لماذا توصف المرأة بالحرباء؟

الثمن الذي ندفعه جميعا

سلمت بأنك أقوى.. أقوى…….

وأنا أضعف منك أيوه …….. أيوه ……. أيوه …….

لكن أنا كل ما بأضعف أدامك بأبقى الأقوى

بأسكت وبأقول لك أمرك ….. أؤمرنى يا مالك عمرى

تحلم وتفوق من حلمك وانت بتنفذ أمرى

أومر هتلاقى خضوع وتشوف في عنيا دموع

بأيديا وسهل عليا لكن هتعيش مخدوع

لو ضعفى اللى هيرضيك …. أنا دايما ملك ايديك

لكن عمرك ما هتقدر تاخد من غير ما أديك

بأسكت وبأقول لك أمرك ……..

أؤمرنى يا مالك عمرى…… تحلم وتفوق من حلمك

وانت بتنفذ أمرى …...

أغنية تعرفها جميعا للمطربة سميرة سعيد صدرت فى ألبوم لها فى أواخر التسعينيات، تثير هذه الاغنية قضية كبيرة، فمن ناحية هناك عشق الرجل الشرقى للمرأة التي تعمل طوال الوقت على إرضائه.. فها هي حبيبته أو زوجته، هو الأقوى والأذكى منها وهو الذى يريها كل ما في الحياة من خبرات وهي الأغبى ومهارتها أقل ولا تعرف حاجة في الدنيا، ومن ناحية هناك الإشارة إلى دهاء المرأة وكيفية إشعارها للرجل بقوته والتسليم السطحي بها وإجباره بالدهاء على تنفيذ ما تريد.

“كيد النساء غلب كيد الرجال” هذا هو المثل الذى تدغدغ به عواطف النساء کی تشعر بقوتها ولا تحزن على فقدانها لإرادتها الحرة. استوقفتني كثيرا جملة“أؤمر هتلاقى خضوع وتشوف ف عنيا دموع” فالتاريخ الذكورى يشبه دموع المرأة بدموع التماسيح ويصورها بالحرباء أو بالحية، وكأن الطرق الملتوية والغواية وأساليب اللف والدوران قد صنعت لها حتى تكرس صورة المرأة النمطية التي تصل دائما إلى الهدف من أبعد الطرق. وإذا واجهت المرأة الرجل بقوتها وذكائها يقال أنها تنتقص من رجولته وتحاول أن تكون له“الند بالند“.” لو ضعفى اللى هيرضيك…. أنا دايما ملك ايديك” لماذا يرضي ضعف المرأة الرجل؟ ولماذا يتصور الرجل أن قوة المرأة لن تتأتي إلا خصما من قوته؟ و لم لا يجعل الحب قوة لكليهما؟ و لم لا ينظر إلى لحظات الضعف الإنساني للمرأة والرجل على حد سواء على أنها لحظات ضعف إنساني ؟ ولماذ تتحدد“رجولة” الرجل دائما مقارنة“بضعف” النساء؟ هل هذه رجولة فعليا؟ هل هذه هي القوة ؟

تساؤلات عدة تطرحها كلمات الأغنية: هل هذا ما تريده أى امرأة ؟ ألا تعيش ذاتها – ألا تعبر عن حقيقتها ؟ وهل قدر للمرأة أن تعيش طوال الوقت حياة غير التي تبغيها؟ متى تستطيع البوح عما بداخلها دون خوف من مجتمع يتوقع منها أن تكون مثالا لـ” بنت الحلال اللي عايزة تعيش“.

لقد أصبح الخيار الاستراتيجي للمرأة في مجتمعنا الآن إما أن تكون مقهورة ذات دموع تماسيح أو قوية دون رجل، فأيهما تختارين؟ تحدد الإجابة عن هذا السؤال هوية كل منا والثمن الذي ستدفعه.