قهر مزدوج، مخاطرة مزدوجة

الطبقة والنوع الاجتماعى والأمور الجنسية بين المراهقات في الأرجنتين

ملخص:

تعرض هذه الورقة لبعض نتائج البحث حول العلاقة بين السلوك الجنسي وصورة النوع الاجتماعي بين المراهقين من الجنسين فى الأرجنتين، مع التركيز على الشابات في أعلى وأدنى الطبقات الاجتماعية، في مدينة بوينس إيريس الكبرى، والتي تعتبر منطقة متروبولية. وقد قام البحث على فرضية أن عدم المساواة بين الجنسين تُترجم إلى سلوك، من خلال التصورات الثقافية عن الأدوار (صور النوع الاجتماعي). وتوضح هذه الدراسة أن اللائي تتبنين صورًا للمساواة بين الجنسين، وتشعرن بأن لديهن سيطرة أكبر على حيواتهن، وتملن إلى حماية أنفسهن أثناء العلاقات الجنسية ترتفع نسبتهن بين شابات الطبقة المتوسطة العليا، كما تقل بينهن حالات الحمل غير المخطط له. أما السلوك الجنسى والإنجابى الذى يميل للمخاطرة فترتفع نسبة حدوثه بين من لم يحظين إلا بأقل فرص تعليمية، واللائى مرت أمهاتهن بتجارب مشابهة، ومن تسود بينهن المفاهيم التقليدية عن النوع الاجتماعي. إن عملية تهميش الطبقة الدنيا التي يشهدها الوضع الاقتصادى الحالى سوف تؤدي، لا محالة، إلى استمرار هذه الحلقة المفرغة، وهناك احتياج لسياسات وبرامج اجتماعية جديدة، لتستطيع كل المراهقات، على سبيل المثال أن يستكملن تعليمهن الثانوي. وبما أن أعظم المخاطر الجنسية التى يواجهنها تتمثل في بداية الممارسة الجنسية، فإن برامج التعليم الجنسية التى تأخذ النوع الاجتماعى فى اعتبارها، ضرورية لتمكينهن من حماية أنفسهن.

كلمات مفتاحية: المراهقات، الأرجنتين، النوع الاجتماعي، الأمور الجنسية الحمل غير المخطط له.

تختلف صور النوع الاجتماعي، وكذلك السلوك الجنسي والإنجابي للمراهقين، اختلافًا كبيرًا باختلاف الطبقة الاجتماعية. لهذا السبب أجريت هذه الدراسة بين المراهقين فى طرفي نقيض بنية الطبقات الاجتماعية حتى توضح التباين بينهما، وبالرغم من عدم وجود معلومات إحصائية عن حالات الحمل بين المراهقات تحديدًا، إلا أنه من المعروف أن الخصوبة مرتفعة نسبياً بين المراهقات (١). كذلك، فالإحصائيات المتوفرة ليست مفصلة تبعًا للطبقة الاجتماعية. بيد أن المراهقات من ذوات مستوى التعليم الأقل ترتفع بينهن احتمالات أن يصبحن أمهات قبل سن العشرين، كما أن معدلات الخصوبة تبلغ أقصاها في المناطق الفقيرة (2).

لم تحظ العلاقة بين النوع الاجتماعى والطبقة الاجتماعية إلا بالقليل من الدراسة خلال العقد الأخير (3). ولم يدر النقاش حول أهمية الظروف الاجتماعية – الاقتصادية في تحديد تبعات إنجاب النساء في سن صغيرة (4)، إلا مؤخرًا . فعادةً ما تقتصر الأبحاث التي تجري على السلوك الإنجابي للمراهقين في الأرجنتين، على طبقة اجتماعية واحدة فقط(5)، أو تنحصر في عالم المراهقين فى المدارس، تاركةً السواد الأعظم الذي ينتمى للطبقات الأفقر فى المجتمع(6). وعلى الرغم من أن بعض الكتاب يوردون متغيرات يمكن اعتبارها جزءاً من صورة النوع الاجتماعي، مثل احترام الذات(7) أو محيط السيطرة (8، 9)، أو التوجه لتحقيق أهداف معينة(10)، إلا أن قلة منهم هى التى تستخدم مفهوم صورة النوع الاجتماعي كما هو مستخدم هنا (7، 8). يعبر هذا المفهوم عن تصورات الرجال والنساء فيما يتعلق بكل مما يلى:

( أ ) أوضاعهم وأدوارهم النسبية بوصفهم رجالاً ونساء.

(ب) وضع ودور الجنس الآخر.

(ج) القيمة الاجتماعية النسبية المترتبة على كون الفرد رجلاً أو امرأة. فصور النوع الاجتماعي هي انعکاس (ذاتي) للقيم الثقافية والاجتماعية المرتبطة بنظام طبقات النوع، والتي تتسرب إلينا وتصبح جزءًا من طريقة تفكيرنا.

إن بعض جوانب التنشئة الاجتماعية المراهقين، وكذلك الظروف الاجتماعية التي يعيشون فيها (بنية الأسرة وإمكانية الالتحاق بالمدرسة، على سبيل المثال) لها أيضًا أهميتها في تحديد السلوك الجنسي والإنجابي. وكما أن الأسرة، كمؤسسة، تكفل إعادة إنتاج الأوضاع الطبقية، تلعب الأم أيضًا دورًا أساسيًا في اكتساب الأنماط السلوكية فيما يتعلق بالصحة الإنجابية. وقد لوحظ في هذا الصدد، أهمية وجود الأهل في البيت وتاريخ الأم الإنجابي . (5، 11، 12).

يوفر الانتظام في الدراسة، خاصة في المرحلة الثانوية، بعض المعلومات عن الصحة الإنجابية، ولكن الأهم من كل شيء، هو أن الدراسة بالمدرسة تزيد من مستوى الموارد الاجتماعية والمعرفية والعلائقية التي لا غنى عنها، والتي تحتاجها الفتاة المراهقة لتتمكن من اتخاذ قراراتها ورعاية نفسها. ومما له علاقة وثيقة أيضًا بفرص التعليم، أهداف الحياة التي لا يتمحور الإنجاز الشخصى فيها حول الزواج والأمومة، ولكن حول الدراسة والعمل. ويؤثر ذلك أيضًا فى تبنى سلوك واعٍ بالعناية بالنفس. كذلك، فالشعور بأن المرء مسيطر على حياته، وليس منقاداً للأقدار، له التأثير نفسه.

اشتملت هذه الدراسة على مسح شمل لقرابة ٤٠٠ مراهق تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة، كان ۲۱۱ منهم من الفتيات، نصفهن من الطبقة المتوسطة العليا ونصفهن من الطبقة الدنيا. كما أجريت لقاءات معمقة مع ٢٦ شابة عبر شريحة مشابهة (١٣). وتلخص هذه الورقة النتائج الكمية والنوعية للدراسة. ونظراً لصغر حجم العينة، فلم يكن من الممكن إلا التركيز على عدد قليل من المتغيرات في كل مرة. وقد اعتمدت النتائج النوعية على تطبيق تحليل متعدد الارتباطات وقد مكنتنا هذه الأساليب المنهجية من أن تأخذ في الاعتبار عددًا أكبر من العوامل المتصلة فيما بينها في وقت واحد؛ فتميزت النتائج بالتالي بالشراء النظري بالرغم من أنها لا تسمح بتعميمات إحصائية.

كان معظم المراهقات الذين شملتهم الدراسة لا يزلن في المرحلة الثانوية. وكانت اثنتان من كل عشر منهن قد تركنا المدرسة، إما بعد إنهاء المرحلة الابتدائية أو بعيد الالتحاق بالمرحلة الثانوية. كذلك كان عدد قليل منهن لا يزال فى المرحلة الابتدائية أو تركها قبل إتمامها (١٥).

