ممارسة ختان الإناث وسط مسلمي كلينتان ماليزيا

التصنيفات: غير مصنف

ممارسة ختان الإناث وسط

مسلمي كلينتان ماليزيا

مقدمة تناقش هذه الورقة ممارسة ختان الإناث وسط مسلمي كلينتان فى ماليزيا. تم أخذ عينة مواتية مكونة من ٢٦٢ سيدة حامل الجأن إلى قسم الولادة بالمستشفى الجامعي حيث تم فحصهن إكلينيكيًا وعمل لقاءات معهن بعد ذلك باستخدام استبيان. لم تظهر أدلة إكلينيكية على إصابة البظر أو الشفرين فى هؤلاء السيدات ولا علامات أو آثار لإزالة أنسجة من الجهاز التناسلي رغم أن كل السيدات قد أجري لهن عمليات ختان فى طفولتهن. وصفت غالبية النساء أثناء اللقاء معهن عملية الختان بأنها كانت حز أو شق لقمة البظر أو غلفته بدبوس أو مشرط أو ما شابه ذلك، وأنها سببت خروج قطرات بسيطة من الدم أو سببت ألمًا خفيفًا. اعتقدت معظم النساء أن الختان عادة أو واجب ديني، وأنه يؤدى إلى تقليل شهوة النساء وزيادة متعة الرجال الجنسية.. وقد اعتبرنه جميعًا عادة واجبة ولم يرين أنه يسبب أى أذي للنساء. لقد قررنا أنه يمكننا استخدام لفظ ختان لوصف هذه الممارسة عندنا لأن التشويه الجنسى للإناث لفظ مغلوط فى حالة ماليزيا. وقناعتنا إن عند طرح هذه القضية للنقاش العام والديني، فإن أي اقتراحات لوقف ممارسة هذه العادة لن تحظى بتعاطف لما يثيره لفظ التشويه من معانى غير دقيقة.. اهتمت الأمم المتحدة بختان الإناث منذ ١٩٥٢، عندما أثارت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان القضية لأول مرة. كما أن منظمة الصحة العالمية شاركت مع المؤتمر الإقليمي الأفريقي المنعقد في أديس أبابا في تبني نفس القضية، وقد اقترح هذا اللقاء أن يتم استخدام تعبير التشويه الجنسي للإناث بدلاً من الختان لوصف صنف من الممارسات بعضها تشويه بدني حقيقي وبعضها لا ينطبق عليه نفس الوصف(۱). أما مؤتمرا السكان ۱۹۹٤ وبكين ۱۹۹٥.. واللذان اهتما بوضع الحقوق الجنسية والإنجابية والشئون الصحية للنساء في موقع متقدم فقد طالبا الحكومات والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف ممارسة التشويه الجنسي للإناث وللقضاء على كل أشكال التمييز ضد الطفلة الأنثى بما فيه تلك الممارسات. وقد صدقت ماليزيا على خطة عمل المؤتمرين ولكن التشويه الجنسي للإناث لم يصبح قضية في ماليزيا رغم معرفتنا أن مسلمي ماليزيا يمارسون عادة ختان الإناث. لقد بدا الأمر كله ملتبسًا، ولم تكن هناك صورة واضحة لانتشار الممارسة ولا لما يحدث على أرض الواقع بهذا الشأن. استعرضت بعض الأبحاث المنشورة حديثًا بواسطة د. طوبيا وآخرين البيانات الموجودة وأفادت بأنه يقال أن بعض الممارسات تجري على أعضاء الفتيات الجنسية بين بعض المسلمين في ماليزيا، لكنه ليس من الواضح إذا ما كانت هذه الطقوس لا تؤدي لبتر الأعضاء كما هو الحال في إندونيسيا، أم أنها تشمل إزالة بعض الأعضاء مثل البظر. والحقيقة أنه لا توجد تقارير أو أدلة موثقة على مستوى المجموعات الوطنية العاملة في المجال (2، 3) ورغم هذا فإن ماليزيا مذكورة في كتاب قطف الوردة Cutting the rose (١٩٩٤)(٤)، وتقرير هوسكن (۱۹۹۳)(٥) كأحد البلدان التي يمارس بها التشويه الجنسي للإناث. والحقيقة إن تقرير هوسكن لاحظ ندرة المراجع المحلية حول الموضوع ولكنه أشار لحالة ماليزيا مرتكنًا إلى تقارير قصصية وإلى دراسة روزياه عمر وهي مختصة في علم الإناسة الطبي. وقد أكدت روزياه عمر نفسها عدم وجود أدلة في كتابها(6) (The Malay Woman in The Body) أفادت روزياه عمر في فصلها المختصر عن ختان الإناث في مالاي إن هذه الممارسة في مجتمعات مالای تتضمن بتر البظر، وتشمل فقط إزالة جزء من غلفة البظر، وأن الناس هناك لا يمارسون ما يسمى الختان الفرعوني أو التفميم ويتسم وصف الباحثة للممارسة بالغموض حيث صنفت إزالة غلفة البظر باسم بتر البظر والذي يفترض فيه إزالة جزء أو كل البظر حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية (3، 7) كما لم تتطرق الباحثة إلى وصف الطريقة المستخدمة لإزالة غلفة البظر وهل تزال حقًا أم يتم وخذها بدبوس أو حزها. والدراسة المحلية الوحيدة الأخرى المعروفة لنا ترجع العام ١٩٨٢ أجرتها كارول ليدرمان (۸) وهي دراسة انثروبولوجية عن ريف مالاى، ركزت على النساء المتزوجات والدايات في مجتمع ترنجانو المجاور لمالاي. والذي تتشابه سماته السكانية مع سمات كلينتان وقد استخدمت ليدرمان تعبير شق البظر clitorodoctomy بدلاً من بتر البظر لوصف نوع الختان الذي يمارس على الفتيات وهن رضيعات بعد أربعين يومًا من ولادتهن وقد وصفت ليدرمان هذه العملية كالتالي: تحمل الرضيعة بواسطة أمها أو جدتها مع كشف أعضائها التناسلية. تقوم القابلة بعمل شق صغير بمشرط أو موسى. وتزال كمية صغيرة جدًا ميكروسكوبيةمن الأنسجة وتعد غير كافية للتأثير على وظيفة العضو ولكنها كافية لإرضاء العادات والتقاليد.

توجد دلائل على أن ممارسة الختان في بعض المجتمعات الإسلامية هو من تأثير الثقافة السائدة وليس الدين، لأنه كان يمارس في نفس المجتمعات قبل انتشار الإسلام. رغم ذلك فإن العالم الإسلامي ينظر لهذه الممارسة على إنها شديدة الاتصال بتعاليم الإسلام بل إن بعض المجتمعات الإسلامية تذكر الدين كسبب لقيامهم بختان بناتهم(٢). كذا ذكرت عديد من النساء في دراسة روزياه عمر الإسلام والعادات كسببين لاستمرار الممارسة(6). يعتبر دور العادات في استمرار الختان غير مؤكد في ماليزيا حيث لا يوجد إثبات أن الختان كان يمارس قبل انتشار الإسلام في مالاي. ويعتبر هذا مختلفًا عن الحالة في مصر حيث سبق الختان ظهور الأديان المسيحية والإسلامية، وحيث يمارسه الأقباط والمسلمون كلاهما. وفي ماليزيا وهي بلد متعدد الأعراق، لا يمارس ختان الإناث والذكور إلا بين أهل مالاي والذين يعرفون وفقًا للدستور بأنهم مسلمون. وبسبب غياب الدلائل الدينية المؤكدة فإننا نعتقد أن الممارسة لا تنجم عن الدين الإسلامي نفسه ولكن من بعض البلدان التي اعتنقت الإسلام، وكانت هذه الممارسة شائعة فيها قبل ذلك. ويعتقد حامد رشوان (۹) إن ختان الإناث ليس من المتطلبات الإسلامية ويؤكد إن هذه الممارسة تكاد لا تحدث في المملكة العربية السعودية رغم كونها مهد الإسلام ويرى سلام (۱۰) أن ممارسة التشويه الجنسي للإناث لا ينتشر بين السكان السعوديين الأصليين ولكنه يظهر، إن وجد، بين المهاجرين إلى المناطق العشوائية في مدينة جدة. أفاد أحدث تقرير من منظمة الصحة العالمية حول التشويه الجنسي للإناث أن البحرين، وعمان، والمملكة السعودية، والإمارات العربية المتحدة يمارس فيهم التشويه الجنسي للإناث حسب بعض الأبحاث المنشورة، ولكن لم توجد تقارير وطنية أو براهين موثقة حول الممارسة في تلك البلدان (۳). لهذا نتوقع أن المسلمين الذين هاجروا لمالاى لم يأتوا مباشرة من المملكة السعودية ولكن من بلدان إسلامية أخرى.

نظرًا لغياب البيانات الإكلينيكية والكيفية، وبسبب الصمت على ممارسة ختان الإناث في ماليزيا، قررنا أن نجري فحصًا معمقًا لنتعرف على ممارسته وسط مسلمي مالاى في كلينتان، وكان من بين حوافزنا لإجراء البحث والمناقشات والآراء التي طرحت في عديد من اللقاءات بواسطة المهتمات بالصحة داخل الحركة النسائية في منطقتنا والعالم(١١).

كانت أهداف دراستنا هي تأكيد مدى انتشار ختان الإناث بين مسلمي مالاى في كلينتان، ومضاعفاته الصحية، واكتشاف ارتباطه بالتقاليد الدينية، ومعتقدات النساء حول هذه الممارسة. ساعدنا الفحص الإكلينيكي لأعضاء النساء التناسلية على توضيح مدى وجود تشويه جنسي. كما أن المعلومات الدقيقة حول تأثير الختان على الصحة العامة قد تساعدنا في تطوير إستراتيجيات تدخل مناسبة للتأكد من عدم خطورة الممارسة. هذا ويمثل مواطنو مالاي أكثر من ٦٠% من شعب ماليزيا المتعدد الأعراق والثقافات والأديان (۱۲). ويشكلون ٩٥% من سكان كلینتان محل الدراسة، وأغلب سكان مالاي من المسلمين السنيين. وقد كان الإسلام تاريخيًا من معالم كلينتان حتى قبل وصول الحزب الإسلامي إلى السلطة، والإسلام هو دين الدولة في ماليزيا ولكن الدستور يضمن حرية العبادة.

منهج البحث والمشاركات فيه:

كل المشاركات في هذا البحث من نساء مالاي، وكما هو الحال بالنسبة لكل نساء ماليزيا اندمجت النساء في التطور الاقتصادي السريع، وشاركن بفاعلية في كل الأنشطة الاقتصادية، ويتضمن ذلك الدخول في القطاعات الصناعية والخدمية داخل وخارج الدولة، بالإضافة للحرف والصناعات الصغيرة. يتنازع النساء عاملان: سياسة الدولة للتحديث من جانب والقيم الأبوية السائدة في المجتمع من جانب آخر، والنساء في كلينتان ينشطن في المساهمة في الإنتاج وأيضًا المساهمة في الإنجاب ويؤدين الدورين. ويؤثر التداخل بين المعتقدات الدينية والقيم الأبوية في استقلالية قرارتهن الحياتية على المستوى العام والخاص. هنا تكمن إشكالية كون المرأة في مالاى قادرة على اتخاذ قرارات تتسم بالاستقلالية في حياتها العامة ولكنها لا تتحكم بالضرورة في حياتها الخاصة.

والعينة المكونة لهذه الدراسة كلها من نساء مالاي الحوامل اللاتي دخلن إلى قسم الولادة بالمستشفى الجامعي في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر ١٩٩٥ وقد تم اختيار عينة مواتية عددها ٢٦٢ من المجموعة، وتكونت من النساء اللاتي أفدن بأنه تم ختانهن واللاتي كن على استعداد للرد على استبيان قصير خلال لقاء معهن وتم استبعاد النساء اللاتي لم يرغبن في المشاركة في الدراسة.

تم فحص مهبلي لكل النساء المبحوثات وهو جزء طبيعي من الرعاية التي تقدم لهن قبل الولادة. تعاون أطباء النساء من النواب الذين قاموا بفحص الحالات مع الباحثين من خلال ملاحظة وتوثيق وجود أي دلالات إكلينيكية على حدوث الختان مثل استئصال غلفة البظر، بتر البظر، وجود أنسجة عصبية متضخمة بالبظر أو وجود تليفات وندبات بالشفرين الصغيرين. تم فحص كل عينة المكونة من ٢٦٢ امرأة وسجلت نتيجة الفحص.

بعد أن وضعت النساء حملهن ثم عمل لقاءات معهن بواسطة مساعدات بحث متدربات باستخدام استبيان به أسئلة ذات نهايات مفتوحة أو محددة. وقد تكون الاستبيان من أربعة أجزاء رئيسية تغطي معلومات المستجيبات عن ممارسة الختان، تجربتهن الشخصية مع الختان، هل تم ممارسة الختان على بناتهن وما هو موقفهن من ختان الإناث؟.. وللحصول على استجابات صادقة كانت الأسئلة ذات النهايات المحددة تحتاج إلى إجابة بـ نعمأو لافقط واستخدمت الأسئلة ذات النهايات المفتوحة لتلمس بعض الاستجابات أو البحث عن إيضاحات. وقد تم تصميم الاستبيان بناء على عينة استطلاعية مكونة من الموظفات المسلمات في المؤسسة التي تعمل بها الباحثات.

