متى تعتبر الولادة القيصرية عنف توليدي؟ ما بين الاستسهال والضرورة
تاريخ النشر:
سبتمبر 2023
متى تعتبر الولادة القيصرية عنف توليدي؟
ما بين الاستسهال والضرورة
في السنوات الأخيرة قد لاحظنا اتجاه عدد كبير من الأطباء لاختيار الولادة القيصرية كطريقة سهلة للولادة بدلًا من الطبيعية، وهناك بعض السيدات ترجح أيضًا القيام بولادة قيصرية بدلًا من الطبيعية، لعدم شعورها بآلام وإرهاق أثناء عملية الولادة، وتختار أن يكون الألم بعد الولادة وليس أثناءه، ولكن هناك مضاعفات كبرى لتكرار الولادة بالطريقة القيصرية أكثر من مرة، فهو ليس خيار صائب دائمًا، وهو ما يجب على الأطباء أن يوضحوه للحوامل، قبل اختيار تطبيقه، وخصوصًا إذا كانت حالة الحامل الصحية ووضع الجنين بشكل جيد، ولا تحتاج لمثل هذا النوع من الولادة.
ومن خلال الموضوع التالي نخبركم متى تعتبر الولادة القيصرية عنف توليدي، وستجيبنا في هذا الدكتورة “ماريا حلمي” أخصائية النساء والتوليد بسوهاج، فتصريحات خاصة لـ”صوت”.
في البداية علينا العلم أن مصطلح “العنف التوليدي” يطلق على اتخاذ أي اجراء غير ضروري أو غير لازم تجاه المريضة أثناء الولادة، ومن أشكاله الشهيرة هو اختيار الطبيب الولادة القيصرية بدون ضرورة إليها، وهذا بالإضافة إلى استخدام الألفاظ البذيئة أو المعاملة السيئة والإهانة أو الضرب أحيانًا لاستجابة المريضة لكلام الطبيب، وهو الأمر غير الجائز أبدًا للطبيب استخدامه، وذلك وفقًا لما أوضحته لنا أخصائية النساء والتوليد حول ما هو العنف التوليدي.
ويأتي السؤال متى يمكن أن يكون اختيار الولادة القيصرية من الطبيب للاستسهال فقط وليس للضرورة، فقد أوضحت الدكتورة أنه أصبح هناك اتجاه عام بين عدد كبير من أطباء النساء والتوليد حول اختيار الولادة القيصرية بدلًا من الطبيعية، لزيادة الوعي والعلم عن المضاعفات الموجودة للأجنة في الولادة الطبيعية، بالإضافة لزيادة وسائل التشخيص المبكرة، مثل: السونار، التي تساعد في تشخيص المشاكل الموجودة في وقت مبكر، وهذا أدى إلى اللجوء طبيًا للولادة القيصري في عدة حالات بدلًا من الطبيعية لحماية الطفل.
“الموضوع بعدها بدء يبقى متبادل بين الأطباء والسيدات وبدأت السيدات تختار تولد قيصري علشان ده مريح بالنسبة لها وبدء الأطباء توافق علشان الموضوع مش بياخد وقت كبير وبنحدد معاد الولادة بناءًا على طلب الأم”.. هكذا أوضحت الدكتورة “ماريا” سبب اختيار عدد كبير من الأطباء والسيدات للولادة القيصرية، وكأنه إجراء طبي عادي لا يحمل وراءه مضاعفات فجة، قد تؤدي إلى حدوث نزيف لا يمكن السيطرة عليه، بالإضافة إلى حدوث فتق في الرحم مع زيادة مرات شق البطن.
وقد أوضحت أخصائية النساء والتوليد، لـ”صوت” متى يكون اختيار الطبيب للولادة القيصرية شكل من أشكال العنف التوليدي، قائلة:
– إذا كان هناك إمكانية لانتظار فرصة أطول للولادة الطبيعية، أي لا يوجد داعي طبي للقيصرية في هذه الحالة.
– إذا كانت صحة الأم والجنين جيدة بشكل كبير.
– إذا كان الجنين بوضع جيد للولادة، ونبضه جيد، بالإضافة إلى أن كمية المياه حول الجنين كافية وجيدة له، فلا داعي أبدًا للاستعجال واختيار الطبيب للقيصرية بدلًا من الطبيعية.
– وإذا كانت السيدة لم تتعرض للطلق بعد، أي لا يوجد إنذار بالولادة، فيمكن الانتظار حتى الولادة الطبيعية.
في الفترة الأخيرة بعد الانتشار الواسع للولادة القيصرية بدأت مضاعفات القيصرية المتكررة تظهر على الحالات، وهذا بحسب ما أشارت إليه الدكتورة، موضحة لنا مضاعفات عملية القيصرية المتكررة بدون داعي على السيدات:
– الإصابة بمشكلات في المشيمة، مثل: المشيمة المتقدمة، والمشيمة الملتصقة.
– حدوث نزيف مفرط، في الولادة التالية، لتكرار عمليات القيصرية السابقة.
– حدوث فتق مع زيادة مرات شق البطن السابقة.
– كما لا يوصي الأطباء بتجربة المخاض بعد ثلاث عمليات قيصرية.
متى ينصح باختيار الولادة القيصرية بدلًا من الطبيعية
هناك حالات ينصح فيها باختيار الولادة القيصرية بدلًا من الطبيعية، ووقتها تكون القيصرية ضرورة واجبة على الطبيب لتطبيقها على الحامل، حتى يخرج الطفل سليم، وتكون الحالة الصحية للأم جيدة، وهي كالآتي:
– إذا حدث مضاعفات للجنين أثناء الولادة الطبيعية.
– إذا كانت الأم والجنين بحالة حرجة، ونبض الجنين غير منتظم.
– إذا حدث أن المياه حول الجنين أصبحت قليلة للغاية، وقد يتوفى الطفل في أي وقت.
– عند اتخاذ الجنين وضع غير طبيعي، فلا يمكن إجراء ولادة طبيعية.
– في حالات عسر الولادة، والتي تشمل المشكلات المتعلقة بتقدم المخاض مثل: التمدد الطويل لعنق الرحم أو فتحه، أو طول وقت الدفع بعد توسيع عنق الرحم بالكامل.
– عند الحمل بأكثر من طفل، مثل: الحمل بتوأمين أو ثلاث توائم، وقتها ينصح باختيار القيصرية، حتى لا تتعرض الأم والأجنة إلى الخطر.
– عند وجود مشكلة في المشيمة.
– إذا كانت الأم مريضة بأمراض القلب.
– عند وجود ورم ليفي كبير يسد قناة الولادة.
– عند تدلي الحبل السُري.
وأخيرًا، على كل سيدة حامل اختيار طبيب ثقة منذ البداية، يدلها للطريق الصحيح حول اختيار الولادة الطبيعية أم القيصرية، بالإضافة لاختيار منشأة مجهزة للتعامل مع كل أنواع الولادة، القيصرية والطبيعية، وتكون مجهزة أيضًا للحالات الطارئة.