ولدراسة مشروعات الحياة لدى أولئك الفتيات، سألناهن عما يتخيلن أنفسهن فاعلات في سن الخامسة والعشرين، وهو السن الذي يفترض أن يكن قد بدأن فيه تحقيق أهدافهن الحياتية. وكان الجواب الأكثر شيوعاً بين المنتميات إلى الطبقة الدنيا هو تكوين أسرة، بينما كانت الدراسة أو العمل الثابت هو الجواب المفضل لدى المنتميات للطبقة المتوسطة العليا. وكان عدد من لم تحددن أهدافًا لحيواتهن من الطبقة الدنيا ضعف عددهن في الطبقة المتوسطة العليا.

كذلك، يعكس استغلال وقت الفراغ، جزئيًا، مشروعات حياة مختلفة. فقد احتلت الدراسات الإضافية المرتبة الثانية بين إجابات الطبقة المتوسطة العليا، بينما ندرت في إجابات المنتميات إلى الطبقة الدنيا. فبينما كانت المنتميات إلى الطبقة العليا يرغبن في إعداد أنفسهن لنشاط مهنى فى المستقبل، موسعات لذلك معارفهن وقدراتهن الفكرية والفنية، كانت أولئك المنتميات للطبقة الدنيا يقمن بالفعل بمسئولياتهن المنزلية المتسقة مع تكوين الأسرة.

وقد وضح تمسك المراهقات من الطبقة الاجتماعية الدنيا بشكل أكبر بالتعريف التقليدي للأسرة، فيما يتعلق بأدوار كل من الجنسين. فعند مواجهتهن بافتراضات مفتوحة النهاية من قبيل فى الأسرة، يجب على الرجل أن ….”، وكذلك عند سؤالهن حول رؤيتهن لدور النساء في الأسرة، أعربت أقلية، هى أكبر في الطبقة العليا (واحدة من بين كل اثنتين أو ثلاث) عنها في الطبقة الدنيا (واحدة من بين كل عشر) عن أنها ترى أن كلاً من الجنسين يجب أن يكون لهما نفس الأدوار فيما يتعلق بالنوع الاجتماعي والأسرة (16).

ويعبر استخدام المرأة لاسم أسرة زوجها عند الزواج، رمزياً، عن النظر إلى الزواج على أنه وسيلة لاكتساب هوية. فبالرغم من أن اتخاذ المرأة لاسم زوجها ليس أمرًا مفروضًا في الأرجنتين منذ ما يزيد عن عقد من الزمان، فإن ثلثي المراهقات من الطبقة الدنيا (ولكن أقل من الخمس في الطبقة المتوسطة العليا) يوافقن على فكرة وجوب أن تحمل المرأة المتزوجة اسم أسرة زوجها.

وتمثل الأمومة أيضًا مطلبًا اجتماعياً قوياً آخر. ففى حين لم توافق إلا ٢٠ بالمائة من المراهقات من الطبقة المتوسطة العليا على فكرة أن امرأة بلا أطفال هي امرأة غير كاملة، وافقت نحو نصف فتيات الطبقة الدنيا على هذه الفكرة.

كذلك فقد عبرت المراهقات من الطبقة الدنيا عن آراء أكثر تقليدية فيما يتعلق بدور الرجل والمرأة في الغزل وممارسة الجنس. فقد قبلت الأغلبية بفكرة أن الرجل أكثر اهتماماً بالجنس من المرأة، فجعلوا بذلك المعيار الجنسي المزدوج، أمراً طبيعياً“. أما عن فكرة أن حفاظ الفتاة على عذريتها حتى الزواج أمر مرغوب فيه، فقد قال بها من الطبقة الدنيا أربعة أضعاف أقرانهن من الطبقة المتوسطة العليا، كما وافقت نفس النسبة على أن الرجل يجب أن يأخذ بزمام المبادرة في العلاقات الجنسية.

وفيما يتعلق بالأدوار المهنية، فقد مالت الفتيات من الطبقة الدنيا إلى إرجاع هيمنة الرجال على المواقع التنفيذية إلى القدرات الطبيعية أو التعليمية الأكبر، بينما مالت

فتيات الطبقة المتوسطة العليا بشكل أكبر إلى إرجاعها إلى وجود تمييز ضد النساء في سوق العمل.

وأخيرًا، رأت من أجريت معهن المقابلات من الطبقة الدنيا بعدد يربو على ضعف أقرانهن من الطبقة المتوسطة العليا، أن المرء لن يستطيع أبدًا الفرار من قدره، أيًا كان الجهد الذي قد يبذله؛ فطرحن عن أنفسهن بذلك السيطرة على حيواتهن. وقد اعتبرت الأدبيات هذه القدرية أحد العوامل المحددة لسلوك المخاطرة الذي يؤدي إلى حمل غير مخطط له، إذ أنها تترجم إلى شعور بفقدان السيطرة على العلاقة الجنسية. ونحن تعتبر السلوك الجنسي سلوك مخاطرة عندما يمكن أن يؤدي إلى حمل غير مخطط له، أو إلى الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية (١٣).

وبالرغم من أن تأخير البدء في ممارسة الجنس (أحد أساليب توقي المخاطرة بحدوث حمل) يشيع أكثر في الطبقة الدنيا من المجتمع، فإن مراهقات الطبقة المتوسطة العليا من الفئة الأقل عرضة للحمل غير المخطط له، بسبب معارفهن وسلوكياتهن وممارساتهن. هذا بالإضافة إلى أن النساء من الطبقة الدنيا يعرفن، في المتوسط، عدداً أقل من وسائل منع الحمل، حيث لم تستطع سوى ٣٥ بالمائة منهن أن تسمي أربع وسائل أو أكثر، في مقابل ٦١ بالمائة من بنات الطبقة المتوسطة العليا. وكانت الوسيلة التي عرفها الجميع من بين تلك الفئة الأخيرة هى الواقي الذكرى وحبوب منع الحمل، يليها اللولب ثم الواقي المهبلي بدرجة أقل. أما فتيات الطبقة الدنيا فقد ذكرن جميعًا حبوب منع الحمل، وذكر عدد أقل نسبيًا الواقي الذكري. بينما لم تصل نسبة من ذكرن اللولب أو الواقي المهبلي إلا نصف فتيات الطبقة المتوسطة العليا.

الوسيلة الوحيدة التى كانت المعرفة بها أكثر ذيوعًا بين فتيات الطبقة الدنيا كانت هي الحقن، ربما لتوفرها بسهولة في الصيدليات المحلية، وإمكانية استخدامها مباشرة وعدم تطلبها لمداومة يومية أو لتدخل الطبيب. وتزداد أهمية هذه الوسيلة إذا أخذنا في الاعتبار أنه ليس كل الأطباء لهم مواقف متعاطفة عندما يتعلق الأمر باحتياجات المراهقين لوسائل منع الحمل، كما أن خدمات منع الحمل المتخصصة للمراهقين ليست شائعة بعد في المستشفيات العامة، وهي المستشفيات التي تلجأ إليها فتيات الطبقة الدنيا. ويجب أن نضيف هنا، مع ذلك، أن الحقن لا يستخدمها الصيادلة دائمًا بالأسلوب الصحيح، كما أنها لا يمكن أن تعتبر دائماً اختياراً آمنًا.

وقد ذكرت نصف شابات الطبقة الدنيا أنهن، وشركاءهن، لم يستخدموا وسيلة لحماية أنفسهن في الممارسة الجنسية الأولى، وهو وضع غير معتاد بين المنتميات إلى الطبقة المتوسطة العليا.

نستطيع أن نلاحظ اختلافات مهمة إذا ما قارننا بين أول وآخر تجربة جنسية على مستوى الطبقتين. ففى الطبقتين، ازداد استخدام الوسائل التي تستخدمها الفتاة فقط للحماية بشكل ملحوظ، بينما تقلص استخدام الوسائل الذكرية. ولكن، فى حين ذكر عدد لا بأس به من شابات الطبقة الدنيا أنهن لم تتخذن أي احتياطات خلال ممارساتهن الجنسية الأخيرة، كان كل فتيات الطبقة المتوسطة العليا قد استخدمن إحدى وسائل منع الحمل في تلك المناسبة.

تشي هذه البيانات بظاهرتين. أولاً، كان هناك تحول في المسئولية من الذكر إلى الأنثى بين المراهقين في الطبقتين. وهو ما يعكس من ناحية، هيمنة الاعتقاد بعدم وجود حاجة للحماية من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز فى العلاقات المستقرة، ومن ناحية أخرى، شعوراً لدى الشابة بالحاجة إلى وسيلة منع حمل أفضل. وتؤكد ذلك حقيقة الإقلاع عن الواقي الذكري (أو العزل) تفضيلاً لاستخدام حبوب منع الحمل (والحقن في الطبقة الدنيا). ثانيًا، من الواضح أن فتيات الطبقة المتوسطة العليا قد مررن بلا شك، بعملية تعلم أدت بهن إلى تحاشى الممارسة بدون وقاية، وهي عملية تطورية لا ترى أبدًا، عمليًا، بين أولئك المنتميات للطبقة الدنيا.

وقد استخدمت كل فتاة من الطبقة المتوسطة العليا بعد أول ممارسة جنسية لها، وسيلة لمنع الحمل بشكل متقطع على الأقل. كما استخدمت ثلاثة أرباعهن وسيلة في كل ممارسة جنسية. وعلى طرف النقيض، لم تستخدم فتاة من بين كل خمس فتيات من الطبقة الدنيا أي وسيلة لمنع الحمل، كما أن ثلثهن فقط استخدمن إحدى الوسائل في كل علاقاتهن الجنسية.

إن العلاقة بين تبني صور تقليدية أو حديثة للنوع الاجتماعى واتباع سلوك يتعلق بالمخاطرة، يؤدي إلى الحمل غير مخطط له، تظهر بوضوح في الطبقة الدنيا، وليس بين الطبقة المتوسطة العليا (حيث يندر أن نجد فتيات تتبنين سلوكًا تقليديًا). وفي الطبقة الدنيا، كانت ذوات السلوك التقليدي هن الأكثر في عدم استخدام وسائل منع الحمل خلال الممارسة الجنسية. واللائي ارتفعت بينهن احتمالات ترك مسئولية منع الحمل في يد الرجل.

هكذا يتناقض السلوك الجنسي والإنجابي بين فتيات كل من الطبقتين بقوة. فهناك سلوك، حريص بوجه عام، نجده أكثر شيوعاً بين مراهقات الطبقة المتوسطة العليا، وسلوك آخر، يميل إلى المخاطرة بوجه عام، يشيع أكثر بين مراهقات الطبقة الدنيا . وحتى نضع الاختلافات الظرفية والسلوكية والأيديولوجية المتعددة بين هؤلاء الشابات في سياقها، حاولنا أن نحدد العوامل المتفاعلة داخلياً، مثل بنية الأسرة والوضع الاجتماعى ونموذج دور الأم كأنثى، ونتائج تعليم المراهقين التي تُترجم إلى سلوك، إما مُخاطر أو حريص. ينقسم مراهقو الطبقة الدنيا إلى مجموعتين فرعيتين متمايزتين وهما، المستبعدون اجتماعيًا، وهم ذوو الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية الأكثر معاناة، والمندمجون اجتماعيًا، وهم ذوو الفرص الأفضل. وقد ساعدنا هذا التقسيم على تحديد المكاسب التي يمكن تحقيقها في مجال الصحة الإنجابية لدى المراهقين الأفقر، عن طريق تحسين الفرص المتاحة أمامهم(17).

أعربت فتيات هذه الطبقة عن أفكار وسلوكيات متجانسة إلى حد بعيد. فلم نلاحظ سوى اختلافات بسيطة بين من مارسن الجنس بالفعل ومن لم يمارسنه. ومن بين من مارسنه، هناك من استخدمن الحماية من البداية ومن استخدمنها فيما بعد، بعد فترة من التعليم. ويعود هذا الاختلاف، جزئيًا، إلى السن والدوافع والظروف المحيطة بأول ممارسة جنسية (4).

ويمكننا أن نصف الخصائص الأكثر شيوعاً في هذه المجموعة بأنه نمط الناضجة المسئولة“. وهن بوجه عام من مواليد مدينة بوينس أيرس وتتراوح أعمارهن بين السادسة عشرة والثامنة عشرة، وإما في المرحلة الثانوية أو في بداية المرحلة الجامعية. كما أنهن يمضين أوقات فراغهن في أنشطة إبداعية وثقافية، أو في لعب الرياضة، ويعشن مع الأبوين، أو إذا كانا منفصلين، يرين الطرف الآخر (الأب عادة) بشكل يومي تقريبًا. وقد وفرت الأم فى هذه الطبقة نموذجًا لدور المرأة الحديثة، فيما يتعلق بالإنجاز التعليمى والعمل، فقد أنجبت الأم طفلها الأول بعد سن العشرين، كما أنها تحمل والأب أيضًا، درجة جامعية. ويتمتع الأبوان بوظائف مهنية أو فنية أو إنهم من أصحاب المناصب العليا، ولم يكن إلا عدد قليل منهم يعمل في الأعمال المكتبية.

والمراهقات هنا على دراية بمعظم وسائل منع الحمل، حتى الأكثر تعقيداً والأقل شيوعاً منها، وإذا ما أردن المزيد من الدراية بها يلجأن إلى الطبيب، وتشعر الفتيات بأن أي مراهقين يرغبان في الاحتفاظ بعلاقات جنسية، فعليهما أن يستخدما بعض وسائل الحماية حتى يتحاشيا المخاطر المرتبطة بالجنس: الإيدز قبل كل شيء، ثم يأتي بعده الحمل غير المخطط له. وترى الفتيات أن الوسيلة يجب أن يتم اختيارها باتفاق طرفي العلاقة، وأن يقتسما ثمنها. ويرين أيضًا أن مسئولية استخدامها تقع على عاتق الطرفين، بما أنهما شركاء في العلاقة الجنسية، والتي قد تتحول بعد ذلك إلى مسألة مسئولية مشتركة.

وقد كانت الشابات متحررات في مسائل الأمور الجنسية النسائية، فلم يشعرن بأن هنالك سناً مثالية لبدء العلاقة الجنسية، ولكنه قرار خاص بكل فرد على حدة، ويتوقف على نضجه الخاص. وعندما عرضت عليهن عبارات مثل الرجال هم الذين يتخذون زمام المبادرة في العلاقات الجنسية بشكل شبه دائموالرجال أكثر اهتمامًا بالجنس من النساءاعتبرنها عبارات خاطئة أو أرجعنها إلى المواقف المغروسة في المجتمع من تحيزات أو نفاق أو شوفينية ذكورية. وفي اعتقادهن أن النساء لهن الاهتمام نفسه بالجنس كالرجال، وأن لهن الحق نفسه في المبادرة بالاتصال مع الجنس الآخر أو الحفاظ على العلاقة الجنسية. وقد كان سلوكهن متسقاً مع هذه الرؤى. وكان السبب المعتاد ذكره من قبل من لم يقمن بعد بأول علاقة جنسية أن ذلك لأننى لم أقع في الحب بعد“. وكانت العلاقة الأولى لمن قمن بعلاقات بالفعل مع الحبيب، كان ذلك من أجل الحب، لأننى كنت واثقة، وكان قراراً مشتركاً“.

كانت السن الشائعة لبداية الممارسة الجنسية في هذه المجموعة من الفتيات هي السابعة عشرة أو الثامنة عشرة، وقد استخدمن وسيلة حماية في المرة الأولى، كنتيجة للرغبة المشتركة فى تحاشي فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز والحمل. وقد استخدمن الواقي الذكري، في اتساق مع هذا الغرض. وقد اعتبرنه تجربة جيدة لأنهن شعرن شعوراً حسناً“. وقد داومن على استخدام وسيلة لمنع الحمل بدافع المسئولية ولتحاشى الأمراض“. وفي آخر علاقاتهن، استخدمن أيضًا الواقي الذكري.

ويتسق هذا السلوك مع توجهاتهن فيما يتعلق بـ ما يجب أن يكون عليهالسلوك الجنسي ومع صور المساواة بين الجنسين، وصورة المرأة الواثقة من نفسها ومن إمكانياتها على حد سواء. وقد أظهرن عدم موافقة واضحة على فكرة أن المرأة بدون أطفال ليست امرأة كاملة، كما أنهن پرين أن وجود طفل فى مرحلة المراهقة يعتبر دائماً أمرًا سلبيًا، إذ أنه يعني فقدان مراهقتك“. ويرين أن للرجل والمرأة قدرة متساوية على أداء المهام التي يراها المجتمع بوجه عام مهاماً ذكورية أو أنثوية. وقد اعترفن بأن المجتمع يقدم للرجل فرصة أفضل للوصول إلى مراكز أعلى في العمل لأنه مجتمع متمحور حول الرجل، ولكنهن يشعرن بأن المرأة تحقق تقدمًا، ويبدو أن هؤلاء المراهقات استفدن من الفرص التي منحتها لهن حيواتهن الأسرية وطبقتهن الاجتماعية، فوضعن السلوكيات والأفكار المستقاة من صور المساواة بين الجنسين موضع التطبيق.

بيد أن هناك من بين فتيات تلك الطبقة الاجتماعية من كن أقل حرصاً فى الممارسة الجنسية، حتى في وجود أوضاع حياتية وخصائص أخرى مشابهة وأفكار وسلوكيات مماثلة، ربما لأنها حدثت في سن مبكرة. فقد كانت نسبة من مارسن الجنس لأول مرة دون وقاية ٢٠ بالمائة من إجمالى من مارسنه من مراهقات الطبقة المتوسطة العليا(14). وقد وصفن هذه التجربة بأنها كريهة“. كما بدأت، من استمرت منهن في ممارسة الجنس، في استخدام وسيلة حماية بعد هذه المرة الأولى مباشرة. ولم تحمل أيّ من المراهقات اللائي أجريت معهن المقابلات من هذه الطبقة الاجتماعية.

لورينا، في السابعة عشرة من عمرها، وهي حالة نمطية لبدء الممارسة الجنسية الناضجة والمسئولة. وقد أكملت والدتها دراستها الثانوية، ورزقت بطفلتها الأولى في العشرين من عمرها، وتعمل حاليًا في حانوت يملكه الزوج. ولورينا لا تعمل، إذ أنها لا زالت في المرحلة الثانوية، وتستغل وقت فراغها فى لعب الكرة الطائرة، وأحيانًا كرة اليد“. وهي تعتقد أنها في العام القادم سوف تدرس وتبحث عن عمل في الفترة الصباحية.” وتأمل عندما تصل إلى الخامسة والعشرين أن تكون قد أتمت دراسة تصميم الجرافيك، وحصلت على عمل في هذا المجال. “وبالرغم من أنها تعيش حاليًا علاقة جادة، فإنها لا تستطيع أن تتخيل الحياة الزوجية. وهي ترى أن رجل الأسرة يجب أن يقوم بنصف كل شيء، العمل والواجبات المنزلية ورعاية الأطفال.” كانت أول علاقاتها الجنسية في سن السابعة عشرة، ومع صديقها الذي كان يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وهو الذي بدأها (كانت تود لو أنها انتظرت حتى تبلغ الثامنة عشرة). وتقول: “تحدثنا عن ذلك ورغبنا فيه، لقد أحببته ولا زلت أحبه كثيرًا. وكان أمراً جميلاً للغاية بحق.” وقد قررا استخدام الواقي الذكري فى المرة الأولى فهي تحمي نفسها دائماً لأنني، لأننا، بهذه الطريقة آمن.” وهما يستخدمان الواقي الذكري دائمًا لأنه الوسيلة الأكثر عملية وأمنًا وتوفيرًا. وهي تطلب نصيحة أمها حول منع الحمل وتعتقد أنه من الضروري أن تتوخي الحذر نظرًا لمخاطر الحمل، وقبل أى شيء بسبب الإيدز“.

هناك نوعان، واضحا التحديد، من السلوك أظهرتهما شابات الطبقة الدنيا، يرتبط كل منهما بظروف معيشية مختلفة وصور مختلفة للجندر، وهما المستبعدات اجتماعيًاوالمندمجات اجتماعيًا“.

تقف المراهقات المستبعدات اجتماعيًا أو المهمشاتعلى طرف النقيض من أقرانهن في القطاع الأوفر حظًا. فقد ولدن فى العادة في البلدان المجاورة الأقل نموًا، أو في أفقر مقاطعات الأرجنتين. وقد نشأن في أسر فتنتها الهجرة أو انفصال الوالدين. وهن غير ملتحقات بالمدارس، فقد خرجن منها في العادة بعد بداية المرحلة الثانوية أو قبل ذلك. وقد حملت العديدات منهن مرة واحدة أو أكثر حملاً غير مخطط له. فمن بين ٤٨ فتاة دخلن في علاقات جنسية، حملت منهن بالفعل ۲۱ فتاة. ويمضين معظم أوقات الفراغ في القيام بالأعمال المنزلية ورعاية أطفالهن. ومعظمهن يعشن مع آباء أطفالهن بدون زواج، بيد أن البعض دخلن في علاقات تالية، كما أن بعضهن مررن بمشاكل زواجية، أو كن ضحايا للعنف المنزلي. وإذا كانت إحداهن أمًا وحيدة. فهي عادة تعمل، وتعيش مع أحد الوالدين فقط أو أحد الأقارب، وترى الوالد الآخر أحيانًا (الأم فى بعض الحالات). وآباؤهن فى العادة من العمال غير المهرة والذين يعملون في أعمال غير ثابتة. أما الأمهات فقد رزقت معظمهن بطفلها الأول في سن المراهقة، ولم تلتحق بالمدارس أو التحقت لبضع سنوات بالمدرسة الابتدائية، وإن كن يعملن ففى أعمال مهارية أيضًا، وعادة في الخدمة المنزلية.

لقد تعرضت تلك الشابات إلى تجارب جنسية سلبية، واكتسبن سلوكًا أدى بهن إلى أمومة مبكرة، مما قلص بشكل أكبر فرصهن، القليلة أصلاً، في تطوير أنفسهن. ويرجع ذلك إلى التهميش الاجتماعي وصور النوع التي تتبنينها والمرتبطة بظروف معيشتهن وبتأثير الأم كنموذج لدور المرأة.

بتينا في الثامنة عشرة من عمرها، ولم تكمل تعليمها الابتدائى، وقد رزقت أمها بطفلها الأول في السابعة عشرة. وتعيش بتينا، التى رزقت بطفلين، مع والد طفلها الثاني، الذي يفرط فى إيذائها جسديًا. وقد مرت بأول علاقة جنسية لها في الرابعة عشرة من عمرها، فقد أغواهاعمها الذي كان في الثامنة والعشرين ويعيش معهم دون أن تدري ماذا كان يعني الأمر، وقد حملت في هذه السن. وهي تتناول حبوب منع الحمل حاليًا عندما يقدمها لها الطبيب مجانًا أو عندما تستطيع شراءها، فإن لم تستطع، شربت شايًا من الأعشاب نصحتها به جارتها“. وهي تشعر أن المرأة هي الطرف الذي يريد أن يكون حريصاً، ولكن الرجل هو الذي يملك المال.” ولا يريد شريكها أن تستخدم وسائل منع الحمل. وهي تعلم أنها في العام القادم سوف ترعى أطفالها كما تفعل الآن. وهي ترى أن المرأة تريد أن يحبها الرجل ويرعاها، بينما يتوقع الرجل من المرأة أن تحترمه“. وتقول إن معظم رؤساء الشركات من الرجال لأنهم ربما يعملون بشكل أفضلوأن معظم رءوس الأسر من الرجال، لأن الرجل يبقى على أمورها في مسيرتها، فلديه القوة“. إن رعاية الفتاة لنفسها تتطلب سلسلة من الموارد – المعرفية، والاقتصادية، والعلائقية، والاتصالية غير المتاحة للعديد من فتيات الطبقة الاجتماعية الأفقر. لهذا السبب تمر الواحدة منهن فى العادة بأحد نوعين من التجارب الجنسية المبكرة. بعضهن مارسن الجنس لأول مرة في الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة، وكن ضحايا للضرب أو الإغواء أو الاغتصاب، عادة من رجل بالغ في الأسرة أو تعرفه الأسرة. أخريات مرون بالتجربة الأولى في سن متأخرة نوعاً ما (بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة تحت ضغط من الصديق (أو الأصدقاء“). (14) في مثل هذه الظروف، لم يستخدمن أي نوع من الحماية خلال أول تجربة جنسية، ولم يعرفن إن كان الرجل قد استخدم وسيلة أم لا.

وقد أرجعت بعضهن هذا الافتقار للحماية الذاتية إلى عدم الخبرة، أو عدم تحمل المسئوليةأو لأنني لم أفكر فى ذلك“. وقال عدد قليل: “لا أحبذ وسائل منع الحمل“. إن خضوعهنللجنس بالإضافة إلى رؤيتهن للمرأة كجنس تابع، أدى بهن إلى لوم الذات. ولكن الواقع هو أنهن لم يكن باستطاعتهن السيطرة على الوضع بأي شكل: فلم يكن باستطاعتهن توقع ما سيحدث، أو تأخير الممارسة، أو التأكد من أن الرجل قد استخدم نوعًا من الحماية. يعكس هذا الوضع، بشكل براجماتي الآثار السلبية للعلاقة غير المتماثلة، التي يمثل فيها الطرف الآخر السلطة، على أساس النوع أو السن أو حتى القرابة.

لقد عكست آراؤهن خلال المقابلات ما يجب أن يكون عليه الأمروليس تجاربهن الشخصية. فقد قلن، إن على الشاب والفتاة الضالعان في علاقة جنسية أن يحميا نفسيهما حتى يتحاشيا الحمل“. ويعتقدن أن على المرأة أن تختار وسيلة منع الحمل، وأن تكون هي المسئولة عن استخدامها، من أجل سيطرة أفضل على الوضعلأنها التي يصيبها الضرر من الحمل.” ولكنهن يرين أن الرجل هو الذي يجب أن يدفع ثمنها، إما لأن لديه المال، أو لأنه هو الذي يأخذ زمام المبادرة في ممارسة الجنس.

لقد دفعن الثمن غاليًا ليتعلمن أنهن في احتياج لاستخدام وسيلة حماية، إذ أن من بدأن في حماية أنفسهن بعد الممارسة الجنسية الأولى فعلن ذلك فقط بعد حدوث حمل غير مقصود أو الإصابة بمرض ينتقل عن طريق الجنس. وقد بدأت هؤلاء الشابات في استخدام وسيلة لمنع الحمل، بوجه عام، بعد أكثر من عام من التجربة الجنسية الأولى، وعادة بعد ميلاد الطفل الأول، والذي كان السبب في اتصالهن لأول مرة بطبيب أمراض النساء. وقد استمرت أخريات في سلوك مُخاطر، فلا زلن لا يستخدمن أى شيء لحماية أنفسهن حتى آخر تجربة جنسية، أو استخدمن – اعتقادًا أنهن بذلك حريصات وسيلة لا يعتمد عليها مثل فترة الأمان أو العزل.

أما من لم تقمن بعد بعلاقات جنسية خوفًا من العار أو خجلاً، أو لأنني صغيرة، ولا أريد ذلك، فقد قلن أنهن سوف يخولن الرجل مسئولية استخدام واختيار وسيلة منع الحمل لأن الرجال يعرفون“. إن تأجيل بدء الممارسة الجنسية القائم على أساس القيم التقليدية التي تحتفي بعذرية المرأة، والخوف من سلطة الأهل التي تمنع العلاقات قبل الزواج، هي أكثر أشكال الحماية شيوعاً في هذه الجماعة الاجتماعية.

وقد تبنت هؤلاء المراهقات الاعتقاد القائل بأن الرجل أكثر اهتماماً بالجنس من المرأة لأنه لديه احتياج أكبر له“. وعندما سئلن عن السبب في أن الرجل هو الذي يأخذ زمام المبادرة في العادة فى العلاقات الجنسية، جاءت إجاباتهن معبرة عن المعيار الجنسي التقليدي المزدوج، السماحي للرجل والقمعي للمرأة.

وفي مجال العلاقات الأسرية الداخلية، عكست آراؤهن قبولاً بالظروف الحالية لحيواتهن اليومية. لذلك، فقد أوكلن للرجل والمرأة الأدوار التقليدية لكل من الجنسين: “المرأة يجب عليها أن تنظف البيت، وتساعد الزوج، وتطهو، وتكوي، وترعى الأطفالبينما على الرجل أن يجلب المال للبيت، ويصدر الأوامر، ويحمي الأسرة“. ويرين أيضًا أن المرأة يجب أن تحمل اسم أسرة زوجها، كما أنهن توافقن على الاعتقاد التقليدي بأن امرأة لم تلد أبدًا هي امرأة غير كاملة“. وقد رأين في الأمومة في سن المراهقة بعض المميزات، إذ أنها تجلب النضجوالخبرة“.

ويعتقدن، في اتساق مع المقولات الشائعة عن النوع الاجتماعى، أن الرجال يمكنهم تأدية الأعمال التي تتطلب ذكاءً أو قدرة على إصدار الأوامر، أو قوة أو قدرة عضلية بشكل أفضل، بينما تناسب النساء بشكل أكبر الأعمال التي تتطلب فقط القدرة النسائية الطبيعيةعلى الخدمة والتربية. كذلك فقد بررن عدم تساوي فرص النجاح في سوق العمل بأن معظم الرؤساء من الرجال لأنهم أكثر ذكاءً، أو أكثر استعدادًا لإصدار الأوامر، أو يعملون أفضل من النساء“. وتعتقد هؤلاء الفتيات أنهن لن تستطعن أبدًا الفرار من أقدارهن“. وحتى لو خططن للعمل أو بحثن عنه، فإنهن يرين أنفسهن في المستقبل كأمهات وربات بيوت.

هناك مجموعة فرعية ضمن هؤلاء المراهقات المهمشات، طرحت نفسها في صورة المخاطراتمن خلال مواقفهن وآرائهن وسلوكهن. فسلوكهن يصدر عن محاولات للفكاك من الظروف السلطوية والمستبدة في بيوتهن. والحمل بالنسبة لهؤلاء يحمل مزية ترك البيت“: “كنت أمكث بالبيت عندما تخرج أمي للعمل. كان على أن أقوم بالطهي والغسل وإعداد الإفطار. أنا لا أحب أن يفرض على المكوث بالبيت والقيام بشئون إخوتي، وأفضل أن أخرج وأكون مع أصدقائي …. عندما يولد طفلي سيكون على أختي أن تتولى شئونهم …. لقد تغيرت علاقتي مع أهلي منذ أن حملت إنهم يعاملونني بشكل أفضل، بعطف أكبر.” (كريستينا، في السابعة عشرة، تركت المدرسة الثانوية بعد عام واحد عندما حملت).

وقد كانت بداية ممارسة الجنس عند من لم يكنُ ضحايا الضرب أو الممارسة القسرية في هذه المجموعة، بدافع الفضولأحيانًا، أو الرغبة، أو الجاذبية الجسدية“. وقد اعتبرن أول تجاربهن إيجابية وسارة، لأنها كانت تعني النضج، أو شعرت بأني مهمة“. بيد أنهن يرين أن مسئولية استخدام وسيلة لمنع الحمل وقرار استخدامها من اختصاص الرجل. وفي اتساق مع ذلك، لم يحمين أنفسهن فى هذه المرة الأولى، لأنهن كن غير مستعداتأو لم يتوقعنوبعضهن لم يدرين ما إذا كان الفتى يستخدم أي وسيلة وقاية. وفي المرات التالية، لم تتخذن أي احتياطات على الإطلاق، وإن فعلن فليس بشكل منتظم. وإذا استخدمن وسيلة حماية، فما ذاك إلا لأن الفتى بادر باستخدام الواقي الذكري، أو انسحب قبل القذف. وقد كانت حجتهن في عدم اتخاذ الاحتياطات أنهن لن يحملن“.

يكشف خطاب هؤلاء الفتيات عن وضع محفوف بالمخاطر، بسبب تضافر معتقدات النوع الاجتماعي التقليدية – التي تولي الرجل الدراية والمسؤولية عن الوقاية – مع توجهات ليبرالية فيما يتعلق بالأمور الجنسية عند المرأة، إذ أعربت أولئك الفتيات عن استعدادهن الأخذ زمام المبادرة في إقامة العلاقة.

كلارا، في السابعة عشرة من عمرها، هي تعيش مع زوجها. وقد أنهت دراستها الابتدائية، ولم تكمل الدراسة بعد ذلك. لا تعمل خارج المنزل وتقضي وقت فراغها في القيام بالأعمال المنزلية. وهي تود أن تعمل لو سمح لها زوجها بذلك، ولكنه لا يريد أن أعمل“. “لو سمح لي، فقد أدرس شيئًا أحبه، لأصبح عاملة بناء فأبنى بيتًا أو مصممة ملابس.” وهي تحب أن يكون لها أطفال يكون لى شيء يخصنى، ملكي بالفعل.” وقد مرت بأول تجربة جنسية لها في الثالثة عشرة من عمرها، حيث أجبرها عليها فتى فى السابعة عشرة كان يهددها. وهي تتبنى صوراً تقليدية، كما أنها قدرية فيما يتعلق بحياتها. ولم تستخدم مع شريك حياتها الحالي سوى وسيلة العزل، وهي حامل الآن.

هذه المجموعة تمثل ما بقي من أرجنتين الماضي، عندما كان التعليم يوفر لأبناء الأسر الفقيرة إمكانية ارتقاء السلم الاجتماعي.

ولدت شابات هذه المجموعة في مدينة بوينس أيرس، فنشأن في جو جعل تطوير هوية نسائية أكثر استقلالية ووعيًا بالذات أمرًا أيسر منالاً. كذلك فقد كنّ أوفر حظاً من حيث فرص التعليم؛ يدرسن في المرحلة الثانوية ويخططن لاستكمال الدراسة. بعضهن يعملن ويرين أنفسهن عندما يصلن إلى الخامسة والعشرين، محققات لمشروعات تتضمن المزيد من التعليم أو العمل في الوظائف المعتادة للطبقة الوسطى. وهن عزبات ولا زلن يعشن مع الأهل، أو مع أحدهما على الأقل ويرين الآخر كثيراً. وبالرغم من أن الأهل لم يحظوا إلا بقليل من التعليم، إلا أنهم من العمال المهرة، ويشكلون جزءاً من سوق العمل الرسمية. وقد رزقت أمهاتهن بالطفل الأول بعد سن العشرين، وأتممن الدراسة الابتدائية، أو تركن الدراسة فى المرحلة الثانوية، ويعملن في الأعمال الكتابية، أو في المحال التجارية، أو كعاملات بدويات في المصانع، أو في الخدمة المنزلية.

ونظراً لأن هؤلاء الفتيات يعين المخاطر المصاحبة للعلاقات الجنسية، نجدهن قادرات على الشعور بالمسئولية عن أفعالهن، كما أنهن يتوقعن التزاماً مسئولاً من الرجل. ويرين أن الشاب والفتاة لو دخلا في علاقة جنسية فعليهما أن يستخدما وسيلة لتحاشي الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (ذكر أولاً) والحمل، وأن مسئولية اختيار الوسيلة واستخدامها تقع على عاتق الطرفين، كما أنهما يجب أن يقتسما تكلفتها.

ولم تبدأ بعضهن فى الدخول فى علاقات جنسية لأنهن لم يقعن في الحب.” ومن بدأنه كانت تجاربهن الأولى في الخامسة عشرة أو السادسة عشرةبدافع الحب، ولأني كنت واثقة، وقد كانت مناسبة توفر فيها، وفقاً لرؤيتهن المبادرة لدى الطرفين.

وفي تقديرهن أن الأمومة، مرغوبة في المستقبل، لكنها شيء سلبي خلال مرحلة المراهقة. وقد استخدم أحد الطرفين، أو كلاهما، وسيلة حماية في المرة الأولى، أو بعد المرة الأولى مباشرة. وقد كانت أكثر الوسائل المستخدمة شيوعًا خلال أول وآخر تجربة على حد سواء هي الواقي الذكري. ولم تحمل أي من هؤلاء الفتيات. وتنبع مواقفهن الجيدة تجاه الوقاية، وكذلك سلوكياتهن الوقائية الفعالة، من وضع أسرى مستقر، سهل لهن تنمية الشخصية من خلال التعليم، وسمح لهن بتبني صور للمساواة بين الجنسين.

باولا، في الخامسة عشرة من عمرها، وقد التحقت بالمدرسة الثانوية، وتنوي أن تستكمل دراستها في العام القادم. ووالدتها ربة بيت، ووالدها من ذوي الياقات الزرقاء (عامل). وهي ترى نفسها امرأة عاملة عندما تبلغ الخامسة والعشرين، وهى غير متأكدة مما إذا كانت ستكون متزوجة فى هذه السن، ولكنها تحلم بـ أسرة مترابطة بها ثلاثة أطفال.” وبالرغم من أنها ترى نفسها في المستقبل امرأة عاملة، فإنها تشعر بأن الرجل هو السيد فى معظم الأسر لأنه هو الذي يعمل، ويسيطر على كل شيء، ويدير الأموالوأن المرأة غير المتزوجة هي تلك التي لم تستطع أن تعثر على زوج لأنها تحب أن تسيطر على الآخرين.” وهي تعتقد أن أفضل سن لأول تجربة جنسية هو السابعة والعشرين، بعد الزواج“. وبالنسبة لحالتها، فلها صديق، ولكنها لم تقم معه علاقة جنسية لأنهلا يزال أمراً لم أفكر فيه بعد، لأنني لست مهتمة به“.

وقد كانت رؤاهن، فيما يتعلق بدور كل من الجنسين في الأسرة إما حداثية، أو تشكل نموذجاً انتقالياً: فالنساء يشاركن في المجال العام وفي المسئوليات الاقتصادية، ولكنهن لا يناقشن مسئولية الرجال داخل الأسرة ولا أهمية دور الأم في هوية النساء.

وهن لسن بالقدريات، كما أن مشاركتهن في عالم العمل والتعليم سمحت لهن بتبني صورة للمساواة فيما يتعلق بقدرة الرجال والنساء في الحصول على عمل. ويعتقدن أن الرجال لو كانوا هم الرؤساء في معظم الشركات، فما ذاك إلا حقيقة تاريخية، أو بسبب العادةأو لأن المجتمع مجتمع ذكوري.

وتتبنى هذه المجموعة من الفتيات أيديولوجية تبدو كمرحلة انتقالية بين الرؤى التقليدية والحديثة لدور المرأة، وهو ما تسبب في بعض الصراع داخل أفكارهن حول المستقبل. وهذا هو ما يفرق بالفعل، بينهن وبين المجموعة الأكثر اطمئنانًا وراديكالية من فتيات الطبقة المتوسطة العليا. وقد كانت إحدى الحالات معبرة بالفعل، وهي حالة فتاة تصادف أنها العنصر الذكيفي الأسرة، ولكنها كانت أيضًا ابنة، وبالتالي فقد كان متوقعاً منها أن تدرس وتقوم بكل الأعمال المنزلية في الوقت نفسه.

“… أعرف أن المرأة التي تدرس كثيرًا، قد لا تتزوج أبدًا، ولكني لا أحب الأعمال المنزلية …. أريد أن أتزوج، وأن يكون لي أطفال، إني أخشى أن أصبح وحيدة ولا أدري إجابة لهذا السؤال: هل يمكن أن تكون المرأة ذكية، وعلى دراية واسعة، ومع ذلك تتزوج ويصبح لها أولاد وتكون أنثى؟ (ليليانا، ١٦ سنة)

استكشفت هذه الدراسة بعض جوانب العلاقة المعقدة بين المعتقدات الإنجابية، والسلوك الجنسي، وصورة النوع الاجتماعي عند فتيات الطبقة المتوسطة العليا، وفتيات الطبقة الدنيا، اللاتي يعشن في مدينة بوينيس أيريس (المتروبولية). وقد حاولنا أن نوضح مدى تأثير الظروف الأسرية والاقتصادية والثقافية المختلفة في تحديد كيفية اندماج هؤلاء الشابات في المجتمع. وقد أظهرت دراستنا أن بيئة المنزل، ودور النموذج الذي تقدمه الأم، ومدى توفر فرص التعليم، كلها عوامل محورية.

وقد أوضحنا كيف أن سلوك حماية الذات أو المخاطرة الجنسية، وكذلك صور النوع الاجتماعي التي تؤثر في كليهما، يمكن تتبعها فى من انخرطن، ومن لم ينخرطن، في علاقات جنسية على حد السواء. تؤدي الصور التقليدية الأدوار الجنسين بما فيها من مشروعات حياة تعتبر الأمومة فيها هي المبتغى الأخير، ورؤيتهن أن ذلك وغيره من جوانب مصيرهن أبعد من سيطرتهن بهؤلاء الفتيات إلى عدم وجود غضاضة لديهن في المخاطرة الجنسية، فيما يتعلق بالحمل. وعلى الجانب الآخر، نجد الشابات اللائي يتبنين صوراً حديثة لأدوار الجنسين، ذوات هوية نسائية تمكنهن من السيطرة على حيواتهن، وتصاحبها مشروعات حياة تشتمل على تحقيق الذات من خلال الإنجاز في الدراسة والعمل. وتشتمل مشروعات تلك الفتيات (وحيواتهن) على سلوك جنسي يتوخى حماية الذات.

وقد أظهرت النتائج التي توصلنا إليها، بوضوح، أن صور المساواة بين الجنسين، والسلوك الجنسي الذي يتوخى الوقاية، كليهما غير ممكنين في الظروف الموضوعية للفقر المدقع. فهذه الظروف تخلق نقصاً في الفرص، وتعرض الفتيات لتجارب تجعلهن يشعرن بانحطاط القدر. فإذا وضع ذلك في إطار التبعية المزدوجة، من زاويتي الطبقة والنوع، فستجده يؤدي إلى دعم وإعادة إنتاج سلوك المخاطرة الجنسية. بعبارة أخرى، تنطوي الظروف التي تحيط عادة بالعلاقات الجنسية التى تمر بها الفتيات المحرومات اجتماعياً، على احتمالية عالية جدًا للإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس و/ أو أن تصبحن أمهات في سن المراهقة، فتنقلن بدورهن المصير نفسه إلى بناتهن.

إن عملية التهميش التي تواجهها قطاعات العمال في المجتمع، فى ظل الوضع الاقتصادي الحالي سوف تؤدي، لا محالة، إلى استمرار هذه الحلقة المفرغة، ما لم يتم تنفيذ سياسات وبرامج اجتماعية معينة جديدة. ومن هذا المنطلق، وعلى المستوى الاجتماعي، يصبح ضمان تمكين الفتيات من استكمال التعليم الثانوى أمراً محورياً. أما على المستوى الشخصي، وبما أن أعظم المخاطر التي يواجهنها تتمثل فى بداية الممارسة الجنسية، والتي تحدث في سن مبكرة، فإن برامج التعليم الجنسي الذي تأخذ النوع الاجتماعى فى اعتبارها تعتبر بالطبع ضرورية لتمكينهن من حماية أنفسهن، كما يجب أن يتم تصميم تلك البرامج لتصل للشابات في وقت مبكر، وفى الوقت المناسب.

هذه الورقة هي ملخص لكتيب يحمل العنوان نفسه بالأسبانية:

Doble subordinacion, Doble Riesgo, Clase, Genero y Sexualidad de Mujeres Adolescentes

أعدت لمكتب اليونيسيف فى الأرجنتين، فلهم منا كل الشكر، لسماحهم لنا بنشر هذه النسخة في مجلة شئون الصحة الإنجابية“. كما نقدم شكرنا إلى جارسيلا إنفستا دومينجيز وليليانا أوريلانا، لمساعدتهما القيمة في تشغيل البيانات. وقد قامت مؤسسة روكفلر بتمويل البحث.

Rosa N Geldstein, CENEP, Casilla, 4297, Correo Central, 1000 Buenos Aires, Argentina. E-mail: [email protected] <mailto:[email protected]>

1 – أقل نسبة خصوبة مسجلة للمراهقات كانت خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث بلغت ٥٠ مولوداً لكل ۱۰۰۰ فتاة تتراوح أعمارهن بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة. وقد ارتفعت هذه النسبة إلى ۸۱ مولوداً لكل ١٠٠١ أقل نسبة خصوبة مسجلة للمراهقات كانت خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث بلغت ٥٠ مولوداً. فتاة فى نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات. وبالرغم من أنها انخفضت مرة أخرى بعد ذلك، إلا أنها لا تزال أعلى من معدلات الخمسينات.

1-Pantelides EA , 1989. La fecundidad argentina desde mediados del siglo XX . CENEP , Cuadernos del CENEP 41 , Buenos Aires . New calculation were also made for this paper .

