما أخذناه في التدريب المهاري من مهارات عدة مثل مهارة الاتصال والتفاوض ولعل أهم مهارة استوقفتني ودفعتني لكتابة تلك المقالة مهارة القيادة فلقد سألت نفسي هل هناك حقًا قيادة نسائية في الوقت الحالي أم ما نأخذه هو عبارة عن حلم في تدريب نستيقظ منه عند انتهائنا منه، ومن الواضح أنني اختصت بالسؤال عن الوقت الحاضر لأننا جميعًا نعلم أن التاريخ حافل بالقيادات النسائية اللواتي أثرن الحياة السياسية، الاجتماعية، الثقافية، والفنية بالعديد من الانجازات والنجاحات أمثال هدي شعراوي، منيرة ثابت، ملك حفني ناصف، أم كلثوم….. وغيرهن من السيدات القائدات اللواتي دفعن عن حقوقهن وحقوق غيرهن من السيدات ليس حبًا وطمعًا في السلطة والقوة ولكن حبًا في أخواتهن وأمهاتهن وبناتهن لأنهن يعلمن جيدًا أن قوة الحب أقوي مائة مرة من حب القوة. هؤلاء النسوة وغيرهن بذلوا قصاري جهدهن لكي يسدوا بأيديهن ينابيع التخلف والقهر والظلم في مصر المحروسة. فكل واحدة منهن لم تستسلم لكونها امرأة ولم تحبس نفسها في القفص الذكوري ولم تهتم بالوصف الذي بوصفه لها المجتمع الرجالي كونها سيدة مكانها بيتها فقط. وليس معني ذلك انها تستنكر ذلك الدور الهام الذي اختصها بها الله سبحانه وتعالي ولكن ما تستنكرة هو حصرها في ذلك الدور دون النظر باهتمام لمهارتها الأخري العديدة ولعلنا من الواجب أن نسرد ولو جزء بسيط من حكايات هؤلاء النسوة اللواتي غيرن بيإجابية وحماس. منيرة ثابت تلك السيدة التي اتخذت من اسمها صفاتًا تتحلي بها عند الدفاع عن قضيتها فهي كانت مثل المنارة المضيئة في حياة غيرها من النساء كما أنها وقفت بثبات لأخذ حقهن دون خوف أو خجل أو تردد فإنها أول محامية في المحاكم المختلطة وأول فتاة جامعية تعمل بالصحافة من أوائل من طالبوا بحقوق المراة السياسية. تبنت منيرة قضية حق المدرسات في الزواج مع الاحتفاظ بوظائفهن فقد شنت حملة ناجحة حول تلك القضية مما أثارت الرأي العام الذي بدوره قام بالضغط علي أصحاب صنع القرار في مصر ذلك الوقت وعنده أقرت وزارة المعارف ذلك الحق. وذلك يثبت أنها من السيدات القائد اللواتي لا ينكرن الدور الأسري الإنجابي في حياة المرأة الي جانب دورها المجتمعي. ملك حفني ناصف رائدة من رائدات النهضة النسائية المصريه، ولدت عام 1886 تخرجت من مدرسة المعلمات عام 1903 أسست اتحاد النساء وجمعية التمريض، عارضت دعوي قاسم أمين ورفضت قبول رمز الحجاب كمعيار شكلي للتقدم أو التخلف على أساس أن التعليم والاستقلال الفكري والمعنوي هما الأساس رحلت عام 1918. أم كلثوم رائدة الحركة الغنائية وصلت بالغناء المصري الي العالمية لم يقتصر دورها علي الغناء فقط ففي مرحلة المحنة في مصر ألا وهي مرحلة الحروب قدرت أنها لن تستطيع الحرب ولكنها لم تقف عاجزة بل استخدمت كل ما تملك من قوة وحماس وصوت ومال لصالح بلدها اتخذت من فنها سلاحًا لتحفيذ الجنود والشعب المصري كما أنها قامت بالتبرع بالكثير من إيرادات حفالاتها لصالح الجيش المصري. لم يقتصر التاريخ علي هؤلاء النسوة فقط كرموز للقائدات المصريات ولكن هناك الكثير والكثير اللواتي عرفن أنهن مصريات فعلاً عليهن واجب لابد أن يؤديه نحو بلدهم.

رحم الله كل سيدة وفتاة عرفت نفسها وفهمتها وقرتها وبالتالي لم تتهاون في أخذ حقها وليس المطالبة بة فقط. رحم الله كل من عرف أن له حق في الحياة ولم يرضخ لمغتصب ذلك الحق بل دافع عنة حتى النهاية. رحم الله كل من مهدت الطريق لنا لكي نثبت أنفسنا ونسير في الضوء ولا نتخبط في ظلام القهر والظلم والاستعباد، وغفر الله لنا نحن النسوة اللواتي لم يسلكن الطريق بصورة صحيحة ولم يحملن الأمانة علي أكمل وجه. وبارك الله في الجيل القادم ولعلنا نجد فيهن من تحمل الرسالة وتبلغ الامانة.

شارك:

اصدارات متعلقة

النسوية الإلغائية في فلسطين
نصائح من اجل بيئة عمل آمنة للنساء
نصائح للنساء لضمان السلامة خلال الحمل والولادة والوقاية من كوفيد19
الإجهاض القسري في نيجيريا وسؤال العدالة الانجابية
اغتصاب وقتل طفلة رضيعة سودانية في مصر
نحو وعي نسوي : أربع سنوات من التنظيم والتعليم السياسي النسوي
شهادة 13
شهادة 12
شهادة 11
شهادة 10