تم تصميم الأسئلة، في القسم الخاص بالمعلومات للتعرف على المعلومات المتوفرة لدى النساء وليس خبرتهن الشخصية. كما طلب منهن التعرف على الجزء أو الأجزاء التناسلية التي يتم إزالتها بالختان. ولمساعدتهن على التعرف على هذه الأجزاء أطلعناهن على رسومات توضيحية للأعضاء الجنسية للمرأة وطلب منهن الإشارة إلى الجزء الذي يتم إزالته. كما طلب منهن أن يحددن الآلة التي استخدمت في الختان وطريقته.

تم تحليل البيانات على ضوء السن ومستوى التعليم باستخدام (EPINFO, CDC, Atlanta Comp Software) وذلك لتبين ما إذا كان الختان عادة أكثر رسوخًا بين النساء الأقل حظًا من التعليم؟ وهل أدى الفارق في العمر إلى أي اختلافات؟

سمات عن المشاركات في الدراسة

قالت كل النساء المشاركات في الدراسة (٢٦٢) أنهن ختن، وأنهن عرفن بذلك من أمهاتهن أو أفراد آخرين من العائلة. كانت غالبية النساء ۹۳.9% من المناطق الريفية، وتراوحت أعمارهن بين ١٧ و٤٥ سنة (متوسط سن ۲۹) حصلت الأغلبية على تعليم متوسط (72.9%) أو الابتدائي (24.4%) بينما بلغت نسبة من حصلن على التعليم الثانوي (2.7%). ويشير حصول أغلب نساء العينة على التعليم المتوسط إلى التوجه القومي في هذا المجال. وقد مثلت النساء اللاتي لديهن طفلة واحدة أكثر من نصف العينة بقليل (50.8%).

معلومات النساء

يمثل جدول (۱) معلومات النساء حول ختان الإناث. وقد أشارت النساء إلى غلفة البظر، البظر نفسه أو الفرج ليوضحن الأجزاء التي يشملها الختان. وقد أشارت كل النساء تقريبًا إلى البظر، بينما أفادت خمس من النساء فقط بأن الختان يشمل الأجزاء الثلاثة.

جدول 1: المعلومات حول ممارسة الختان

المعلومة العدد الذي وافق النسبة
الأجزاء التي تشملها الممارسة
غلفة البظر 8 3.1%
البظر ٢٥٤ 96.9%
الفرج 7 3.1%
الأداة المستخدمة
مشرط، مطواة 247 94.3%
شفرة موسى 15 5.7%
إبرة 0 0%
الوسيلة المتبعة
الوخز 255 97.3%
الشق 6 2.3%
البتر 1 0.4%
سبب الختان
عادة 261 99.6%
علامة على النضج 232 88.5%
نظافة 83 31.7%
مطلب ديني 262 100%
فرض (واجب) 45 17.2%
محبب (سنة) 217 82.8%

 

كانت الأداة المستخدمة عادة هي مشرط، أو مطواة، ولكن كثيرات ذكرن شفرة الموسى، ومرة أخرى ذكرت معظم المستجيبات أن الختان هو عملية وخز لقمة البظر يستخدم طرف مشرط مدبب أو موسى لتخرج قطرة من الدم. وقد أفادت سيدات قليلات أن معلوماتهن تتضمن قطع بعض الأجزاء أما بالشق في بعض الحالات أو البتر (حالة واحدة).

كان من حق المستجيبات أن يخترن اكثر من مسبب لإجراء الممارسة من قائمة أسباب محتملة: عادة، علامة على النضج، نظافة، أو مطلب ديني، وقد أفادت الغالبية العظمى أنها كل هذه الأسباب مجتمعة ما عدا النظافة، التي ذكرتها فقط ثلث العينة كسبب لممارسة الختان.

شعرت كل النساء أن الختان مطلب ديني. ولكنهن اختلفن حول مدى وجوبه حيث يتراوح رأي الدين في أي ممارسة بين أن تكون فرضًا أو واجبًا، أو تشجع لأنها من السنة، أو أنها لا تشجع (مكروهة) أو تمنع (حرام). وفي حالة الختان رأت الأغلبية أنها سنة فقط ولكن أقلية ذات حجم رأت أنها فرض واجب.

موقف النساء من الختان:

يوضح جدول (۲) موقف النساء من الممارسة وتجاربهن الذاتية بما فيها الاستمتاع الجنسي. كان هناك إجماع عام على أن الختان يقلل من شهوة النساء الجنسية، حتى يمكنهن الحفاظ على عفتهن ولا يكن نشيطات جنسيًا بشدة. كانت هذه الملاحظة أكثر انتشارًا بين النساء الأصغر سنًا، وكانت كل النساء مقتنعات بأن الزوجة المختونة تزيد من استمتاع زوجها الجنسي، ولكنهن لم يستطعن إعطاء تفسير لذلكوقد أفادت كل النساء بأنهن يستمتعن بحياتهن الجنسية كما يستمتع أزواجهن.

عندما سألت النساء عن توقعاتهن في حالة عدم إجراء الختان، وافقت الغالبية على أن عدم إجراءه لن يسبب أي تشوهات في الأعضاء الجنسية أو يؤدي إلى صعوبات أثناء الولادة أو يساعد على انتشار الأمراض. أفادت ثلث النساء رغم ذلك أن عدم إجراء الختان يؤدي إلى تصرفات لا أخلاقية للمرأة مثل ممارسة الجنس خارج الزواج أو أن تصبح متعددة العلاقات كما تصور عدد مساوٍ من النساء أن عدم إجراءه يزيد من خصوبة المرأة. وقد يعكس هذا معتقدات اجتماعية عامة.

أكدت كل المستجيبات قناعتهن الكاملة بأهمية ختان الإناث وكن راضيات عن تجربتهن الشخصية، وذلك لعدم وجود مضاعفات سلبية للختان عليهن. وقد أكدن جميعهن بأنهن سيستمرون في ختان بنائهن، حيث لا يرين أي ضرر على الإطلاق في إجراء هذه العملية.

التجربة والممارسة في ختان الإناث

تصورنا قبل بدء الدراسة أننا سنجد بعض المستجيبات اللاتي تم ختانهن في سن أكبر نسبيًا (ربما أكبر من ٤ سنوات) بحيث يمكنهن تذكر ما حدث لهن. ولكن جميع المستجيبات أفدن بأن حالات ختان الإناث التي سمعن عنها ومنها حالاتهن تجري للرضع. ومن ثم فقد استطعن فقط أن يصفن ما حكى لهن عن طريق أمهاتهن أو أقاربهن أو ما رأينه يحدث لبناتهن أو الرضيعات الأخريات في الأسرة.

أكدت النساء أن الدايات أو القابلات هن اللاتي يقمن بإجراء ختان الإناث. وقد لاحظن عدم حدوث أي مضاعفات مثل النزف الواضح، أو صعوبة التبول، أو الحرارة أو حتى مشاعر الخوف والتوتر. وقد أوضحن أن تلك الممارسة تسبب للرضيعة آلام بسيطة تعبر عنها الطفلة بالبكاء المؤقت، وقد يصحبها نزول قطرة صغيرة من الدم.

الظواهر الإكلينيكية

أوضح الفحص الإكلينيكي للمبحوثات عدم وجود إصابات ظاهرة في البظر أو الشفرين، ولا مظاهر قطع أو كي أو تليف أو ندوب أو أي شكل من أشكال التشويه للبظر ولا الشفرين الصغيرين أو الكبيرين. لم يظهر أي إتلاف أو تغير في شكل البظر. إن هذا التقرير هو أول وثيقة إكلينيكية في ماليزيا، وهو يتوافق مع الوصف الذي أعطته المستجيبات للممارسة.

تعزز هذه الملاحظات تلك الملاحظات الشخصية لإحدى القائمات بهذه الدراسة، وهي طبيبة أمراض نساء وتوليد، وأيضًا ملاحظات إحدى الطبيبات الكبار المتخصصات والتي ناقشت ختان الإناث في ماليزيا في أحد الاجتماعات العامة. قالت هذه الأستاذة إنها لم تلاحظ أي مظاهر تشويه جنسي للنساء في ماليزيا أثناء الفحوص المهبلية المتعددة التي أجرتها خلال سنوات عملها كما لم تلاحظ أي إتلاف لتركيب البظر (۱۱).

