في يوم المساواة في الأجور: تفاوت الرواتب أزمة وعنصرية ضد النساء

تاريخ النشر:

سبتمبر 2023

في يوم المساواة في الأجور:

تفاوت الرواتب أزمة وعنصرية ضد النساء

قررت منظمة الأمم المتحدة في عام 2020، اعتبار يوم 18 سبتمبر من كل عام، كيوم دولي للمساواة في الأجور بين الجنسين، ويمثل الاحتفال بهذا اليوم الجهود العالمية نحو تحقيق المساواة في الأجور بين النساء والرجال، والضغط من أجل سد الفجوة في الأجور، ففي جميع أنحاء العالم نجد أن النساء تتقاضى أجورًا أقل من الرجال، وهو ما يعتبر شكل من أشكال التمييز المُتعمد دائمًا لتمييز الرجال على النساء، في شتى أشكال العمل.

 ويلقي هذا اليوم الضوء على كيفية تأثير فجوة الأجور على النساء ذوات البشرة الملونة والأقليات الأخرى، في حين أن العديد من المنظمات تعمل بجد لسد فجوة الأجور بين الجنسين، لا يزال هناك العديد من الأميركيين الذين ينكرون وجودها، ولهذا السبب، يجب على الإنسان تثقيف نفسه ومن حوله، إذا لم يرَ العديد من الأشخاص مشكلة، فسيكون إصلاحها أكثر صعوبة.

ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، حسب التقرير الذي نُشر في 21 يونيو 2023، أوضح أن عدم المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم يبدو أنه سيستمر حتى عام 2154 على الرغم من التحسن المتواضع منذ ذروة جائحة كورونا، مؤكدًا أنه قد يستغرق الأمر الآن 131 عامًا لسد الفجوة العالمية بين الجنسين.

وجاءت تقارير منظمة الأمم المتحدة بتأكيد أنه من المرجح أن تعاني النساء من البطالة أكثر من الرجال في جميع أنحاء العالم، مع وجود فوارق واسعة بين المناطق.

حيث كان في عام 2016، نسبة 13.8% من جميع النساء في أستراليا يعشن في فقر، وينجم ارتفاع معدل الفقر بين النساء عن ضعف فرص العمل، وزيادة تمثيل المرأة في المناصب الأدنى، والفجوة في الأجور بين الجنسين، وزيادة احتمال أداء المرأة لأدوار رعاية غير مدفوعة الأجر، ونتيجة لذلك، يحدث انخفاض في الأمن المالي للمرأة عند التقاعد.

وعلى الرغم من وجود يوم عالمي سنوي يساهم في تسليط الدور على ضرورة المساواة في الأجور بين الجنسين، بل وتم تأييد المساواة في الأجور بين الرجال والنساء على نطاق واسع في دول العالم، إلا أن تطبيقها في الممارسة العملية كان صعبًا، فكان التقدم في تضييق هذه الفجوة بطيئًا جدًا.

المقصود بها الفارق في الرواتب بين الجنسين، الذكور والإناث الذين يشغلون نفس المنصب ولديهم نفس الكفأة في العمل، ونسبة متوسط الدخل السنوي بين الإناث والذكور من العاملين بدوام كامل وعلى مدار العام، حيث يتم التعبير عن هذا الفارق كنسبة مئوية من دخل الذكور، وذلك وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

أما المفوضية الأوروبية، فتعرفها على أنها الفارق في المتوسط بين دخل الرجال والنساء في الساعة.

أسباب فجوة الأجور بين الجنسين

تقدر فجوة الأجور بين الجنسين بنسبة تقترب من 20% على مستوى العالم، وتؤثر هذه الفجوة في الأجور بشكل كبير على الأمن الاقتصادي للمرأة طوال حياتها، وسوف نذكر لكم أسباب هذه الفجوة:

استمرار علاقات القوة التاريخية والهيكلية غير المتكافئة بين النساء والرجال.

التمييز والتحيز في قرارات التوظيف والأجور.

بسبب الفقر وعدم المساواة والحرمان في الوصول إلى الموارد والفرص التي تحد من قدرات النساء والفتيات.

أن معظم المهن والصناعات يهيمن عليها الذكور، مثل مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهذا يتسبب في أجور أعلى للرجال، وأقل للنساء.

عند تقسيم العمل بين الجنسين تكون الحصة الأكبر للمرأة من الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي، وبالتالي يشكل سببًا آخر لفجوة الأجور بين الجنسين.

هناك دراسة أسترالية، أثبتت أن الأمهات تقضي في المتوسط أكثر من ضعف عدد الساعات (8 ساعات و33 دقيقة) كل أسبوع لرعاية الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، مقارنة بالآباء (3 ساعات و55 دقيقة).

أمثلة من أرض الواقع على الفجوة في الأجور بين الجنسين

يظهر تفاوت الأجور بين الجنسين في مصر بشكل واضح في المجال الفني، حيث يحصل الفنانين الرجال على أجر أعلى بشكل ملحوظ من الفنانات من الإناث، ففي تقارير نشرت بمختلف وسائل الإعلام في موسم رمضان الماضي، تبين أن الفنان محمد رمضان يتقاضى 45 مليون جنيه مقابل مسلسله الأخير “جعفر العمدة”، أمام الفنان حمادة هلال فقد تقاضى 23 مليون جنيه عن الجزء الثالث من مسلسل “المداح”، وحصل أحمد مكي على أجر قيمته 25 مليون جنيه مقابل الجزء السابع من مسلسل “الكبير أوي”، وفي المقابل اتضح حصول الفنانة منة شلبي على 17 مليونًا عن دورها في مسلسل “تغيير جو”، وهو ما يبين التفاوت الكبير في الأجر بين الرجال والإناث على الرغم من أن جميعهم بنفس المستوى “البطولة”.

وفي هذا صرحت الفنانة “هند صبري” بشكل جريء عن تفاوت الأجور بينها وبين زملائها من الرجال، مؤكدة أنه ما يحدث ليس من العدل.

وأوضحت هند صبري خلال تصريحاتها في حوارها مع مجلة “Enigma” أنها تضع على عاتقها حمل المساواة بين الجنسين، قائلة: “لدي مسئولية ألا أخذل النساء اللاتي يتطلعن إليّ، لا نريد إبعاد الرجال، هذا آخر شيء نريده، نريد العمل معًا.. المسألة متعلقة بالمساواة في الأجر، المرأة في كل مجال تحصل على أجر أقل من الرجل وهذا ليس سرًا، أنا امتلك منصة وأقول بصوت عالي أن هذا ليس عدلًا”.

وتابعت: “بعض النساء في الأفلام في أغلب الأحيان مجرد ملحق لمشاركتهن في التمثيل من الذكور، ولكن في بعض الأحيان يتوجب عليك القيام بهذه الأدوار لأن هذا هو الخيار الوحيد المتاح، فهي نقطة انطلاق ضرورية لمتابعة المهنة كممثلة”.

وفي عام 2020، استطاعت المذيعة “سميرة أحمد” أن تكسب قضية المساواة في الراتب ضد قناة “بي بي سي”، بعد أن رفعت دعوى قضائية ضدهم لأنها كانت تتلقى راتبًا أقل من زميل مذيع يقدم برنامجًا شبيهًا ببرنامجها.

ويذكر أن المذيعة “سميرة أحمد” كانت تقدم برنامج “مرصد الأخبار”، الذي يعني بآراء المشاهدين في الأخبار والقضايا التي تذيعها “بي بي سي”، أما زميلها “جريمي فاين” فيقدم برنامج “وجهات نظر”، وقد قضت المحكمة أن العمل الذي تقوم به سميرة يعادل ما يقوم بها جيريمي فاين.

شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات