كل سنة وستات مصر الجدعان..جدعان
كل سنة وستات مصر الجدعان..جدعان
تواصل ” ستات مصر الجدعان” التصدي لانتزاع حقوقهن كتفًا بكتف مع زملائهن ، فقد انتقلت الشرارة من عاملات المحلة الكبرى والحناوي والمنصورة أسبانيا وسمنود للوبريات ، وموظفات الضرائب العقارية وفلاحات سراندو وبهوت إلى ملائكة الرحمة الممرضات حيث شهدت الشهور الماضية عدة اعتصامات ومظاهرات احتجاجية في عدد من المستشفيات في محافظات مصر وفيها رفضن سوء المعاملة من الفريق الطبي ومن أهالي المرضى الذين يحملونهن تبعات الخدمة الصحية المتردية أيضًا يعانين من النظرة المتدنية للمهنة وفي القلب من كل هذا ضياع حقوقهن المادية لتظهر لنا كمية المعاناة التي تعانيها الممرضات.
شهد مستشفى كفر الزيات الذي يضم المستشفى العام والحروق وجراحات اليوم الواحد والعيادات الخارجية اعتصام أكثر من ٣٠٠ ممرضة من ٤٤٤ ممرضة لمدة ٤ أيام متوالية احتجاجًا على إهدار حقوقهن المادية وذلك من خلال تقسيم صرف حافز الإثابة للمحليات بنسبة ٧٥% حيث يتم صرف ٤٥% منه فقط وقطع ال ٣٠% الباقية منذ أربعة شهور وكان للمرأة الجديدة ذلك اللقاء مع فاطمة إحدى الممرضات والتي أشارت إلى أن الإدارة قامت بصرف حافز الإثابة لمدة شهر واحد إلا أنها قامت بخصمه من المرتبات بأثر رجعي ، في حين لم يتم تنفيذ وعد وزير الصحة بصرف حافز الـ ٧٥% على فترات بصرف حافز ٨، ٩ ، ١٠ المتمثل في ٧٥% وأعلنت الممرضات أنهن سيقمن بتنظيم اعتصام ولكن هذه المرة سيكون اعتصامًا مفتوحًا للمطالبة بالكادر والذي يقدر بـ ٢٥% وأيضًا بصرف شهري 11, 12.
الطعام ردئ ويتسولن العلاج
اعتصام ممرضات دمنهور
وننتقل من الاعتصام من كفر الزيات إلى المعهد القومي الطبي بدمنهور حيث اعتصم أكثر من ٣٠٠ ممرضة في أوائل شهر نوفمبر الماضي لأسبوع كامل للمطالبة بصرف نسبة ٧٥% من الأجر الأساسي كحافز ، وكذلك صرف الـ ٢٥% ککادر خاص للمرضات وذلك أسوة بزملائهن العاملين بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة ، وطالبت الممرضات من خلال اعتصامهن بصرف الحافز الذي لم يصرف منذ ٦ أشهر.
ممرضات مصر يسرن على طريق انتزاع حقوقهن
ممرضات شبين الكوم
وننتقل إلى ممرضات شبين التعليمي اللواتب اعتصمن لأكثر من أسبوع أيضًا احتجاجًا على عدم صرف الحوافز ، وكان فريق التمريض قد بدأ الإضراب بعد تعسف إدارة المستشفى في صرف مستحقاتهن المالية ، حتى اضطر المستشفى إلى تحويل المرضى إلى المستشفى الجامعي بالمنوفية ، بعد توقف قسم الطوارئ بالمستشفى عن استقبال المرضى ، وأشارت “وداد منصور” إلى أن اعتصامهن جاء بعد مطالبتهن بصرف حافز الـ ٢٥% لأعضاء فريق التمريض والذي تم صرفه لجميع المستشفيات التابعة لمديرية الصحة بالمحافظة ، ولم يتم صرفه لمستشفى شبين الكوم التعليمي بحجة أنه تابع للهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات التعليمية وليس لمديرية الصحة بالمحافظة ، وأشارت “السيدة عبد الهادي” إلى أن اعتصامهن جاء بعد تهديدهن بالفصل الجماعي – كرد فعل – قوي عن العمل.
