قصيدة إلى:
“العزيز ج. م. و. ل. “
تقديم
العزيز ج. م. و. ل هنا هو جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، والشاعرة هي الشهيدة المناضلة اللبنانية : لولا الياس عبود.
وللتعريف بالشاعرة نقول: أنها فتاةٌ لبنانيةٌ ذات تسعة عشر ربيعًا (مواليد سنة 1966) من قرية القرعون في البقاع الغربي من لبنان. من عائلة لبنانية وطنية الانتماء. سبقها للاستشهاد أخوها المناضل: نقولا عبود.
ولقد كتبت الشهيدة لولا عبود هذه القصيدة قبل استشهادها بفترة قصيرة، لنلمس منها براعم أدبية لم تتفتح لأنَّ صاحبتها قد أفنت كل حياتها وبراعمها في حب الوطن، منضمةً بذلك إلى سرب الشهداء اللبنانيين الذين مهدوا بدمائهم طريق التحرير، ودحروا العدو الصهيوني الغاشم. وكما تقولُ في فقرة من رسالتها لأمها:
“أماهُ، يا أماه، سامحيني، لأنى أحبك حبًا جمًا لا يعرفُ الخداع، فأنا من أجلك ولأجل أبى وأخوتى وأصدقائی سلكتُ طريق من سبقني عليها، طريقٌ مساره صعبٌ قليلاً ولكنه مليئٌ بالحنان لأنه طاهرٌ ودافئ، طريق سيعيدنا إلى كلُ ما نهوى وما نود. اسألك هل تمر الأعيادُ مرةً من دون غصة؟ واسألك هل يمكننا فعل ما نشاء من دون قهر؟ وهناك العديدُ من الأسئلة، والجواب واحد . لا . فنحن كالبهائم نعيش، لذلك فلنبحث معًا في ذلك النور لكي نُبددَ الظلام، ونرسم ورودًا وألحانًا. فلننخرط جميعًا في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية؛ لأنها الأم فعلاً“.
وفي قصيدتها تقولُ الشاعرة:
أنا لا أدونُ وصيةُ
بل ألونُ خواطر متناغيةً
إلى العزيز، “ج. م. و. ل“
ج. م. و. ل
تُكلمهُ فلا يسمعُ
يذهبُ فلا يرجع
يعيشُ معنا ولا نلمسه
يضحكُ معنا ويموت
لكن موتهُ فريد..
يا عزيزي..
يا كل الرجال الذي أعشقُ
تتملكني الجرأةُ في نسيم ذكراك
يا كلَّ العيون التي أهوى
أشعرُ بالأمل عند سماعي
رنَّةَ حروفكَ
يا خليلي في كلِّ حين
مع كراريسي وأحلامي
وآلامی
إليكَ وحدكَ
أتمنى أن أكون حبيبةً
أتوبُ لغفران يديك
التي تُثلجُ قنابل وتمطرُ رصاصًا
ضد وحوشِ آخرِ زمن
يا فرحة شعبي،
يا صرخته الهادرة في وجه المحتل،
لا مكان لك
ولا زمان
لا بل في كلِّ الأمكنة والأزمنة
أنت..
وأنت الحقُّ كل الحقِّ
شاهرًا سيفه في وجه الباطل
تتلونُ العيونُ أملاً,
وتنبضُ العروقُ حياةً
وتهتزُّ عضلاتُ الوجه طربًا
والآذانُ إصغاءٌ تام
عند سماعي سيمفونيتكَ البديعةَ والمذهلة
ج. م. و. ل.
يا كلَّ الحاضر والمستقبل
يا كلَّ الوعد والانتظار
ما أجمل ما بعد الانتظار
حياتي معك تبدلت
جعلتني أحيا من جديد
والتفاؤلُ عاد يلفني
شعارنا واحدٌ
والحياةُ لنا، والأرضُ لنا
فلنحيا ولنغني“.