من سجن النساء
سرديات السجن لدى نساء العالم الثالث
باربرا هارلو*
تمثل كتابات السجن النسائية من العالم الثالث تحديا مزدوجا للتطورات الغربية في نظرية النقد الأدبي والنظرية النسوية، إن ما قد يبدو وكأنه مسألة عرضية ممثلة في كون السمة المشتركة بين تلك الكتابات هي أنها مكتوبة بأقلام نساءي العالم الثالث وتتناول تجربة السجن، هو أمر يحمل نواة فئة خطابية، حيث نجد أن تلك الكتابات تتحدى على مستوى النوع الأدبي الفئات والفروق التقليدية وتجمع بين الأشكال الروائية والتسجيل الوثائقي، كما أن التجربة الجماعية النسائية والتطورات السياسية التي تصفها تلك الكتابات هي تجربة وتطورات ناشئة عن وضعها داخل مجموعة من العلاقات الاجتماعية المؤدية إلى قيام أيديولوجيا علمانية لا تقوم على أساس من علاقات الجندر أو اللون أو الانتماء العرقي، والتي يمكن أن يشترك فيها الرجال وربما لا تشترك فيها كافة النساء. وتسعى هذه الورقة إلى دراسة ذلك التحدي المزدوج الكامن في تلك الكتابات.
إن القوى السياسية والضغوط الاقتصادية تقوم بتغيير جذري لبني حيوات النساء مجتمعات العالم الثالث، بإحداث تحول في علاقاتهن بالرجال داخل سياق الأسرة وكذلك في دورهن داخل النظام الاجتماعي الأوسع أيضا، فمثلما تتحمل امرأة مجتمع “بالوتش” عبئا اجتماعيا متزايدا في أعقاب وفاة زوجها وشقيقها وابنها، نرى أيضا نساء الشعوب الأخرى ينخرطن في حركات الكفاح من أجل التحرر الوطني وفي حركات المقاومة. حيث يجدن مسؤولياتهن السياسية وقد تعرضت لإعادة ترتيب سواء بالضرورة نظرا لاحتلالهن مواقع الرجال الغائبين أو مع حملهن هن أنفسهن السلاح جنبا إلى جنب الرجال، ففي أعقاب رحيل مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت بعد الغزو الإسرائيلي للبنان في عام ١٩٨٢، على سبيل المثال، تولت النساء الفلسطينيات – الامهات والزوجات والبنات والأخوات – زمام الأمور، مثلما فعلن من قبل، تضمن بالاشراف والحفاظ على كثير من الخدمات الاجتماعية التي كانت تقدمها المنظمة1، كذلك تحدي غينيا بيساو مشاركة النساء في الكفاح المسلح بقيادة أميلكار كابرال (الذي تعرض لاحقا للاعتبال بايدي أعضاء من حركته بالتواطؤ مع البرتغاليين)، وهو الكفاح الذي بلغ ذروته أخيرا في عام ١٩٧٤ بالتحرر من الإمبريالية البرتغالية وتحقيق الاستقلال الوطني ولكن دور هؤلاء النساء، وبخلاف نموذج النساء الأنجوليات. لم يتمثل في المشاركة كمقاتلات في أعمال الحرب والقتال بل نشأت أدوارهن وتطورت أساسا في مجالي الخدمة والدعم. وطبقا لقادة وزعماء الثورة، فإن هذا الفارق لم يتولد عن نظام أبوي معين بقدر ما جاء استجابة للظروف والأوضاع السائدة في البلاد من حيث تركيبها السكانية وطبيعة أرتبها والاحتياجات الملحة وطويلة المدى الناجمة عن الكفاح.2 وفي جنوب أفريقيا نجد أن أعمال الإزاحة الشاملة للسكان بفعل قوانين الفصل العنصري المتنوعة، مثل قانون التنقل الذي فرض فهودا على حرية الحركة واختيار العمل، لم تنجح كلها في تقسيم العائلات وفصل أفرادها عن بعضهم البعض فحسب، بل ونجحت أيضا في تسييس النساء3، وفي الرواية الممنوعة “يوم من أيام الحياة” للكاتبين السلفادوري مانليو أرجينا (Manli Argueta, Ore Day of Life) تضطر لون وحفيدتها إلى مواصلة الكفاح السياسي عند مقتل خوزيه. زوج لوب، بأيدي فرق الموت السلفادورية.4
إن الضغوط الاقتصادية وتداعيات هجرة العمالة وكذلك الهجرة من الريف إلى المدن وفشل حكومات ما بعد الاستعمار والكولونيالية تفرض كلها حدوث إعادة تشكيل لأدوار المرأة التقليدية وأنماط الأسرة، وذلك بفعل تلك الضغوط التي لا تقل وطأة عن الشمع السياسي والمقاومة الشعبية له حيث تقوم النساء الأفريقيات بترك البنى الأسرية للانضمام إلى القوات المقاتلة خلال بدايات نشأة نظام اجتماعي جديد. وهي البدايات التي لا تلاقي بالضرورة النجاح دائما، وهو مثال نجده في شخصية وإنجا في الرواية الكينية “وريقات الدم“، وهي رواية الكاتب الكيني نجوجي وا ثيونجو عن الاستعمار الكولونيالي الجديد (wa Thiongo, Retals or Blooc) 5 إن غياب الرجال، سواء بسبب الكفاح أو الموت أو الهجرة أو الهجر، هو أمر في غاية الأهمية لوضع النساء في كثير من البلاد النامية…
