ماذا بعد الحقيقة ؟ ؟؟؟؟؟؟؟
من خلال البحث والدراسة والتعمق في المجتمع جغرافيًا واجتماعيًا وإنسانيًا عبر الدراسة الميدانية التي تبناها مشروع نساء على الطريق لإختيار المشاركات في المشروع والوقوف على اسباب ومعوقات المشاركة الحقيقية والفاعلة للنشيطات في المجتمع الأسوانى إصطدمنا بحقيقة وضع النساء الريفيات في مجتمعنا فأحسسنا بالآمهن وأحسسنا بأحلامهن التي كانت في حقيقتها هي مجرد حقوقهن في المساواة للنوع الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والإعتراف بهن كمواطنات لهن كل الحقوق وعليهن كل الواجبات.
وكانت وقفتنا الأكثر غرابة في أحد المراكز الإدارية بمحافظة أسوان ألا وهي ( مدينة كوم أمبو) فاصطدمنا بقصة واقعية من الميدان، قصة فتاة شابة في العقد الثالث من عمرها تحمل في قلبها كل حب لقريتها، كما تحمل حب الناس وحماس الشباب وثقة كل من حولها في أنها أملهم للحصول على حقوقهم، فتقدمت لإمتحان رئاسة القرية التي تقطن بها في المدينة بناءًا علي الإعلان المنشور عن المسابقة ويوم إعلان النتيجة كان الطبيعي والبديهي فوز الفتاة بمنصب رئاسة القرية لأنها حصلت مركز أول درجة ثانية ولكن المفاجاة أنه بعدما أعلنت بفوزها قرر المسؤل (سكرتير عام المحافظة) أنها لا تصلح لرئاسة القرية.
فلما سألت عن السبب كانت الإجابة مفاجأة لها ولنا وهي أنها فتاة كيف لها أن تصبح رئيسة قرية وتتواجد في كل الأوقات وكل المناطق وهي في مجتمع ذكوري يحمل كل تهميش وإستنكار لدور المرأة في المجتمع كما أن طبيعتها كأنثى لا تتحمل مشقة منصب رئيس القرية.
وكان السبب في هذه الإجابة عادات وتقاليد بالية تمنعها من حقها في مواطنة حقيقة وكاملة وتساءلت الفتاة لماذا كل هذه القسوة في تحطيم أحلامي ؟
وتعددت الأسئلة أين…….؟ ولماذا…….؟ و كيف……؟
ولكن السؤال الذي خطر ببالنا كمصريين ومصريات بلا حدود أين دور المجتمع المدني الذي يعمل علي تفعيل دور المرأة في المجتمع منذ زمن بعيد ؟
وللعلم وبعد دراسة وافية وحقيقة أيقنا أن قصة هذه الفتاة تتكرر مرارًا وتكرارًا لغيرها من الفتيات والنساء الحالمات بغد يحمل في طياته آمال ومستقبل واضح المعالم وبلد مزدهر بشعبه نساءً ورجالاً سواسية
أطلب العذر علي هذه النظرة الساخطة والمستنكرة للوضع الراهن للمرأة الريفية رغم ما وصلت إليه المرأة حاليًا في الحضر ولكننا عندما اصطدمنا بهذه الحقيقة اكتشفنا أن هناك تقصير في دور المجتمع المدني، وأن بعض أعضاء المجتمع المدني لا يملكون سوي الكلمات الرنانة في التدريبات والوعود الواهية في المؤتمرات و لكن ماذا بعد اكتشاف الحقيقة ؟
سؤال سنجيب عنه بأفعال وأنشطة ومساندة حقيقة وإحساس بمشكلات المجتمع الحقيقة وإبراز لدور المرأة في المجتمع حتى يتثنى لنا اكتشاف ماذا بعد الحقيقة.