جدول 2: الموقف من ختان الإناث (العدد = ٢٦٢)

الموقف عدد الموافقات النسبة
إذا تم الختان
نقص الرغبة الجنسية 237 90.5%
تسهيل الولادة 4 1.5%
الوقاية من الأمراض 4 1.5%
زيادة الخصوبة 85 32.5%
زيادة المتعة الجنسية عند الزوج 262 100%
إذا لم يتم الختان
تشوه الأعضاء التناسلية 2 0.8%
سهولة العدوى بالأمراض 1 0.4%
تصرفات لا أخلاقية 99 36.6%
الرضى عن التجربة الشخصية 262 100%
التمتع بالعلاقات الجنسية 262 100%
الاستمرار في ختان البنات 262 100%

 

تصنيف ختان الإناث

ينتمي ختان الإناث في كلينتان إلى النوع الرابع حسب أحدث تصنيف لمنظمة الصحة العالمية سنة ١٩٩٨:

النوع الرابع، غير مصنف ويشمل الوخز، الثقب أو شق البظر و/أو الشفرين، شد البظر و/أو الشفرين، كي البظر والأنسجة المحيطة به بالحرق. قشط فتحة المهبل angury a cuts أو شق المهبل gishiri cuts أو إدخال مواد كاوية إلى المهبل لإحداث نزف أو إدخال أعشاب إلى المهبل بهدف تضييقه أو تصغيره. وأي ممارسة أخرى تقع تحت تعريف التشويه الجنسي للإناث الموضح سابقًا (۳).

يرفض هذا التقرير لمنظمة الصحة العالمية استخدام تعبير ختان الإناث ويستخدم تعبير التشويه الجنسي للإناث فقط لوصف كل تلك الممارسات. إن استخدام كلمة تشويهلوصف ممارسات بدنية، قد تؤدي، وقد لا تؤدي للتشويه يثير درجة من الخلط في اعتقادنا. والنوع الرابع من الختان يؤيد وجهة نظرنا، حيث يضم بين جنباته أساليب مثل الحرق وشق أعضاء تناسلية أو بترها، وهذا تشويه مؤكد.

وله توابع مختلفة، إننا نتردد جدًا في حزم هذه الممارسات المختلفة تحت مسمى واحد، وقد تدعمت وجهة نظرنا من خلال نتائج دراستنا كما نعجب لماذا لا يستخدم تعبير التشويه الجنسي لوصف عملية ختان الذكور التي تتضمن قطع غلفة القضيب أيضًا.

لقد قررنا الاستمرار في استخدام تعبير ختان الإناث هنا، وذلك لتفريق الممارسة التي تسود في كلينتان عن غيرها من الأنواع التي تتضمن تشويها جنسيًا فعليًا. وتقديرنا أن هذه الممارسة هي نوع من الطقوس الرمزية، وهناك احتياج لإعادة مناقشة تصنيفها على الأقل في حالة ماليزيا في ضوء هذه الاعتبارات.

كدت الدراسة بوضوح ممارسة نوع من ختان الإناث في كلينتان، إن لم يكن أيضًا في أجزاء أخرى من ماليزيا. إن عينتنا البحثية لا تعتبر ممثلة للسكان في مالاى كلينتان، حيث إن غالبية النساء المبحوثات كن من مناطق ريفية متعددة في الدولة ولا يقتصرن فقط على منطقة واحدة. قد لا تتيح لنا النتائج أن نجيب على التساؤلات حول مدى انتشار الممارسة، لكنها تشير إلى أنها من الممارسات الشائعة.

إن الوسيلة المستخدمة هي الوخز بسكين صغير، لاستخراج قطرة من الدم لا تترك أي تلف بدني ولا تؤدي لمضاعافات، كما تبين من الفحص الإكلينيكي ومن إجابات المبحوثات، حيث ذكرت واحدة فقط من بين (٢٦٢) كلمة قطعأو بتروذكرت ٦ مستجيبات كلمة شق، وكنا سنتمكن من ملاحظة وجود بتر أو جرح لهؤلاء السيدات أثناء الفحص الإكلينيكي لو كان أجرى لأي منهن. وفي الحقيقة أنه لو تمت إزالة أجزاء ميكروسكوبية من أنسجة البظر كما ذكرت ليدرمان في دراستها (۸)، فإن هذا لا يؤثر على وظيفة البظر على الإطلاق.

والحقيقة أنه ليس من الواضح هل يتم وخز البظر نفسه كما أكدت كل المستجيبات أم أن الوخز يتم للغلفة فقط؟. أننا نتصور أن الغلفة والبظر يعنيان نفس الشيء بالنسبة للمستجيبات. إن تعبير الغلفة ليس تعبيرًا شائعًا في اللغة الإنجليزية، ولا يوجد مرادف له في لغتنا. وتفرق كثير من النساء اللاتي عملنا معهن بين الاثنين بالحديث عن قمة البظرحين يتحدثن عمليًا عن الغلفة. ومن ثم فقد افترضنا أن الجزء التشريحي الذي يتم وخزه في مكان الدراسة هو غلفة البظر.

إن هذا الشكل من الممارسة لا يبدو أنه يسبب أضرارًا على الأقل لا يسبب ضررًا بدنيًا، ولكن على الجانب الآخر يظل احتمال الخطر موجودًا حيث يمكن أن تسبب الممارسة انتقال عدوى الأمراض حيث لا تتخذ إجراءات التعقيم، كما أن احتمال انزلاق يد القابلة قد يؤدي إلى تدمير أجزاء حيوية من الأعضاء.

كان هناك قبول واسع للأسباب غير الدينية أيضًا في هذا المجتمع، مثل حكم العادات، وأنه علامة على النضج، أو حفظ عفة الفتاة وطهارتها بعد بلوغها. كذلك ساد الاعتقاد بين النساء بأن ختان الإناث يقلل رغبة المرأة الجنسية ويزيد من استمتاع الزوج وأن عدم إجراءه يحفز انتشار الرزيلة. وقد ذكرت النساء أن عدم إجراء هذه الطقوس يثير سخط كبار السن من العائلة، ولكن دراستنا لم تتناول مدى أو كيفية تأثير هذا العامل على اتخاذ قرار إجراء الختان على مستوى العائلة والمجتمع.

كانت الأسباب الدينية هي أهم حافز بين السكان حيث إنهم مسلمون ملتزمون دينيًا، وبالنسبة لحكم الإسلام في هذه الممارسة فإن التفسيرات الدينية الموجودة غير قاطعة في الموضوع. رأت أغلب السلطات الدينية أن ختان الإناث سنة، رغم أن الشيخ سيد سابق أوضح سنة ۱۹۸۱ أن هذا التقليد مشكوك فيه (١٥). إن قوة ختان الإناث وجبريته معتمدة على أحاديث منقولة عن النبي توضح أن الختان طهارة ونظافة وتم تفسيرها بحيث يكون الختان مطلوبًا للذكور والإناث أيضًا.

ورغم اختلاف الاستجابات في عينة البحث حول مدى وجوب إجراء الممارسة من الناحية الدينية، فإن مجرد اعتبار ختان الإناث سنه يجعلها أحد الممارسات الهامة لتحضير الفتاة لفترة ما بعد البلوغ حيث يوجد أجر ديني لاتباع السنة النبوية.

كذلك يوجد حافز قوي لاستمرار ختان الإناث وهو أن الممارسة تبدو لأهل هذا المجتمع بلا أضرار وأن هناك رضًا ظاهري عنها وغيابًا لأي هواجس أو شكوك تظهرها ملاحظاتهم وتجاربهم الشخصية. وفي العينة المدروسة كان ختان الإناث مقبولاً من الفئات العمرية المختلفة ومن مختلف المستويات التعليمية ولم يكن القبول فقط من المجموعات الأكثر محافظة أو الأقل حظًا من التعليم في المجتمع كما لاحظت دراسة غانم (١٤) في أماكن أخرى.

إن أي محاولة في الوقت الحالي للدعوة إلى التوقف عن ممارسة الختان تعتبر غير حكيمة لأن ممارسته تحظى بقبول واسع وسط المسلمين السنيين في كلينتان وهم يرون أنها لا تضر بصحة المرأة، كما أن مثل هذه المحاولات ستقابل بمقاومة شديدة. ولا بد أن ندعو لتشجيع الدراسات الدينية وغيرها كي نفحص هذا الموضوع بعمق أكبر في ماليزيا.

في هذه الورقة وقفنا ضد استخدام تعبير التشويه الجنسي للإناث حيث نعتقد أن هذا التعبير خاطئ في تطبيقه على حالة ماليزيا. ويهمنا أن نوضح إن أي دعوة تستخدم تعبير التشويةفي طرح الموضوع للنقاش العام أو الديني لن تحظى بأي تعاطف لما يثيره هذا التعبير من معانٍ غير حقيقية. إن طرح التأثير الجنسي لختان الإناث ومعياريته ضد المعتقدات العامة والتجارب الشخصية سيؤخذ بحساسية شديدة.

ومن الهام أن نختبر بعمق أكبر المعتقدات التي تقول إن ختان الإناث يؤثر على رغبات النساء الجنسية ويزيد من شعور الرجال باللذة. ومن منطلق حقوق المرأة، فإن هذا المعتقد يمكن أن يظهر أضرارًا نفسية تقع على النساء. وإذا كان الحافز الذي يحركنا هو تعزيز توازن العلاقات بين الرجال والنساء فإن هذا الأمر له تأثير على وضع النساء في المجتمع وفهمهن لحقوقهن الإنجابية والجنسية بما فيها حقهن في اللذة الجنسية.

هناك احتياج لإجراء دراسات في أجزاء أخرى من ماليزيا، بالذات في المناطق غير الإسلامية. لقد أجرت إحدى باحثاتنا جلسة مناقشة بؤرية صغيرة مع نساء بعضهن من خارج كلينتان، حيث أوضحت نتائجها أنهن يستخدمن وسيلة مختلفة قليلاً لختان بناتهن وأن هذا يحدث للفتاة في سن أربع أو خمس سنوات. كذلك هناك تقارير تقول إن بعض الناس توقفت عن هذه الممارسة، خاصة بين هؤلاء الذين يعيشون بعيدًا عن أقاربهم الأكبر سنًا. وقد كانت هذه أحد ملاحظات بحث عمر(٦). إننا ندعم دعوة ناهد طوبيا وإيزيت (۳) في إجراء أبحاث على هؤلاء الذين خطوا في اتجاه التوقف عن ممارسة ختان الإناث حتى ندعم تكوين استراتيجيات التدخل والتعبئة ضد الممارسة.

شکر

يشكر الباحثون مركز الموارد والأبحاث الأسيوية الباسيفكي (ARROW) في كوالا لامبور لدعمهم لنا خلال هذه الدراسة.

المراسلات

Rashidah Shuib, School of Medical Sciences, Universiti Sains Malaysia, 16150 Kubang Kerian, Kelantan, Malaysia.

E-mail: [email protected]

 

1- Female Genital Mutilation. WHO/ FRH/ WHD/ 96.26. WHO. Geneva, 1996.

2 – Toubia N, 1993. Female Genital Mutilation: A Call for Global Action. Women Ink, New York.

3 – Female Genital Mutilation: An Overviw. Geneva, WHO 1998.

4 – Dorkenoo E, 1994. Cutting the Rose. Minority Rights Group, London.

5 – Hosken FP, 1993. The Hosken Report. Genital and Sexual Mutilation of Females. 4th ed. Women’s International Network News.

6 – Omar R, 1994. The Malay Woman in the Body. Penerbit Fajar Bakti Sdn. Bhd, Kuala Lumpur.

7 – Report of a WHO Technical Working Group, Geneva. 17-19 July 1995. WHO, Geneva, 1996.

8 – Lederman C. 1983. Wives and Midwives: Childbirth and Nutrition in Rural Malaysia. University of California Press, Los Angeles.

9 – Rushwan H. 1995. Female Circumcision. World Health. September: 16 – 17.

10 – Abd el Salam GI, 1994. Female Genital Mutilation in Arab Countries. Cairo,

11 – Minutes of the meeting of the Working group on female circumcision Practice in Malaysia, 25 February 1994. Asia- Pacific Resource and Research Centre for Women, Kuala Lumpur.

12 – General Report of the Population Census, Volume. 1 Department of Statistics, 1992.1993,1995, Kuala Lumpur.

13 – Customary Practice or adat means a Practice which has been established for many generations representing the formal and conscious beliefs of the Malays, from which we can trace the cultural and social production of ideas and relation in the wider society. Noraini Abdullah, 1984. Gender Ideo logy and the Public Lives of Malay Women in Peninsular Malaysia, Ph.D. thesis, University of Washington (unpublished).

14 – Ghanim IAS, 1994. Female Genital Mutilation in Arab Countries. Monograph: 14 El Shahad St. Heliopolis, Cairo.

15 – Sayid S, 1981. Fiq ih Sunnah. Malay translation by Mahyuddin Syaf. PT Al-Ma,arif, Bandung, Iindonesia, 57,4th reprint

 

شارك:

اصدارات متعلقة

نصائح من اجل بيئة عمل آمنة للنساء
نصائح للنساء لضمان السلامة خلال الحمل والولادة والوقاية من كوفيد19
الإجهاض القسري في نيجيريا وسؤال العدالة الانجابية
اغتصاب وقتل طفلة رضيعة سودانية في مصر
نحو وعي نسوي : أربع سنوات من التنظيم والتعليم السياسي النسوي
شهادة 13
شهادة 12
شهادة 11
شهادة 10
شهادة 9