إن الكتابات النسائية من العالم الثالث، والتي تمثل النضال الاجتماعي والسياسي في تلك البلدان، هي كتابات تتحدى بعض الآراء المسبقة في النظرية النقدية الغربية وكذلك في القوالب الايديولوجية التي تنظم التعبير عن تلك القضايا، إن ما تتمتع به القصة اللصورة من رواج في العالم العربي وامريكا اللاتينية كشكل ادبي رئيسي ونوع أدبي خاص ينتمي، طبقا لفرانك أوكونر، إلى “مجموعة سكانية مغمورة“6 ، هو مسألة مهمة لما تحمله من إمكانيات إعادة ترتيب هرم الأشكال الأدبية الرسمية الذي تحتل مؤسسة النقد الأدبي العربية قمته، فبالنسبة لهؤلاء النقاد عموما يمثل أدب الرواية والتطور النفسي الذي يمر به بطلها المتفرد أو بطلتها المتفردة هو الأدب الذي يحتل من بين الأشكال السردية المختلفة أعلى مراتب النظام الأدبي، ولكن كما ذكر ماساو مييوشي فيما يتعلق حتى بالرواية فإن “علاقة الهيمنة الجغرافية السياسية بالنسبة للدولة تماثل علاقة النزعة التقليدية بالثقافة، فتراث العالم الأول يعتبر بمثابة المعيار العالمي وهو مستقبل ومصير كل ثقافة من ثقافات العالم“7. ويصبر ماساو ميبوشي في مقالته “عكس التيار: قراءة الرواية اليابانية في أمريكا ( Maso “Miyosht Against the Grain; Reading the lapanese Novel in America على تأكيد الخصوصية الثقافية والتاريخية للإنتاج الأدبي كما يحذر القراء في الولايات المتحدة من مخاطر “الترويض” (domestication) أو “التحييد” (neutralization) عند قراءة الأعمال الأدبية عن الغربية، حيث يرى أن “الرواية اليابانية” متأثرة بحكايات المونوجاناري” (Monogatari tales) بنفس قدر تأثرها بأسلوب مسرح الـ“نو” (Noh dramas) في اليابان، كما أن مفهومها عن الشخصية الروائية متأثر بالأشكال الروائية الأوروبية، إن بناء الذات وكذلك قوالب الشكل هما جانبان يكونان متضمنين في استخدام الكتاب والكاتبات للقصة القصيرة في الثقافات “المهمشة“.
وكما هو الحال بالنسبة لمطالب بطل أو بطلة الجماعة في القصة القصيرة، كذلك نجد السيرة الذاتية تطرح تحديا شبيها بذلك في مواجهة سلطة الشكل وشرعيتها. ومع أن دارسي ودارسات أصل هذا الشكل الأدبي عادة ما ينسبونه إلى الماضي البعيد ممثلا في اعترافات القديس أوغسطين (Saint Augustine’s Confessions) إلا أن روجر روزنبلات يرى، عند استشهاده بأهميتها في الأدب الأسود في الولايات المتحدة، أن “السيرة الذاتية كافة” هي “سيرة ذاتية للأقليات” ويضيف قائلا إن “السيرة الذاتية للأقليات والأدب الروائي للأقليات” إنما “يستحقان وضع الأقلية لا بسبب نسبتهما مقارنة بغيرهما، بل بسبب وجود واقع خاص تقدمه الأغلبية للأقلية، وهو واقع يحاول فيه كل فرد داخل الأقلية الوصول إلى فهم لنفسه وفهم الواقع الذين تم وضعه داخله“8 إن الدور الذي تلعبه السيرة الذاتية في الأدب الأسود يحتل موقعا موازيا لوضع السيرة الذاتية في الكتابات النسائية. ففي كلنا الحالتين يكون تواجد السيرة الذاتية وإصرارها على الاستمرار مدعوما بنفس الأوضاع التاريخية والأيديولوجية التي تكمن وراء مقولة مايكل سيرينكر عن “نهاية السيرة الذاتية” من حيث أن “لا يمكن لأية سيرة ذاتية أن تحدث سوى داخل حدود كتابة تتسم بتداخل مفاهيم الذات والأنا والمؤلف واندماجها داخل عملية فهم إنتاج النص“.9 وفي مذكرات السجن الخاصة بالمعتقلين السياسيين من العالم الثالث نجد أن مواجهة التقاليد والقوالب الأدبية للسيرة الذاتية بصاحيا رفض روابط البنوة التي تنحصر في علاقات الجندر أو اللون أو الهوية الجنسية أو الانتماء العرقي. وفي ختام دراسته لكتابات المساجين، وخاصة السود، في سجون الولايات المتحدة، خلص بروس فرانكلين إلى الآتي:
إن الناس الذين أصبحوا من الأدباء بفعل تجربة السجن يميلون إلى الكتابة تبعا لنمط السيرة الذاتية، والسبب في ذلك واضح، حيث أن تجربتهم الشخصية هي التي منحتهم الرسالة والدافع للتعبير عنها. إن أعمال المساجين في الوقت الحاضر، ومع كونها في أغلبها أعمالا من السيرة الذاتية، إلا أنه نادرا ما يكون القصد من ورائها استعراض العبقرية الفردية. وبينما نجد أن المعايير الأدبية السائدة تستخلص كل ما هو غير عادي أو حتى فريد، مع كون المعيار الأساسي هو “التفرد“، إلا أن معظم كتابات السيرة الذاتية المكتوبة من تجربة السجن تسعى إلى أن توضح للقراء أن التجربة الذاتية الخاصة بالمؤلف ليست تجربة فريدة أو حتى غير عادية.10
