قصتي مع معرض الكتاب

التصنيفات: أرشيف صحفي

قصتي مع معرض الكتاب

لأنني أعيش فى محافظة القليوبية والتي تبعد عن القاهرة بعدد من الكيلو مترات ولأن أهلى ليسوا على دراية كافية بمدى أهمية حضور مثل هذه المعارض فلم أتمكن من زيارة معرض الكتاب إلا من حوالي أربع سنوات عندما عملت بإحدى الجرائد وكلفت بتغطية إحدى الندوات بالمعرض.. يومها فقط دخلت المعرض الذي كنت أتصوره عبارة عن مجموعة من المكتبات المتجاورة والمليئة بملايين الكتب ، ولكني وجدت شيئا آخر وجدته (حدثا ثقافيا وليس مجرد سوق للكتاب) كما قال عنه الدكتور وحيد عبد المجيد القائم بأعمال المعرض.. فهو يحتوى على الكثير والكثير من الأنشطة الثقافية والأدبية والفنية.

فعلمت أن معرض الكتاب بمثابة النافذة التي يطل من خلالها الجماهير على مختلف فنون وعلوم وآداب العالم ليس من خلال الكتب فحسب ، وشرائط الفيديو ، والكاسيت ، وتسجيلات الموسيقى العالمية ، والوسائل التعليمية ، والحاسبات الآلية ، ولوحات كبار الفنانين العالميين فحسب، بل وأيضًا من خلال الندوات التي يحضرها نخبة من المثقفين بهدف مناقشة العديد من القضايا الهامة ووضع خطط مستقبلية لها بغرض التعرف على كل ما يدور على الساحة العربية والدولية ، بالإضافة إلى المناظرات ، واللقاءات الفكرية ، والأمسيات الشعرية ، وقراءات المقهى الثقافى ، وعروض مخيم الإبداع التى يشترك فيها كبار المفكرين والأدباء والفنانين من مصر والبلاد العربية الشقيقة ، الذين يلتقون برواد المعرض ويكسرون حاجز العزلة الثقافية بينهم وبين الجماهير في حوار ديمقراطى أصيل

هكذا وجدت معرض الكتاب عيداً وعُرسا للثقافة حيث يحتفل به جميع فئات المجتمع من مثقفين ومفكرين وفنانين ومواطنين عاديين بالثقافة والكتاب.. ومن بعد هذه الزيارة قررت ألا أفوت على نفسي أبدًا هذه المتعة التي شعرت بهاوعندما علمت بافتتاحه هذا العام قررت الذهاب إليه ولكنى كنت في حاجة لمن يشاركني هذه المتعة ، وبالمصادفة أنني اشتركت كعضوة في منتدى الشابات التابع لجمعية المرأة الجديدة ، وعلمت من الدكتورة ريما الخفش منسقة المنتدى أنهم قرروا زيارة المعرض هذا العام، وسعدت جدًا بهذا الخبر ، وبلا تردد قررت الذهاب معهم..

وفى يوم الجمعة الموافق ٤ فبراير خرجت من منزلى وكلى استعداد للاحتفال بهذا اليوم الرائع.. وعند وصولى للمعرض شعرت بوجود شيء غريب فقد وجدت رجال الأمن منتشرين فى كل مكان بطريقة مبالغ فيها بعض الشيء وأيضًا لاحظت تشدد أمنى رهيب عند بوابة المعرض حيث قاموا بتفتيش حقيبتى بشكل مبالغ فيه أيضًا ودخلت المعرض وبحثت عن الدكتورة ريمة وعضوات المنتدى عند المقهى الثقافي ، وأول ما رأيت الدكتورة ريمة سألتها عن هذه التشددات الأمنية الرهيبة وما سببها..

وعرفت منها أنه يوجد اليوم مظاهرة يتم قيامها بعد صلاة الجمعة اعتراضًا عل ترشيح الرئيس حسنى مبارك لفترة رئاسة جديدة ورفضًا لتوريت الحكم لابنه جمال ، وأيضًا يطالبون بإعطاء الحق والفرصة للجميع حتى يرشح نفسه لتولى هذا المنصب.. وطبعا هذا الكلام ليس بجديد علىّ.. ولكن الجديد أننى تفاجأت ولم يكن عندى علم بهذه المظاهرة.. إضافة إلى أننى اعترف أنه ولأول مرة فى حياتى أتعرض لتجربة مثل هذه ، لذلك فقد شعرت بالخوف الشديد بداخلى وبدأت الأفكار تتجول بعقلي ومن هذه الافكار خوف أهلى الشديد علىّ الذين تركونى أخرج وهم ليس لديهم أى فكرة عن هذا الموضوع.. فكرت في والدتى التى تعتبرني كل أولادها وخوفها الشديد علىّوفكرت في والدى الرجل البسيط الذى سينهار إذا حدث لى شيء مكروه.. قلت في نفسى ليس لى مكان وسط هؤلاء وذلك رفقًا بأهلى البسطاء الذين لا يعرفون ولا يستطيعون اللف ورائى فى هذه الأماكن.. الأمر الذي جعلنى أهرب من المعرض دون شعور بالذنب.. دون أن أفكر فى رؤية شيء آخر فالخوف جعلني لا أركز في عمل شيء آخر.

هذه هي قصتى مع معرض الكتاب هذا العام والتى لم أتوقع أبدًا أن يحدث كل هذا..

شارك:

اصدارات متعلقة

النسوية الإلغائية في فلسطين
نصائح من اجل بيئة عمل آمنة للنساء
نصائح للنساء لضمان السلامة خلال الحمل والولادة والوقاية من كوفيد19
الإجهاض القسري في نيجيريا وسؤال العدالة الانجابية
اغتصاب وقتل طفلة رضيعة سودانية في مصر
نحو وعي نسوي : أربع سنوات من التنظيم والتعليم السياسي النسوي
شهادة 13
شهادة 12
شهادة 11
شهادة 10