مش من حقك شعارنا في احتفال يوم المرأة

تغطية:

“مش من حقك“.. تحت هذا الشعار “القاطع” احتفلت عدة منظمات أهلية بيوم المرأة العالمي يوم 30 مارس الماضي بحديقة ثقافة الطفل بالأزهر مؤكدة موقفًا حاسمًا ضد جميع أشكال التحرش بالمرأة، تلك الظاهرة التي خرجت مؤخرًا من شرنقة الصمت والتواطؤ الرسمي والمجتمعي عليها.

بدأ الاحتفال بعرض فيلم سجل لقطات شهيرة من ذاكرة السينما المصرية عن التحرش الجنسي بالنساء، كما سجل وقائع التحرش الجنسي التي شهدتها منطقة وسط البلد في عيد الفطر الماضي وكأس الأمم الأفريقية، كما سجل وقائع تحرش بالنساء في احتفالات مولد السيدة زينب، كما عرض أهم عناوين الصحف الرسمية حول حوادث التحرش في وسط المدينة، مبرزًا التناقض بين نفي أجهزة الأمن أنها حدثت وبين ما تم تسجيله وتصويره من قلب الحدث.

الفيلم رؤية المخرج “محمد سليمان” وعقب الفيلم قدمت “نولة درويش” عضو مجلس أمناء مؤسسة “المرأة الجديدة” تقريرًا رصدت فيه تغطية بعض وسائل الإعلام المقروءة لظاهرة التحرش الجنسي بالإناث خلال الفترة من يوليو ٢٠٠٦ إلى مارس ٢٠٠٧، وتوصلت استنتاجات الرصد إلى حدوث اهتمام بقضية التحرش الجنسي بالنساء أثارته أحداث عيد الفطر في أوساط الإعلام المكتوب وتسميته باسمه دون مواربة – التحرش الجنسي – رغم عدم توافر العمق الكافي في فهم أبعاد هذه الظاهرة، وإرجاعها في حالات كثيرة إلى الرغبة الجنسية، كما لاحظت تناول القضايا بطريقة موسمية عندما تقع حوادث “ساخنة” تستدعي إثارتها.

ونؤكد ملاحظة مهمة جاءت في التقرير، وهي غياب كبير للوعي بالبعد المتعلق بتأثير الثقافة والقيم الذكورية على أوضاع النساء بصفة عامة، وفي مجال العنف الممارس ضدهن بصفة خاصة.

كما أبرزت مقالات رأي القراء أن الطريق مازال طويلاً أمام امتلاك الجمهور الواسع الوعي العميق فيما يتعلق بقضايا النساء، وأسبابها، وتداعياتها من هنا أكدت توصيات التقرير ضرورة وضع خطة عمل تهدف إلى فتح باب الحوار بين الإعلاميين (نساءً – ورجالاً) لفتح أبواب الإعلام بصورة أوسع أمام نشطاء المجتمع المدني المدافعين عن حقوق النساء، وأن تهتم خطة العمل ببذل جهود منتظمة للخوض في المسائل الشائكة، أو المسكوت عنها اجتماعيًا، خاصة تلك التي تتعلق بانتهاكات موجهة ضد بعض فئات المجتمع ولها طابع مستمر، مع عدم الاكتفاء بالتداخلات الموسمية.

كما قدم الدكتور “يسري مصطفى” المدير التنفيذي لمؤسسة المرأة والذاكرة عرضًا لخطة عمل لمناهضة التحرش الجنسي تهدف إلى خلق وعي ثقافي واجتماعي مناهض لممارسات التحرش الجنسي، وحث الهيئات العلمية على الاهتمام بدراسة الظاهرة، وأكد ضرورة مواجهة ظاهرة التحرش الجنسي سواء في العمل أو الشارع أو داخل البيوت، وأشار إلى أن إخفاء النساء للتحرش بهن، يسهم في تفشي الظاهرة کمرض صامت في المجتمع بما يعنيه ذلك من إهانة لكرامة النساء والرجال أيضًا.

وفي نهاية الندوة التي أدارتها “عزة كامل” – مدير مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية أكدت ضرورة وضع مبادئ عامة تتحمل فيها الدولة مسئوليتها برد العنف الواقع على النساء، ومعاقبة كل من يقوم بفعل عنيف ضد المرأة وذلك تحت شعار “معًا من أجل كرامتنا، معًا نناهض التحرش الجنسي بالنساء“.

أنا مش خايفة

احتفل مع المنظمات بيوم المرأة كل من الفنانتين “لانا مشتاق” – عراقية – و “دنيا مسعود” بأغنيات جذبت الحضور وجعلتهم يصفقون مرددين ما تغنيه الفنانتين.

كما قدم فريق جمعية روح الشباب لخدمة البيئة عرضًا مسرحيًا يستحق الوقوف عنده وتحيته بعنوان “حرفة عريان“: حيث قدم تاريخًا لمهنة جمع القمامة منذ بدايتها والمعاناة التي واجهها الأوائل والمؤسسون في هذه المهنة حتى الوصول إلى تقديم حلول تنموية من قلب البيئة وللحفاظ عليها،

ومن المؤكد أن هذا العرض هو رد عملي على من يستوردون من الخارج من يجمع لنا قمامتنا، بينما يعيش أصحاب البلد وأصحاب المهنة حالة من عدم الاستقرار بل والمطاردة مع التضارب والتخبط المستمر للقرارات السياسية وهم في كل المراحل – كما أكد العرض – يحاولون التكيف والاستمرار.

وقبل موعد الاحتفال بيوم المرأة وبينما الزميلة “دلال صلاح” – المديرة التنفيذية للمؤسسة – غارقة “لشوشتها” في الإعداد والتنسيق مع المنظمات المشاركة وفي تصميم بطاقات الدعوة والشعار كانت زميلتنا الشابة “زينب حسن” غارقة “لشوشتها” أيضًا في ورشة عمل لإعداد معرض كاريكاتير شارك فيه شباب من طلبة الجامعات والمعاهد العليا، أشرف عليه الفنان “حسانين” وخرج المعرض ليشاركنا احتفالنا برسومات حية ورشيقة وساخرة، وتؤكد أن بيننا رجالاً وشبابًا يقولون معنا لمن يتحرش بالنساء: “قف، مش من حقك“. وخرجنا جميعًا من الاحتفالية ونحن أكثر قوة وإصرارًا على السير في الشارع قائلين بأعلى صوت : “أنا مش خايفة“.