ويمكن تطبيق نفس القول . الكتاب والكاتبات الذين ي رضون للسج بسبب الكتابة. إن الطريقة التي تخضع بها مؤسسات السلطة – سواء نشأت من داخل المجتمع أو النظام السياسي أو تم فرضها من قبل ممارسات وسيادة قوى خارجية مهيمنة – وتتعرض للتقويض بفعل مطالب المجموعات المحرومة للحصول على منفذ إلى مجال التاريخ والسلطة والمصادر، هي نفس الطريقة التي تتعرض بها المنظومات السردية وسلطتها النصية للتحول بفعل التعبير التاريخي والأدبي عن تلك المطالب. إن نساء باكستان، مثلهم كالنساء الفلسطينيات، أو النساء السوداوات والبيضاوات من جنوب أفريقيا، أو النساء البوليفيات أو المصريات – اللاتي مات أزواجهن أو سجنوا أو هاجروا أو انضموا إلى حركات المقاومة، أو النساء اللاتي ربما لم يسبق لهن الزواج – كلهن يكتبن سيرهن الذاتية، وهن مثل كيت شوبان وقد انخرطت كل منهن في حياة عملية جديدة، ولكن كثيرا من سيرهن من الذاتية نابعة من تجربة السجن.
إن التعرض للسجن على يد الدول السلطوية والأنظمة القمعية التي تعيش وتعمل فيها نساء العالم الثالث في تجربة قابلة للتحقق نتيجة لكفاحاتهن الشخصية ونضالاتهن العامة. إن تاريخهن والذي عادة ما يخضع ليد حكوماتهن القامعة هو تاريخ يعبر عن حالات تم توثيقها بواسطة منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل منظمة العفو الدولية.11 ولكن النساء أنفسهن قدمن نصوصا من المرويات والسرديات والسير الذاتية عن تجارب سجنهن. إن مسيراتهن الشخصية التي مررن بها في الكفاح والاستجواب والسجن بل وفي التعذيب الجسدي في حالات كثيرة هي مسيرات تشهد عليا كتاباتهن الخاصة باعتبارها جزءا من المخطط التاريخي والمشروع الجماعي، وعند تناول تلك الكتابات معا نجدها تشير إلى نشأة كم من الأعمال الأدبية الجديدة الناجمة عن الأوضاع المعاصرة لحياة العالم الثالث بما فيه من قمع سياسي واجتماعي، ونظرا لوقوعها ضمن سياق تاريخي محدد فإن تلك الأعمال الأدبية تظل مع ذلك خاضعة للتطور مع استمرارية تلك الأوضاع الجمعية العالمية ولكنني سأركز في هذه المقالة على سبعة أمثلة يضم كل مثال منها، بطرق مختلفة وتجريبية أحيانا، الأسئلة الشكلية المتعلقة بالتقاليد والقوالب الأدبية والتي تتطلب سرعة التوثيق والتسجيل إن هذه النصوص، التي تتضمن القصة القصيرة والرواية والسيرة الذاتية واليوميات و“الشهادة” هي نصوص محورية لجمع الفصول اللازمة لما حددته جاياتري تشاكرا فورتي سپيفاك ( Gayatri Chakravorry Spvak)، في مراجعتها النقدية للتحليل النفسي والعالم الثالث، والذي أطلقت عليه السير الاجتماعية و“السير النفسية التي تشكل تأثير الذات لدى هؤلاء النساء من (العالم الثالث)”.12 إن النصوص الأساسية التي ستتم مناقشتها هنا هي القصة القصيرة “جامع الكنوز” بقلم يبسي هيد (“Bessie Head, “The Collector of )، والشهادة الروائية امرأة عند نقطة الصفر قلم نوال السعداوي وما يتبعها من مذكرات نوال السعداوي مذكرات من سجن النساء، وكذلك يوميات السجن “أختي هل أنت ما زلت موجودة هنا؟” بقلم أختر بالوتش (Altat Baluch, “Sister Are You “?Still Here)، والسيرة الذاتية “دعوني أتكلم” بقلم دوميتيلا باريوس دي تشونجارا ( Domitila Barrios de Chungara, Let Me Speak)، ومذكرات السجن “117 يوما” بقلم روت فيرست ( Ruth First, 117 Days)، ومذكرات السجن “بيتي سجني” بقلم ريموندا الطويل ( ,Raymonda H. Tawil My Home, My Prison). وقد بدأت هذه النصوص في الظهور باعتبارها كما جماعيا من الأعمال، ومقولة مشتركة تحمل تحديا للبنى السلطوية وأجهزة الدولة.13 ومع عدم اعتماد تلك النصوص تماما على قضايا الجندر أو اللون ولا كونها تركز فقط على قضايا الطبقة، نجدها تعرض إمكانات قيام أشكال علمانية جديدة من التنظيم الاجتماعية.
إن مسألة مدى أهمية الفئات المغايرة لفئة الجندر – مثل فئة اللون والعرق والدين والطبقة – في تحديد قضايا التضامن العالمي والنضال الجماعي هي مسألة حيوية بالنسبة للجدل والنقاش المعاصر الدائر داخل الحركة النسوية في الغرب، حيث تتم إعادة تناول مدى أولوية الجنس كفئة تحليلة مع إعادة تشكيلها من عدة جوانب وأكثر من منظور، حيث ترى جوان كيلي جادول ( Joan Kelly-Gadol) أنه “عند السعي إلى إضافة النساء إلى مجمل المعرفة التاريخية نجد أن تاريخ النساء أضفى حيوية على التاريخ، حيث أثار حراكا في الصيغ الفكرية للدراسة التاريخية“، كما أنه “حقق ذلك بإثارة الإشكاليات الخاصة بثلاثة هموم أساسية في الفكر التاريخي، وهي: 1) التحقيب. ٢) فئات التحليل الاجتماعي، 3) نظريات التغير الاجتماعي.14” ومن جانب آخر فقد تم أيضا اتهام النسوية والنظرية النسوية بالنزعة العالمية والتعميم وبغياب الوعي التاريخي ورفض التوقف أمام خصوصية الأوضاع المادية المؤثرة في نضال النساء داخل المجتمعات المختلفة والخلفيات التراثية الثقافية على اختلافها، إن التطرق إلى إشكاليات فئة الجنس من خلال طرح أسئلة حول القهر العنصري يتعرض لمزيد من التناول والتعقيد بواسطة حركة النساء المعنفات على سبيل المثال، وهي الحركة التي فرضت على المنظرات النسويات إعادة النظر في دور الطبقة في التمييز بين النساء المتعرضات للتمييز.15 وهكذا نجد أيضا دوميتيلا باريوس دي تشونجارا، زعيمة “لجنة ربات البيوت” لدعم عمال المناجم في بوليفيا، تشعر بخيبة الأمل عند اكتشافها أن النسويات العربيات، اللاتي حضرن “المحكمة النسائية العالمية برعاية الأمم المتحدة عام 1975″ والمقامة في مدينة مكسيكو سيتي، حرصن على مشاركتها ضمن اجتماعات “تضامن الأخوات” أكثر من حرصين على دعم نضال عمال المناجم البوليفيين الذي اعتبرت دومستيلا باريوس دي تشونجارا أن مشاركتها في هذا النضال هو الأكثر أهمية. حيث تكتب قائلة: “بالنسبة لنا” فإن “المهمة الأولى والأساسية ليست الكفاح ضد رفاقنا، بل معهم، لتغيير النظام الذي تعيش فيه واستبداله بآخر“.16 كذلك نجد أن النساء الإيرانيات وجدن من الضروري التمييز بين أولويات أدوارهن في الثورة الإيرانية من أولويات الكثيرات من النساء الغربيات، وطبقا لما ورد على لسان إحدى النساء، فإننا نجد في الغرب أنه “من المفترض أن الرجال قاموا بفصل النساء عن بعضهن البعض، وبالتالي اتخذت النسوية لنفسها هذا المجال كساحة للنضال وجعلن منه مبدأ أساسيا لدعم “الأختية والتضامن” بين النساء، ولكن هذا الجانب كان غائبا عن في إيران. حيث كانت التجمعات النسائية في الإمكانية الوحيدة المتاحة في إيران. بل وكان ما يشغل في الواقع نضال النساء هو المطالبة بالجمع والتوفيق بين الجنسين، وكانت تلك هي السمة الأكثر جرأة في هذا النضال.17” وأخيرا نجد النسوية السوداء من منطقة الهند الغربية، جلوريا جوزيف ( Gloria Joseph)، تؤكد قائلة “إن الحديث عن النساء، كل النساء كفئة واحدة، إنما يعمل على ترسيخ السيادة البيضاء – أي سيادة النساء البيضاوات“، وتختتم مراجعتها النقدية للتسوية بل وللماركسية الكلاسيكية التقليدية معللة ومبشرة بأن “الكفاح ضد الهيمنة البيضاء وسيادة الرجال على النساء ترتبط ارتباطا مباشرا بحركات النضال العالمية من أجل التحرر الوطني، ولابد من مد نطاق الاتصال على المستوى الدولي.”18
إن السمة المميزة لكتابات نساء مثل دوميتيلا باريوس دي تشونجارا، ونوال السعداوي، وروث فهرست، وريموندا الطويل، والخاصية المشاركة بيلين هي علمانيتين – رغم خصوصية هموم كل واحدة منهن والنابعة جذورها من الظروف المادية الفريدة المتعلقة بحياتهن واختلاف الأشكال القمعية في مجتمع كل واحدة منهن، ويتم التعبير عن تلك العلمانية في تحديهن ومواجهتهن لسلسلة ممتدة من السلطة والقائمة على أساس من روابط البنوة الصرفة، ومع أنه من الممكن نقل الشرعية “من البنوة إلى الانتماء“، طبقا لإدوارد سعيدا ، الذي قام بالتمييز بين رابطني البنوة والانتماء في كتابه “العالم والنص والنقاد” (Edward Said, The World, The Text and the Critics)، إلا أنه يرى أنه يمكن أيضا “للناقد أن يميز الاختلاف بين البنوة الغريزية وبين الانتماء الاجتماعي، وأن يبين كيف أن الانتماء قد يولد البنوة وكيف يمكنه أحيانا أن يوجد أشكاله الخاصة به من البنوة“.19 إن البديل الثاني، أي “الوعي النقدي العلماني” هو الذي يميز كتابات هؤلاء النساء وجهودهن لتطوير أسس جديدة للانتماءات عبر النضال السياسي والشهادة الشخصية والجماعية…
وعلى الرغم من أن كتابات نساء العالم الثالث عن السجن لا تلتزم بالضرورة بمعايير الأنواع الأدبية وخصائصها التي تمت صياغتها بواسطة التراث النقدي أو الأدبي الغربي، حيث تتراوح تلك الكتابات ما بين القصة القصيرة إلى شهادة السيرة الذاتية أو التوثيق السياسي، وما يؤدي إليه بالتالي من قلقلة للحد الفاصل بين الفن الروائي وغير الروائي، إلا أن تلك الكتابات تطرح مع ذلك معايير بديلة لتعريف القوالب الأدبية التقليدية والتعبير عنها. ونجد الكاتب والأكاديمي الكيني، نجوحي وا ثيونجو، يؤكد في مقالته عن “الأدب في مذاهب ومدارس” ( Nguel wa Thiong’o, “Literature in “Schools) أنه “توجد في الأدب مدرستان جماليتان متعارضتان، وهما: جماليات القمع والاستغلال والإذعان للإمبريالية، وجماليات النضال الإنساني من أجل التحرر التام“. وهكذا يتم إخضاع المعايير الشكلية لقوة المقتضيات الأيديولوجية والسياسية عند تقرير سطوة الشكل والتحالفات القائمة بين النصوص والكتاب والكاتبات. ولكن هذه الفئات المتعلقة بالشكل، الأدبية منها أو النصية، لا تخلو من مجموعة أخرى من الفروق وصور التمييز المفروضة على السجناء والسجينات داخل نظام السجن نفسه. ومن الأمثلة المهمة على تلك الفروق الخاصة بتصنيف السجناء والسجينات في التفرقة التي تتم بواسطة الجهاز القضائي للدولة والتي يتم أيضا التلاعب به بواسطة سلطات السجون في التمييز بين سجناء القانون العام وبين المعتقلين السياسيين، أي بين من يقضون أحكاما بسبب تجاوزات إجرامية وبين من يتم احتجازهم بفعل أنشطتهم السياسية. ومن ضمها الكتابة في حد ذاتها. ففي سجن القناطر للنساء في مصر، حيث تم احتجاز نوال السعداوي في عام ١٩٨١ على يد نظام السادات، كان “من الممنوع الحديث مع المعتقلين السياسيين“. أما في جزيرة روبين، وهو المعتقل سيء السمعة في جنوب أفريقيا، بدأ مسؤولو السجن في ممارساتهم العقابية بمحاولة استخدام المساجين الجنانيين في إحداث الشقافات وانقسامات بين السجناء السياسيين. ونجد اندريس نايدو، وهو هندي جنوب افريقي قضى حكما بالسجن لمدة عشرة أعوام بسبب نشاطه المناوئ لحكومة الفصل العنصري من موقعه كعضو في منظمة المؤتمر الوطني الأفريقي، قد وصف في مذكراته عن جزيرة روبين “روبين أيلاند” (indres Naidoe, Robben Island) ما ألحقه السجناء السياسيون من هزيمة لتلك المخططات التي قامت بها السلطات بغرض تحقيق الانقسامات. وقد انتهى الأمر بالسجناء الجنانيين إلى الاقتناع بالبرنامج السياسي الذي يتبناه رفاقهم في السجن.20 كذلك نجد أن السجينات الجنائيات في سجن القناطر أقمت تحالفات، على غموضها، مع المعتقلات السياسيات، بل وحتى أنهن لعين دورا أحيانا في نقل الرسائل والاتصال مع العالم الخارجي، ومثلما لا يمكن الفصل بين السجينات والسجناء الجنائيين وبين المعتقلات والمعتقلين السياسيين، فكذلك لا يمكن عزل الأنواع الأدبية عن سياقها وتداعياتها السياسية والأيديولوجية …
إن التداخل بين فئتي السجناء الجنائيين والمعتقلين السياسيين يستتبعه أيضا قيام علاقة متبادلة بين الكاتب أو الكاتبة والشخصية، فالمساحة الفاصلة بين الموظفين القائمين في قصة بيسي هيد عن ديكيليدي موكوبي، أو حتى في قصة حياة فردوس عند نوال السعداوي، هي مسافة تنهار عندما تصبح الكتابة جريمة ضد الدولة خاضعة للعقوبة القانونية والحكم بالسجن، ولكن بخلاف ما تتعرض له كل من ديكيليدي موكوبي أو فردوس، نجد أن القبض على نوال السعداوي نفسها يتم بسبب قيامها بالكتابة، كما أن فعل الكتابة نفسه يحمل أهمية مختلفة وغير تقليدية. فمن جانب. لم تعد الكتابة تميزها عن غيرها من نساء المجتمع، بل تربطها بهن من منطلق معارضتهن لما يتعرضن له من قصاص مفروض من البني السلطوية. ومن جانب آخر، فإن أعمال العنف العدوانية أو الانتقامية المنفصلة التي تقوم بها هؤلاء النساء تجد لنفسها معنى جماعيا تعبيرا عن حالة من النضال الشعبي، وذلك عبر فعل الكتابة الذي تقوم به نوال السعداوي. ويرى فريدريك جيمسون في تحليله لـ“السرديات السحرية” في كتابه عن “اللاوعي السياسي” (Frederic lameson, The Political Unconscious) أن “القيمة الاستراتيجية للمفاهيم المعنية بالنوع الأدبي في الماركسية تكمن بوضوح في وظيفة الوساطة التي يقوم بها النوع بما يتيح التوفيق بين التحليل الشكلي الباطني لأي نص وبين المنظور المزدوج لتاريخ الشكل وتطور الحياة الاجتماعية“،21 فإذا كان ذلك صحيحا فإنه يصبح من الواضح أيضا أن كتابات السجن النسائية التي ترجع إلى مناطق مختلفة من العالم الثالث إنما تحاول القيام بمهمة معقدة لا تتمثل في إعادة التعبير عن “تاريخ الشكل” طبقا لكيفية وصولها إلينا أو فرضها علينا فحسب، بل تسعى أيضا إلى القيام بإعادة تنظيم لـ“تطور الحياة الاجتماعية” بما يصاحبه من فروق بين السياسي/ اللاسياسي وبين فئات الجندر واللون والطبقة داخل مجتمعاتها…
إن العلاقة بين العائلة وغيرها من الكيانات الجماعية تظل علاقة ذات أهمية بل ومحورية فيما يتعلق بمذكرات السجن المكتوبة بأقلام المعتقلات والمعتقلين السياسيين، كما أن تلك الجهود المبذولة من أجل في إعادة صياغة سلطوية الالتزام العائلي باعتباره نضالا سياسيا جماعيا في مسألة لا تقتصر على سرديات السجن النسائية، حيث نجد أن كلا من معين بسيسو، الشاعر الفلسطيني الذي ثم سجنه في السجون المصرية في الخمسينيات بسبب نشاطه السياسي، وكذلك الكاتب الكيني نجومي وا نيونجو، الذي تم القبض عليه بواسطة جومو كينياتا يوم 31 ديسمبر ١٩٧٧، يحكيان في يوميات السجن التي كتبها كل منهما عن التلاعب المنظم الذي يقوم به جهاز الدولة للسجون حيال الروابط والولاءات العائلية للسجناء وذلك كوسيلة للضغط والإكراه، ففي كتاب معين بسيسو النزول إلى الماء وكتاب نجوجي وا نيونجو عن “المعتقل” (Ngugi wa Thiongo, Detained)، نجد أن السلطات المصرية والكينية تعد سجناءها المتحدين لسلطاتها بأن ينالوا زيارات من زوجاتهم إذا وافقوا أخيرا على التعاون مع الدولة في عمليات الاستجواب. ولكن رفضهم المستمر للمشاركة في تلك الممارسات القمعية إنما تكشف عن التزام متواصل بإعادة بناء النظام الأيديولوجي، وطبقا للوي التوسير (Louis Althusser) فإن الأجهزة الأيديولوجية التابعة للدولة، كالسجون والجيش والشرطة والمحاكم – وبصرف النظر عما إذا كانت تعمل على مستويات دينية أو تربوية أو عائلية أو قانونية أو سياسية أو نقابية أو ثقافية – “قد لا تمثل مجرد مصلحة بل هي أيضا موقع للنضال الطبقي“.22
إن النسوية تعني، للكثيرات من نساء العالم الثالث، تحرير النساء، ويتم النظر إلى تحرير النساء بوصفه جزءا من النضال الشعبي ضد قوى القهر وهو نضال يجب أن ينبع من الأوضاع المادية للناس أنفسهم، كما يجب أيضا أن يحمل إمكانيات لرؤية جماعية أشمل وقد ساهم الدور الفاعل للنساء في الكفاح من أجل التحرر الوطني وفي حركات المقاومة في العالم الثالث مساهمة مهمة في التعبير عن الأيديولوجيا السياسية في بلدان العالم الثالث، وهي أيديولوجيا تتجاوز الحدود الفاصلة بين الجنس واللون والانتماء العرقي. فطبقا لما ورد على سبيل المثال عن سامورا ماشیل، رئيس موزمبيق، في مقالته “تحرير النساء ضرورة أساسية للثورة” ( Samora Machel, “The Liberation “of Women Is a Fundamental Necessity for the Revolution) يكتب قائلا “ليس التناقض العدائي بين النساء والرجال، بل بين النساء والنظام الاجتماعي، بين كافة الناس الخاضعين للاستغلال وبين النظام الاجتماعي. … وبالتالي فمثلما لا يمكن قيام ثورة بدون تحرير للرجال. فإن النضال من أجل تحرر النساء لا يمكن أن يكتب له النجاح بدون انتصار الثورة“.23 ويعبر غسان كنفاني عن تلك العلاقة التبادلية في مقالته “قضية أبو حميدو“، 24 وهي آخر مقالاته التي كتبها قبل اغتياله في انفجار سيارة مفخخة في بيروت عام ۱٩٧٢، حيث يقوم هذا الكاتب الفلسطيني في مقالته تلك بتكرار ضرورة قيام عملية إعادة تدريب وتعليم اجتماعي وأيديولوجي داخل الحركة الثورية نفسها، دون أن يقتصر الأمر على الناس وحدهم بل كذلك على المقاتلين. وقد كان أبو حميدو أحد الفدائيين الفلسطينيين الموجودين في الجنوب اللبناني عام 1971 عندما قام أهالي إحدى القرى باتهامه باغتصاب إحدى بنات القرية. وقد تمت محاكمة أبو حميدو على تلك الجريمة وصدر الحكم بإدانته وتم الحكم عليه بالموت بواسطة حركة المقاومة والمنظمة التي ينتمي إليها. أما الفتاة المغتصبة فقد تعرضت للقتل بيد شقيقها، وذلك بناء على التقاليد الاجتماعية السائدة بشأن كون تلك الوصمة التي تمس شرفها هي وصمة تمس شرف العائلة بأكملها. إن التقاليد السلطوية والبني الاجتماعية التي تدفع النساء إلى قتل أزواجهن، وتدفع الأشقاء إلى الانتقام الدموي من شقيقاتهم. هي تقاليد يجب أن تخضع للمراجعة وإعادة النظر، حيث أكد غسان كنفاني أن التحرر الوطني يجب أن يكون جزءا من ثورة اجتماعية أشمل. ففي مراجعته النقدية الراديكالية لحادثة أبو حميدو، نجد اصرار غسان كنفاني على حاجة الحركة الثورية إلى تثقيف أعضائها، نساء ورجالا، بما يوصلهم إلى ممارسات تؤدي إلى إحداث تحول في أنظمة الاستغلال – سواء كان الاستغلال قائما على أساس الجنس أو اللون أو الطبقة – لتصبح ممارسة قائمة على التضامن الجماعي أي تحالف فعال قائم على رؤية علمانية وأخيرا، فإنه طبقا لقصيدة بالاتش خان، لا توجد “طريقة أخرى لقول ذلك بأسلوب رقيق“. ٢٥
باربرا هارلو، أستاذة الآداب الإنجليزية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة تكساس يأوستين في الولايات المتحدة الأمريكية، كما قامت بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي متخصصة في دراسات العالم الثالث، والنظرية النقدية، وكتابات السجون وأدب المقاومة، ودراسات ما بعد الكولونيالية، والإمبريالية والاستشراق، ومهتمة تحديدا بالثقافات والآداب العربية والأفريقية اكتسبت شهرتها الأكاديمية عندما نشرت كتابها عن أدب المقاومة الصادر عام ١٩٨٧، ومن مؤلفاتها المهمة كتابها عن الكتابات الثورية والاغتيال السياسي الصادر عن 1996، والذي تناولت فيه ضمن من تناولتهم الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني.
* Barbara Harlow, “From the Women’s Prison: Third World Women’s Narratives of Prison”, Women. Autobiography, Theory: A Reader, eds. Sidonie Smith and Julia Watson (Wisconsin: The University of Wisconsin Press, 1998), pp.453-460; reprinted in part from Feminist Studies 12:3 (Fall 1986). pp. 501 524.
1 للحصول على عرض الأوضاع النساء الفلسطينيات في معسكرات اللاجئين في لبنان في السنة السابقة على الغزو، انظر/ ي:
Ingela Bendt and James Downing, We Shall Return: Women of Palestine, trans. Ann Hennings/ ((London: Zed Press, 1982
2 انظر/ي:
Stephanie Urdang Fighting Two Colonialisms Women in Guinea-Bissau (New York Monthly Review, 1979)
3 انظر/ي:
Hilda Bernstein, For Their Triumphs and for Their Tears: Women in Apartheid South Africa (London: International Defense and Aid Fund, 1978).
4 انظر/ي:
Manlio Argueta, One Day of Life, trans. Bill Brow (New York: Random House. 1983). Ngugi wa Thiong’o, Petals of Blood (New York E. P. Dutton, 1978)
5 انظر/ي:
Christine Obbo, African Women: Their Struggle for Economic Independence (London: Zed/al press 1980)
أنظر/ي أيضا العدد الخاص عن العمالة المهاجرة وأثارها على النساء في مصر واليمن: MERIP
Reports 14, no. 5 (1984)
6 Frank O’Connor, The Lonely Voice (Clevelamd: World, 1960).
7 Masao Miyoshi, “Against the Grain: Reading the Japanese Novel in America, in Critical Perspectives in East Asian Literature, ed. Peter H. Lee (Seoul: International Cultural Society of Korea, 1984), 223.
8 Roger Rosenblatt, “Black Autobiography: Life as the Death Weapon”, in Autobiography Essays Theoretical and Critical, ed. James Olney (Princeton: Princeton University Press, 1980), 168, 171
9 Michael Sprinker, “The End of Autobiography: Fictions of the Self”, in Olney, 342.
10 H. Bruce Franklin, The Victim as Criminal and Artist: Literature from the American Prison (New York: Oxford University Press, 1978), 249-50.
11 بالإضافة إلى التقارير التي تتناول بلدان وأنظمة معينة، أنظري أيضا: :Torture in the Eighties (London (1984 Armesty International. وللحصول على مناقشة لكاتبات وكتاب يواجهون السجن، سواء كتهديد أو واقع انظر/ي :
The Writer and Human Rights, ed. Toronto Arts Group for Human Rights (New York: / Doubleday, 1983(
12 Gayatri Chakravorty Spivak. “Rethinking the Political Economy of Women”, paper presented at Pembroke Center Conference on Feminism, Theory, Politics, Providence, Rhode Island, 14-16 March 1985.
13 Bessie Head, “The Collector of Treasures”, in The Collector of Treasures (London: Heinemann, 1977); Nawal el-Saadawi, Woman at Point Zero, trans, Sherif Hetata (London: Zed Press, 1983), and Memoirs from the Women’s Prison (نوال السعداوي، مذكرات من سجن النساء، دار المستقبل العربي Akhtar Baluch, “Sister, Are You Still There? The Diary of a Sindhi Woman (19 Prisoner”, with introduction and notes by Mary Tyler, in Race and Class 18 (1977); 219-45; Domitila Barrios de Chungara and Moema Viezzer, Let Me Speak: Testimony of Domitila. A Woman of the Bolivian Mines, trans. Victoria Ortiz (New York: Monthly Review, 1978); Ruth First, 117 Days (New York: Stein & Day, 1965); Raymonda H. Twil, My Home, My Prison (London: Victor Gollanz, 1977); Etel Adnan, Sitt Marie Rose, trans: Georgina Kleege (Sausalito, CA: Post Apollo Press, 1982); and Rosemary Sayigh, “The Mukhabrat State: Testimony of a Palestinian Woman Prisoner”. Race and Class 26 (1984(
14 Joan Kelly-Gadol, “The Social Relation of the Sexes: Methodological Implications of Women’s t History”, in The Signs Reader Women, Gender, and Scholarship, ed. Elizabeth Abel and Emily Abel (Chicago: University of Chicago Press, 1983), 11.
15 انظر/ي:
Susan Schechter, Women and Male Violence The Visions and Struggles of the Battered Women’s Movement (Boston: South End Press, 1983)
16 Chungara, 194-206,
17 Nahid Yeganeh, “Women’s Struggles in the Islamic Republic of Iran”, in in the Shadow of Time: The Women’s Movement in Iran, ed. Azar Tabari and Nahid Yeganeh (London: Zed Press, 1982), 34,
18 Gloria Joseph, “The Incompatible Ménage à Trois: Marxism, Feminism, and Racism”, in Women and Revolution: A Discussion of the Unhappy Marriage of Marxism and Feminism, ed. Lydia Sargent (Boston: South End Press, 1981), 95, 106. 19 Edward Said. The World, the Text and the Critic (Cambridge: Harvard University Press, 1983), 74.
20 Indres Naidoo and Albie Sachs, Robben Island: Ten Years as a Political Prisoner in South Africa’s T Most Notorious Penitentiary (New York: Vintage, 1983(
وقد كان، اندريس نايدو محتجزا في مؤسسة روبين أيلاند (جزيرة روبين) العقابية في الفترة ما بين عام 1963 إلى عام 1973
21 Fredric Jameson, The Political Unconscious: Narrative as a Socially Symbolic Act (Ithaca: Cornell University Press, 1981), 105.
22 Louis Althusser, “Ideology and Ideological State Apparatuses”, in Lenin and Philosophy, trans. Ben T Brewster (New York: Monthly Review, 1971), 147,
23 Samora Machel, “The Liberation of Women Is a Fundamental Necessity for the Revolution”, in Mozambique: Sowing the Seeds of Revolution (London: Committee for Freedom in Mozambique, Angola, and Guinée, 1974).
Also cited in Introduction, “Sister, Are You Still Here?
24 غسان كنفاني، “قضية أبو حميدو” في شؤون فلسطينية، العدد ١٢ (أغسطس/آب ۱۹۷۲)، ص۸–۱۸.
25 Balach Khan, “I Have No Way of Saying This Gently” (unpublished poem)
قد صدرت ثلاث قصائد أخرى في:
Seneca Review 14 (1984): 48-53: 5