تحتوى مكتبة مركز دراسات المرأة الجديدة على ما يقرب من ٢٠٠٠ كتاب ودورية ودراسة وورقة بحثية. وقد حرصنا خلال الشهور الماضية على فتح أبواب المكتبة للباحثات والباحثين خاصة فيما يتعلق بقضايا النوع ، وذلك لرغبتنا في مساعدة المهتمات والمهتمين في العثور على المراجع التي يحتاجون إليها والقيام بدورنا كمركز مرجعی في القضايا الفكرية الخاصة بالنساء. وتضمن هذا الباب عرضًا موجزًا لبعض مقتنيات المكتبة، وسوف نوالي تقديم هذه العروض في أعداد النشرة المقبلة.
ذكورة وأنوثة.. فكر الاختلاف
القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2003
هذا الكتاب لعالمة فرنسية ولدت عام ١٩٣٢، وانتخبت أستاذة في الكوليج دي فرانس (۱) عام ١٩٨٣، مفتتحة تخصصًا غير مسبوق في مجال دراسة المجتمعات الأفريقية المقارنة، والكتاب الذي بين أيدينا عبارة عن ترجمة كاملة لكتاب Masculin/ Feminin، أي الذكورة والأنوثة الصادر عن الكاتبة في عام 1996، عن دار نشر أوديل جاكوب.
يتضمن الكتاب اثني عشر فصلاً، بالإضافة إلى التمهيد والمقدمة والخاتمة. وتشير المقدمة إلى أن الكتاب يتألف من فصلين أساسيين يتناولان النظريات الأنثروبولوجية التي تبرز أسس العناصر التي تميز الأنواع، وتبحث أثرها في مجال تنظيم علاقات القرابة. ثم تليهما أربعة فصول تتناول معتقدات خاصة بالجسد وسوائله. وتؤثر في تحديد تفوق أو دونية جنس قياسًا إلى الجنس الآخر. أما الفصول من السابع إلى العاشر، فإنها تركز على الصورة الثقافية والحضارية للذكورة والأنوثة، وتتناول الكاتبة في الفصلين الحادي عشر والثاني عشر التطبيقات الحديثة المرتبطة بتقنيات التناسل بمساعدة الطب.
أما خاتمة هذا الكتاب، فهي تخلص إلى أن “المشكلة مشكلة سلطة“، وتستطرد الكاتبة بأن علينا أن نتساءل إن كانت قد استطاعت المرأة بالفعل” في أي مكان من العالم أن تمارس أبدًا سلطة حقيقية في مختلف المجالات، خاصة في المجال السياسي “.
وتخلص الباحثة إلى أن هناك غياب لدراسات منهجية منتظمة حول الرجال والرجولة / الذكورة، بمعناها الحقيقي، كما تشير إلى غیاب دراسات ومفاهيم حول الشرائح العمرية المتعلقة بالذكورة، متسائلة حول هذه الظاهرة التي تؤدى – من وجهة نظرها – إلى أن يتحول عمر الرجل إلى “.. الثقب الأسود، والمرجع النهائي “. وهي تتساءل عن سر ذلك، وتطرح في الوقت ذاته ذلك التساؤل الأخير : “.. هذا الغياب وهذا الصمت ذاته، فيما أرى، هو ما أصبغ على كل ما حدث للبشرية، صفة الشرعية.
(۱) الكوليج دي فرانس، مؤسسة تعليمية، قام الملك فرانسوا الأول بتأسيسها في باريس عام ١٥٢٩، وهي مرجعية في مجال الدراسات الأكاديمية.
الأنثى مصباح الكون.. أو أوديسة
النساء بين الحرية والحرملك
تأليف : محيى الدين اللاذقاني
القاهرة : مكتبة مدبولي، ۲۰۰۲
ينقسم هذا الكتاب إلى اثني عشر فصلاً تسبقها مقدمة للمؤلف بعنوان ” المرأة والمصباح “، يشير فيها إلى ذلك الفضاء الأنثوى الذي يعشقه، وهو “.. الذي يعلمك أن تحب الآخرين دون أن تنسى نفسك وتقلم أظافر أنانيتك لتجود وتعطى…” ويوقع المؤلف هذه المقدمة باسمه، مقرونًا بعبارة ” مطلع العام الثاني من الألفية الثالثة “، وهو التعبير الذي يجعلنا نتوقع المزيد من هذا العمل المتميز.
أما فصول الكتاب، فهي تتضمن عددًا من المحاور المثيرة للانتباه : 1) تجليات الأنوثة الأسطورية : ٢) طيوف من التراث العربي : 3) إشكاليات خشنة ونظريات ناعمة ؟ : 4) فضاء الأنوثة المسيسة : 5) أحلامهن بأقلامهن : 6) روايات وروائيات : 7) عين على المستقبل : 8) أنوثة عبر الشاشة : ٩) غزل البنات ؟ : ۱۰) الحداد يليق بالفاتنات ؟ : ١١) من كل قارة أغنية ؟ : ١٢) أنوثة بعيون مذكرة.
ويدخل تحت هذه العناوين التي تحملها الفصول عناوين فرعية لمقالات قصيرة تندرج في إطارها، موحية إلينا بكل صنوف الغدر، والكيد، والقسوة، والوصولية، التي قد تتحلى بها النساء. وعلى الرغم من ذلك، يحمل الكتاب في طياته أشكالاً من المناداة بالنظر إلى المرأة بطريقة أخرى، وبالتالي، فإن الكتاب ملىء بالتناقضات الداخلية التي تتأرجح ما بين النظر إلى النساء بطريقة منصفة، وإلقاء اللوم عليهن وعلى جنسهن بأكمله على أخطاء خاصة بحالات. فردية. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، يتخذ الكاتب من ويني مانديلا مثالاً النساء عند دخولهن مجال السياسة، مستنتجًا : “.. مهما كانت التفسيرات، فسوف تظل ويني مانديلا تجرية يصعب تجاوزها عند الحديث عن ظروف النساء اللواتي تحكم عليهن الأقدار أن يعشن في مهب السياسة “. وكأن العيش في مهب السياسة “قد يكون مصير كابوسی ” بالنسبة للنساء! فلنقرأ هذا الكتاب، ونرى ما يقدمه لنا المؤلف، أي ما هو صالح، وما يحتاج إلى إجابات وردود
نقد الحركة النسوانية
تأليف توني کليف – ترجمة أروى صالح
القاهرة – كتاب الأهالي رقم ۳۸/ ۱۹۹۱
يشير تقديم هذا الكتاب إلى أنه يتناول تاريخ النضال النسائي الأوروبي والأمريكي على امتداد ما يزيد على قرن، كما تؤكد المترجمة أروى صالح أن “ليس هذا الكتاب للمهتمين بالحركة النسائية وحدهم ( أو وحدهن ). بل ربما كان في الواقع ضدها ! ” : وهو المعنى نفسه الذي يركز عليه المؤلف، حيث يقول : ” سوف نحاول في هذا الكتاب أن نبين أنه عدا ما يتعلق بالمستوى البيولوجي، لا وجود لجماعة موحدة تدعى ” النساء : أكثر مما هناك وجود لأخرى موحدة تدعى ” الرجال ” (..) تشكل النساء جزءًا من المجتمع الذي يعيش فيه، لذلك لا يمكن أن يدرس وضعهن في الفراغ ويعني هذا الكتاب بإيضاح العلاقة بين مفهوم اضطهاد النساء وبين الاستغلال الطبقي..”.
يتكون الكتاب من 15 فصلاً تبدأ بـ ” ميلاد حلم “، لتنتهي بـ ” النضال من أجل الاشتراكية وتحرير المرأة، ويتناول الكتاب نماذج متنوعة من الحركات النسائية الاشتراكية، والحركات التي قامت بها الماركسيات، وذلك عبر الثورة الفرنسية وكومونة باريس، مرورًا بالحركة النسائية الأمريكية في القرن التاسع عشر، والحركات النسائية في بريطانيا وروسيا.
ويركز الفصل الأخير الكتاب على العلاقة بين استغلال النساء كعاملات، واستغلالهن كنساء، فهو يطرح تساؤلات حول كيفية تأثير الاضطهاد على النساء، سواء في المجتمع ككل، أو في الأسرة : كما يتناول العلاقة بين النضال الطبقي ضد الاستغلال والرأسمالية من جهة، والنضال ضد اضطهاد النساء من جهة أخرى. ثم ينتهى إلى أنه لا يمكن تحرير النساء دون انتصار الاشتراكية، وأن الاشتراكية بدون تحرير النساء مستحيلة.
سيكولوجية الحياة الزوجية
تأليف عبد الحليم سمعان
بیروت، دار الحداثة، ۱۹۹۸
يتطرق هذا الكتاب – كما يظهر من عنوانه – إلى العلاقات الزوجية من منظور نفسي، مع تناول التغييرات التي تطرأ على هذه العلاقات، ودوافعها، ويشير المؤلف إلى أن الكتاب يهدف ” إلى دراسة العوامل النفسية اللاشعورية التي تحكم بينه العلاقة بين الشريكين من ناحية، وبينهما وبين أولادهما من ناحية أخرى “.
يتكون الكتاب من 14 فصلاً تنتقل ما بين اختيار شريك الحياة، ومسببات هذا الاختيار، إلى بداية ظهور الأزمات داخل الحياة الزوجية، وصولاً إلى زوال الحب وبروز خيبة الأمل، أو التواصل بالإكراه بسبب عدد من العوامل التي قد تتضمن القيود الوظيفية، والاجتماعية، والإقتصادية، أو إنجاب الأطفال، أو عوامل أخرى.
يتناول الفصل العاشر من الكتاب العوامل الاقتصادية وعلاقات النفوذ، والمكانة التي يحتلها المال في إطار العلاقة الزوجية، وكيفية تداول المال بين الرجل والمرأة، وما يمثله المال من سلطة ونفوذ. أما الفصل الحادي عشر، فهو يحدثنا عن الحياة الجنسية بين الزوجين، ويتعرض للأسباب النفسية للاضطراب الجنسي عند المرأة والرجل : كما يشير إلى المعلومات الجنسية الخاطئة، وهو يرى أنها تؤدى إلى احباطات نفسية، واضطربات على صعيد العلاقة الجنسية، ويتناول هذا الفصل أيضًا تأثير الأمراض النفسية والعضوية على القدرة الجنسية. كما يلقى الفصل الثاني عشر نظرة على أثر المشاكل الزوجية على الحياة النفسية للأطفال. وأخيرًا، ينتهى الكتاب بالفصل الرابع عشر الذي يحمل عنوان ” انتقال العنف الأسرى عبر الأجيال “، فيشير إلى قيام بعض الأهل بممارسة العنف ضد الأطفال الرضع عند اتباعهم بعض أنماط التربية القهرية، كما يؤكد أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف يقومون بدورهم بممارسة العنف عند الوصول إلى سن البلوغ.
نساء يركضن مع الذئاب.. الاتصال بقوى المرأة الوحشية
تأليف كلارا بنكولا
ترجمة مصطفى محمود محمد
القاهرة: المجلس الأعلى للصحافة، ٢٠٠٢
يتكون هذا الكتاب من 15 فصلاً، بالاضافة إلى المقدمة والخاتمة والهوامش، وتشير مؤلفة هذا الكتاب في توطئة موجزة إلى ” أننا جميعًا نفيض شوقًا وحنينًا إلى الحياة الوحشية، بيد أن ترياق الحضارة لا يترك لهذا الحنين منفذًا، (..) وبصرف النظر عمن نكون، فإن الظل الذي يهرول حولنا، هو في النهاية يمشي في أربع.. “
إذا، وضعت المؤلفة منذ البداية أسس مباحثها، والنظريات التي تقدمها، فمرجعيتها هي الطبيعة، والحياة الحيوانية أو البرية الطبيعية، وبالتالي هي التي ترجع إليها كل مشاعر الحياة الإنسانية، ولا سيما حياة النساء، التي تعود – من وجهة نظرها – إلى المشاعر الغريزية، الطبيعية، الفطرية، مما يجعل المرأة هي “.. هذه المخلوقة (التي) هي دائمًا عرافة ساحرة أو إلهة للموت أو تنحدر من سلالة عذراء (..) وهي الصديقة والأم لكل اللواتي فقدن طريقهن. الصديقة والأم لتلك التي تنشد التعليم..”.
وبغض النظر عن اقترابنا أو اختلافنا مع هذا التعريف للمرأة أو للنساء بكل التنويعات التي يتضمنها هذا التعبير، فإن الكتاب مهم، وقراءته أهم، والتواصل معه بالإيجاب أو بالسلب أكثر أهمية.
يتضمن الكتاب – كما سبق الذكر – خمسة عشر فصلاً تتناول جوانب متنوعة من هذا الانتماء الغريزي – أو الطبيعي – للنساء بدءًا من ” الصرخة وانبعاث المرأة الوحشية ” في الفصل الأول وصلاً إلى ” التعقب – كانتو هوندو أغنية الروح العميقة في الفصل الأخير.
أما الخاتمة بعنوان ” القصة كدواء ” ففيها تدعو المؤلفة النساء بهذه الكلمات : ” أمل أن تخرجي وتدعى القصص تحدث لك، وإنك سوف تعالجينها ، تروينها بدمائك ودموعك وضحكاتك حتى تزهر، حتى تتفجری ازدهارًا. ثم سوف ترين ما الدواء الذي تضعينه. وأين ومتى تضعينه، هذا هو العمل، هو العمل الوحيد “. كلمات تطالبنا بإعادة كتابة قصص وتاريخ النساء، ولكن هل يكون ذلك من منظور علوم الاجتماع والتاريخ، أم أن نتبنى منظور هذه الكاتبة ؟ هذا ما نتركه إلى القراء للحكم، والرد سواء بالموافقة أو الرفض، أو اختيار أصلح ما به دون التقيد بالباقي.
المرأة في الفكر العربي الحديث
تأليف أحمد محمد سالم
القاهرة : الهيئة العامة للكتاب، الطبعة الثانية، ٢٠٠٣
يتساءل الكتاب في مقدمته لماذا اختار المؤلف هذا الموضوع الذي يشير إلى أنه اختاره لأن المرأة في المجتمعات العربية على مشارف القرن الحادي والعشرين مازالت تعاني من التخلف والظلم الاجتماعي.
يتضمن هذا الكتاب خمسة فصول، كل منها مقسم إلى عدد من المباحث الفصل الأول بعنوان ” نهضة المرأة بين أسباب التدني وسبل الإصلاح“، عبارة عن تمهيد للموضوع الذي يتناوله الباحث من خلال ثلاثة مباحث تتناول أسباب تدني أوضاع المرأة، وضروريات الإصلاح، وأوضاع المرأة العربية بين الغرب والإسلام. أما الفصل الثاني الذي يحمل عنوان ” المرأة بين الاحتجاب والحرية، فهو يتناول في مبحثه الأول موضوع الحجاب من وجهة نظر شيوخ القرن التاسع، ونداءات قاسم أمين وناقديه، وإذا كان الحجاب تقليدًا اجتماعيًا أم دينيًا، وموقف النساء من الحجاب، وصولاً إلى المدارس المختلفة التي تنتقد الحجاب. أما المبحث الثاني بعنوان “في الحرية“، فهو يتناول وجهات نظر متنوعة حول مسألة حرية المرأة – منها المؤيد والمناهض – ويخلص المؤلف إلى أن “الأرضية التي كان ينطلق منها دعاة التحرير، والمحافظة، واحدة، ولكن الاختلاف كان حول تفسير موقف الاسلام ونصوصه من المرأة..”.
يتناول الفصل الثالث من الكتاب “تربية المرأة وتعليمها“، حيث ينقسم إلى مبحثين، أولهما حول التربية وشيوخ القرن التاسع عشر، والحركة النسائية وموقفها من تربية المرأة، مرورًا بقاسم أمين وناقديه، والقوى الليبرالية، مع اهتمام المبحث الثاني بالتعليم وفقًا للتقسيمات نفسها الموجودة سابقًا. أما الفصل الثالث من هذا الكتاب، فهو معني بحقوق المرأة من حيث المساواة بين الرجل والمرأة، وعمل النساء، وينقسم المبحثيان المتضمنيان في هذا الفصل وفقًا المنهجية السابقة، في الفصل الخامس والأخير، يتناول الكاتب أهمية الزواج وتكافؤ الأزواج، وموضوع تعدد الزوجات بين الإطلاق والتقييد.
وأخيرًا، يتضمن هذا الكتاب خاتمة يذهب فيها المؤلف إلى بعض الاستنتاجات المهمة فيما يتعلق بردود أفعال ومواقف المدارس الفكرية المختلفة.
حريم محمد على باشا.. رسائل من القاهرة
تأليف صوفيا لين بول
ترجمة عزة كرارة
(القاهرة كتاب سطور، ۱۹۹۹)
يبدأ الكتاب بمقدمة للمترجمة الباحثة عزة كرارة حول المؤلفة صوفيا لين بول التي عاشت ما بين عام ١٨٠٤ – ١٨٩١، وحول عديد من المستشرقات الأوروبيات اللاتي كتبن عن الحياة في مصر خلال القرن التاسع عشر. وتقول المترجمة : “تقدم صوفيا صورًا صادقة لمجتمع القاهرة، وبالذات الجانب النسائي منه دون تكلف أو رياء“. أما المؤلفة، فهي تكتب في مقدمتها المختصرة حول ظروف قيامها بهذا العمل بتشجيع من شقيقها المستشرق إدوارد لين، الذي تحمس للفكرة، “فسوف تكون فرصة أحظى فيها بالتعرف على طريقة حياة نساء الطبقات العليا في هذا البلد ومشاهدة أشياء كثيرة مثيرة في حد ذاتها لا تتاح فرصة رؤيتها إلا لامرأة“.
والكتاب عبارة عن مجموعة من الرسائل كتبتها صوفيا إلى إحدى الصديقات، تتضمن 35 رسالة، كل منها يحمل عنوانًا يشير إلى مضمون الرسالة، فالرسائل الثلاث الأولى تتحدث عن الوصول إلى الإسكندرية، ومشاهدة معالمها، ثم الانتقال من الاسكندرية إلى القاهرة. وهناك عدد من الرسائل تتناول وصف القاهرة، وشوارعها، ومساجدها، وقلعة صلاح الدين. كما تخصص الزائرة عدة رسائل لحياة الحريم في مصر، والتقاليد المتبعة فيها، ووسائل التسلية، وبعض المشاكل التي توجد بها. كما تصف لنا في عدد آخر من الرسائل مراسم الزواج، والاحتفالات المصاحبة لها.
إن هذا الكتاب يحمل قيمة تاريخية مهمة، ونوصي بالإطلاع عليه، خاصة الباحثات والباحثين المتخصصين في الدراسات التاريخية والأنثروبولوجية.
قضايا المرأة المصرية بين التراث والواقع.. دراسة للثبات والتغير الاجتماعي والثقافي
تأليف علياء شكري
القاهرة: مطبوعات مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة، ۲۰۰۳
تشير لنا مؤلفة هذا العمل إلى مشكلة البحث التي تطرحها والتي تتلخص في أنه على الرغم من الخطوات الكبيرة التي خطتها النساء المصريات كعناصر إيجابية في مجتمعاتهن، فإن “واقع المجتمع يعكس تباينًا بين الحقوق الممنوحة للمرأة والتطبيق من ناحية أخرى، وكذا بين القول والفعل“.
من خلال ثلاثة أبواب يتضمن كل منها العديد من الفصول، تحاول الباحثة إلقاء نظرة فاحصة على هذا التباين. يتوجه الباب الأول للإطار النظري والمنهجي من حيث الإجراءات المنهجية، وقضايا المرأة المصرية، ومراجعة الأدبيات السابقة في هذا المجال، والمجتمعات التي تمثل مجال الدراسة وهي عبارة عن عدد من المجتمعات المحلية، تضم : محافظة المنوفية، محافظة أسيوط، محافظة الإسكندرية، محافظة شمال سيناء، محافظة مرسى مطروح. وبالتالي، يتضح منذ البداية أن الباحثة قد اختارت عددًا من المجتمعات تتراوح ما بين البيئة الحضرية، والريفية والبدوية، والصحرواية، وتضم مجتمعات تقع في شمال الوادي، وأخرى تقع في جنوب الوادي.
أما الباب الثاني الذي يحمل عنوان “قضايا الأحوال الشخصية بين التراث والواقع“، فهو ينقسم إلى أربعة فصول حسب الترتيب التالي: (1) “القضايا المرتبطة بالزواج” من حيث حق المرأة في اختيار شريك حياتها، وحقها في المهر، وسن الزواج :(٢) “الطلاق والحقوق القانونية“، الذي يتناول حق المرأة في المطالبة بالطلاق، والإجراءات الخاصة بالطلاق، وحقوق المرأة المطلقة، ومعدلات الطلاق، ونظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة :(3) “تعدد الزوجات” الذي يعني بالأسباب والدوافع، إلى جانب إجراءات التعدد، بالإضافة إلى الأبعاد الطبقية للتعدد : 4) وتخص الباحثة فصلاً رابعًا حول سفر أحد الزوجين للخارج، وهو الأمر المتعلق بواقع مصري تعيشه عديد من الأسر المصرية، يتعلق الفصل الخامس بالعنف ضد المرأة، أما الفصل السادس فيركز على حقوق المرأة في الميراث، وأشكال التحايل على هذا الحق.
في الباب الثالث، تتناول الباحثة قضايا تمكين النساء بين التراث والواقع، ففي الفصل الأول تتناول قضية التعليم، يليها قضية العمل في الفصل الثاني، ثم استقلال الذمة المالية، وأخيرًا المرأة والترفيه.
وهذا الكتاب، وإن كان لا يتضمن خاتمة واستنتاجات قائمة بحد ذاتها، لكنه يعد مرجعية علمية مهمة للباحثات والباحثين المهتمين بقضايا النساء.
المرأة والتنمية (الآفاق والتحديات)
تحرير هبة نصار وصلاح زرنوقة
القاهرة (مركز دراسات وبحوث الدول النامية، ١٩٩٩)
هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات التي كتبتها نخبة متميزة من الباحثات في مجال قضايا النساء، وهو مقسم إلى ثلاثة محاور أساسية: هي المرأة والتنمية (إطار عام) : المرأة والمساهمة في التنمية (المعوقات والقوى الدافعة): المرأة والعمل السياسي.
تشير مقدمة الكتاب إلى وجود عدد من العوامل التي أثرت على ظروف النساء المصريات، يمكن تلخيصها في الإصلاح الاقتصادي الذي تبعه خفض في الإنفاق الكلي، وإجراءات الخصخصة التي تؤدى إلى ارتفاع معدلات البطالة، وقد يكون أثرها أكبر على الإناث مما يؤدي إلى زيادة التحاقهن بالقطاع غير الرسمي، وتنامي ظاهرة الفقر.
يبدأ الكتاب بورقة “فاطمة خفاجي” التي تتساءل “ماذا بعد بكين؟” ثم تليها ورقة نقاشية من إعداد “ليلى عبد الوهاب” تتعرض فيها لآفاق تقدم المرأة مع عملية التنمية والتحديات التي تواجهها، طارحة السؤال التالي: “هل يمكن للمرأة أن تسهم إسهامًا حقيقيًا في النشاط الاقتصادي للمجتمع في ظل التقسيم التقليدي للعمل بين المرأة والرجل؟“. كما تعرض “ثريا التركي” بعض القيم الاجتماعية المحددة لدور المرأة في التنمية، وقد أبدت تشاؤمًا عند مناقشتها لطبيعة العلاقات الأبوية، وتهميش المرأة العاملة، وتعرضها لأعباء مزدوجة (داخل وخارج المنزل)، ودور الدولة في استمرارية هذا الواقع.
أما الباب الثاني، فهو يتضمن أيضًا ورقة لـ “مديحة السفطي” حول “مساهمة المرأة في التنمية بين القوانين والواقع“، استعرضت فيها الباحثة التشريعات الخاصة بالمرأة في مجال التعليم، والعمل، والصحة، والمشاركة السياسية، مؤكدة وجود فجوة بين التشريع والممارسة، نتيجة للنسق الاجتماعي السائد.
أما “فريدة النقاش“، فقد أكدت في ورقتها أنه على الرغم من أن الإطار النظري العام يؤكد حق المرأة في المشاركة السياسية، لكن هناك عوامل تجعل هذه المشاركة محدودة، بالإضافة إلى أن دور المرأة ما زال هامشيًا في الأحزاب المختلفة. كما جاءت ورقة “أمينة شفيق” لتؤكد هي الأخرى عزوف المرأة عن المشاركة في العمل النقابي.
بالإضافة إلى هذه الأوراق، تضمن الكتاب عددًا من الأوراق القيمة الأخرى بأقلام كل من هبة رؤوف، وهدى صبحي، وغادة علي موسى، كما تضمن وقائع جلسات نقاشية ضمت لفيفًا من المهتمات بقضايا النساء المصريات.
تنكيد المعنويات (عنف الانحراف في الحياة اليومية)
تأليف ماري فرانس هيريغوين
ترجمة فاديا لاذقاني
(القاهرة : دار العالم الثالث، ۲۰۰۱)
يتألف هذا الكتاب من مقدمة للمترجمة، ومدخل للمؤلفة، ثم ينقسم إلى ثلاثة أجزاء: أ) العنف المنحرف في الحياة اليومية، ب) العلاقة المنحرفة وأطرافها، ج) عواقب التنكيد على الضحية وطرق في المساعدة، يعقبها خاتمة.
تشير المترجمة في مقدمتها إلى أن هذا الكتاب كان قد آثار ضجة كبيرة في أوروبا وأمريكا عند صدوره في عام ١٩٩٨، حيث يتناول موضوعًا أصبح ينال قسطًا هائلاً من الأهمية، وهو: ظاهرة “التنكيد” و “المناكدة” في أوساط العمل، وهي التعبيرات التي ترادف لدينا كلمات “التحرش” و “الاضطهاد“. وتشير مؤلفة الكتاب إلى أنها تعمدت استعمال مصطلحات “المعتدي” و “المعتدي عليه“، لأنها ترى أن “الأمر عبارة عن عدوان واضح لا لبس فيه، حتى لو كان عدوانًا مستترًا خفيًا، هدفه الهجوم على هوية الآخر وشخصيته، وسحب كل ما يتمتع به من فردية وتفرد“.
يتناول الجزء الأول للكتاب العنف في إطار الحياة الخاصة. والعنف في مؤسسات الدولة. كما يتضمن الجزء الثاني وصفًا للأفعال المنحرفة التي يستند إليها التحرش والاضطهاد، والتي تتراوح ما بين الإغواء، والتواصل، وفرض السلطة وممارسة السخرية والهزء، والاحتقار، إلخ. كما تهتم بالمعتدى والضحية، وبخصائصهما النفسية. أما الجزء الثالث، فهو يشير إلى النتائج المترتبة على هذه الأفعال، سواء قصيرة المدى أو طويلة المدى. وينتهي هذا الفصل بتقديم النصائح العملية للزوجين والأسرة، والنصائح الخاصة بأوساط العمل، وأخيرًا يتناول قضية العناية النفسية بالضحايا.
وفي النهاية، تطرح علينا المؤلفة عددًا من التساؤلات، من بينها: كيف لنا أن نعيد سيادة الاحترام بين بني البشر؟ ما الحدود التي يقف عندها التسامح؟ وإذا ما عجز الأفراد عن إيقاف هذه الظواهر بمفردهم، فإن على المجتمع التدخل وتشريع القوانين الخاصة بذلك.