2-Giusti A and Pantelides EA , 1991. Fecundidad en la adolescencia . Republica Argentina 1980-1985 . Directión de Estadisticas de Salud , Serie 8 , No 11 , Buenos Aires .

3-Oppenheim Mason K , 1984. The Status of Women . a Review of Its Relationship to Fertility and Mortality . Rockefeller Foundation , New York .

4-Geronimus AT , 1991. Teenage childbearing and social and reproductive disadvantage : the evolution of complex questions and the demise of simple answers . Family Relations . 40 ( 4 ) : 463-71 .

Geronimus AT and Korenman S , 1992. The socioeconomic consequences of teen childbearing reconsidered . Quarterly Journal of Economics . 107 : 1187-1213 .

Geronimus AT and Korenman S , 1993. The socioeconomic cost of teenage childbearing : evidence and interpretation . Demography . 30 ( 2 ) : 281-90 .

Grogger J and Bronars S , 1993. The socioeconomic consequences of teenage childbearing : findings from a natural experiment . Family Planning Perspectives . 25 : 156-61 / 174 .

Hoffman SD , Foster EM and Furstenberger Jr FF , 1993. Re – evaluating the cost of teenage childbearing . Demography . 30 ( 1 ) : 1-13 .

Moore KA , Krysan M and Rhoads A , 1991. Teenage childbearing : no problem ? TEC Networks.30 : 1-2 .

5-Pantelides EA and Cerrutti MS , 1992. Conducta reproductiva y embarazo en la adolescencia . CENEP , Cuadernos del CENEP 47 , Buenos Aires .

6-Kornblit AL and Mendez Diz AM , 1994. Modelos sexuales en jovenes y adultos . Centro Editor de America Latina e Instituto de Investigaciones de la Facultad de Ciencias Sociales de la Universidad de Buenos Aires , Buenos Aires .

Mendez Ribas JM , Necchi S and Schufer M , 1995. Sexualidad en adolescentes escolarizados de la ciudad de Buenos Aires . ( Unpublished research report )

7-Cvetkovich G and Grote B , 1980. Psychological development and the social problem of teenage illegitimacy . C Chilman ( ed ) .

Adolescent Pregnancy and Childbearing : Findings from Research . US Department of Health and Human Services , Washington DC .

8-Chodorow N , 1979. The Reproduction of Mothering . Psychoanalysis and the Sociology of Gender . University of California Press , Berkeley .

Plotnick RD , 1992. The effect of attitudes on teenage premarital pregnancy and its resolutions . Discussion Paper No 965-92 . University of Wisconsin- Madison , Institute of Research on Poverty , Madison WI .

9-McIntyre A , Saudargas RA and Howard R , 1991. Attribution of control and teenage pregnancy . Journal of Applied Developmental Psychology . 12 ( 1 ) : 55-61 .

10-Devaney and Hubley , cited in Hayes CD ( ed ) , 1987. Risking the future . Adolescent Sexuality , Pregnancy and Childbearing . Vol . 1. National Academy Press , Washington DC .

11-Jelin E , 1993. Las relaciones intrafamiliares en America Latina . Paper prepared at Reunión Regional Preparatoria del año Internacional de la Familia , Cartagena , 10-13 August .

Buvinic M et al , 1992. The fortunes of adolescent mothers and their children : a case study on the transmission of poverty in Santiago , Chile . Population Council / ICRW Working Paper Series , Washington DC .

Geldstein R and Delpino N , 1995. De madres a hijas . La transmisión de pautas de cuidado de la salud reproductiva . Paper presented at III Jornadas Argentinas de Estudios de Población ,

organised by Asociación de Estudios de Población de la Argentina ( AEPA ) and the Universidad Nacional de La Pampa . Santa Rosa , La Pampa , 11-13 October .

Geldstein R , Infesta Dominguez G and Delpino N , 1996. Adquisición de pautas de cuidado de la salud reproductiva en sectores populares de Buenos Aires : la transmision de madres a hijas . ( Unpublished research report ) .

12-Zelnik M , Kantner J and Ford K , 1981. Sex and Pregnancy in Adolescence . Sage Publications , Beverly Hills CA.

Newcomer SF and Udry R , 1984. Mothers ‘ influence on the sexual behaviour of their teenage children . Journal of Marriage and the Family 46 : 477-85 .

١٣ العينة الفرعية الخاصة بالنساء، هي جزء من عينة عمدية، غير احتمالية، ينتمي نصفها إلى الطبقة الدنيا ونصفها إلى الطبقة المتوسطة العليا من المجتمع، مع نفس النسب من الشباب الذكور، الذين يحملون نفس الخصائص. وبالتالي، فلم تكن العينة ممثلة إحصائياً لكل البنية الاجتماعية للسكان المراهقين، ولكنها تكاد تمثل المراهقين المنتمين إلى طرفي نقيض هذه البنية. لمزيد من المعلومات المنهجية يراجع:

Pantelides EA. Geldstein RN and Infesta Dominguez G, 1995. Imagenes de genero y conducta reproductiva en la adolescencia. Cuaderno 51. CENEP, Buenos Aires.

١٤ التحليل التراسلى المتعدد هو تقنية وصفية متعددة المتغيرات، تسمح باستخدام عدد كبير من المتغيرات النوعية، وهي تعتبر شكل من أشكال تحليل البيانات الاستكشافي. ويجب ألا تفسر النتائج باعتبار عدد تكرار الإجابات، ولكن باعتبار المجموعات النظريةأو الأنواعالتي تظهرها أنماط الإجابة الشائعة والمتسقة، وبالتالي، فالأنواع المختلفة من المراهقين الموصوفة هنا، يجب اعتبارها خاضعة لمقولات شائعة وأنماط بشكل مبني (وهو أمر مفيد في تصوير الأوضاع والسلوكيات شديدة التعارض). وليست بالضرورة الأكثر تكراراً ، يراجع:

Weller SI and Orellana LC, 1995. Representaciones de los jovenes en torno a la salud. Un estudio exploratorio de perfiles. Cuadernos Medico sociales. 70: 57 – 71.

15 – لم تشتمل عينتنا على المراهقين غير الملتحقين بمؤسسات تعليمية، نظراً للصعوبات التي تكتنف الوصول إليهم. طبقاً للبيانات الإحصائية للأرجنتين لعام ۱۹۹۱، هناك ۳۸ بالمائة ممن هم بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة في منطقة بوینس آيريس المتروبولية غير ملتحقين بالمدارس أو لم يكملوا المرحلة الثانوية؛ ويتوقع أن تكون هذه النسبة أكثر ارتفاعاً بين المراهقين الأفقر. ولا يوجد تحيز ضد النساء فى الالتحاق بالمدارس في الأرجنتين.

16 – وفقًا للتعريفات التقليدية، يجب أن يكون الرجل هو الممول الاقتصادى ورأس الأسرة، وأن يأخذ زمام المبادرة في العلاقات والممارسة الجنسية. وينظر إلى اندفاعه الجنسي على أنه أقوى وأكثر إلحاحاً منه فى المرأة. ويتمثل المفهوم التقليدي لدور المرأة فى كونها أمًا وربة منزل، وسلبية خلال فترة التقارب وخلال العلاقات الجنسية.

Moore S and Rosenthal D, 1993. Sexuality In Adolescence. Routledge, London.

17 – تم تغيير أسماء الفتيات حفاظًا على تجهيلهن.

18 – هناك عوامل أخرى لم يجرى تحليلها فى هذه الدراسة، وتتعلق بخصائص الشخصية ونوع العلاقات الأسرية.

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات