قبيح و لكن جميل

الشركاء: أندريا

تاريخ النشر:

2017

٤ أبريل ٢٠١٧

قد يبدو هذا التعبير  متناقضاً ولكن بعد قرائتكم لهذا المقال ربما سيتغير رأيكمسأحاول من خلال هذا المقال أن أعزز الثقة بالنفس لمن فقدوها، فقد  سمع معظمكم أو قرأ عن قصة البجعة القبيحة و هي – في الحقيقة – قصة  خيالية. يروى أن هناك طائراً صغيراً يعيش في الحظيرة و يعاني من إستغلال و معاملة سيئة من الطيور الأخرى، إلى أن نضج وأكمل نموه و صار بجعة جميلة، و بات أجمل طائر في الحظيرة.

تبدو معظم الأشياء في عالمنا قبيحة و مزعجة ولكن إذا ما تفحصناها عن قرب، سنكتشف أنها أجمل بكثير مما قد تخيلناه. فإن وجود نقطة حمراء في بيضة كنتم قد بدأتم في تحضيرها لإفطاركم يسبب إزعاجاً ولكنها  بداية لحياة جديدة. أو كعاصفة مطرية مرعبة ولكنها تغسل الأوساخ عن الطرقات فتصبح نظيفة.

إن القبح أمر غير موضوعي. إن وصفكم أحد ما بالقبح، وبالرغم من كونها إهانة عظيمة للرجل أو المرأة و خاصة للمرأةفإن القبح و كذلك الجمال ما هما إلا أوهام 

إن الوسامة  أمر نمتلكه منذ ولادتنا، ولكن الجمال لنا فرص متساوية في إمتلاكه. فما نحن إلا بشر، نحب و نرتبط، وقد ننهي علاقاتنا. نشعر بالسعادة الغامرة و الحزن العميق. تمر علينا لحظات نشعر فيها بالتوتر و الإكتئاب. وتمر لحظات أخرى نشعر فيها بالوحدة و المتعة، ولكننا نشعر بالسعادة و الإمتنان. نخوض تجارب فنتألم، و نعاني  في هذه الحياة. قد تحدث تغيرات في علاقتنا أحيانا  تكون جيدة أو عكرة في بعض الأحيان. قد يصفنا  الكثيرون بالقبح ولكن أُناساً آخرين سيقولون عكس ذلك. تمر علينا أيام نشعر فيها بأننا لن نحتمل مزيداً من الألم وأننا  قد أستهلكنا وأستغللنا.

ربما نكون قد أوذينا من أشخاص نحبهم و رفضنا من أشخاص نسميهم أصدقائنا. وقد تأتي علينا أيام نجبر فيها على رسم إبتسامات و ضحكات كاذبة. نحاول إقناع أنفسنا مرات عديدة  بأن الأمور ستكون على ما يرام ولكنها حقيقة لم تكن كذلك. حياتنا يمكن أن تكون أي شئ إلا أن تكون صورة متكاملة.

ولكننا بشر. نعيش و فقط بفضل الله لا ننكسر .

يرغب جميعنا في تعريف عوالمنا و تقسيمها إلى متضادات: النور و الظلمة، الجمال و القبح، الخير و الشر، الصواب و الخطأ، الداخل و الخارج. تساعدنا هذه المتضادات في رحلة تعلمنا و نمونا. ولكننا كأرواح جميعاً كيان واحد.

لا يوجد أحد يحب امرأة لكونها جميلة أو قبيحة، ذكية أو غبية. كلنا نحب لأجل الحب. إننا لا نحب أحدهم لجماله أو حسنه. ليس الحب بأن تكون الفتاة فاتنة أو أن يكون الفتى جذاباً. إننا نحب الشخص لأجل صفاته و طبائعه. لذلك إطمئنوا و تأكدوا أنه حينما تفترون ولا تستطيعون المضي قدماً، سيأتي أحدهم وينظر إلى أعينكم مباشرة و سيدرك الحقيقة من خلال أرواحكم، سيعلم أنكم لستم بخير و سيسألكم كيف لي أن أساعدكم؟ 

تذكروا أن للجمال أكثر من شكل و القبح له آلاف الأشكال، وإعلموا بأن المظاهر الكبيرة التى نبديها لا تقوم على إخفاء الشر و القبح الذي بداخلنا ولكن تخفي فراغنا. إن أصعب ما يمكن أن تخفيه هو أمر غير موجود أساساً، لذا إذا إنتقدكم أحد ما و وصفكم بالقبح اعتبروه مدحاً و إطراء لا ذما و إهانة، و تأكدوا أن الله  لم يخلق شيئاً قبيحاً.

كلنا جميلين ولكن بطريقتنا الخاصة.

شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات