مفاهيم النساء عن الصحة الإنجابية في ثلاثة مجتمعات حول بيروت – لبنان

مفاهيم النساء عن الصحة الإنجابية

في ثلاثة مجتمعات حول بيروت لبنان

ملخص

تهدف هذه الدراسة إلى استنباط تعريفات لمفهوم النساء عن الصحة الإنجابية في ثلاثة مجتمعات حول بيروت لبنان، كجزء من مكون الصحة الإنجابية في دراسة أكبر عن الصحة في الحضر. اتسمت المجتمعات المختارة بالفقر والحراك بين الريف والحضر والتباين السكانى حيث تسكنها مجموعات من اللاجئين والمهاجرين. من بين عينة عشوائية قوامها ۱۸6۹ امرأة استكملن استبيانًا في الدراسة الأكبر، تم اختيار عينة فرعية عشوائية تضم ۲۰۱ امرأة لهذه الدراسة. تضمنت مفاهيم النساء عن الصحة الإنجابية الجيدة ثلاثة أفكار رئيسية عبرن عنها بطرق مختلفة في المجتمعات الثلاثة. شملت مفاهيمهن الصحة الجسدية والعقلية الجيدة، وأكدن على أهمية وجود أنشطة لتعزيز الصحة. كما أكدن على أن قدرتهن على إنجاب وتربية الأطفال، وممارسة تنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات، وممارسة الحمل والأمومة بشكل آمن أمر محوري لواجباتهن الإنجابية ووضعهن الاجتماعي. وأخيرًا أوضحت الدراسة أن النساء ينظرن إلى الصحة الإنجابية في إطار الوضع الاقتصادي والعلاقات الزوجية الجيدة وقدرتهن على مواصلة الحياة. وقد أشارت تلك النتائج إلى الحاجة إلى أهمية أن تراعي التدخلات ليس فقط صحة النساء خلال مجمل دورة حياتهن، بل كذلك صحة أزواجهن وأسرهن، وأهمية الإنجاب ليس من منظور الخدمات الصحية فحسب، وإنما في علاقته بأدوار النساء ومسئولياتهن داخل إطار الزواج والأسرة، ووضع الظروف الاجتماعية – الاقتصادية القاسية في مجتماعتهن في الحسبان.

Women’s Perceptions of Reproductive Health in Three Communities around Beirut, Lebanon, May 2005, 13(25). Afamia Kaddour, Raghda Hafez and Huda Zurayk

جميع الحقوق محفوظة لمجلة قضايا الصحة الإنجابية ٢٠٠٥

شهد العقد المنصرم تنامي الاهتمام بالصحة الإنجابية على مستوى العالم. وقد كان المحرك الرئيسي لتلك الظاهرة هو المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المنعقد عام ۱٩٩٤ في القاهرة. وقد رسخ هذا المؤتمر مفهومًا جديدًا وشاملاً للصحة الإنجابية بفضل جهود المشاركين من صانعي السياسات والباحثين ومقدمي الخدمات الصحية وأساتذة الجامعات والنسويات والنشطاء في مجال الصحة من الدول المتقدمة والنامية(1، 2).

وبالرغم من أنه سبق انعقاد المؤتمر نقاشات مهمة حول الصحة الإنجابية ومحاولات لتعريفها، فإن التوجه الجديد المطروح مثَّل تحولاً جذريًا عن الخطاب السكاني. لقد كان هناك شبه إجماع على أن المؤتمر أفرز نقلة مفاهيمية، وتحول من التركيز على القضايا العامة إلى التركيز على هموم الحياة اليومية، وإعطاء مرتبة أعلى عند مناقشة السياسة السكانية لحقوق الأفراد فيما يتعلق بالشئون الجنسية والإنجاب وليس للنظريات الديموغرافية(3، 4). لقد تناول المفهوم الجديد مجالات حساسة طال تجاهلها، خاصة في المجتمعات الأبوية، مثل السلوك الجنسي والخيارات الإنجابية(5)، وركز على التأثير الشديد لعلاقات القوى غير المتكافئة بين الرجال والنساء على السلوك الجنسي والخيارات الإنجابية. ومن بين الإنجازات الرئيسية الأخرى للمفهوم الجديد للصحة الإنجابية، كان وضع احتياجات النساء في مجال سني أوسع في الحسبان، من خلال مقاربة تشمل دورة حياة المرأة بالكامل بدلاً من التركيز على سنوات القدرة على الإنجاب فقط(6، 7). كما غطى المفهوم الجديد مجموعات كانت مهملة من قبل كالرجال والمراهقين تحديدًا.

ولقد أكد عديد من الأساتذة والمدافعين عن الرعاية الصحية، خاصة في الدول النامية على أن المفهوم السائد والمستخدم حول العالم عن الصحة الإنجابية لا ينطبق بالضرورة على الثقافات المختلفة(6، 8). وترى كارلا مخلوف أن مفهوم الصحة الإنجابية يتم تشكيله وفق الثقافة السائدة. أي أن هذا المفهوم هو نتاج للتحولات التاريخية والأخلاقية والقانونية الخاصة بكل بلد. وبناءً على ذلك فإن إعداد وتنفيذ البرامج لا يتضمن مجرد تنفيذ المبادئ واختيار الخطوات اللازمة فحسب، بل أنه عملية ترجمة عبر الثقافات المختلفة“.

إذا أخذنا مثلاً تعريف الصحة الإنجابية – الذي وضعته مجموعة عمل الصحة الإنجابية وهي شبكة إقليمية مستقلة تضم باحثين من مصر ولبنان وفلسطين وسوريا وتركيا – قدرة المرأة على الحياة خلال سنوات الخصوبة وبعدها وهى تتمتع بحرية الخيار الإنجابي والكرامة والحمل الناجح وأن تكون خالية من أمراض النساء ومخاطرهانجد أنه يؤكد على فكرة الكرامةكمكوِّن للصحة الإنجابية. ويغيب مفهوم الكرامة عن تعريف المؤتمر الدولي للسكان بالرغم من كونه ضروريًا بالنسبة للمرأة في المنطقة العربية كجزء لا يتجزأ من مفهومها عن الصحة الإنجابية(9). وعليه فإن تبني خطة عمل عالميةللصحة الإنجابية لا يمكنها أن تحقق أهدافها بدون أن تتضمن التعريفات والمفاهيم (وبالتالي خطط العمل الخاصة بدولة معينة) تعريفات المرأة للصحة الإنجابية ولاحتياجاتها في ظروف معينة.

ويُعتقد أن نجاح برامج الصحة الإنجابية يعتمد بدرجة كبيرة على إشراك النساء في وضع أولويات القضايا الصحية؛ حتى تكون الخدمات مرتبطة بحياتهن ومقبولة ثقافيًا(١٠). ويمكن لذلك التفكير بدوره أن يدعم ويعزز النساء ويمهد لهن الطريق للتعبئة من أجل الحصول على حقوقهن الإنجابية(١١). بالإضافة إلى ذلك، فقد تلا المؤتمر الدولي للسكان والتنمية العديد من الدراسات التي حاولت استكشاف منظور النساء لقضايا الصحة الإنجابية النابعة من تعريف المؤتمر الدولي للسكان والتنمية.

وفي هذا البحث تم سؤال نساء في ثلاثة مجتمعات فقيرة تقع في ضواحي بيروت – لبنان، عن تعريفهن الخاص لمفهوم الصحة الإنجابية. وهذه الدراسة هي محاولة أولية لاستكشاف مفهوم النساء الفقيرات عن الصحة الإنجابية، وذلك على أساس فرضية أن هؤلاء النساء يربطن المعنى بالمفهوم في إطار سياق اجتماعي اقتصادي خاص. وكان هدفنا هو المساهمة في دمج رؤى النساء في تعريفات مفيدة للصحة الإنجابية. وذلك لجعل الإستراتيجيات المجتمعية المستخدمة لتحسين الصحة الإنجابية أكثر ارتباطًا بالنساء في تلك المجتمعات.

ويمثل هذا البحث جزءًا من دراسة أكبر عن الصحة في الحضر أجراها عام ۲۰۰۲ مركز بحوث السكان والصحة بكلية العلوم الصحية بالجامعة الأمريكية في بيروت.

وقد شمل المسح ثلاثة فئات سكانية داخل الأسرة: المراهقين (بنين وبنات)، والنساء اللاتي سبق لهن الزواج، والمسنين (رجالاً ونساء) وقد استكشفت الدراسة بشكل خاص الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تؤثر على الأبعاد المختلفة للصحة لتلك المجموعات – الثلاث، مع التركيز على الفقر، ورأس المال الاجتماعي، وتقسيم العمل وفقًا للنوع الاجتماعي، وعمل النساء والتهجير والهجرة.

 تم اختيار ثلاثة مجتمعات هي حي السلوم ومخيمي برج البراجنة والنبع، المتجاورين في ضواحي بيروت، عاصمة لبنان – بناءً على المعايير التالية: وجود كثافة سكانية عالية، وانتشار الفقر، والحراك بين الريف والحضر بما في ذلك السكان المهجرين بسبب الحرب، والافتقار إلى البنية التحتية الأساسية، بالإضافة إلى تباين التركيبة السكانية. حي سلوم { بما أن عدد السكان في هذا المجتمع مرتفع نسبيًا ( ١٠٠، ٠٠٠ نسمة(16))، لم يشمل البحث إلا أكثر الأحياء حساسية وهي التي تقع جانب النهر }. هو أكبر مستوطنة لبنانية عشوائية تقع على أطراف الضواحي الجنوبية لبيروت، وهي منطقة تتسم بالفقر الشديد والكثافة السكانية العالية، وغالبية سكانها من الشيعة المهجرين من جنوب لبنان ومنطقة البقاع في شرق لبنان بسبب ظروف الحرب وسوء الأحوال الاقتصادية. يعاني هذا المجتمع من ضآلة الخدمات المدنية والحكومية المتاحة، وضعف البنية التحتية، وسوء حالة المباني، واكتظاظها بالسكان، والمشاكل البيئية الناجمة عن إلقاء المصانع المجاورة للقمامة والنفايات الصناعية في نهر الغدير. تتوفر خدمات الرعاية الصحية الخاصة في المنطقة بالإضافة إلى الخدمات الصحية العامة بما فيها خدمات الصحة الإنجابية خاصة خدمات رعاية الأم والطفل وتنظيم الأسرة التي يقدمها عدد محدود من المنظمات غير الحكومية المحلية التي تتوجه للأسرة، وكذلك مركز التنمية المجتمعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية. إلا أن اللجنة الصحية لحزب الله تظل هي المقدم الرئيسي لمختلف أنواع الخدمات الصحية.

يقع مخيم برج البراجنة أنشئ عام ١٩٤٩ ليستوعب اللاجئين الفلسطينيين من الجليل (شمال إسرائيل حاليًا) – في الجنوب من وسط بيروت، وهو يعد من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. الظروف الاجتماعية والاقتصادية داخل المخيم سيئة بوجه عام؛ حيث توجد كثافة سكانية عالية، وبنية تحتية أساسية غير كافية، وظروف معيشية متدهورة. ولأنهم يعتبرون أجانب، فالنازحون إلى المخيم ممنوعون بموجب القانون من العمل إلا في حدود ٦٠ مهنة أو حرفة، كما أنه لا يمكنهم الحصول على أية خدمات صحية أو اجتماعية حكومية أو تسهيلات تعليمية. ويعتمد سكان المخيم بدرجة كبيرة على وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين (الأونروا) في الحصول على تلك الخدمات، وقد تعرضت الوكالة إلى خفض في ميزانيتها(١٦). وتقوم المراكز الصحية المجتمعية لوكالة الغوث بإعداد ندوات توعية وورش عمل تعليمية للنساء حول الصحة الإنجابية ومكوناتها، وهي خدمات غير متوفرة للنساء في المجتمعات الأخرى. كما تقدم تلك المراكز خدمات خاصة بالصحة الإنجابية، خاصة خدمات تنظيم الأسرة وصحة الأم والطفل.

أما منطقة النبع فهي جزء من الضواحي الشرقية للعاصمة بيروت والتي نمت نتيجة للهجرة من جنوب لبنان ومنطقة البقاع. تتسم هذه المنطقة التي تأوي عددًا كبيرًا من المهاجرين المتنقلين، بسوء البنية التحتية والازدحام الشديد والظروف المعيشية دون المستوى. وقد بدأت الهجرة إلى منطقة النبع قبل الحرب الأهلية كجزء من عملية النزوح للحضر، حيث سعت الفئات الشيعية الريفية والمهاجرين المسيحيين إلى فرص العمل داخل المدينة وحولها. وقد شهد المجتمع في فترة ما بعد الحرب تدفقًا للعمالة الوافدة (من آسيا وسوريا ومصر)، حيث إن سوق العمل اللبناني يستوعب العمالة منخفضة الأجر. وتقدم العديد من المنظمات غير الحكومية المحلية الخدمات الاجتماعية والصحية، بما فيها صحة الأم والطفل وخدمات تنظيم الأسرة في تلك المنطقة. وهناك مركز تنمية مجتمعية تابع لوزارة الشئون الاجتماعية في منطقة النبع، يقدم هذا المركز خدمات صحية واجتماعية، إلا أنه بسبب تنوع المشكلات الصحية في هذا المجتمع وكذلك محدودية التمويل، لا يمكن لتلك الخدمات أن تغطي جميع الاحتياجات(16).

البيانات والأساليب المستخدمة

دراسة الصحة العامة في الحضر

تم إجراء دراسة الصحة في الحضر على مرحلتين، وتضمنت أربعة استبيانات طويلة باللهجة العامية. تم أخذ عينة من ثلاثة آلاف أسرة باستخدام العينات العشوائية على مرحلتين، في المرحلة الأولى (مايو – يوليو ۲۰۰۲) قامت ۲۷۸۱ امرأة (بنسبة استجابة 92.7%) باستكمال استبيان الأسرة. وقد استخلص الاستبيان معلومات عن كل عضو في الأسرة، وقام بتغطية النواحي الديموغرافية، وكذلك أوضاع التعليم والدخل والهجرة والعمالة وتقسيم العمل المنزلي، وذلك عن طريق زوجة رب الأسرة في المقام الأول.

وفي المرحلة الثانية (أكتوبر ۲۰۰۲ – يناير ۲۰۰۳)، تم عمل مقابلات مع أفراد من جميع أسر العينة. تم طرح الاستبيان الخاص بالصحة الإنجابية بين جميع النساء اللاتي سبق لهن الزواج في الشريحة العمرية ما بين

١٥ ٥٩ سنة. كما تم طرح الاستبيان الخاص بصحة المراهقين بين البنين والبنات غير المتزوجين ما بين ١٣ – ١٩ سنة، وكذلك تم طرح الاستبيان الخاص بصحة المسنين بين الرجال والنساء فوق سن الستين. وقد تضمن الاستبيانان الأخيران أسئلة للبنات والنساء عن الصحة الإنجابية.

تضمن مكون الصحة الإنجابية حوالي ٣٠٠ سؤالاً بعضها مفتوح والبعض الآخر محدد الإجابة، تغطى الإدراك العام للصحة ومشكلات الصحة العامة والإنجابية الحالية وتاريخ الحمل والولادة والعقم وتكوين الأسرة واستخدام وسائل منع الحمل وسن ما بعد انقطاع الدورة الشهرية واستخدام خدمات الصحة الإنجابية. وقد استهدفت الأسئلة المفتوحة التبصر بآراء ومعتقدات وممارسات النساء حول حالتهن الصحية، وكذلك صحتهن الإنجابية والقضايا المرتبطة بها.

تم جمع البيانات من خلال المقابلات التي أجرتها عاملات ميدانيات تم انتقاؤهن من المجتمعات الثلاث حتى يحظين بقبول وثقة الأهالى والأسر، وكذلك للاستفادة من معارفهن في مرحلة التصميم، ولإكساب أهالي تلك المجتمعات المزيد من المهارات وفرص العمل. أتمت غالبية العاملات الميدانيات دراستهن الثانوية ويمتلكن بعض الخبرة في مجال المسوح الميدانية، وقد تم تدريبهن قبل مرحلتي هذه الدراسة لتنمية مهارتهن في إجراء المقابلات، كما دخلن في مناقشات عميقة حول أهداف الدراسة وأدواتها، كما أجرين اختبارات استطلاعية في المجتمعات موضع الدراسة. وقد استهدفت الاختبارات الاستطلاعية لاستبيان الصحة الإنجابية ضمان استخدام اللغة المناسبة سهلة الفهم بالنسبة للنساء. تم السعي إلى الحصول على موافقة جميع المشاركات، ومن بين ٢٤٠٠ امرأة مؤهلة للإجابة، استكملت ١٨٦٩ امرأة الاستبيان (77.8%). كان السبب في عدم إجابة البعض هو انتقال بعض الأشخاص خارج المجتمع موضع الدراسة.

هذا البحث قائم على سؤال واحد مفتوح الإجابة يهدف إلى استخلاص مفهوم النساء عن الصحة الإنجابية. وقد تم اختبار صيغة السؤال مع ٤٠ امرأة يعشن في مجتمعات مشابهة لتلك التي يتعرض لها البحث بالدراسة. تم استخدام صياغات مختلفة للسؤال لضمان أن تدور إجابات النساء حول المفهوم نفسه، وكانت الصياغة النهائية للسؤال على النحو التالي: “ماذا يعني لك أن تتمتع المرأة بصحة إنجابية سليمة؟

من المهم أن نؤكد هنا على أن تعبير الصحة الإنجابيةليس جزءًا من اللغة الدارجة اليومية للنساء في منطقتنا، فهن يستخدمن بدلاً منه مصطلح الصحة النسائية“. إلا إننا استخدمنا في الاستبيان مصطلح الصحة الإنجابيةالشائع الاستخدام بين الخبراء في العالم العربي، لفهم ماذا يعني ذلك المفهوم بالنسبة للنساء. تم اختيار عينة فرعية عشوائية مكونة من ۲۰۱ امرأة من بين ١٨٦٩ امرأة اللاتي استكملن استبيان الصحة الإنجابية ثم تم تقسيمهن حسب المجتمع الذي ينتمين إليه لاستكشاف البيانات. بلغ متوسط أعمار النساء ٣٧ سنة (في مدى من ١٨ ٥٩ سنة). كانت أغلبية النساء متزوجات (92.5%) وتلقى نحو 44% منهن ١٢ عامًا أو أكثر من التعليم، فيما لم تتلق ۱۷% منهن أي قسط من التعليم على الإطلاق. كانت غالبية النساء ربات منزل وكانت ١٠% منهن فقط، عاملات خارج المنزل. اشتركت المجتمعات الثلاث في هذه المتغيرات، باستثناء النساء من منطقة النبع؛ حيث كان متوسط أعمارهن أكثر ارتفاعًا. كانت العينة الفرعية مشابهة للعينة الإجمالية للنساء اللاتي استكملن استبيان الصحة الإنجابية من حيث المتغيرات الديموغرافية الاجتماعية.

كان التدقيق في الأسئلة من قبل القائمين على إجراء المقابلات محدودًا، وذلك تماشيًا مع الطبيعة الاستطلاعية للبحث، وكذلك للتمهيد للمزيد من الأبحاث النوعية المتعمقة. كانت العينة صغيرة بغرض التيسير وسهولة إجراء المقابلات، ولكن بالرغم من عدم إمكانية تعميم الإجابات، فإن تلك الإجابات تعتبر مؤشرًا جيدًا لمفاهيم النساء في هذه المجتمعات.

تم تحليل البيانات باللغة العربية باستخدام أسلوب التحليل وفق الأفكار الرئيسية. تكونت غالبية الإجابات من عدة عبارات قصيرة، مما قلل من فرصة استيضاح المعاني الكامنة داخل تلك العبارات. تم تحليل الأفكار النهائية، ثم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.

النتائج

أسفرت الإجابة عن سؤال ماذا يعني لك أن تتمتع المرأة بصحة إنجابية جيدة؟ عن تسع أفكار رئيسية (جدول

جدول رقم 1

تعريفات النساء المتزوجات لمفهوم الصحة الإنجابية (ع = ٢٠١)

التعريف

حي سلوم

برج البراجنة

النبع

مجموع

% إجمالي

العبارات

(ع = 384)

% إجمالي

العينة

(ع = 201)

الصحة

الصحة الجيدة

39

29

29

97

25.3

48.3

الصحة العقلية والنفسية الجيدة

20

4

8

32

8.3

15.9

الأنشطة الخاصة بتحسين الصحة

8

8

17

33

8.6

16.4

المجموع الفرعي

67

41

54

162

42.2

80.6

الإنجاب

القدرة على الحمل وتربية الأطفال

37

15

11

63

16.4

31.3

تنظيم الأسرة

1

37

5

43

11.2

21.4

الحمل والأمومة الآمنة

1

26

0

27

7.0

13.4

المجموع الفرعي

39

78

16

133

34.6

66.2

المحيط الاجتماعي

الوضع المالي الجيد

7

34

3

44

11.5

21.9

العلاقات الزوجية الجيدة

10

2

2

14

3.6

7.0

الشخصية القوية

5

2

0

7

1.8

3.5

المجموع الفرعي

22

38

5

65

16.9

32.3

لا أعلم

6

2

16

24

6.3

11.9

رقم ١)، تم تصنيفها في ثلاث مجموعات تغطى الصحة والإنجاب والمحيط الاجتماعي. قالت ٢٤ امرأة (١٢% من ۲۰۱ امرأة) أنهن لا يعرفن معنى الصحة الإنجابية؟كانت غالبية هؤلاء النساء من منطقة النبع وكن أكبر سنًا وأقل تعليمًا من باقي النساء في العينة.

الصحة الجيدة

اعتبرت غالبية النساء الصحة نقطة الانطلاق في شرح لمفهومهن عن الصحة الإنجابية الجيدة، بما في ذلك الصحة الجيدة بوجه عام والصحة العقلية والنفسية الجيدة وجميع الأنشطة التي تساهم في تعزيز الصحة{ تم توجيه العاملات الميدانيات بتجنب شرح معنى الصحة الإنجابية للسيدات حتى لا ينتفي الغرض من السؤال الذي يهدف إلى استنتاج مفاهيم النساء. وإذا أصرت امرأة على أنها لم تسمع بالمفهوم من قبل ولا تعرف ماذا يعني، انتقلت العاملة الميدانية إلى السؤال التالي}.

عبرت ۹۷ امرأة (٤٨%) عن الحاجة إلى الصحة الجيدة. كانت تلك الإجابة ملحوظة في المجتمعات الثلاثة. قامت ۲۲ امرأة بشرح مفهومهن عن فكرة الصحة الجيدة“. وصفت النساء في حي سلوم ومخيم برج البراجنة الصحة الجيدة بأنها الخلو من المرض مدى الحياة سواء كان المرض جسديًا أو نفسيًا أو عقليًا“. وأضافت النساء في برج البراجنة كذلك الخلو من الآلام والشكوى والتعرض لأي شيء مضر، وأيضًا التمتع بالقوة والحيوية للعمل {المقصود هنا الأعمال المنزلية، حيث إن غالبية النساء لا يعملن خارج المنزل}. أما في منطقة النبع فقد ربطت الإجابة السائدة الصحة الجيدة بالنحافة والتمتع بجسم صحي هي امرأة بصحة جيدة لا تعاني من أمراض النساء مثل الالتهابات“.

اعتبرت أربع نساء (واحدة من حي سلوم وثلاث من المنبع) أن الصحة الجيدة هي نعمة من الله. وارتبطت الصحة الجيدة عند ٢٤ امرأة بمفهوم خاص بدور النساء في المجتمع، حيث إن الإنجاب هو الذي يعطي الصحة الجيدة تلك الأهمية، لأنها وسيلة للوفاء بواجبات المرأة الرئيسية كزوجة وأم.

الصحة الإنجابية الجيدة هي سلامة الصحة بهدف القدرة على الولادة “.

الصحة الإنجابية الجيدة هي سلامة الصحة بهدف القدرة على الوفاء بالواجبات المنزلية والزوجية “.

اعتبرت النساء صحة أسرهن جانبًا مهمًا من الصحة الجيدة بالرغم من أن السؤال كان عن صحتهن الشخصية بالتحديد. ويعني ذلك أن مفاهيم النساء تعدت صحتهن كأفراد لتشمل صحة أسرهن، مما يكوِّن رؤية خاصة للذات (١٧).

الصحة الإنجابية الجيدة تعني أن تتمتع المرأة وزوجها وأطفالهما بصحة جيدة “.

الصحة العقلية والنفسية الجيدة

ركزت ۳۲ امرأة غالبيتهن من حي سلوم على الصحة النفسية في شرحهن للصحة الإنجابية الجيدة. والمقصود بالصحة النفسية هنا الراحة النفسية وخلو البال والحياة المريحة “. أكدت النساء من مخيم برج البراجنة على خلو البال وغياب المشاكل العائلية، بينما عرّفت النساء من النبع المرأة التي تتمتع بالصحة الإنجابية الجيدة بأنها امرأة مسترخية وخالية من المشاكل“.

الأنشطة الخاصة بتحسين الصحة

كان النشاط الخاص بتحسين الصحة هو إحدى الأفكار التي ظهرت خاصة بين النساء من النبع. والمقصود هنا هو مسئولية النساء تجاه صحتهن، حيث أن الصحة الجيدة لا تُمنح، وإنما تتحقق من خلال جهودهن الخاصة. ركزت هؤلاء النساء على الصحة الجسدية والحاجة إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية مثل الزيارة المنتظمة للأطباء، وإتباع نصائحهم، وإجراء مسحات من عنق الرحم سنويًا، وتجنب الأمراض المعدية والجو البارد، واتباع نظام غذائى جيد، وتناول الأطعمة المغذية وممارسة الرياضة. كما أن على النساء أن يكن نشيطات وأن ينلن قسطًا وافرًا من الراحة وألا يرهقن أنفسهن وألا يزيد وزنهن أو يُدخن أو يشربن الخمور. ومرة أخرى كانت أهمية تحسين الصحة راجعة إلى الوفاء بالواجبات المنزلية وضمان المصلحة العامة للأسرة.

ذكرت سبع نساء من المجتمعات الثلاث أهمية الصحة النفسية والتي وُصفت بأنها الإدارة الأفضل للحياة وعدم الاستغراق في المشاكل والتعامل مع الواقع، وعدم الغضب وامتلاك القوة الداخلية، والصبر، وتجنب الأحداث المثيرة للأعصاب.

كان الإنجاب هو نقطة الانطلاق الثانية الأكثر تكرارًا لتعريف وشرح مفهوم الصحة الإنجابية. كانت النساء في مخيم برج البراجنة هن أكثر من أشرن إليه، وكانت تعريفاتهن أقرب إلى تعريف المؤتمر الدولى للسكان والتنمية. شمل التعريف بشكل رئيسي القدرة على الحمل وتربية الأطفال والتخطيط والمباعدة بين الولادات والحمل والأمومة الآمنين.

هناك مفهوم سائد بين النساء في أغلب المجتمعات العربية، وهو أن النساء غير المنجبات يواجهن صعوبات كثيرة عند الكبر، حيث يلعب الأبناء دورًا بديلاً للتأمين الاجتماعي. الكثير من النساء غير المنجبات مهددات بالطلاق والفقر والعوز المترتبين على ذلك خاصة، في المجتمعات الفقيرة(۱۸). لذلك تعتبر المرأة القادرة على إنجاب الكثير من الأطفال الأصحاء أنها تتمتع بصحة جيدة أكثر من غيرها، وأن هذه القدرة تمنحها القوة والنفوذ في محيط حياتها.

القدرة على حمل وتربية الأطفال

مثلت الأمومة أو القدرة على الإنجاب جانبًا مهمًا من معنى الصحة الإنجابية بالنسبة للنساء في المجتمعات الثلاثة، خاصة حي سلوم. اعتبرت النساء أن الأمومة هي تحقيق للدور الرئيسي للنساء وهو حمل وإنجاب أطفال أصحاء. تعتبر القدرة على الحمل ضرورية ومرغوب فيها؛ لأن الأطفال هم أساس السعادة الزوجية. كانت القدرة على الحمل بدون تدخل طبي مهمة للغاية بالنسبة لسيدتين من حي سلوم؛ حيث أن التأخر في الحمل يعني الوصم بالعار في عيون المجتمع.

المرأة القادرة على الإنجاب أفضل من المرأة غير القادرة “.

رأت النساء أن الإنجاب واجب ضروري لضمان الصحة الإنجابية الجيدة. لم يبرز مفهوم الاختيار فيما يتعلق بالحمل والإنجاب كعامل مهم. ولكن ذلك لا يعني أن الخيارات والحقوق لا تهم هؤلاء النساء، وإنما كانت الاختيارات تتم فيما يتعلق بالتبعات المؤثرة على مستقبلهن، خاصة الأمان عند الكبر ووضعهن داخل المجتمع. وبناءً على ذلك كانت اختياراتهن تملى عليهن من منطلق واجب المرأة في إنجاب العديد من الأطفال. وتتماشى هذه النتيجة مع ما ورد في الأدبيات، حيث ذكرت أخطار ووينكفيست(۱۹) أن الإنجاب يعتبر مُكون محوري لهوية النساء وهو الطريق الوحيد للأنوثة الأصيلة. ووفقًا لهاريس وسميث(٢٠) تكتسب النساء وضعهن الاجتماعي من خلال وظائفهن الإنجابية، وهكذا فإن صحتهن الإنجابية لها تداعيات مهمة على وجودهن بشكل عام.

أضافت أربع نساء من مخيم برج البراجنة قدرة النساء على تربية أطفالهن تربية حسنة كعامل مكمل لمفهومهن عن الصحة الإنجابية الجيدة. ويكتسب هذا العامل أهميته لأن الأطفال حسني التربية يصبحون مواطنين صالحين قادرين على خدمة مجتمعهم والأجيال التالية.

أكدت امرأة أخرى من المخيم على أهمية وجود منزل خاص للأسرة منفصلاً عن العائلة الممتدة، حتى تتمتع الأم بالحرية والاستقلالية في تربية الأطفال.

تنظيم الأسرة

كان تنظيم الأسرة إحدى الأفكار الأخرى التي ظهرت خاصة في عبارات النساء من مخيم برج البراجنة؛ حيث ذكرن أن تحديد عدد المواليد والمباعدة بين الولادات هي عناصر مهمة للصحة الإنجابية الجيدة.

يجب على المرأة أن تنجب، لكن عددًا محددًا من الأطفال، ليس كبيرًا للغاية أو صغيرًا للغاية، أربعة أطفال عدد مناسب “.

يجب أن تحرص المرأة على وجود مسافة ثلاث سنوات بين كل ولادة وأخرى “.

تم ربط أهمية تنظيم الأسرة بتأثير الولادات المتعددة على جسد المرأة وحالتها الصحية في الحاضر والمستقبل، والتى قد تشكل عبئًا على أطفالها. كما رجعت أهمية تنظيم الأسرة إلى ضرورة وضع المرأة في اعتبارها الأوضاع الاقتصادية والسياسية الحالية غير المواتية لكثرة الإنجاب.

الحمل والأمومة الآمنة

برزت تلك الفكرة بشكل كبير في مخيم برج البراجنة. اعتبرت النساء أن تمتعهن بأجساد صحيحة وخالية من الأمراض (كأمراض القلب والشرايين والسكرى وأمراض النساء والأمراض الوراثية)، أمرًا ضروريًا حتى يتمكن من اجتياز سنوات القدرة على الإنجاب بأمان. يجب على المرأة أيضًا أن تكون إيجابية لضمان سلامة صحتها العامة والنفسية حتى تتجنب المشاكل أثناء الحمل، لذلك عليها أن تتجنب الضغط العصبي والعمل الشاق. أكدت بعض النساء على أهمية الرعاية قبل الولادة واتباع إرشادات الطبيب، ويرين أن السن الأنسب للحمل لا ينبغي أن يتعدى خمسة وثلاثين عامًا، وأن ذلك عامل مهم لضمان الحمل والولادة الآمنة. كما أكدت النساء على أهمية الرضاعة الطبيعية وتوفر المساعدة للقيام بالأعمال المنزلية وارتباطهما بالصحة الجيدة بعد الولادة.

المحيط الاجتماعي

وضعت النساء الصحة الإنجابية في إطار المحيط الاجتماعي والاقتصادي والعائلي لحياتهن، واعتبرنها لا تنفصل عن هذا السياق. وكانت العناصر الأساسية لمعنى الصحة الإنجابية بالنسبة لهن هي التغلب على المشكلات الاقتصادية وكذلك التمتع بمنزل جيد وبيئة اجتماعية مواتية. ووفقًا لهاريس وسميث لا يمكن فصل الصحة الإنجابية عن حالة الفقر وعدم الأمان التي يعيشها الكثير من الرجال والنساء في الدول النامية(20).

الوضع الاقتصادي الجيد

وعوضًا عن تعريف معنى الصحة الإنجابية بطريقة مباشرة، حددت النساء – خاصة في مخيم برج البراجنة التخلص من الصعوبات الاقتصادية كشرط للتمتع بصحة إنجابية جيدة. فالمشاكل الاقتصادية تحول دون تلبية احتياجاتهن ومتطلباتهن بما فيها الحصول على الرعاية الصحية اللازمة أثناء الولادة والقيام بمسئولياتهن كأمهات في تلبية احتياجات أطفالهن (توفير الملبس والمأكل والحفاضات والرعاية الطبية والتعليم).

العلاقات الزوجية الجيدة

وجدت فكرة العلاقات الزوجية الجيدة صدى أكبر عند النساء في حي سلوم أكثر من المجتمعات الأخرى كأحد متطلبات الصحة الإنجابية الجيدة. “ذلك يعني أن تكون المرأة سعيدة في زواجها، والمقصود من العلاقات الزوجية الجيدةكما ذكرت النساء، التفاهم المتبادل والراحة والسعادة والتفاؤل بالحياة والعلاقات الجنسية الجيدة، والرضاء العام عن الحياة الزوجية. أفادت النساء بأن العلاقات الزوجية الجيدة تعني أن يعامل الزوج زوجته معاملة حسنة ويضمن لها سبل الراحة والسعادة.

قوة شخصية المرأة

ربطت خمس نساء من حي سلوم وامرأتان من مخيم برج البراجنة بين الصحة الإنجابية وقدرة المرأة على الاستمتاع بكونها امرأة، حيث ربطن بين الصحة الإنجابية وبين قدرتهن على اتخاذ القرار وامتلاكهن لشخصيات

قوية تساعدهن على مواصلة وإدارة حياتهن الشخصية والزوجية والتعامل مع الصعوبات. لذلك فإن المرأة ذات الصحة الإنجابية الجيدة تفكر وتتصرف بشكل لائق ومفيد للمجتمع أيضًا.

المناقشة والتوصيات

مثل هذه المعلومات تعتبر شرطًا أساسيًا لتنفيذ مشروعات وتدخلات ناجحة، فبدون الفهم العميق لإدراك النساء للصحة الإنجابية في سياقات محددة، سوف نخاطر خطأ – بقولبة النساء وتعميم احتياجاتهن مما سوف يضعف من تأثير وفاعلية برامج الصحة الإنجابية.

يشير مفهوم النساء للصحة الإنجابية في هذه الدراسة إلى الحاجة إلى وضع التدخلات في سياقها الصحيح لتحسين الصحة الإنجابية خلال دورة حياة المرأة، ولتحسين صحتها بصفة عامة، وربط كل ذلك بأهمية الإنجاب ليس من الناحية الصحية فحسب – فيما يتعلق بالخدمات الضرورية مثل خدمات رعاية الأم وخدمات تنظيم الأسرة – ولكن أيضًا من ناحية صحة المرأة ذاتها ودورها ومسئوليتها داخل حياتها الزوجية والأسرية وداخل الظروف الاجتماعية الاقتصادية الصعبة التي تعيش فيها النساء وأسرهن ومجتمعاتهن ككل.

إن زيادة وعي النساء ومعرفتهن بتعريف الصحة الإنجابية في برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، قد يضيف مفهوم الاختيار إلى مفهومهن عن صحتهن الإنجابية، وكذلك يساهم في مدى قبولهن واستخدامهن لخدمات الصحة الإنجابية المتوفرة لديهن.

وبالنسبة للباحثين، يعني هذا الحاجة إلى المزيد من الأبحاث الكيفية التي تدرس تفاصيل الواقع المعاش، لما تعتبره النساء صحة إنجابيةوما إذا كانت هذه المفاهيم تتغير بمرور الوقت وفى أي اتجاه، ونتيجة لأي نوع من المؤثرات، وكذلك مدى ارتباط تلك المفاهيم بممارستهن الخاصة بالصحة الإنجابية.


1- Lush L, Cleland J, VWalt G, et al. Integrating reproductive health: myth and ideology Bulletin
of World Health Organization 1999;77: 771-77.

2- AbouZahr C. Some thoughts on ICPD+5. Bulletin of the World Heallh Organization 1999:77(9):
767-71.

3- DeJong J. The role and limitation of the Cairo International Conference on Population and
Development. Social Science Et Medicine 2000;51:941-53.

4- Interpreting Reproductive Health. Geneva: World Health Organization, 1999.

5- GermainA, Nowrojee S, Pyne H. Selling a new agenda: sexual and reproductive health and
rights. In: Sen G, Germain A, Chen LC, editors. Population Policies Reconsidered: Health,
Empowerment, and Rights. Cambridge: Harvard University Press, 1994. p.27-46.
6- Zurayk H. The meaning of reproductive health for developing countries: the case of the
Middle East. Gender and Development 2001 ;9(2): 22-27.

7- Sadana R. Definition and measurement of reproductive health. Bulletin of World Health
Organization 2002:80(5):407.

8- Makhlouf-Obermeyer C. The cultural context of reproductive health: implications for monitoring
the Cairo agenda. lnternational Family Planning Perspectives 1999;25:S50-S54.
9- Ozbay F. Social conslruclion of gender ick’iniiv and .self- representation of women in the
Middle East. Paper presented at subgroup meeting on women’s perceptions, at the Regional
Reproductive Hcahh Working Group, organised by the Population Council. Cairo, April 1992.
10- Petchesky R, Judd K. Negotiating Reproductive Rights: Women’s Perspectives across
Countries and Cultures. New York: Zed Books, 1998.

11- Wang G, Pillai V. Women’s reproductive health: a gender- sensitive human rights approach.
Acta Sociologica 2001:44:231-42.

12- Gittelsohn J, Benllcy M, Pelto P, et al, editors. Listening to Women Talk about their Health:
Issues and Evidence from India. New Delhi: Har Anand Publications, 1994.

13- Ross J, Laslon S, Nahar K, et al. Women’s health priorities: cultural perspectives on ilness
in rural Bangladesh. Health 1998;2:91-110.

14- Palmer CA. Rapid appraisal of needs in reproductive health care in southern Sudan: qualitative
study. BMJ 1999:319 (7212):743.

15- Harri.son A, Montgomery E. Life histories, reproductive histories: mral South African women’s
narratives of fertility, reproductive health and illness. Journal of Southern African Studies
2001;27(2):311-28.

16- Makhoul J. Physical and social contexts of the three urban communities of Nabaa, the Bourj
El Barajneh Palestinian camp and Hay Sellom. Centre for Research on Population and
Health, American University of Beirut, 2003. (Unpublished memo)

17- Joseph S. Connectivity and patriarchy among urban working-class Arab families in Lebanon.
Ethos 1993;21 (4): 452-84.

18- Inhom MC, Van Balen F, editors. Infertility around the Globe: New Thinking on Childlessness,
Gender, and Reproductive Technologies, Berkeley: University of California Press, 2001.

19- WinkvistA, Akhtnr 117. Goil. should give dau^liln^ ID rk’li families only: attitudes towards
childbearing among low-income women in Punjih, Pakistan. Social Science and Medicine
2000:51(1):73-81.

20- Harris C, Smyth I. The reproductive health of refugees: lessons beyond ICPD. Gender and
Development 2001 ;9(2): 10-21.

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات