كتابة حكايات من وجهة نظر المرأة من وحي نصوص شعبية عربية
كتابة حكايات من وجهة نظر المرأة من وحي نصوص شعبية عربية
كتاب المرحلة الأولى من العمل حول محاولة إعادة كتابة نصوص شعبية وحكايات عربية قد انتهت بعقد أمسية “قال الراوي.. قالت الراوية” مساء يوم 23 يونيو ۱۹۹۸، وقد تبع ذلك أمسية “قالت الراوية” يوم ٨ يناير ۹۹ بدعوة من معهد ثربانتس بالقاهرة، وذلك بهدف تقديم نماذج من نتاج حلقات العمل التي دارت خلال الفترة مارس – نوفمبر ۹۸. وكانت مجموعة العمل قد نجحت في الخروج بصيغ جديدة لنصوص من الحكايات الشعبية المصرية ونماذج من القصص الغنائية الشعبي إلى جانب حكايات من ألف ليلة وليلة.
وقد تم عرض مختارات منها في أمسية “قال الراوي.. قالت الراوية” وذلك في مقابل النصوص القديمة في محاولة للكشف عن مواطن تنميط المرأة ثم قلب تلك التصورات النمطية مع تقديم صور مغايرة تحمل نماذج بديلة للنساء وأدوارهن في المجتمع، بحيث يتم إنتاج نصوص تأخذ في الاعتبار عامل الجندر (التشكيل الثقافي والاجتماعي للجنس) تمنح المرأة صوتها، وتخرج بالمرأة والرجل من القوالب الجامدة المفروضة عليهما، وهي قوالب يؤدي تكرارها واجترارها إلى تثبيتها في بنية المجتمع.
وقد استهل ملتقى المرأة والذاكرة عقد حلقات العمل بحيث تشهد المرحلة التالية مزيدًا من التنوع والتركيز على ثلاثة مستويات:
۱) إعادة الكتابة على أن تواصل مجموعة العمل إنتاج نصوص جديدة وصيغ مغايرة لنصوص شعبية متنوعة ما بين العامية والفصحى.
٢) النقد والتحليل، بحيث يتم تكثيف العمل على صعيد تحليل النصوص القديمة ونقد الصيغ جديدة لها.
٣) الحكي والعرض في سبيل نشر النصوص الجديدة من خلال عرضها على جماهير متنوعة من المشاهدين بهدف تقديم منظور المرأة إلى فئات أكبر من المتلقين.
كما يعمل ملتقى المرأة والذاكرة على إصدار كتاب “قالت الراوية” الذي يتضمن مجموعة مختارة من النصوص الناتجة عن حلقات عمل إعادة كتابة حكايات عربية من وجهة نظر المرأة , بحيث تكون المادة متاحة بين أيدي المهتمات والمهتمين.
وفيما يلي نموذج لنص من حكايات ألف ليلة وليلة والذي تمت إعادة كتابته خلال حلقة العمل، وهي حكاية “صفية الإفرنجية” التي تمثل صيغة مغايرة لنص “حكاية الصعيدي وزوجته الأفرنجية (الليلة 893 – 895) ، التي تتناول حكاية تاجر صعيدي في غرامه بامرأة إفرنجية نصرانية، ونجاحه آخر الأمر في الزواج منها بعد وقوعها سبية في أيدي جنود المسلمين.
ويلاحظ أن نص ألف ليلة وليلة “حكاية الصعيدي وزوجته الإفرنجية” يركز منذ بدايته على الاختلافات العرقية والدينية بين التاجر “الصعيدي” وزوجته “الإفرنجية” في سياق الصراع السياسي بين “المسلمين” و “الإفرنج“. ولعل من أوضح العناصر التي تسود الحكاية هو شغف بالإفرنجية ومحاولاته العديدة “الاجتماع بها“، ولكنه ما يلبث أن “يستغفر ربه” فينال ثوابه عندما المرأة في يديه سبية بانتصار المسلمين على الإفرنج وما تبعه من أسر الرجال وسبي النساء. وتجدر الإشارة إلى أنه تسود النص “القديم” قيم هي في مجمله ذكورية تراتبية على مستويات والدين والسلطة والجنس. والنص التالي بعنوان “صفية الإفرنجية” يمثل محاولة لتقوم المفاهيم مع تقديم رؤية مغايرة.