تتلخص مطالبهن في تنفيذ قرار الوزير الخاص بصرف75% الخاصة بزيادة الحافز الذي يشمل العاملين بالقطاع الصحي وطالبن أيضًا بزيادة الأجر الخاص بالنوبتجيات الليلية ، وطالبت الممرضات بالمساواة بين أعضاء هيئة التمريض في الإعفاء الليلي والنوبتجية بعد عدد سنوات ثابتة.
رفعن شعار: “ولا بنخاف ولا بنطاطي احنا كرهنا الصوت الواطي“
امتداد الاحتجاج إلى الدقهلية
وامتد الاحتجاج والاعتصام ليصل إلى محافظة الدقهلية حيث اعتصم العشرات من أعضاء قسم التمريض بمستشفى المنصورة السلام الدولى داخل مقر المستشفى في أوائل شهر نوفمبر الماضي احتجاجًا على زيادة عدد أيام الطوارئ بشكل لا يتناسب مع عدد الممرضين والممرضات العاملين بالمستشفى تقول “أنهار على” إن عضوات القسم تعانين من سوء المعاملة من جانب الإدارة والمتمثلة في مدير المستشفى ورئيسة قسم التمريض عن طريق توقيع جزاءات تعسفية وخصومات ضدهن بشكل مستمر وذلك دون مبرر وتأخير درجاتهن الوظيفية، فضلاً عن عدم الاعتداد بالإجازات المرضية التي يحصلن عليها مشيرين إلى حصولهن على ٧ جنيهات مقابل العمل لفترة تمتد إلى ١٢ ساعة بعد أن كانت ۲۰ جنيهًا.
ولم تخل مستشفى الجامعة أيضًا من احتجاج الممرضات حيث أعلنت الممرضة ” هناء علي” بمستشفى الجامعة أن جميع الممرضات يعانين الكثير من المشاكل المتعلقة بعملهم وأهمها ضياع كثير من حقوقهن المادية حيث إن أجر النوبتجية فقط ١,٢٥ جنيه وأجر السهر لمدة ١٢ ساعة ٥ جنيهات وغالبًا ما تأتى البدلات متأخرة بالإضافة إلى حرمانهن من حوافز الجهود غير العادية بعد تطبيق حافز الـ ٧٥% العاملين بالصحة بالإضافة إلى معاناة الممرضات فى معظم مستشفيات وزارة الصحة من عدم وجود سكن ملائم لهن أو حتى غرف لتغيير الملابس مما يسبب لهن إحراج ومشاكل كثيرة بالإضافة إلى أن التغذية التي تقدم للممرضات سيئة وتقدم بطريقة غير صحية وغير لائقة.
وأضافت “لؤى محمد” أن مشرفات التمريض الحاصلات على بكالوريوس التمريض يعاملن في مستشفيات وزارة الصحة كممرضات عاديات بل ويقمن أحيانًا بعمل العاملات بأعمال النظافة بالإضافة إلى إجبارهن على التوقيع على إقرار أنهن سيعملن ممرضات عند استلام العمل في مديريات الصحة ، وأجمعت الممرضات في مختلف المحافظات من سوء معاملتهن في التأمين الصحي وكأنهن يتسولن الخدمة سواء في العيادات الخارجية أو الأقسام الداخلية والعمليات بالإضافة إلى احتياج الممرضة على الأقل إلى أكثر من زى سنويًا حتى تظهر بمظهر لائق ويتم شراء الزى على نفقتهن ، وجاء بعض الهتافات الموحدة خلال الاعتصام “اسمع اسمع يا مدير وصل صوتنا للوزير“، “لا بنخاف ولا بنطاطى إحنا كرهنا الصوت الواطي“، معتصمين والحق معانا والإدارة بتتحدانا مع حمل بعض لافتات “العمل بدون مقابل في وزارة الصحة” هذا وقد كشفت بعض الممرضات عن أنه يتم التوقيع أمام أسمائهن بصرف ١٥% بدل عدوى دون أن يقمن بصرفها وهو ما يعتبر تزويرًا على حد قولهن والتي كان من المقرر صرفها من شهر مايو الماضي.
في شركة الحناوى للمعسل
انتصار النقابية المفصولة قادت التفاوض لاعادة زميلاتها للعمل
وأخيرًا تجنى عاملات شركة الحناوى للدخان ثمار نضالهن وقد تم الغاء قرار فصل عاملات الحناوى للمعسل والدخان بدمنهور وعودتهن للعمل مع صرف جميع مستحقاتهن من تاريخ فصلهن، وقد جاء القرار بمثابة رد الروح لهن بعد سلسلة من الاعتصامات والاضرابات والاحتجاجات، جاء ذلك في أوائل شهر ديسمبر الحالي حيث انتهت مفاوضات شركة الحناوي مع القائدة العمالية والنقابية عائشة أبو صمادة وذلك قبل أيام من جلسة النطق بالحكم في الدعاوى القضائية ضد مدير الشركة والتي كان محددًا لها يوم ١٣ ديسمبر الحالي في شأن عودة الـ ٣٣ عاملة بقطاع الإنتاج الذين تم فصلهن بناء على قرار صادر من طلعت الحناوى رئيس مجلس إدارة الشركة.
وكان قد سبق اتهام العاملات بالتجمهر ضد صاحب العمل والتحريض على الإضراب فصدر قرار فصل لهن من رئيس مجلس الإدارة طلعت الحناوى فى 28/ 8/ 2008 وبذلك يصبح إجمالي العاملات اللاتي تم فصلهن (۳۳) عاملة، وكان أن تعرضت العاملة النقابية عائشة عبد العزيز أبو صمادة عضو اللجنة النقابية للفصل عقابًا لها على تضامنها ودفاعها عن مطالب زملائها في العام الماضى وقد تضامنت مؤسسة “المرأة الجديدة” معها ومع زملائها وساندت موقفهن ومازالت تساند حقوقهن المشروعة والتي مازال فصلها معروضًا على القضاء ، وبالإضافة إلى عايدة سلامة وأحمد زين ومحمود عويضة الذين عوقبوا أيضًا لمواقفهم الصلبة في مواجهة انتهاك حقوقهم وحقوق زملائهم ، تقول عائشة أبو صمادة إن قرار رجوع العاملات لمصنع هو بمثابة إعطاء درس للعاملات قبل رئيس مجلس الإدارة لأنه “لا يضيع حق وراءه مطالب” وأنها كانت مثلت العمال في استرداد کامل حقوقهن وبالفعل صدر القرار بداية من إلغاء قرار الفصل ثم إعادة العاملات المفصولات إلى عملهن بكامل أجورهن من تاريخ فصلهن
ولا بد أن نعيد التذكير بأن النقابية العمالية المفصولة عائشة أبو صمادة وهي التي قادت التفاوض حتى عادت زميلاتها للعمل .
وقد أصدر مركز هشام مبارك ومؤسسة المرأة الجديدة واللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية بيانًا بما انتهت إليه المفاوضات وطالب بعودة النقابية عائشة أبو صمادة إلى العمل أسوة بزميلاتها .
“وداد” و “أمل” .. صلابة مكن المحلة
وفي قلعة الصناعة الوطنية بالمحلة الكبرى أى في شركة مصر للغزل والنسيج حيث قاد عمالها قاطرة الاحتجاج ضد انتهاك حقوق العمال وقد حققوا في اعتصامهم وإضرابهم العام الماضى وهو ماسبق متابعته في العدد السابق في المرة نشرة “المرأة الجديدة” الصادرة فى أبريل عام ۲۰۰۸ مبرزة دور العاملات في قيادة وتنظيم وانجاح الاعتصام والاضراب قد تمت الاستجابة لعدد من المطالب ومازالت هناك مطالب أخرى لم تتحقق ومازال العمال مصرين على تحقيقها ، فقاموا بوقفة احتجاجية في ٣٠ أكتوبر الماضي أمام الشركة استعدادًا لتصعيد الموقف .
ولأن عاملات الشركة لهن دور قيادي مهم فقد حاول المفوض العام للشركة اختراق القيادات النسائية إما بالرشوة أو التهديد تصوراً منه أنه قادر على إضعاف موقفهن ، وبالتالي إضعاف موقف زملائهن ، ومن هذه المحاولات الفاشلة ما تم مع “وداد الدمرداش” القيادية العمالية ذات المكانة المرموقة وبين العمال والعاملات
تتقدم مؤسسة “المرأة الجديدة” بخالص العزاء للمناضلة شاهندة مقلد في وفاة نجلها وسيم صلاح حسين
خاصة في قطاع الملابس الذي يضم حوالي ٥٧٠٠ عاملة ، وحاول المسئول اقناعها باثناء زملائها وزميلاتها عن المشاركة في أي ممارسات احتجاجية وذلك مقابل صرف مكافاة مالية تقدر بعدة آلاف من الجنيهات مع ترقية استثنائية ويبدو أنه لم يفهم أن الرفض سيكون هو الرد الوحيد لعاملة قدمت من عمرها ٢٦ عامًا عاشتها في وسط زملائها ، فما كان من رد على الرفض إلا التنكيل خاصة أنها فضحت عرضه وكشفت حجم المخالفات بالشركة وحجم الخسائر التي تسببت فيها سياسات الإدارة ووصل التنكيل والعقاب إلى أنه وأثناء وقفتهم الاحتجاجية أطلقت إدارة الشركة والأمن البلطجية الذين اعتدوا على العمال بشكل عام وعلى العاملات بشكل خاص وتحديدًا “وداد الدمرداش: التي تعرضت للضرب والتهديد بالاغتصاب في بيتها وأمام زوجها وأولادها وقد حررت المحضر رقم ٦٦٤٠ بنيابة ثان المحلة الكبرى وذكرت فيه ما تعرضت له ، وعقابًا لها على عدم التنازل عن المحضر وإصرارها على موقفها تم نقلها من قسم الملابس الجاهزة إلى قسم حضانة الأطفال.
كما تعرضت “أمل السعيد” القيادية العمالية أيضًا للتعسف والنقل من قسم الملابس الجاهزة الذي عملت به لمدة ٢٠ عامًا وذلك عقابًا لها على إصرارها على قيامها بدورها في الاحتجاج على السياسات التي زادت إلى انهيار الشركة العريقة، ولكنها وبعد الوقفة بيومين أي في الأول من نوفمير الماضى وأثناء دخولها للشركة فوجئت بالذين اعتدوا على زميلتها “وداد” يعتدون عليها بالضرب وهددوها بالاغتصاب وتمزيق ملابسها ووضع أيديهم في أماكن حساسة من جسدها، وقد حدث ذلك أمام أمن الشركة الذى لم يتحرك، ولم يخلصها من بين أيديهم سوى زميلاتها، وقد حررت محضرًا بما تعرضت له، وعقابًا لها أيضًا تم نقلها إلى حضانة تابعة للشركة بكفر حمزة.
واستمر مسلسل التعسف فتم نقل عدد من القيادات العمالية من بينهم محمد العطار الذي تم نقله إلى مكتب الشركة بالإسكندرية ، ونقل كريم البحيرى إلى القاهرة.
في تليمصر نساء المصنع يقدن العمال للإضراب
وفي شركة تليمصر حملت “كريمة فرج” ممثلة العمال في اتحاد المساهمين مسئولياتها في الدفاع عن الشركة ودعت العمال الجمعية عمومية لعرض ومناقشة وقائع ما يحدث ، وفي يوم ٣ ديسمبر الحالي أثبتت خروج مادة القصدير الخام من المصنع دون وجود إذن بخروجه ، واتصلت بالأمن لمنع خروج الشحنة حتى إثباتها في الأوراق ، فأحالها المفوض العام للتحقيق باتهامات واهية ، وفي الشئون القانونية حوصرت بالتهديدات لإجبارها على إلغاء عقد الجمعية العمومية ، كما طالبوها بتقديم طلب للخروج للمعاش المبكر ، ولأنها تعرضت لضغوط شديدة فقد أصيبت بإغماء وانهيار صحى نقلت على أثره إلى المستشفى اليوناني، وفي صباح ٤ ديسمبر أصدر المفوض العام للشركة قرارًا بإيقافها عن العمل ، مما أشعل غضب العمال فاعلنوا الإضراب العام ، وقاموا بحبس المفوض العام في مكتبه لحين إلغاء القرار، وأثناء الإضراب سقطت من الإعياء العاملة “منال مرسى” مغشيًا عليها وتم نقلها إلى مستشفى أم المصريين مما أشعل الأحداث داخل المصنع.
وفي بيان أصدره مركز هشام مبارك للقانون ومؤسسة “المرأة الجديدة” واللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية ، وعمال من أجل التغيير حملوا فيه المفوض العام للشركة المسئولية عن الأحداث وطالبوا بعزله ومحاسبته عن هذه الوقائع ، كما أعلنوا تضامنهم مع عمال المصنع.